قصص و روايات - نوفيلا :

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل الثالث

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة كاملة

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل الثالث

أخفض عيناه عنها قائلاً بثبات_شيلي الأكل..
أشارت له بارتبك ثم حملت الأطباق سريعاً فالخوف من تحوله الملحوظ جعل ذكريات قسوته تحدها من جديد، رجفة يدها جعلت ما تحمله يسقط أرضاً فأزداد إرتباكها أضعافاً حينما إستدار برأسه ليرى ماذا هناك؟، أخفصت يدها دون أن تتطلع لما تفعله فعيناها كانت تراقبه لتقول بخوفاً ملحوظ_أسفة هنضف اللي إنكسر حالا..
صاحت بألم حينما إنغرس الزجاج بيدها فأسرع إليها "فريد" ليعاونها على الوقوف قائلاً بحدة_مش تأخدي بالك...

ثم جذبها للفراش ليسرع للخزانة فأخرج علبة الأسعافات الأولية ليطهر جرحها، قال دون النظر إليها وهو يجذب الزجاج المغلف ليديها_هتوجعك شوية..
ثم جذبها ليعقم يدها، تعجب للغاية من سكونها رغم تألمها ببدء الأمر فرفع عيناه ليجدها تتطلع له بهيام، وجد ما أخبره به رفيقه يحتل عيناها، عشقه موصوم بحرافية، تمكن من قراءة إشاراتها، كاد بالأبتعاد عنها ولكنه شعر بما يريده القلب من هوس الجنون!

منح ذاته الفرصة فترقبها بصمت، إنصاع خلف مشاعره ورغباته الجياشة فرفع يديه يحرر حجابها لينسدل خصلات شعرها البني بحرافية، مرر يديه على وجهها ببطء فأغلقت عيناها بقوة، كادت أن تسقط حصونه أمامها ولكن ذكرياته بزوجته أبت ذلك!، أبعدها عنه بجفاد،ليحاوطه شعور تأنيب الضمير حينما تذكر "ليان"، جحظت عيناها من فعلته، ليغلفها الخوف مجدداً حينما عادت عيناه قاسياتان تحاوطتهما هالة من الجفاء..

قال بصوتٍ غاضب_متحاوليش تتقربي مني بطرقك القذرة دي..
وتركها وقد إبتلت وجنتيها بالدموع؛ فأرتمت على فراشها تبكي من فرط إحساسها بالقهر، أما هو فأضطر للجوء لأخذ حمام أخر ولكن هذه المرة حمام من المياه الباردة رغم برودة الجو ولكن ليطفىء نار قلبه المشتعلة، ثم أرتمى على فراشه محاولاً النوم لتداهمه الذكريات مع من ظن بأن قلبه عشقها للوهلة الأخيرة.

"فريد" بحب_ أخيراً اخوكِ رضى عننا وحدد معاد الفرح، أنا مستني اليوم ده بفارغ الصبر.
"ليان" بمشاكسة_قد كده بتحبنى يا فيرو.
تطلع لها بنظرات عميقة للغاية قائلاً بهمس _ أنا بعشقك يا "ليان"
رددت بخجل _وأنا كمان
إقترب منها بخبث _وأنتِ كمان إيه ؟ قوليها نفسى أسمعها منك
إبتسمت بمكر_ هتسمعها بس فى الوقت المناسب
"فريد" بغضب_ودا أمته ده ؟

وقفت فجأة ثم ركضت من أمامه بمشاكسة_ .لما تمسكني يا خفيف.
تعالت ضحكاته فلحق بها بجنون وبسمات العشق تطوف بالعينان...
إنتبهت لصوته فاهتدلت بجلستها بعدما أوشكت على النوم لتستمع لصوته وهو يردد بأسم "ليان" ..

شعرت بغصة تحتل قلبها وتسائلت لمتى ؟ هى لا تريد أن ينساها ولكن على الأقل يشعر بها وبحبها له، سمعته يهذى بكلمات غير مفهومة فعمٌها القلق وترددت فى رفع الستار بينهم ولكن أردت الإطمئنان عليه،فرفعت الستار لتجده يتصبب عرقاً ويكسو وجهه الحمرة، فأقتربت منه وتحسسته بيديها فوجدت جسده كالنار من فرط الحرارة، ذعرت خوفاً فأسرعت لإحضار طبق من الماء البارد مع قطعة قماش، ثم وضعت القماش المبللة بالماء البارد على جبهته لتخفض من حرارته،فوجدته ينتفض فأرتجف قلبها معه وإنهمرت دموعها خوفاً عليه، وأمسكت بيديها لتقبلها،داعية الله أن يزيل عنه تلك الحُمى.

وهكذا تابعت عمل الكمادات من الماء البارد،ثم ذهبت لتبحث عن أى دواء فى الخزانة لخفض الحرارة، وما أن وجدته حتى أسرعت فساندته وهو لا يكاد يشعر بها ثم قدمت له الدواء،مكثت بجانبه، تتحسس جبهته بين الحين والآخر لترى هل هبطت الحرارة أم لا ؟، وهكذا ظلت طوال الليل بجانبه ترعاه حتى غطت فى النوم وهى جالسة بجانبه من الإرهاق والتعب .

بالصباح الباكر.
فتح عينيه بصعوبة ليجدها غافلة على مقعدها وبيدها قطعة القماش المبللة وعلى المنضدة بجانبه زجاجة الدواء الخافض للحرارة؛ فعلم من ألالام التى بجسده إنه أصيب بالحُمى من جراء إستحمامه بالماء البارد، نظر لـها بشفقة على حالها،وتأكد من حبها له وتفانيها فى إظهار ذلك بدون حديث ( فالأفعال أبلغ من الكلام حقاً)، أراد أن يضمها مرة أخرى ويعتذر عن ما فعله معها، تسلل إلى سمع "ريهام" صوت بكاء الصغيرة، فأضنتفضت من مكانها فوجدته ينظر إليها بشرود فأقتربت منه بلهفه_أنت كويس دلوقتى ؟

إكتفي بهزة بسيطة من رأسه فوضعت عيناها أرضاً بحزن ثم تركت الغرفة لتتفقد الصغيرة،ولج لحمامه الخاص فتوضأ لصلاة فرضه وقد شعر بالتحسن بعض الشىء ثم إرتدى ملابسه للتوجه إلى عمله وعندما همّ ليفتح باب غرفته ليخرج وجدها أمامه فقالت "ريهام" بخوف_رايح فين ؟
أجابها بأقتضاب_المكتب .
"ريهام" _أنت تعبان ولازم تستريح..

قال دون النظر إليها _لازم أخلص حاجات مهمة عشان مسافر كمان يومين إن شاءالله.
قالت بصدمة دون أن تعي ما تتفوه به _ هتسافر وتسبني ؟، قصدى هتسبنا ؟
أجابها محاولا تجاهل مشاعره _ شهر وهرجع إن شاءالله.
تمسكت بذراعيه ببكاء_.أرجوك بلاش السفرية دى وخليك معايا .
حرر يديها ثم إستدار حتى لا ترى الضعف فى عينيه تجاهها، ثم غادر على الفور
لم تجد ريهام سوى أن تلجأ لله عز وجل فتوجهت للصلاة وظلت تدعوا الله فى سجودها أن لا يسافر ويبعد عنها .

فى المكتب
ولج "فريد" إلى الداخل بوجه يملؤه الحزن قائلاً بغموض_عايزك تهتم بقضية ( زين العابد ) وياريت تتولى الدفاع فيها بنفسك .
"حسام" بغضب_برده هتسافر مفيش فايدة، عايز تهرب، بس القضية دى مهمة أوى وكان الأفضل وجودك فيها، أنت عارف المتربصين كتير ( لـ زين العابد ) وكله منتظر يخسر فى القضية، وهو حاطط أمل كبير على الله ثم عليك أنت وهيزعل أوى لو عرف إنك سبت القضية وسافرت .

"فريد" بهدوء _ غصب عنى، وهو أكيد هيطلع منه لإنه فعلا مظلوم، بس بعد كده لازم ياخد إحتياطته كويس وميبقاش بالطيبة دى وسط وحوش السوق، عشان يستعد للضربة الجاية منهم، أكيد هتكون قاتلة لو مخدش باله .
"حسام" بضيق_خلاص، لازم تقابله قبل متسافر وتفهمه على كل حاجة .
أشار له بتأكيد _إن شاءالله.، شوف المهم أيه عشان ابص عليه لاني شوية وراجع البيت.
"حسام" بأستغراب_..مالك ؟..

أشار له بهدوء _تعبان شوية بس
أسرع إليه بلهفة_شكلك مجهد فعلا طب روح إرتاح انت وأنا هنا. ويفضل بلاش السفرية من أساسها..
فريد _مش يمكن السفرية دى اللى تقدر تخلينى إنسان طبيعى .
"حسام" بود_إن شاءالله يا صاحبى، هترجع فريد اللي أنا أعرفه .

ثم تركه ودلف لمكتبه ليتابع عمله، وما هى إلا لحظات حتى وجد مكالمة منها فأبتسم لا إراديا، رفع الهاتف ليستمع لصوتها الباكي فقالت بثبات مخادع_عامل أيه دلوقتى، لو حسيت إنك تعبان إرجع على طول .
حاول تصنع الجفاء ولكن لم يستطيع _متقلقيش أنا كويس .
ثم صمتت للحظات لتتابع بأرتباك_طب فكر تانى فى موضوع السفر ده، أنا محتجالك قصدى كلنا محتجلك وخصوصا "عهد"
"فريد" بحدة_أرجوكِ يا ريهام، الموضوع منتهى، هسافر يعنى هسافر
ثم أغلق الخط وقد أربكته مشاعره وما عاد يدرى ما هو الصائب، هل يسافر أم يظل بجوارها ؟.

دلفت "فاطمة" لمكتب حسام والارتباك يستحوذ عليها من ألا تكون أحسنت فى وضع المخارج القانونية فى القضية التي كلفها بها
أدرك إرتباكها فأردا أن يخفف عنها بالمزاح_ ها هطلعيه براءة ولا شكلك هتلفى حول رقبته حبل المشنقة .
عضت شفتيها غيظاً من الإستهانة بقدرتها ولكن تمالكت نفسها وهو يكاد ينفجر من الضحك على منظرها فقالت بغضب_انا مش عرفة إيه اللي بيضحك حضرتك ؟، على العموم الملف بتاعه اهو، وأنا كتبت ملاحظاتى فيه وكتبت عدة نقاط مهمة نقدر بيها على الأقل نخفف الحكم ده لو مخدش يعنى البراءة.

أعجب بثباتها وثقتها فى نفسها فالتقط منها الملف بشغف ليقرأ ما دونته .
وهي تتأمل ملامح وجهه لتعرف منها هل فعلا أحسنت أم لا ؟
فوجدته يبتسم فوضعت يدها على قلبها لعلها تخفف نبضات قلبها المتسارعة خوفاً.
"حسام" بأعجاب_.لا بجد شابوه ليكِ يا بطة، بالنسبة لأول مرة كويس أوى ومش بطال .

إبتسمت فرحاً ولكن ما لبثت أن تجهم وجهها مرة أخرى، فقال متعجباً._إيه مالك مكنتِ كويسة ورقيقة قلبتى ليه علي جعفر كدا؟
"فاطمة" بغيظ._إسمي الأنسة "فاطمة" .
ثم تركته وغادرت المكتب وهى غاضبة، ولكنه زاد إعجابه بشخصيتها وحيائها وقرر أن تتولى معه قضية زين العابد وإصطاحبها معه إلى المحكمة فهتف لذاته بغرور  ودى فرصة كبيرة أوى بالنسبة لمحامية تحت التمرين

دلفت الحاجة زينب إلى غرفة "ريهام" فوجدتها تحمل "عهد" وتضمها لصدرها بحنان وكأنها تسنتشق بها عبيره بها، أشفقت عليها فربتت على كتفها بحنان، وأخذت منها الصغيرة ثم أجلستها بجوارها ومسحت بيديها دموعها وابتسمت قائلة_ أنا بحبك زى بنتي اللي مخلفتهاش وعندى إحساس إنك بتحبى "فريد"، بالرغم من معاملته القاسية معاكِ، فأنا عيزاكِ يا بنتى معلش تصبرى عليه شوية وتديله فرصة، فراق "ليان" مكنش سهل أبداً عليه، ده كان هيروح فيها بس ربنا ستر، فمعلش يا بنتى أعذريه واصبرى وأنا حاسه إنه بدأ يحس بيكِ.

"ريهام" بدموع._بحاول بس هو اللي بيهرب منى ومن مشاعره
تطلعت لها بحزن ثم قالت بانين صادق_ربنا يهديكم الحال يا حبيبتي

ومازال البائس" طلعت" مُنسكب فى المحرمات وشرب الخمور لينسى ضعفه على توعداً لريهام بالإنتقام بعدما تركته وتزوجت من "فريد"
فأخذ يفكر ما يفعل ليعكر صفو حياتهم التى كانت تتماثل للشفاء بعد معاناة من القسوة والنفور
وربما ستأتى الرياح بما لا تشتهي السفن!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة