رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون
جاسر رجع و استغرب لما لاقيهم قاعدين و واضح عليهم ان في حاجه و قال مالكم..
ابتسمت نسمه و قالت مفيش يا حبيبي انا هقوم اقول لسعاد تجهز الاكل...
جلس جاسر بجانب ليل و قال مالك؟
ليل بصيت لي و قالت مفيش حاجه...
-في حاجه حصلت طيب، مش معقول انتي و نسمه تكونوا قالبين وشككم كدا عادي
ابتسمت ليل و قالت مفيش حاجه يا حبيبي...
جاسر بعدم اقتناع ماشي...
عديت ايام و جاسر بدأ يلاحظ تعب ليل و طبعا ليل مكنتش عايزة تقوله حاجه...
زفرت ليل بضيق و قالت لازم اقوله و اللي يحصل يحصل...
-بلاش يا ليل انا قلقانه و بعدين الدكتور قالت انك لازم تحافظي على نفسك و احنا مش متوقعين رد فعله
-ما انا حامل منه و هو لازم يعرف...
نسمه مش موافقه طبعا لأنها عارفه جاسر اكتر من ليل و قالت على الأقل استنى شوية...
-انا في الشهر التاني يا نسمه هو لازم يعرف...
تنهدت نسمه و قالت بس انا خايفه
-مش اكتر مني بس مفيش حل تاني، انا هطلع عشان تعبانة...
-ماشي...
صعدت ليل إلى غرفتها و نامت على الفراش و كانت تفكر في موقف جاسر...
اتفزعت عندما فتح الباب و رأيته يدخل، جاسر استغراب و قال في ايه؟
-مفيش...
جلس جاسر بجوارها و قال انتي تعبانة؟
-لا كويسه بس عايزة اقولك على حاجه...
قام جاسر و قال قولي.
ليل كانت خايفه و قامت من الفراش و وقفت امامه و قالت بتردد و توتر بالغ جاسر انا حامل...
جاسر ملامحه اتغيرت و قال بغضب نعم؟! ازاي؟
-هيكون ازاي...؟
جاسر بغضب لازم تنزلي...
ليل بصدمة عايزني أموت ابني...
-انا مش عايز عيال
ليل مصدومه و قالت ببكاء و انا مش هنزل ابني يا جاسر...
امسكها من شعرها بقوة و قال كلامي هيتسمع اللي في بطنك دا انا مش عايزه...
ليل مش مستوعبة موقفه و مفتكرتش انها هتوصل لكدا و قالت بألم سيبني...
-البسي عشان نروح المستشفى...
ليل ببكاء هتكون آخر حاجه بينا...
-مش بمزاجك، و يلا خلصي...
ليل نظرت له و قالت و ان قولت لا...
جاسر بغضب و عصبية بلاش تخليني افقد اعصابي يا ليل، و انجزي احسن...
-أنا مش هنزل ابني يا جاسر و اللي عندك اعمله بقا، و لو مش عايزه طلقني و انا هربي لوحدي...
صفعها بقوة على وجنتيها و قال بغضب اللي قولته هو اللي هيحصل فاهمه...
سقطت ليل على الأرض و اغمي عليها...
جاسر بقلق ليل...؟!
حاول تفيقها و لكنه فشل، فلبسها ثيابها بسرعة و حملها و خرج من الغرفة، نسمه اول شافته خارج و شايلها اتخضيت و خرجت و تابعته بسيارتها...
جاسر اول ما وصل نزل و بعدين ليل دخلت غرفة الفحص...
نسمه طلعت لي و قالت انت عملت فيها ايه؟
جاسر باستغراب كنتي عارفه...؟!
-دي مراتك يا جاسر و حامل بابنك...
-بجد؟! و انا هينفع ابقى اب انتي شايفه اني هبقي مناسب لكدا و لا في الاخر هخلي معقد و مجنون زي ابوه، و لا عشان يسمع كلام عن عيلته الزبالة، انا مش عايز عيال...
نسمه بحزن طب هي ذنبها ايه؟ حتى عايز تحرمها من أنها تكون ام...
الدكتور طلع من عند ليل و قال هي تعبانة و دا طبيعي بسبب الحمل و خصوصا أنها ضعيفه...
جاسر اتنهد و اخذ الدكتور بعيدا عن نسمه و قال اعملها إجهاض...
الدكتور بدهشة ليه؟
-عادي و بعدين هي عندها مشكلة في القلب...
-ما هو الإجهاض مش هيبقى سهل عليها خالص و جسمها ضعيف جدا ميستحملش...
-يعني مفيش حل؟
-هعملها فحص كامل و اقولك و لو ينفع تمام...
اتنهد جاسر بارتياح تمام...
مر الوقت و انتهى الدكتور من الفحص و ذهب إلى جاسر و قال الحمل خطر عليها...
جاسر بدهشة يعني؟
-يعني الحمل صعب عليها و قلبها مش هيستحمل الولادة...
-و الإجهاض...؟
اتنهد الدكتور صعب برضو في الحالتين ممكن تموت...
جاسر اتعصب و قال تموت و انت لازمتك ايه؟
-يا جاسر بيه هي ضعفيه جدا و كمان القلب دا مشكلة لوحده دا غير أنها عندها فقر دم، القرار يرجع ليك في الاخر..
-إجهاض و من غير ما تعرف...
دخل جاسر ليها و جلس بجوارها و امسك يدها و قال مش عارف اعمل ايه؟! و اتنهد بيأس و مرر يده على بطنها و قال بضيق حتى قبل ما تيجي عايز تخدها مني...
فتحت ليل عينها و عندما رأيت الغرفة قامت بفزع و قالت ببكاء و هي تنظر له بخوف هو انت عملت فيا ايه؟
-معملتش حاجه انتي تعبتي و جيبتك المستشفى...
نظرت له بشك و قالت بس؟
-اهاا انتي لسه حامل...
ليل وضعت رأسها على الوسادة مره أخرى و ظلت تبكي...
جاسر رتب عليها و قال بطلي عياط...
نظرت له و قالت ملكش دعوة...
جاسر بضيق ليل اسمعي الكلام...
طرقت نسمه الباب و دخلت، و جلست بجانبها و قالت الحمد الله انك كويسه...
زفر بضيق و قال هتعملي العملية...
هزت ليل رأسها نافيه و قالت لا مش هعملها، انا مش عايزة اعملها...
جاسر سابهم و خرج من الاوضه...
ليل ببكاء انا مش فاهمه هو ليه بيعمل معايا كدا؟! لدرجه دي مش طايقني و مش عايز يخلف مني...
رتبت نسمه عليها و قالت إن شاء الله هيرجع في كلامه يا ليل...
-اخوكي مش هيرجع في كلامه، انا خلاص تعبت بقا...
-اهدي انتي بس و هو هيرجع أن شاء الله...
-هو مش عايز ليه؟
-جاسر طول عمره مخطط حياته لنفسه يعني مكنش لا عايز يتجوز و لا يخلف...
-يعني المرة اللي فاتت مكنش فارق معاه ابنه اللي راح و المرة دي نفس الكلام...
نسمه بيأس اهااا، انا هخرج اشوفه فين؟
خرجت نسمه و لاقيته قاعد، جلست بجواره و قالت هتعمل ايه؟
-الحمل و الولادة هيكون صعب عليها...
-هو انت بتحبها؟
جاسر سكت و بعدين قال ايه علاقه دا بدأ...
-علاقته انك تحاول تتقبل الموضوع يمكن تكون بداية جديدة و عمرها مكتوب يا جاسر، و زي ما هي ضحيت بنفسها عشان تبرعلك مع انها كانت عارفه كويس انها ممكن تموت و فعلا فضلت شهور في غيبوبة كل دا عشانك و انت بكل بساطة عايز تحرمها انها تكون ام بلاش تبقى اناني يا جاسر، اجبرتها انها تتجوزك و في الاخر عايزها تقضي حياتها كدا، و سقطت الدموع من عينها مش خايف انها تموت و مفيش حاجه تبقى منها على الأقل وقتها هيكون عندك ابن أو بنت منها، بالله عليك يا جاسر فكر تاني، لأن كدا انت فعلا هتبوظ كل حاجه، هي اتقبلت حاجات كتير عشانك و أنت مش راضي يتقبل حاجه بسيطة عشانها، و ليل بتحبك، و بعدين قيم انت الحالة بنفسك يا دكتور...
دخلت ممرضة لي ليل و قالت لوسمحتي افردي دراعك عشان اديكي الدوا...
ليل مكنتش مطمنه و قالت مش عايز..
-لازم يا مدام...
ليل بنرفزة مش عايزة، دخل جاسر ونسمه لما سمعوا صوتها...
جاسر قرب منها و قال في ايه؟
ليل نظرت له و قالت بحزن و الدموع تملي عينها بلاش يا جاسر، انا عارفه انك مصمم
-خدي الدوا يا ليل...
-دا مش دوا...
جاسر قعد جانبها و قال خلاص يا ليل
ليل مسكت ايده و قالت ببكاء طب اوعدني انك مش هتعملي حاجه...
جاسر نظر للممرضة و فهمها انها تضع جرعة المخدر في المحلول...
ليا شعرت بثقل جفونها و قالت برجاء لو بتحبني بلاش تعمل كدا و بعد ذلك غابت من الوعي، نسمه كانت واقفه بتعيط، جاسر قال للممرضة العملية هتاخد قد ايه؟
-نص ساعه بظبط و هتتنقل حالا...
اخذ جاسر نسمه و خرج، نظرت له و قالت بعصبيه ايه انت مش عارف تحن خالص...
-اعمل ايه؟
-حرام عليك
-اللي زيي مينفعش يكون أب...
-انت مجنون يا جاسر و بهدلتها معاك ليل متساهلتش منك كدا، و هتسكت غير لما تموتها بس مش هتموت من المرض هتموت من اللي بتعمله فيها...
جاسر سابها و مشى، زفرت نسمة بيأس، و فضلت تدعي لي ليل تخرج بالسلامة من العمليات...