قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي كاملة

رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

وقفت فرح امام النافذة تتطلع الى الحديقة الخارجية بشرود حزين بينما أدهم يجلس على الكنبة ويراقبها...
مرت ثلاثة ايام تعافى بها والدها وسوف يخرج اليوم من المشفى، ثلاث ايام تعرف بها على هذه العائلة وشاركهم حزنهم وهمومهم، هو لم يعتد على شيء كهذا من قبل، لأول مرة يرى ترابط كبير كالذي رأه بينهم، ترابط غريب لم يتوقع أن يراه يوما...

نهض من مكانه وسار متقدما نحوها ووقف خلفها، التفتت نحوه وأخذت تتأمله بصمت...
والدك سيأتي بعد قليل، لا يجب أن تستقبليه بوجه شاحب...
ردت بنبرة واهنة: أعلم، ولكن الأمر ليس بيدي، انا منزعجة للغاية لما حدث مع ليلى وأبي...

تحدث بنبرة جادة: عزيزتي لقد مر الأمر على خير الحمد لله، فلا تضخمي المواضيع، كما ان ليلى الان بحاجتك لتقفي بجانبها وتسانديها...
أفهم هذا جيدا، وأنا أحاول بالفعل أن اقف بجانبها وألا اظهر حزني لها...
هذا أفضل ما تفعلينه...

حل الصمت بينهما مرة اخرى، كلاهما متوتر بشكل غريب لم يعهده من قبل، وكلاهما صامت...
تحدثت فرح اخيرا قاطعة هذا الصمت: أدهم، انا ممتنة لك كثيرا، لقد وقفت بجانبنا طوال الأيام الفائتة، و...
قاطعها بسرعة: لا داعي للشكر يا فرح، لقد قمت بواجبي...
منحته ابتسامة خافتة قبل ان يدلف مازن الى الداخل ويقول موجها حديثه لأدهم: هيا يا أدهم، لنذهب الى المشفى...
هيا بنا...

خرج الاثنان من المكان لتظل فرح لوحدها، جلست على الكنبة وحدها تفكر بصمت، قطع حبل أفكارها دخول ملك الى المكان والتي ما لبثت ان اقتربت منها وجلست بجانبها تقول بتذمر: لقد تعبت من التنظيف...
لا تتذمري كثيرا يا ملك...

ردت ملك بضيق: المنزل كله فوق رأسي، كما انه نظيف ولا يحتاج الى التنظيف...
قالت فرح بجدية: اليوم سيأتي الجميع ليطمئنوا على والدي، هل تريدنهم أن يجدوا المنزل بأسوأ حالة...
التفتت ملك نحوها وقالت بملل: المنزل نظيف يا فرح، أنتم فقط من تمتلكون وسواس النظافة...
أشاحت فرح وجهها بضيق فهي لا ترغب في الدخول بنقاش عقيم مع ملك...

بينما في هذه الأثناء دلفت ليلى الى صالة الجلوس وجلست على الكرسي المقابل لهما بصمت تام...
تطلعن كلا من فرح وملك إليها بنظرات حائرة، كانت واجمة بشكل واضح، تنحنحت ملك مصدرة صوتا بينما تحدثت فرح: هل تحبين أن أعد لكِ طعام الإفطار يا ليلى؟!

كلا شكرا، لا اريد..
ردت ليلى بإقتضاب غريب جعلت فرح تزم شفتيها بعبوس...
ليلى، هل أنتِ بخير؟!
سألتها ملك فجأة لترد ليلى بتهكم: نعم، بخير للغاية...
تطلعن كلا من فرح وملك الى بعضيهما لتقول ليلى فجأة: اليوم سيخرج والدي من المشفى أليس كذلك؟!
اومأت فرح برأسها وأجابتها: نعم، لقد ذهب كلا من مازن وادهم ليجلبونه من هناك...

نهضت فرح من مكانها واقتربت من ليلى، جلست بجانبها واحتضنتها وقالت لها بعدما قبلتها من جبينها: كوني بخير، لأجلنا...
أدمعت عينا ليلى التي لم تستوعب الموقف بعد ثم ما لبثت ان قالت بنبرة متحشرجة: سأحاول...
عديني أنكِ ستكونين بخير...

قالتها فرح بتأكيد لترد ليلى: سأكون بخير باذن الله...
احتضنتها فرح بقوة بينما أخذت ملك تتابع الموقف بعينين دامعتين قبل ان تنهض من مكانها وتتجه خارج المكان وتحديدا نحو غرفتها فهي لا تريد أن تراها ليلى وهي تبكي...

وصل كلا من حميد زهران مع أدهم ومازن الى المنزل...
ما ان وطأت قدمه أرض المنزل حتى أطلقت زوجته الزغاريط واخذن بناته يرمين عليه الورد والحلوي...
اقتربت نجلاء زوجته منه وضمته بقوة وقالت له بصوت باكي: ليحفظك الله لنا يا أبا مازن...
ربت حميد على ظهرها بحنان بينما عيناه كانتا مسلطتين على ليلى التي اقتربت بسرعة نحوه وضمته ليقبل جبينها ويهمس لها بقلق: كيف أصبحت الان حبيبتي...

اجابته بصوت مبحوح: بخير، بخير طالما انت بخير...
جاء دور فرح التي ركضت نحوه واحتضنته بقوة ليقبل شعرها بحنو بالغ ثم تبعها كلا من ملك ومريم...
جاءت بعدها اخته الوحيدة حنان وبناتها وكذلك اخوانه وزوجاتهم...
جلس الجميع في صالة الجلوس بعدما انتهوا من القاء التحية عليه...

بدأ الجميع يتحدثون في شتى المواضيع المختلفة بينما نهض كلا من فرح وملك لإعداد طعام الغداء...
نهضت الاء والتي جاءت مع زوجها واتجهت خارج المكان لإجراء مكالمة تليفونية فقرر أدهم أن يتبعها ليتحدث معها...
انتهت الاء من مكالمتها لتستدير نحو الخلف فتجد أدهم ورائها...

رفعت حاجبها بتعجب من وجوده بينما قال أدهم بسرعة: كيف حالك.؟!
أجابته وهي تتطلع إليه بإستغراب: بخير، لماذا تسأل؟!
رد بجدية: اختي واطمئن عليها، أين الغريب في الموضوع؟!
أجابته ببرود: ليس من عادتك أن تسأل علي أو تهتم لأمري حتى...
هل هذا جزاء من يفعل خيرا معك؟!

قالها ساخرا لترميه بنظرات كارهة قبل ان تتحرك امامه متجاوزة اياه الا انه قبض على ذراعها موقفا اياها...
تطلعت اليه بنظرات مشتعلة ليقول بجدية: .
أريد الحديث معك قليلا، ألا يمكن؟!
عن أي شيء تريد الحديث؟!
سألته بتململ ليجيبها: عنك وعن أحوالك، كيف تعيشين هنا، وكيف يتعامل زوجك معك؟!

بأفضل حال، هل تكفيك هذه الإجابة لتطمئن علي؟!
قال بنفاذ صبر منها ومن حدتها معه: الاء كفي عن طريقتك السخيفة هذه...
ردت عليه بتحذير: إياك ان تتحدث معي بهذا الشكل مرة اخرى يا ادهم...
سألها أدهم مندهشا من طريقتها معه: لماذا تتعاملين معي وكأنني عدوك؟!
ألست كذلك؟!

سألته ببرود لتتسع عيناه بصدمة قبل ان يهمس بعدم تصديق: أنتِ حقا تعتبرينني عدوك، هل ترينني هكذا يا الاء؟!
صمتت ولم ترد ليزمجر بها بعصبية: أجيبي على سؤالي، هل تعتبرينني عدوا لكِ؟! هل ترينني هكذا.؟!
أجابته بقسوة ليست بغريبة عليها: نعم أنت كذلك بالنسبة لي...
سألها بإنفعال: لماذا؟! كل هذا بسبب ذلك الحقير، هل ما زلت تفكرين به؟! هل ما زلت تريدنه؟!
لا أريد سماع اي شيء يخصه، هل فهمت؟!

هتفت بها بنبرة حادة قبل ان تكمل: كما ان هذا ليس بالوقت المناسب للحديث عن أشياء كهذه...
هم أدهم بالتحدث لكن صوت فرح وهي تنادي كليهما على الغداء قاطعه...
سارت الاء أمامه بخطوات واثقة بينما اتبعها ادهم وهو يفكر بما يحدث مع اخته وعلاقتهما التي تزداد سوءا مع مرور الوقت...

مر اليوم بسرعة...
انشغل الجميع بإستقبال الضيوف والترحيب بهم...
حتى جاء الليل ورحل جميع الضيوف...
دلفت فرح الى غرفتها بعد يوم مرهق وطويل، كان ادهم جالسا على السرير يعمل على حاسوبه الشخصي حينما هوت بجسدها على السرير...
تنهدت بصوت عالي متعب قبل ان تهتف: يا الهي، لقد انتهيت...
تأملها ادهم بشفقة ثم ما لبث ان قال بجدية: لماذا لا تجلبون خادمة تساعدكم في اعمال المنزل؟!

اجابته فرح وهي تعتدل في جلستها: أبي لا يقبل بهذا، لا يحب أن يدخل احد غريب منزلنا...
ثم اردفت متسائلة: انت لم تتناول سوى بضع لقيمات صغيرة على العشاء، هل تشعر بالجوع الان؟!
اجابها: كلا، ولكن انتِ لم تتناول اصلا شيئا منذ الغداء...

ردت بلا مبالاة: انا معتادة على تناول القليل من الطعام...
فرح، انت تهملين طعامك كثيرا، يجب ان تهتمي بغذائك اكثرر...
حملقت به بدهشة حقيقية، هل لاحظ أنها لا تتناول سوى القليل من الطعام؟! هل بات يهتم بها حقا؟!
لماذا تنظرين الي هكذا؟!

سألها متعجبا لترد بسرعة وصراحة: لم أعهدك مهتما بي الى هذا الحد...
ابتسم لها وقال: انتِ ما زلت لا تعرفي عني الكثير من الاشياء...
منحته ابتسامة خافتة قبل ان تجده يقول لها بجدية: والان اذهبي وتناولي طعام العشاء، لا يجب ان تنامي بدون ان تتناولي شيئا...
بشرط، ان تتناوله معي!
موافق...
نهضت من مكانها وركضت مسرعة خارج الغرفة لتعد الطعام بحماس...
بينما اخذ هو يراقب أثرها بشرود تام وهو يفكر بأمر هذه الفتاة العجيية التي باتت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره واهتماماته...

دلف كاظم الى غرفته ليجد الاء تعمل على حاسوبها الشخصي، تأملها قليلا وهو يفكر بأنها لا تفعل شيئا سوى العمل على حاسوبها الشخصي...
اقترب منها ووقف قبالتها وقال ؛
الاء، اريد الحديث معك من فضلك...
تفضل...

قالتها وهي تبعد انظارها عن حاسوبها الشخصي ليقول بجدية: لماذا لا تساعدين والدتي وسلسبيل في اعمال المنزل؟!
فرغت فاهها بدهشة مما قاله ثم قالت ببرود: انا لست بخادمة هنا لأساعد في اعمال المنزل..
احتقنت ملامحه غضبا بشكل أخافها ثم قال بنبرة حادة قليلا: هل تعنين بأن امي واختي خادمات كونهن يقومن بأعمال المنزل؟!

نهضت بسرعة من مكانها وقالت: بالتأكيد لا، انا لا اقصد، انا فقط لا احب ان اقوم بأعمال المنزل...
قاطعها بصرامة: مشكلتك، انتِ واجب عليكِ أن تعاوني امي وسلسبيل في تنظيف المنزل والطبخ...
ولكن انا حقا لا اعرف...

قالتها بصدق ليرد بإستهزاء: طبعا انتِ اصلا لا تجيدين سوى العمل على الحاسبة فقط...
رفعت ذقنها عاليا وقالت: نعم فأنا أرقى من أن أقوم بأشياء بسيطة كالطبخ والتنظيف...
رد بتحذير: اولا انتبهي على كلامك، ثانيا طالما انتِ زوجتي فأنتِ مسؤولة عن الطبخ والتنظيف هنا، وليكن بعلمك من الان وقادما انا لن أتناول الطعام سوى من يد زوجتي...

قالت بعصبية وتسرع: هل صدقت بأن زواجنا حقيقي لتطلب مني شيء كهذا؟!
ماذا تقصدين.؟!
اجابته ببرود: ما اقصده انكِ ليس زوجي بحق حتى تطلب مني شيء كهذا...
هل أنت ِ واعية لما تتفوهين به يا الاء؟!
ابتلعت ريقها وعقدت ذراعيها امام صدرها محاولة ان تبعد التوتر عنها ليقول بتحدي: اذا انا الان لست زوجك بحق، حسنا لأكون زوجك بحق اذا...
ماذا تقصد؟!

سألته بعينين محتارتين لتجده يفك ازرار قميصه ويقول بجدية: سوف أكون زوجك بحق...
كاظم لا تجن...
خلع قميصه ورماه ارضا ثم اقترب منها وقال: لا تخافي يا الاء، انا لن افعل شيء يؤذيكي، انت زوجتي وما سيحدث هو الطبيعي...
تراجعت الى الخلف وقالت: اذا اقتربت مني فأنني سوف اصرخ وأجمع جميع من في المنزل عليك...
تجرئي وإفعليها وحينها سأقص لسانك...
كاظم لا تقترب...

قالتها بتوسل وهي تتراجع اكثر حينما وقعت على السرير فهبط هو فوقها محيطا اياها بجسده هاتفها بها: انتِ من أشعلتي النار بي وأنتِ من عليه إخمادها...
والله لم اقصد...
قالتها بدموع لاذعة ليهتف بها بصرامة: هش، اخرسي، انتِ لن تثيري شفقتي بهذه الكلمات...
ثم حاول الاقتراب منها وخلع بيجامتها عنها لتهتف به بما جمده تماما: انا لست عذراء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة