قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عروس بلا ثمن للكاتبة إيمي نور الفصل الحادي والعشرون

رواية عروس بلا ثمن للكاتبة إيمي نور الفصل الحادي والعشرون

رواية عروس بلا ثمن للكاتبة إيمي نور الفصل الحادي والعشرون

جلس رائف خلف مكتبه عاقدا حاجبيه بتفكير يدير القلم بين انامله ببطء بينما جلس ياسر امامه يحدثه قائلا بتوتر
=بس يا رائف ده خطر وممكن يجى علينا بالعكس
رائف بحزم
= هى دى الطريقة الوحيدة اللى لازم من هنا ورايح نتعامل بيها مع كلب زاى فريد
زفر ياسر بحدة قائلا بقلق
= بس يا رائف دى سكة عمرنا ما...
زفر رائف هو الاخر هاتفا بحدة قبل ان ينهض من مكانه متجها للنافذة خلف مكتبه ينظر من خلالها.

= خلاص ياسر معدش ينفع الكلام انا طلبت من الرجالة تنفذ وزمانهم فعلا نفذوا
ساد الصمت بينهم لبضع لحظات قبل ان يتنحنح ياسر قائلا بتردد وخشية
= طيب و بخصوص زينة؟
التفت رائف اليه رائف براسه يسأله بخشونة وقسوة
= مالها زينة؟
نهض ياسر هو الاخر من مكانه يتجه للوقوف بجواره قائلا بهدوء
= متبقاش قاسى عليها يارائف انت عارف كويس هى عملت كده ليه
اغمض رائف عينيه يتنهد بقوة هامسا بالم.

= هو ده اللى وجعنى انى عارف هى عملت كده ليه
تقدم ياسر حتى وقف امامه قائلا بحزم
= اى واحدة مكانها كانت هتعمل زاى ما عملت وهاتفكر ان البعد احسن حل ولا كنت عوزها تعمل زاى سهيلة عملت وتبيع من غير لحظة ندم واحدة
فتح رائف عينيه سريعا تلتمع بداخلها نظرات وحشية لتخيله للحظة ان يكون ردة فعل زينة مماثلا لما فعلت سهيلة فى الماضى يفح من بين اسنانه
= دانا كنت قتلته قبل ما يلمس شعر منها.

ارتسمت فوق شفتى ياسر ابتسامة معرفة صغيرة قبل ان يقول
= يبقى لازم تعترف انها فكرت صح هى يمكن طريقتها كانت غلط بس ده من خوفها عليك واكيد خافت تقولك فتتهور حضرتك وتودى نفسك فى داهية بسبب كلب زاى ده ولا يسوى
زفر رائف عينيه تتابع حركة السير الظاهر امامه من النافذة بشرود فيدرك ياسر انه الان فى مواجهة مع ذاته ليربت فوق كتفه بمساندة قائلا برفق
= فكرك كويس هتلاقى كلامى صح وبلاش تخلى عندك يتحكم فيك.

ظل رائف واقفا مكانه بعد خروج ياسر بهدوء من المكتب تاركا له يدور داخل دوامة افكاره غافلا تماما عما حوله هو يتذكر ما حدث امس فبعد ان القى عليها بكلمته الاخير وخروجه من الحمام بعدها ليجدها تجلس فوق الاريكة محنية الرأس يدرك من الشهقات الخافتة التى تصدر عنها انها تبكى فشعر حينها بضيق شديد فى صدره وبقلبه يهفو اليها يستحلفه ان يذهب اليها يجذبها له يدسها بين اضلاعه ليمحو كل ما بينهم من اوجاع واساءة لكن ماذا يفعل فى كرامته والتى ابت عليه ان يفعلها رافضة كل الرفض باى محاولة للتنازل من جانبه لنتصر فى النهاية على قلبه فتجاهلها تماما يتجه ناحية الفراش ليستلقى عليه ثم اغلق الانواء تاركا لها تجلس مكانها بحزن دون توجيه كلمة واحدة منه لها يضجع على جانبه فى محاولة للنوم لكن كانت كل حواسه متنبهة لاقل حركة منها يستمع صوت الاريكة وهى تتقبل ثقل جسدها عليها فعلم انها تنوى النوم هناك فكاد ان يفتح شفتيه مناديا لها ان تأتى للنوم مكانها فوق الفراش لكنه اغلق سريعا متجاهلا لها مرة اخرى يصرخ فى داخله بغضب فلتفعل ماتريد فلا يهمه اى من امورها بعد الان.

زفر بخفوت قبل ان يعتدل فيستلقى فوق ظهره يطالع السقف تمر بداخل راسه كل ما حدث طوال اليوم منذ لحظة علمه باختفائها حتى لحظتهم هذه يمر الوقت عليه دون ان يطرق النوم له جفن فيقرر الخروج الى الشرفة لتدخين احدى السجائر والتى يشعر برغبة ملحة اليها فى تلك اللحظة فنهض بهدوء يسير باتجاه الشرفة ولكن تأتى التفاتة راسه ناحيتها دون ارادة منه يطالعها بطرف عينيه ليصدم حين وجدها تلتف حول نفسها تحتضن جسدها اليها غارقة فى سبات عميق فتحرك باتجاهها بهدوء حتى وقف امامها يراها على الضوءالخافت الاتى من احدى المصابيح الصغيرة بجوار الاريكة تستند براسها فوق مرفقها شعرها بخصلاته المبعثرة حول وجهها وقد تلطخت وجنتيها بدموعها التى قد ذرفتها قبل نومها فتحركت يده دون ان يشعر بها تبعد خصلاتها برقه عن وجهها يمرر انامله ببطء فوق وجنتها تزيل فى طريقها بقايا تلك الدموع قبل ان ينحنى عليها ينوى حملها الى الفراش حتى تستلقى هناك لكنه توقف فى منتصف الطريق ينهر نفسه بعنف على ما كاد ان يفعله يعتدل مرة اخرى فى وقفته بحدة عائدا الى فراشه مرة اخرى بخطوات غاضبة يجلس فوقه يتنفس بغضب وحدة لعدة لحظات حتى وقعت عينيه فوق الغطاء الملقى باهمال ليختطفه بحدة بعد عدة ثوانى تردد خلالها يتجه به ناحيتها مرة اخرى يلقى به فوقها يدثرها به بحدة وحركات سريعة ثم يعود الى مكانه مرة اخرى يستلقى فوق الفراش يتابعها بشرود حتى غفت عينيه لبضع ساعات نهض بعدها مغادر للمنزل سريعا قبل استيقاظها فليس لديه الاستعداد لرؤيتها مرة اخرى بحالة الحزن هذه خوفا من خضوعه وضعفه امامها فيسلم جميع راياته لها دون لحظة تفكير واحدة منه...

افاق من افكاره على صوت رنين هاتفه ليرفعه الى اذنيه يستمع الى الطرف الاخر لعدة لحظات قبل ان تلتمع عينيه بقوة قائلا بحزم
= حلو اوووى خليه زاى ما هو لحد ما اجيلك
اغلق الاتصال يضع الهاتف فى جيبه ثم يلتفت الى النافذة ينظر من خلالها مره اخرى بشرود ولكن هذه المرة كانت افكاره قاتمة شديدة السواد.

جلست زينة ومها فوق الاريكة فى حجرة الاستقبال لتهتف مها بحنق فور جلوسهم
= ام الخلول دى موجودة ليه هنا غريبة مرحتش الشركة يعنى
زفرت زينة قائلة باحباط
= اوامر رائف صحيت من النوم لقيته خرج من بدرى وسايب خبر ليا انا وسهيلة اننا نفضل هنا فى البيت ما نروحش الشركة النهاردة
زفرت مها بقوة قائلة
= انا بتخنق كل ما بشوف البنى ادمة دى معرفش ازاى انتى متحملها
اعتدلت زينة فى جلستها تسألها بلهفة.

= سيبك منها وقوليلى رائف هو اللى بعتك صح
اخذت مها تلوك شفتيها قبل ان تقول بحرج
= بصراااحة لا. ده ياسر بيه هو اللى بعتنى وادانى باقى اليوم اجازة وقالى اجى اقعد معاكى واعقلك
لتعتدل هى الاخرى فى جلستها تسألها بحزم
= هااا عملتى ايه علشان تخلى ياسر بذات نفسه يبعتنى ليكى وكنت فين امبارح انا افضلت ارن عليكى وتلفيونك كان مقفول طول اليوم هااا ايه اللى حصل.

اخذت زينة تفرك كفيها بتوتر ثم خفضت عينيها بخجل لتصفر مها من بين اسنانها قائلة بهمس
= لدرجة دى؟ طب احكيلى عملتى ايه المرة ولا اقول هببتى ايه؟
رفعت زينة وجهها سريعا ينتشر اللون الاحمر فوق لتهز مها راسها قائلة بتأكيد
= يبقى نقول هببتى ايه احكى احكى خلينى اشوف.

ابتلعت زينة لعابها بصعوبة قبل ان تشرع فى قص كل ما حدث على مها التى اخذ وجهها بالاحمرار نتيجة غيظها وغضبها والذى كان فى اوجه عندما انهت زينة حديثها لتهب من مكانها صارخة
= لا انتى بجد جرى فى مخك حاجة علشان تهببى اللى عملتيه ده ومستغربة انه عاوز يطلقك ده لو واحد مكانه كان زمانه...

زفرت مها بحنق تقطع كلماتها ثم تسرع فى الجلوس بجوارها فورا مرة اخرى بعد ان اخذت زينة بالبكاء لتجذبها بين احضانها تربت فوق شعرها بحنان هامسة باسف
= انا اسفة، متزعليش بس غصب عنى، بصراحة انتى صدمتينى
تحدثت زينة وهى مازلت تستند بخدها فوق كتف مها بصوت باكى
= عارفة يا مها انى بوظت الدنيا بس غصب عنى كنت خايفة عليه وده الحل الوحيد اللى كان ادامى و فكرت فيه.

اخذت مها تملس فوق خصلات شعرها برقة تحاول تهدئتها قائلة
= عارفة يا حبيبتى بس انتى جرحتيه جامد باللى عملتيه ده واكيد مش هيسامح بسهولة
فى تلك اللحظة دخلت عزة تحمل صنية محملة بالمشروبات فتوقفت مها عن الحديث هى وزينة والتى اخذت بمسح دموعها لتهمس مها لزينة بعد خروج عزة
= بطلى عياط وقومى بنا نطلع اوضتك هنا مش هينفع نتكلم ولا افهمك تعملى ايه.

هزت زينة راسها بالموافقة لتخرج هى ومها يقوما بصعود الدرج فى اتجاه الاعلى غافلين عن تلك المختبئة وعينيها الملتمعة بالفرحة والشماتة تهمس
= لااا ده كده حلو اوووى دانا مكنتش احلم انها تجيلى لحد عندى بالشكل ده.

فى احدى مخازن شركة الحديدى الفارغة
جلس رجل معصوب العينين مقيد القدمين واليدين يهتف برعب
= انتوا مين؟ وعاوزين منى ايه؟ انا معملتش حاجة
دوى صوت رائف الساخر يقف فى الجهة المقابلة له يحيط به العديد من الرجال ضخمى الجثة
= اهلا بيك ياا عزت نورت مخازنا والله
اخذ عزت يتلفت حوله برعب وفزع يهتف
=ميين، مين اللى بتكلم، وانا هنا ليه.

اشار رائف براسه لاحد الرجال فيسرع باحضار كرسى له فيجلس بشكل عكسى عليه يستند بمرفقيه فوق مسنده قائلا بصوت مرح خبيث
= معقولة يااراجل نستنى دانت لسه ملبسنى تهمة قتل من كام يوم
ارتعش عزت بعنف يكسو الشحوب وجهه بسرعة قائلا بتلعثم وخوف
= انا، مليش دعوة، يا رائف بيه، انا عبد المأمور، انا بنفذ الاوامر وبس انااا...
دوت ضحكت رائف الساخرة يتردد صداها فى ارجاء المكان قبل ان يهتف بشراسة.

= قصدك عبد سيدك وكلبه المطيع ولااا ايه يا عزت بس ياترى بقى عندك الاستعداد تضحى بنفسك علشانه زاى اى كلب مخلص
هنا ولم يستطع عزت التحمل فاخذ يحاول الفكاك من قيود يصرخ بهستريا ورعب شديد
= ابوس ايدك يا رائف بيه انا مستعد اعمل اى حاجة تطلبها بس متموتنيش ابوس رجلك متموتنيش.

ظل رائف ينظر اليه بهدوء لعدة لحظات قبل ان يشير لاحد الرجال بفك عصبة عينيه ليسرع الرجل فى اتجاه عزت تنفيذ للامر والذى ما ان شعر باقتراب احد منه حتى زادت حركاته هستريا وعنف فى محاولة للخلاص من قيده يزاد صراخه فزعا وحدة
لكن فور ان نزعت عصبة عينيه اخذ يحاول فتحهم مرارا حتى استطاع اخيرا الرؤية بوضوح يهتف فور ان وقعت عينيه فوق رائف برجاء وذعر
= ابوسك ايدك ارحمنى انا مليش ذنب انا بنفذ المطلوب منى وبس.

نهض رائف من مكانه يسير باتجاهه ببطء تتابعه عينى عزت برعب حتى وقف خلفه فيضع كفيه فوق كتفه قائلا بحزم
= حلو اوووى وده برضه اللى عاوزه منك
عقد عزت حاجبيه قائلا بارتبارك
= مش فاهم حضرتك تقصد ايه
رائف بصوت حاد قوى
= لا انت فاهم كويس انا عاوز ايه ولاتحب اخلى الرجالة تعرفك بمعرفتها
هز عزت راسه سريعا بالنفى عينيه تدور برعب فى وجوه المحيطين به ليربت رائف فوق كتفه بقوة قائلا.

=جدع يا عزت كده ابتدينا نفهم بعض هاااا نبتدى بقى نشوف شغلنا
ثم توجه مرة اخرى لكرسيه يجلس فوقه قائلا بحزم
= عاوزك زاى الشاطر كده تحكيلى كل حاجة تعرفها
ابتلع عزت لعابه برعب قائلا
= بس لو فريد بيه عرف هيقتلنى
رائف دون اكتراث
= وانا لو انت متكلمتش هقتلك حالا وفى مكانك فاختار انت بقى اللى يريحك.

تقابلت اعينهم لثوانى راى عزت خلالهم صدق كلمات رائف والاستعداد التام لتنفذها فصمت للحظات قبل يتنهد مستسلما يشرع فى قص كل ما يعرفه منذ بدء الحرب بين رائف وفريد حتى وصل للجزء الخاص بذهاب زوجة ابيه لفريد ليسأله رائف بحدة
= وكلام ده حصل امتى
عزت بصوت مرتعش
= بعد وفاة والد حضرتك على طول ومن ساعتها وحربه معاك اتغير حالها ومبقاش شغل وبس لا بقى كمااااان...

صمت عزت يبتلع لعابه بصعوبة لايدرى ايكمل ام لا لكنه يأتى صوت رائف الامر له بحدة ان يكمل فيسرع قائلا بتلعثم
= بقت كمان، على مرات حضرتك من بعد ما شافها وحاله اتقلب وبقى كل تفكير انه ازاى يخلص منك وطبعا مع اخبارك اللى بتوصل لحد عندك مكنش الامر صعب بس..
قاطع رائف حديثه يسأله بهدوء برغم الغضب المشتعل بداخله
= تعرف مين ده اللى بيوصل كل اخبارى ليه؟
سهيلة مثلا؟
اسرع عزت بهز راسه بالنفى سريعا قائلا.

= لااا مش هى لان ده كان بيحصل من قبل خلافها مع فريد بيه وتيجى تقعد عند حضرتك
فيسرع بلهفة قائلا
= بس وحياة ولادى ماعرف مين انا سألته اكتر من مرة وكان دايما بيرفض يقولى كل اللى اعرفه انه حد قريب منك جدا عارف كل تحركاتك ومعاملات شغلك وهو حتى اللى اداله رقم المدام.

اخفض رائف راسه ينظر الى الارض للحظات اخذ يزفر خلالها ببطء فى محاولة لتهدئة ما يشعربه الان من غضب على نفسه يتسأل الى هذه الدرجة كان غافلا عن كل ما يدور من حوله ثم رفع وجهه مرة اخرى يسأل عزت بحزم
=وضرب النار مين اللى عملها
عزت سريعا دون انتظار
= ده واد اسمه عزوز فريد بيه بيجيبه لما بيكون محتاج شغل من النوعية دى
ابتسم رائف بسخرية قائلا
= وطبعا بيحتاجه كتير مش كده.

نكس عزت راسه لثوانى قبل ان يقول رائف بهدوء وحزم
= شوف يا عزت انا هسيبك تروح لولادك وطبعا مش محتاج اقولك لو فريد عرف انك كنت عندى وعرضت عليا خدماتك هيعمل فيك
رفع عزت عينيه بأمل مع بداية حديث رائف اليه ثم يرتسم داخلهم الرعب عند وصوله فى الحديث الى فريد وما يمكن ان يفعله به ليكمل رائف ببطء وخبث
= ووعد منى ليك انه استحالة هيعرف منى ابدا انك كنت عندى بس بشرط
عزت بلهفة ورجاء.

= انا موافق على كل اللى تأمر بيه بس بلاش ابوس ايدك فريد بيه يعرف حاجة
نهض رائف من كرسيه قائلا بهدوء
= اتفقنا يا عزت وشرطى هو...
اقترب من عزت ينحنى عليه تتقابل اعينهم قائلا بحزم وصوت لا يقبل بالرفض
= عزوز، عاوزك تجبلى عزوز
اتسعت عينى عزت بصدمة فاتحا فمه يحاول التحدث عدة مرات قبل ان يخرج اخيرا صوته المرتعب
= حاضر يا رائف بيه اللى تأمر بيه بس، ممكن اعرف حضرتك عاوزه فى ايه.

اعتدل رائف واقفا مرة اخرى تلتمع عينيه بشدة قائلا بمكر وابتسامة شيطانية
= ابدا. عاوز اقعد معاه قعدة حلوة زاى اللى قعدناها سوا انا وانت
ارتعش عزت بقوة ينظر الى رائف يهز راسه بالموافقة هو يدرك بداخله ان لا مجال لتراجع بعد الان ولا طريق امامه اخر سوى تنفيذ امر رائف له واخفاءكل ما حدث عن ذلك الغول المسمى بفريد.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بساعة حين دخل رائف الى داخل منزله وقد ساد الظلام والصمت ارجائه فيتجه بخطوات مرهقة صوب الدرج لكن اوقفه صوت زمجرة قوية اتية من معدته تنبه على عدم تناوله للطعام منذ وقت طويل فقد اخذته جلسته الطويلة مع ياسر للتحدث فيما هو ات وتدبير امورهم فى الايام القادمة ناسيا الغذاء تماماوهاهى معدته تعلن احتجاجها على هذا الامر الان لذا غير اتجاهه الى المطبخ فقد يتدبر اعداد شيئ يستطيع به سد جوعه فى هذا الوقت المتاأخر.

فدخل الى المطبخ ينير انواره قبل ان يتجه الى البراد يفتحه ينظر بداخله فيجد بعض الطعام المعد لا يحتاج سوى لتسخين لذا اخذه ثم يغلق البراد يلتفت بحمله ليصطدم بتلك الوافقة خلفه تماما تسرع يديها اليه لاخذ ما بيده قائلة بنعومة
= خليلك انت وانا هجهزلك العشا.

مرر رائف عينيه فوقها ببطء يلاحظ ما ترتديه من ثوب نوم اسود شفاف الى حد ما ذو صدر مكشوف فوقه روب من نفس النوع مفتوح لا يخفى شيئ عن الاعين ليقول بصوت بارد جاف
=شكرا يا سهيلة تقدرى تطلعى انتى تنامى وانا هحضره لنفسى
اقتربت اكثر منه اناملها تلامس انامله الملتفة حول طبق الطعام قائلة برقة
= لاا خليك انت مستريح اصل انا اساسا كنت نزلة احضر حاجة ليا انا كمان اصل جعانة اوووى.

اضافت كلمتها الاخير بهمس مغرى وقد ازدات اقترابا منه حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى ذلك الطبق الممسك به رائف وقد اصبحت عينيه شديد البرودة ووجهه شديد القتامة يهم الرد عليها ردا يليق بها الا ان صوت اخر دوى بحدة فى ارجاء المطبخ
= انا بقى عندى فكرة احسن ايه رايك تطلعى اوضتك وتلبسى حاجة تدفيكى وبعدين ابقى انزلى دورى على الاكل.

التفت سهيلة بحدة فى اتجاه الصوت لترى زينة الواقفة فى منتصف الباب ترتدى هى الاخرى روب ولكن من النوع الثقيل يغطيها كلها عينيها تطلق الرصاص من شدة غضبها ليؤمن رائف فى تلك اللحظة بعبارة نظرات قاتلة ففى تلك اللحظة لو كانت العبارة حقيقة فعلا لسقط قتيلا فى الحال هو وسهيلة من نظراتها الثاقبة اليهم فقط.

فاخذت ابتسامة مرحة تعاند شفتيه تحاول الظهور فوقهم لكنه اخذ فى مقاومتها يلتفت ليضع طبق الطعام داخل البراد مرة اخرى ثم يتحرك فى اتجاه باب الخروج قائلا
= الوقت اتاخر وانا خلاص مش جيلى نفس للاكل تصبحوا على خير.

تحرك بخطوات سريعة باتجاه الباب تحت انظارهم المتابعة له حتى وصل لمكانها فرفع عينيه اليها للحظة تصل الى انفه رائحتها الرائعة المألوفة له فترتفع امواج اشتياقه لها داخله تزداد من دقات قلبه سرعة ولهفة قبل ان يخفضها مرة اخرى يمر من جانبها سريعا مغادرا بهدوء فلتفتت تتابعه للحظة قبل ان تعود مرة اخرى الى تلك الحية فتشتعل عينيها بنيران غيرتها قائلة بصوت حاولت اظهار كل هدوء استطاعت احضاره.

=شوفى يا سهيلة انتى هنا ضيفة فى بيتى يبقى لما تقعدى هنا يبقى باحترامك واظن انتى فاهمة انا اقصد ايه كويس
لتمرر عينيها باشمئزاز فوق ملابسها الفاضحة لكنها سهيلة لم تتأثر كانها لم تسمع شيئ تتحرك فى اتجاهها قائلة ببرودة تمط فى حروف جملتها الاخيرة
= اسفة يا حبيبتى، المرة الجاى بقى اخذ بالى
ثم تغادر هى الاخرى بخطوات مغيظة متمهلة
لتضيق زينة ما بين عينيها هامسة بغيظ.

= اصبرى عليا يا سهيلة الكلب انتى بس افوقلك وهعرفك مقامك يبقى ايه
...
خرج رائف من الحمام يرتدى احدى القمصان البيتية سوداء اللون وشورت رمادى يمسك باحدى المناشف يجفف بها شعره بخطوات سريعة فيصدم بزينة الواقفة امامه بقوة فتصدر عنها شهقة الم شديدة لينزع المنشفة سريعا من فوق راسه يمسك بها يسألها بلهفة وخوف
= مالك. اتخبطتى فين.

كانت مغمضة العين بألم تشير الى اسفل قدميها فيلاحظ رائف لاول مرة ما ترتديه والذى لا يمت بصلة من قريب او بعيد بما راه عليها عند حضوره فهذا القميص المرتدية له الان بلونه الازرق الغامق يظهر و بقوة بشرتها الناصعة بكتفيه الرفيع وطوله والذى يكاد يبلغ ركبتيها بصعوبة فشعر بدمائه تجرى هادرة فى اوردته وضربات قلبه تتعالى بعنف حتى يكاد صخبها ان يبلغ عنان السماء لا يستطيع رفع عينيه عنها يحاول ابتلاع لعابه بصعوبة قبل ان ينحنى بتردد فيجلس على عقبيه يمسك بقدمها بين يديه ليضعها فوق ركبته متفحصا لها ببطء يمرر انامله المرتعشة فوق اصابعها فتصدر عنها اه الم خافتة ليقول بصوت اجش مطمئنا بعد حين.

= مفيش حاجة حصلت ده بس من ضغط وزنى عليها ابقى خدى بالك بعد كده
ابتسمت زينة خفية تشكر مها فى سرها على خطتها الذكية هذه فمن الواضح انها تؤتى بثمارها لكنها اسرعت بتصنع الالم قائلة بصوت ضعيف
= انا كنت جاية اقولك انى حضرتلك العشا
وقف رائف مرة اخرى على قدميه بعد ان وضع قدميها برقة ارضا عاقدا حاجبيه قائلا بحدة
= مش عاوز عشا انا خلاص هنام.

اسرعت زينة بامساك كفه بين يدها تسير باتجاه الطاولة وهى تشده معها ولم تنسى ان تعرج بقدميها امامه لتثير عطفه فتابعت عينيه حركتها هذه بقلق واهتمام قائلة بهدوء
= انا حضرتك العشا وجبته هنا يعنى مش محتاج تنزل.

جلست فوق الاريكة تشده معها فطاوعها كالمغيب عينيه تمر فوقها ببطء تلتمع بشغف واشتياق حاول السيطرة عليه لكن فشلت جميع محاولاته امام لهفته اليها فلاحظت زينة نظراته هذه لها فشعرت بالاحمرار والخجل يكسوها تلعن مها فى بالها تلك اللحظة فكلامهم عن خطة اغوائها له لا تمت للواقع بصلة فهى لم تتخيل ف اقصى تخيلاتها جراءة ان تشعر بكل هذا الخجل الذى تشعر به الان لكنها قاومته تزيحه جانبا ترفع بقطعة من الطعام بين اناملها الى فمه تلامسه بها فى عينيها نظرة رجاء له فة تلك اللحظة رفع راية استسلامه لها فاتحا فمه دون ارادة منه يتناول الطعام من بين اناملها التى لامست شفتيه بنعومة قبل ابتعادها فيشعر بالنيران تشتعل فى كل جسده شوقا ولهفة لها لكن تأتى صرخة عقله الامرة له بالتعقل وعودة السيطرة اليه لتجعله يفيق من دوامة مشاعره هذه يتنحنح بقوة يخفض عينيه هو يبتعد قليلا عنها قائلا بصوت متحشرج خشن من فرط مشاعره.

= انا هكمل لوحدى.
زفرت زينة تظهر الاستسلام لكنها ظلت جالسة بجواره تتابعه بعينين يرتسم فيهم الحب والحنان حتى انتهى من طعامه يسرع فى اتجاه الحمام كانت هى خلال غيابه ترفع صنية الطعام بعيدا تقف فى انتظار خروجه فلم يطل انتظارها تراه يخرج وهو يجفف يديه بالمنشفة يخفض راسه موليا كل اهتمامه لما يفعل فتتجه هى الاخرى للحمام
فيزفر بعنف فور غيابها عن انظاره هامسا بحدة
= الصبر من عندك ياارب. اجمد يا رائف مش كده.

اسرع باتجاه الفراش يستلقى فوقه بعد ان اغلق الانوار يدعو بقوة ان يأتيه النوم سريعا رافة به ومن افكاره
ماهى لحظات حتى اخذ يستمع الى تحركاتها فى الغرفة يتسأل متى ستتوجه للنوم لينتهى هذا المساء بكل تعقيداته يريحه من كل متاعبه
زفر براحة حين ساد الصمت اخيرا ارجاء الغرفة قبل ان يتخشب جسده بشدة حين اتى صوتها مصاحبا لصوت تقبل الفراش لثقلها فوقه تهمس برجاء.

= رائف ممكن انام هنا على السرير اصل الكنبة نومها مش مريح ابدا
التفت اليها بعنف يحاول النهوض
= خلاص هروح انام انا هناك
لكنها اسرعت بايقافه تضع يدها على صدره تدفعه لاستلقاء مرة اخرى قائلة برقة
= لاا خليك زاى مانت وبعدين الكنبة مش مريحة علشانى فازاى هترتاح انت عليها
لتكمل تتظاهر بالاسف
= خلاص مفيش حل ادامى غير انى افرش وانام على الارض.

وبالفعل تحركت لتغادر الفراش لكن تأتى زفرته العنيفة قبل ان يهتف بها بحنق وهو يستلقى مرة اخرى نائما يعطى لها ظهره
= خلاص يا زينة ملهاش لازمة كل الهيصة دى ونامى السرير واسع ويكفى جيش كامل
ارتسمت ابتسامة فرحة فوق شفتيها تستلقى هى الاخرى سريعا فوق الفراش غافلة عن ذلك الذى اخذ بعد الارقام فى عقله فى محاولة لجلب النوم الى عينيه سريعا يعلم بانها ليلة اخرى لن يزور النوم له فيها جفن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة