قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

زفر بلال وهو يخلع ملابسه وقال بحنق...
-انت مش هتبطل الجنان ده بقا يا ااخي! فضحتنا قدام الناس هيقولوا ايه هيجوزواا بنتهم لواحد مجنون!
رمي مصطفي بجسده على الفراش و قال بضيق...
-بلال ممكن تخرس، انت ما شفتش كان عايز يلمسها ازاي!
-يلمسها ايه يابني ده كان بيهديها...
نظر له مصطفي نظره قاتله وقال بحده...
-و لو ندي مكانها؟!
ضيق بلال عينيه وقال بحده..
-كنت قطعت ايديه...

ابتسم له مصطفي بلا مرح فقد اثبت وجهه نظره، لكن بلال استكمل...
-بس بردوا مايمنعش انك اوفر مع البت انت شفتها من امتي اسبوعين ولا شهر!
-مش فاكر وسيبني بقا في حالي...
ابتسم له بلال ليتحول بلحظه من الضيق إلى السعاده (الجنان وراثه في العيله دي ) و اردف بفرحه...
-بس تصدق ياض انا مبسوط اوي انك هتتجوز انت من كتر ما بتحلق للبنات كنت شاكك فيك...

اخذ مصطفي نفس عميق حتى لا يتهور على ابن عمه المخبول والذي يلعب بعداد عمره وحياته...
-مش هسأل كنت شاكك في ايه عشان هتعصبني وهقوم اخنقك!
ضحك بلال ورمي بجسده عكسه على الفراش فدفع مصطفي بقدمه إلى الارض ونظر له باشمئزاز...
-هو انت مش ليك اوضه وبيت تحت طالع تقرفني ليه؟!
وضع بلال يده على صدره يصطنع الجرح وقال بمكر..

-بتطردني يا ديشه! وانا اللي كنت بضحي وهستحملك عشان ننزل نقول لعمي ولا انت ناوي تكتب الكتاب وبعدين تقول!
زفر مصطفي بحنق وهو ينظر إلى السقف ثم اردف...
-نازل اقوله ومعتقدش هيرفض...
تأمله بلال قليلا ثم سأل بجديه...
-مش هتقوله على موضوع ابوها صح...
رفع حاجبه باستغراب وقال...
-واقوله ليه؟ مش مشكلتهم دي مشكلتي انا وانا اللي هتصرف فيها بس اظبط حالي الاول...
تنهد بلال وقال بثقه...

-تظبط حالك يعني تتجوزها وتضمنها في ايدك صح؟!
لم يجيب مصطفي وهو يكشر وجهه بغضب من وضوحه وتعريه دائما امام اخيه...

بعد مرور ساعه من الحوارات و المشاحنات بينهم نزلا لتناول الطعام كالعاده مع العائله فمنذ وفاة والدة مصطفي ضمتهم زوجه عمه تحت رعايتها واصرت على ان تأكل العائله كلها من يدها بالرغم من انتفاضات عمته لها دائما...
وقد اتفق مع بلال وعزم النيه على اخبار والده والجميع برغبته في الزواج من سمر...

جلس دياب يأكل ويتحدث مع عبدالله بينما ظل بلال يشير له بحاجبيه للتحدث الا ان عمته زينب سبقته وهي تربت على ذراعه بحنان مصطنع...
-وانت عامل ايه يا حبيبي؟ كنت مشغول في ايه دي ندي طول الوقت بتسأل عليك وقلقانه خالص...
توقفت ندي عن الاكل وهي تنظر بخوف وتوتر إلى بلال الذي قبض على معلقته وكادت ان تنحني...
نظر مصطفي بلا مشاعر إلى ندي ثم إلى عمته واردف بلا مبالاه...
-كنت في الشغل يا عمتي!

قالت بخبث له مغزي...
-والله يابني انت حلك انك تتجوز بقا، لما يكون عندك بيت و وواحده مستنياك هنشوفك اكتر...
كانت ندي على وشك البكاء وبدأت عيناها تترقرق بالدموع فعلا وهي تعلم اين تتجه والدتها بهذا الحديث!
نظف مصطفي حلقه ونظر بثقب إلى عمته زينب وقال بشبه ابتسامه...
-والله فيكي الخير وبتحسي بيا ياعمتي...
رفع دياب حاجبيه واردف بتساؤل...
-ايه ناوي تفرحنا وتتجوز خلاص؟
تنحنح مصطفي قليلا وهو يرد عليه بتأني...

-والله يا حاج كنت على وشك افتح الموضوع ده بس عمتي سبقتني...
ظهرت اسارير الفرح على وجه عمته وهي تشعر باقتراب وقوع مصطفي في فخها، فقالت بسرعه...
-وانا عندي عروستك يا مصطفي...
نزلت دموع ندي بالفعل وغادة تضغط على فخدها من تحت الطاوله تطمئنها، كاد بلال ان يتحدث وهو يشعر بضياع ندي منه الا ان صوت مصطفي الحاد الخالي من المشاعر سبق الجميع...
-لا ياعمتي العروسه عندي فعلا، كتر خيرك!
نظرت له بصدمه وغضب واردفت...

-لا والله ومين دي بقي؟
تحدث والده ايضا بهدوء وفضول...
-عينك على حد معين من اهل الحارة ولا من برا...
-احم من برا ومن جوا يا حاج...
ضحك عمه عبد الله واردف...
-فزورة دي ولا ايه؟!
ضحكت منال وقالت وهي تساند مصطفي...
-افضلوا بقي هزروا ونسيب الموضوع المهم! الواد هيتجوز واختار ده يوم المني يا اهل الدار، قول بسرعه يا بني شوقتنا!
غادة بسعاده اردفت بمرح...
-المهم تبقي حلوة ونغشه كده وتصاحبني!

ليقاطعم صوت دياب بقله صبر...
-نسكت بقا عشان نعرف هي مين!
شعر مصطفي بقليل من الخجل وهو محاصر بين عائلته الصغيرة، خجل لم يراه ويفهمه سوي بلال الذي ابتسم بالرغم من الاعصار بداخله..
سعل واردف سريعا...
-ناس جداد يا حاج لسه جايين من شهر كده هي بنت ناس و محترمه و ابوها صاحب سلسله مطاعم كبيرة بس عنده ظروف و مسافر برا يعالج اوضاعه...
تعجب والده قليلا واردف...

-هو ابن بلد يعني! اصل صاحب سلسله مطاعم هيجي هنا ليه؟!
تدخلت منال لتنقذ الوضع وتسهله على ابنها الثاني..
-يوووة يا حاج ربنا جابهم هنا عشان ابننا يشوفها وتبقي من نصيبه، هنعترض على امر الله...
رد عبدالله ضاحكا على حماس زوجته وقال لاخيه..
-يا خويا نروح ونشوف الناس ومش هنغلب، مصطفي مش صغير وعارف يختار...
ليرد دياب سريعا وهو يؤكد على كلامه...

-ايوة طبعا انا واعد امه قبل ما يتوفاها الرحمن اني اسيبه يختار اللي هيتجوزها وهو عمره ما اتسرع وانا واثق فيه!
طغي شعور بالراحه على مصطفي وهو يشعر باقتراب هدفه، غير عابئ بغضب عمته واشتعال الغل بداخلها غير مصدقه هذا التحول في خطتها!
تنفست ندي الصعداء واوشكت على المباركه له لولا نظرات والدتها المحذرة بالا تنطق!
اخبر مصطفي والده بانه قد اعطي فكرة لوالده سمر بقدومهم في الغد...
نظر له والده بشك واردف...

-وانت تعرفها بقي و البت موافقه و كده!
عرف مصطفي انه سؤال فخ من والده فتظاهر بالهدوء التام وهو يجيب ونظره على دياب وهو يرتسم الجديه...
-لا والله يا والدي، انا شفتها طالعه بيتهم كام مرة والصراحه حسيت انها مؤدبه و محترمه وشكلها حلو وانا كنت بفكر اتجوز، و كده يعني!..
-امممم ماشي ان شاء الله، بكره هنروح كلنا نشوفها و ربنا يقدم اللي في الخير...

وبدون مقدمات اطلقت منال زغروطة عاليه في وسط حنق زينب و انزعاجها...
ضحك بلال: ايه يا امي بيقولك بكره هنشوف...
لوت شفتيها وكأنها تتعجب من سؤاله ولكن الاجابه كانت من غادة...
-يابني ده فال حلو، عشان الموضوع يتم على خير...

نزل مصطفي مع والده وغاده هذا اليوم ولم يصعد إلى موطنه في السطح فهو يريد لعب دور الابن الصالح والا يفسد الامر على اخر وقت، بينما صعدت عمته الغاضبه و معها ندي التي تشعر براحه لاول مره منذ شهور الا ان هذا الشعور لن يدوم كثيرا!

في الصباح الباكر توجه مصطفي إلى بيت سمر، التي كانت في غيبوبه نوم منذ ان تركها بالامس، استقبلته سلوي واخبرها بانهم قادمون بعد صلاة المغرب وعرضت عليه تناول الافطار معهم وبعد الحاح ليس كثير وافق على امل ان يراها قبل ان يبدأ يومه...
-احم، امال سمر فين؟
ابتسمت له سلوي واجابت...
-نايمه يا حبيبي...
ندت سلوي على سمر لتوقظها وهي تتجه إلى المطبخ...

استيقظت سمر على صوت والدتها، مطت ذراعيها كالاطفال وهي تتثاءب وشعرها مشعث قليلا ويخرج من الضفيرة التي اعتادت على النوم بها منذ الصغر...
ارتدت خفها الصغير مرتديه فستان بيتي قصير يصل بالكاد إلى ركبتيها وعليه رسمه تويتي شخصيتها الكرتونية المفضلة لديها...

فتحت باب غرفتها وهي تتذمر من والدتها التي توقظها من اجمل احلامها فقد كانت على وشك صفع ذلك المتشرد! كانت تفرك عينها عندما وقع نظرها على من اقلق احلامها وهو يجلس باريحيه على اريكتهم وكأنه يمتلك المكان!
سمر بصدمه وغضب...
-انت بتعمل ايه هنا؟
وقف مصطفي وهو يبلل شفتيه وينظر لها من اسفل إلى اعلى يتفحص هيئتها التي ستفقده عقله، من ذا الذي يسلب عقله بسبب فتاة ترتدي تويتي وخفا!

نظر لها بغضب ولم يأبه لسؤالها، فاردف غضب مكتوم...
-ايه ده! انتي نسيتي تلبسي بنطلون؟!
احمرت وجنتيها وقالت بحده...
-ده dress ياvulgar! وياريت ما تدخلش بلاش قله ادب!
رفع حاجبه المقطوع متعجب من لسانها السليط ولكنه متأكد بأنها تظنه جاهل لا يفهمها فقال بتحذير...

-اتلمي واتعلمي تتكلمي مع جوزك ازاي، هششششش!
وضع اصبعه على فمه عندما فتحت فمها لتقاطع حديثه واستكمل بهدوء ينذر بالشر!..
-اسمعيني كويس انهارده بليل انا وعيلتي هنيجي ياريت، ننسي اللبس ده ونتأدب شويه ونلبس محترم خلي الليله تعدي على خير!
فتحت ثغرها على اخره غير مصدقه ما يخرج من فم ذلك المتعجرف! فهاجمته بصوت عالي نسبيا!
-انت ازااااي تتجرأ؟!انا لبسي محترم غصب عنك!وبعدين انا بقي مش عايزة الليله تعدي...

اقترب منها خطوة بغضب وهو يلوح باصبعه في وجهها..
-صوتك ما يعلاش! وهتلبسي اللي هقول عليه بعد كده...
اتسعت عيناها خوفا وقلقا من تقدمه فرجعت خطوتين بتوتر وهي تمسك بجانبي فستانها القطني لتقول بتوتر...
-بس ده ما يمنعش اني ممكن افكر في موضوع اللبس ده! بس مش هغيره عشان خاطرك بردو!
قالت باقي جملتها عندما ظهر الهدوء على ملامح مصطفي وسار ليجلس على مقعدع...

كادت ضحكه ان تفلت من بين اسنانه، هذه المجنونه ستكون من ينهي حياته فمنذ 30 ثانيه كانت ترتجف منه وما ان اعطاها ظهره حتى عادت لتمردها الذي يعشقه!

خرجت سلوي بطبقين عندما رأت سمر وقد استيقظت...
-انتي صحيتي! تعالي ساعديني طيب!
ابعدت نظرها عن مصطفي وذهبت لمساعده والدتها، كان الافطار ثقيل بالنسبه لها تماما كنظراته والتي تشعرها بان قطارا قد دهس على جسدها الهش!
اما مصطفي فقد كان يحارب نفسه في ان يبقي مكانه وان لا يخطفها ويختفي بها بعيدا عن الجميع لتصبح ملكه..
مصطفي لنفسه: هاااانت اهدي انت بس، متخلهاش تحس انك مدلوق عليها!

بعد الافطار استأذن وذهب لاتمام بعض الاعمال...
وفي المساء توجهت العائلة كلها إلى بيت سمر، وقد غلب عليهم شعور بالسعادة واستبشروا خير ما عدا عمته والتي كانت تفكر في كل الطرق التي ستنسيه تلك الفتاة او تشهر بعدم ملائمتها للزواج منه...
سلوي بترحاب وابتسامه: اهلا وسهلا بيكم، اتفضلوا ارتاحوا...

نظرت لها زينب وانفها لأعلي ورمت السلام من تحت اسنانها متجها لتجلس بعجرفة بينما اخذتها منال بالأحضان وتبادلوا الكلام الجميل السمح...

كان مصطفي كلوح من الجليد لا يتحرك او يرف بعينه محاولا اخفاء قلقه وتوتره من ما سوف تقدم عليه تلك الجنيه الصغيره!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة