قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والعشرون

رواية عاشق المجهول ج1 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل خالد:
يدق جرس الباب، فتذهب مريم لتفتح الباب، لتتفاجأ بوجود عاصم أمامها
مريم: عااااااصم !
عاصم: إزيك يا مريم
مريم: كويسة يا عاصم، خير؟
عاصم: أنا عايز أتكلم مع خالد
مريم: خالد مش موجود، لسه مرجعش، بس هو على وصول لو حابب تستناه أتفضل
يدخل عاصم إلى الشقة، وتدخله مريم إلى غرفة الضيوف، وتهمّ بالمغادرة، فيوقفها عاصم قائلاً: استنى يا مريم رايحة فين ؟
مريم: هدخل اعملك حاجة تشربها
عاصم: هتعملى حاجة أشربها ولا عايزة تهربى ؟
مريم: أهرب؟!

عاصم: أيوا تهربى، زى ما بقالك أربع سنين من ساعة ما رجعت وإنتى بتهربى منى
مريم: وأنا ههرب منك ليه، ليك عندى حاجة؟!
عاصم: أيوا يا مريم ليا، ليا حبى اللي فى قلبك، زى ما ليكى حبك اللي فى قلبى، وأوعى تكذبى وتقولى إنك مبقتيش تحبينى، أو إنك فى لحظة نستينى، لأن عندى الدليل على عكس كلامك
تنظر له مريم فى سخرية قائلة: وإيه دليلك بقى إن شاء الله؟

عاصم: خالد ابنك
تنظر له مريم فى إستفهام، فيجيبها قائلاً: لو فعلا نستينى مكنتيش سميتى أبنك خالد، زى ما أنا كنت عايز زمان ولا نسيتى
يعود كلاً من عاصم ومريم بالزمن للوراء ليتذكرا ذلك اليوم، كانت مريم تسير بجوار عاصم، فنظر عاصم لها فى حب قائلاً: عارفة يا مريم نفسي أوى أجيب ولد وبنت
مريم: يا سلام أشمعنى بقى ولد وبنت ؟

عاصم: الولد يكون ضهر أبوه وسند أمه وأخته، والبنت تبقى حلاوة البيت وشقاوته، وعارفة كمان عايز لو جبنا ولد أسميه خالد
مريم: طب والبنت ؟
عاصم: لا كفاية عليا بقى سميت الولد، أبقى سمى البنت إنتى
مريم: لو جبنا بنت هسميها فاطمة، على اسم مامتك فاطمة، لأنى بحبها وبعتبرها أمى أنا كمان، كفاية حنيتها عليا أنا ويحيي، كانت دايما بتعاملنا كأننا ولادها زيك أنت وغالية
عاصم: إنتى اللي أصيلة يا مريم، ربنا يديمك نعمة فى حياتى.

يعود كلاً من مريم عاصم إلى الواقع، فتتجمع الدموع فى عين مريم بعد هذه الذكرى، ينظر لها عاصم فى حب قائلاً: وفعلا إنتى جبتى خالد زى ما أنا كنت عايز أسميه، وأنا جبت فاطمة زى ما إنتى كنتى عايزة تسميها، وزى ما كان فى مريم وعاصم وحبهم، برضه أتولد خالد وفاطمة عشان يكملوا الحلم
مريم: قصدك إيه يا عاصم؟
عاصم: قصدى نتجمع كلنا، زى ما حلمنا زمان يا مريم، أنا وإنتى وفاطمة وخالد نبقى عيلة واحدة، وخالد يبقى ضهر فاطمة وسندها، نتجوز يا مريم
مريم: وأنا مش موافقة يا عاصم
عاصم: طب ليه ؟ ممكن تقوليلى السبب اللي مخليكى رافضة جوازك منى ؟

مريم: أنا هقولك السبب يا عاصم، لأنك ظلمتنى زمان ومقدرتش الحب اللي أنت جاى تتكلم عنه دلوقتى، كام مرة حاولت أكلمك أفهمك اللي حصل، كام مرة حاولت أبررلك سبب جوازى، لكن أنت فى كل مرة كنت رافض تسمعنى، وحبى اللي فى قلبك ده مشفعليش مرة واحدة عندك، أنت محاولتش تدافع عن حبنا زى ما دافعت عن حبك لسارة ووقفت بيه أدام باباك وعيلتك كلها، عارف لما شوفت دفاعك عن حبك ليها، وتمسكك بيها حتى لو هتخسر أهلك كلهم، خلانى عرفت إن حبك ليا مكنش أكتر من وهم، مكنش حب حقيقى تستاهل إنك تضحى علشانه وتتمسك بيه، وبعد كل ده بتسألنى أنا رافضة الجواز منك ليه يا عاصم، لأنك متمسكتش بيا وبحبى زمان، عشان أنا أتمسك بيك دلوقتى
عاصم: مريم، أنا عارف إنى ظلمتك زمان وجيت عليكى، وندمت صدقينى ندمت كتير أوى ودفعت تمن دا من حرمانى منك، أنا عمرى ما نسيتك زى ما إنتى فاكرة، ولا حبك أتغير فى قلبى ثانية واحدة، بالعكس كل يوم كنت بعيد عنى طول السنين اللي فاتت كان بيزود حبى ليكى.

تنظر له مريم بسخرية قائلة: فعلا حبى كان بيزيد، بدليل جوازك
عاصم: هتصدقينى لو قولتلك إنى متجوزتش سارة عن حب، وإن جوازى منها كان ليه أسباب قوية، وهى نفسها اللي خلتنى أقف أدام أهلى وأصمم عن جوازى منها
مريم: وإيه بقى الأسباب القوية دى؟

عاصم: هقولك مريم، لما عرفت حقيقة جوازك الأول، وعرفت إنك كنتى مظلومة وإنى جيت عليكى، ندمت أوى ساعتها ورحت عشانأعتذرلك واطلب منك تسامحينى، بس للأسف كان متأخر أوى، لأنك ساعتها كنتى أتجوزتى تانى، ساعتها الصدمة كانت كبيرة عليا أوى، لأنى ضيعتك بإيدى للمرة التانية، وقررت ساعتها إنى أسيب البلد كلها، سافرت لبنان وكنت منعزل تقريبا عن الحياة كلها، مكنتش بكلم أى حد، ودخلت فى حالة إكتئاب، الوحيدة اللي وقفت جنبى فى الوقت ده كانت سارة، كانت صديقة ليا أتعرفت عليها فى صفقة من صفقات الشغل اللي عملتها فى لبنان، وهى ساعدتنى كتير أثناء قعدتى فى لبنان، وفى يوم كنت قاعد سرحان بفتكر أيامى وذكرياتى معاكى، جت سارة قعدت جنبى وقالتلى...

ويعود عاصم بالزمن للوراء يتذكر ما حدث مع سارة
يجلس عاصم شارداً ينظر إلى الفراغ، فتجلس سارة بجانبه قائلة: وبعدهالك يا عاصم، هتفضل على الحالة دى لحد إمتى؟
عاصم: مش قادر يا سارة، مش قادر أنساها، مريم دى مكنتش حب يوم ولا أتنين، دا حب العمر كله زى ما بيقولوا، أنا فتحت عينيا على حبها، كنت بحلم باللحظة اللي هنتجوز فيها أنا وهى ويجمعنا بيت واحد.

سارة: خلاص يا عاصم، مريم أتجوزت، وما بقى فى مجال لها الأحلام، فوق لنفسك وعيش حياتك، ما فى حدا بيوقف حياته كرمال أى شخص
عاصم: بحاول يا سارة، كنت متخيل لما أسيب البلد وأبعد إنى هنساها، بس للأسف فضل حبها فى قلبى ويمكن زاد كمان
سارة: طب واللي يعطيك الحل عشان تنساها؟
عاصم: إزاى ؟

سارة: نتجوز يا عاصم
عاصم: سارة، إنتى بتتكلمى جد ؟
سارة: شو يا عاصم، هلا كلامى مبين عليه المزح
عاصم: أيوا يا سارة بس إنتى عارفة، أنا بعزك وليكى مكانة فى قلبى، ومقدر كل اللي عملتيه معايا لكن ...

سارة: من غير لكن، أنا بعرف مليح أنا كيف مكانتى بقلبك، وبعرف كمان إنك عمرك ما فكرت إنى أكون زوجتك، بس بدى منك تسمعنى يا عاصم، وبعدها القرار إلك، أنا بحبك يا عاصم، بحبك كتير كمان، من أول مرة أجيت على هون فى لبنان وأتعرفت عليك، وقلبى وجعنى كتير لما عرفت إنك بتحب واحدة تانية، لكن هالحين قلبك صار خالى، أنا بعرف مليح إنك عمرك ما هتحبنى زى ما أنا ما بحبك، وأنا راضية وموافقة، عاصم أنا مريضة بمرض خطير، والمرض بياكل بجسمى، والدكاترة كلهم قالوا إنى مالى علاج، وإن أيامى فى الدنيا معدودة.

ينظر لها عاصم فى صدمة قائلاً: إنتى بتقولى إيه يا سارة،أنا أول مرة أعرف الكلام ده
سارة: أنا عمرى مخبرتك بمرضى، لأنى ما حبيت أضايقك، لكن هالحين أنا بدى تعرف بهالموضوع، أنا كل أملى يا عاصم إن أخر أيام ليا أعشها معاك، أشوف السعادة اللي أنحرمت منها بسبب خوفى من الموت، لكن لو فاضل فى عمرى دقيقة واحدة وهقضيها معاك، وهموت وأنا مبسوطة
عاصم: بعد الشر عليكى يا سارة، أنا موافق يا سارة إننا نتجوز.

ويعود عاصم إلى الواقع قائلاً: وأتجوزت أنا وسارة بعد ما وقفت أدام أهلى وأهلها بسبب اختلاف الديانة ما بينا، ودا كان سبب إنى أتمسكت بيها ودافعت عن جوازى منها، لأنى كنت بدافع عن سعادة إنسانة مريضة أيامها فى الدنيا معدودة، وكل اللي بتتمناه هو إنها تعيش أخر أيام فى عمرها مع الإنسان اللي بتحبه، حتى لو وهو مقدرش يحبها
نظرت له مريم بعيون دامعة قائلة:وبعدين حصل إيه بعد كده؟
رجع عاصم مرة أخرى بالزمن للوراء إلى تلك اللحظة التى يتشاجر فيها مع سارة
عاصم فى غضب:إنتى أكيد إتجننتى يا سارة، إزاى تعملى كده، إزاى تفكرى تحملى وإنتى عارفة كويس إن الحمل خطر على صحتك.

سارة: أفهمنى يا عاصم، أنا لما أتجوزتك كنت عارفة إن خلاص هموت، وإن أيامى فى الدنيا معدودة، لكن ربنا كان كرمه واسع عليا وسبنى عايشة ست سنين، ست سنين كانوا من أجمل أيام عمرى اللي عشتها، ويمكن تكون السعادة اللي عشتها معاك إدتينى الأمل فى الحياة،أنت نعمة ربنا أنعمها عليا يا عاصم، وطمعانة فى كرم ربنا يرزقنى بنعمة تانية وهى أبن منك يحمل اسمك ويبقى منى، لو عشت وشوفته هبقى اسعد إنسانة فى الدنيا إنى شوفت ابنى منك، ولو مت هيبقى حتة منى بتتحرك أدامك تفكرك بيا، ويبقى حياتى كان ليها هدف فى إنها تستمر كام سنة كمان.

يقبّل عاصم رأس سارة قائلاً: هتعيشى يا سارة، وإنتى اللي هتربيه
سارة: يارب يا عاصم
تمر الشهور وتلد سارة فتاة جميلة، يمسكها عاصم فى سعادة ويقبل جبينها قائلاً: حمدا لله على السلامة يا سارة، البنت زى القمر
تنظر له سارة فى ضعف قائلة: شبه مين يا عاصم؟
عاصم: شبه أمى الله يرحمها يا سارة، وكمان شبه غالية أختى، سبحان الله
سارة: فرحان يا عاصم إنى جبتلك بيبى؟

عاصم: فرحان بوجودكم أنتوا الأتنين فى حياتى يا سارة، ربنا ما يحرمنى منك
سارة: طب هتسميها إيه بقى؟
عاصم: فاطمة، هسميها فاطمة
وبعد مرور ثمانى سنوات من ولادة فاطمة أزداد المرض على سارة، حتى وصل لذروته، ودخلت إلى المستشفى فى حالة حرجة، وحينها طلبت مقابلة عاصم
تنظر سارة إلى عاصم فى حب وضعف قائلة: عاصم، أنا متشكرة، متشكرة على كل حاجة عملتها معايا.

عاصم: أنا معملتش حاجة يا سارة أستاهل تشكرينى عليها
سارة: إزاى بقى، أنت أتجوزتنى وأنا عارفة إنك مش بتحبنى، وبالرغم من كده كنت ليا الزوج والأب والأخ وكل حاجة ليا، أدتنى السعادة اللي مشوفتهاش فى حياتى، عشت معاك أحلى أيام عمرى، وكفاية الهدية اللي جتنى منك، فاطمة بنتنا حتة منك ومنى، هعوز إيه تانى، أكتر من كده أبقى طماعة
عاصم: بس يا سارة، متقوليش كده، إنتى هتعيشى لحد ما تشوفى فاطمة عروسة،وتجوزيها بنفسك
سارة: يااااااه هعيش كل ده، دا حلم جميل أوى، ومش كل أحلامنا بتحقق، أنا راضية الحمد لله، كل اللي طلباه منك تاخد بالك من فاطمة، ومتخليش حد يجرحها، حافظ عليها، وقولها دايما إنى محبتش ولا هحب حد زى ما حبتها وإنها الأمل اللي عشت عليه طول السنين اللي فاتت.

يقبّل عاصم يدها وتتساقط دموعه رغماً عنه
يعود عاصم للواقع من جديد، فتنظر له مريم وقد نزلت دموعها رغماً عنها قائلة: ماتت؟
عاصم: بعد أقل من أسبوع فى المستشفى، الدكاترة قالوا إن حالتها كانت متأخرة، وقالوا إنها عاشت كل السنين دى كانت معجزة من ربنا، وكأن ربنا طول فى عمرها عشان تؤدى رسالة معينة، وتجيب فاطمة للدنيا
مريم: أنا أسفة يا عاصم، أسفة إنى فكرتك، وأسفة لو كنت ظلمتك وقسيت عليك فى الكلام.

عاصم: إحنا الأتنين قسينا على بعض يا مريم، بس خلاص دا كان زمان، تعالى يا مريم ننسي اللي فات، تعالى نفتح صفحة جديدة، كأن السنين اللي فاتت محصلتش، كأننا لسه مخطوبين ونتجوز من جديد، وخالد وفاطمة هما ثمرة حبنا، نعيش مع بعض ونحابى عليهم، ها إيه رأيك
تنظر له مريم نظرة رضا، وقبل أن تجيب يقطع حديثها صوت خالد قائلاً: ردى بقى يا ست مريم، نشفت ريق الراجل
مريم: خالد!

نظر عاصم لخالد قائلاً: أيوا يا ابنى وصيها عليا الله يكرمك
مريم: خلاص خلاص، موافقة، وأمرى لله
يتنهد عاصم فى راحة قائلاً: اشهد أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله
خالد: أيوا كده يا مريوم، أخيرا هفرح بيكى وأشوفك عروسة
مريم: أتلم يا واد، إيه عروسة دى
عاصم: دا إنتى هتبقى أحلى من أحلى عروسة كمان
تنظر له مريم فى خجل، فيكمل خالد حديثه: كده بقى الفرح يبقى فرحين
ينظر له عاصم فى تساؤل قائلاً: فرح مين، مش فاهم؟

مريم: فرح خالد، مش تباركله، خطب وهيتجوز بعد شهرين إن شاء الله
نظر لهم عاصم فى صدمة قائلاً فى نفسه: خطب ؟! عشان كده فاطمة كانت فى الحالة دى
ينظر عاصم لخالد فى تردد قائلاً: مبروك يا ابنى، ربنا يتمم بخير
خالد: متشكر يا عمى، كده بقى نتجوز كلنا فى نفس اليوم،وأهى تبقى فرحة واحدة لينا كلنا.

فى المساء يدخل عاصم منزله، ويدخل إلى غرفة فاطمة، ليطمئن عليها، ليجدها نائمة ويبدو على وجهها البكاء، يجلس عاصم بجانبها ويملس على شعرها فى حنان قائلاً: سامحينى يا فاطمة، مقدرتش أحققلك السعادة اللي إنتى عايزاها، كنت بتمنى إن خالد يكون هو الراجل اللي يوقف جنبك ويحبك وأطمن عليكى معاه، فرحت من جوايا لما ساب بنت غالية، وقولت إن حلمى ممكن يتحقق ويكون هو نصيبك، لكن حكمة ربنا فوق كل شيء، ونصيبه طلع مع واحدة تانية غيرك، ربنا يقدرنى وأعوضك جرحك اللي أتجرحتيه فى حبه، أنا هفضل جنبك وفى ضهرك لحد ما ربنا يبعتلك اللي يستاهل حبك ويعوضك كل عن كل اللي شوفتيه، وربنا يسعد خالد مع الإنسانة اللي أختارها، مقدرش أتمناله غير السعادة لأنه فى الأخر ابن مريم، يعنى ابنى.

بعد مرور عدة أيام فى شركة البدر:
تدخل فاطمة الشركة بعد أن طلب منها خالد الحضورفى أمر هام، وفى أثناء سيرها داخل الشركة يوقفها صوت رجولى غير غريب عنها قائلاً: أنسة فاطمة، أنسة فاطمة
تلتفت فاطمة تجاه الصوت لتجده شاب قريب من عمرها،ملامحه قريبة غلى ذاكرتها، يتقدم إليها الشاب قائلاً: أزيك يا أنسة فاطمة
فاطمة: مين حضرتك؟
الشاب فى تردد: إنتى مش فكرانى، أنا شادى ...أيام المدرسة الثانوى .. فى إسكندرية يعنى و..
تنظر له فاطمة فى ضيق بعد أن تذكرته قائلة: مش ممكن، أنت ؟

شادى: ليكى حق تضايقى لما تشوفينى، بس صدقينى فى حاجات كتير إنتى متعرفهاش، يعنى لو ممكن تسمحيلى أقعد معاكى فى أى حتة نتكلم وأوضحلك موقفى
فاطمة: دا أنت مصمم بقى
يضحك شادى على حديثها قائلاً: لا، المرة دى مختلفة، وصدقينى لما تسمعينى هتغيرى فكرتك عنى خالص
فاطمة: ماشى أنا موافقة، بس بشرط هنقعد فى كافتيريا الشركة، مش هنخرج برة
شادى: كافتيريا كافيتريا، أنا موافق، حد لاقى، أتفضلى
يذهب كلا من شادى وفاطمة إلى كافيتريا الشركة، ويجلسا على إحدى الطاولات
فاطمة: خير يا أستاذ شادى، كنت عايز تقول إيه من أكتر من أربع سنين؟

شادى: عندك حق، فعلا اللي عايز أقوله مكتوم جوايا بقاله أكتر من أربع سنين، من يوم ما شفتك أول مرة وإنتى خارجة من المدرسة مع صاحبتك، أعجبت بهدوءك وملامحك البريئة، شدنى ليكى كلامك وطريقتك وابتسامتك، هتصدقينى لو قولتلك إنك البنت الوحيد اللي كلمتها فى حياتى
تنظر له فاطمة بإستنكار، ليكمل قائلاً: بجد علفكرة، أنا عمرى ما كنت من الشباب اللي بتعرف بنات، ولا عمرى فكرت أخرج مع بنت
فاطمة: أمال اللي عملته معايا دا كان إيه؟

شادى: كان غشم، آه بتكلم بجد علفكرة، لما أعجبت بيكى ولقيتك البنت الوحيدة اللي بتشدلها ونفسي أكلمها وأقولها على اللي حاسه، لقيتك بتصدينى ورافضة الكلام معايا، ساعتها رحت لواحد صاحبى، بس هو كان مقضيها شوية وكل يوم مع بنت، قولت اسأله بحكم الخبرة يعنى أعمل معاكى إيه، قالى أهددك لو مخرجتيش معايا إنى هفضل أستناكى أدام المدرسة وأغلس عليكى، وعشان أنا مكنش عندى أى خبرة، سمعت كلامه من غير ما أفكر، وقولت اللي قولته، لكن لما جه أخوكى وضربنى، حسيت إنى قليل أوى أدام نفسي، إزاى يوصل بيا إنى أضايق بنت لدرجة إنها تجبلى أخوها عشان يضربنى، الضرب موجعنيش قد نظرة الخوف والكره اللي شوفتها فى عينيكى
فاطمة: أخويا ؟! آآآآه ه ه ه قصدك خالد، وبعدين كمل.

شادى: قررت يومها ما اضايقكيش تانى أبدا، بس مقدرتش أمنع نفسي إنى أشوفك كل يوم، كنت بستخبى فى ميعاد خروج مدرستك وأشوفك وإنتى خارجة مع صحابك، كانت رؤيتى ليكى لوحدها كفاية، لحد ما فى يوم شوفتك وإنتى خارجة من المدرسة، وفى أتنين بيحاولوا يخطفوكى، ساعتها محستش بنفسي جريت أدافع عنك، لكن محستش بنفسي بعدها، لأن واحد منهم ضربنى على دماغى جامد وسببلى نزيف داخلى، دخلنى فى غيبوبة أكتر من شهر، وساعتها بابا قرر إننا نتنقل القاهرة عشان حالتى كانت حرجة، وفضلت هنا فى المستشفى لحد حالتى أستقرت وربنا نجانى
تنظر له فاطمة فى صدمة، فكلامه لها حقا غير نظرتها له، قائلة: أنت عملت كل ده علشانى أنا يا شادى؟

شادى: أيوا يا فاطمة، وكنت مستعد أعمل أكتر من كده، حتى لو هضحى بروحى، مكنش هيهمنى، إنتى عارفة رغم إننا نقلنا القاهرة، كنت أخر كل اسبوع بروحلك المدرسة عشان أشوفك، بس برضه من بعيد عشان محاولش اضايقك اوأخوفك تانى، ولما عرفت إنك دخلتى الجامعة دورت عليكى كتير أوى، مكنتش عارف إنك أتنقلتى القاهرة، كنت هتجنن وأنا مش عارف إنتى فين،ودعيت ربنا كتير إنى أشوفك تانى وأقدر أقولك اللي شايله فى قلبى طول السنين دى، لحد ما شوفتك النهاردة بالصدفة من تانى وربنا أستجاب لدعوتى
فاطمة: طب ليه يا شادى، ليه دورت عليا، ليه كنت عايز تشوفنى ؟
شادى: عشان بحبك يا فاطمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة