قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس

رواية عاشق المجهول ج1 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل مريم:
ينظر الجميع لخالد فى دهشة، وخاصة فاطمة التى تنظر له فى صدمة من حديثه
خالد: بعد إذنك يا خالى، أنا عايز فاطمة
يحيي فى دهشة: أنت بتقول إيه يا خالد، عايز فاطمة إزاى؟

خالد: اسمعنى يا خالى، حضرتك بتقول إنك مش هتقدر تاخدها تعيش مع مرات خالى، وفى نفس الوقت مينفعش تعيش لوحدها، حتى لو هتجيبلها حد يخدمها، مش هيبقى قلبهم عليها زينا إحنا أهلها، فاطمة هتعيش هنا معانا، أنا ووالدتى هناخد بالنا منها، ولو عليا أنا كده كده بسافر جامعتى فى القاهرة طول الأسبوع، وبرجع يومين أخر الأسبوع، يعنى مش هضايقها، منها تبقى مع أمى تاخد بالها منها وتراعها، وتونسها فى غيابى، ومنها أنا اطمن عليها ولو أحتاجت حاجة تلاقينى معاها
يحيي فى تردد: أيوا يا ابنى، بس...
خالد: صدقنى يا خالى، فاطمة هتبقى فى عينينا، هتبقى بالنسبة لى زى علا الله يرحمها، ومش هسمح لأى حاجة تضايقها ولا تأذيها، أرجوك يا خالى وافق.

نظرت فاطمة لخالد بعيون سعيدة، فقد فهمت ماذا كان يقصد بالشخص الذى سيصبح وجوده سند ومصدر أمان لها، ولأول مرة تشعر بالأمان بوجود شخص فى حياتها
مريم: خالد معاه حق يا يحيي، سيب فاطمة معانا، وهى هتبقى فى عينينا
وتنظر لفاطمة فى حب قائلة: ربنا يعلم إنها دخلت قلبى من أول يوم شفتها فيه
خالد: وإذا كان على الدراسة، أنا هقدملها فى المدرسة، وهاخد بالى من مذاكرتها، وحضرتك تقدر تيجى تطمن عليها فى أى وقت
نظر له يحيي بإقتناع قائلاً: ماشى يا خالد، أنا موافق تفضل معاكم، بس خد بالك دى أمانة و...

خالد مقاطعاً: من غير ما توصينى يا خالى، أنا بقى سندها وضهرها لو أحتاجت أى حاجة
يحيي: والأهم من دا كله إن غالية متعرفش مكانها، مضمنش رد فعلها هيكون إيه، وأنا مش عايز حد يضايق فاطمة
عادل فى مرح: متقلقش يا بابا، أنا بنفسي هجى أطمن عليها كل يوم
خالد: أنت بالذات مش عايزين نشوف طلعتك البهية
يضحك الجميع على كلامهم إلَّا فاطمة التى كانت تنظر لخالد نظرات حالمة، وبادلها خالد بنظرات يبث إليها الطمأنينة، وكأنه يقول لها أنا سأظل بجانبك إلى أخر العمر
( حوار تحدثته أعينهم بدون أى كلام:
هى: ليه عملت كده؟

هو: مش عارف، حسيت إنى لازم أعمل كده، وإنك لازم تبقى معايا وجنبى
هى: أشمعنى أنا، دا أنت شوفتنى إمبارح بس
هو: فى ناس مبنحتجش نشوفهم غير مرة واحدة، عشان نعرف حقيقة مشاعرنا ناحيتهم
هى: ودا تسميه إيه ؟

هو: أسميه حاجة مجهولة جوايا من ساعة ما شوفتك وهى بتحركنى، يمكن إرتياح، يمكن أخوة، يمكن خوف، تطلع زى ما تكون، المهم إنى من دلوقتى بقيت مسئول أشيل من جواكى الخوف )
كان هذا الحوار دائر بينهم بلغة أعينهم لا بلغة اللسان، فكم من مشاعر مجهولة بداخلنا حين تقتحمنا، تقودنا إلى أن نفعل أشياء لا نعلم نحن سببها

فى فيلا الصفدى:
تركض غادة إلى والدها تحتضنه قائلة: وحشتنى، وحشتنى أوى يا بابى
يحيي: إنتى كمان وحشتينى أوى يا دودو
غادة: جبتلى معاك إيه بقى ؟
يحيي: جبتلك كل الحاجات اللي طلبتيها يا ستى
غادة: ميرسي أوى يا باباه
غالية: حمدا لله على السلامة يا يحيي
يحيي: الله يسلمك يا غالية
ينظر يحيي لغالية التى يبدو عليها الضيق ويتصنع عدم فهم السبب قائلاً: مالك يا غالية، شكلك فى حاجة؟
غالية: آه يا يحيي، محتاجة أتكلم معاك شوية، ممكن تطلع تغير هدومك عشان نتغدى، وبعدين نقعد نتكلم
يحيي: ماشى

فى منزل مريم:
بعد تناولهم الغداء يتوجه خالد إلى غرفته، بينما تتوجه مريم لأعداد الشاى
فاطمة: عنك يا طنط، أنا هدخل الشاى لأبيه خالد
تبتسم لها مريم فى رضا قائلة: خدى يا حبيبتى، بس حاسبى عشان سخن
فاطمة: متخافيش يا طنط
تطرق فاطمة باب غرفة خالد وتستأذن فى الدخول
فاطمة: أتفضل يا أبيه الشاى
خالد: شكرا يا فاطمة
تتوجه فاطمة إلى باب الغرفة، ثم تعاود مرة أخرى فينظر لها خالد قائلاً: عايزة تقولى حاجة يا فاطمة؟
فاطمة فى تردد: بصراحة كنت عايزة أسأل حضرتك سؤال
يبتسم لها خالد قائلاً: أسألى، بس علفكرة أنا عارف إيه هو السؤال

فاطمة: عارفه؟!
خالد: عايزة تسألينى أنا ليه عملت كده، صح
فاطمة: بصراحة آه، يعنى حضرتك متعرفنيش كويس، ولسه شايفنى إمبارح، ولقيتك بتطلب إنى أقعد معاكم، وتتولى أمرى
خالد: وإنتى شايفة كان المفروض أعرفك قد إيه عشان أطلب طلب زى ده ؟
فاطمة: مش فاهمة
خالد: بصى يا حبيبتى، فى ناس بتدخل فى حياتنا كده صدفة، مبنبقاش عاملين حسابنا على وجودهم، لكن أول ما بيظهروا بيدونا إشارة إنهم هيبقى ليهم مكان مهم أوى فى حياتنا، مش هيبقوا مجرد حد معدى وهيمشى ويتنسى.

فاطمة: برضه مش فاهمة، حضرتك كلامك كبير أوى عليا
خالد: هفهمك بطريقة أسهل، أنا أول ما شوفتك يا فاطمة، ومن قبل ما أعرف حتى إنتى مين، حسيت إنك مش هتبقى مجرد ضيفة جاية تزورنا وتمشى، حسيت إن هيبقى ليكى مكان وسطينا وإنك هتبقى قريبة منى أوى، حسيت منين معرفش، ولما عرفت حكايتك، أتأكدت إن إحساسى كان صح، وإن ربنا بعتك عندنا فى الوقت ده كان يعادل كفتين الميزان
فاطمة: ميزان ؟!
خالد: أيوا، الكفة الأولى هى إحتياجك لينا، وإنك محتاجة تحسى بالأمان وسطنا، وتعيشى إحساس الأهل والدفي، أما بقى الكفة التانية، فهى إحتياجنا إحنا ليكى.

فاطمة: أنتوا محتاجينى أنا، فى إيه؟
ينظر لها خالد فى حزن قائلاً: إنك تعوضينا غياب علا، إنتى دخلتى قلوبنا قبل ما تدخلى بيتنا يا فاطمة، لأنك بتدينا إحساس بوجودها وسطنا، ضحكتك، خجلك، حتى فى حزنك، كل حاجة فيكى بتفكرنى بيها، وإنتى متعرفيش علا كانت غالية عندى إزاى
فاطمة: ياه يا أبيه، للدرجة دى كنت بتحبها؟

خالد: مكنتش أختى يا فاطمة، كانت بالنسبة لى بنتى، أبويا الله يرحمه لما مات كان عندى 12 سنة، وساعتها علا كان عندها 4 سنين، متعرفش أى حاجة، كنت بالنسبة ليها أخوها وأبوها فى نفس الوقت، كانت الفرحة اللي بتنور البيت ده، لما ماتت حاجة جوانا اتكسرت، والفرحة اللي جوانا ضاعت، هتصدقنى لو قولتلك إنى من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس إنى الفرحة دى رجعت تانى
فاطمة: يعنى حضرتك كنت عايزنى أقعد هنا عشان أبقى مكان علا؟

خالد: لا يا فاطمة، إنتى عمرك ما هتكونى مكان حد، إنتى هتبقى فى مكان جديد فى قلوبنا، مكان محدش دخله قبلك، صحيح أنا زعلان على علا، بس إنتى هتبقى أختى اللي ربنا بعتهالى، ووعد منى ليكى، أفضل سندك وضهرك لحد ما أسلمك لعريسك أدام إن شاء الله
تنظر له فاطمة فى حب قائلة فى نفسها: يبقى عمرى ما هفكر اتجوز

 

فى فيلا الصفدى:
تقصّ غالية على يحيي ما حدث مع فاطمة، وهو يدعى أنه لا يعلم ما حدث
يحيي فى صدمة: إنتى بتقولى إيه يا غالية، بنت عاصم جت هنا وإنتى طردتيها، طب ليه ؟
غالية: وأنت كنت عايزنى أعمل إيه يا يحيي، أفتح لها بيتى وأخدها فى حضنى، أنت ناسى دى تبقى بنت مين، ناسى إن أمها كانت السبب فى إن عاصم يتخانق مع بابا الله يرحمه، ودا خلى بابا يموت غضبان عليه ويحرمه من الميراث.

يحيي فى غضب مصطنع: أيوا بس مهما كان دى بنت أخوكى، يعنى لحمك ودمك
غالية: أنا أخويا باعنا زمان، ومن ساعتها وأنا نسيت إن ليا أخ، وبعدين أنا إيش عرفنى أنها بنته أصلا، مش يمكن بنت نصابة مزقوقة علينا
يحيي: عمرك ما هتتغيرى يا غالية، يا ترى البنت الغلبانة دى راحت فين، أنا هدور عليها لحد ما ألاقيها
غالية: دور يا يحيي، ما أنت طول عمرك واقف ضدى فى كل حاجة، اشمعنى المرة دى
يحيي: ربنا يهديكى يا غالية، ويشيل الكره اللي مغطى قلبك

فى اليوم التالى:
تخرج غادة من جامعتها، لتجد خالد يقف أمام الباب، تتجاهله غادة وتكمل طريقها، فيركض وراءها مسرعاً
خالد: غادة، يا غادة، اسمعينى بس
تلتفت له غادة فى غضب قائلة: نعم يا خالد، عايز إيه ؟
خالد: عارف إنك زعلانة منى، بس غصب عنى كان عندى ظروف فى البيت
غادة: ظروف يا خالد، بقالك يومين لا بتكلمنى ولا بترد عليا، ظروف إيه دى اللي تخليك متردش عليا
خالد: خلاص بقى قلبك أبيض
غادة: ماشى يا خالد
خالد: علفكرة، وحشتينى

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة