قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني والعشرون

رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني والعشرون

رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني والعشرون

كان شريكه الملثم يقف بالأعلى يحاول أن يسبب عطل لكن صعق حينما أنقطع منه حبل المصعد...
صرخت بخوف حينما سقط جسدها أرضاً مع سقوط المصعد من الطابق الرابع إلى الأسفل، كانت ترغب بالموت سابقاً فجاءها الآن على سهو...

كان يقف مكانه شارداً بالتفكير بها بعد أن ظهرت أمام من العدم فجأة وكيف ذبلت حقاً حبيبته وشحب وجهها بينما نحف جسدها أكثر فسأوقف شروده حينما سمع ضجة المؤظفين يتحدثون بهلع وذهول عن سقوط المصعد الغير متوقع فأتسعت عيناه على مصراعيه بينما ركض كالمجنون فحبيبته هي من بداخل المصعد رغم كل ما فعلته به وأنتهكها لمشاعره وجرح قلبه بالنهاية الحقيقة الوحيدة التي تسكنه هي أنها حبيبته وستظل حبيبته ولن يستطيع الهروب من هذه الحقيقة...

فر ذلك الرجل هارباً بعد أن سقط المصعد منه بدون قصد فقط أراد أيقافه لكن حدث ما لا يتوقعه بينما سقط المصعد أرضاً، خرج من الشركة كالمجنون هارباً قبل أن يعلم أحد بأنها فعلته ويقتله صقر بعد أن سمع من الجميع بأن أخته من بالداخل...

كانت سيارة الأسعاف تقود على الطريق بطريقة جنونيه بعد أن أخبروه السائق بأنها على وشك ترك الحياة، فكانت مُدمرة نهائياً لم يتبقي بها جزء بدون جرح والدماء تسيل من كل أنش بها بغزارة فقدت الكثير والكثير...
كان يجلس صقر صامتاً يحاول التماسك والصمود ليستطيع أنقاذ طفلته الصغيرة فمنذ أن ولدت وهو المسئول عنها كأبنته التىةلم ينجبها والأن تريد الذهاب وتركه...

أما ذلك العاشق نبيل كان بجوارها بداخل سيارة الأسعاف ويمسك يدها بكلتا يديه باكياً عليها بخوف من أن تتركه حقاً ناظراً لوجهها التي لا يستطيع تحديد ملامحه من الدماء وعليه أنبوب التنفس الصناعى، أهذه حقاً حبيبته..

لو كان يعلم بأن القدر سيختار فراقهم، وأن الموت سيسلك طريقه نحوها ما كان ليترك ثانية واحدة من وقته تذهب هباً في خصامها، بل كان سيحاول، سيحارب، سيعافر من أجل فهم قلبها ولما الخوف منه الذي رأه بعيناها بتلك اللحظة، لكان سيفعل كل شئ مباح بل والمحال من أجل أن يحتوي قلبها حقاً بلحظة ضعفها وخوفها..

لكنه مثل كل البشر تماماً لا يعلم الغيب، فلو كان يعلم بأنها ستفارق الحياة كما فارقته هو وقلبه لكان لم يتركها وهلة واحدة بعيدة عنه، لكان مسك يدها بكلتا يديه ثم يجفف دموعها الحارة التي تشبه حبات اللؤلؤ المُتساقطة من جفنيها الساحرين، لكان أربت على قلبها برفق قائلاً لها: -.

- لا بأس صغيرتى فأنا بجوارك ولن أتركك لحظة واحدة، لا بأس محبوبتى سأفعل كل شئ ليكن كل شئ كما تريدى وترغبي، سأكون حارسك يا أميرتى الصغيرة، ووالدك يا طفلتى المُدللة، ومُراهقك يا مُراهقتى المجنونة، ومُروضك يا فتاتى المُتمردة، وصديقك الذي ترغبين بوجوده ياصديقتى، ورجلك يا إمرأتى الوحيدة الأولى والأخيرة، وزوجك يا زوجتى الأولى والثانية والثالثة ثم الرابعة والأخيرة ف بيكى سأكمل كل حقوقي الشرعية، فقط لو كنت أعلم بالغيب فلم أتركك لحظة حتى لا تذهبي غاضبة، باكية، مُجروحة، مُكسورة كطير كسر جناحه ولم يستطيع الطير بدون جناحه، ذابلة ياوردتى، لكنى كنت أحمق تركت للخصام والغضب والقسوة ذلك اللصوص مكان بيننا فتمكنوا من قلبينا وروحنا ومن ثم سرقك الموت والقدر منى، كم كنت أحمق حين تركت يديك ورحلت فكان يجب على وقتها ضمك إلى صدري فتجهشي بالبكاء فوق ضربات قلبى وتستمعى لصوت دقاته بدلاً من الرحيل عنكِ.

حقاً كان أحمق حينما ترك للمتاهات الحياة مكاناً بينهم فتفتت قلوبهم بقسوة البُعد ومن ثم تقتل روحها حزناً وروحه قهراً حين سلبته روحه وحبيبته إلى عالم أخر لن يتمكن من الذهاب لها سوى برغبة خالقه فقط ووقت ما يريد الخالق..
ذرفت دموعه الحارة بغزارة عليها وهي يتحسس وجنتها ويربت عليها قائلاً: -.

- فريدة متسيبنيش، أنتى عارفة أنى بحبك ومقدرش على بعدك، فوقي ياحبيبتى وأنا والله مش هخاصمك تانى ولا أبعد عنك لحظة واحدة بعد كدة...

بتر حديثه هلع الطبيب حين أنخفضت كل مؤشراتها الحيوية وهكذا نبض قلبها تستعد بالفعل للرحيل وكأنها تخبره بأنه قتلها حقاً حين هاجرها ورفض لقاءها بقسوة فكانت ستخبره بما حدث كما أخبرتها جالان لكنه هو من رفض هو من هجرها أولاً والأن حان دورها في هجره، توقفت سيارة الأسعاف أمام باب المستشفي ثم أنزله سريرها بسرعة وركض الطبيب مع الممرضين بهلع شديد دافعون سريرها بسرعة البرق يريدوا النجاح بوصولها لغرفة الجراحة وهي على قيد الحياة..

كانت جالان تنتظرهما في المستشفي بعد أن أخبرها صقر بمازحدث وأسم المستشفي المتجهين إليها وحين رأتها على السرير بتلك الحالة والجميع يركض بها صدمت بقوة وكادت أن تسقط لكن شعرت بيده تمسكها من كتفها قبل أن تسقط فنظرت نحوه بأعين دامعة فلم يتفوه بكلمة واحدة فقط أكتفي بأخذها والدخول خلف صغيرته بها، كانت تنظر لعيناه وهو يمشي بجوارها وكيف يتحكم بتلك الدموع ولم تخطأ هي وتنهمر من جفنه، توقف الطبيب بالسرير حين توقف القلب منه قبل وصوله لغرفة الجراحة فنظر نبيل له بصدمة ثم إليها أحقاً تركته...

تركت صقر يدها بصدمة ألجمته أهى ذهبت، طفلته الأولى ومُدللته الصغيرة ذهبت...
فعل الطبيب أنعاش لقلبها بيديه مراراً وتكراراً ولم تستجيب له، جاءه الممرض بجهاز صدمات القلب وبعد محاولات عاد النبض ضعف فأخذ حقنة كبيرة الحجم من الممرض وضربها بقوة في القلب ثم أكملوا ركضوهم لغرفة الجراحة وبدأت الجراحة...

جاء أيمن بعد أن أنهاء كل أجراءات الدخول فوحده الآن من يستطيع التحكم بأعصابه فهى أخت لأحدهما وحبيبة للأخر وكلاهما بحالة يرثي بها، جاءت قمر لها وجلست بجوارها تربت على كتفها
- قمر أنا السبب، أنا اللى بعتها هناك، صقر كان عاوزنى أنا، أنا اللى بعتها
قالتها جالان بينما تبكى بقوة بصوت خافت تخشي أن يصرخ بها وهو بتلك الحالة كما تخشاه حقاً هذا الصقر لأول مرة تخف منه هكذا..

أردفت قمر بحزن شديد بينما تمسك يدها بحنان: -
- ياحبيبتى دا القدر، ربنا كتبلك تبعتيها عشان دا قدرها المكتوب، أنتى مكنتيش تعرفي حاجة محدش بيعرف الغيب، أدعيلها تقوم بالسلامة بس..
أجابتها باكية عيناها بينما جسدها يرتجف بقوة: -
- يارب، يارب تقوم بالسلامة...
مر أكثر من ست ساعات عليهم وهي بالداخل لم يخرج أحد ولم يدخل أحد، لا يعلموا ماذا يحدث لها هناك؟.

خرجت الممرضة من الدخل ركضاً ومعاها الطبيب بهلع، فسألهم صقر: -
- خير ياداكتور، طمنى كيفها خيتى
- أحنا محتاجين نقل دم فوراً نزفت كتير، وفصيلتها نادرة مش متوفر ومنها حالياً في المستشفي.

قالها الطبيب وهو ينظر لهم، فأجروا جميعاً تحليل بسيط لمعرفة نوع الفصيلة لكلا منهم وكأن أولهم نبيل ولم توافق معاها أحد، فحان دور تلك المرأة الحامل بطفله، جلست جالان امام الطبيب بخوف ليس خوف منه بل خوف من أن تكون سالبة مثلهم وتفقد هذا الفتاة المتمردة...
كانت نتيجتها الوحيدة أيجابية فسعد الجميع، بقدر فرحته بأنها ستنقذ طفله بقدر أضعاف مضاعفة خوفاً عليها وهي وطفله...

أخذوه منها الدماء بكثرة تحت رغبتها بعد أن وقعت أقرار بأنها ستتحمل المسئولبة وحدها، ظلت في سريرها ممنوعة من الحركة حتى لا تفقد وعيها من الضعف...
فتح الباب فجاة بسرعة ثم ركض الجميع فهى شبه متوفية بدون الأجهزة، أستوقفهم نبيل يسأل: -
- أنتوا واخدينها على فين
- على العناية المركزة طبعاً
كانت تلك الأجابة التي صدرت من الممرضة وهي تسرع بها مع الأخرين...

أخبرهم الجراح بأنها مازالت في مرحلة الخطورة ويجب عليهم الأستعداد لأى شئ بما في ذلك الأسوء كما أنها دخلت بغيبوبة لا يعلموا لأى مدى ولكن بخبرته العملية ينذر بأنها طويلة الأجل...

عاد أيمن وزوجته لمنزلهما بعد أن أخبروهم بعدم الأنتظار ولم يتبقي معاها سوى ذلك العاشق فقط، أما صقر ذهب لغرفة محبوبته الصغيرة فلم يستطيع العودة وترك قطعتين من قلبه هنا أحدهما تصارع الموت والأخر تصارع أعراض بسيطة كالأنخفاض الضغط وفقر الدم بعد ان تبرعت لها بالكثير..

دلف إلى الغرفة مُنهك لأبعد الحدود فوجدها تبكى والممرضة تواسيها محاولة أطعمها شئ وهي ترفض بعد ان علمت بحالة هذه الفتاة وكما تعتقد بأنها السبب بكل ذلك...
أشار للممرضة بأن تذهب فذهبت ثم جلس على المقعد المجاور لها وتحدث أخيراً فقال بضعف لأول مرة يظهر به: -
- كلى يا جالان.

أشاحت الغطاء عنها بهدوء وحاولت النزول من سريرها فكادت أن تسقط، وقف بهلع عليها يساندها وأعادها للجلوس بسريرها فحقاً تستحق بأن تكون بهذا الضعف بسبب عنادها، جذب مقعده نحوها أكثر ثم نظر لعيناها بصمت
هتفت بصوت مبحوح بينما تتحدث بتلعثم شديد قائلة: -
- صقر أنا عارفة أنك زعلان منى وأنى السبب فكل دا وكان لازم أجى أنا بس أنا والله مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل...
بتر الحديث من فمها عندما قال بهدوء: -.

- فكنتى عاوزة تكونى مكانى صوح، يمكن ربنا عمل اكدة مشان أبننا يفضل عايش جواكى، وأنا مجولتش أنك السبب ياجالان...
صمتت ولم تعقب على حديثه، وقف من مكانه وأقترب نحوها ثم رفع رأسها له بحنان وقال: -
- كلى ياجالان، لأنى مهستحملش أخسرك أنتى وأبنى كمان، بلاش تفكيري كتير أنا مبفكرش فكل دا ولا هفكر أنك السبب أنا مؤمن ياجالان، وعارفه أنه مكتوب لفريدة في اللحظة دى والمكان دا
- صقر أنا...

أرادت أن تتحدث بينما تزداد دموعها في الأنهمار على وجنتيها فأنحنى نحوها قليلاً وأوقفهما بقبلة ناعمة على عيناها ثم أستقام ظهره وضمها إلى صدره فتشبثت بخصره بكلتا ذراعيها ضعيفة وخائفة...

أنتشر خبر ما حدث وحالتها في البلد بأكملها وجميع الجرائد والقنوات فهو ليس بأى شخص..
ركضت ألاء من أصدقاءها بينما تلهو معاهم فتوقفت عن الركض حين سمعت الخبر بالتلفاز، نظرت له بصدمة أهذه تلك الفتاة نعم هي..
هي الفتاة التي دمرت قلبها بقلب بارد دون أن تشعر بأى رحمة نحوها...

خرج من غرفة الطبيب معاها بعد أن اخبره بأن حالتها الصحية لا تتقدم بل تسوء أكثر، وصل إلى العناية المركزة فرأي فتاة تقف هناك وتضع على رأسها طاقية تخفي ملامح وجهها عن الجميع وتبكى بضعف وأنهيار بينما تضع يدها على الزجاج ناظرة على أخته من الداخل..
-في حاجة يا صقر.

قالتها بينما تنظر له بأستغرب، فلم يجيب عليها بل أقترب أكثر من الفتاة وبجواره جالان لم تفهم شئ، توقف فجأة حين رأى وجهها هي تلك الفتاة آلاء التي أستخدمها شاكر من قبل للوقوع به لكن ماذا تفعل هنا؟ هل تعرف أخته؟ أما تعمل مُجدداً مع عدوه عليه؟ لوهلة توقف تفكيره عند نقطة محددة هل لها يد بما حدث لأخته؟..

أقترب أكثر وحين وقعت عيناها عنه صدمت بقوة فهو سيقتلها حقاً؟ حاولت الفرار منه فركض نحوها ومسكها من ملابسها كل ذلك تحت أنظار زوجته وهي لا تعرف شيء..
سألها بأغتياظ وغضب: -
- أيه اللى جابك اهنا؟
لم تستطيع أجابته من الخوف فحين حاولت سابقاً سرقت عمله أخبرها بأنه سيقتلها أذا رأها مرة أخرى...
جمعت شجاعتها لكى تتخلص منه وقالت: -
- أنا كنت بطمن على فريدة صاحبتى
قبض على ملابسها بيده بقوة وهو يقول: -.

- فريدة متعرفش أشكالك، تعرفيها كيف؟
كادت أن تنقطع أنفاسها بيده فتدخلت جالان وهو يمسكها بأحكام وهي تحاول الفرار منه..

حاولت مراراً وتكراراً أفلتها من قبضته القوية وعيناه تشع ناراً من الغضب والقسوة تستحوذ على كيانه فكانت عيناه كفيلة بأرعبها منه وتمنى الهروب من أمامه قبل أن يقتلها بغضبه ويفترسها ذلك الصقر المُخيف وتصبح فريسته ولا تستطيع التخلص منه حتى ينقض عليها يلتهمها، لم تشعر جالان سوى بصفعة قوية نزلت على وجنتها بيد حبيبها فأتسعت عيناها بصدمة قوية من فعلته فهو فعل تماماً كما كان يفعل حسام بها، يعلم بأنها تعشقه ولكنها لن تغفر ذلك له أبداً فهى لا تقبل بأهانتها هي وأنوثتها من أى شخص مهما كان ومن ومن كان حتى لو كان حبيبها وتعشقه..

نظر لها بجحود قلب دون أن يهتم بمشاعرها وكبرياءها الذي جرحه للتلو بفعلته، ناظراً نحو الممر التي هربت تلك الحية منه...

جلست على مقعدها صامتة تعلم بأنه فعلها بدون قصد وكان قصده تلك الفتاة وهي من تحركت لتنزل صفعتها عليها هي لكنه لم يعتذر أم يتحدث لها بل تركها كأنه لم يفعل شئ أحقاً لم يهتم لأمرها بل هذا كله بسبب حالة أخته وحديث الطبيب عنه، ظلت بجواره ساعتين ولم يتحدث لها فوقفت بحزن شديد وعادت لبيتها وحدها، لم تعلم بأنه كان خلفها يراقبها حتى وصلت لبيتها بسلام فهو يدرك خطأه لكنه لا يعلم كيف يعتذر عنه...

خرجت من المرحاض الخاص بغرفتها فشهقت بقوة حينما رأته يقف أمامها ويديه تحيط بخصرها جاذبها له، فقالت بتذمر من أفعاله: -
- أنا هقطع الخلف على أيدك
فأجابها بينما يضع قبلة على جبينها: -
- بعد الشر عنك ياقلبي، لا أنا عاوز قرد صغير كدة يجي يلعب مع العيال اللى برا دول ويجننهم زى ماهم مجننينا معاهم
تذمرت عليه بدلال بينما قالت وهي تبعد يده عنها: -
- قرد أنا مبجبش قرود عايز تجيب قرود هاتهم لوحدك.

ذهب خلفها بهيام وسعادة من دلالتها ثم مسكها من كتفها وهو يقف خلفها وقال بقرب أذنها: -
- بلاش قرد نجيب أميرة صغننة تلعب وتطنطت وسطهم وأدلعها على الأخر، أخر العنقود بقي
- عاوز أميرة على اللى عندك هتقدر عليهم أزاى
قالتها قمر بدلال مُبتسمة على حديثه، فأجابها بحب: -
- هقدر بس هاتيها أنتى ومالكيش دعوة، ثم أنا عاوزة حتة منك ومنك وياسلام بقى لو تجيبهملى توأم
أستدارت له بذهول وقالت بأنفعال رقيق مثلها: -.

- توأم أنت عاوز تموتنى أنا هقدر على خمسة أزاى ما أفتحها مدرسة أحسن ولا أقولك خليهم فريق كورة أحسن
- وماله ياقلبي نفتحها مدرسة
قالها بسعادة ضاحكاً عليها بينما بيده تفتح رابطة روبها فصمتت مُستسلمة لأفعاله فشعرت بقبلاته على وجنتها ثم عنقها فتشبثت به بحنان، فهى الأخرى ترغب بطفل صغير من هذا الزوج المجنون بها...

كانت نائمة بفراشها غاضبة منه ومريضة من حملها الذي بدأ في شهره الثالث أى بدأ طفلها بالتكوين داخلها، شعرت بحركة بجوارها أيقظتها وعندما فتحت عيناها صدمت حينما وجدت باقة ورود بجوارها على السرير، أخذتها وبحثت حولها عنه ولم تجده، خرجت كطفلة صغيرة تبحث عنه فسمعت صوت صنبور المياه بالمرحاض، فتحت الباب فجأة فوجدته يغسل رأسه بالحوض فضحك عليها رغم ألمه فهى لم تتغير مازالت تقتحم حياته وخصوصيته، أخذ المنشفة يجفف رأسه ثم خرج فخرجت خلفه تقول بسعادة: -.

- صقر دا عشانى..
لم يجيب عليها وذهب يصفف شعره، فقالت مجدداً بغرور طفولىوهى تحتضن باقة الورد إلى صدرها: -
- يلا قولى أسف عشان أسامحك على طو...
بتر حديثها فجأة حين أستدار لها وأمتلك وجهها بين يديه واضعاً شفتيه فوق شفتيها، أتسعت عيناها بذهول من فعلته..
كان يتعمق بقبلته ويجذبها أكثر نحوه فوجدت نفسها تترك باقة الورد من يدها وتسقط منها أرضاً بين قدمهما ثم ترفع يدها تتعلق بعنقه...

في ذات الوقت اللى كان هناك من يعتذر بطريقته وهناك من يلهو مع محبوبته..
كانت هي هنا تستعد للفراق وترك حبيبها فتعاقبه على قسوته عليها ورفضه للقاءها، كانت تخبره بأنه رفض لقاءها والآن هي ترفض البقاء معه..

كانت تريد ألمه بقدر ما ألمها وتقسي عليه كما قسي هو عليها فتفتت له قلبه لجزئيات صغيرة متناثرة لا يستطيع جمعها، أستعدت للرحيل منزهذا العالم القاسي كما أستعدت روحها لفراق هذا الجسد فتذهب لعالم آخر بينما يذهب هو لقبو مغلق ويبقي وحيداً هناك، بدأت الأجهزة تنذر الجميع بأنها رحلت حقاً فالجميع لا يهتم لها وتركوها هنا وحيدة فتعاقبهم هم جميعاً بالرحيل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة