قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن والعشرون

رواية عاشق المجهول ج1 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

بعد مرور عدة شهور:
يجلس شادى فى أحد المطاعم ويبدو عليه الضيق، وتجلس أمامه فاطمة التى تنظر له قائلة: مالك يا شادى، متغير بقالك فترة معايا؟

شادى: أنا برضه اللي متغير، ولا إنتى اللي من ساعة ما خالد خلف وسمى البنت على اسمك، وإنتى نسيانة خالص، وكل ما أكلمك ألاقيكى عندهم فى الفيلا بتلعبى معاها
فاطمة: أولاً مش خالد اللي سمي بنته فاطمة، دى حنين، ثانياً أنا فعلا حاسة إن فاطمة خطفتنى من الدنيا كلها، ينوتة جميلة يا شادى فوق ما تتصور، كل لما تشوفنى تشبط فيا، وتقعد لعب معايا، بنسى الدنيا كلها وأنا معاها
تزداد ملامح الضيق على وجه شادى، لتكمل فاطمة فى مرح قائلة: شادى، أوعى تكون بتغير عليا من فاطمة الصغيرة، دى مجرد بنوتة صغيرة، وأى حد بيحب يلعب من الولاد الصغيرين.

شادى:وهى فاطمة بالنسبة لك مجرد بنوتة صغيرة بتحبى تلعبى معاها؟!
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: قصدك إيه يا شادى؟
شادى: قصدى إن البنت من غلاوة أبوها
فاطمة: أنت إيه اللي بتقوله دا يا شادى، إيه علاقة لعبى مع فاطمة بخالد، أنت ليه كل حاجة بتفسرها زى ما أنت عايز
شادى: عشان أنا بقالى شهور خاطبك يا فاطمة، وكل ما أقولك نتجوز تطلعيلى حجة شكل، مرة مشغولة فى الشركة مع خالد، مرة عملية خالد، مرة بنت خالد، كل حاجة فى حياتنا لازم يدخل فيها خالد.

فاطمة: أنت إزاى شايف الأمور كده، أنا بطلع حجج عشان منتجوزش يا شادى ؟
شادى: والله دا اللي أنا شايفه
تقوم فاطمة من مكانها قائلة: طب لما تبقى شايف الأمور صح أبقى كلمنى
يقوم شادى من مكانه فى غضب، ويجذبها من زراعها قائلاً: أنت رايحة فين وسايبانى وأنا بكلمك، ولا أنا مبقاش ليه أى قيمة عندك
فاطمة: وأنا مش مضطرة أسمع منك أى كلام تانى بعد اللي قولته، من فضلك سيب إيدى
يترك شادى زراع فاطمة، فتنظر له فى غضب وتتركه، يمسح شادى على شعره فى غضب، قائلاً: أول مرة أطلع ضيقى عليها، بس غصب عنى، اللي عملته دلوقتى ميجيش نقطة فى بركان النار اللي جوايا.

فى أحد السجون:
يجلس مازن الشامى وبيده إحدى السجائر يدخنها بشراهة وهو شارد، يجلس بجانبه أحد رفقائه فى السجن قائلاً: مالك يا كينج، مين مزعلك؟
مازن: هموت من الغيظ يا خاى، نفسي أشفى غليلى من ها الزلمة اللي رمانى هون

الرجل: يا باشا أنت تؤمر، وإحنا ننفذ، بس قولى من اللي عليه العين بس وإحنا نقوم بالواجب
مازن: كيف وأنت هون محبوس؟
الرجل: عيب يا باشا، أنا صحيح هنا محبوس، بس أنا زى الإخطبوط، ليا دراع فى كل مكان، ورجالتى فى كل حتة، قولى مين بس هو، وأنا أجبلك خبره
ينظر مازن إلى الفراغ ويبتسم فى شر

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة مع فاطمة الصغيرة تلاعبها، ويبدو عليها الشرود، تدخل عليها حنين وتحمل فى يدها كأساً من العصير وتلاحظ شرود فاطمة، لتحدث فاطمة الصغيرة فى مرح قائلة: طمطم الكبيرة شكلها زعلانة خالص النهاردة يا طمطم، يا ترى مين مزعلها
تنتبه فاطمة لحديث حنين، فتنظر لها حنين فى قلق قائلة: إيه يا فاطمة، مالك يا حبيبتى، مين اللي مزعلك؟
فاطمة: لا مفيش يا حنين، أنا كويسة.

يرن هاتف فاطمة، تنظر إلي اسم المتصل لتجده شادى الذى يهاتفها للمرة العشرون دون إجابة منها، تنظر فاطمة إلى الهاتف فى ضيق ولا تجيب
تنظر لها حنين قائلة: أمممم، بقى لاموضوع كده، يبقى شادى اللي مزعلك
فاطمة: شادى بقى غريب أوى يا حنين، تصرفاته معايا مش طبيعية، تصورى إنه بيغير من فاطمة الصغيرة
حنين: يا حبيبتى هو معاه حق، أنتوا دلوقتى فى فترة خطوبة، يعنى المفروض تقربوا من بعض أكتر عشان تعرفوا طبعا بعض، تخرجوا مع بعض تتكلموا أكتر، لكن جنابك بقى يا إما فى الشغل مع بشمهندس خالد، يا إما بتلعبى مع البرنسيسة فاطمة، ومش مخليا أى وقت لخطيبك خالص
فاطمة: إنتى هتعملى زيه يا حنين؟!

حنين: وليه متقوليش إنك إنتى اللي مش عايزة تواجهى نفسك بالحقيقة، صارحينى يا فاطمة، إحنا أخوات، إنتى مش بتحبى شادى ومش عايزة تكملى معاه، مش كده؟
تنظر لها فاطمة فى تردد قائلة: ليه بتقولى كده، انا أكيد عايزة أكمل مع شادى
حنين: يبقى تسمعى كلامى، أدى نفسك فرصة تقربى منه أكتر
يرن هاتفها مرة أخرى معلناُ وصول رسالة جديدة، تنظر فاطمة للرسالة، لتجدها من شادى يكتب فيها " أنا قدام الفيلا عند خالد، ياريت تخرجيلى ".

تنظر فاطمة لحنين، لتبادلها حنين نظرة فهم مع إبتسامة قائلة: هو، مش كده؟
توميء لها فاطمة رأسها بالموافقة قائلة: واقف أدام الفيلا مستنينى
حنين: شكله طلع رومانسى وعايز يصلحك، أخرجيله يالا
تهمّ فاطمة بالخروج لتوقفها حنين قائلة: فاطمة، أدى لشادى فرصة، عشان مش كل يوم الواحد بيقابل حد يحبه بجد
توميء لها فاطمة رأسها وتخرج، لتجد شادى يقف أمام بوابة الفيلا فى إنتظارها ويحمل معه باقة زهور كبير، تقترب منه فاطمة قائلة: نعم، فى كلام تانى لسه مقولتوش جاى تكمله.

فى هذه اللحظة يدلف خالد إلى الفيلا، فيرى فاطمة تقف مع شادى، يقف بعيداً عنهم ليشاهد ما يفعله شادى مع فاطمة
ينظر شادى لفاطمة فى حب ويمسك يدها ويقبلها قائلاً: أنا أسف على كل كلمة زعلتك بيها، أنا بحبك يا فاطمة، بحبك أكتر مما تتصورى، وحبى ليكى اللي بيخلينى من غير ما أقصد ازعلك، حقك عليا، أنا بغير عليكى يا فاطمة من أى حد يبقى قريب منك، بغير عليكى من الهوار اللي محاوط وشك، عشان خاطرى متزعليش منى
تنظر له فاطمة غير مصدقة لما تراه أمامها من حب، شعرت بداخلها بالآلم وتمنت لو تبادل شادى حبه لها، فالحب الذى أمها يفوق كل الحدود.

فاطمة: خلاص يا شادى مش زعلانة، حصل خير
وتمسك بباقة الزهور قائلة فى مرح: وبعدين أول مرة أعرف إنك رومانسى كده، جايب ورد وحركات وكده
شادى: أنا نفسي مكنتش أعرف إنى رومانسي، بس فى حد علمنى الرومانسية
فاطمة: ودا مين بقى ؟

شادى: عينيكى الحلوين اللي جننونى من أول يوم شفتهم فيه، لما كنتى بنوتة صغيرة خارجة من المدرسة، ساعتها بقت أسير لعينيكى
فاطمة: أحم، طب مش كفاية بقى كده، عشان أنا بتكسف
شادى: أنا برضه بقول كده، عشان أنا أكتر من كده مش هقدر أمسك نفسى واخطفك وأروح اتجوزك دلوقتى حالا
فاطمة: لا وعلى إيه، يالا يا روحنى على بابايا
شادى: أدامى يا مجننانى.

يغادر الأثنان ولا يعلما بتلك العينان التى كانت تراقبهما فى ضيق، كان خالد يراقب الموقف كله، وشعر بالضيق من قرب شادى من فاطمة، فقبض يده فى غضب، وتنهد فى حرارة، ثم توجه إلى داخل فيلته، ولا يعلم هو الأخر أن حنين كانت ترى الموقف بأكمله من أعلى، ورأت رد فعل خالد عند رؤيته لفاطمة وشادى
يدخل خالد إلى الفيلا، فيركض إلى فاطمة ويحملها فى حب قائلاً: وحشتينى يا طمطم
أقتربت منه حنين قائلة: بتحبها يا خالد ؟

ينظر لها خالد فى إستفهام قائلاً: هى مين ؟
حنين: فاطمة
خالد: فاطمة؟!
حنين: آه يا خالد فاطمة... بنتنا، اللي أنت شايلها دلوقتى
خالد: آه، طبعا يا حنين بحبها، فى حد مبيحبش بنته
تنظر له حنين نظرة غامضة وتتركه وتغادر.

فى اليوم التالى:
يجلس خالد فى مكتبه، تدخل عليه وردة قائلة: بشمهندس خالد، فى واحدة بتسأل على حضرتك برة
خالد: مين دى يا وردة ؟
وردة: بتقول أسمها غادى
خالد فى نفسه: غادة؟! معقولة هى، طب هتكون عايزة إيه؟
ينظر خالد لوردة قائلاً: طب دخليها يا وردة
تخرج وردة وتدخل بعدها غادة، ينظر خالد لغادة قائلاً: خير يا غادة فى إيه، حد حصله حاجة، خالى وعادل كويسين؟

غادة: خير يا خالد، كلنا كويسين، متقلقش
خالد: أمال جاية ليه؟
غادة: دا إيه الذوق دا يا ابن عمتى، مش تقولى الأول تشربى إيه، أهلا بيكى، دا أنا أول مرة حتى آجى شركتك
خالد: آه معلش، أتفضلى، تشربى إيه؟
غادة: نسيت يا خالد بحب أشرب إيه؟

يرفع خالد التليفون قائلاً: وردة، خلى البوفيه يجيبنا لمون سكر قليل
يضع خالد التليفون، فتنظر له غادة قائلة: لسه فاكر إنى بحب الليمون سكر قليل
خالد: خير يا غادة، كنتى عايزة تقولى إيه؟
غادة: أنا عارفة يا خالد إنك مضايق منى بسبب اللي حصل منى زمان يعنى، بس...
يقاطعها خالد قائلاً: اللي حصل دا كان زمان وأنا نسيته، أنا دلوقتى راجل متجوز وبحب مراتى وبنتى.

غادة: فاطمة مش كده، سمعت إنك سمتها فاطمة
خالد: هو مش موضوعنا، بس مش أنا اللي سميتها فاطمة دى حنين
غادة: أنا جيالك النهاردة يا خالد لأنك الإنسان الوحيد اللي عارفة إنه هيفهمنى ويحس باللي أنا فيه، أنا حياتى أتغيرت أوى يا خالد، من ساعة ما رجعت من السفر والكل بيعاملنى على إنى مذنبة، كأنى المفروض أموت بالحيا لمجرد إنى بقيت أرملة، ماما بقت تحاسبنى على النفس اللي بتنفسه، بابا بقى بيتجاهلنى كأنه ندمان إنه خلفنى، دا غير إن عادل علطول مسافر، أنا بقيت لوحدى أوى يا خالد، مبقاش حد حاسس بوجودى ولا قادرين يحسوا بالوجع اللي أنا عايشاه، أنا بقيت أرملة يا خالد فى سنى ده، دا غير إنى بقيت مسئولة عن ابنى اللي بقيت له اب وأم مش بس أم، كل ده محدش قادر يحسه ولا يقدره.

خالد: أنا فاهمك يا غادة وحاسس بيكى، وعارف إنك أتحطيتى فى موقف صعب عليكى، بس حاولى تبصى للموضوع بنظرة إيجابية، إنتى عندك ابنك ربنا يباركلك فيه، أعتبريه هو عوض ربنا ليكى وحاولى تركزى معاه وتديله كل اللي أتحرمتى منه، ولو أحتجتى أى حاجة إحنا كلنا حواليكى
غادة: بجد يا خالد، يعنى مش هتتخلى عنى لو أحتجتك فى يوم؟
خالد: أكيد يا غادة، إنتى بنت خالى ومن حقك عليا تلاقينى جنبك وقت ما تحتاجينى
غادة: متشكرة أوى يا خالد، هو ده اللي عايزة أسمعه منك، ودلوقتى أستأذن أنا عشان أروح لعادل
خالد: أتفضلى يا غادة.

وفى أثناء خروج غادة من مكتب خالد تصتدم بفاطمة، تنظر لها غادة فى سخرية قائلة: إزيك يا بنت خالى
فاطمة: غادة، إيه اللي جابك هنا؟
غادة: جاية لخالد، ولا لازم استأذنك قبل ما أدخله
فاطمة: لا مش قصدى
غادة: طب عن إذنك بقى عشان مش فاضية
وقبل أن تغادر نظرت لفاطمة فى خبث قائلة: فاطمة علفكرة كنت عايزة أقولك برافو عليكى.

تنظر لها فاطمة فى إستفهام، لتكمل قائلة: بقيتى مديرة المشروعات، دراع خالد اليمين وبنته أتسمت على اسمك، حقيقى، حقيقى برافو عليكى، عن إذنك
تنظر فاطمة لأثرها فى تعجب، ثم تنظر لوردة قائلة: فهمتى حاجة ؟
وردة: لا، بس بنت عمتك دى مش سهلة خالص، ربنا يستر عليكم منها
وتكمل فاطمة فى مرح قائلة: ليه كده، دى أخت حبيب القلب، يعنى هتبقى عمتك
وردة: يالهوى، هى دى أخته، دى حبيبتى حبيبتى، كله يهون عشان خاطر الورد
تضحك فاطمة قائلة: مجنونة.

تمر الأيام والأمور هادئة، فالكل مشغول فى عمله، وحنين مشغولة بتربية فاطمة الصغيرة، أما فاطمة فكانت ما بين عملها فى الشركة وزيارتها لفاطمة الصغيرة، وحاولة إرضاء شادى، ولا يعلم الجميع أن هذا الهدوء هو ما يسبق العاصفة
وفى يوم من الأيام كان خالد جالساً فى مكتبه يراجع بعض الملفات، وإذا بإتصال هاتفى يأتى إليه فيجيب خالد فيجدها غادة
غادة فى بكاء: معلش يا خالد، بكلمك دلوقتى
خالد فى قلق: مالك يا غادة، صوتك عيط ليه، إيه اللي حصل؟

غادة: أنا محتاجة أتكلم معاك يا خالد، ممكن تجيلى دلوقتى؟
خالد: طب اهدى وقوليلى إنتى فين دلوقتى ؟
غادة: أنا قريبة من مطعم ...
خالد: طب أستنينى هناك وأنا جيلك حالاً.

يخرج خالد مسرعاً ويتوجه إلى المطعم الذى أبلغته به غادة، ليجدها جالسة تضع وججها بين كفيها ويبدو عليها البكاء، يقترب خالد منها فى قلق قائلاً: غادة مالك، قلقتينى عليكى؟
غادة: معلش يا خالد قلقتك، أقعد الأول وأنا أقولك
يجلس خالد أمامها قائلاً: أدينى قعدت، أحكى بقى حصل إيه؟
غادة: أنا خايفة يا خالد، صورته مبتفارقش خيالى، طول الليل بحلم بيه كوابيس
خالد: هو مين ده يا غادة؟

غادة: وليد، جوزى الله يرحمه، بشوفه وهو بيضربنى، بشوف فى إيده سكينة وعايز يقتلنى، كل يوم بيجيلى عايز يموتنى يا خالد
وبدأت تعاود إلى البكاء مرة أخرى
خالد: طب أهدى يا غادة، للدرجة دى بتكرهيه؟
غادة: عمرى ما كرهت حد فى حياتى زى ما كرهته، أنا شوفت معاه أسود أيام حياتى كلها، متعرفش كان بيعاملنى إزاى، ضرب وإهانة وذل، أنا لحد دلوقتى مش قادرة أصدق لحد دلوقتى إنه مات، كل يوم بتخيله هيدخل عليا ويقولى انا عايش وهموتك.

وهنا بدأ جسد غادة ينتفض إثر تذكرها وليد وما كان يفعله منها، فنظرت لخالد قائلة: أنا خايفة أوى يا خالد
أمسك خالد يدها فوجدها باردة وترتجف فى يده، فنظر إليها يطمئنها قائلاً: أهدى يا غادة، وليد خلاص مات، ومحدش هيقدر يهينك تانى، إنتى خلاص بقيتى حرة
غادة: أرجوك يا خالد خليك جنبى، متسبنيش، أنا محتجالك
خالد: أنا جنبك يا غادة، متخافيش
وهنا يقطع حديثهم صوت حنين قائلة: الله، مشهد رومانسى مؤثر جدا.

ينظر لها خالد فى صدمة قائلاً: حنين ! إيه اللي جابك هنا؟
حنين: من حظى يا بشمهندس، عشان أتفرج على الفيلم الرومانسى ده، فعلا ولا أفلام الأبيض واسود، البطل يسيب البطلة ويتجوز، ويا عينى البطلة تطلق، فترجع لحبيبها الأولانى تانى، إيه رأيك فيلم رائع مش كده
خالد فى غضب: إنتى أتجننتى يا حنين، إنتى فهمتى إيه، دى غادة...
حنين: أنا فهمت صح يا بشمهندس، فهمت أنت ليه كنت بعيد عنى طول الفترة اللي فاتت، فهمت مين اللي شاغل تفكيرك وعقلك عنى، بس للاسف فهمت متأخر أوى.

وتهمّ حنين أن تغادر، ولكن يوقفها صوت خالد قائلاً: رايحة فين؟
حنين: رايحة لبيتى، ياريت ورقة طلاقى توصلنى
وتركته حنين مسرعة إلى سيارتها التى قادتها فى غضب، أما هو فكاد أن يلحقها فأوقفته غادة قائلة: أنا أسفة يا خالد على اللي حصل ؟
نظر لها خالد فى ضيق قائلاً: المهم دلوقتى ألحقها وأفهمها الصح، حنين لازم تعرف إنى مش خاين وعمرى ما فكرت اخونها.

ويتركها خالد ويسرع بسيارته متجهاً إلى الفيلا
أما حنين فكانت تقود سيارتها متجهة إلى منزلها فى المنصورة، ودموعها تنهال على ودهها كلما تذكرت مشهد خالد وهو يمسك يد غادة، وهنا ظهر أمام حنين إحدى الحيوانات، فوقفت فجأة حتى تفادى أن تصدمه، ولم تنتبه لسيارة النقل الآتية من الجهة الأخرى والتى أصطدمت بسيارة حنين وأوقعت حنين غارقة فى دماءها.

فى فيلا خالد:
فاطمة تجلس برفقة الصغيرة تلاعبها، فيدخل مسرعاً ويبدو عليه القلق، تنظر له فاطمة فى قلق قائلة: فى إيه يا أبيه مالك؟
خالد: حنين وصلت؟
فاطمة: لا حنين لسه مجتش من برة، هى أتصلت بيا وقالتلى أجى أقعد مع فاطمة الصغيرة عشان عندها مشوار ضرورى، ومن ساعتها مجتش
يضرب خالد الحائط بيده فى غضب قائلاً: هتكون راحت فين بس
فاطمة: هو إيه اللي حصل يا أبيه؟

وقبل أن يجيبها خالد يرن هاتفه برقم حنين، فيجيب مسرعاً، ليجده شخص غريب قائلاً: مساء الخير، حضرتك تقرب للمدام صاحبة الموبايل ده؟
خالد فى قلق: أيوا أنا جوزها خير؟
الشخص: للأسف المدام عملت حادثة بالعربية
خالد فى صدمة: إيه، طب هى فين دلوقتى؟
الشخص: هى فى مستشفى ...، وحالتها حرجة جدا
خالد: أنا جاى حالاً
يذهب خالد مع فاطمة إلى المستشفى، ويدخلوا إلى الإستقبال للسؤال عن حنين، لتخبرهم الموظفة بأنها فى غرفة العمليات، يركض خالد إلى غرفة العمليات فى إنتظار الطبيب، الذى يخرج بعد فترة.

خالد فى قلق: خير يا دكتور؟
الطبيب: للأسف المدام حالتها حرجة جدا، ولو عدى عليها ال 48 ساعة الجاين تبقى معجزة من ربنا
يتركهم الطبيب ويغادر، يضع خالد يده على وجهه قائلاً: أنا السبب، لو جرالها حاجة عمرى ما هسامح نفسي أبدا
تربت فاطمة على كتفه قائلة: اهدى يا أبيه، إن شاء الله هتقوم بالسلامة، متقلقش
ينظر لها خالد قائلاً: يارب يا فاطمة يارب.

بعد عدة ساعات:
كانت حنين تنام على سريرها فى الغرفة وحولها خالد وفاطمة ومريم وعاصم، الجميع حولها ينظرون إليها بقلق وخوف بعد أن أخبرهم الطبيب أن حالتها حرجة للغاية، تملس مريم على رأسها فى حنان قائلة: متقلقيش يا حبيبتى، إن شاء الله هتقومى بالسلامة، وهتبقى زى الفل
توميء لها حنين رأسها فى ضعف، أنا عاصم فينظر إليهم قائلاً: أنا شايف نسيبها ترتاح نجيلها بكرة تكون بقت أحسن
مريم: عندك حق يا عاصم
وقبل أن يهمّ الجميع بالخروج، تنادى حنين على فاطمة فى ضعف قائلة: فاطمة
ينظر الجميع إلى حنين، فتشير بيدها إلى فاطمة، ينظر خالد إلى فاطمة قائلاً: شكلها عايزة تقولك حاجة.

تقترب فاطمة من حنين قائلة: إيه يا حبيبتى، عايزة إيه ؟
تنظر حنين لمن حولهما، ليفهم الجميع أنها تريد الإنفراد بفاطمة وحدها، فيخرج الجميع ويتركهما بمفرهما
تنظر فاطمة لحنين قائلة: كنتى عايزة تقولى إيه يا حنين؟
تتنفس حنين بفى ضعف محاولة أن تستعيد قوتها على الحديث، وتنظر لفاطمة قائلة فى ضعف: عايزة أقولك سامحينى يا فاطمة
فاطمة: أسامحك على إيه يا حنين؟

حنين: سامحينى على العذاب اللي شوفتيه بسببى، عايزة تعرفى أنا سميت بنتى على أسمك ليه، عشان فى كل لحظة كنتى بتبقى أدامى كنت بحس بالذنب من ناحيتك، أنا عارفة من أول يوم إنك بتحبى خالد، ورغم كده كنت أنانية وأتجوزته، فضلت حبى على حبك ليه، وبرغم العذاب اللي كنت بشوفه فى عينيكى وهو بعيد عنك، كنتى دايما بتحاولى تسعدينا، عايزة أشكرك كمان على كل الهدايا اللي جبتهالى.

تنظر لها فاطمة فى صدمة، لتكمل حنين حديثها قائلة: ايوا يا فاطمة، أنا عارفة إن كل هدية خالد جبهالى كنتى إنتى اللي جيباها، كنتى بتفكريه دايما بمناسبتنا، وإنتى اللي بتخليه يصالحنى كل مرة كان يزعلنى فيها
فاطمة فى تردد: بس يا حنين، إنتى بتقولى إيه، هدايا إيه ومناسبات إيه
حنين: اسمعينى يا فاطمة، عشان خلاص مبقاش فى وقت، ولازم أقولك كل اللي عندى، أنا خلاص ماشية، خليكى جنب خالد هو هيبقى محتاجك جنبه الفترة الجاية، خالد بيحبك يا فاطمة
فاطمة: متقوليش كده يا حنين، خالد بيحبك إنتى.

حنين: خالد كان بيدور عليكى فيا، حب فيا طيفك، خالد تايه مشوش مش عارف هو عايز إيه، لكن فى الحقيقة اللي عيشتها وحسيتها معاه هو حبك اللي فى قلبه، واللي يمكن يكون هو نفسه مش شايفه، خليكى جنبه متتخليش عنه
تقبل فاطمة يدها فى دموع قائلة: إن شاء الله هتقوملنا بألف سلامة يا حنين
حنين: عايزة أوصيكى على فاطمة بنتى، أنا عارفة إن محدش هياخد باله منها زيك يا فاطمة، خليكى أم ليها وأديها من حبك لخالد
وهنا يزداد بكاء فاطمة رغما عنها، فتنظر لحنين فى قلق وتخرج وعينيها معلقة على حنين التى تبتسم لها إبتسامة باهتة وكأنها إبتسامة وداع
تخرج فاطمة من المستشفى فى حزن وآلم وهى تتذكر كلمات حنين لها
بعد وقت قصير يلاحظ خالد حالة من القلق فى غرفة حنين من الممرضات والطبيب، فيركض إلى الطبيب متساءلاً: فى إيه يا دكتور ؟

الطبيب: الحالة كل شوية يغمى عليها، ربنا يستر
يدخل خالد على حنين، فيجدها فاقدة الوعى، يمسك خالد يدها ويقبلها فى حزن وبكاء قائلاً: سامحينى يا حنين، أنا مخنتكيش صدقينى، إنتى فاهمة غلط، أرجوكى أرجعيلى، أرجعى ليا ولفاطمة الصغيرة
وهنا تعود حنين للوعى قائلة فى ضعف: خ.ا..ل..د
خالد: أيوا يا حبيبتى، أنا جنبك يا حنين
حنين: ف..ا..ط..م..ة
خالد: عايزة تقولى إيه يا حنين.
حنين: ف..ا..ط..م..ة ب..ت..ح...
وهنا لم تستطع حنين إكمال جملتها لأن روحها صعدت إلى خالقها

فى منزل عاصم:
تجلس فاطمة بجانب فاطمة الصغيرة التى أخذتها معها لتراعها إلى أن تشفى حنين، تظل فاطمة تتأمل ملامح الصغيرة التى تشبه ملامح والدها إلى حد كبير، قطع شرودها صوت جرس الباب، تتوجه فاطمة إلى الباب وتفتحه لتجده خالد شاحب الوجه ويبدو عليه البكاء
تركض نحوه فاطمة فى قلق قائلة: مالك يا خالد؟
خالد: حنين ماتت يا فاطمة
فاطمة: إيييييييييه !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة