قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع

رواية عاشق المجهول ج1 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع

( حب لا تراه الشمس )

فى فيلا الصفدى:
تجلس غادة فى غرفتها غاضبة تتذكر كلمات خالد وتشاجره معاها
لأخر مرة قولتلك مش هسمحلك تغلطى فى فاطمة، فاطمة دى تبقى بنت خالك عاصم، يعنى مش واحدة من الشارع، وعشان تبقى عارفة هى دلوقتى مسئولة منى، لحد ما خالك يرجع بالسلامة، وطول ما هى هنا، مش هسمح لحد أياً كان مين يأذيها حتى ولو كلمة وإنتى ياريت كفاية غلط فى إنسانة إنتى فعلا متعرفهاش.

إنتى عايزة إيه يا غادة، وكنتى جاية ليه، عشان تعيبى فى فاطمة، ولا تشككى فى أخلاقى
تحرك غادة يديها فى غضب قائلة: بقى أنا تعمل فيا كده يا خالد، أنا تزعقلى وتغلط فيا عشان حتة عيلة لا راحت ولا جت، ماشى يا خالد، إما وريتك
تدخل غالية على غادة لتجدها فى هذه الحاله، فتقترب منها فى حنان قائلة: إيه يا حبيبتى مالك؟
غادة: مضايقة، مضايقة أوى يا ماما
غالية: من إيه بس يا غادة، قوليلى مين اللي مضايقك وأنا أخفيه من على وش الأرض
غادة فى نفسها: بقى خايف على العيلة بتاعتك يا سي خالد وعلى مشاعرها، أنت اللي جبته لنفسك
غالية: غادة إنتى سمعانى يا حبيبتى؟

غادة: ها، أيوا يا مامى سمعاكى
غالية: إيه يا حبيبتى اللي مضايقك؟
تبتسم غادة فى داخلها، ثم تنظر لغالية فى تمثيل قائلة فى حزن مصطنع: خالد يا مامى
غالية: تانى خالد ! ماله سي زفت
غادة: يرضيكى يا مامى أروح اطمن على عمتو فى البيت، ألاقيه مقعد واحدة عندهم
غالية: واحدة؟! واحدة مين دى يا بت ؟
غادة: معرفش يا مامى، عيلة كده بتاع 13 سنة، ولما آجى أسأله دى مين، زعقلى وهب فيا، وقالى ملكيش دعوة بيا
غالية بعد تفكير: غادة، شكلها إيه البت دى؟

غادة: أقولك ومتزعليش يا مامى
غالية: هزعل من إيه ما تنطقى
غادة: شبه حضرتك
غالية: أفندم ! شبهى إزاى يعنى ؟
غادة: زى ما بقول لحضرتك، شبه حضرتك أوى، ملامحها قريبة جدا من حضرتك
غالية: واسمها إيه؟
غادة: فاطمة

وهنا تهب غالية واقفة مكانها قائلة فى نفسها: بقى كده، هى دى اللعبة، توهمونى إنها غارت فى داهية ومتعرفوش مكانها، وأنت مخبيها عند المحروسة أختك يا يحيي بيه
وتخرج غالية فى غضب، فتبتسم غادة فى خبث قائلة: أبقى ورينى هدافع عنها إزاى أدام غالية هانم يا خالد
فى اليوم التالى:
فى مدرسة فاطمة:
تجلس فاطمة فى الفناء شاردة أثناء فترة الراحة، تجلس بجانبها وردة قائلة: طب لما إنتى بتحبيه كده، ليه خلتيه يروحلها يصالحها؟

فاطمة وقد أنتبهت لوردة التى تحدثها قائلة: ها، بحب مين مش فاهمة؟
وردة: يا سلام، مش فاهمة، ولا مش عايزة تفهمى، خالد، هو فى غيره
فاطمة: قصدك أبيه خالد، أوعى تنسى كده، لأنه هيفضل طول عمره أبيه، عمره ما هيبقى خالد
وردة: يا ساتر، دا ليه التشاؤم ده ؟!

فاطمة: دا مش تشاؤم يا وردة، دا واقع ولازم أصدقه وأتأقلم معاه، أولاً لأنى صغيرة أوى على كلمة الحب اللي بتقولى عليها، وأى مشاعر هحسها دلوقتى مش هتبقى أكتر من فترة مراهقة، وأنا مش عايزة أى مشاعر وهمية تضيع منى الحب والإحتواء اللي لقتهم في بيت ابيه خالد
وردة: أممم، وثانيا يا ست العاقلة؟
فاطمة: ثانياً حتى لو فرض إن مشاعرى دى كانت حقيقية، عمر الشمس ما هتشوفها، لأنى ببساطة هفضل طول عمرى أدامه البنت اليتيمة اللي عطف عليها وخدها فى بيته يحميها ويراعيها، على رأى غادة عيلة لا راحت ولا جت.

وردة: يتيمة إيه وعيلة إيه، إنتى يا بنتى مالك عايشة الدور كده ليه، اللي عرفته منك إن والدك ربنا يخليه عايش، وهى ظروف وهيرجعلك تانى إن شاء الله، وبرضه عرفت منك إنك من عيلة كبيرة أوى، يعنى مش يتيمة ولا غلبانة.

فاطمة: وإيه الفايدة، لما العيلة الكبيرة دى بقصورها وجاهها رفضانى أكون جزء منها، أنا لما بقعد مع نفسي وبفتكر إنى فاطمة الحديدى، بنت عاصم إبراهيم الحديدى، بابا كان دايما يحكيلى إن جدو كان ليه هيبته فى البلد، وكان من أكبر رجال الأعمال، وأمى سارة عمران، بنت عمران بيه صاحب أكبر مصانع الملابس فى لبنان وخالى يوسف عمران راجل أعمال كبير وليه أسمه برضه، وبالرغم من كده يوم ما أبويا بعتنى مصر أتطردت ومكنتش لاقية حد أروحله، معرفش لو مكنش عادل لقانى وودانى لطنط مريم كان ممكن إيه اللي يحصلي، العيلة مش بالأسم والفلوس يا وردة، العيلة الحقيقة بإرتباطها ببعض والحب والحنان اللي بيجمعهم، وأنا ملقتش ده غير فى بيت أبيه خالد وطنط مريم، العيلة الصغيرة اللي أحتوتنى وخدت بالها منى

وردة: إنتى يا بنتى متأكدة إنك معانا فى إعدادى، دا كلام ولا بتوع نشرة الأخبار،إيه الكلام الكبير ده
فاطمة: يا ستى متاخديش فى بالك، يمكن الظروف اللي مريت بيها، وكلام اللي حواليا خلانى بقول كلام أكبر من سنى
وردة: برضه متبعديش عنى سؤال، قولتيله يروح يصالحها ليه؟
فاطمة: عشان موجوع يا وردة، زعلها منه مأثر فيه أوى، وأنا مش قادرة أشوفه زعلان ولا موجوع كده، ويالا بقى عشان الفسحة خلصت وإحنا عاملين نرغى
تتركها فاطمة وتغادر
وردة فى نفسها: يا ترى بكرة مخبيلك إيه يا فاطمة

فى جامعة الإسكندرية:
تخرج غادة من الجامعة، لتجد خالد يقف أمام الباب وفى يده باقة من الزهور، تتجه غادة إليه قائلة: إيه اللي جابك، مش المفروض إنك فى كليتك النهاردة
خالد: مقدرتش أسافر وإنتى زعلانة منى
تحاول غادة منع إبتسامتها قائلة: وهو مين اللي زعلنى يا خالد، مش أنت
خالد: عشان غبى وحمار، ومستهلش القمر اللي أدامى
وهنا لم تستطع منع إبتسامتها، ليكمل قائلاً: متمنعهاش، خليها تخرج
غادة: هى إيه دى ؟

خالد: إبتسامتك، اللي بتنور حياتى كلها
غادة: متزعلنيش تانى يا خالد، أنت متعرفش لما بزعل منك ببقى عاملة إزاى
خالد: حاضر يا غادة، بس إنتى كمان حاولى تقدرى موقفى، وتثقى فيا أكتر من كده، وتعرفى إنى عمرى ما حبيت غيرك
توردت وجنتى غادة قائلة: ماشي، بطل بقى تكسفنى
خالد: لا دا أنا ببقى متعمد، عشان بحب اشوفك وإنتى مكسوفة كده، لحظات نادرة فى حياة غادة الصفدى
تضربه غادة بحقيبتها فى خفة قائلة: أنت رخم علفكرة
خالد: وبحبك علفكرة.

ويكمل حديثه وهو يعطيها باقة الزهور قائلاً: خلاص صالحتينى؟
غادة: ماشى، عشان خاطر الورد بس
خالد: يا ستى مش مهم، أجيبلك جنينة بحالها، بس الجميل يرضى
تضحك غادة على حديثه، ليكمل بجدية: غادة، عايز أطلب منك طلب
غادة: خير يا خالد؟
خالد: ممكن ما تقوليش لمامتك إن فاطمة عندنا، إنتى عارفة هى ممكن تضايقها وتحاول تأذيها، ودى بنت صغيرة ومش حمل مامتك
غادة فى إرتباك: مامى ؟!

خالد: إيه يا غادة، فى حاجة، اوعى تكونى قولتيلها حاجة عن فاطمة
خافت غادة من أن يعلم خالد بما قالته لغالية عن فاطمة، فكذبت عليه قائلة: لا يا خالد مقولتلهاش متخفش
خالد: طب الحمد لله، يالا بقى عشان أوصلك وألحق أروح أحضر نفسي عشان أسافر
نظرت غادة غلى الفراغ فى قلق محدثة نفسها: أنا إيه اللي هببته ده، ربنا يستر

فى منزل مريم:
تدخل فاطمة بمرحها التى أكتسبته مؤخراً، لتنادى على مريم قائلة: يا طنط مريم، يا مريوم
تأتى مريم وعلى وجهها إبتسامة حنونة قائلة: جيتى يا طمطم
فاطمة: أيوا جيت نورت البيت يا مريوم
مريم: إيه يا بنتى مريوم اللي بقيتى تقوليها دى ؟

فاطمة: بدلعك يا جميل، ولا عايزة اى عريس معدى يسمعنى بقولك يا طنط يطفش منك
مريم: يا بت بطلى شقاوة، أنا مش عارفة إيه اللي حصلك، ما كنتى مؤدبة
فاطمة: ومازالت يا مريومتى، بس تغيرات الحياة
مريم: طب يالا يا لمضة نحضر الغدا، عشان خالد زمانه جاى، يتغدى معانا قبل ما يمشى
فاطمة: إيه ده هو أبيه خالد لسه مسافرش؟

مريم: قال هيسافر بعد العصر، يالا بقى بطلى رغى
ويقطع حديثهم جرس الباب
مريم: أهو شفتى خالد جيه ولسه مجهزناش الغدا
فاطمة: خلاص روحى حضرتك كملى الأكل، وأنا هروح افتح
وبالفعل تذهب مريم إلى المطبخ، وتتجه فاطمة لتفتح الباب، لتتفاجيء بدخول غالية عليها

فى فيلا الصفدى:
تجلس غادة فى الجنينة شاردة يقطع شرودها صوت عادل قائلاً: برنسيسة عيلة الصفدى قاعدة سرحانة فى مين، أكيد فى حبيب القلب
غادة: سيبنى يا عادل فى حالى أنا مش ناقصة رخامتك دلوقتى
عادل: إيه ده، دا الموضوع بجد بقى، مالك يا غادة، إيه اللي مزعلك ؟
تنظر له غادة وبعد تفكير تجيبه قائلة: عادل، أنا شكلى عملت مصيبة من غير ما أقصد
عادل: مصيبة إيه؟

ونعود لمنزل مريم، ومواجعة غالية لفاطمة التى تنظر إليه فى صدمة قائلة: عمتو ؟!
غالية فى إستكار: عمتو، بيئة أوى علفكرة، بس هستغرب ليه، أنا عارفة إنتى جاية من أنهى داهية

تخرج مريم مقاطعة إياهم، لتقف مصدومة عند رؤية غالية
مريم: غالية، أتفضلى
غالية: أتفضل فين يا مريم، فى بيتك اللي لميتى واحدة من الشارع طردتها من بيتى
مريم: عيب يا مريم متقوليش كده، إنتى عارفة كويس فاطمة دى تبقى مين
غالية: آآآآه ه ه صح، إزاى نسيت، تصدقى أول مرة أطلع غبية، كان لازم أتوقع إن اول مكان هتروحه يبقى عندك، وإنك طبعا هتفتحلها بيتك وحضنك، أمال إيه، أكيد بتفكرك بحبيب القلب
تنظر فاطمة لمريم فى دهشة قائلة: حبيب القلب؟!

تنظر لها غالية فى سخرية قائلة: إيه دا يا مريم، معقولة قاعدة معاكى طول الوقت ده ومقولتلهاش إن أبوها كان حبيبك القديم
تنظر لها مريم فى غضب قائلة: خلاص يا غالية، الكلام دا ملوش لزمة دلوقتى، لا دا وقته ولا مكانه، وأظن إحنا كبرنا أوى على الكلام ده
تنظر مريم لفاطمة فى حنان قائلة: أدخلى يا حبيبتى هاتى عصير لعمتك، هى برضه ضيفة عندنا ولازم تاخد واجبها
فاطمة: حاضر يا طنط.

بعد أن تغادر فاطمة، تنظر مريم إلى غالية قائلة فى غضب: إنتى إيه يا شيخة، قلبك دا إيه مفهوش ذرة رحمة، دى مهما كان بنت أخوكى
غالية: آه، وإنتى بقى الصدر الحنين اللي لما الشريرة الوحشة طردتها جريت عليه، أنا كل اللي عايزة أعرفه هى جتلك إزاى، عرفت مكانك منين، مين اللي جابها هنا
ويقطع صوت من خلفها قائلاً: أنا !

نظرت غالية فى إتجاه الصوت لتجده عادل، لتنظر إليه فى صدمة قائلة:أنت يا عادل، يعنى كنت بتضحك عليا لما قولتلى إنك متعرفش عنها حاجة، رحت جريت وراها ولمتها من الشارع
خرجت فاطمة من المطبخ وفى يدها كوب من العصير تحمله، لتستمع لكلام عمتها المهين.

عادل: أيوا يا ماما، أنا اللي دورت عليها، وجبتها على هنا، كنت عارف إن هنا أكتر مكان هيحافظ عليها، وإن مفيش زى حضن عمتى اللي هيحميها ويضمها، فاطمة دى بنت خالى، عارفة يعنى إيه يعنى دمى ولحمى، أنا عملت اللي كان حضرتك المفروض تعمليه، ولولا خوفى عليها من رد فعلك كنت جبتها على الفيلا
غالية: وانت عرفت منين بقى يا فصيح عصرك إنها بنت خالك، ولا أنت أصلا كنت شوفت خالك فين، مش يمكن تكون حتة عيلة نصابة حد زققها علينا
ويأتى صوت من خلفهم قائلاً: لا يا غالية، فاطمة بنت عاصم
تنظر غالية لصاحب الصوت لتجده يحيي، فتنظر إليه فى إستنكار قائلة: حتى أنت يا يحيي كنت عارف مكانها.

يحيي: طبعا كنت عارف مكانها، وأنا اللي قولت لعادل يجيبها هنا، يجيب فاطمة بنت عاصم صديق عمرى وأخويا، وللأسف أخوكى، أمال كنتى فاكرة إيه، إنى هسيب بنت عاصم تضيع فى الشارع، إنى أخون الأمانة اللي وصانى عليها لحد ما يرجع، اللي أدامك دى اسمها فاطمة عاصم الحديدى، غصب عنك وعن أى حد هى حفيدة الحديدى، والوحيدة اللي تحمل اسمه من بعدكم

غالية: آه، وأنا بقى المغفلة، اللي لعبتوا بيها،وكلكم عارفين هى فين وبتداروا، بداروا على حتة عيلة لا راحت ولا جت، أمها لعبت على أخويا لحد ما وقعته، وخلته ساب أهله وبلده
وتكمل بسخرية وهى تنظر إلى فاطمة: والله أعلم ساب دينه كمان ولا لا
وإلى هنا لم يعد لفاطمة القدرة على الصمت إلى هذا الحد، فقد فجرت غالية أخر بقايا الصبر عندها حين ذكرت أمها
فاطمة فى غضب: لحد هنا وكفاية يا غالية هانم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة