قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والثلاثون

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والثلاثون

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والثلاثون

ب دبى
لم تقدر همس على الوقوف على ساقيها وكادت تسقط أرضا، لكن تلهف كارم عليها سريعا وقام بإسنادها الى أن جلست على أحد المقاعد، نظر لها بخوف قائلا: همس خلينى أخدك للدكتور.
ردت همس بخفوت: لأ أنا كويسه بس هاتلى مايه ريقى ناشف.
إتجه كارم سريعا الى ثلاجه صغيره بمكتبه وأتى بزجاجة مياه وكوب صغير ملأه من الزجاجه ووجه ناحية همس التي رفعت يدها كى تأخذه منه.

وضعت يدها على الكوب لكن لم تستطيع التحكم في إمساك الكوب بسبب رعشة يدها ظل كارم ممسك بالكوب وقربه من شفاه همس التي إرتشفت منه القليل ثم الى عادت براسها للخلف رفعت عيناها تنظر ل كارم قائله بخفوت تعيد سؤالها: قولت إن بابا يعرف إنى لسه عايشه ومين تانى يعرف إنى عايشه، ماما تعرف؟

جلس كارم لجوارها يضمها لصدره: لأ مفيش غير عمى اللى يعرف بابا قاله قبل ما نكتب الكتاب، وهو شبه يوميا بيكلمنى وبيسألنى عنك يا همس وبطمنه، حتى هو عارف أنك حامل وفرحان جدا.

تعجبت همس لا تعرف أى شعور يضغى عليها، شعور الفرحه أن والداها يعلم أنها مازالت حيه أم شعور بالغبطه، ولماذا أخفى كارم عليها هذا، نظرت لكارم وقبل أن تتحدث جاوب كارم: عمى شافك قبل ما نسافر يا همس وقتها كنت نايمه بعد ما أنهارتى لما سمعتى صوت ماما في الشقه، وبسبب الدكتوره حذرتنى إنى أقولك وقتكا، ويمكن لو مش الصدفه إنك سمعتينى وأنا بكلم عمى مكنتش هقولك، همس أظن كفايه بقى نخبى إنك عايشه.

نظرت همس له بدموعها التي تسيل وجسدها المرتعش وقالت بتشوق: وبابا كان رد فعله أيه، أوصفلى رد فعله لما شافنى.
تبسم كارم يسرد ل همس ذالك اللقاء السابق
فلاش باك
قبل كتب كتاب همس بعدة ساعات
صباح
بدار العراب
بغرفة هدايه.
دخل النبوى وقف قليلا مع هدايه يتهامسان الى أن دخل ناصر، قائلا: صباح الخير، واحده من الشغالين جالتلى إن الحجه هدايه عاوزانى في مجعدها خير يا أمى.
تبسمت هدايه قائله: خير يا ولدى.

أتأكد إن باب المجعد مجفول زين.
ذهب ناصر نحو باب الغرفه وأغلقه جيدا يقول: الباب مقفول زين، خير يا أمى؟
ردت هدايه: خير يا ولدى تعالى چارى إهنه.
جلس ناصر جوار هدايه من ناحيه ومن الناحيه الأخرى جلس النبوى.
نظرت هدايه الى النبوى ثم الى ناصر الذي لاحظ نظراتهم لبعض بترقب و قال بإستفسار: خير يا أمى، بتبصوا لبعض إكده ليه؟

ردت هدايه: بص يا ولدى قبل أى شئ لازمن تعرف إن اللى حصل مكنش بإرادتنا أحنا عاملنا اللى شوفناه صالح.
تحير ناصر قائلا: خير يا أمى جولى وبلاش مقدمات كتير.
تنهدت هدايه قائله: همس...
شعر ناصر بغصه قويه ودمعت عيناه.
شعر النبوى بغصة أخيه وقال: همس عايشه يا ناصر.

نظر ناصر نحو النبوى بدمعه يعتقد أن أخيه أخطأ في الكلام، لكن رأى بسمة أخيه كذالك نظر ناحية هدايه رأى بسمه طفيفه على شفاها، فقال بآسف كان نفسى همس تكون عايشه وتسمع برائتها وكان نفسى أجول لها إنى كنت واثق إن عمرها تكون خاطيه، دى بنتى وأنا عارف أنا ربيتها إزاى؟
رد النبوى: تقدر تقول لها الحديت ده يا ناصر، همس لساتها عايشه، وقبل ما تستعجب هقولك السبب أن همس عايشه لحد دلوق هي الحجه هدايه.

نظر ناصر بذهول ناحيه هدايه ورأى تلك البسمه على شفاها وقالت بتأكيد: سامحنا يا ولدى إحنا عملنا اللى فيه الصالح ل همس وجتها هحكيلك الحكايه من لحظه ما دخلت أغسل همس، كان لساتها فيها الروح بتنبض بس كان الأمل ضعيف خوفت أوهم جلبك بالكدب والنبوى هو اللى ساعدنى وخد همس للمستشفى وأكدوا نفس الشئ الامل في نجاتها ضعيف لكن ربك كبير خلق لها عمر تانى تعيشه.

ذهل عقل ناصر ونهض واقفا يقول: أنا مش فاهم حاجه يا أمى، همس عايشه، طب لو صحيح عايشه هي فين، جوليلى وأنا أروح أچيبها.
تدمعت عين هدايه قائله: إجعد يا ولدى وبلاش تتهور عشان صالح همس هحكيلك حكاية اللى حصل.
هدأ ناصر وجلس جوار هدايه مره، أخرى...
سردت له ما تمر به همس من رهاب منذ أن عادت للحياه تخشى أن يقترب منها أحد، وأنها قالت لهم لو علم أحد أنها مازالت تعيش ستنهى حياتها هذه المره.

بكى ناصر، لكن كان بكاؤه بفرحه يشعر كآن جزء من روحه كان مسلوب و عاد إليه، نهض واقفا خدنى لعندها يا نبوى متأكد همس لما تشوفنى مش هتخاف منى وأنا هقدر أرجعها لهنا تانى، أقولك قولى عنوانها فين وانا أروح لها.
رد النبوى: بلاش الحماسه تاخدك يا ناصر، تفتكر أنا وأمى وحتى كارم محاولناش معها، همس كانت هنا في فرح سلسبيل لو كانت عاوزه تفضل هنا كان سهل علينا، وجتها نكشف عنها.

تعجب ناصر قائلا: كارم عارف أن همس عايشه، وهمس كانت هنا في الدار، وأنا ونهله وأخواتها إزاى منعرفش، سلسبيل كان قلبها حاسس بوجود همس حواليها يوم فرحها هي قالتلى إكده، غير إنها بتقول إن همس لما بتجى لها في الاحلام بتبقى عايشه.
تبسم النبوى قائلا: أنا بطلب إيد همس منك يا ناصر، أنا مكنش ينفع أكتب كتابها النهارده من غير إنت ما تبقى عارف وتوافق على طلب كارم يتجوز همس...

همس وافقت على كارم هنكتب الكتاب النهارده وهيسافروا بكره دبى.
تدمعت عين ناصر قائلا بوجع: بتجول ايه، هيسافروا؟
رد ناصر: أيوه، الدكتوره جالت إن سفر همس في الفتره دى ممكن يساعدها تخف بسرعه، وكارم جهز كل شئ في دبى.
تنهد ناصر قائلا بحسره: بنتى عايشه وأنا آخر من يعلم، وكمان هتتجوز وتسافر وأنا آخر من يعلم وكل ده بسبب انها خايفه تشوفنى.

وضعت هدايه يدها على كتف ناصر قائله: الدكتوره اللى بتعالجها جالت أنها مع الوجت هترجع تانى زى سابج عهدها، بلاش يا ولدى تحزن إكده إدعى لها، وكارم طول عمره بيريدها وهو اللى جدر يجنعها أنه توافج عالچواز منيه، وهددها أنه هينتحر زيها.
تبسم ناصر بدمعه قائلا: يارب ترجع همس كيف الاول، بس أنا عاوز أشوفها حتى لو من بعيد.

نظر النبوى ل هدايه التي حاولت إقناع ناصر و قالت: بلاش يا ولدى جلبك ممكن يخونك ووجتها مممكن تنتكس حالة همس دى بصعوبه على ما قربت من أخوك حتى كارم نفسيه.
رد ناصر: متخافيش يا أمى مش هقرب منيها بس أشوفها.
رد النبوى: تمام يا ناصر، همس وكارم بعد كتب الكتاب هيسافروا للقاهره عشان طيارتهم بكره الصبح، شوفها من بعيد.
تبسم ناصر بإنشراح وتقبل أن يرى همس من بعيد.

وذهب الى تلك العماره التي أملى عليه النبوى عنوانها، ظل بالسياره ينتظر نزول همس ومعها كارم.

لكن ربما لحسن الحظ، أثناء إنتظاره رأى قدريه تدخل الى العماره وخاول الاتصال على النبوى، لكن لم يرد عليه، فكر في الصعود الى العماره، لكن رأى خروج النبوى ومعه قدريه منها مع النبوى، شعر بالسوء ظل واقف لوقت قلبه حائر، أيصعد ويعلم ماذا حدث، أم يبقى في إنتظار نزول كارم وهمس، لكن الوقت لا يمر حسم أمره وصعد ليحدث ما يحدث، لن يترك همس تنفذ وعيدها هو قادر على إحتوائها، فتحت له المرافقه ل همس وتعجبت كثيرا، لكن في ذالك الوقت خرجت الطبيبه من احد الغرف وبرفقتها كارم، الذي تعجب كثيرا حين رأى عمه، من ملامح وجهه أيقن أن عمه علم بأن همس مازالت تعيش، وكان التأكيد حين إقترب ناصر من الطبيبه قائلا برجفه: همس مالها.

ردت الطبيبه: وحضرتك مين؟
رد كارم: ده عمى، ويبقى والد همس.
ردت الطبيبه: همس عندها شبه إنهيار عصبى سبق وحذرت بلاش نضغط عليها، أنا اديتها حقنه مهدئه هتنام لوقت طويل النوم هيساعدها أنها تتخطى الحاله دى، وزى ما قولت قبل كده بلاش ضغط على أعصابها، وأنا هتابع حالتها مع الدكتوره اللى في دبى.
رد كارم وهو يوصل الطبيبه الى باب الشقه: تمام متشكر جدا يا دكتوره إنك جيتى بسرعه.

ردت الطبيبه بعمليه: ده واجبى، واتمنى حالة همس تتحسن في أقرب وقت.
غادرت الطبيبه الشقه، عاد كارم لعمه الذي دخل مباشرة الى الغرفه الموجوده بها همس، كم تآلم قلبه وهو يراها نائمه ملامح وجهها مسؤمه لكن في نفس الوقت إنتعش قلبه، وأقترب منها على الفراش وقبل جبينها بدمعه.
تبسم كارم قائلا: كنت متأكد أنا بابا هيقولك على كتب كتابى أنا وهمس.

رد ناصر: همس طول عمرها كانت هشه كانت أضعف بناتى رغم شقاوتها بس كانت هشه سهل كسرها، انا عرفت إنكم هتسافروا دبى.
رد كارم: فعلا وللاسف هضطر أخد همس وهي نايمه ونسافر القاهره دلوقتي عشان نلحق الطياره بكره الصبح.
نظر ناصر لهمس وعاود تقبيل جبينها ثم نهض قائلا: توصلوا بالسلامه، هبقى أتصل عليك أطمن على همس.

تبسم كارم وهو يتجه الى الفراش يحمل همس بين يديه ثم خرج من الشقه ونزل الى تلك السياره التي كانت أسفل العماره، وضع همس بها، ثم وقف يبتسم لعمه الذي قال له برجاء: همس أمانتك يا كارم بلاش تخذلنى زى قماح ما خذلنى مع سلسبيل، همس مش هتستحمل بعد كل ده.
رد كارم: أنا مش زى قماح ياعمى رغم انى عارف إن قماح من جواه ندمان، همس هي حياتى اللى رجعتلى من تانى ومستحيل أفكر انى أخذلها وأطمن.
عوده،.

عاد كارم من سرده للماضى على دموع همس التي شعر بها على صدره.
رفع رأسها يقول: هاميس خلاص لازم تعود من تانى وسط عيلتها اللى كانت هي بسمتها.
أمائت همس رأسها بموافقه.
بشقة هند
وقفت سلسبيل مصدومه متصنمه مكانها لم تقترب من من جثة نائل المطعون لآكثر من طعنه بجسده ينزف بغزاره.

قافت من تلك الحاله على هند التي دخلت الى الشقه ورأت أخيها بهذه الحاله الدمويه، فصرخت قويا، وأقتربت منه وحاولت الحديث إليه بإستجداء، لكن هو كان فارق الحياه، نهضت من جواره وأمسكت سلسبيل من يديها تصرخ عليها تتهمها بقتل أخيها ليس هذا فقط بل قامت بقول أنها على علاقه غير شرعيه بأخيها.

نفت سلسبيل برأسها ذالك الكذب، لكن في ذالك الحين كان قد تجمع سكان العماره عليهن ومنهم من قام بالاتصال بالشرطه التي آتت بعد وقت قصير، ووقفت تعاين موقع الجريمه، ثم قامت بالقبض على سلسبيل بعد إتهام هند لها.

بتلك الصيدليه حاول ناصر التحكم في هيستريا رباح الذي يصرخ من رأسه تدخل بعض الموجودين وقاموا بمساعدته بتلجيم حركة رباح، وقام الصيدلى بإعطاؤه حقنه مهدئه جعلته يسترخى نائما ثم أخذه ناصر وتوجه الى أحد معامل التحليل الخاصه وقام بعمل تحاليل شامله له، وهو مازال نائم، ثم أخذه وتوجه الى دار العراب وهو لديه يقين أن رباح مدمن، وعليه بدأ العلاج فورا، وهذا بالفعل ما سيفعله، لكن عليه الرجوع ب رباح الى الدار أولا، من أجل ضمان عدم حصوله على تلك المواد المخدره.

بعد قليل ب مركز الشرطه
كانت سلسبيل بغرفة التحقيقات يوجه لها تهمة قتل نائل بناء على إتهام هند
التزمت سلسبيل عدم الرد على الاتهام وطلبت أن تحدث أحدا عبر الهاتف، بالفعل سمح لها الضابط بإجراء مكالمه هاتفيه، قامت بطلب والداها لكن لم يرد عليها، فطلبت طلب رقم آخر وقامت بالإتصال عليه ورد عليها
وتحدثت: عمى أنا سلسبيل، أنا محجوزه في القسم؟

تعجب النبوى وهو ينهض سريعا من على مكتبه قائلا: خير، محجوزه في قسم أيه، وأيه سبب حجزك.
ردت سلسبيل بإسم القسم المحجوزه فيه ثم قالت: نائل إتقتل وهند بتتهمنى إنى أنا اللى قتلته.
تعجب النبوى قائلا: مش فاهم وأنتى مالك ب نائل وهند ليه بتتهمك بقتله.
فى نفس اللحظه تحدث الضابط ل سلسبيل قائلا: كفايه كده يا مدام مسموحلك بمكالمه قصيره ممنوع تحكى كتير قصاد اللى بتكلميه.

أمائت سلسبيل للضابط ثم أكملت حديث لعمها قائله: بتصل على بابا مش بيرد عليا. من فضلك يا عمى ساعدنى، وبلاش تقول ل قماح.
قالت سلسبيل هذا وأغلقت الخط
بينما رد النبوى: ألو ألو سلسبيل.
فى ذالك الوقت كان يدخل قماح الى غرفة والده وسمع قوله لأسم سلسبيل.
نظر له النبوى صامتا.

تحدث قماح: سلسبيل فين خرجت من المقر بطلبها عالموبايل مش بترد عليا، وحضرتك كنت بتقول ألو يا سلسبيل قولى هي فين؟ وليه خرجت من المقر قبل ميعادها.
إرتبك النبوى وقال: يمكن خرجت لحاجه مهمه، وموبايلها فصل.
رد قماح وهو يستشف من وجه أبيه الكذب قائلا: بابا قولى فين سلسبيل، متأكد أنك عارف هي فين، هي كانت معاك عالتليفون.
رد النبوى: مش وقته لازمن أمشى عندى مشوار مهم دلوق.

وقف قماح امام النبوى قائلا: فين سلسبيل يا بابا.
نظر النبوى لملامح قماح للحظات خشي أن يخبر قماح ما قالته له سلسبيل عله يسئ الظن بها دون إستبيان لما حدث، وأيضا بسبب طلب سلسبيل التي قالته له.
فقال بتتويه: هي كانت بتكلمني والخط قطع يمكن في مكان مفيش فيه شبكه، سيبنى ألحق مشواري، وحاول تتصل عليها يمكن ترد عليك.
قال النبوى هذا وترك قماح الذي لديه يقين أن والده خرج لأمر بشأن سلسبيل، فتعقب والده.

بينما خرج النبوى مسرع وفتح هاتفه أجرى إتصالا مختصر: عاوزك تقابلنى فورا قدام القسم ده.
لم ينتبه النبوى ل قماح الذي تعقبه بسيارته الى ان توقف أمام أحد أقسام الشرطه.
تفاجئ النبوى حين رأى نزول قماح من سيارته ثم أقترب من مكان النبوى الذي وقف أمام القسم ينظر الى مكان وقوف المحامى الذي قال له أنه كان قريب من قسم الشرطه، ذهب النبوى للمحامى، وخلفه قماح.

صافح النبوى المحامى وقال له: سلسبيل بنت أخويا محجوزه في القسم بقضية قتل، ده كل اللى عرفته من إتصالها عليا.
تفاجئ قماح الذي سمع حديث والده مع المحامى حين أصبح ثالثهم، تركهم ودخل فورا الى القسم
تفاجئ بخروج هند وعلى ملابسها دماء حين رأته اقتربت منه بدموع قائله بكذب: سلسبيل قتلت نائل، قتلته عشان ما يفتش العلاقه القذره اللى كانت بينهم.

ذهل قماح قائلا بدفاع عن سلسبيل: بلاش كذب يا هند، وخرجى سلسبيل من دماغك سبق وقولتلك خلاص حكايتنا إنتهت وإن اللى بينا هو الشغل وبس.
تهكمت هند بدموع قائله: أنا مش بتهم سلسبيل بكذب تقدر تقولى أيه اللى وداها للشقه اللى إنت أشترتها ليا، وكمان نائل أتقتل في الشقه دى؟
رد قماح بثقه: أنا واثق من سلسبيل أكيد في حاجه غلط.
قال قماح هذا ونظر لدخول المحامى، فققال له: أنا عاوز تطلع النهارده سلسبيل من القسم.

رد المحامى: أنا هدخل أشوف محضر التحقيقات وهشوف ابعاد القضيه.
استأذن المحامى ودخل الى غرفة التحقيقات، بينما هند كانت تبكى بهستريا، الى أن آتى والداها الذي ذهب اليها، يستمع الى كذبها وهي تؤكد أن سلسبيل هي من قتلت نائل.
ترك هند والداها وذهب الى مكان وقوف قماح والنبوى قائلا بتوعد: بشرفى قبل ما أخد عزا إبنى هتكون سلسبيل سبقاه للقبر.

رد قماح بقوه: لما تثبت الجريمه على سلسبيل إبقى إحلف بشرفك، أنا واثق في مراتى.
رغم شعور النبوى بالآسى على سلسبيل لكن دخل له شعور بالفرحه، قماح دافع عن سلسبيل.
بعد قليل خرج المحامى وذهب الى مكان وقوف قماح والنبوى قائلا بسوء: للآسف مدام سلسبيل المشتبه فيه الوحيد، والقضيه لبساها.
رد قماح قائلا: قصدك أيه مستحيل متأكد أن سلسبيل بريئه.

رد المحامى: كل الادله ضد مدام سلسبيل، الحسنه الوحيده في القضيه إن سلاح الجريمه مفقود، غير لسه تقرير البصمات موصلش للنيابه، ولما سألت مدام سلسبيل قالتلى أنها مقربتش من جثة القيل، بس وجودها في مكان الجريمه إدانه قويه لها وكمان في إتهام مباشر من أخت القتيل لها بوجود علاقه بينها وبين القتيل.
رد قماح: قصدك أيه؟
تحدث النبوى قائلا: أنا عاوز أشوف سلسبيل.

رد المحامى: أنا جبت لحضراتكم أذن أنكم تقابلوها إستثناء في أوضة التحقيقات والمقابله تكون قصيره.
رد النبوى: تمام أنا داخل لها وأنت يا قماح مش هتدخل معايا.
رد قماح: اسبقنى انت يا بابا هتفاهم مع المحامى يشوف طريقه يخرج بها سلسبيل على ذمة القضيه.
ذهب النبوى وظل قماح مع المحامى الذي قال له: شوف طريقه تخرج سلسبيل بها من هنا، اى كفاله أنا مستعد أدفعها حتى لو مليون جنيه، سلسبيل مش لازم تبات هنا في القسم.

رد المحامى: خروج مدام سلسبيل صعب أنا عرضت الكفاله ووكيل النيابه رفض، كل اللى أقدر أعمله أنى أجيب لها إستثناء الليله وتبات في أوضه هنا في القسم قبل تحويلها بكره على السجن.
إنصدم قماح قائلا: قصدك أيه هي كده الجريمه لبست سلسبيل، فين دفاعك، قولى أنك مش قد القضيه، أنا على إستعداد دلوقتي أجيب بدل المحامى عشره.

رد المحامى: أنا عاذر حضرتك، بس زى ما قولتلك موقف مدام سلسبيل ضعيف، حتى أجوبتها عالأسئلة وكيل النيابه مش مقنعه، حتى لما سألها عن وجودها في الشقه دى، جاوبت وقالت انه كان إتصال هاتفى بينها وبين مدام هند، ووكيل النيابه أمر بتتبع المكالمات، ونفس الوقت مدام هند قالت إن تليفونها كان مفقود وهي غيرت رقم تليفونها من مده قصيره.

ذهل عقل قماح ما يقوله المحامى صحيح هند غيرت رقم هاتفها وهذه ما جعله رد عليها حين هاتفته قبل أيام لعدم معرفته بالرقم الجديد.

بينما في غرفة التحقيقات
دخل النبوى متلهفا نحو سلسبيل التي أقتربت منه قائله: عمى، بابا فين أتصلت عليه مش بيرد عليا.
حضن النبوى سلسبيل قائلا: أنا معاكى، منفعش مكانه.
ردت سلسبيل: مش قصدى يا عمى.
رد النبوى: قوليلى أيه اللى حصل وأيه اللى وداكي لشقه دى.
ردت سلسبيل: هند أتصلت عليا وطلبت مساعدتى.
تعجب النبوى قائلا: كده وضحت ممكن هند تكون هي اللى قتلت نائل، وطبعا أستغلتك عشان تشيلى القضيه، كبش فدا.

ردت سلسبيل بذهول: مش معقول يا عمى، قصدك إيه بإن هند ممكن تكون هي اللى تكون قتلت نائل! مستحيل ده أخوها الوحيد.
رد النبوى: مفيش حاجه مستحيل يا سلسبيل، أنت غلطى كان فين عقلك إزاى توقعى في فخ هند بالسذاجه دى...
إحتمال القضيه تتحول لقضية شرف، بسبب إتهام هند ليك إنك كنت على علاقه ب نائل.
ذهلت سلسبيل تشعر بخذو وظلت صامته لثوانى ثم قالت: وقماح صدق الكدبه دى؟
رد النبوى: مش قماح المهم دلوق المهم التحقيقات.

المحامى واقف بره مع قماح يشوف طريقه إنك تخرجى بكفاله على ذمة القضيه، بس بيقول موقفك صعب جدا.
تدمعت عين سلسبيل، وهي تنظر الى باب الغرفه الذي فتح، ليدخل قماح التي تدل ملامحه على الغضب الشديد.
بينما النبوى شعر برجفة سلسبيل حين دخل الى الغرفه.
بينما قال قماح: سيبنى مع سلسبيل يا بابا وأرجع أنت للدار، أكيد زمان الخبر إنتشر وهيوصل، ولازم حد يطمن اللى هناك عالمدام.

من نبرة صوت قماح شعرت سلسبيل بأن قماح ربما يصدق إتهام هند.
بينما النبوى قال بسؤال: وإنت هتعمل أيه؟
رد قماح: أنا هفضل هنا مع المدام.
نظر النبوى لملامح سلسبيل التي تشعر بالخيبه، ونظر الى ملامح قماح الخائفه، لكن يخفيها خلف نبرة صوته القاسيه، وهو على يقين أن قماح لن يترك سلسبيل
فقال: تمام هرجع للدار وهحاول أطمنهم وهكون معاك على إتصال.
غادر النبوى الغرفه وترك قماح وسلسبيل.

سلسبيل التي شعرت من نظرات قماح أن ساقيها أصبحت هلام، فجلست على أحد المقاعد.
نظر لها قماح قائلا: أيه اللى وداك الشقه دى؟
ردت سلسبيل: هند أتصلت عليا حتى بعتت لى صور لها، أنا مكنتش هروح لها بس هي إستنجدت بيا، وأنا قولت إن باباها غضبان عليها و...
لم تكمل سلسبيل حديثها حين قاطعها قماح قائلا: هند هي وباباها أتصالحوا، عندى يقين إنهم حتى مكنوش متخاصمين من أساسه.
تعحبت سلسبيل.

تحدث قماح بتهكم: سلسبيل العراب اللى الكل بيشكر في عقلها وحكمتها وقعت في فخ زى العيال الساذجه.
ردت سلسبيل: أنا مش ساذجه، أنا لو ساذجه كنت أتهمتك أنك عاوز ترجع هند بعد ما شوفتك معاها في الكافيه اللى قريب من المقر من كم يوم، وقبلها لما كنا في المكتب وقولتلى روحى انتى مع السواق، وأنا هقابل عميل، وقبل ما أوصل للدار يجيلى رساله من هند أنكم مع بعض في الكافيه.

تهكم قماح قائلا: أنا فعلا قابلت هند في الكافيه ده، بس بصفتها عميله هند رجعت تشتغل تانى مع باباها حتى سابت الشقه اللي كنت جايبه لها ورجعت لبيته تانى، وأنا طلبت منها بعد كده ياأتعامل مع باباها أو أخوها ياأما هنهى تعاملنا معاهم نهائى، وطبعا وافقت إنى بعد كده أتعامل مع أخوها، اللى حضرتك متهمه بقتله لأ ومش بس كده كمان إنك كنت على علاقه بيه، ليه قبل ما تخرجى من المقر متصلتيش عليا تقوليلى على اتصال هند بيك.

تحدثت سلسبيل بخفوت: خوفت تحس بالندم إنك السبب في بعدها عن أهلها، وقولت...
قاطعها قماح قائلا: قولتى أيه يا سلسبيل، قوليلى أعمل أيه القضيه لبساك، حتى لو هند فعلا كانت محتاجه مساعده كان بسهوله تتصل بأى مستشفى أو دكتور يجوا لها لحد الشقه، ليه، ليه، ليه، قوليلى حل دلوقتي
التهمه بسهوله ممكن تتحول لقضية شرف.
ردت سلسبيل بإستعلام: وأنت صدقت إنى ممكن أكون على علاقه ب...

لم تكمل سلسبيل إسم نائل حين جذبها قماح من يدها لتقف ويقوم بحضنها قويا يقول: سلسبيل أنا عندى ثقه فيك لا متناهيه، لكن هند وقعتك في فخ أثبتت إنك ساذجه ومتأكد ان معاها دليل برائتك وهتساوم بيه.
ضمت سلسبيل قماح قائله بإستفسار: قصدك أيه إن هند ممكن تطلب منك أن ترجعها لذمتك قصاد برائتى، ولا ممكن تطلب منك تطلقني؟
لم يرد قماح وضم سلسبيل قويا.

ضمته سلسبيل قائله: والله أنا دخلت الشقه فوجئت ب نائل بينزف حتى ملمستوش.
رد قماح وهو يحتضن سلسبيل: أنا متأكد من برائتك يا سلسبيل، وبتمنى تظهر الحقيقه بسرعه وتأكدى إن مش هسمح بدخولك السجن ساعه واحده.
ب دار العراب.
الخبر السئ لا ينتظر كثيرا
دخول ناصر ب رباح الذي يحمله إثنان من الحرس وخلفهم كان ناصر، رأتهم هدايه من شباك غرفتها فإنخلع قلبها، وخرجت مسرعه تستقبلهم على الباب الداخلى.

قائله بلهفة قلب: ماله رباح؟
رد ناصر: هقولك بعدين يا أمى بس وسعى للرجاله تدخله للدار في أوضته القديمه.
فسحت هدايه مكان لدخول الرجلان اللذان يحملان رباخ وأدخلوه الى الغرفه، ثم خرجا.

نظرت هدايه ل ناصر الذي قال لها: عندى شبه تأكيد رباح مدمن، هتصل على حداد يجى يركب لشباك الأوضه دى حديد قبل ما يفوق من تأثير المخدر، والباب يتقفل عليه بالمفتاح لحد ما نتيجة التحليل تطلع بكره، رغم أن في دكتور أكدلى إدمانه وقالى على إسم مركز لعلاج الإدمان وكنت هاخده عليه مباشرة بس قولت أستنى تأكيد التحاليل عشان أخدها بالمره معايا وأنا موديه لمركز علاج الادمان يبقى عندهم علم بعلاجه من الماده المدمن عليها.

تعذب قلب هدايه قائله: كنت شاكه بس كنت بكدب نفسى، رباح ضيع نفسه بجوازه من زهرت هي فين؟
رد ناصر: معرفش لما روحت له الشقه كان لوحده.
كآن المصائب لا تآتى فرادى
دخول النبوى بنفس الوقت، إقتراب نهله من مكان وقوف هدايه وناصر الذي سأل النبوى قائلا: مالك جاى منين دلوق؟
رد النبوى: جاى من قسم الشرطه
سلسبيل متهمه في جضية جتل نائل إبن رجب السنهورى.

كانت صدمه أهلكت قلب نهله الذي لم يتحمل حين سمعت قول النبوى، لتقع أرضا لا تشعر بشئ سوا ضباب أسود يجذبها لتغلق عينيها تستلم لغيومه السوداء.
قبل لحظه كان هاتف هدايه يعلن إتصال
فتحت الخط ترد لكن قبل أن ترد على من يتصل كانت صرخة هدى التي آتت ورأت إنهيار والداتها بهذا الشكل المفجع.

سمعت همس صرخة هدى فإرتجف قلبها وتحدثت: جدتى قوليلى في أيه ردى عليا، لكن الهاتف كاد يسقط من يد هدايه لولا تلقفته سميحه وردت هي على همس قائله بدموع ودون وعى منها: مرات عمى نهله وقعت من طولها.
إرتجفت همس قائله: ماما، مالها. ردى عليا.
تعجبت سميحه من رد همس قبل أن ينقطع الأتصال.
فى نفس الوقت ب دبى قالت همس ل كارم الواقف جوارها بلهفه: أنا لازم أنزل مصر دلوقتي سميحه بتقول إن ماما وقعت من طولها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة