قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طريق النسيان للكاتبة إيمان شاهين الفصل الخامس عشر

رواية طريق النسيان للكاتبة إيمان شاهين الفصل الخامس عشر

رواية طريق النسيان للكاتبة إيمان شاهين الفصل الخامس عشر

جاء الصباح وأشرقت الشمس واستيقظ جلال من نومه فلم يجد أسيل بجانبه فشعر بالخوف عليها وقام بسرعه أرتدى ملابسه ولكنه أنتبه لصوت بكاء فبحث ووجدها بركن من أركان المنزل وهي تجلس على الارض وتضم يدها على أرجلها وتبكى بشده تألم قلبه لمنظرها فقد علم انها ندمت على ما حدث وأحس بالذنب لأنها لم تكن بوعيها لكن هو كان يجب ان يتحكم بنفسه والان سوف تكرهه مره أخرى أقترب منها ببطء وجلس أمامها وقال بصوت متقطع وبألم واضح: أسيل أنا.

فنظرت له وقالت: لا تقول شيء جلال أنا أتذكر كل ما حدث أمس لم يكن خطأك أنه خطأي انا انا لست أنسانه جيده جلال انا حقيره
وانهارت ببكائها فضمها لصدره وقال بغضب: أياك ان تقولي على نفسك هكذا مره أخرى فهمتي
فنظرت له وقالت: بل أنا كذلك جلال انا لا أستحق الحياه فأنا متزوجه ومع ذلك قمت بعمل علاقه معك
ووضعت يدها على وجهها وهي منهارة
وهنا لم يستطيع جلال أن يخفى عنها أكثر من ذلك فإحساسها بالذنب سيقتلها فقال لها.

- أسيل انتى لست متزوجه
فنظرت له بصدمه وقبل أن تتحدث أكمل جلال
- عمرو قبل ان يسافر وقع على أوراق الطلاق دون أن تدرى
لاحظ جلال الصدمة والذهول على وجهها فأكمل وقال
-؟ هو فعل ذلك لأنه مريض يا أسيل وأيامه بالدنيا معدودة وأراد منى أن اعتنى بكى واقترب منكى وهو يعلم أنكى لن تفعلي ذلك طالما انتى زوجته وطلب منى أن لا أخبرك بموضوع الطلاق الا عندما يخبرك هو بذلك سامحينى انى خبأت عنك ذلك.

لم تتحدث أسيل بل أرادت استيعاب كل ما يحدث ثم قالت وهي تنظر له بعيون مليئة بالعتاب: وهل انا لعبه بين يدكم تخططون لها حياتها دون أخذ أذنها
فقال لها: لا يا أسيل ارجوك افهمى
صرخت به لا أريد ان أفهم شيء وتركته وخرجت مسرعة وخرج جلال ورائها وهو يشعر أنه خسرها للابد
خرج جلال مسرعا خلفها وأمسكها من يدها وقال أسيل أرجوك أستمعى لى
فقالت له بغضب: لا أريد التحدث جلال من فضلك أريد الذهاب للبيت ولابني من فضلك.

جلال لم يجادلها ووجد انها معها حق في كل شيء وقرر أن يعطيها الفرصة حتى تستوعب ما حدث فأتصل بالشركة التي ارسلت له سيارة اخرى ثم اخذها لقصرها وما أن وصل حتى جرت للداخل ووقف جلال لبعض الوقت ينظر بألم ثم رحل ذهبت أسيل لسليم وضمته بشده وهي تبكى ومنهارة ثم طلبت من مربيته أن تأخذه للخارج وجلست على الارض وهي منهارة وتقول.

-! لماذا جلال لماذا فعلت ذلك معي انت وعمرو لقد أحببتك منذ أول يوم رأيتك به حتى بعد ما فعلته معي لم أكرهك بل كرهت الظروف التي جعلتك تنظر لي كعاهره وعندما علمت أننى أحمل أبنك فرحت لأنه جزء منك وسيساعدني ان أتحمل بعدك وعندما رأيتك مره أخرى تمنيت ان أخبرك عن سليم ونكون أسره لكن أنت تلعب بي دائما ولن أغفر لك مره اخرى.

ثم أتصلت بعمرو وأخبرته انها عرفت كل ما فعله ولن تسامحه عليه ولكن تريد ان تطمئن على صحته فهو قد فعل الكثير من أجلها لم يستطيع عمرو ان يقنعها أن جلال يحبها فهي لم تعطيه الفرصة لذلك
مر شهر وأسيل لا تذهب للمكتب ولا ترد على اتصالات جلال وترفض مقابلته وفي يوم كانت تحاول ان تطعم سليم وجاءها تليفون فردت عليه مرحبا فجاءها صوت حزين لفتاه وهي تقول أسيل الهوارى؟
فقالت نعم انا.

فقال الصوت: أنا شاهى أخت جلال هو بالمستشفى المركزي بين الحياه والموت أردت أن أخبرك بذلك
فسقطت السماعة من أسيل وفقدت الوعى كانت شاهى تقف خلف الزجاج تبكى بشده وهي تنظر له والأجهزة تحيط به جاءت أسيل مسرعة واتجهت لشاهى وقالت بلهفه ودموع منهمرة ماذا حدث له؟

فقالت شاهى ببطء وصعوبة من كثره البكاء كان يشعر بالغضب من نفسه لأنه أعتقد أنه خسرك للمرة الثانية بسبب تسرعه وعندما كنتي ترفضي رؤيته كان يقضى وقته بالشرب حتى يخفى الامه واليوم شرب كثيرا وكان يبكى بشده ويقول هي لن تسامحني ابدا ثم خرج بالسيارة ولم يرى أمامه فانقلبت به العربيه
دخلت أسيل اليه واقتربت منه وأمسكت يده وقبلتها وقالت.

- أنت غاضب منى اليس كذلك؟ أنت تفعل ذلك حتى تعاقبني على ما فعلته معك والان يجب أن تستيقظ من أجلى أذا كنت تحبني لا تتخلى عنى ولا تتركني وحيده لماذا لا تجيبني هل مازلت غاضب منى حسنا أن لم يكن من أجلى فمن أجل أبنك، سليم يكون أبنك جلال لقد خفت أن أخبرك بذلك حتى لا تأخذه منى الان ليس لديه سواك ويجب ان تستيقظ من أجله، هل أقول لك شيء أخر اليوم عندما علمت انك بالمستشفى فقدت الوعى وجاء الدكتور وكشف على وعندما عاد لى وعيي فقال لى أنى حامل جلال أنا أحمل أبنك الثاني بداخلي الان هل ستتخلى عنه أيضا لماذا لا تجاوبني.

ثم صرخت به بصوت عالي يجب ان تفيق الان من اجلنا فنحن ليس لدينا غيرك في الدنيا لا تتخلى عنا الان
دخل الدكتور على صوتها وأمر التمريض بإخراجها ولكنها صرخت بهم لا أحد يقترب منى هو سوف يستمع لي وسوف يستيقظ من أجلى.

وبدئت الاجهزة في اصدار اصوات عالية فلقد توقف القلب وبسرعه أسرع الدكتور له وأخرجت شاهى أسيل من الغرفه وبدئوا في عمل صدمات كهربائية له وأسيل تتابع جسده يرتفع ويهبط وتشعر كأن روحها خرجت منها ولمده خمس دقائق توقف قلبه بهم لكن بالنسبة لأسيل مرت الدقيقة كأنها دهر وما أن أنتظم القلب مره أخرى ونظر لهم الطبيب بابتسامه ليطمئنهم حتى فقدت وعيها على يد شاهى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة