قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية صقر الصعيد الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع والأخير

رواية صقر الصعيد الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع والأخير

رواية صقر الصعيد الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع والأخير

وصل إلى المستشفي ركضًا دون أن يعرف سبب وجدها فظل طيلة الطريق يلعن نفسه ويسب عقله الذي أغضبها وصرخ بها، كان عقله يُخيل له بأنها جاءت إلى هنا بسببه وبسبب شجارهما، وصل إلى غرفتها يلهث بتعب من الركض يكاد يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة فولج بسرعة البرق ووجدها على الفراش صامتة ودموعها تتجمع في جفنها وتحبسهم بأحكام، أسرع نحوها يتفحصها بخوف عليها وما أصابها ويحدثها هاتفًا: -.

- حصل أيه؟ كدة يا فريدة تخضينى عليكى، أنتى كويسة صح؟ مفيش حاجة بتوجعك؟

كانت تنظر له بصمت وهو يتحدث بلهفة عليها ولم يذكر طفلها أحقًا يقلق عليها هي وليس طفلهما، أكمل حديثه بأسف وهي يملك يدها: -
- كدة يافريدة عشان زعقت شوية تخضينى كدة، بتعاقبينى عشان أتخنقت معاكى شوية..

وقفت جالان من مكانها بهدوء وأخذت زوجها من يده لكى تخرج وتتركهما معا، صرخ صقر بها بأغتياظ قائلًا: -
- شوفتى أنا كنت عارف أن فريدة مهتتعبش كدة لحالها، طلع متخانق معاها
- مالناش دعوة ياصقر كل واحد حر في مراته
قالتها بهدوء وهي تأخذه من معصمه إلى المقاعد الحديدية لكى يجلسا فقال: -
- مراته يعنى أيه، يتخانق براحته مش فاهم، دا لازم اقفله عشان ميقررهاش تانى.

صاحت به بضيق من أصراره قائلة: -
- في ايه ياصقر تقفله ليه هو ضربها ولا قتلها، دا لو ضربها مش من حقك تتدخل غير لو أختك أشتكتلك فاهم، مانت بتزعقلى كتير فيها ايه، ياصقر ياحبيبى كل واحد بيكون تعبان ومخنوق مفيهاش حاجة لما زعق شوية مقتلهاش يعنى تلاقيه كان مضايق شوية البيوت كلها فيها من دا وعايشين عادى لو كل واحد اتخانق مع مراته أهلها أدخلوا كل البيوت هتخرب، قوم خلينا نروح.

- وأسيبها لوحدها
قالها بحدة بينما يحدق بها بحزم، فوقفت بأصرار وهي تقول: -
- هي مش لوحدها جوزها معاها، قوم ياصقر
أخذته من يده بالقوة ورحلت من المستشفي به...

مسح على رأسها بحنان وهو يقول بحنان وأسف: -
- أنا أسف ياحبيبتى حقك عليا..
تركت العنان لدموعها وكامل الحرية لها لكى تنهمر من جفنيها وهتفت بلهجة واهنة وصوت مبحبوح: -
- أنا اللى أسفة يا نبيل أنا اللى بقيت مهملة فيك وفي حاجاتك الغلط عندى أنا
وضع قبلة على جبينها بحنان ودفء وقطعهما دخول الطبيب يسأل بفضول: -
- حضرتك جوزها؟
أومأ إليه بنعم فهتف بجدية وصرام: -.

- طيب أنا بقولك أهو قدامها، الحمل بتاع المدام صعب ومحتاجة تفضل في السرير طول فترة الحمل وبعدين عن كلام الدكاترة وتقولك دا كل الدكاترة بتقول كدة وعادى لا المدام عندها مشاكل في الرحم يعنى أقل حركة ممكن الحمل ميكملش وتهتم بالتغذية كويس جدًا جدًا.

نظر لها بحذر ثم سأله مُستفهمًا: -
- حاضر يادكتور، تعبناك معانا، بس هي ممكن تخرج أمتى؟
أجابه الطبيب بحذر مُبتسمًا له: -
- ممكن دلوقتى لو حبيت بس تسمع الكلام ومتتعبش نفسها
أجابته بعفوية وهي تجلس على الفراش وتمسك في يد زوجها كطفلة صغيرة: -
- حاضر هسمع الكلام ومش هتحرك خالص
أجابها بتحذير من حديث النساء: -
- مفيش زهقت من السرير والقعدة
أومأت له بسعادة برأسها وقالت بعفوية: -
- مفيش.

أومأ لها بإيجاب ثم خرج من الغرفة تاركهما، رمقها بهدوء يخفي خلفه قلقه عليها فهى لم تستطيع الجلوس بدون شقاوتها المعتادة التي تمليء أى مكان تكون به، تبسمت له بطفولية هي تحرك يدها بنعومة على بطمها وكأنها تخبره بتصرفها بأنها هي وطفله بأمان لكر تطمئنه فتبسم عليها جاذبًا رأسها إلى صدره بدلال...

نزلت جالان الدرج بتذمر من طفلها ذات العشرة أشهر حامله على ذراعيها وهي يداعب وجهها يشاكسها ووجدت نبيل يجلس بجوار زوجته ببطنها المنتفخة وفي شهورها الآخيرة من الحمل فهتفت فريدة بدلال وهي تتشبث بيد زوجها قائلة: -
- كان نفسي أنزل أسلم عليكى بس تحكمات حبظلم أبنى بقي...
صعدت إلى السيارة ووجدت أطفال قمر يحتلوا الأريكة الآخيرة وحدهم فحدقت بزوجها بتذمر وهي تقول: -.

- عجبك كدة مصر كلها قاعدة جنب مراتاتها وسيادتك عاوز تقعد جنب السواق وتسيب مرات.

ضحكت قمر عليها وهي تضع راسها على كتف زوجها لتزيد من غضبها فصرخت به قائلة: -
- طب أيه قولك أن مفيش كراسي جنب السواق ولو قعدت جنبه ياصقر هنزل ومش رايحة في حتة.

ضحكوا جميعًا عليها وأولهم زوجها فجلس بجوارها لتتشبث بذراعه بدلال ورأسها على كتفه فتبسم عليها وهو يربت على يدها بحنان وجلس عوض بجوار السائق وزوجته في الخلف مع الأطفال وأنطلقوا جميعًا إلى العين السخنة ووصول إلى الشاليه يطل على البحر مباشرة في شاطيء هاديء غير مزدحم وذهبت ا جالان و قمر إلى المطبخ ليجهزا الطعام بينما جلست زوجة عوض على الشاطيء بجوار الأطفال وعلى بُعد جلست فريدة على أحد المقاعد مُمددة جسدها بأسترخاء واضعة يدها على بطنها المنتفخة، في حين ذهب الرجال ثلاثتهم إلى البحر ليسبحوا قليلًا، كانا يراقبهم من خلال نافذة المطبخ وهم يسبحوا في البحر وظل يتهامسان عليهم ثم تركوا الطعام وأغلقا النار عنه وخرج لهم ذاهبون نحو فريدة وظل يتهامسان معاها بمكر نساء ولامحهم أيمن فقال: -.

- أنا مبرتاحش لما بيتجمعوا وربنا
نظر كلا من صقر و نبيل نحوه وتوقفوا عن السباحة فهتف نبيل بتذمر: -
- مش وقت هزارهم على فكرة البت على وش ولادة هتولد مننا
- تعالوا أقولكم هنعمل أيه...
قالها صقر بمكر وخُبث ثم أخبرهم بخطته فحدق به أيمن بأستغراب ثم سأله مُستفهمًا لكى يطمن على حاله: -
- أنت متأكد أن جالان مش هتطلقك فيها
- سابها على ربك المهم تعملوا زى ما قولتلكم...

قالها بخُبث وهو يرمقها عن بُعد باسمًا على ما سيفعله به...
- فهمتى هتعملى أيه؟
سألتها جالان بهدوء فأومأت لها بنعم بوجه طفولي شرس ثم وقفت من مكانها بينما تضع يدها على بطنها وحدثت طفلها بلهجة ماكرة: -
- مش كدة يا كوكو إحنا هننفخ بابي ياروحى عشان يحرم ينزل البحر من غيرنا، لنستعد بس عاوزاك تكون حنين على مامي ماشي..

أستداروا ثلاثتهم لكى ينفذوا مَقلبهم وصعقوا حين وجدوا نبيل و أيمن يحملوا صقر وهو فاقد الوعى فركضوا لهم حين وضعوا على الرمال وبدأ أيمن يصنع لها أنعاش للقلب والرئة فسألتهم بهلع: -
- حصل أيه؟
- معرفش هوكان بيعمل مسابقة غطس مع نبيل و غطس ومطلعش نزلنا ندور عليه لاقينا غرق، وما أن أنهى جملته حتى تلقي ضربة قوية منها على ظهره وهي تقول: -
- بعد الشر عنه، غور من وشي.

دفعته بعيدًا عنه وهي تجلس بجواره وقد بدأت في البكاء بخفة وقلق مُنادياه: -
- صقر، صقر حبيبي رد عليا، صقر والنبي متسبنيش لوحدى، طب عشان خاطر مروان بلاش عشانى.

جهشت في البكاء بأنهيار وهي جالسة بجواره فغمز نبيل ل أيمن فأبعدها عنه وهو يقول بجدية وحزم: -
- أنتى هتقعدى تعيطى خلينا نودي المستشفي
- لا مستشفى أيه شله معايا نطلعه الأوضة وأتصل بالدكتور
قالها أيمن بأقتضاب ثم حملوا معانا وصعدوا به إلى غرفتها وهي خلفهم تبكي بشدة وأنيهار حتى سقط حجابها البسيط مرتين وأعادته، وضعوا على السرير ثم خرجا معاً فحدثه أيمن بشر وقال: -
- روح أتصل بالدكتور بسرعة.

غمز له بسرعة ثم ذهب...

جلست بجواره فوق الفراش وهي تحاول إفاقته باكية بأنيهار وقد وشكت على عدم الرؤية بسبب دموعها التي تتلألأ في عينها وتحدثه بخوف: -
- صقر حبيبى متسبنيش لوحدى، طب والله مش هعمل فيك مقالب خالص بس قوم، وعد والله مش هعمل حاجة خالص وهسمع الكلام ومش هتخانق معاك تانى، طب أنت بتزعل منى عشان بروح الشغل وأسيب مروان خلاص مش هروح الشغل بس خليك معايا متسبنيش.

كانت تحدثه بتلعثم شديد وصوت شهقاتها يمليء المكان بأكمله باكية بطريقة هسترية فرفعت رأسها ويدها للأعلى لتدعو ربها بصوت مسموع قائلة: -
- يارب قومهولى وأنا مش هزعله تانى وعد والله، ولا هعمل مقالب فيه تانى وأنت شاهد يارب، بس أنت أكتر حد عارف أن ماليش غيره في الدنيا كلها، يارب أنا ماليش غيرك يقف معايا...

خفضت رأسها بأستياء ووجع أمتلك قلبها فوجدته يفتح عيناه ببطيء شديد مُبتسمًا لها فحدثته بسعادة وسط بكاء: -
- صقر حبيبي، أنت كويس في حاجة بتوجعك؟
جلس على الفراش وهو يمتلك وجهها بين كفيه ويمسح دموعها بأبهامه بلطف ثم أردف بحنان قائلًا: -
- أنتِ بتحبنى أوى كدة؟

لم تجيبه بلسانها وحديثها بل أجابته بعناقها له بقوة وهي تتشبث بها بقوة حتى لا يهرب منها أبدًا فضحك عليها بحنان وهو يطوقها بذراعيه ويمسح على رأسها بلطف حتى سقط حجابها عن رأسها فأردفت بخوف بينما تدفن رأسها في عنقه وكتفه: -
- متسبنيش ياصقر أوعى تعملها وحياتى عندك أنا ممكن يجرالى حاجة لو سبتنى
همس بأذنيها بنبرة دافئة هاتفًا: -
- متخافيش ياحبيبتى أنا عمرى ما هسيبك.

ثم وضع قبلة رقيقة على رأسها فهتفت بسذاجة تقول: -
- كنت هتسبنى دلوقتى ياصقر جالك قلبك تسبنى
أجابه بدون وعى وهو يطوقها بذراعيه ويربت على ظهرها ليطمئنها دون أن ينتبه لكلماته: -
- لا ياقلبي مهونتش وعمرك ماهتهونى عليا دا مقلب صغير بس...
توقف عن حديثه بصدمة، أتسعت عيناها على مصراعيها بصدمة ثم نزعت نفسها من حضنه وتقول بحدة وصراخ: -
- مقلب، كنت هتوقف قلبي وتقول مقلب أنت أتجننت ياصقر.

- أتجننت أنت لسه قايلة مش هزعلك ولا هتخانق معاك
قالها ليذكرها بحديثها فصرخت بوجه بأقتضاب وجدية: -
- وهو أنت كنت بتموت ما بُنى على باطل فهو باطل، دا مقلب تعمله ياصقر، والله ياصقر أنت أتجننت بجد...

قالتها وهي تنزل من الفراش ذاهبة للخارج فأسرع لها وهو يقول بلهفة: -
- أنتى رايحة فين أستنى مينفعش تخرجى
قالها وهو يقف خلف الباب يمنعها من الخروج فحدقت به نظرة غضب تشع نار فحملها على ذراعيه بالقوة وهي تصرخ به وتحاول النزول فحدثها بجدية بينما يشد عليها بذراعيه: -
- جالان.

نظرت له بهدوء وتوقفت عن الحركة فرأته يقترب برأسه نحوها ثم وضع قبلة على جبينها بحنان ثم نظر بعيناها بشغف وشوق وأقترب نحوها أكثر فأغمضت عيناها بأستسلام له...

- أستعجل الدكتور يا أيمن ولا تعال نودى المستشفي
قالتها بقلق وهي تمسك يده بذراعها فأربت على ذراعها وكان على وشك أن يتحدث لكن قطعه صوت زوجة عوض وهي تقول بصراخ: -
- الحجينى ياست قمر، أنا ملاجيش يوسف
أستدارت لها بذهول وسألتها بأستفهام: -
- مش لاقيه يعنى أيه، تلاقي بيلعب هنا ولا هناك مع أخواته
- لا لا دورت في كل مكان ملهوش أثر.

قالتها وهي تبدأ تمثل في البكاء فهلعت إلى الخارج بقلب أم مخطوف تبحث عن طفلها على الشاطيء ولم تجد له أثر وهو خلفها فأستدارت له تبكى وجسدها ينتفض من الرعشة قائلة: -
- أيمن، ابنى فين؟ أنا عاوزة ابنى يا أيمن..
تركته وظلت تركض على الشاطيء تناديه بقلب تنهشه الألم وتقول: -
- يوسف، يوسف حبيبى أنا ماما، يوسف.

ركض خلفها بسرعة حين سقطت على الأرض باكية وتضرب بقبضته فوق قلبها فجلس خلفها بهدوء وهو يطوقها بذراعيه فهتفت بإستياء وحسرة: -
- قوم دور عليه دا ابننا يا أيمن
هتف بأذنها هامسًا بحنان: -
- متخافيش ياحبيبتى يوسف بخير، دا هزار والله أهدى ياروحى
أستدارت له بغضب نارى حين سمعت حديثه وضربته على صدره بقوة فطوقها بقوة حتى يسيطر على حركتها بين إحضانه حتى شعر بجسدها يستريخ بين ذراعيها وهدأ صوت بكاءها فقال بلطف: -.

- أنا بحبك أوى يا قمر أوى أكتر من أى حد
سألته بنبرة هادئة وهي تجفف دموعها بأصابعها الناعمة: -
- وصقر كمان هزار صح؟ مفيش غريق بيدخل الأوضة بدل ما يروح المستشفي
أومأ إليها بنعم ثم هتف بهدوء حتى لا يثير غضبها: -
- اه هزار، بس والله تفكير صقر مش إحنا
نكزته في ظهره بأغتياظ وقالت بجدية: -
- أنتوا مجانين، وهتعملوا أيه في فريدة
أجابها وهي يدفن رأسه في كتفها بنبرة ناعمة: -.

- لا فريدة على وش ولادة نبيل مش راضي يقرب منها لتولد مننا
سألته بخفوت وهي تضع يدها فوق يده بحنان: -
- وهان عليك تخضنى الخضة دى على ولادى يا أيمن، هزر في أى حاجة بس مش ولادى يا أيمن.

وضع يده بجانب عنقها يُدير رأسها له لكى تتقابل عيناهما معًا بنظرة دافئة تفيض بمشاعره لها مُتأملها بعفوية وحجابها يتطاير مع نسمات الهواء الباردة تشبه الوردة الناضرة في بستان حياته ثم وضع قبلة على جبيبنها بدلال وخاطبها بنبرة هادئة: -
- متهونيش عليا يا قمر ولا يهون عليا دموعك دى مقدرش أشوفها بتقتلنى والله وبحس بخنجر أتغرس في قلبي مع نزولها.

فوضعت يدها فوق قلبه تلامسه بعذوبة ثم هتفت: -
- سلامة قلبك ياقلبى
أرخت رأسها فوق صدره وتشابكت أصابعهم معاً ناظرين للبحر وأمواجه الهادئة..

صرخت بوجه بأنفعال بينما تدفعه في صدره بقوة: -
- أبعد عنى يا نبيل خلينى اروح أطمن على أخويا
- والله صقر كويس أهدى بس عشان متتعبيش، دا هزار
قالها بلطف وهي يشير له بيده بأن تهدأ حتى لا يؤثر عليها بالسلب والتعب على حملها، فصرخت بأقتضاب منه ونبرة أعلى: -
- أنت بتكدب عليا، صقر اخويا، لالا مش ممكن يحصله حاجة
أقترب نحوها بدلال وهو يمتلك وجهها بين كفيه وقالت بعذوبة: -.

- أطمنى والله هو كويس دا مقلب عامله في جالان، هو كويس وبخير
حدقت به ببراءة وضعف ثم سألته للتأكيد: -
- بجد أنت مبتكدبش عليا، هو كويس صح؟
أومأ إليها بنعم برأسه فوضعت رأسها على صدره بأرتياح وهي تتنفس الصعداء فطوقها بذراعيه وقال يشاكسها: -
- فريدة أنتى تخنتى أوى مش ناوية تفسى بقي أنا مش عارف أحضن ولا أعمل أى حاجة
ضربته بقبضته برفق وهي واضعة رأسها على صدره وقالت: -.

- هو التخن بسببى كله بسبب ابنك هو السبب وأنت السبب
قهقه ضاحكًا عليها وأجابها بمرح: -
- أنا السبب مش أنتى اللى قعدتى تعيطى عاوزة نونو وتبقي ماما
أجابته بدلال وهي تلف ذراعيها حولها خصره بقلب عاشقة تعشق رائحة عطره وألتصقها به قائلة: -
- يعنى أنت مش عاوز نونو، أنا عاوزة حتة منك
أنزل يده اليمنى عن ظهرها واضعة أسفل رأسها مداعبًا ذقنها ورفعها للأعلى لتلتقي عيناهما وقال بهيام: -
- أنا عاوز التورتة كلها..

تبسمت له بدلال وعادت برأسها إلى الأسفل بعناقه مُستلسمة إلى تلك الوهلة التي جمعتها بحبيبها وقد تساوي العمر كله لديهما...

تذمروا ثلاثتهم على رجالهم راغبون بالنزول إلى البحر والأستمتاع بالمياه بالباردة ومع تذمرهم وأصرارهم وافقوا بنزولهم، ونزل كل منهم بزوجته بعيدًا عن الآخرين وكان صقر يسبح بها وهي تتشبث بذراعه باسمة له ببراءة طفولية وهكذا أيمن وزوجته كانا هذان الزوجين يعيشان لحظات رومانسية دافئة بقلوبهما ومشاعرهما العاذبة بقدسيتها حتى انتبه لصراخ فريدة فنظروا إليهما وسبحوا نحوهما، كان يسألها بقلق وذهول: -.

- مالك يافريدة؟ انتى يابت
- اااه اوووف اااوف أنا بولادة يا نبيل ااااااه ودينى للدكتور بسرعة اااااه..
قالتها وهي تصرخ مُتألمة من بطنها وكان هو مُندهشًا لأول مرة يري امرأة تلد بالبحر فأخذوها للخارج وهي تصرخ به وتتضربه بقوة مُحدثه: -
- ابنك غبي جاي يخرج دلوقتى اااااه أووووف اااوووف بطنننى
هتفت قمر بجدية وهم يجلسوها على المقعد برفق بينما هي لا تتوقف عن الصراخ: -
- إحنا هنغير هدومنا بسرعة.

صاح نبيل بها وهو يمسك بيد زوجته قائلًا: -
- مفيش وقت ياماما البت بتولد أستن لما الواد يخرج هنا
أجابته بجدية وهي تقول: -
- متقلقش اللى بيجيلها الطلق مبتولدش في ساعتها مش معقول هنروح المستشفي مبلولين يعنى..

أثناء حديثهم كانت جالان ولجت إلى الداخل أرتدت عبايتها فوق ملابسها المبلوله وغيرت حجابها في حين غير صقر و نبيل تيشرتهم المبلول بتيشرت آخر موضوع على الطاولة على الشاطيء وهكذا أيمن، أحضرت جالان لها عباية مفتوحة وساعدتها في أرتداها حتى غيرت قمر ملابسها سريعًا وأخذوها بالسيارة وهي تصرخ بهم وتسبهم جميعًا على بطئهم معاها فهم لا يشعرون بألمها وكانت تتفوه بكلمات دون وعي من ألمها: -.

- ااااااه ااااوووووف مش قادرة أكتر من كدة، أستحمل ياكوكو متبقاش رخم زى أبوك، اااااه أنت كدة غبي زى خالك، ااااااه اااااوووووف أسمع الكلام بقي ياواد أنت طالع عنيد لمين اااااه مش قادرررة هموت.

كانوا يسمعوا حديثها وينظروا لها بينما أيمن يضحك عليهم وهي تسبهم ولم تذكروا في موشحها فأجاب على حديثها نبيل: -
- عنيد لأمه أم دماغ جومة ولسان عايز قصه ااااه
لم ينهى حديثه الحادة بسخرية عليها حتى أجابته بعضة قوية في ذراعه تسكته عن التذمر عليها، وصلوا إلى المستشفي ووضعها على الكرسي المتحرك وركضوا بها إلى الداخل فأوقفتها الطبيبة وهي تسأل الممرضة: -
- دى حالة ولادة.

صاحت بها فريدة وهي تجلس على الكرسي وتتألم فتكز على أسنانها: -
- أمال بلعب معاكى كورة ولا خالعة ضرسي أنتى مبتشوفيش ياولية، اااااه خلصوووونى بقي مش قادرة اااووووف.

أخذوها إلى غرفة العمليات وظلوا جميعًا في الخارج ينتظروها حتى خرجت الممرضة تُبشرهم بأنها أنجبت ولد جميل وأن حالتها الصحية بخير فغمرت السعادة قلوبهم وعانقت قمر زوجها بفرحة بينما ضم صقر زوجته إلى صدره ببهجة أما نبيل فوضع يده فوق وجهه يشكر ربه ويحمده على أتمام نعمته عليه ورزقه بطفل جميل كأمه يحمل عنادها وبراءتها في حين يحمل ملامح والده...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة