قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر

كادت سلسبيل أن تقع أرضا غائبه عن الوعى، لكن سرعان ما تلقفها قماح بين يديه بخضه، إنخضت هدايه هي الآخرى ونهضت سريعا تتوجه لقماح بلهفه قائله: بسرعه يا قماح وديها مجعدى، حطها عالسرير.
نظر قماح لها وقال: لأ خلينى أخدها لأى مستشفى.
ردت هدايه: وديها مجعدى حطها عالسرير يا قماح، متخافش دى مغمى عليها.

نظر قماح لوجه سلسبيل وشفاها التي همست بشئ قبل أن تغيب عن الوعى، من ثم ذهب سريعا الى غرفة نوم هدايه وضعها على الفراش، ووقف يخرج هاتفه.
نظرت هدايه التي دخلت للغرفه خلفه قائله: هتكلم مين في التليفون؟
رد قماح: هشوف أى مستشفى قريبه من هنا تبعت لينا دكتور يكشف على سلسبيل.
تنهدت هدايه قائله: مالوش لازمه هاتلى الكولونيا اللى عالتسريحه.
نظر قماح لوجه سلسبيل مازال يريد أن يطلب أحد الأطباء.

تنهدت هدايه قائله: بلاش تفكر كتير وهاتلى الكولونيا، يلا بلاها وجفتك دى.
آتى قماح بزجاجة الكولونيا وأعطاها لهدايه، التي بدأت تضع منها على يديها وتقربها من أنف سلسبيل.
بينما سلسبيل في غفلتها تلك ترى من البدايه.

همس تقف تمسك بيدها هاتفها وتمد يدها لسلسبيل به، ذالك ما جعل عقلها يغيب لتفقد الوعى بعدها ترى همس نائمه على شيزلونج طبى، وهنالك من معها بالمكان، همس تبكى بخطين أسودين على وجهها يشبهان الكحل السائل، وهنالك أحد يمد يده لها يريد تجفيف دموعها، لكن همس خافت منه ونهضت من على الشيزلونج ترتجف.

فتحت سلسبيل عينيها وأغمضتها عدة مرات ببطئ تهمس بأسم همس، لم تتعجب هدايه التي سمعت همس سلسبيل بأسم همس أيقنت بداخلها أن سلسبيل تشعر ب همس، ربما لا تعلم أنها مازالت على قيد الحياه لكن هنالك تواصل فكرى بينهما، سلسبيل ورثت تلك الملكه عن والداتها كانت ترى أحلام ورؤى تتحقق في المستقبل، سلسبيل هكذا، لكن بدرجه أقل من والداتها في الماضى، سلسبيل تكره تلك الأحلام وتخشى منها لذالك ترفضها بعقلها، ربما تعتقد أن هذا أفضل لها، فرؤية بعض أحداث المستقبل الغير مرغوب في حدوثها تؤلم كثيرا، حين تعيش الآلم مرتين، مره بالأحلام ومره بالواقع، لكن بالنهايه كل شئ قدر.

فاقت سلسبيل لحد ما تشعر بدوخه تعجبت حين وجدت نفسها على فراش جدتها وضعت يدها تمسد راسها وقالت: أنا أيه اللى حصلى.
تتنهدت هدايه براحه قائله: خير يا بتى فجأه أغمى عليكي.
تذكرت سلسبيل آخر شئ حين إستدارت ورأت همس تقف على عتبة باب الغرفه بيدها هاتفها تمد يدها تعطيه لها، لكن أخرج سلسبيل من التفكير صوت قماح الذي قال: سلسبيل لو حاسه بأى آلم خلينى أخدك للدكتور.

نظرت له سلسبيل بصوت يشوبه الغضب وقالت: لأ انا كويسه متشكره يمكن شوية صداع وهيروحوا، كتر خيرك، خيرك سابق.
تعجب قماح من رد سلسبيل بهذه الطريقه عليه لكن إبتلعها حين دخلت نهله برجفه ولهفه قائله: خير سلسبيل مالها واحده من الشغالات جالتلى إن قماح كان شايل سلسبيل ودخل بها لهنا.

سخرت سلسبيل من طريقة حديث نهله بتلك اللهفه، منذ متى هذه اللهفه، لو كانت حقا تخاف عليها ما كانت وافقت على زواجها من قماح، حتى أنها أحيانا تشعرها أن قماح تفضل عليها حين تزوج من إحدى بناتها.
إقتربت نهله من الفراش وكادت تمد يدها على كتف سلسبيل، لكن سلسبيل تجنبت للخلف وقالت: أنا بخير، يمكن مجهده بسبب قلة نوم، يمكن محتاجه أنام، هنام شويه وهصحى كويسه.

تحدث قماح: تمام إطلعى شقتنا نامى وإرتاحى ومرات عمى هتسندك.
تمددت سلسبيل على فراش جدتها وقالت: لأ أنا عاوزه أنا هنا في أوضة جدتى هحس براحه أكتر من أى مكان تانى.
قالت سلسبيل هذا وأغمضت عينيها.
تحدثت هدايه: خلاص خلونا نطلع من المجعد ونسيب سلسبيل على راحتها تنام اهنه، وهتصحى بأذن الله كويسه.

إمتثل قماح لقول هدايه على مضض، حتى نهله هي الآخرى شعرت بآلم بقلبها من طريقة معامله سلسبيل لها سلسبيل تعتقد أن نهله بداخلها ليست حزينه على رحيل همس، وأنها ضحت بها حين غصبتها على الزواج من قماح، لكن هذا ليس صحيح، نهله بداخلها نار تكوى قلبها على بنتيها سواء التي إختارت الرحيل دون أن تبرئ نفسها، والآخرى التي تلومها على ضعفها وتبتعد عنها، لا تعرف مدى آلم قلبها تشعر أن شرينان في قلبها ينزفان، وإن كانت واقفه على قدميها الى الآن دون ان تنهار فهو من أجل بنتيها، تتمنى أن لا يصيب إحداهن أى مكروه، يكفيها آلم دفنته بقلبها تمثل القوه أمام الآخرين، لكن القلب قد فاض من الآلم.

خرجت نهله أولا من الغرفه ثم قماح ومعه هدايه التي مدت يدها على ذر الإضاءه وكادت تطفئه، لكن قالت سلسبيل: سيبى نور منور يا جدتى.
سمع قماح ذالك شعر بغصه هو يجبر سلسبيل على النوم في الظلام كما تعود
بينما
إمتثلت هدايه لذالك وتركت نور خافت بالغرفه وخرجت وأغلقت باب الغرفه خلفها.
تدمعت عين سلسبيل تشعر بآلم في قلبها حين تذكرت باقى الرؤيه التي راتها وهي غائبه عن الوعى، همس كانت تبكى، لما؟!

هل الموتى يبكون مثل الأحياء، ربما تبكى لأنها ظلمت وأنهت حياتها بيدها، لكن تذكرت همس كانت تمد يدها لسلسبيل بالهاتف، ما تفسير هذا، أتكون تريد أن تخبرها بشئ، بالتأكيد لأ هنالك تفسير آخر لذالك. أو ربما تنذرها أنها هي من ستلحق بها الى القبر قريبا.

بينما قبل قليل
بعيادة الطبيبه النفسيه.
تبسمت الطبيبه قائله: جاهزه تحكى أيه اللى حصل في الماضى.
سحبت همس نفس عميق وقالت بتوتر: جاهزه أحكى كل اللى حصلى، يمكن بعدها أرتاح من الخوف ووجع القلب اللى بحس بيه.
تبسمت الطبيه قائله: تمام إتفضلى نامى عالشيزلونج، وإسترخى، وأى وقت حسيتى بأرهاق، او إنك مش قادره تكملى حديث بلاش تضغطى على نفسك.

أمائت همس برأسها وتمددت فوق الشيزلونج، بداخلها ترتجف، قاومت ضعفها وبدأت بسرد ما حدث لها ذالك اليوم التي تشعر أنها ماتت فيه.
فلاشباك.

بعد الظهر إنتهت همس من إحدى محاضراتها وألغيت المحاضره الآخرى، إعتقدت أن ذالك من حظها، هي أعطت للسائق المسئول عن توصيلها الى الجامعه ميعاد خروجها بعد المحاضره التي ألغيت، خرجت هي وإحدى زميلاتها تسيران أمام الجامعه، لكن بدأ الطقس يتغير فجأه، إختفت الشمس وظهرت بعض السحب السوداء.

تحدثت زميلتها قائله: الدنيا شكلها هتمطر، أنا هروح أشوف أى سير يس وأروح قبل ما المطر ينزل، وأنتى بلاش تفضلى كده شوفيلك تاكسى وروحى، قبل ما تمطر.
تبسمت همس لصديقتها وقالت لها ببساطه: وماله ما تمطر المطر خير أنا بحب المطر.

ردت زميلتها: طبعا بنت العراب لو مرضت هتلاقى كونسلتوا دكاتره تحت رجليها، لكن أنا غلبانه يلا سلام بلاش عناد وشاورى لأى تاكسى وروحى بيتكم قبل الدنيا ما تمطر السحب في السما ماشيه سوده شكلها ناويه على شتوايه جامده.

رفعت همس بصرها تنظر للسماء، بالفعل السحب سوداء وهنالك أسراب من الطيور تطير بالتأكيد تذهب الى أعشاشها قبل أن تمطر السماء عليها، ذهبت صديقة همس وتركتها تسير وحدها، سارت همس على جانب الطريق، بدأت السماء تمطر في البدايه كان شبه قطرات ندى الصباح او رذاذ، كانت تمشى مستمتعه بتلك النقاط على وجهها، لكن فجأه إزداد هطول الأمطار وأصبحت غزيرة للغايه، كما ان الماره بالطريق أصبحوا قلائل هنالك من يقفون أسفل البنايات إحتمائا من هذا المطر، وأخرون يتسارعون بالطرق حتى يذهبوا لمنازلهم، إبتلت ملابس همس عليها، شاورت لأحد التاكسيات في الطريق، سرعان ما توقف لها.

إنحنت قالت له: فاضى يا أسطى.
رد السائق: والله كنت رايح أجرچ التاكسى، الجو كده شكله مينبأش بخير، بس ممكن اوصلك لو المكان اللى رايحه له على طريقى.
أملت له همس العنوان.
تبسم قائلا: إركبى يا أستاذه إنتى على سكتى اهو أسترزق بدل ما أروح ببلاش.
تبسمت همس وصعدت الى السياره.
تحدث لها السائق قائلا: أيه اللى مخليكى طالعه في الشتا ده.
ردت همس: أبدا أنا كنت في الجامعه والمحاضره اتلغت.
تحدث السائق: خير.

قال السائق هذا ومد يده بعلبة مناديل ورقيه قائلا: خدى نشفى وشك من المطر.
ردت همس برفض: شكرا ليك معايا في شنطتى مناديل، تسلم.
عاد السائق علبة المناديل، بينما فتحت همس حقيبتها كى تخرج علبة مناديل، توقف السائق فجآه.
إنتبهت همس لذالك وقالت بخضه: في أيه وقفت العربيه ليه؟
إستدار لها السائق وقام برش رذاذ في وجهها جعل عقلها فقط يغيب عن الوعى، لكن عينيها مفتوحه ترى كل شى أمامها، وجسدها كآنه شل عن الحركه.

بعد قليل دخل التاكسى الى أحد الاماكن تبدوا مثل مخزن قديم، نزل السائق من السياره، فتح الباب الخلفى ومد يده لها قائلا: وصلنا يا عروسه يلا إنزلى.

نزلت همس دون إراده منها تبدوا كالمنومه مغنطيسيا، تسير خلف ذالك السائق الذي دخل بها وقال: الأمانه زى اللى طلبوتها يا بهوات، أهى بنت عالفرازه وشكلها بنت ناس كمان، تبسم الآخرين له ينظران لهمس بإشتهاء بسبب ملابسها التي شبه ملتصقه على جسدها بسبب الأمطار، أخرج أحدهم مبلغ مالى كبير وأعطاه للسائق قائلا: تستاهل أتعابك، يلا خد باب المخزن في إيدك وإنت خارج وسيبنا إحنا نرحب بالموزه الحلوه دى.

بالفعل غادر السائق وترك همس الغائب عقلها وجسدها التي تشعر انهما مسلوبان منها.
سمعت حديث الإثنان مع بعضهما وهما يتنافسان من ينالها أولا كان كل منهم يجذبها من يد كأنها دميه، تشعر بآلم، لكن لا تستطيع الدفاع عن نفسها تصرخ فقط
تخدث أحدهم: خلينا نعمل قرعه واللى يطلع صح ياخد هو الطلعه الأولى مع الحلوه.

بالفعل أحدهم فاز بالقرعه، وسحب همس من يدها خلفه كالذبيحه كانت تصرخ، منه لكن هو وغد حقير وربما يستمتع بصراخها، وعدم مقاومتها الجسديه له.
بالفعل دخل الى غرفه أخرة وأخذ حقيبة يدها ورماها أرضا، ثم ألقاها بقوه على فراش شبه قديم، وأعتلاها يحاول تقبيل شفتاها، لكن رغم غياب إرادتها، قامت برفض وحركت رأسها برفض، لكن صفعها ذالك الوغد أكثر من صفعه شعرت أن وجهها تخدر أكثر، لكن مازالت واعيه العقل فقط...

بدأ ذالك الوغد تجريد ملابسها، كانت تمانع لكن جسدها مسلوب الحركه لا تستطيع المقاومه، عرى جسدها ينظر له بأشتهاء، بدأ في إنتهاك جسدها، لكن
كانت تصرخ بإستجداء وجسدها يرضخ دون إراده منها.

إنتهى ذالك الوغد من إغتصابها ورمى بجسده جوارها على الفراش يلهث بإستمتاع ونشوه ووضع إحدى الكبسولات بفمه، ونهض بعد قليل، خرج من الغرفه، وما هي الأ دقائق وعاد هو والوغد الثانى معه، ليس هذا فقط بل معه هاتفه وقام بتصوير جسد همس العارى وتلك البقعه الدمويه على الفراش نظر للوغد الذي معه وقال: خدت عذريتها والطلعه الاولى يا بختك، بس معليشى أنا كمان لازم أخد شرف كبير مع الحلوه، بالفعل جثى الآخر فوق جسد همس وبدأ بإغتصابها متلذذا بصراخها دون مقاومه منها، مارس عليها علاقه محرمه، يستلذ بها الى أن إنتهى هو الآخر وترك جسد همس الموصوم بأغتصاب حقيران لها، ليس هذا فقط بل صوراها بطريقه مشينه، كانت واعية العقل فقط وباقى جسدها مسلوب، لكن من يرى فتحها لعينيها يعتقد ان كل شئ حدث بإرادتها حتى صراخها ربما يفسر على أنه لذه.

دخل أحد الأثنان وقام بتلبيسها ملابسها مره أخرى، ووضع حقيبتها على كتفها، وسحبها خلفه وهي لا تشعر بشئ حتى إنهاك جسدها، ووضعها بسيارته، وذهب الى أحد المواقف العامه القريبه من الطريق، وقام بأنزالها وأخذ يدها الى ان أجلسها على أحد مقاعد الإنتظار بالطريق، من ثم قاد سيارته وغادر سريعا.

ظلت همس جالسه تائهة العقل، رغم ذالك عقلها مستوعب ما حدث، الى ان بدأ يزول مفعول ذالك المخدر عن عقلها وبدأت تشعر بجسدها مره أخرى، شعرت بآلم قاتل لها ليس جسديا فقط بل روحيا، تحاملت على ذالك الآلم، لا تعلم كيف ذهبت الى أحد المواقف العامه وركبت إحدى السيارات، وعادت الى بلدتها منها الى منزل العراب.

دخلت الى المنزل تشعر بتوعك جسدى، بالكاد تستطيع السير، ربما من سوء حظها أنها كل من بالمنزل منشغل بشئ، صعدت الى شقة والداها منها الى غرفتها، إرتمت بجسدها على الفراش كادت تصرخ، لكن وضعت يديها على فمها تكتم شهقات بكائها المرير، لا تعلم متى سحبها النوم، إستيقظت على يد نهله التي أفاقتها قائله بتعنيف: طبعا مشيتى في الشارع تحت المطر وإنبسطتى ودلوقتي، وشك احمر و شكلك داخله على دور برد، معندكيش عقل مش عارفه أمتى هتكبرى ويكبر عقلك، يلا جومى إدخلى للحمام، غيرى هدومك دى وأنا هجيبلك غيار تانى، وهجيبلك مجموعة ادويه للبرد خديها وأدفى وبعدها هتبجى كويسه، بس دى آخر مره تمشى تحت المطر، بعد كده هيبجى في عقاب، عاجبك حالك ولا منظر هدومك وزمانك كمان بليتى السرير مايه، هغير الفرش على ما تطلعى من الحمام، بالفعل دخلت الى حمام غرفتها، خلعت ملابسها رأت أثار بعض الدماء على ركبتيها نظرت لها ولجسدها بإشمئزاز، نظرات كره كم ودت حرق جسدها، وهنالك تلك العلامات الداميه أيضا بسبب تلك الصفعات التي تلقتها من هذان الوغدان اللذان كان يستمتعان بصفع مناطق بجسدها، نزلت أسفل مياه الصنبور وقفت تقطع نفسها تريد أن تختنق وتموت الآن، لكن سمعت صوت والداتها من خلف باب الحمام، إنتبهت لوعييها وأغلقت الصنبور وإرتدت معطف قطنى طويل. وفتحت باب الحمام وخرحت، تحدثت لها نهله قائله بحنان: تعالى انا أنشفلك شعرك، غيرت فرش السرير وكمان طلعت ليكى غيار وخدى مجموعة الأدوية دى واشربي الليسون ده هيدفيكى وبعدها ونامى وهتصحى كويسه.

بالفعل نشفت نهله شعر همس بمنشفه أخرى، ثم اعطتها الأدوية ولكن في ذالك الوقت آتت إحدى الخادمات بالمنزل تطلب منها أن تنزل للانتهاء من بعض اعمال المنزل، بالفعل تركت نهله همس لكن قبلها قالت لها: غيرى الروب ده والبسى الهدوم اللى عالسرير وخدى العلاج واشربى الليسون، هنزل وهرجعلك تانى بسرعه، امائت همس لها براسها.

وضعت همس مجموعة الادويه بفمها وشربت بعض قطرات الماء من ثم إرتمت بجسدها لم تدرى بحالها الأ في صباح اليوم التالى على إيقاظ هدى لها، كانت تحسنت قليلا، لكن أصبح لديها رهبه جديده عليها، أصبحت بعدها تميل للوحده والإنعزال وإبتعدت حتى عن أختيها، وحين كانتا تسألنها كانت تتحجج لهن، أنها تريد أن تذاكر لقرب الإمتحانات، الى أن شكت بحالها أنها حامل، وتأكدت بذالك الأختبار.
هنا توقفت همس عن الحديث، لدقائق.

تحدثت الطبيبه لها بسؤال: طب تقدرى تتعرفى على واحد من الأتنين اللى أغتص...
قطعت همس حديث الطبيبه وقالت بحده: لأ كانوا لابسين قناع على وشوشهم، زى ايس كاب كده بس كان ملفوف حوالين رقابيهم يخفى وشهم، حتى أصواتهم مقدرتش أفسرها.
ردت الطبيبه بسؤال: طب والسواق تقدرى تعرفي عليه؟
ردت همس: برضوا لأ لانه كان زيهم كده لابس زى كوفيه مغطيه ملامح وشه كان الجو برد وقتها.

قالت همس هذا ونهضت جالسه تشعر بمراره كآنها تعيش نفس الآلم مره أخرى، تبكى بدموع تسيل تحفر مكانها لهب على وجنتيها، مدت الطبيبه يدها بعلبة محارم ورقيه...
نظرت همس ليد الطبيبه، تذكرت نفس فعلة ذالك الوغد سائق التاكسي، نهضت واقفه ترتجف.
شعرت الطبيبه بذالك ونهضت هي الأخرى قائله: أنا بقول كفايه كلام لحد كده النهارده والجالسه الجايه نكمل.
أمائت همس لها بموافقه.

تبسمت الطبيبه قائله: هكتبلك على علاج مهدى وده مالوش أى تآثير جانبى، بالعكس هيحسسك براحه.
أمائت همس رأسها بموافقه، وأخذت من الطبيبه تلك الروشته وذهبت نحو باب الغرفه وفتحته وخرجت من الغرفه الى بهو العياده، تفاجئت بوجود كارم الذي نهض واقفا يبتسم حين رأى همس تخرج من الغرفه.

بتلقائيه من همس رغم انها تخفى وجهها لكن تبسمت، لا تعرف سبب لتلك الراحه التي شعرت بها حين رأت كارم بالعياده، تبسمت حين أقتربت منه قائله: عرفت منين مكان العياده وأنى هنا؟
تبسم كارم يقول: عندى الحاسه السادسه زى سلسبيل كده.

تبسمت همس وقالت: فعلا سلسبيل عندها الحاسه السادسه بس دى بتكره تقول على حاجه بتشوفها الحاجه الوحيده اللى قالت عليها لما بشرت جدتى برجوع قماح من اليونان، بعد كده كانت بتشوف حاجات وتخاف تقول عليها لا تحصل، بس لما كانت تحصل كنا بنحس أنها زى ما تكون كانت عارفه أنها هتحصل أو شافتها قبل كده، كانت بس بتذكر الحاجات الحلوه، زى نجاحنا كده.

تبسم كارم ومد يده يشير لهمس قائلا: خلينا نمشى من العياده عازمك عالغدا في الكافيه بتاعنا.

بتاعنا، تلك الكلمه نغزت قلب همس، كارم قالها بتلقائيه دون قصد شئ، لكن دخلت لقلب همس شعرت أن هناك شئ يجمعهما، ربما لن يكون هنالك غيره، حقا وافق كارم على طلب عمها له أن يتزوج من همس ويتشارك معها الحياه، لكن ربما وافق كارم وقتها إحتراما لطلب والده، وربما كانا زهوة أنه عرف ان همس مازالت تعيش، لكن حتى إن وافق وتم ذالك الزواج، كيف ستكون حياتهم، همس لديها رهاب أن يتقرب منها أحد اصبح لديها عدم ثقه بأى أحد، من الأفضل لهما أن يظل كل ما يجمع بينهم هو شراكتهما بهذا الكافيه.

بأسفل بناية الطبيبه فتح كارم لهمس باب السياره، صعدت، وتوجه هو الى المقود، وقاد السياره.
كان حديث جانبى عن أشياء عاديه الى أن وصلا الى الكافيه، ودخلا أليه جلس الإثنان على إحدى الطاولات. تعجبت همس من خلو المكان، وقالت: فين الزباين من اولها كده هيطفشوا الكافيه ده كان قبل كده بيشغى زباين.

ضحك كارم وقال: لأ متخافيش، هو بس النهارده قولت للعمال من بعد الضهر يحطوا يافطه على باب الكافيه، يقولواا للزباين إن الكافيه مقفول لشوية تصليحات.
تعجبت همس وقالت: غريبه مخدتش بالى من اليافطه وإحنا داخلين، بس ليه عملت كده، أكيد في سبب.
تبسم كارم وقال: هقولك السبب بعد ما نتغدا سوا.
بالفعل ما هي الا ثوانى
وضعت أمامها احدى الفتيات التي تعمل بالكافيه الطعام، ثم توجهت الى داخل الكافيه.

تعجبت همس قائله: ملاحظه كمان إن البنات بس هما اللى في الكافيه.
تبسم كارم يقول: علشان تشيلى النقاب من على وشك يا همس.
قال كارم هذا ونهض من مكانه، وازال ذالك النقاب عن وجهها، وقال: بلاش مش عاوزك تخفى وشك عنى يا همس، بتوحشنى بسمتك.
إرتبكت همس وللحظه تشنج جسدها من قرب كارم، لكن آتت إحدى الفتيات تضع لهما مياه، تبسمت لهمس ثم غادرت.

شعرت همس بنظرات كارم لها التي ليست أول مره ينظر لها بهذا الشكل، تناولا الأثنان الطعام بهدوء وسط حديث بسيط، الى ان إنتهيا من الطعام وأخذت النادلات بقايا الأطباق.
نظر كارم لهمس وقال: همس كان في طلب قبل كده أنا طلبته ولسه مأخدتش رأيك فيه.
تعجبت همس قائله: طلب أيه ده، فكرني، انا كان عندى فقدان ذاكره جزئى.

غص قلب كارم، لكن فضل عدم وجود أى شى ينغص عليه اليوم، وقال: طلبت نتجوز وانتى مردتيش عليا بالقبول أو الرفض.
إرتبكت همس حتى انها سعلت لكذا مره، أعطاها كارم كوب المياه، إحتست منه كثيرا.
نظر لها كارم، نظره يريد معرفة ردها.
ردت همس: بس مفتكرش أنك طلبت الطلب ده قبل كده، ده كان طلب عمى، علشان يوافق إننا نتشارك في الكافيه.
رد كارم: بس انا وقتها قولت موافق، وعمك يبقى والداى وهو بكده طلبك ليا، قوليلى رأيك.

تنهدت همس بدمعه وقالت بعد تفكير: أنا بقول كفايه علينا شركة الكافيه يا كارم.
سآم وجه كارم، وقبل ان يتحدث، نهضت همس قائله: أنا حاسه بشوية صداع، لازم أرجع للشقه، بلاش تقفل الكافيه بقية اليوم، يلا سلام.
قالت همس وأعادت النقاب على وجهها ونهضت واقفه وكادت تسير.
لكن كارم نهض سريعا وجذبها من يدها.
إرتعشت همس وسحبت يدها وقالت بعنف وغضب: إنت إتجننت إبعد عنى يا كارم.

أزال كارم يده عن همس قائلا: ليه بترفضى يا همس إننا نتجوز؟
ردت بدموع حاولت كبتها لكن خانتها وسالت من عينيها: أنا منفعش للجواز يا كارم، انا الحيه الميته.
قالت همس هذا ولم تنتظر رد كارم، فرت سريعا كأنها بمارثون تود أن تلحق السبق.
بينما كارم شعر بضياع لكن سرعان ما قال بتصميم: مش هيأس يا همس وهترجعى من تانى همس بنت عمى حبيبتى اللى ضحكتها كانت بتجلجل وتخلى قبلى يتنفض جوايا.
بالعوده لمنزل العراب.

بإجاده مثلت زهرت المرض والوهن وهي تدخل برفقة عطيات التي تسندها، مثلت هي الآخرى الحزن الكاذب، رأتهما قدريه إقتربت منهن قائله: خير يا عمه عطيات مالها زهرت؟
ردت عطيات بتمثيل الدموع: زهرت سجطت يا مرت أخوى، بجالها كم يوم كانت عيانه، ومغص جوى والصبح جالتلى تعالى معايا ياماما للدكتوره، وروحنا لها، بس كان فات الآوان، نزفت وإحنا لسه يادوب طالعين في العربيه وعلى ما وصلنا الدكتوره لما شافت.

النزف كشفت عليهاوجالت لها ربنا يعوض عليكى، من وجتها وهي مش مبطله بكى، والدكتوره كانت جعدتنا شويه بالعياده على ما زهرت قدرت تصلب طولها مت تانى، حتى كنا هنتصل على رباح، بس زهرت مرضيتش خافت على رباح يعرف قبل ما ترجع للبيت ينخض عليها.
تحدثت زهرت بدخوع خادعه: أنا مش قادره اقف على رجلى.
إنتبهت عطيات قائله: معليشى يا مرت أخوى خلينى آخد زهرت لشجتها.

ردت قدريه: آه معليشى، ربنا يعوض عليكي يا زهرت، إنتى لسه صبيه.
ردت عطيات: نفس اللى جولته لها، بس تجولى إيه، زعلانه جوى عشان رباح هيزعل إنها سجطت.
ردت قدريه: هي حاچه تزعل، بس ده قدر ربنا عاد هنعترض، إطلعوا لفوج، عشان زهرت تستريح.
بالفعل صعدن عطيات وزهرت اللتان مثلتا دورهن الكاذب بإجاده.
دخلت زهرت الى الشقه وتركت عطيات التي تغلق خلفها الباب قائله: عمتى قدريه عامله زى محقق النيابه.

ردت عطيات قائله: كويس إننا مجبلناش حد غيرها أنا كنت خايفه نجابل العقربه هدايه كانت ممكن تكشف كدبتنا، بس بكده الحمد لله خلصنا من حكاية الحبل الكاذب ده، ياريت يبجى الشهر الچاي حجيجه.
زفرت زهرت قائله: يارب، خلينى أدخل أنام زمان رباح راجع من الشغل، وأما يعرف انى سقطت هيزعل، وكمان مش بعيد نلاجى عمتى قدريه بشرت هدايه ونلاقيها بترن علينا جرس الشقه.

ردت عطيات: ربنا يستر من العقربه هدايه، انا كنت خايفه تفجس حكاية حبلك الكاذب دى، جولتلك بلاها بس يلا ها، الحمد لله خلصنا من الكدبه دى وعدت على خير، دلوق بجى ربنا يعچل وتحبلى بچد في حشاكى ولد رباح العراب.
بعد مضى عدة أيام
قبل الظهر بقليل
ذهبت هدى الى أتلييه سلسبيل قائله: دورت عليكى بعد الفطور قالولى إنك في المسخط بتاعك.

تبسمت سلسبيل وقالت بيأس: وانا ليا مكان غيره أروحله، بعد قماح ما رفض إنى أشتغل، ومحدش قادر يأثر عليه حتى جدتك زى ما يكون مقتنعه بكلامه، بس سيبك أن مش هيأس ومع الوقت هشتغل يعنى هشتغل، قوليلى متشيكه كده ورايحه فين.
تنهدت هدى بحبور قائله: أخيرا هخرج من البيت الكورس بتاع نظم المعلومات اللى سبق وقولت ليكى عليه خلاص هيبدأ أول محاضره النهارده، الساعه واحده، وقولت أهو فرصه خلاص جالى كبت نفسى.

تبسمت سلسبيل قائله: ومين سمعك، بس الدراسه خلاص قربت بعد أسبوعين ومواعيد الكورس ممكن تتعارض مع مواعيد محاضراتك.
ردت هدى: لو لقيت كده مش هحضر غير محاضرات العملى، مدة الكورس مش طويله شهرين بس، يعنى هيخلص قبل إمتحانات نص السنه بفتره. ، يلا لو فضلت هنرغى مش هلحق ميعاد الكورس مش عاوزه حاجه أجيبهالك وانا راجعه.

تبسمت سلسبيل وقالت: تشكرى، خلى بالك من نفسك ولا أقولك فاكره المطعم بتاعالسندوتشات اللى أكلنا منه يوم ما خرجنا سوا، هاتيلى منه كم سندوتش ومخلل، معرفش ليه نفسى هفانى على ريحة أكله.
تبسمت هدى قائلع بمرح: عشان زى ماما ما بتقول علينا رمرامين، وبنحب أكل الشوارع، يلا بقى، وانا راجعه هجيبلك كم سندوتش نتسمم بهم سوا.
تبسمت سلسبيل لها، وهي تخرج ثم عادت تعمل بنحت تلك التماثيل.

لكن بعد وقت بالخطأ وهي تقوم بالنحت إحدى الأدوات الحاده جرحت باطن كف يدها جرح غائر.
شعرت بالألم ووضعت إحدى الأقمشه فوق كف يدها تكتم الدماء المندفعه، ثم خرجت من الاتلييه، تفاجئت بدخول قماح، تعجبت لما عاد للمنزل بهذا الوقت، فهذا ليس من عادته.
رأى قماح خروج سلسبيل من الاتلييه، ذهب بإتجاهها، إنخض حين لاحظ أنها تضع يدها فوق الاخرى الملفوفه بقطعة قماش وقال: مال إيدك ماسكاها كده ليه.

ردت سلسبيل: مفيش دى إنجرحت جرح صغير وكنت داخله لجدتى عشان تداويه.
مسك قماح يد سلسبيل وأزال قطعة القماش ونظر لحرج يدها وإنخض لكن أخفى ذالك خلف بروده المعتاد: ده جرح صغير، ده ياخد أقل حاجه خمس غرز.
سحبت سلسبيل يدها من يد قماح ولفت قطعة القماش على يدها مره أخرى قائله: لأ جدتى بتقول إن كف الأيد مش بيتخيط، ودى مش أول مره اجرح ايدى، اتعودت عالجرح ده، خلينى أدخل لجدتى.

بالفعل تركها قماح تدخل الى غرفة جدتها ودخل خلفها.
تبسمت له هدايه قائله: رچعت بدرى.
رد قماح: أنا كنت جاى في كذا ملف كنت نسيتهم هنا هطلع اخدهم وأرجع تانى المقر.
تبسمت هدايه بخفاء، منذ متى وقماح يعود باكرا الى المنزل، كما أنه سابقا لو نسي شئ لكان ارسل أحد العاملين لديه كى يأخذه، كما أنه ينظر ليد سلسبيل الملفوفه.
تنهدت هدايه قائله: برضوا چرحتى يدك، وأنتى بتحفرى المساخيط.
ردت سلسبيل: آه.

تنهدت هدايه قائله: طب هاتيلى صندوج الإسعافات وتعالى فرچيني چرح يدك المره دى.
ردت سلسبيل وهي تأتى بعلبة الإسعافات: زى كل مره خلاص بقى إتعودت.
داوت هدايه يد سلسبيل وقامت بلف ضماد على كف يد سلسبيل وقالت لها: في كذا بجعة دم على خلجاتك، إطلعى غيريهم وإنزلى نتغدا، إنتى في الفتره الاخيره ضعفانه، ولازمن تتغذى كويس.
تبسمت سلسبيل وقالت: حاضر يا جدتى، مسافة ما هغير هدومى وأرجع بسرعه، يلا على ما يحضروا الغدا.

غادرت سلسبيل وتركت الغرفه، تبسمت هدايه قائله: هتتغدى معانا يا قماح.
رد قماح: لأ هطلع آخد الملف اللى نسيته وأرجع المقر تانى عن إذنك.
تبسمت هدايه له وقالت: إذنك معك يا ولدى.
غادر قماح هو الآخر الغرفه.

تنهدت هدايه قائله: نفسى يا ولدى تنسى الجسوه اللى مغلفه جلبك وتعترف باللى فيه، إعترف إنك عاشج سلسبيل، جلبك مفضوح ليا من يوم ما عاودت لأهنه من تانى، لكن بتجاوم، ليه مهعرفش، سلسبيل بالكلمه الحلوه هدوب فيك وتحس باللى في جلبك، ربنا يقرب بينكم ويولف بين جلوبكم
بينما بشقة سلسبيل.

دخلت الى غرفة النوم، وقامت بخلع ملابسها العلويه، ووضعته على احد مقاعد الغرفه وتوجهت الى دولاب الملابس، لكن قبل ان تفتح باب الدولاب تفاجئت بدخول قماح للغرفه، شعرت بالخجل وإرتبكت وفتحت باب الدولاب تجذب إحدى العباءات الخاصه بها، لكن وقع شئ من بين ملابسها.
إنحنى قماح ومد يده وأخذه، إشتعل عقله.
بينما سلسبيل، كانت تود معرفة ذالك الشئ الذي وقع من بين ملابسها.
بالفعل.

أمسك قماح علبة الدواء ورفعها بوجه سلسبيل يحاول كبت ثورة عقله وقال: أيه ده.
نظرت سلسبيل للعلبه قائله ببساطه: هتكون أيه يعنى، واضح إنها علبة دوا.
زفر قماح نفسه وقال: وياترى دوا أيه بقى.
ردت سلسبيل: أكيد مكتوب عالعلبه أقرى دواعى الاستعمال وأنت تعرف.
تنهد قماح يقول: آه صح أقرى دواعى الاستعمال وهعرف.
قرأ قماح دواعى الاستعمال ثم نظر ل سلسبيل وقال: دواعى الاستعمال منع الحمل.

تعجبت سلسبيل وقبل أن ترد على قماح قال بتهجم: علبة حبوب منع الحمل بتعمل أيه في الدولاب بين هدومك يا مدام.
نظرت له سلسبيل بذهول قائله: تحكم. عنف. معايره. ودلوقتي شك وإتهام، مع الوقت بتأكد أن جوازنا كان غلط، ومالوش تصحيح غير طريقه واحده، طلقنى يا قماح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة