قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طلسم العشق الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

رواية طلسم العشق الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

رواية طلسم العشق الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

لمسات جلجامش أصبحت جريئة. يداه تتحركان على جسدها بحميمية بالغة جلعتها تنتفض اخيرا بين يديه وقد هالتها مشاعرها وطريقة استسلامها المخزي. رباه للحظات كانت واقعت تحت تعويذة سحره. هل تجرأ فعلا على لمسها بتلك الدرجة من الحميمية وكأنها زوجته بالفعل. الأدهى أنها استمتعت بكل ما قدمه لها بل وكأنها كانت تحثه لفعل المزيد.

احساسها بالعار جعلها تقوم بفعل غير محسوب النتائج كان وليد لحظة من الخزي والغضب من نفسها هي قبله. دفعته عنها بكل ما امتلكته من قوة وانطلقت يدها في صفعة قوية على وجهه الذي سمرته المفاجئة فظل واقفا كالتمثال غير مصدق لما فعلته هل تجرأت فعلا على صفعه.

لم تكن صدمتها أقل من صدمته وقد جحظت عيناه وتصلب وجهه عيناه تحولتا الى بركة من اللهب و اطلقتا شرارا جعل منار تغمض عينيها من الرعب. كان يعصر أسنانه حتى كاد يكسر فكه. صدره يعلو وينخفض بقوة شعرت منار باقترابه منها و بزفراته الحارة أمام وجهها. جسدها ارتعش من مجرد التفكير في ما سيفعله بها الان بينما حافظت على اغلاق عينيها وحبست أنفاسها منتظرة عقابها. سيقتلها نظير ما اقترفته.

فجأة شعرت بقبضته تقترب منها. حواسها أصبحت في أقصى درجات الترقب. حين فتحت عيناها اخيرا. كان قد رحل لتسقط على الأرض وتجهش بالبكاء كعادتها الدائمة.

في منزله المطل على المحيط، جلس زياد يتأمل الأمواج بينما عقله ساهم يفكر في ما الت اليه حياته في ظرف شهور معدودة. علاقته بسيرين أصبحت اكثر تعقيدا منذ عودتهما إلى أرض الوطن. لقد تركها. تخلى عنها ولم يعد لزيارتها في المستشفى ليس لأنه لم يشتق اليها يشهد القدير انه يشتاق الى وجودها بقربه في كل لحظة. لكنها تحتاج الى الوقت لتختار بعناية لقد وعده نادر ان يسمح لها بالاختيار وانه لن يجبرها على أي شيء لا ترغب فيه. لكن منذ متى كان يثق في غريمه. ألم يثبت له في كل مرة انه مستعد لفعل أي شيء في مقابل استعادتها.

اللعنة عليك زياد من تخدع. سيرين كانت من سعى اليه في المقام الأول وانت لا تصدق بالفعل انه اجبرها على أي شيء. اشتدت قبضته بقوة وغلى الدم في عروقه. بالطبع هي تكن له المشاعر و إلا لما عادت اليه بعد كل تلك السنوات وهي تعلم انه كان قادرا على مساعدتها وتخليصها مما كانت فيه. لكنها فضلت اللجوء الى نادر بدلا عنه وهذا بحد ذاته كان يخبره بالكثير.

زفر بقوة مقتربا من النافذة الزجاجية الكبيرة ليضع جبهت عليها ويزفر بعنف الكثير من الأفكار تعصف بعقله. هل يذهب لزيارتها أم أن الوقت لا زال مبكرا.
علا رنين هاتفه ليخرجه من شروده. كان المتصل عدنان. نظر الى الشاشة بتمعن قبل ان يعيده الى جيب بنطاله لم يكن في حالة تسمح بالتحدث خصوصا سماع مواعظ شقيقه التي لا تنتهي.

لكن الهاتف عاد للرنين مجددا مما جعله يشعر ان الأمر مهم. تلقى الاتصال وقبل ان يتكلم أتى صوت شقيقه من الجهة الأخرى لتتحقق أسوء كوابيسه.
زياد عليك المجيء حالا والدي قد توفي!
وضعت الدادا حليمة الطفل الصغير في مهده بعد انتهت من اطعامه لتنظر الى سيرين الشاحبة والتي كانت تتأمل أضواء الشارع الجانبية بوجوم
سيرين هل أنت بخير؟

تحولت نظرات سيرين لتنظر الى الدادا حليمة والتي كانت تتأملها بعطف عادت لتجلس وتنظر الى دادا حليمة بوجوم:
هل تظنين أن كل ما يحدث معي الأن هو عقاب من السماء على ما فعلته في الماضي.
ما الذي تقولينه يا ابنتي.

عادل. لقد كنت أعلم أنه ليس طبيعيا ومع ذلك لم أمنع منار من الارتباط به. حين قررت منار الارتباط بعادل اخبرتها انه ليس الشريك المناسب لها لكنها نهرتني و طلبت مني مغادرة المنزل. اتهمتني بالغيرة واني لا اريد لها الارتباط بعادل لاني معجبة به.
- حبا بالله سيرين هذا ليس خطأك عادل كان مريضا. اذكر جيدا حين كنت طفلة. لقد كان يتمتع بايذائك. لقد قتل الكلب رالف بدم بارد فقط ليراك تبكين.

- منار لا تستحق الوقوع في يد شخص كعادل. كانت مخلوقة حساسة مثلها جميلة ومفعمة بالحياة.
انا فعلا اشعر بالذنب لأنني لم امنع هذا الزواج. فقط لو أخبرت نادر فقط لو لجأت اليه كان سيوقف هذا الارتباط المشؤوم و ما كان الأمر لينتهي بالبشاعة التي انتهى بها.
تنفست سيرين بحرقة و أغشت الدموع عينيها لتتوقف غصة في حلقها منعتها من المواصلة. أغمضت عيناها ممسدة صدغها حيث كان الألم شديدا جراء ما تذكرته.

- والدك كان أول المباركين لزواج عادل قالت دادا حليمة وهي تنظر الى حالة سيرين بتعاطف.
- بالطبع كان ليكون أول المباركين. فهو كان على يقين من أن هنالك خطبا بوريثه الوحيد. كثرت الشكوك وتحولت مع الوقت إلى يقين، والدي كان رجلا شرقيا ما كان ليتقبل ميول عادل الشاذة خصوصا وانه كان وريثه وكان يخطط لترك شركة الشحن له بعد وفاته.
يا الهي وضعت الدادا حليمة يدها على فمها تكبث صرخت الاستهجان التي خرجت من حلقها.

- عادل فخر عائلة بن جلون كان شاذا هذه هي الحقيقة
لم تشعر سيرين بالذي وقف عند حافة الباب وقد شلت الصدمة حواسه. لتتحول ملامحه بسرعة من الدهشة الى الغضب الشديد. وهو يستمع الى اعتراف سيرين الذي لا يقبل أي تأويل.

غلت الدماء في عروقه وجعله ذلك يفقد سيطرته على اعصابه. ليرمي بسلسلة المفاتيح على الطاولة الجانبية مصدرة صوتا قويا كان كافيا لتنتبه المرأتان لوجوده. لتنحني المراة المسنة احتراما له وتغادر سريعا الغرفة تاركة سيرين في مواجهة جديدة مع نادر وشياطينه.
في عالم الجن: بعد أن خرج جلجامش و الشياطين تتقاذفه تاركا فرائص منار ترتعد وهي تندب حظها التعيس.
وقفت افلون للحظة على الباب تنتظر ان تأذن لها منار بالدخول.

-تفضلي يمكنك الدخول
تكلمت منار بصوت شبه مسموع ما ان سمعت صوتها المألوف الذي أشعرها بالقليل من الامان. هذه المرة لم تكن افلون وحيدة. كان في صحبتها مجموعة من الخدم والذين حملوا صناديق كبيرة. اشكالهم بدت أدمية استغربتها. هل يعيش بشر هنا غيرها في عالم الجن.

احست افلون بما يدور براسها فبادرت بالقول: ليسوا من الانس ان كان هذا سؤالك. هم من الجن لكنني امرتهم في التشكل في هيئة بشر لكي لا تشعري بالخوف. تعلمين ليس كل الجن بصفاتنا انا وجلجامش. فنحن نعتبر من العرق النبيل عرق يسمى النورانيون ونحن الأقرب شكلا لبني جنسك.

حركت منار رأسها بتفهم قبل ان تنظر الى الخادمات اللواتي ابتسمن لها بود مصطنع. كانت قادرة على رؤية الازدراء في عيونهن رغم خوفهن من افلون التي ما ان وضعن الصناديق حتى صرفتهن بحركة من يدها.
نظرت منار الى الصناديق بألوانها وأشكالها المختلفة وزاد خوفها. ما الذي بداخل هذه الصناديق يا ترى.
مجرد ملابس لا داعي للخوف.
ظهرت الدهشة على وجه منار. كيف تستطيعين أن.؟!
- أكملت افلون بابتسامة. كيف استطيع قراءة أفكارك.

حركت منار رأسها
- انها هبتي. كل واحد من نبلاء الجان يملك هبة فريدة. او ربما لعنة قالت ولمعت عيناها ببريق غامض.
لعنتي قراءة الأفكار.
- وجلجامش سألت منار بفضول.
جلجامش ملعون بك قالت افلون واحتدت عيناها للحظة جعلت منار تنكمش على نفسها رعبا.
- لا داعي للخوف منار. لا احد قادر على إيذاءك ما دام هو على قيد الحياة.
ولا حتى والدي قادر على ذلك، أتعلمين ان جلجامش تحدى المملكة بأسرها لاحضارك الى هنا.

- لكنه يؤديني باحضاري الى هنا وفرض نفسه علي ردت منار وانهمرت الدموع من عينيها
بالطبع لا ايتها الصغيرة انت لا تعلمين ما تقولينه. بسببك جلجامش قضى سنوات في أسوء سجن على ارض الجان. سجن برهوث.
حركت منار كتفيها لتقول بسذاجة برهوث مجرد بئر لا غير.
قهقهت افلون ودمعت عيناها من الضحك.
- يا الهي انت فعلا انسية طريفة.

برهوث ليس بئرا انها بوابة العالم السفلي حيث اسوء سجون الجان. هناك لا يسجن سوى الجن العتاة الذين تمردوا على قبائلهم. في العالم القديم كانت تلك البئر بوابة لمملكة لوسيفر.
ارتعشت فرائص منار وظهر الخوف في عينيها ممزوج برغبة شديدة في المعرفة.
ابتسمت افلون بلطف لتقول مغيرة مجرى الحديث: - عامليه بلطف منار لن تجدي مخلوقا في العالم بأسره قادر على ان يعشقك كما يفعل أخي.
حركت منار رأسها رافضة.

- لا يمكنني. نحن مختلفان.
- ربما لستما مختلفان بالدرجة التي تتصورينها فليس كل انسية قادرة على أن تحل محلك.
- ما الذين تقصدينه بكلامك قالت منار بدهشة.
تنهدت افلون لتنهض من مكانها لتسحب منار نحو غرفة جانبية لم ترها من قبل.
حاولي ان تحصلي على حمام دافئ. كل ما تحتاجينه موجود في تلك الصناديق. سأرسل لك خادمة لتساعدك على الاستعداد.
- الاستعداد لماذا؟!
- لمقابلة الملك ردت افلون بهدوء.

- اليوم هو أول أيامك في أرضنا والملك قرر اقامة حفل زواجك من اخي وكل من في المملكة مدعو.
- مستحيل! صرخت منار بهستيرية انا لن اقبل بهذا الزواج.
- انت بالفعل زوجته منذ سنوات. اظنك تتذكرين الحفل في الغابة.

- لا صرخت منار وفقدت لوهلة القدرة على التنفس بدأت شهقاتها تعلو وضربات قلبها تطرق صدرها بعنف بالغ. غامت عيناها وشعرت أن الظلام يبتلعها. وقبل ان تسقط على الأرض الصلبة كانت يدا جلجامش تطوقانها ليحول دون سقوطها لتفقد الوعي بين ذراعيه.

الفصل التالي
لم يكتب بعد...
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة