قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني

رواية عاشق المجهول ج1 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل مريم:
تقوم بتقطيفها، يدق جرس الباب فتترك ما بيدها وتتوجه لفتح الباب، لتتفاجيء بحضور عادل ولم تنتبه لمن معه
مريم: إزيك يا ابن غالية، أخر ما أفتكرت إن ليك عمة تسأل عليها
عادل: معلش بقى يا مريومة، إنتى عارفة الإمتحانات، الله ريحة الأكل تجنن وحشنى أكلك أوى
مريم: أيوا يا واد أضحك عليا بكلمتين، عامل زى أبوك، يغيب عليا بالشهور، وفى الأخر يجى يضحك عليا بكلمتين.

عادل: دا من العشم يا عمتى، قوليلى خالد فين؟
مريم: نايم لسه مصحيش، كان سهران بيذاكر، أدخل صحيه
عادل: لا استنى بس، أنا معايا ضيفة
تنظر له مريم فى تساؤل قائلة: ضيفة ؟!
يجذب عادل يد فاطمة الواقفة بعيد فى خجل إلى الداخل قائلاً: أدخلى يا فاطمة
تنظر لها مريم ببعض الإرتياح الذى تملك قلبها بعد أن رأتها، ثم تنظر لعادل متساءلة: مين دى يا عادل؟
عادل: دى فاطمة يا عمتى، بنت خالى عاصم
مريم: عاصم ؟!

عادل: أيوا خالى عاصم، مستغربة ليه، بصى بابا هيحكيلك كل حاجة لما يرجع من السفر، بس دلوقتى إحنا محتاجينها تقعد عندك كام يوم، لحد ما بابا يرجع ويشوف هيعمل معاها إيه
مريم: وأمك يا ابنى مش هتضايق لما تعرف إن بنت أخوها عندنا
نظر لها عادل نظرة هى وحدها تفهمها، فنظرت فى شفقة إلى فاطمة الخافضة رأسها فى حزن، لتربت على كتفها فى حنان قائلة: أدخلى يا بنتى، واعتبرى إن البيت بيتك، وأنا زى والدتك
فاطمة فى خجل: أسفة يا طنط، لو هضايقكم، بس أنا معرفش حد هنا و...
مريم: متقوليش كده يا بنتى، إنتى هتنورينا، وبعدين إحنا فى الأخر أهلك برضه ولا إيه؟

لتوميء لها فاطمة رأسها وعلى شفتيها إبتسامة رضا، يقطع حديثهم صوت قادم من الداخل قائلاً: ماما، يا ماما، يا حاجة مريم
تنظر فاطمة إلى الصوت، لتجد شخص يخرج من الحجرة يفرك عينيه فى كسل من أثار النوم، يفتح الشخص عينيه على صورة فاطمة، فتتسع عينيه ناظراً إليها فى دهشة قائلاً: مين دى؟

فى فيلا الصفدى:
تسير غالية فى الفيلا فى غضب واضح، تدخل غادة الفيلا بعد حضورها من الجامعة، لتجد والدتها على هذه الحالة
غادة: هاى يا مامى
غالية: أهلا يا غادة
غادة: مامى مالك، شكلك مضايق؟
غالية: أنا مش مضايقة، أنا هطق
غادة: ليه فى إيه ؟
غالية: متشغليش بالك إنتى، والزفت أخوكى ده معرفش راح فين هو كمان ؟
غادة: تلاقيه فى الجامعة
غالية: ماشى يا حبيبتى، اطلعى غيرى هدومك، ونتكلم بعدين

ونعود لمنزل مريم: يفرك الشخص عينيه فى كسل، ليفتحهما على صورة هذا الملاك الواقف أمامه، يظل ينظر أمامه فى دهشة، وشعر للحظة وكأنه يحلم، أحس وكأن هذه الفتاة الواقفة أمامه والتى لم تتعدى الإثنى عشر عاما تجذبه إليها ببراءتها، شعر وكأنها خطفت قلبه، ظل ينظر إليها فى فضول ودهشة، وهى لم تستطع أن تمنع نفسها أن تبادله نفس النظرات، ليقطع نظراته قائلاً: مين دى؟

مريم: تعالى يا خالد، دى فاطمة، بنت خال عادل
(خالد حسن شاب فى كلية الهندسة فى السنة النهاية،عمره 21 عام، وهو ابن عمة عادل )

يتحدث خالد ومازالت عيناه على فاطمة: بنت خالك إزاى يا عادل، أول مرة أعرف إن ليك بنت خال
عادل: دى بنت خالى عاصم، قصة كبيرة هنفهمها كلنا لما بابا يرجع إن شاء الله من السفر
شعرت فاطمة بالخجل من نظرات خالد لها فأخفضت عينيها إلى أسف، ليقترب منها خالد قائلاً: أهلا يا فاطمة، أنا خالد، ابن عمة عادل
فاطمة فى تردد: أهلا بحضرتك

فى فيلا الصفدى:
تجلس غالية مع غادة تقص عليها ما حدث مع فاطمة، لتجيبها غادة قائلة: بقى هو ده اللي مضايقك يا مامى؟

غالية: واللي قولته دا ميضايقش حد، إنتى فاهمة يعنى إيه بنت عاصم ترجع، أولا إحنا كلنا وقفنا أدام جوازة خالك من مراته دى، يقوم البيه بعتلنا بنته، ومنتظر إننا نرحب بيها ونخدها فى حضننا، ثانياً معنى إن بنت عاصم ترجع فى الوقت ده، يبقى الحسابات هتتفتح، وممكن يبتدوا يسألوا عن ورث عاصم من جدك، ويعرف ساعتها إنى حطيت إيدى عليه، وإن جدك محرموش من الميراث ولا حاجة، وساعتها السجادة تتسحب من تحت رجلنا، دا غير إن على جثتى بنت زى دى تاخد قرش من فلوس عيلة الحديدى

غادة: إيه كل المشاكل دى، الموضوع أبسط من كده، حضرتك بتقولى إنها عيلة مكملتش 15 سنة، يعنى لا هتعرف تروح ولا تيجى، حتى خالى عاصم متعرفيش هو فين، هو بعتها وخلاص، والله أعلم هو هيرجع ولا لا، يعنى الموضوع ميستهلش إنك تضايقى أصلا

غالية بعد تفكير: تفتكرى كده ؟
غادة: طبعا يا مامى، طول ما هى بعيد عننا، وملهاش حد تستقوى بيه، الموضوع هيبقى فى إيدينا، هى راحت فين دلوقتى؟
غالية: معرفش، أنا طردتها، ومن ساعتها معرفش عنها حاجة
غادة: خلاص يبقى انسى الموضوع وكأنه لم يكن
تنظر غالية فى الفراغ وتفكر فى كلام غادة لها

فى منزل مريم:
يجلس الجميع على طاولة الطعام يتناولون الغداء
عادل: الله، الله، وحشتينى ملوخيتك يا مريومة
مريم: بالهنا والشفا يا حبيبى
ينظر خالد إلى فاطمة التى تعبث فى طبقها فى شرود دون أن تتناول أى شيء قائلاً: مبتاكليش ليه يا فاطمة؟
أنتبهت فاطمة لحديثه قائلة: ها، أنا باكل أهو
مريم: بتاكلى فين بس يا حبيبتى، من ساعة ما قعدتى مكلتيش لقمة واحدة
عادل فى مرح: لا يا بطة لازم تاكلى، دا أنتى من عيلة الحديدى، ناس بتاكل بقرة بلوازمها على الغدا
مريم: يوه جتك إيه يا عادل

تبتسم له إبتسامة باهتة
نظر خالد إلى فاطمة، أو بمعنى أصح لم يستطع أن يبعد عينيه عنها، لتنتبه فاطمة لنظراته فتخجل

مريم: أنت باصص لفاطمة ليه كده يا خالد؟
عادل: أيوا صحيح من ساعة ما شوفتها باصصلها، لا أوعى تكون بتعاكس بنت خالى، أنا حمش أوى فى الحاجات دى

ينظر خالد لأمه قائلاً: شبهها بالظبط
تنظر له فاطمة فى دهشة قائلة: شبه مين ؟
لتقطع حديثهم مريم قائلة فى حزن: قصده إنك شبه علا بنتى
وتنظر لخالد قائلة: عشان كده منزلتش عينك من عليها من ساعة ما شوفتها، عندك حق، هى فعلا شبهها

فاطمة: هو حضرتك عندك بنت؟
مريم فى حزن: علا بنتى، الله يرحمها، كانت فى سنك تقريبا
فاطمة فى حزن: أنا أسفة، الله يرحمها، ماتت إزاى؟
مريم: عملت حادثة، وهى خارجة من المدرسة صدمتها عربية السنة اللي فاتت
خالد: إنتى فعلا شبهها أوى، حتى فى براءتك اللي تخطف قلب اللي أدامك
فاطمة: متشكرة أوى لحضرتك
خالد: لا حضرتك إيه، قوليلى يا أبيه، أبيه خالد وبس
فاطمة: حاضريا ...أبيه خالد

فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل الفيلا ليجد والدته فى إنتظاره قائلة: كنت فين يا عادل؟
عادل: هكون فين يا ماما، كنت فى الجامعة
غالية: لحد دلوقتى؟
عادل: وفيها إيه، وحضرتك من إمتى بدققى معايا فى المواعيد
غالية: أصلك من ساعة اللي حصل الصبح مع البنت اللي كانت هنا، وأنت مختفى، حتى تليفونك سايبه هنا
عادل: أنا نسيت تليفونى عشان نزلت الصبح وكنت متأخر، وبعدين أنا مالى ومالها
غالية: يعنى متعرفش هى راحت فين؟

عادل: لا وأنا هعرف منين، وبعدين هى مين دى أصلاً، وليه حضرتك كنتى بتزعقى معاها الصبح
غالية: متشغلش بالك، موضوع كده مش مهم، اطلع أنت غير هدومك وأنا هقولهم يحضرولك الغدا
عادل: لا غدا إيه، أنا واكل أحلى اكل
غالية: واكل فين إن شاء الله؟
عادل فى إرتباك: ها، واكل مع صحابى، سندوتشات يا ماما، سندوتشااااااات
غالية: طيب يا أخويا، اطلع شوف مذاكرتك، وابقى بطل أكل سندوتشات
عادل: تؤمرى يا غالية هانم
يصعد عادل السلم متمتماً فى نفسه: كنت هنتقفش وتبقى ليلتنا بلح

فى المساء:
كان خالد يذاكر فى غرفته، فشعر ببعض الإرهاق، فقرر أن يأخذ قسطاً من الراحة ويتوجه للمطبخ لإعداد كوباً من الشاي، وفى طريقه إلى المطبخ لفت إنتباهه وجوده فاطمة فى الشرفة تنظر إلى الطريق فى شرود، وقد لمعت حبات الدموع فى عيونها، ليقطع شرودها قائلاً: مساء الخير يا فاطمة

تفزع فاطمة من صوته، وتنتفض، ليحاول تهدئتها قائلاً: إيه مالك إتخضيتى ليه، دا أنا ؟
فاطمة فى خجل: أنا أسفة يا أبيه خالد، أنا بس أتخضيت
خالد: أنا اللي أسف إنى دخلت عليكى فجأة وخضيتك، قوليلى بقى مالك، كنتى بتفكرى فى إيه؟
نظرت له فاطمة دون أى رد منها، فأكمل حديثه قائلاً: أنا مش قصدى أتطفل عليكى يا فاطمة، أنا بس شوفتك قاعدة سرحانة وشكلك مضايق، فحبيت أطمن عليكى، لكن لو مش عايزة تتك..

تقاطعه فاطمة قائلة: أنا خايفة
ينظر لها خالد فى دهشة قائلاً: خايفة ؟! خايفة من إيه يا فاطمة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة