قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والثلاثون

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والثلاثون

رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والثلاثون

قبل وقت ب دار العراب
بغرفة المندره
تبسمت هدايه وهي تعطى ل سلسبيل ذالك الصغير قائله: هتوحشك طول النهار يا ناصر.
تبسمت سلسبيل وهي تحمل الصغير تنظر له قائله: وصيه عليا يا جدتى بلاش يتعبنى معاه طول النهار زى ما بيعمل معايا طول الليل.
قبلته هدايه قائله: مفيش اهدى من ناصر أنتى عاوزه تطلعى عالواد سمعه ولا أيه.
ضحك قماح الذي أتى خلف سلسبيل قائلا: بصراحه يا جدتى سلسبيل معاها حق ناصر غاوى سهر ومتعب.

تبسمت هدايه قائله: طلعوا بجى للواد سمعه مش زينه ده مفيش أهدى من ناصر، بيفكرنى بجده النبوى كان إكده من صغره طول عمره هادى وعاقل.
ضحكت سلسبيل وكذالك قماح بينما قالت سلسبيل: طب يا ريته يورث من عمى النبوى عقله وحكمته وأحتوائه.
تنهدت هدايه بغصه في قلبها قائله: ربنا يديه الحظ السعيد، يلا بلاش تقوفوا إكده عشان تلحقوا ترجعوا قبل المسا.

تبسمت سلسبيل وغادرت الغرفه، بينما قماح إنحنى يقبل يد هدايه قائلا: إحنا هنبات الليله بره يا جدتى نشوفك بكره.
تبسمت هدايه قائله: ترجعوا بالسلامه خلى بالك من سلسبيل وناصر.
تبسم قماح وهو يغادر هو الآخر يلحق ب سلسبيل، بينما تنهدت بسعاده وهي ترى السعاده أصبحت مرسومه على وجه قماح وكذالك سلسبيل، سلسبيل التي غفرت لأخطاء قماح بحقها حتى تنال معه السعاده هي وطفلها.
بشقة هند.

ردت زهرت بوقاحه وجباحه: أنا حامل من رباح جوزى، يظهر طلاقك من قماح جابلك جنان، لأ أكيد جابك جنان بسبب اللى قولتيه دلوقتى، نائل أنا ماليش أى علاقه بيه، غير أنه أخوك.

ضحكت هند بهستريا ثم توقفت عن الضحك فجأه قائله بتأكيد: لأ متجننتش، وعندى إثبات كلامى ده، فاكره يوم ما عزمتينى عالغدا قبل رجوعى ل قماح أنا شوفتك وأنتى نازله من عربية نائل، وكمان نظرات عينيكى ل نائل يوم فرح محمد والغيره اللى كانت هتنط من عنينيك لما كان بيتكلم مع سلسبيل، غير من كام يوم شوفتك طالعه من عماره في منطقه قريبه من هنا، وبعدها بشويه شوفت نائل طالع من نفس العماره، أكيد مش كل دى صدف، زهرت أنا ميهمنيش أنتى حامل من مين سواء كان رباح او حتى نائل، اللى يهمنى تساعدينى في اللى عاوزه أوصله.

ردت هند التي لم تهتز لتأكيد هند: هند إنسى قماح خلاص انتى اللى ضيعتى فرصتك معاه، لما عملتى نفسى ملاك قدامه وقبلتى أنه يطلقك بسهوله قصاد شقه وحساب في البنك، كان لازم تحاربى سلسبيل مش تهددينى بكلام فارغ مالوش اى وجود.
ردت هند بنرفزه: حاولت احارب سلسبيل، بس دى جبروت زى العقربه هدايه بإشاره منها بتحرك قماح...

قماح الغبى اللى بيوقع في خداعها وسهوكته، أنها تظهر أنها ملاك، غير دلالها عليه بيخليه يتلهف عليها، بالك قماح لو سلسبيل كانت أداته ريق حلو كان زمانه مل منها، بسهى كهينه زى العقربه هدايه عرفت تلعب على وتر شوق ولا دوق، واانوعية دى إلى بتجذب عقلية قماح.

ضحكت زهرت قائله: ولما أنتى عارفه مفاتيح شخصية قماح ليه متعاملتيش معاه بنفس الطريقه، يمكن كان زمان سلسبيل ملهاش اى وجود في حياة قماح، هند بلاش تضحكي على نفسك أنا خلاص مقدرش أساعدك قماح بيحب سلسبيل وده متأكده منه مش عاوزه أحرق قلبك أكتر وأقولك تعالى شوفى منظرهم الرومانسى من يوم ما رجع تانى من اليونان، بلاش تعيشى في وهم وانسى قماح وأنهى الكدبه اللى عايشه فيها وأرجعى ل باباك من تانى وبلاش كدبة انه غضبان عليك بسبب جوازك من قماح من وراه دى، مشفعتش ليك عند قماح والنهايه برضوا طلقك وخرجك من حياته.

ثار عقل هند وصاحت في زهرت: قولتلك لو مش عاوزه حد يعرف بعلاقتك ب نائل لازم تساعدنى، لآن مش بس ممكن أفضح علاقتك ب نائل، ممكن أخسرك اللى بطنك، كده كده هو إبن حرام.
للحظه خافت زهرت من ملامح وجه هند التي تنذر بالشر وإبتعدت عنها خطوات تضع يدها على بطنها.
ضحكت هند قائله: مش معقول زهرت خايفه على إبن الحرام.

ردت زهرت بقوه: قولتلك بلاش الجنان اللى بتقوليه، وخوفى على الجنين اللى في بطنى يثبتلك انه أبن رباح، يعنى إبن حلال، ومعنديش مانع أساعدك مش عشان الكلام الفارغ اللى بتقولى عليه ده، بس عشان انا نفسى بكره سلسبيل ونفسى تختفى من الكون بحاله، قولى لى ايه اللى في دماغك عاوزه توصلى له.
ضحكت هند بظفر قائله: هقولك اللى في دماغى، لأنى مصدقاك أنه بتكرهى سلسبيل زيي، ويمكن أكتر بسبب نائل.

زفرت زهرت نفسها بسأم قائله: برضو بتقولى نائل، قولتلك هساعدك خلاص.
ردت هند: أنا بفكرك لأن أى حركة غدر ههد المعبد على كل اللى فيه، وزى ما أنا إطلقت من قماح، إنتى مش بعيد اما رباح يعرف بعلاقتك مع نائل يقتلك ويغسل عاره.
قالت هند هذا ثم أخذت نفسها وأكملت من حديثها تزيد من غلول زهرت قائله: ونائل وقتها مش هيرضى ولا هيقدر يحميك، غير إن
نائل بيحلم بس بلحظه يقضها مع سلسبيل لوحدهم.

نظرت لها زهرت بغيظ دفين ودت لو سفكت دمائها هي وسلسبيل ومعهن نائل ذالك الحقير، رغم أنها بداخلها تريد نكران تلك الحقيقه التي عايرتها بها تلك الحمقاء هند.
علي متن يخت صغير بالنيل.

كانت رحله ممتعه بين تلك المياه العذبه، رغم أن الطقس ربيعى منسم ببعض الهواء البارد، لكن ليست فقط آشعة الشمس هي التي تدفئ، هنالك دفئ في القلوب وبسمات خاليه من الهموم، بين ضفتى النهر العذب كانت رحله هادئه فهم تركوا كل شئ خلفهم على الأرض عائمان فوق عذوبة المياه التي تروى قلوبهم بعد ظمأ...
بمداعبة ومشاغبة ذالك الصغير وهمسات عشق من قماح.

ل سلسبيل التي تسعد بها، تشعر بروح جديده، سعيده بتلك الرحله البسيطه كذالك تشعر بنشوه ودفئ وهي تتنسم رائحه عبير زهور الربيع المختلطه مع نسائم الهواء كذالك تلك الطيور التي تحلق قريبه منهم تجعل عقل صغيرها الصغير يظن أنها تريد اللعب معه وهو يتحرك بين يديها يريد إمساك إحدى الحامامات لكن تطير وتبتعد وهو يريد ان يحلق مثلها بيديه الصغيرتان.

كذالك قماح الذي يشعر بدفئ العائله الذي فقده وهو بعمر العاشره، إسترده الآن ليس فقط بسبب ضحكات وتذمرات ومشاغبات ذالك الصغير، بل بنبع المياه الصافى التي كانت أمامه دائما، للحظات شرد في الماضى القريب لام نفسه كيف كان يود أن يظل ظمأن وأمامه نبع قلبه كانت القريبه البعيده حتى أنه حين حصل عليها كاد أن يضيعها بعنجهيته وغروروه وقسوته، لولا غفرانها لكان الى الآن مازال ظمآن تائه.
آتى المساء.

تجنب قماح باليخت نحو أحد الجزر بالنيل.
نزل من اليخت ثم مد يده ل سلسبيل كى يأخذ منها الصغير، أعطته له سلسبيل ثم نزلت هي الأخرى، متعجبه تقول: إحنا كده هنتأخر في الرجوع للدار، كنت رسيت باليخت على الشط التانى.
تبسم قماح قائلا: إحنا مش هنرجع لدار العراب الليله هنقضى الليله هنا عالجزيره دى.

تعحبت سلسبيل وهي تنظر للجزيره هنالك منازل صغيره ومتوسطة الحجم تشبه ال يلل الصغيره متراصه جوار بعضها، كذالك هنالك فندق متوسط يظهر بالجزيره ظنت أنهم سيذهبون إليه، لكن الحقيقه كانت عكس ذالك
فبعد سيرها خلف قماح الذي يحمل طفلهم، لبضع خطوات دخل لحديقة يلا متوسطه ثم وقف قماح أمام باب تلك ال يلا.
تحدثت سلسبيل بإستخبار: إحنا هنبات هنا فين.

إبتسم قماح وأخرج علاقة مفاتيح من جيبه وقام بفتح باب ال يلا ودخل قائلا: هنبات هنا في ال يلا دى.
دخلت خلفه سلسبيل تنظر حولها، يلا راقيه بأثاث عصري، تبسمت قائله: وال يلا دى بتاع مين؟
رد قماح: ال يلا دى بتاعتى ومش لازم أسئله كتير، خلينا نطلع لأوضة النوم، ناصر بيتاوب شكله عاوز ينام يمكن هلك من الرحله طول اليوم منامش.

نظرت سلسبيل نحو ناصر الذي يتثائب قائله: ياريت تكون الرحله هلكته وينام من غير ما يتعبنى، رغم انى أشك في كده.
تبسم قماح وأعطى لها ناصر قائلا: اوضة النوم في الدور التانى آخر أوضه على إيدك اليمين، وفيها حمام، أنا هتصل على بابا عشان يطمنهم إننا هنبات هنا الليله
تبسمت سلسبيل قائله: تمام، هطلع أحمى ناصر، واغيرله هدومه، كويس أنى كنت عامله حسابى في غيار تانى له.
أماء لها قماح برأسه مبتسما.

صعدت سلسبيل الى حيث وصف لها قماح، دخلت الى تلك الغرفه كانت غرفة نوم متوسطه باثاث عصري أيضا، نظرت الى ذالك الباب الثانى بالغرفه ثم ذهبت الى الفراش ووضعت صغيرها عليه قائله: خلينى أقلع هدومي اللى فوق دى عشان متتبلش وانا بحميك، عارفه إنك ما بتصدق تقرب من الميه وطرطش براحتك.

خلعت سلسبيل بعض ملابسها وبقيت ببعض الملابس الداخليه، كذالك خلعت بعض الملابس عن صغيرها، ثم توجهت الى داخل الحمام، ملئت ذالك الحوض، بالقليل من المياه ثم حررت صغيرها من باقى ملابسه ووضعته بالحوض بحرص منها، كما توقعت منه بدأ باللعب في تلك المياه والخبط بيديه الصغيره يشعر بالمرح.
تبسمت له سلسبيل قائله: فوقت مش كنت بتنعوس من شويه، الميه فوقتك.

تبسم قماح الذي دخل عليهم قائلا: ناصر قماح العراب شكله هيبقى سباح، وبيحب الميه.
تبسمت سلسبيل قائله: واضح كده فعلا، بيحب اللعب في الميه قوى.
تبسم قماح قائلا: مش مامته النبع الصافى، يبقى لازم يحب الميه.
تبسمت سلسبيل قائله: واقف بعيد ليه قرب خدلك رشتين من ناصر.

إبتسم قماح قائلا: وماله ثوانى هقلع هدومى بدل ما تتبل، بالفعل ما هي الإ ثوانى وكان قماح يآخذ حظه من طرطشات المياه على جسده الشبه عارى، وسط لعب ومرح ذالك الصغير الذي كان يود البقاء أكثر في المياه وتذمر حين أخرجته سلسبيل من المياه وبكى.
تبسمت سلسبيل قائله: بتعيط ليه عشان طلعتك من الميه كفايه لعب بقى مشبعتش طول اليوم لعب، أنا هلكت ونفسى أنام.

تبسم قماح وهو يضع منشفه صغيره حول جسد ناصر قائلا بمرح: مش أنتى اللى طلبتى رحله في النيل، أفضل مكان ل ناصر.
لفت سلسبيل المنشفه حول جسد ناصر قائله: يعنى الحق عليا، هتتجمع عليا إنت وإبنك بقى عشان انا اللى اختارت المكان، خلاص المره الجايه هسيبلك إقتراح المكان.
إبتسم قماح.
تحدثت سلسبيل: ناصر بيتاوب تفتكر هينام.
رد قماح ببسمه: أتمنى ذالك، ناصر بيدلع عليك، مفيش غير حل واحد يخليه يبطل دلع عليك.

تحدثت سلسبيل قائله: قولى ايه هو الحل ده بسرعه.
نظر قماح لجسد سلسبيل الشبه عارى قائلا: أن يكون في غيره.
ردت سلسبيل بعدم فهم قائله: قصدك أيه بأن يكون في غيره.
تبسم قماح ووضع إحدى يديه حول خصر سلسبيل وأقترب من أذنها هامسا بنبرة عشق: نجيب بيبى تانى له وقتها هينشغل فيه.
شعرت سلسبيل بزلزله مشاعرها، وخجلت ولم تستطيع الرد على قماح وقالت بهروب: هطلع ألبس ناصر هدومه.

تبسم قماح دون حديث وهو يرى خجل سلسبيل وهروبها من أمامه.
بعد قليل
خرج قماح من الحمام، يرتدى معطف قطنى قصير، ونظر نحو الفراش رأى رفقة سلسبيل ل ناصر على صدرها، تحدث: إيه ده باينه هينعس.
قالت سلسبيل بهمس: إش بلاش صوت ليسمعك ويصحى يكمل سهر.
تبسم قماح صامتا.
بعد قليل نعس الصغير، وضعته سلسبيل على الفراش قائله بهمس، هقوم أغير الهدوم دى مبلوله شويه هحطها في المجفف عالصبح تكون نشفت.

خرجت سلسبيل من الحمام بعد قليل ترتدى مئزر حمام نسائى قصير لحدا ما.
رأت نظرات قماح لها التي خجلت منها، توجهت الى الناحيه الأخرى من الفراش، وتمددت بجسدها تشعر بصفو ذهن وهدوء نفسى، وشعرت بيد قماح الذي يضمها له، تبسمت، وإستدارت له قائله: فين ناصر، كان في النص بينا.
تبسم قماح ببسمه لعوب قائلا: فرصه أنه نايم عشان نجيب بيبى ياخد منه الدلع شويه.

خجلت سلسبيل منه وأخفضت وجهها، تبسم قماح على خجلها ورفع وجهها ونظر لشفاها متلهفا بالقبلات المتشوقه، يقربها منه أكثر يديه تضمها لجسده ينتهل من بين شفتاها نبعا صافيا من العشق.
باليوم التالى
فى الصباح الباكر، مع الخيوط الاولى لضوء الشمش.

فتحت سلسبيل عينيها نظرت لجوارها، وجدت ناصر بالمنتصف بينها وبين قماح ملاك نائم لاتعلم كيف ولا متى أصبح بالمنتصف بينهم، آخر ما تتذكره هو ضم قماح لجسدها بين يديه، تنهدت بنشوه سعيده.

لكن فجأه شعرت بنغزه في قلبها أعقبها طيف أحمر مثل الدم، أغمضت عيناها سرعان مافتحتها ونظرت نحو قماح النائم ثم الى صغيرها المبتسم، نفضت تلك الغصه، ونحت غطاء الفراش عنها، وعدلته على صغيرها، ووضعت لجواره وساده مكانها، ثم نهضت من على الفراش توجهت الى الحمام، فتحت الصنبور ووقت أسفله تنعش جسدها بحمام دافئ لكن عاد نفس الطيف الأحمر ومعه صور مبهمه لشخص ينزف وهي تحاول إنقاذه.

فتحت عينيها سريعا، لما ذالك الطيف، يأتى لها لما الآن بعد أن عثرت على سعادتها، لما ذالك الخوف ينبش بقلبها ومن ماذا، ما تفسير تلك الاطياف، لابد أنها مجرد هلاوس، هكذا فسرها عقلها او هي أرادت ذالك التفسير.
إنتهت من الحمام وأرتدت ملابسها مره أخرى، خرجت من الحمام نظرت نحو الفراش، قماح وصغيرها مازلا نائمان، فكرت ان تخرج تستنشق بعض نسمات البدريه تنعش روحها برائحة الربيع، بالفعل خرجت بهدوء.

غير منتبه ل قماح الذي إستيقظ هو الآخر بعد خروجها من الغرفه مباشرة، هو الآخر رغم أنه لم يجد سلسبيل جواره على الفراش لكن تبسم وهو ينظر نحو ذالك الملاك النائم بهدوء والذي وضعه في المنتصف بيه وبين سلسبيل بعد أن غفت بين يديه مرهقه بعد جولات الغرام بينهم، تنهد قماح منتعش القلب والروح، نهض هو الآخر، ذهب نحو شرفة الغرفه، كما توقع أن سلسبيل تكون بحديقة الشاليه
بحديقة ذالك الشاليه المتوسط بجزيرة وسط النيل.

وقفت سلسبيل بيدها كوب من النعناع الأخضر، تنظر الى قرص الشمس الذي يبدد ظلام الليل الذي تلاشى تقريبا تتنفس من رائحة زهور الحديقه الربيعيه، وتلل الطيور التي تتناغم فوق مياه النيل، سارحه بهذا المنظر الربانى البديع وإن دل على شئ يدل على الآمل في سطوع نور من بعد ظلام ربيع من بعد شتاء، تتفتح به الزهور وتعود الطيور المهاجره هكذا هي الحياه
ربما ضره نافعه، الحياه تتبدل بين لحظه وأخرى. قد تعشق من كنت تكرهه.

فاقت سلسبيل من سرحانها عندما شعرت بشئ يوضع فوق جذعها العلوى.
تبسمت بخضه خفيفه
بينما وضع قماح على كتفيها شال ليس بالثقيل ولف يديه حولها يضمها لصدره وقبل جانب عنقها قائلا: رغم إننا في الربيع بس الجو لسه برد وكمان إحنا في قلب جزيزه في النيل والهوا جاي من كل ناحيه.

إرتسم على وجهها السعاده وضمت جسدها تأخذ الدفئ من جسده وأغمضت عينيها تستنشق ذالك الهواء الربيعى البارد الممزوج برائحة الزهور وصوت هدير مياه النيل المحيطه بالشاليه.
وقالت: أنا عاوزه أعيش هنا بقية حياتى في الصفاء بين الطبيعه دى، أمتى إشتريت الشاليه ده.
ضم قماح جسد سلسبيل بقوه له وقال: إشتريته من مده طويله عشان يفكرنى بيكى إنتى الوحيده اللى إتمنيت أجيبها لهنا، سلسبيل.

أنا رجعت من اليونان بس علشانك، فرحت جدا لما رجعت وأنتى اللى فتحتى ليا الباب وقتها، فاكره قولتلك أيه وقتها.
تنهدت سلسبيل ببسمه ماكره وقالت: لأ مش فاكره، اللى فكراه كلمة جدتى وقتها. لما قالت إبن الإغريقيه رچع لعشه من تانى.
تبسم قماح وقبل جانب عنق سلسبيل فعلا هنا كان عشى مع بنت العراب.

تبسمت سلسبيل وإستدارت ل قماح تبتسم، تفاجئت بقماح يجذبها له يقبلها بوله، ثم ترك شفاها يبتسم، ووضع يديه بين على خلف رأسها يمرر يده بين خصلات شعرها الطويل الذي يتطاير بسبب نسمات الهواء، تبسمت له، مالت رأسه مره أخرى وكاد يقبلها، لكن هنالك ما منع ذالك صوت بكاء، تبسمت سلسبيل قائله: ناصر بيه صحى.
تبسم قماح قائلا: قصدك القلق صحى.
تبسمت سلسبيل قائله: خلينا نطلع له بسرعه.

تبسم قماح وهو يشير ل سلسبيل بيده، لتسير أمامه.
دخلت سلسبيل الى الغرفه وجدت ناصر يبكى، تبسمت قائله: خلاص أنا جيت أهو، قالت هذا وحملته بين يديها مبتسمه تهدهده، كذالك دخل قماح خلفها قائلا: في أوتيل هنا عالجزيره هتصل عليه وأطلب منه فطور لينا.
تبسمت سلسبيل قائله: والشاليه هنا مفيش فيه أى أكل.
رد قماح: للأسف لأ لأنى من يوم ما أشتريته وفرشته مجتش له غير كم مره، وكانت بتبقى زيارات قصيره.

ردت سلسبيل تمام، بس ممكن بدل ما تطلب فطور، يبقى فطور وغدا مع بعض بصراحه أنا عجبنى الهدوء والسكينه اللى هنا وكنت هقولك نعيش هنا، بس مش هينفع وكمان الجو هنا عجب ناصر بيه ده نام طول الليل محستش بيه نكش، ممكن كمان نقضى النهار هنا في الجزيره، ونرجع دار العراب آخر النهار عشان أضمن أنه آخر الليل ينام من غير ما يغلبنى.
تبسم قماح بتفكير قائلا: ناصر بيه وأمه يؤمروا، وأنا أنفذ.
عقب الظهر
بشقة نائل.

بمجرد أن دخلت زهرت وجدت نائل بستقبلها ببسمته البغيضة، صفعه غل قويه صفعتها زهرت له.
صفعه أقوى تلتقتها زهرت التي نزفت من جانب شفاها أثر تلك الصفعه التي تفاجئت بها من نائل
نظرت له بذهول وحاولت صفعه مره أخرى قائله بمقت: . إنت بتضربنى يا حيوان نسيت أنا مين.
رد نائل بعنفوان: لإ إنتى اللى نسيتى نفسك ومتعرفيش انا مين قبل إيدك ما تتمد وتصفعينى كان لازم تفكرى كويس أنا مين وأنتى مين؟

ردت زهرت بتهكم: وإنت مين إن شاء الله، كلب حقير.
رد نائل: إن كنت انتى ظلمتى الكلب لما شبهتينى بيه عالاقل الكلب مفيهوش طبع الخيانه، وإن كنت انا كلب، فأنتى مومس.
ذهلت زهرت من نعت نائل لها بتلك الصفعه البشعه بالنسبه لها.

ضحك نائل ساخرا يقول: أيه إتفاجئتى بحقيقتك القذره، بس مقولتليش أيه سبب إتصالك بيا وتطلبى نتقابب وبعدها تعملى الفيلم ده، أنا وانتى عارفين حقيقة بعضنا، مش بس أتعرت أجسامنا قدام بعض، لأ أتعرت حقيقتنا قبل أجسامنا.
نظرت زهرت ناحية نائل بمقت وكره وغل قائله: وأيه هي حقيقتنا.
رد نائل ببرود مثلج: إننا خاينين.
تبدلت نظرة زهرت وقالت بإستعطاف: أنت عارف إنى بحبك.
ضحك نائل قائلا: نكته طريفه، بتحبينى!
طب ورباح؟

ردت زهرت: أتجوزته غصب وانت عارف السبب، لو كان والدك وافق على جوازنا مكنتش بصيت له.

ضحك نائل قائلا: كدب يا زهرت، انتى طماعه وده سبب جوازك من رباح، اموال عيلة العراب، تعرفى لو كنت بس حسيت أنك عندك مشاعر ناخيتى يمكن كنت قدرت اقنع بابا واتجوزك، لكن انتى بتحبى الشى السهل والاغلى، وكان رباح هو الأفضل بالنسبه ليك ماديا، مهما كان غنى والدى، هيكون أيه نقطه في بحر العراب اللى كنت ومازلتى بتغرفى منه. تعرفى كان نفسى تقطعي علاقتى بيا بعد جوازك من رباح، يمكن وقتها كنت أقول كنت نزوه في حياتك، لكن أنتى طابعك الخيانه، بتجرى في دمك.

إنهارت زهرت قائله: كان نفسك في واحده خام زى سلسبيل.
رد نائل بحسره: سلسبيل لو كانوا وافقوا انى اتجوزها كانت إتبدلت حياتى من الدنس اللى عايش فيه.
تهكمت زهرت قائله: أيه كنت هتوب على إيديها وتبطل تجارة مخدرات مع باباك وأختك.

ذهل نائل ينظر لها صامتا للحظات قبل أن تسترد زهرت حديثها: أيه مفكرنى هبله ومش عارفه إن الحبوب اللى كنت بتجيبها ليا ل رباح إنى مش عارفه إن السيد المصون والداك تاجر مخدرات بس متخفى في تاجر حبوب وغلال.
إقترب نائل من زهرت بعيون شريره قائلا: أيه التخاريف اللى بتقوليها دى، يظهر الحمل أثر على عقلك.

ردت زهرت: لأ مش الحمل اللى أثر على عقلى ناسى أنا بنت مين، انا بنت مجاهد حماد، كان غفير في المركز ويعرف الشارده والوارده ومين تجار الممنوع هنا في المنطقه.
فجأه وضع نائل يديه حول عنق زهرت قائلا: كدب، اللى بتقوليه.
شعرت زهرت بيد ناىل التي بدات تضيق حول عنقها، حاولت فك يديه بيديها لكن كان هو الاقوى وكاد يخنقها لولا رنين هاتفه الذي أفاقه.

تهاونت يديه، نفضت زهرت يديه عنها وإلتقطت نفسها، لكن سرعان ما فرت هاربه من الشقه.
ب. دبى
علي أريكه بغرفة المعيشه
كانت همس تجلس بحضن كارم سعيدان وهما يشاهدان تلك الصور الخاصه بصغيرهما التي أعطتها لهما الطبيبه بعد خضوها لكشف بالاشعه اليوم.
تحدثت همس: الصور بتأكد انى حامل في ولد.
ابتسم كارم قائلا: مع أن كان نفسى في بنوته، بس المهم صحتكم انتم الاتنين.

تبسمت همس قائله: إعترف إنك لما الدكتوره أكدت انى حامل في ولد كنت عاوز تقول لها اتأكدى.
إبتسم كارم قائلا: خلاص بقى يا همس.
إبتسمت همس، وبدأت تفر في الصور بسعاده بين يديها لكن فجأه شعرت بمغص قوى في بطنها حتى انها صرخت منه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة