قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

أستدار وتسمر مكانه بذهول حين رأها أمامه، تقف هناك بجوار باب غرفته فسألها بذهول وهو يقترب منها بحزم قائلاً: -
- أنتي مين، أنتي من بنات مصر صوح، مين فيهم
أعتقد بأنها أحدي ضيفاته فحين رأى أخته تصعد لهم بالعصير كانت تحمل أربعة كأسات فلم يدري بأن هناك طفلتين منهم صغار، كان يعتقد بأنها أخطأت في دخول غرفته، لكنها أوقفته مكانه حين قالت بكبرياء عاقدة ذراعيها أمام صدرها: -.

- أنت بقي صقر، أنا جالان مراتك وحطي تحتها مليون خط.

تسمر مكانه بعد جملتها أهذه هي زوجته التي جعلت ابن عمه يجن بها، أهو جن بها لشخصيتها القوية آما لجمالها، تفحصها بهدوء شديد فتاة شديدة الجمال فاتنة وكأنها أجمل امرأة في العالم وحازت على لقب ملكة ملكات الجمال في العالم، قصيرة إلى حد ما تقريباً في حدود 150سم لكنها نحيفة مما جعلها ضئيلة جداً أمامه مُرتدية بيجامتها القطني بنطلون واسع طويل وتيشرت بنص كم ضيق قليلاً مرسوم عليه ورود، شعرها البني حرير ناعم بغزارة طويل يصل لنهاية ظهرها وعيناها الزرقاتين واسعتين وأنف صغيرة وشفتين بلون الفراولة وبشرة بيضاء، سأل نفسه أجملها من جعل حسام يصر على زواجه هو منها خوفاً من أن يطمع بيها أخر يتزوجها ويحرمه من ردها له، أزدرد لعوبه بصعوبة من توتره بوجودها وجمالها الفائقة ثم سألها بخفوت: -.

- وجاية اهنا ليه؟
- آنا مش عايزة أطلق
قالتها وهي واقفة كما هي، أتسعت عيناه بذهول من طلبها كان يعتقد بأنها تحب حسام لذلك وافقت على هذا الزواج فسألها بذهول وهو يكمل خطواته نحوها حتى وصل أمامها: -
- ليه مش ده جوزك واللي جاله انكم بتحبوا بعض
هتفت بغضب وهي تضغط بأصابعها على صدره قائلة: -
- أنت جوزي، وأنا مش عاوزه أطلق ومش طالبه منك حاجة أعتبرني ضيفة عندك فترة وهمشي بعدها
- وحسام.

سألها بهدوء وهو يضع يديه خلف ظهره، فأجابته بأنفعال: -
- هو أنا مش دلوقتي مراتك وعلى ذمتك، ازاي تتكلم معايا عن راجل تاني عادي كدة، هو مش أنت راجل صعيدي واللي أعرفه عن الصعايدة انهم رجالة اللي يبص لمراتهم بفتحه فيها بحور دم، ولا انت مش صعيدي بقي وحتى لو مش صعيدي ازاي تتكلم مع مراتك عن راجل تاني فين رجولتك ونخوتك.

غضب من حديثها وهي تتحدث معه وتهين رجولته وتقلل منها، كاد أن يقتلها بعد هذا الحديث عنه لكنه صدم حين دلف حسام لغرفته وخلفه عوض يمنعه من الدخول فأشار إليه بالخروج
هتف حسام بغضب وغيرة عليها من وجودها أمام رجل أخر هكذا وفي غرفة نومه قائلاً: -
- بتعملي إيه هنا يا جالان وأزاي تخرجي من أوضتك كدة
- واحدة في اوضة نوم جوزها هتكون بتعمل إيه وبعدين أنت مالك كنت واصي عليا ولا من باقية عائلتي ياسيدي.

قالتها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بتحدي مُستفز، فمسكها من ذراعها بقوة وتأوهت من قبضته بألم وهو يقول: -
- جوزك مين، أنتي أتجننتي ياجالان
صدم حسام حين صفعته على وجهه بقوة بيدها الأخر بقوة وهي تقول بحذر: -
- أنت زبالة وسافل وأياك تاني مرة تلمسني وأعتبر ده جزء من اللي ليك عندي.

صدم صقر من رد فعلها عليه وصفعتها له صمت وهو يحاول أن يفهم شخصية هذه المرأة، جذبت ذراعها من يده ثم أكملت حديثها بكبرياء كان يجب أن يحذر منه حين أهانها بحديثه وضربه لها: -.

- لتكون فاكر أني طاوعتك وجيت هنا عشان ارجعلك ده نجوم السماء أقربلك، أنا جيت هنا عشان أذلك وإربيك وأدفعك تمن كل اللي عملته فيا وضربك ليا كأني جارية عندك، والراجل اللي أنت أختارته بنفسك هيكوني جوزي غصب عنك وأنت مش هتقدر تعمل حاجة وأتفضل برا بقي عشان أنت محرم عليا ومينفعش تشوفني كدة.

أتسعت عيناه على مصراعيها بصدمة من حديثها له وهي تخبره بأن لن تعود له وستتزوج من من أختاره بنفسه، فأشتغل غضبه وزادت عصبيته كعادته وصرخ بها: -
- تذليني وتربني أنا يابنت بعد كل ده
رفع يده ليصفعها مجدداً، أغمضت عيناها بخوف منه بعد أن تلاشي كبرياءها ونظرات تحديها له وشعرت بأرتطام رأسها بشي صلب دافئ، صدم حين مسك صقر يده بعد أن جذبها لصدره وعيناه تشع غضب، وقال بصوت خشن قوي: -.

- لحد أهنا وكفاية، آنا هملتك تحدد وياها وأنت خابر زين أن عندينا أهنا مفيش راجل بيتحد ويا مرتك كيف مانا هملتك تتحد وياها لكن توصل آنك تفكر تمد يدك عليها يبجي الله يرحمك وأنت خابر دا.

فتحت عيناها بأرتباك من قربه هكذا منها وهي تسمع حديثه مع حسام رفعت رأسها له تتأمل ملامح وجهه وهو غاضب وظهرت خطوط على جبينه عاقداً حاجبيه وعيناه العسلية ضيقة ولحيته البسيطة مع بشرة حنطية طويل للغاية بجانبها فيما يقارب 185سم وعريض القامة وصدره صلب ممشوق بعناية شعرت بعضلات بطنه البارزة ظلت تتأمله وهي بين ذراعه ولم تنتبه لشجاره مع حسام بسببها، جذبها من ذراعها بخفوت وأبعدها عنه وهو يمسك حسام من ذراعه ويخرجه خارج الغرفة وهي تقف بمنتصف الغرفة تتابعه وهو كوحش يدافع عنها ويحميها من الأغراب، صرخ حسام مُحدثها وهو يخرجه من الغرفة: -.

- لما تخرجيلي يا جالان أنا اللي هربيكي
أغلق باب الغرفة ثم تتنهد بقوة وزفر من وجودهما بعد أن أقتحموا حياته الهادئة وأستدار لها وجدها تضحك بسعادة طفولية أعتقد بأنها لبوة شرسة لا تعلم شئ عن الضحك أو البراءة لكنها مثل كل البنات بداخلها طفلة تظهر وقت سعادتها، أزدردت لعوبها بخجل منه وهو يرمقها بنظره ومن ثم أقترب منها بإنفعال وقال: -
- عجبك عمايلك دي، مين جالك تدخلي أهنا وبخلجاتك دي.

رفعت رأسها له بشراسة بعد أن تلاشي خجلها وضحكتها وعادت تصيح به بقوة: -
- عمايلي إيه، آنا في أوضة جوزي هو اللي دخل زي الحمار من غير أذن هتلومني آنا ليه
- جوزك، ده جواز مزور ولا مؤخداش بالك من ده يعني جدام ربنا باطل وغير شرعي
قالها بسخرية من أصرارها على كونه زوجها وهو يجلس على السرير، هتفت بجدية وهي تقف أمامه قائلة: -.

- عارفة مزور وأنت اللي زورته مع حسام لكن قدام الناس أنا أطلقت من ثلاث شهور، زورتوا قسيمة طلاقي يعني خلوتني مطلقة الثلاثة طلقات في أسبوعين جواز والله متشكرين على سمعتي اللي دمرتوه
رفع نظره لها بشفقة على حالها ونصيبها الذي أوقعها في أبن عمه المستهتر بكل شئ فقال بحدة وصوت جهوري: -
- آنا مزورتش حاجة يابنت الحلال حسام اللي زور جسيمة طلاجك في مصر مش أنا.

- عشان كدة عايزك تكمل جميلك وتمم الجوازة دي قدام حسام
قالتها بتحدي، نظر لها بصدمة من طلبها وصمت لوهلة، كانت ترمقه بنظرها منتظرة رده، مسك نبوته بحيرة يحركه أمامه ثم قال: -
- أتممه كيف دي حتى لو بالحديد جدام حسام...
صمت لوهلة ثم أكمل حديثه بحيرة...
هتف صقر بتهكم مُتكي على نبوته بحيرة شديدة من حديثها قائلاً: -.

- إحنا جوازنا باطل ولا موخداش بالك انك أتطلجتي إمبارح والنهاردة على ذمة رجل تاني من غير شهور عدة
جلست بجواره على السرير بهدوء وقالت بنظرة تحدي قائلة: -
- عارفة، بس حسام مأخدش باله من دي عشان عايز يرجعني بسرعة له، وبصراحة مش عايزه يأخد باله عشان أربيه.

رفع نظره لها بحيرة من هذه المرأة ماذا تريد أن تفعل به وبطليقها، أهي جرحت منه بتلك القوة لدرجة أنها تريد الإنتقام منه مهما كلفها الأنتقام ثم هتف بجدية ووقف بوقاره وصوت جهوري خشن قائلاً: -
- وجوزك هيسكت على ده، بلاش تتدخلوني في خناجاتكم لاني مصغيرش مشان تلعبوا بيا كورة، أنا لما بجول كلمة واحدة بتجفلي بلاد وسلطات بتترمي تحت رجلي هتجوا أنتوا على أخر الزمان تصغروني جدام الخلج.

وقفت هي الأخري معاه وقالت بخفوت وهدوء: -
- لا طبعا مفيش واحدة بتصغر جوزها وأنا عمري ما هصغرك انا طالبة منك تساعدني وتقف معي أعتبرني زي أختك ومحتاجة مساعدتك مش أكتر، وبعدين انت اللي بتصغر نفسك بنفسك
أستدار لها يرمقها بنظرة غضب مُشتعل بداخله من جملتها الأخيرة وقال: -
- كيف دي آنا عمري ما هصغر نفسي لاني تعبت جوي في تكوين مكانتي دي.

نظرت له بتحدي وقالت بجراءة دون أن تخشي نظرته الغاضبة وعيون الصقر المصلطة عليها كفريسته تبث منها نار غضب تكاد تلتهمها: -
- لما تقول جوزك على واحد مش جوزي يبقي بتصغر نفسك، جوازنا باطل او سليم أنت جوزي وأنا مراتك وفي قسيمة جواز تثبت دا تزوروها أنتوا دي متخصنيش، حسام طليقي ياصقر بلاش تصغر نفسك بنفسك
مسكها من ذراعها بغضب وقوة وهو يجذبها له حتى أرتطم جسدها الضئيل بصدره وهو يرمقها بغضب أكبر ويقول: -.

- أنتي عاوزه ايه بالظبط بحديدك ده
نظرت له بتحدي وكبرياء لم يراه بأمراة غيرها من قبل، فلم يجرأ أحد على تحديه سواء كان رجل او أمراة ثم أردفت بشجاعة: -
- أنا هقولك أنا عاوزة آيه، أنا عاوزك أنت.

أنتفض جسده من طلبها وسقطت يده من ذراعها يتركها بصدمة قوية وأبتعد خطوة عنها للخلف، رمقته بتحدي ونظرة سخرية من صدمته التي ألجمته من طلبها التي ترغب به، دهشت من صدمته فأبتسمت بخفوت شديد وخجل من تفكيره الواضح بملامحه ثم أكملت حديثها بخجل منه توضح له ما تريده قائلة: -.

- أنت دماغك راحت لإيه آنا عاوزك أنت بمعني انك تطلقني حالا وبكرة الصبح تطلع قسيمة طلاق وبعد شهور العدة تتجوزني او تروح لشيخ تقوله أننا اتجوزنا من غير عدة وجوازنا باطل وعايزينه يكون سليم وشوف هيقولك ايه ونعملوا وكل ده من غير ما حسام يعرف خليه فاهم إن كل آنا مراتك.

أزدرد لعوبه بأحراج من تفكيره وهو يتأمل خجلها وحديثها برقة لم يراها من قبل سوي هذه الدقائق وجعلته حائراً بها حد الجنون اهي شرسة متكبرة ام طفلة صغيرة تخشي العنف ام امرأة حاجدة تستطيع أخذ حقها وثمن أهاناتها ام فتاة تخشي الله وتريده معاها مساندها، تخجل ام تعرف الكبرياء فقط، متكبرة ام تصطنع القوة لتحمي نفسها من غدر البشر، جميلة روحها كجمال جسدها ام شريرة عنيفة...

لم يشعر بتلك الحيرة في أمراة من قبل، تخجل وتتشاجر وتصارع وتتكبر وتخاف وتضحك وغيرهم كثير في أن واحد، سألها بهدوء متحاشي النظر لها بسبب توتره وحيرته: -
- وأنا إيه اللي يخليني اوافجك، طب مانا ممكن اروح دلوجت اجول لحسام واد عمي على طلباتك دي
ضحكت بصوت عالي ساخرة من حديثه ثم قالت وهي تقترب منه أكثر بجراءة قائلة: -.

- واد عمك اللي خليك كوبري، خروف بينه وبين مراته السابقة عشان يرجعها، أنت مش واخد بالك ان حسام دمر سمعتك ورجولتك، بالمحلل دي خليك ربع راجل
كانت تتحدث بشجاعة تامة مُعتقدة بأنها ستكسره وتجبره على الموافقة بحديثها لكنه صدمها حين مسكها من أكتافه بيديه وضغط عليهم بقوة وقال بعين تبث شر يكاد يلتهمها بين كفيه: -
- واضح إن اللي عمله حسام فيكي مكسركيش صوح وأنا اللي هكسرك بيدي على طولة لسانك دي.

كان يجب أن تعلم مع من تتحدث ومن تريده يلعب معاها، كان يجب أن تحذر من شخصيته فهو تماماً كالصقر وهي أمامه مجرد فريسة لا أكثر يفعل بها ما يريد، دهشت من قوة شخصيته الذي لا تعلم عنها شي ويبدو أنها بجواره نقطة في بحر من القوة، تألمت من قبضته ولكنها أصنعت القوة والصمود وقالت: -
- أنا بطلب منك تكون راجل بدل كوبري، تتجوزني بمزاجي مش ليلة واحدة والصبح تطلق، اعتبرني بردلك كرامتك ورجولتك اللي حسام نزلهم الأرض.

كان صامتاً ناظراً لعيناها الزرقاء تماماً كما فعلت هي ورفعت نظرها لعيناه مباشرة والأول مرة تشعر بقشعريرة تسير في أنحاء جسدها بأكمله من عيناه تماماً كالذي يسقط بحادث لكن رغم روعته وبشعته وقوته لم تطلب المساعدة من هذا الحادث فعيناه بأجمل حادث قد تراه في حياتها رغم قوته وشراسته لم تحاول مقاومة أسر يديه لأكتافها أو حتى الصراخ لينقذها أحد من قبضته كانت تشعر بسحر عيناه المصلط على عيناها يسحرهما له فبقيت ساكنة بين يديه ناظراً لحادثها الجميل، أما هو كان يشعر برعشة جسدها التي تدل على قشعريرته الزائدة لكنها ساكنة بهدوء رائع بين يديه وناظرة له بعيناها الزرقاء، يشعر وكأنه ينظر للبحر المتشابه مع عيناها في لونه وصفاءه أو للسماء لحظة هدوءها وهي خالية من الغيوم والسحب، حاول أبعاد يده عنها أو خروج عيناه من أسر عيناها وجمالهما لكنه لم يستطيع الحركة كأنه تجمد مكانه بأمر منها مُنتظر أمر أخر من ملكته لكي يبعدهما، شعرت بحرارة جسدها تزداد ووجنته تكاد تنفجر من السخونة وحرارتها المرتفعة تعلم بأنهم الأن في شدة أحمرارهم بسبب خجلها من نظرته، أنزلت نظرها بعيداً عن عيناه فإذا به يفوق من سحرها ويتركها بخجل وأحراج مُستديراً بسرعة البرق، مسحت على رأسها بأرتباك وقالت بتلثعم: -.

- ياريت، تفكر في، كلامي
مرت من جانبه لكي تخرج فأوقفها بحديثه: -
- أستني، هوصلك
قالها وهو يتذكر حديث حسام وأنه سينتظرها خارجاً...

كان ينتظرها في الخارج بجوار عوض وكل دقيقة تمر عليه كان يزداد غضب وأنفعال حتى فلتت كل أعصابه، فتح باب الغرفة وخرج منها هو أولا يشير ل عوض بالنزول في الأسفل وفور نزوله، خرجت هي مُرتدية عبايته ووشاحه على رأسها كحجاب لها مما زاد من غضب حسام فقال بغيظ وهو يقترب منها: -
- إيه القرف اللي لابسه ده، أقلعيهم من عليكي
كاد إن يلمسها فوقف صقر أمامه بجدية يرمقه بنظرة غضب وقال: -.

- أنا لسه مطلجتش ولحد ما أعملها دي مرتي وأنت خابر اني راجل صعيدي ودمي حامي هبابه فحذري تلمسها
ثم أبعده عن باب غرفتها المقابل لغرفته ودق عليه أولا يخبر من بالداخل أنه سيفتح ومن ثم فتح الباب وأدخلها دون النظر بداخل الغرفة وعيناه على حسام تخبره برسالة واحدة ( إياك والاقتراب من عرضي ومرتي )، مسكه حسام من ذراعه لكي ينزل به للأسفل، فنزع ذراعه بغضب وعدل من هيئته ونزل للأسفل بوقاره وهيبته...

وقفت قمر بهلع حين دلفت بملابسه وقالت: -
- عملتي إيه؟ وايه اللي لبسك الهدوم دي.

لم تجيب عليها وأنزلت وشاحه عن رأسها إلى عنقها ثم أتجه للأريكة السرير ومددت جسدها عليه مُستلقية على ظهرها ناظرة للسقف بهيام وهي تفكر بهذا الصقر حين غضب على حسام ومنعه من ضربها وقبضته القوية وعيناه الساحرة كانت تعتقد بأنها قوية لكنها مجرد نقطة ببحر قوته وشراسته، رفعت يدها إلى ملابسه تتشبث بهما بقوة وهي شاردة به حين أخبرته بأنها محجبة وكيف حذرها من الخروج هكذا مجدداً من غرفتها حتى أمامه قائلاً: -.

- تاني مرة مطلعيش من أوضتك أكدة تاني حتى جدامي إحنا جوازنا باطل لحد ما أشوف هعمل ايه فالموضوع دا
أغمضت عيناها واضعة يديها على وجهها وهي تضحك بخجل وتذكرت كيف أوصلها لباب غرفتها مُعززة مُكرمة، كانت تفكر به وكأنها لأول مرة تري رجل حقًا ولم تحب رجل من قبل او لم تقابل رجل بحياتها بالأحرى لم تقابل صقراً في حياتها الماضية، ضربتها قمر على كتفها تقظها من أحلام اليقظة التي تحلمها تقول: -
- عملتي إيه.

أجابتها وهي تجلس أمامها بهدوء: -
- معرفش آنا كنت بزعق وبتخانق وتشوفني تقولي عاصفة الهلاك فجأة بقيت زي اللي عايش في الجنة بين نعمها وجمالها وكأني حورية من حوريات الجنة
رفعت قمر حاجبها لها بذهول ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت: -
- سلامتك ودا من إيه
- صقر، من صقر، وعين صقر، نزل عليا بعيناه وقوته أفترس قلبي وعقلي.

قالتها وهي تضم قدميها لصدرها بحنان وأمامها عيناه فقط وهو ينظر بهما داخل عالم عيناها الزرقاء، فضربت قمر رأسها بقوة حتى صرخت بدون إرادتها من الألم وقالت: -
- إيه في إيه
- أنتي مخك لسع صح، راحة تتخانقي وجاية تقوليلي قلبي وعقلي وحسام ياست الحسن مش كنت كل ما أكلمك تقولي بحبه
قالتها قمر بصراخ تذكرها بما سبق، فضحكت ساخرة وردت عليها بحسرة وحزن: -.

- حسام، حسام من كتر اهانته ليا وضربه خلاني أكرهه، من كتر الخناق وتقليله مني ومن كياني حتى من انوثتي كان بيقلل منها خلاه مشاعري تبرد من ناحيته لحد ما الحب اختفي من قلبي، حسام اللي خسرني الحب، ده عمره ما حسسني أنه بحبني كل شوية يقولي مجنون بيك واسف ومقدرش أعيش من غيرك بس يشتم ويهين ويطلق بسهولة، افعاله معايا كرهتني فيه وأنا قولتها وهقولها آنا جيت هنا عشان اربيه وأذيله وادفعه تمن كل حاجة عملها فيا، وبعدها أقوله مع السلامة متلزمنيش، حسام كرهني فيه بدل ما يحتويني ويحببني فيه أكتر.

كانت تتحدث وهي تجهش في البكاء تتذكر ماضيها معه، أنهمرت دموعها الحارة على وجنتها وهي ترتجف مع شهقاتها القوية، أزدردت قمر لعوبها بأحراج بعد أن ضغطت على جرحها فضمتها لها تربت على ظهرها بحنان وتؤاسيها...

- ده اللي أتفقنا عليه، أنت يا صقر بتسرق مراتي مني
قالها حسام بأنفعال شديد ووجه أحمر من قمة غضبه وغيظه، فهتف صقر بهدوء: -
- أولاً دي مش مرتك دلوجت، تانياً آنا مسرجتهاش أنت جولت أطلق الصبح وأنا عند وعدي وهطلج الصبح لكن...
وقف من مقعده بأنفعال شديد يكمل حديثه بغضب بعد أن أهانة حسام رجولته بالكامل قائلاً: -.

- لكن تجتحم أوضتي بطريجتك دي مسمحش، تفكر آنك تلمس مرتي وهي على ذمتي حتى لو ساعات يبجي لا، عجلك يصورلك ان ممكن تمد يدك عليها وتضربها وأنا واجف يبجي متعرفش آنا مين، تتخيل ان مرتي من حجك لمسها وضربها مهما كانت...
لم يكمل حديثه بعد أن بتر حسام الحديث من فمه بلكمة قوية على وجه صقر نزلت بسبب تكراره كلمة ( مرتي ) على حبيبته وينسبها له، رفع صقر نظره له بصدمة ألجمته ثم مسكه من لياقة تيشرته وقال بشراسة: -.

- انا لحد دلوجت معتبر آنك في داري وأستحمل جرفك طول السنين دي، تخرب وأنا أصلح وأجول من العيلة ميصحش أهمله، لكن على الآخر الزمان تعملني كوبري مشان ترجع مراتك جولت معلش وأجف جاره واد عمي وملهوش غيري، ترفع يدك تضربها جدامي أجول مصدوم، لكن تمد يدك عليا أنت اكدة هدمت كل رجولتي اللي متعرفهاش انت واصل، ونظير كل ده مالكش حاجة عندي ومرتي مهطلجهاش فاهم مهطلجهاش...

قال كلمته الأخيرة بتحدي وقوة يستعيد بهم ما هدره حسام منه بسبب حبه لها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة