قصص و روايات - نوفيلا :

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل الخامس

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة كاملة

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل الخامس

بالمكتب...
إنتظرت حتى خرج الجميع من المكتب؛ فبحثت عن الملف بكل مكان ولكنها لم تعثر عليه، جلست على المقعد بأهمال محدثة ذاتها بخوف_يا وقعة سودة، راح فين بس الملف، هقول إيه "لفؤاد" باشا دلوقتى، هيصدق إنى مش لاقياه؟، طيب والفلوس اللي هتروح عليا دى...

صدح رنين هاتفها فرفعته بعيداً مرتعشة فقالت بصعوبة بعدما جف حلقها من فرط الخوف_أيوا يا باشا، الملف زي ميكون فص ملح وداب .
صاح بغضب_أنتِ بتستهبلي يا بت أنتِ،إسمعي لو كنتِ طمعانة في قرشين زيادة قولي وأنا هديكي اللي أنتِ عايزاه..
قالت بخوف من لهجته _صدقني أنا فعلاً مش لقياه. .
تجاهل حديثها ليقول بتحذير _ بكرا لو الملف ده مجنيش قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم .

جلست أمامها بتوتر ملحوظ إلى أن قررت قطعه قائلة بخجل_أنا كنت عايزة أروح أقعد يومين عند بابا عشان وحشنى وحاسة أنه تعبان شوية...
أجابتها الحاجة "زينب" بهدوء_بس "عهد" اخدت عليكِ ومش بتسكت غير معاكِ .
طبعت "ريهام" قبلتها على وجه الصغيرة التي تجلس على قدميها فقالت ببسمة يكسوها الحب_وأنا كمان مش عرفة هقعد من غيرها إزاى ؟
ثم قالت بتردد_هو ممكن أخدها معايا ومتخفيش عليها دي في عيوني ؟

أجابتها سريعاً _لا يا بنتى، فريد لو عرف هيزعل، فخليها بس أنتِ متغبيش يعنى باتى الليلة وتعالى الصبح بدرى .
أشارت برأسها بتفهم_حاضر هحاول أن شاء الله، بس متنسيش تكلمى "فريد" تقوليله، لإنى حاولت أكلمه كتير مش بيرد .
إنغمس الحرم بقلبها فقالت كمحاولة للتخفيف عنها _ يمكن مشغول .
إبتسمت بسخرية وألم يكاد يخترق أضلاعها_ربنا يعينه ويرجع بالسلامة .
حاولت الحاجة "زينب" أن تغير مجرى الحديث فقالت ببسمة يغلفها الحب والحنان _خدى بالك من نفسك وطمنينى عليكِ لما توصلى

كتب "فريد" رسالته للرقم المجهول الذى أرسل له الرسالة والغضب يكاد يفتك به_قصدك إيه ؟
أجابه "طلعت" برسالة أخري أكثر إستهزء_مسألتش نفسك أيه السبب ورا طلاقها؟، طب بلاش دي أنت عارف ان طلقيها كان كل يوم بيضربها وصوته بيجيب لأخر الشارع بالكلام عنها؟
=كلام أيه دا؟

_بيقول أنها كانت ماشية على حل شعرها مع إبن عمها اللي بتحبه، وهو نايم فى العسل ولما ناس شفوها وصوروها وبعتلوه كان هيجنن ويقتلها بس الجيران اللي حشوها من تحت ايده .
ألتف العالم من حوله فشعر بأن قدماه لم تعد تحمله، جلس على أقرب مقعد وعقله يكاد يجن من التفكير، حاول أن يلقي بكلام هذا الرجل خلف ظهره ولكن ماذا أن كان حديثه واقع أليم؟!.

أما هذا اللعين فلم يكتفي بعذبها معه وعنائها، فكان يفرغ شحنة ضعفه الرجولي عليها بالضرب، كاد أن يجن بعدم قدرته على الحصول عليها وهي لجواره، فكرة كونها مازالت عذراء كانت تجعل الدماء تشتعل بوجهه لذا كان ينكب عليها بالضرب المبرح حتى يرضى غروره كرجل!، لم يكتفي بكل ذلك فعاد ليقذفها بأبشع التهم ليهتك عرضها المصون لم يخشى الله سبحانه وتعالى !، ألم يخشى قوله عز وجل.

بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ۝
أى خرج من رحمة الله فى الدنيا والآخرة وهذا لجرم فعلته ...
طالت فترة سكونه والهاتف يضي بيديه بعدة رسائل، ارتجفت أصابعه في محاولات مستميته بأن لا يعيره إهتمام فرفع هاتفه ليكتب بتردد_لو فاكر أن هصدق الحوار الاهبل دا تبقى حمار.. .

=ولو جبتلك الدليل .
إنعقد لسانه عن الحديث فكتب بأصابع تكاد تخطو مصيره_ عايزك بس تتأكد من حاجه إنك لو بتكدب هجيبك ولو تحت سابع أرض .
=عيب يا باشا، ده انا هجبلك بالصور كمان .
يعلم جيداً بأن "فريد أيوب" محامي محترف بفعل عمله لذا أستعان بصوراً حقيقية كانت تجمع "ريهام" بأبن عمها يوم خطبتهم نعم كان خطيبها قبل الزواج من هذا اللعين لتذق شتى العذاب على يديه وها هي الأن ترتشف من نفس الكأس على يد من ظنت بأنه العوض من عما رأته!

رأي "فريد" الصور فنهض عن مقعده بغضب جعل عيناه مخيفة للغاية فألقي بالمزهرية أرضاً قائلاً بصمت كهلاك الموتى_ بنت ال ...وأنا اللي كنت هديها فرصة وادوس على قلبي ...
جذب حقيبته ليجذب متعلقاته سريعاً فشعر بأنه على وشك الأنهيار، جلس جوار الحقيبة يشدد على خصلات شعره كمحاولة للتحكم بغضبه الجامح فجز على أسنانه بعصبية_ أكيد دلوقتى بتخونينى معاه وأهي فرصة وأنا غايب زى مخونتى الأولانى، وحبكة الدور أوي انها مش عايزاني أبعد..

أطبق على معصمه بقوة جعلته يكاد ينكسر من فرط قوته فقال بوعيد_زي ما دخلتك بيتي بأيدي هخرجك وبأيدي برضو بس بعد ما أخلص القديم والجديد.
وحجز على أول طائرة ليعود إلى مصر سريعاً ليتدهور الحال بينهم أسوء بمراحل عما كان فى البداية لتنال هذة الفتاة نصيبها الكافي من الظلم ولكن تلك المرة ستكون أشد فالجراح من الحبيب لا يغدوها مسكنات..

ظلت تعمل على الملف طوال الليل حتى أنه لم تشعر بولوج والدها لغرفتها فقال بأستغراب_إيه يا بنتى الفجر قرب يشقشق، وأنتِ لسه قعدة بتشتغلى، ريحى نفسك ساعتين عشان تقدرى تروحى شغلك بدرى فايقة.

أجابته "فاطمة" ببسمتها الهادئة_معلش يا قلب بنتك، فاضل كام حاجه بس وهقوم أهو، دعواتك بقى يا غالي أن ربنا يوفقنى فى القضية دى بالذات لإنها هتبقى نقلة كبيرة بالنسبالي انا مكنتش أتوقع اني همسة قضية بالحجم دا وأنا لسه فى أول الطريق كده،ربنا يبارك في المتر "حسام" بس لو كان أ..
إنقطعت كلماتها حينما تذكرت أن والدها من يقف أمامها فأكتفت ببسمة صغيرة فقال بأستغراب_لو كان إيه ؟

حدثت ذاتها بهيام_يتعلم الادب شوية إلا هيجننى،إبتسمت حينما تذكرت كلمته فيجن جنونها بها "بطوطة"..
خرجت من بحور شرودها قائلة ببسمة هادئة_مفيش حاجة يا حاج، أدخل أنت إستريح وأنا هستنى الفجر بالمرة أصلي .
طبطب على ظهرها بحنان_ماشي يا حبيبتي..

وغادر لغرفته بينما ظلت هي تتقن الملف جيداً حتى وجدت كل المخارج القانونية التى يمكن أن يتلاعب بها "حسام" لأسقاط التهمه عن "زين العابد"، مرت الساعات القليلة عن عملها بفترة نوم قصيرة ثم شرعت بأرتداء ملابسها للتوجه للعمل، أدت صلاة الضحى بأرتياح فهي تعلم إنها تعادل صدقة عن ستمائة وثلاثون مفصل فى الجسد لذا (سماها رسول الله صل الله عليه صلاة الاوابين ووقتها بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى أن يأتى وقت ظهيرة قبله بربع ساعة).. ..

بمكتب "حسام الزيني"..
صعدت الدرج سريعاً بعدما تعطل المصعد ثم توجهت لمكتبه فرأتها "منى" وهي تكاد تركض بخطاها لمكتبه، لمحت بيدها الملف فجن جنونها لتهمس بذهول _ وصلتى معاه للدرجة أنه يأتمنك على ملف أكبر قضية فى المكتب، ويا ترى كل ده لوجه الله ولا ليه مقابل صحيح ( ياما تحت الساهى دواهى )
ظنت بها السوء ولكن ما يعنيها الأن الملف الذي تحمله بيدها...

ولجت للداخل فأستقبلها "حسام" ببسمة بسيطة _ها يا متر بطوط، عرفتي توصلي لحاجة من الملف ولا نشرب بدل القهوة شاى بالياسمين .
عبست "فاطمة" بعينيها، فتدارك ما قال ليستكمل حديثه ببسمة مرح _خلاص بلاش بطوط يا آنسة "فاطمة" حلو كده ؟
إبتسمت برضا،فتطلع لها بنظرات غامضة للغاية ولكن على الأغلب يسودها الأعجاب فقال بثبات حاول التحلي به_ طيب قوليلى بقى عملتى إيه ؟
قصت عليه بعض المخارج القانونية للخروج من هدا المأذق فتأمل سردها المنمق وتحليلها الأحداث بكفاءة، أنهت كلماتها بخوف_ها إيه رأيك ؟

لم يجيبها فنظرت إليه بأستغراب لتجده يسدد النظر إليها فارتبكت للغاية لتضرب بيديها المكتب بطرقات خفيفة لينتبه لها، أكتفي ببسمة هادئة قائلاً بنظرات لا تفارقها_ برافو يا بطوطة، بكرا إن شاء الله فى المحكمة نقدر نتكلم فى التفاصيل دى يمكن نقدر نوصل لنتيجة مرضية .
أشارت له بخوف_يارب، أنا متفائلة خير .

أنهت "ريهام" ترتيب المنزل وإعداد بعض الطعام وحفظه فى البراد لوالدها المريض ثم توجهت إلى مقعده قائلة ببسمة ساحرة_ اى حاجة تانية اعملها قبل ما أمشى يا بابا..
تطلع لها بحنان _.لا يا بنتى كتر خيرك، تعبتى نفسك .
أجابته بحزن مصطنع_متقلش كده يا حبيبى، تعبك راحة.
ربت على كتفيها بحنان _.طيب يلا عشان الحاجة "زينب" متقلقش عليكِ.

"ريها" م بمداعبة_هو أنت ليه عايز تطرئنى، متكنش مستني موزة حلوة تجيلك .
تعالت ضحكاته بعدم تصديق_ هو انت بتاع الكلام ده، انا معرفش غير موزتين في حياتي، امك الله يرحمها وأنتِ وربنا يباركلك لي فيكِ يارب ويعوضك خير، وتشدي حيلك كده وتجبيلي بيبي صغنون كدا أفرح بيه .
اومئت رأسها بحزن، فوالدها لا يعلم إنها بالرغم من زواجها مرتين إلا إنها مازالت عذراء، فالأول مريض والأخرى متحجر القلب فيا لحظها العسير...

غادرت البناية التى يقطن بها والدها فتصنمت محلها حينما رأته أمام عيناها،تراجعت للخلف خوفاً من بطشه المعتاد فأقترب منها "طلعت" بسخرية_عدي يا حلوة متخافيش، الحساب مش معاده دلوقتي، الحساب جاي..

وتعالت ضحكاته المخيفة للغاية لتتمسك على ذاتها وتغادر من أمام عيناه ولكن شعرت من كلماته بالقلق وأحست بأن هناك ما يخفيه، فدعت الله أن ينجيها منه، فكفى ما نالته منه، فأسرعت بالتوجه لمنزلها فربما لا تعلم ما يعده لها "فريد" فما يفصلها عنه هي بضعة ساعات بعدما تأجلت رحلته لأسباب متعلقة بالطيران ولكن ترى هل ستتقبل بكونها ضحية للمرة الثالثة؟!

صباح اليوم التالى، توجه "حسام" للمحكمة فوقف ينتظرها بعد أن أمرها بأحضار الملف من مكتبه قبل أن تتبعه إلى المحكمة .
بحثت" فاطمة" عن الملف كثيراً ولكن للاسف لم تجده، فحدثت ذاتها بأرتباك_هيكون راح فين يعني، أنا شيفاه بعينى بيحطه فى درج المكتب ؟
ثم قامت بالبحث مرة أخرى ولكنه لم تجده فأستسلمت للأمر الواقع وخرجت لتلحق به سريعاً حتى تخبره بما حدث، تابعت "منى" خروجها من المكتب قائلة بسخرية_ أستلقى وعدك بقى .

أسرعت "فاطمة" إلى المحكمة، فما أن رأها "حسام" حتى إقترب منها قائلًا بضيق_أيه اللي أخرك كده ؟ الجلسة خلاص هتبدأ كمان خمس دقايق ..
كادت بالحديث فقطعها بضيق_ مش مهم هاتي الملف عشان مفيش وقت...
إستحوذ عليها الأرتباك حتى كادت بالتعثر فقال بأستغراب_ فين الملف ؟
قالت بتلعثم_.الملف مش موجود بمكتب حضرتك..

تطلع لها بصدمة ثم صاح بغضب _أزاي مش موجود أنتِ هتهزري؟
إبتلعت كلماتها برعب فيكفي رؤيته بهذا الوجه الغاضب ولأول مرة فشعرت كأنها من إرتكبت الجرم ولكن ترى ما المخبئ لها؟...
قلوب عانت من قسوة القدر ومصيرها محتوم بآلام ولكن ماذا لو كان هناك خيط خفي بينها وبين الواقع؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة