قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

كان هادى يضع يده على مقود السيارة، يدق بسبابته عليه في توتر إمتزج بلهفة.
فبعد دقائق ستكون سمر إلى جواره في السيارة في أول لقاء لهم خارج جدران تلك المستشفى، إنه لقاء إنتظره منذ أن تسللت إلى وجدانه وأحبها، وصار يتمناها بكل كيانه...
عملية هي، ملتزمة، لا تقبل بأي تجاوز من زملائها، ولا تسمح بأن يكون الحوار بينها وبينهم خارج نطاق العمل.

وهذا ماجذبه إليها كلية وأثار إعجابه بها منذ البداية، ولولا أزمة أخاها الأخيرة ما إقترب منها إنشا واحدا، ولظل بالنسبة إليها طبيب المستشفى النفسي والمسئول عنها فقط، تكتفى بتحية مقتضبة منها حين تقابله صدفة في طرقات المستشفى، أو حين يستدعيها لحالة طارئة.

حاول كثيرا أن يلمح لها عن مشاعره فلم يجد منها قط ما قد يمنحه تلك الفرصة، ليصمم على خلق تلك الفرص من لاشئ والتعبير لها عن مشاعره، فلم يجد غير زواج زملائهما حجة مناسبة ليبدأ بها.
قاطع أفكاره خروجها من باب المستشفى ليتجمد كلية وتحتبس أنفاسه داخل صدره وهي تتقدم من سيارته بخطواتها الرشيقة.

جميلة هي، يعرف، رائعة الملامح والشخصية، لا تدرك جمال تكوينها الذي يخطف أنفاسه ويوقف دقات قلبه ويتركه متوسلا عشقها كي تمنحه الحياة من جديد، أفاق من أفكاره وهو يترجل من سيارته بسرعة يستقبلها بإبتسامة، لتقابله بتحية مقتضبة أحبطته، ولكنه أسرع إلى جانب السيارة الآخر يفتح لها الباب برقة، فولجت إلى السيارة بهدوء.
أغلق الباب خلفها وأسرع إلى مكانه خلف المقود قائلا:.

-أنا متأسف جدا، عارف ان الوقت متأخر وانتى أكيد تعبانة بس...
قاطعته قائلة:
-مش مشكلة، بس ياريت نخلص بسرعة لإن فعلا الوقت متأخر.
أومأ برأسه وهو يقود سيارته بإتجاه ذلك المول التجاري المعروف، يشعر بدقاته تعود إلى الحياة بقوة وتمنحه شعورا رائعا بالسعادة، فقط لكونها، بجواره.
بينما كانا غافلين عن عيون رصدت هذا المشهد لتقول صاحبتهما بحقد:.

-آل وعاملالى الشريفة العفيفة اللى بتصد كل معجبينها من دكاترة المستشفى، وأتاريها راسمة على تقيل وحاطة عنيها ع الراس الكبيرة، أنا عارفة إيه بس اللى عاجبهم فيها؟دى حتى كشرية ومعصعصة، ماشى ياست سمر، بكرة تلاقى فضيحتك على كل لسان في المستشفى، مبقاش أنا تهانى إن ما خليتك تحطى وشك في الأرض وعينك متجيش في عينى تانى، ولا تزعقيلى كل شوية على الفاضية والمليانة، ومش بعيد تستقيلى خالص وتريحينا من وشك يادكتورة.

لترتسم إبتسامة خبيثة على وجهها وهي تطالع هذا الفيديو الصغير الذي صورته بعدسة هاتفها، تقوم بإرساله إلى كل العاملين بالمستشفى، بلا إستثناء.

ألقى مجد نظرة شاملة على الشقة يتأكد من أنه لا شئ ينقصها مطلقا، فقد إختار كل شئ بعناية، تأمل محتويات المكان ليدرك في ألم أنه إختار كل شئ كما كانت تحبه زوجته تماما، ورتبها كما كانت لترغب بالضبط.

ورغم اعتراضه بالماضى على تدقيقها في كل الأمور حتى في ترتيب أثاث المنزل ووجوب أن يكون كل شئ في مكانه الصحيح، تكاد أن يكون لديها هوسا بذلك، إلا أنه الآن يراه شيئا مميزا بها، فقد أدرك الآن في حزن أنه حتى هوسها ذلك قد عشقه دون أن يدرى، وها هو الآن يفعل كل ما كانت تفعله راغبا محبا، بعد ان كان معترضا، ولكن للأسف بعد فوات الأوان.

أغمض عينيه متنهدا قبل أن يفتحهما مجددا يلقى نظرة أخيرة على الشقة قبل أن يتجه إلى الباب بخطوات بطيئة، حزينة، ونادمة.

كانت سمر تقف في الركن الخاص بهدايا الزفاف تتنقل عيناها على الهدايا بروية، عاقدة حاجبيها بتركيز بينما يقف هادى بجوارها ينظر فقط إليها، يشعر بقربها الشديد منه لأول مرة، يتسلل إليه عطرها الرقيق فيثير حواسه، يرى تفاصيلها عن قرب لأول مرة.

خصلات شعرها البنية الناعمة والتي يتخللها خصلات ذهبية قليلة، قرنيتها البنية الرائعة يظلل حوافها أيضا ذلك اللون الذهبي اللامع، والذي يلاحظه أيضا لأول مرة، أذنها الصغيرة الناعمة والتي يتدلى منها قرط فضي رقيق تفركه بيدها الآن في تفكير، لتنظر إليه فجأة وهي تقول:
-إيه رأيك...

توقفت عن الكلام وهي تراه يطالعها بنظرته تلك والتي أربكت كيانها بالكامل، ليشعر هو بالخجل لضبطها إياه متلبسا بتأملها، تنحنح وهو يعدل من وضع نظارته الطبية في حركة باتت تدركها جيدا وتدرك أنه يلجأ إليها فقط حين يشعر بالتوتر او القلق، لينظر بإرتباك إلى الهدايا قائلا بنبرات حاول جعلها ثابتة قدر ما إستطاع:
-رأيى في إيه؟

تجاهلت سمر مشاعرها المرتبكة في محاولة منها لتكون عملية كما إعتادت دائما وهي تشير إلى تحفة رائعة على شكل بيانو، يجلس أمامه عازف وسيم، تابع هادى إشارتها ليرى إختيارها، تعجب قليلا من هذا الإختيار ليترجم شعوره إلى كلمات وهو يقول:
-وإشمعنى دى اللى عجبتك؟
هزت سمر كتفيها قائلة:
-مش عارفة، يمكن لأنى عارفة ان الممرضة حنان بتحب الموسيقى والعازف ده شبه دكتور محمود إلى حد ما، فيعنى، حسيتها تليق بيهم.

تأمل هادى تلك الهدية التي إختارتها قليلا ليدرك أن لديها فعلا وجهة نظر أعجبته، رغم تلك النيران التي إشتعلت في خافقه لإدراكها التشابه الفعلي بين ملامح محمود وملامح ذلك العازف، يتساءل بصمت،
ترى هل يمكنها أن تدرك ملامحه هو أيضا إن رأت شبيه له في أي شئ حتى لو كان تمثال جامدا كهذا التمثال؟لينفض غيرته وهو يقول بإبتسامة هادئة:.

-الحقيقة إختيار موفق جدا؟رغم انى مكنتش متوقع إنك هتختارى هدية رومانسية زي دى، توقعت يعنى تختارى حاجة عملية أكتر.
إعتلت حمرة الخجل وجنتيها، ربما لأول مرة منذ أن عرفها هادى، ليزداد هو إعجابا بها، بينما قالت هي بإضطراب:
-فعلا الحقيقة أنا لو بختار لنفسى كنت هختار دى.
تابع إشارتها إلى حافظة أقلام توضع على المكاتب على شكل برج إيفل، ليعود بنظراته إليها وهي تستطرد قائلة:.

-بسيطة وعملية زيي بالظبط، بس لما بنختار هدية لازم نفكر في ذوق اللى هنهاديه بيها، مش بنكتفى بذوقنا وبس.
أومأ برأسه موافقا، وهو ينظر إليها بإبتسامة أربكتها، لتقول بإضطراب، تتعجل إفتراقها عنه:
-لو موافق على إختيارى يبقى كدة تمام، تروح تحاسب وأنا همشى، لإنى بجد إتأخرت.
عقد حاجبيه لا يريد رحيلها بتلك السرعة، يقول بلهفة عجز عن إخفاؤها:
-طيب إستنى هوصلك في طريقى.
قالت بلهجة نافية، قاطعة:.

-مش هينفع، إحنا في منطقة الكل عارف فيها التانى ولو شافونى راجعة مع حضرتك وخصوصا في الوقت ده، مش هترحم من لسانهم.
نظر إليها بإحباط يدرك منطقية كلماتها، ولكنه يخشى أن تعود للمنزل في هذا الوقت المتأخر دون أن يكون معها لحمايتها، لذا قال بهدوء:
-طيب إستنى، على الأقل هوقفلك تاكسى وهمشى وراكى بالعربية.
كادت أن تقاطعه ليقول في حزم:
-أنا مصر، من فضلك مترفضيش.
تنهدت قائلة:
-تمام هستناك برة.

أومأ برأسه موافقا فغادرت بهدوء تتبعها عيناه بقلة حيلة فقد أمل أن يقترب منها أكثر ولكنها مازالت تضع له حواجز وحدود تريد بها أن تصد مشاعره ومازالت تنجح رغم محاولاته، ولكنه ابدا لن يستسلم وسيحاول بكل قوته أن يزيلها كلها، ليتنهد وهو يمسك بتلك الهدية التي إختارتها للعروسان، قبل أن تلمع عيناه وهو ينظر إلى إختيارها، هي.

دلف حسن إلى منزله بهدوء مغلقا الباب خلفه لينتفض ملقيا بهذا الكيس الذي يمسكه أرضا حين وصل إليه صوت أخاه مجد الساخر وهو يقول:
-حمد الله على السلامة ياسى حسن، ما لسة بدرى.
نظر حسن إلى مجد الواقف على عتبة حجرته مستندا إلى بابها في دهشة قائلا:
-مجد!
إقترب مجد منه قائلا بسخرية:
-أيوة مجد، مجد اللى قايلك إنه جاي النهاردة بس إنت ولا على بالك طبعا وأكيد نسيت.
إبتسم حسن وهو يقترب منه قائلا بنبرة آسفة:.

-معلش ياأبو الأمجاد حقك علية، أنا فعلا نسيت، بس والله كان يوم مشحون نسانى حتى إسمى.
إقترب منه يسلم عليه، راغبا في أن يأخذه بين أحضانه ليوقفه مجد قائلا بحزم:
-لا هسلم عليك ولا هحضنك قبل ما أعرف كنت فين وإتأخرت ده كله ليه، ولا إنت متعود على كدة بقى وإحنا في القاهرة نايمين على ودانا.
إتسعت إبتسامة حسن وكتف ذراعيه أمام صدره قائلا:.

-والله أنا لو متجوز، مراتى ما هتعاملنى بالشكل ده، ولا هسمحلها أصلا، عموما ياسيدى، لأ، مش متعود، وكنت مع واحد صاحبى بنتبرع بالدم لوالد واحد تانى من أصحابنا، ولو إنى مش مجبر أبرهنلك بالدليل على كلامى، لإنك المفروض تصدقنى، بس إتفضل ياسيدى.
وأخرج من جيب بنطاله الهاتف ومده بإتجاهه قائلا:
- إتصل بآخر رقم على التليفون، ده رقم صاحبى اللى اتبرعنا لوالده بالدم، تقدر تتصل بيه وتسأله.

لم يكن فعلا مجد بحاجة لأن يتصل بأحد ليتأكد من صحة كلام أخيه، فإن كان حسن شابا يعيش الحياة بطولها وعرضها إلا أنه أبدا لا يكذب ولا يخون ولا يفعل ما يغضب الله من كبائر، فقط بعض الأخطاء الصغيرة والتي سيحرص مجد على تقويمها وحث أخيه على تركها طوال إقامته الجبرية معه، ليبعد مجد يد أخيه الممسكة بالهاتف وهو يحتضن حسن قائلا بحب:
-وحشتنى ياأبو على.
ضمه حسن بدوره قائلا بمزاح ساخر:
-بعد إيه بقى، ما كان من الأول.

وكزه مجد قائلا:
-ماتتلم بقى، مش كفاية نسيتنى، وسبتنى طول اليوم بجهز في الشقة لوحدى.
خرج حسن من أحضان أخيه يضرب رأسه بخفة قائلا:
-أيوووه ياجدعان، في دى عندك حق وأنا غلطان بس والله اللى حصل النهاردة لبخنى، حقك علية يامجد.
وكزه مجد مجددا بخفه في كتفه قائلا بإبتسامة:
-ولا يهمك ياأبو على.
تفحص حسن ملامح أخاه قائلا:
-إنت كويس يامجد؟
بهتت إبتسامة مجد للحظة قبل أن يقول بثبات:
-هبقى كويس ياحسن، هبقى كويس.

ربت حسن على كتف أخاه مشجعا، ليربت مجد على يد أخاه يخبره بنظراته أن كل شئ على مايرام، ليومئ حسن برأسه قبل أن يقول:
-ها، إتعشيت ولا مستنينى؟
تنهد مجد قائلا:
-مليش نفس.
إتسعت عينا حسن قائلا:
-ملكش نفس إيه بس؟ده انت ابن حلال وأنا جايب معايا كباب.
ثم ذهب إلى الكيس الذي ألقاه أرضا وإلتقطه قائلا بحنق:
-هو صحيح بقى كفتة، بس هيتاكل بعون الله.
ليتقدم بإتجاه أخيه يتوقف أمامه وهو يرفع الكيس أمام وجهه قائلا:.

-معايا ولا هضربه لوحدى؟
إبتسم مجد قائلا:
-معاك طبعا، زي بعضه، كفتة كفتة.
إبتسم حسن قائلا:
-إشطة ياكبير، هو ده الكلام.
ضربه مجد على رأسه بخفة قائلا:
-ما تتعدل في كلامك بقى، إيه اللى إنت بتقوله ده؟
فرك حسن رأسه قائلا بحنق:
-بهزر معاك، على فكرة إيدك تقيلة وأنا مش هسكت.
رفع مجد حاجبه الأيسر قائلا بتحدى:
-هتعمل إيه يعنى؟
حرك حسن حاجبيه صعودا وهبوطا قائلا:
-هروح أحضر الأكل طبعا.

ليتقدم بإتجاه الطاولة تتبعه عينا مجد لترتسم على وجهه إبتسامة خالصة لأول مرة، منذ شهور.

قالت ماجى برقة:
-صباح الورد ياموحة.
إبتسمت موحة بحب قائلة:
-صباح الفل ياقلب موحة، أخبارك إيه ياقلبى؟
قالت ماجى بملل:.

-العادى، أنا هتجنن من جيسى والصراع الأبدى ما بين دراستها ولعبها الجمباز في النادى واللى طبعا أهم عندها من المدرسة والمدرسين ومامى ذات نفسها، ولا حماتى دى كمان، ربنا يسامحها بقى، لسة بتزن على يوسف عشان تخلينى أجيب بيبى كمان، ومن يومين سمعتها بتقوله إنى كبرت في السن ولازم ألحق أخلف قبل ما العضمة تكبر ومقدرش أفرحها بحفيد جديد.
ضحكت سماح بقوة لتستطرد ماجى قائلة:.

-إضحكى ياأختى إضحكى، ماهو إنتى معندكيش حما محسساكى إنك خلاص داخلة على سن اليأس ومش هتخلفى تانى.
ظهر الحزن فجأة في عيون سماح وهي تقول:
-أعذريها يا ماجى، إحنا فعلا مبقيناش صغيرين وبقينا في التلاتينات وفرصنا في الحمل بتقل.

أغمضت ماجى عيناها تلعن لسانها الزالف والذي لابد وأنه آلم صديقتها التي تحاول الإنجاب منذ سنوات، ولكنها لم توفق، فقد حملت في مراد بمعجزة كما قال الطبيب، رغم أن فحوصات كل من سماح وحسام سليمة وليس بهما اي عيب يمنعهما من الانجاب، ومنذ أن كبر مراد قليلا وهي تحاول الإنجاب دون جدوى، لتقول بصوت نادم:
-أنا آسفة، والله ما خدت بالى...
قاطعتها سماح قائلة:
-عارفة ياميجو، المهم قوليلى يوسف عامل إيه؟

قالت ماجى بتنهيدة:
-يوسف مشغول اليومين دول مع صاحبه اللى قلتلك عليه، بيظبطوا أوراق الشركة اللى هيفتحوها مع بعض، تقريبا مبقتش أشوفه.
قالت سماح بإحباط:
-يعنى مش هتيجوا القاهرة قريب عشان أشوفك؟
قالت ماجى:
-والله لسة مش باين، بس فيه أوراق هيسافر يوسف القاهرة عشان يخلصها، هحاول أزن عليه كست مصرية أصيلة عشان يخلينى آجى معاه وساعتها أكيد هشوفك، وإنتى بقى مش ناوية تزنى زيي وتيجى إسكندرية.
تنهدت سماح قائلة:.

-والله نفسى وخصوصا عشان عايزة أشوف أخواتى، بس إنتى عارفة حسام، مبينفعش معاه الزن أبدا.
قالت ماجى بحنق:
-حسام ده مبينفعش معاه حاجة خالص، ربنا يعينك عليه، أنا منساش أبدا رفضه الغريب إنك تكملى تعليمك بعد الجواز، وإحراجه لية لما حاولت أكلمه.
قالت سماح بإبتسامة:.

-بس إنتى مستسلمتيش وقدمتيلى من وراه، ورغم إنه قلب الدنيا ساعتها بس لما عرف إنى مش هروح الجامعة، إضطر يوافق، وبقيت أذاكر وأروح الإمتحانات بالعافية.
قالت ماجى بسخرية:
-ما هو من ساعتها مبيطيقش سيرتى وخصوصا إنك إتفوقتى وجبتى تقدير حلو جدا كمان.
قالت سماح بحب:.

-كانت خطوة ريحتنى اوى والفضل الوحيد فيها كان ليكى إنتى ياماجى، لولا إيمانك بية وتشجيعك أنا مكنتش أبدا هحقق حلمى ده، ده غير السيديهات اللى بعتهالى لما عرفتى حبى للغات وخليتينى أتعلمها وأنا جوة البيت.
قالت ماجى بصوت متهدج:
-إنتى طيبة ياموحة وتستاهلى كل خير ده غير إنك طموحة وكلنا كنا بنتنبألك بمستقبل حلو أوى، لولا بقى الله يسامحه.
تنهدت سماح قائلة:.

-كل شئ قسمة ونصيب وكل واحد بيحب بطريقته ياماجى، ودى طريقة حسام في الحب، عايزنى بس مهتمش بحاجة في الدنيا دى غيره، عايز كل تفكيرى يكون فيه هو وبس، وحواليه هو وبس.
قالت ماجى في نفسها
هل تطلقين على الأنانية حبا؟والله ما هذا بحب أبدا، وإن كان ولابد أن نطلق عليه حبا، فالأحرى أن نقول أنه حب التملك، حب مرضي يودى بأطرافه إلى حتفهما
أفاقت من أفكارها على صوت سماح وهي تقول:
-إنتى لسة معايا ياماجى؟

قالت ماجى بسرعة:
-أيوة معاكى ياحبيبتى بس سيبك من سيرة حسام، بتقفلى يومى، وقوليلى أخوكى مجد عمل إيه؟
تنهدت سماح قائلة:
-هقولك ياماجى، هقولك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة