قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية صفقة زواج للكاتبة سهام صادق الفصل السابع والعشرون

رواية صفقة زواج للكاتبة سهام صادق الفصل السابع والعشرون

رواية صفقة زواج للكاتبة سهام صادق الفصل السابع والعشرون

اراد ان يأخذ حقهاا وينتقم لها اولا ممن ظلموها، فكر كثيرا في وسيله للانتقام ورئي ان اشد الانتقام ان تنتقم من خصمك بنفس طريقته لكي تجعله يذيق نفسك الألم ولكن الطريقه ستكون مختلفه قليلاا
اخبرها بأنه ينتظرها في منزله من اجل امر هاما، واذا لم تأتي فسيقلب كل شئ على عقبيه، اضطرت ان تذهب اليه لتري ماذا يريد منهاا، فتلك الاتفاق انتهي منذ اشهر واصبح كل منهم في حاله.

رندا بضيق: عايز ايه ياشادي، اظن اننا اتفقنا كل واحد ينسي التاني وحتى لو شافه في مكان يعمل نفسه ميعرفهوش ولا يعرفه
شادي بابتسامه خبيثه: حبيت اشوفك، اصلك بجد وحشتيني مووت يارندا
رندا بضيق: ايه وحشتيني ديه، احترم نفسك ومش معني اني جتلك يبقي خلاص
شادي وهو يقترب منها: في ايه ياحببتي، براحه بس على نفسك، اقولك بصراحه اصل بجد من يوم ماشوفتك وانتي بجد عجباني وعايز نقضي ليله مع بعض.

رندا بعصبيه وتبتعد من امامه لكي تذهب: لاا انت اكيد اتجننت، ابعد كده والي عايز تعمله اعمله انا مبتهددش وعايز تقول لكريم وماله اقوله وشوف بقي هيصدقك ازاي
شادي ويكون اسرع منها ويغلق الباب: هههه انتي فاكره الدخول زي الخروج ياحلوه، وبعد يقترب منهاا ويقبلهاا قبلات متلاحقه، كانت تحاول الابتعاد عنه ولكن
رندا: ابعد ياحيوان، ابعد بدل ما اصرخ والم الجيران.

شادي بابتسامه مستفزه: وماله ياحببتي صرخي، ولا يهمني وعامل حسابي، وبدأ يضغط على زر ريموت التليفاز واصبح صوته يغطي على صوت صراخها
ظلت تصرخ وتصرخ ولكن بدون فائده حملها بين بعنف بعنف واخذها إلى غرفة نومه وبدء يفعل بها ما اراد، إلى ان
رندا ببكاء: انت حيوان، منك لله، منك لله.

نظر لها شادي ببرود وهو يرتدي ملابسه: دلوقتي عرفتي ربنا، بعد ما اتهمتي واحده في شرفهاا وياريت بذنب كل ده عشان عينك على جوزهاا وعايزه تاخديه منه، انا بقي حبيت اوريكي نفس الشعور إلى عاملناه فيهاا فاكره ولا افكرك
ظلت تنظر اليه بانكسار وبدأت ترتدي ملابسهاا واخذت حقيبتها ورحلت ودموعها تتساقط
نفس الغرفه ونفس الشقه ونفس المكان ونفس الحاله، وكأن الايام تدور
ركبت سيارتها وظلت تبكي بهستريا.

جلس ينتظر صاحب الاتصال المجهول، الذي اصر على طلب مقابلته كان يقف بجانب سيارته في احد الاماكن البعيده، وكأنه كان يعلم انا ما سيدور بينهم يحتاج إلى مثل هذا المكان
ظل ينظر إلى الشخص القادم اليه، ظل يتأمله ولكن لم يستطع التعرف على شكله
اقترب شادي منه ومد يدهه له: انا شادي.

ظل كريم يدور في باليه هذا الاسم فهو قد سمعه سابقا، نعم هو اسمه، ظل ينظر اليه ويتفرسه، مد اليه يدهه ليس ليرحب به بل ليخرج فيه كل ما بداخل قلبه
شادي بخنقه وبدء يتنفس بصعوبه: سيبني لو سامحت دلوقتي وبعد كده خد حقك زي ما انت عايز بس لازم تسمعني
كريم وبدء يخفف من قبضته عليه: اسمع، اسمعك ازاي عايز تقولي ايه هاا فاهمني تقولي ان مراتك كانت بتخونك معايا ها.

شادي: لاء مراتك مظلومه، اسمعني ارجوك متعملش زي ما عاملت معاهاا، وضيعتها من ايدك ومدتهاش فرصه حتى انهاا تدافع عن نفسها
ابتعد كريم عنه قليلا، وبدء يستمع لشادي، ظل ينظر له وهو يتحدث كان كل كلمه يقولها يشعر بمدي حقارته، شعر بأن الدنيا بدأت تضيق وتخنقه، كيف فعلا ذلك فيها كيف ظلمها وطردهاا يعلم تماما بأن ليس لها احد، كانت تعتبره كل شئ في حياتها وعدها الا يخذلها وها هو الان قد خذلها.

كريم: وليه جاي دلوقتي تقولي، بعد ماضاعت مني
شادي وبدء يمسح فمه من الدماء: متجبش اللوم علياا، انت كمان مدتهاش فرصه تدافع عن نفسهاا اتهمتهاا ووجعتها من غير ماتسمعها مع انك المفروض تكون عارف مراتك كويس وواثق فيها.

انا بكده اكون عاملت إلى علياا، وقولت الحقيقه عارف اني كنت غلط في حاجات كتير وعاملت حاجات كتير غلط بس كل واحد وليه ظروفه إلى اجبرته يعمل كده، دور عليهاا ياكريم قبل ما الاوان يفوت عشان تقدر تسامحك
تركه وذهب، ظل ينظر عليه إلى انا رحل بسيارته
اغلقت هاتفها، وظلت حبيسه غرفتها في الظلام، دخلت عليها والدتها كانت سيده كبيره في السن.

والدتها: مالك يارندا قاعده كده، ومروحتيش شغلك ليه ياحببتي ده انتي عمرك ما غبتيه منه
رندا وتحاول ان تكون طبيعيه امام والدتها: تعبانه شويه ياماما
والدتها بأستغراب فهي دائما تواظب على عملها حتى لو كانت مريضه: خلاص ياحببتي ارتاحي وابقي اكلمك في الموضوع يوم تاني
رندا بأنكسار: موضوع ايه ياماما، انتي عايزه فلوس او حاجه.

والدتها: لا ياحببتي، ربنا يخليكي لياا، بصراحه عمتك جيبالك عريس وعايزاكم تتقبلوا وبتقول عريس لقطه الصراحه
عندما سمعت رندا ذلك: مش عايزه اتجوز، انا قولت مش عايزه اتجوز وياريت محدش يفاتحني في الموضوع ده تاني
اندهشت امها منها، واقتربت منها واخذتها بين احضانها بحنان: ياحببتي انا نفسي افرح بيكي انا ماليش حد غيرك، بعد ما ابوكي سابني وراح اتجوز عليا.

رندا ببكاء: لو سامحتي ياماما، ياريت تقفلي على السيره ديه، انا تعبانه وعايزه انام
والدتها: حاضر ياحببتي، ثم تركتها وغادرت وهي تشعر بأسي على ابنتها
ظلت تنظر حولهاا بأعين باكيه، وهي تتذكر ماحدث ليله امس
خير ياشادي طلبت انك تقابلني
ظل ينظر اليها لبعض الوقت، ثم: عاملت اول مره في حياتي حاجه صح، ثم بدء يتذكر رندا فعندما فعل الصح لاول مره كان مقابله العكس.

ياسمين: المهم اننا نلاقي فرح، صح الحقيقه بانت بس إلى اتظلم مبقاش موجود عشان يشوف برائته
شادي بحزن: ياسمين ممكن اطلب منك طلب
نظرت له ياسمين بأستغراب: اطلب ياشادي
شادي: ياريت تسامحيني ياياسمين، انا ظلمتك كتير معايا، وعشان مش عايز اظلمك معايا تاني مش عايز اصلح ذنبي واتجوزك عشان عارف اني انسان ميصلحش انه يكون في يوم اب او زوج.

ياسمين: انا مسامحاك ياشادي المهم ربنا هو إلى يسامحك، واذا كنت حاسس بالذنب اتجاهي فانا كمان حاسه بالذنب اتجاه نفسي عشان اتعلمت وفوقت متأخر بس مش مهم المهم اني فوقت، ولو شايف نفسك انك مش هتكون زوج واب سوي انا برضوه شايفه اني مقدرش اكون زوجه وام سويه.

شادي وبدء يشعر بالذنب اكثر اتجاهها: صدقيني ياياسمين ظروفي وحياتي كانت اقوي مني، خليت مني انسان حقير وندل يمكن لو كانت حياتي وظروفي غير كده، كنت بقيت انسان تاني.

ياسمين: احنا إلى بنختار نكون كويسين اولاء، كان عندي اكبر مثال فرح بالرغم انها عاشت من غير ام وفي رعايه مرات اب ظالمه دايما بتعملها زي الخدامه، بس هي فضلت محافظه على نقائها متحولتش لانسانه ناقمه على حياتها وكرهه الناس بالعكس كانت بتقابل ديما الاسائه بالحسني والخبث بالطيبه مع انا كنت شايفه كل ده بس كنت زيك ظروفي خلتني انسانه كرهها حياتها ومش انسانه انانيه قلبها مليان حقد وغيره، متستغربش اني بتكلم عليهاا كده لان انا بجد اتعلمت منها حاجات كتير بس للاسف متأخر اوي بعد ماكان الدرس صعب اوي وبعد ماهي اختفت عن حياتنا وعايزه اقولك حاجه افتكرها دايما يمكن ده يكون اخر لقاء بينا (من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )صدق الله العظيم.

عن اذنك. ذهبت ياسمين وتركته وهو شارد في حياته، شارد في كل شئ فعله، فالظروف ليست مبررا بأن تكون شخصا سئ، تحاسب الناس وتعاقبهم بسبب اناس اخرون قد خذلوكم
شادي بأسي: عندك حق ياسمين، بس كلامك جيه متأخر اووي
كان يضع رأسه على رجلي امه، ولاول مره منذ ان كان طفلا يبكي بين يديها هكذا، ظلت تربط على كتفيه وتبكي معه في صمت.

امينه بحنان: في الدنيا لازم نمر بمحطات كتير عشان نتعلم ازاي نكمل حياتنا، المهم اننا نتعلم ونلحق إلى ممكن نضيعه من ايدينا، انت فعلا اتسرعت وظلمت من غير ما تسمع وكان لازم تتعاقب ياحبيبي عشان تعرف عواقب الظلم اد ايه بتكون صعبه، وبالذات لم بنكتشف اننا ظلمنا واتهمنا اقرب الناس لينا من غير حتى ما نسمعهم او نديهم فرصه.

بدء يرفع وجهه من على رجلي والدته: خايف ان ربنا يعاقبني، ويحرمني منهاا، انا ندمان يا امي اووي بس ندمي جيه متأخر متعرفيش قد ايه انا بتعذب وانا معرفش هي راحت فين وعايشه ازاي حاسس اني بقيت ميت
امينه بدموع على حال ابنها: زي ما ربنا اراد انكم تكونوا لبعض، يمكن تتجمعوا من اول وجديد تاني، بس اوعي تتأيس.

كريم: عارفه يا امي انا بدور عليها من ساعات اول يوم طردتها، كنت ناوي اننا نطلق بس بهدوء واديها كل حقوقهاا، كان هيبقي صعب عليا اننا ننفصل بس كنت موجوع اووي
كانت تقف خلف الباب وتستمع اليه، كانت خائفه ان يفتضح امرهاا ويعرف بأن لها دور في تلك اللعبه الحقيره
ذهبت إلى عملهاا، وهي تحاول ان تكون قويه كما اعتادت وعندما وصلت الشركه
كريم: انسه رندا، ممكن لحظه.

دخلت اليه في مكتبه، ووقفت امامه وهي تحاول ان ترسم ابتسامه على شفتيها
ظل ينظر اليها بأعين كالصقر، اقترب منها قليلاا وقال بهدء: احتراما للعشره، تسيبي شغلك في الشركه بكل هدوء
رندا بدموع: ليه، هو انا عاملت حاجه
كريم بحده: لا ابدا ماعملتيش حاجه خالص، اتفضلي اطلعي بره
خرجت رندا، وجمعت بعض اشيائها المهمه ورحلت ولاول مره تخرج مكسوره مهزومه
جاء عمر اليه، بعد ان رئي رندا خارجه امامه تبكي
عمر بقلق: في ايه ياكريم.

جلس على كرسي مكتبه وبدء يرجع رأسه للخلف ويغمض عينيه بألم: هحيكلك على كل حاجه بس الاقي فرح الاول، ساعدني ياعمر اننا نلاقيها في اسرع وقت
عمربحنان: ان شاء الله هنلاقيها ياكريم
كانت تجلس تنتظر متابعتها عند الطبيبه، جلست بجانبهاا فتاه يبدوا انها في اواخر شهورها
الفتاه بتعب: انتي في الشهر الكام
فرح وتضع يدها على بطنها الصغيره: في الخامس
الفتاه: ربنا يكملك على خير.

فرح: يارب انا وانتي، بدأت الممرضه تنادي على اسم فرح استأذنت منها وذهبت
في تلك الاثناء جاء زوج تلك الفتاه، وكان
احمد بحب: خلصتي ياحببتي
زوجته: اه ياحبيبي، بس قولت استريح شويه عشان حاسيت بشويه تعب بعد ماخرجت من عند الدكتوره
احمد بحنان وهو يقبل يدها: هانت ياحببتي مش فاضل لغير شهر، وتشرف بنتوتنا الجميله فرح.

ابتسمت له وقالت بحب: تصدق نفسي اشوف فرح ديه واتعرف عليها، عشان اعرف مين إلى جوزي حبيبي ديما بيحكيلي عنها وعن اخلاقها
احمد ويمسك يدها بحنان: طيب يلا بينا عشان نروح زمان ماما قلقانه وعايزه تطمن عليكي
امسكت يد زوجهاا وتشبثت به، وعندما اداروا وجههم ناحيه الباب لمغادره العياده
فرح بأبتسامه وهي تتذكره: احمد، ياا قد ايه الدنيا صغيره، يعني ديه زوجتك إلى كنت بتكلم معاهاا، ظلت تنظر عليهم بحب.

وقالت بتمني وهي تتذكر حياتهاا السابقه مع زوجها وحبيبها: ربنا يسعدكم ديما ويديم عليكم الحب
انا مش مصدقه نفسي، حمدلله على السلامه ياحبيبي، وظلت تبكي وهو بين احضانها
ادهم بحب: خلاص بقي ياهدهود بطلي عياط، انا جيتلك اه ياستي ولا ارجع تاني
هدي: لاء خلاص ياحبيبي مش هعيط، المهم ما تبعدش عني
علي بحب واشتياق: وحشتني اووي يابني، ولا اقولك يادكتور ادهم
ادهم بحب وهو يقبل يد والده: وحشتني اوووي يادكتور علي.

كانت واقفه تنظر اليهم بفرحه لفرحتهم، فهاهو ابنهم الغالي قد عاد اليهم كانت سعيده لحالهم، قررت الذهاب لأعلي لكي تتركهم ولكن
ادهم: انتي فرح صح، ازيك
فرح بخجل: حمدلله على سلامتك يا دكتور ادهم
ادهم وقد احس بخجلها: الله يسلمك، بس دكتور ايه، انا ادهم بس يابنتي
فرح وقد احست بأنه شخص لطيف، أبتسمت له وصمتت.

علي وهدي: فرح بقي يا ادهم كانت مليه علينا البيت في غيابك، وان شاء الله هتفضل ملياه علينا هي والبيبي الصغير ونبقي نناه وجده
ادهم بدعابه: ونسيتوني انا شكلكم ولا ايه
فرح: ربنا يخليكم ليهم
ادهم: ربنا يخلينا ليهم احنا الاتنين، ثم قال بدعابه يعني انتوا بقيوا جدو وتيته وانا ايه مش هبقي خالو
هدي: عقبال ما نشوف عيالك انت كمان ياحبيبي ونفرح بيك.

ادهم بدعابه وهو ينظر لفرح: الحق انا اطلع اوضتي، لتقولي اختارنالك عروسه
هدي: شوف الواد ماشي اهرب اهرب، ثم تنهدت بفرحه وهي تنظر لزوجها الذي يضحك على دعابة ابنه الحمدلله انه رجع لينا بالسلامه
في ايه يارندا، مالك بتقولي ايه طردك طب ليه اه انا عرفت انه عرف الحقيقه وكنت فاكراه عرف منك، وقبل ان تكمل كلامها وجدته يقف خلفهاا وينظر لهاا. سقط الهاتف من يديها.

ووقفت صامته تنظر اليه بخجل لا تعرف كيف ستبرر ما فعلته
ماجده بارتباك: انا. اصل
كريم بهدوء: متخافيش ياخالتو، انا استاهل كل إلى حصلي، عشان للحظه صدقت لعبتكم واتخليت عن مراتي.
ثم نظرها عليها نظره طويله، ورحل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة