قصص و روايات - نوفيلا :

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل الأول

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة كاملة

رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل الأول

تابع عمله على الحاسوب بنظراته الثاقبة،مستنداً بذراعيه القوي على مكتبه ذو اللون الداكن،رفع قهوته المفصلة لديه ليرتشف بعضاً منها بثبات ...
صدح صوت هاتفه ليعلن عن رفيقه المقرب فرفع هاتفه بثبات _كويس أنك لسه فاكرني ...
أستمع لما قال ليضيق عيناه بغضب _بلاش تصيع عليا عشان أنت عارف أخري أيه ؟ ...
تأفف بغضب بدى على عيناه الساحرة _أوكي . سلام ..

وأغلق هاتفه ثم ألقاه جواره دون أكتثار ليكمل عمله على الحاسوب بتركيز فائق...
أستمع لطرق الباب الخافت فسمح للطارق بالولوج لتدلف والدته العجوز مستندة على عكازها ليسرع إليها قائلاٍ بلهفة _أيه اللي قوم حضرتك من السرير ؟ ..
أنصاعت لمساعدته وأتكأت على ذراعيه حتى عاونها على الجلوس على المقعد المقابل له، رمقته بنظرة مطولة ثم قالت بسخرية _نزلت عشان عارفة أنك مش هتطلعلي وخصوصاً لأنك عارف الموضوع اللي هكلمك فيه ...

زفر "فريد" بغضب ليشير لها سريعاً_ماما أنا مش عايز أتكلم بالموضوع دا كتير ...أنا نفذت كلام حضرتك وأتجوزت لكن أكتر من كدا مقدرش ...
قاطعته بحدة_هو أيه اللي متقدرش؟ ..
أجابها ببعض الحرج_أني أكون زوج طبيعي معاها...
جحظت عيناها بصدمة _يا خبر هو أنت مقربتلهاش!..
تطلع لها بأستغراب ثم قال بلهجة ساخرة _وهى يعني مقالتلكيش..

رمقته بنظرة محتقنة بالغضب ثم قالت بحزن _ولا أتكلمت معايا فى أي شيء أنا اللي مش عاجبني طريقتك معاها ولا أسلوبك،بتعاملها على أنها خدامة أو مريبة أتجوزتها عشان تربيلك بنتك مش أكتر ولا أقل ..دانت حتى مقعدتش معاها ولا مرة من ساعة ما أتجوزتم ؟ ..
نهض عن مقعده بغضب _يوووه أنا مش هخلص من الموضوع دا ولا أيه،بحاول أرضي حضرتك وبرضو مفيش فايدة قولتلك مستحيل هتجوز بعد "ليان" وبرضو وافقت لما أصريتي عليا لكن غير كدا مقدرش ...
وجذب هاتفه ثم توجه للأعلى حتى لا يفقد التحكم بكلماته فيتفوه بشيئاً قاسي لها ! ...

بالأعلى ...
داثرت الصغيرة ببسمة هادئة،عيناها العسلية تتابع كل حركة تصدرها،حبها يكبر بقلبها يوماً بعد يوم،طبعت "ريهام" قبلة صغيرة على وجهها قائلة ببسمة جميلة_تصبحي على خير يا روحي ..

ثم أغلقت الضوء وتوجهت لغرفتها المشتركة بينها وبين زوجها الذي لم تراه سوى مرات معدودة قبل أن يضع ستار من القمش الحريري البني ليقسم الغرفة بينهما حتى لا تراه ولا يتمكن هو من رؤيتها ولكنه يبقى معاها بنفس ذات الغرفة حتى لا تشعر والدته المريضة بشيء ! ...

ولجت للداخل فنزعت حجابها بعدما تأكدت بأنها بالجزء المخصص لها ...بعيداً عن أنظاره،صفنت أمام مرآتها بطريقة معاملته لها حتى نظراته القاسية ترعبها،أطلقت تنهيدة حارة بعدما كبتت دمعاتها بصعوبة ثم خلعت فستانها الفضفاض لتبقى بقميصاً من القطن يصل لمنتصف قدماها، أستدارت لتعود لفراشها حتى تستريح قليلاٍ ولكن كانت الصدمة حليفة لها، تراجعت بضع خطوات للخلف بفزع وهى تحاول جمع كلمات تليق بما يحدث فقالت بأرتباك_أنت بتعمل أيه هنا؟ ...

كان يجلس على المقعد المجاور للفراش وضعاً قدماً فوق الأخرى بكبرياء،يتابعها بنظرات يطوفها الغضب والجمود، نهض عن مقعده أخيراً ليقترب منها بخطاه الثابتة ليرتفع صوت حذائه بالغرفة مما زاد أرتباكها،وقف أمام عيناها يتأملها بنظراتٍ غامضة بعدما أحاطها بذراعيه بين الحائط حتى تتمكن من رؤية جحيم عيناه القاسية، تبدلت نظراته شيئاً فشيء وهو يتأمل ملامحها عن قرب فلم يسمح لها بالأقتراب فكيف سيختم ملامح وجهها أو طباع شخصيتها الهادئة! ...

وقفت أمامه كالبلهاء فرغم عدم رؤيتها الكثيرة به الا وأنها تشعر بأن هناك مكاناً خاص بقلبها له، تاهت بعيناه السوداء التى تشبه حجاب الليل الكحيل،شعرت بموجة من الحنين تغمرها رغم القسوة التى يتعمد أظهارها على الدوام، أنسدل الستار ليرفرف الهواء بأرجاء الغرفة ليميل خصلات شعرها الغجري على صفحات وجهه وعيناه فأغلقهما برغبة سارت تخترق جسده القوي، زرته ذكرى مريرة بزوجته الراحلة أخذت تعنفه فأبتعد عنها سريعاً بعدما تسللت القسوة لهما لتجعله مخيفاً للغاية، أشاح نظراته عنها سريعاً فتذكرت أنها لا ترتدي حجابها فجذبته لتخفي شعرها الطويل خلف الوشاح الرومادي ثم شهقت بصوتٍ مسموع حينما تأملت ملابسها فأحتقن وجهها بخجل،تطلعت له بوجهاً متورداً كحبات الكرز فأستدار حتى أنتهت من أرتداء أسدال الصلاة ثم وقفت تفرك يدها بأرتباك، سكون حركتها جعله يعلم بأنها أنتهت فأستدار ليقف امامها من جديد ولكن بوجهاً أشد قسوة من ذي قبل ...

أقترب منها قائلاٍ بغضب _لسه فاكرة كلامي اللي قولتهولك أول ما دخلتي البيت دا ؟ ..
إبتلعت تلك الغصة المريرة بألم فكلما حاولت تنسى كلماته القاسية يوم زفافها يذكرها مجدداً ولكنها تحكمت بذاتها لتشير بخفة له _فاكرة ..
صرخت بقوة حينما جذبها من معصمها ليضغط عليه بيديه القوية قائلاٍ بصوت يشبه الهلاك_يبقى أكيد فاكرة تحذيراتي كويس وفاكرة أني نبهت عليكي أن لو كلمة طلعت من الباب دا روحك هتطلع على أيدي ...

تأوهات من الألم فحاولت تحرير معصمها قائلة ببكاء_سيبني ...أنا عملت زي ما طلبت والله ...
تحاولت نظراته لكتلة من الجحيم ليهوى على وجهها بصفعة قوية أطاحت بها أرضاً أسفل قدماه لينحني إليها،أمسك فكها ليقرب وجهها منه فتتمكن من رؤية عيناه المميتة ثم همس بصوتٍ مخيف_أكتر حاجة بكرهها فى حياتي الكدب ..

حاولت أن تبعد يديه عنها بعدما أندثرت الدماء من وجهها ولكنه كان يحكم قبضة يديه بأحكام فبكت بعجز وهى مجبرة أن تتطلع لنظراته القاسية التى تشعرها بأنها بجحيم أمام معذبها،معذب القلب الذي أحبه بجنون ورغم ما يفعله بها لا يعرف طريقاً للكره ...
وقف "فريد" ليرمقها بنظرة حادة قبل أن يستكمل حديثه_المرادي هعدهالك بمزاجي لكن وقسماً بالله لو أمي عرفت بأي شيء بينا تاني أو بس حست ساعتها متلوميش الا نفسك ...

وتركها ممدة أرضاً منغمسة بآنينها ليتوجه للطرف الأخر من الغرفة المخصص له غير عابئ بدمعاتها! ...
أنكمشت "ريهام" على ذاتها،تبكي بصمت،تؤلمها ذكرياتها السابقة مع طلقيها حينما كان يفرض رجولته المبتورة عليهابالضرب والسب ليتمكن من سد تلك الفجوة التى تنقصه عن باقي الرجال ورغم ذلك صانت سره الأليم وطلبت من أبيها الطلاق منه معللة أنه يضربها بقسوة فلم يحتمل الأب ذلك وطلقها منه رغماً عنه فقررت حين ذلك أن تكمل حياتها غير عابئة بذكريات الماضي،تذكرت حلمها الأمومي بأن تكون أماً فوافقت على الزواج من "فريد" حينما علمت بأن لديه طفلة صغيرة لا تتعدى السابعة أشهر، فرحت وظنت أن الله سيعوضها خيراً ولكنها الآن تعاني نفس التجربة السابقة ولكن مع فارق بسيط أنها أحببته رغم قسوته! ...

نهضت عن الأرض لتستند على ذاتها متجهة لحمام الغرفة المشترك بينهما،توضأت وخرجت سريعاً حتى لا تلقاه ولكنها حينما رأت الركن الصغير الخاص بمكتبه منيراً علمت بأنه بالداخل فهدءت من خطاها، سحبت سجادة الصلاة ثم تضرعت إلى الله الواحد الأحد لعله يستمع لنجوها فهو القادر على كل شيء،شكت له هذا القاسي الذي يحرص على أن يذكرها على الدوام بأنها لن يربطه بها أي رابط سوى القسوة والجفاء،بكت قهراً على قلبها الذي يعاني كانت على علم بأنه مهما طال الليل ستأتي الشمس بنورها لتزوال الظلمات وتسطع بنورها الخلاب ...

جلس على مكتبه بأنفاساً لاهثة، عيناها العسليتان تطاره، خصلات شعرها الغجري تستحوذ تفكيره، نظراتها التى تصرح حبها له جعلته متبلد الفكر، قبض على معصمه بقوة وغضب حينما تذكر بأنه كان على وشك الأستسلام بالأقتراب منها، عنف ذاته كثيراً فهو لا يجتمع معها بغرفة واحدة لذلك يقضي يومه بأكمله بالخارج ويأتي ليلاٍ ليغفو فقط، سحب هاتفه ليطلب رفيقه مجدداً فرغم سفره الذي لا يتعدى اليومين ولكنه يقضي أوقاته بالحديث معه عبر الهاتف،أتاه صوته على الفور قائلاٍ بسخرية _مش لسه قافل معاك،لحقت أوحشك؟ ..

أجابه "فريد" بغضب _أخرس وأسمعني كويس ...
علم "حسام" من صوت رفيقه بأنه بأقصى درجات الغضب فأنصاع له بحرص ليكمل "فريد" بغضب_عايزك توكل حد كفاءة من المكتب بقضية "زين العابد" وتحجزي على أقرب طيارة لباريس ...
ضيق عيناه بصدمة_نعم أنت مش هتتوالى القضية دي؟ ..
أجابه بغضب_لو سمعت كلامي كامل هتعرف أجابة سؤالك السخيف ..

أجابه "حسام" بحرص_مش وقته سفر يا "فريد" القضية دي صعبه محدش هيقدرها غيرك أنا لو أعرف كدا كنت مسافرتش وأترفعت عنها بس أنا سافرت بعد ما سبتلك أنت الملف ...
صاح بغضب_يعني أيه المكتب مفيهوش محامي شاطر يقدر يمسكها لو كدا أرفدهم كلهم أنا ميشتغلش عندي غير الكفء ...
أستمع "حسام" إليه ليقول بحزن_مالك يا "فريد" بتحاول تهرب من أيه؟ ..

جلس على مقعده بألم أشعل نيران قلبه_خايف أخون حب عمري بتصرف أندم عليه بعد كدا ..
زفر "حسام" بغضب_ماتت يا "فريد"، "لياااان" خلاص ماتت قولتلك ألف مرة عيش حياتك وسيبك من الوهم اللي أنت عايش فيه دا ذنبها أيه البنت اللي أتجوزتها تعذبها كدا ..

عاد لقسوته من جديد ليقول بصوته الممييت_أحجزلي على الطيارة زي ما قولتلك ولو ملقتش حد مناسب يترافع عن القضية أرجع من أسكندرية وأمسكها أنت ..
كاد بالحديث فقطعه بحدة_الكلام خلص ..
وأغلق هاتفه ثم ألقاه لجواره ليصفن بألم بذكرياته!

أما بالأسكندرية ...
وضع "حسام" الهاتف لجواره ليتنهد بألم على رفيق عمره ليتسلل الحزن على ملامحه فأقتربت منه والدته بأستغراب من تبدل حاله السريع فقالت بتخمين_ دا "فريد"؟..
أشار لها بهدوء ليكمل بحزن_مش عايز يقتنع أن "ليان" خلاص توفت وأنه يبدأ حياته من جديد ..
لمعت الدموع بعيناها لتقول بألم_ربنا يرحمها يارب ويصبر قلبي وقلبه علي فراقها ..

أحتضنها "حسام" بتأثر فقالت ببكاء_أنا عارفة هو كان متعلق بيها أزاي؟، عشان كدا جوزتهاله وأنا مطمنة عليها معاه لأنه كان بيحبها أكتر من نفسه ..
رفع "حسام" عيناه على الحائط الذي يحوي صور شقيقته فأغلق عيناه بقوة ليحتمل الألم قائلاٍ بصوتٍ مرتجف بالأحزان_ربنا يرحمها ..
ثم تماسك مجدداً قائلاٍ بحرج_أنا أسف يا ماما عارف أني ملحقتش أقعد معاكم بس أنا لازم أرجع مصر فى كذا قضية مهمة و"فريد" ضايع خالص مش قادر يترافع عنهم وأنتِ عارفة المحامين اللي شغالين عندنا لسه مبتدئين مينفعش يمسكوا قضايا بالحجم دا ...
ربتت على كتفيه ببسمة صغيرة يشوبها التفهم _سافر يا حبيبي وخليك جنب صاحبك .
قبل يدها بأمتنان ثم نهض متوجه لغرفته ليحزم أغراضه ليعود صباحاً للقاهرة ...

بمكانٍ أخر بالقاهرة ...
كان يرتشف الخمور بكثرة ووجهه يكسوه غضب وحسرة لا مثيل لها ليتفوه من بين حالته المزرية قائلاٍ بوعيد_بقى أنتِ تسيبني أنا عشان تتجوزي المحامي دا يابنت ال... طب ورحمة أمي ما مهنيكي على الجوازة دي ولو مقولتيش حقي برقبتي مبقاش أنا "طلعت" ...

أزاحت الشمس عباءة الليل الأسود لتنثر الضوء المبهج بالنفوس ...
بغرفة "فريد" ...
نهضت من نومها فبدلت ثيابها لفستان وردي يضيق من الأعلى ويهبط بأتساع جعلها كالأميرات، ثم عقدت حجابها بأحكام لتتوجه لغرفة الصغيرة بأشتياق لرؤياها بعدما أعدت لها الحليب الصناعي،ولجت للداخل لتتبادل بسمتها سريعاً للعبوث حينما رأته بالداخل يحمل الصغيرة بحنان لا يتناسب مع شخصيته القاسية ! ..
قال بحدة دون النظر إليها_سيبي البيبرونة عندك وأخرجي،عايز أبقى مع بنتي شوية ..

أستمعت له بألم فوضعتها على الطاولة الصغيرة ثم خرجت بحزن من معاملته الجافة معها، أما هى فجذب الطعام ليقربه من فم الصغيرة التى تبتسم بفرحة تزرع البسمة على وجه القاسي فتجعله كمن يتعلم كيف يبتسم بعد ما مر به، حملها بين يديه كمن يحمل كنزاً يخشى أتلافه،جلس بها على المقعد المجاور للشرفة ليتمعن بعيناها التى ورثتها عن والدتها ليصفن بها.

شعر بألم يحتج رأسه فحزم الملفات بحقيبته الجلدية الصغيرة فولج "حسام" ليجده يضع ما يخصه بها فقال بأستغراب_ماشي ولا أيه؟ ..
أشار له "فريد" بتعب_أه تعبان شوية فأخدت الملفات هدرسهم بالبيت .
ثم قال بأهتمام _وبعدين أنت لسه هنا ليه مش بتقول عندك مشوار مهم؟ ..
جلس على المقعد ببسمة ضيق_أه ياخويا بس منتظر الست هانم لما تحن عليا ..
تطلع له "فريد" بعدم فهم _ست هانم مين أنت أتجوزت من ورايا يا حيوان! ..

تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة _جواز أيه بعد الشر عليااا أنا لسه شباب دا أختي جيت من أسكندرية من كام يوم وعايزاني أفسحها بكل شبر بالقاهرة فقولتلها تعدى عليا بعد ما أخلص شغل وأديني أهو مستنى ..
تطلع له بأهتمام _مين فيهم "ليان ولا ليليان"..
رمقه بنظرة متفحصه _أممم وأنت يهمك مين فيهم ؟ ..
تحاولت نظراته للغضب ليسرع الأخر بالحديث حتى لا يقتل على يد هذا الوحش المفترس_خلاص خلاص متزعلش "ليان" يا سيدي ..

قالها بغمزة من عيناه فدفشه "فريد" بغضب وهو يهم بالخروج_حيوان ..
أجابه الأخر بضحكة عالية _كدا ماشي بكرة تيجي تطلبها مني وتترجاني أوافق هااا خاليك فاكر ...
رُسم على وجهه بسمة خافتة رغماً عنه على حديث رفيقه بعدما توجه للمصعد الذي أستقاله للوصول إلى جراج المبني،صعد لسيارته ثم شعل محركها ليخرج من مكان ركنتها ولكنه تفاجأ بمن يصدمها من الخلف فصاح بغضب من نافذة سيارته_مش تفتح يا غبي ..
هبطت من سيارتها بغضب _مين اللي غبي يا حيوان أنت اللي خارج شبه الطور مش بتبص قبل ما أ...

بترت كلماتها حينما أقتربت من السيارة لتجده هو من يسكن بالقلب قبل أن يحفر ملامحه بعيناها، وضعت عيناها أرضاً بحرج، خرج "فريد" من سيارته يتأملها بأشتياق وبسمة ترسم بوجودها، قالت بتلعثم_أنا أسفة يا "فريد" معرفش أنها عربيتك والله ..
تأملها بهدوء ثم قال _ولا يهمك ...
_نعم!،باليساطة دي ! .. دا لو حد تاني كان زمانه أندفن هنا ..

قالها "حسام" بصدمة بعدما هبط على رنين هاتفه ليعلم بأن شقيقته بالأسفل فهبط ليستقبلها ليرى ما جعله بصدمة عارمة ...
خجلت "ليان" للغاية ورمقه "فريد" بنظرة مميتة جعلته يبتلع ريقه بتوتر ليسرع بالحديث_طيب يالا يا ليو نروح مشوارنا ...
ورفع يديه على كتفيها لتزداد نظرات "فريد" حدة فسحب "حسام" يديه قائلاٍ بحيرة وهو يحك طرف أنفه_دي أختي على فكرة ..
ثم صعد جوارها سريعاً قبل أن يفتك به لتلمحه بنظرة أخيرة قبل أن تخرج من المكان ويتأملها هو بنظرة عميقة أنهاها بقراره بأن يتقدم لخطبتها فقد حان الوقت ليقطع المسافات بينهما ..

عاد للوقت الحالي على صوت بكاء الصغيرة فهدهدها برفق حتى غفلت على ذراعيه فأعادها لفراشها الصغير ثم هبط للأسفل ليجدها تضع الطعام على الطاولة،كاد بالمغادرة ولكنه توقف على نداء والدته قائلة بحزن _مش هتفطر ؟ ..
أجابها دون النظر إلي من تختلس النظر إليه_ماليش نفس ..
أجابته برجاء_طيب كل اللي تقدر عليه ..

علم بأنه سيدخل معها بنقاش حاد وسيخسره بنهاية الأمر لذا جلس على مقعده ليشرع بتناول طعامه بهدوء تام قطعته ببسمة هادئة_عجبك الأكل "ريهام" هى اللي عملاه..
رمفها بنظرة جانبية محتقنة ثم قال بثبات _مش بطال ...
حزنت "ريهام" من رده المتصلب معها ولكنها ألهت ذاتها بتناول طعامها، نهض عن الطاولة قائلاٍ بجدية _عن أذنكم ..
وكاد بالرحيل فأوقفته والدته السيدة "زينب" قائلة بهدوء_"فريد" ...

أستدار لها فأكملت حديثها _وصل "ريهام" بطريقك لبيت والدها رايحة تطمن عليه بدل ما تتبهدل بالمواصلات ..
نظرات عيناه التى تحاولت إليها أرهبتها فأسرعت بالحديث المرتبك_مفيش داعي يا ماما أنا هأخد تاكسي من على أول الشارع ...
تطلعت له "زينب" بنظرة مطولة كأنها تنتظر رده فخرج عن أطار صمته بكلماته الآمرة_هستانها بره ..
وغادر سريعاً وهي بحالة خوف لا ترثي لها ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة