قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية صراع الجبابرة للكاتبة روز الفياض الفصل الأول

رواية صراع الجبابرة للكاتبة روز الفياض الفصل الأول

رواية صراع الجبابرة للكاتبة روز الفياض الفصل الأول

لاتخف من شيء وانت مع الله لاتخف من احد وانت في رعاية الله، كن مع الله ولاتبالي لشيء ولا لاحد..
لاتقلق ان كنت وحيدا..
لاتخف ان كنت بلا معين وبلا سند..
لاتخشى تجبر البشر...
فالجبار هو الله سبحانه وتعالى..
فكل قوي هناك من هو اقوى منه، والله سبحانه وتعالى هو القوي، مطلق القوة..
فكيف تخشى على نفسك ان استعنت بالله..
اذا تجبر عليك احد فاستعن بالله ودع روحك تزهر من جديد..

لفحات الهواء الحارة تلفح وجهي فاحس باحتراق واحمرار وجنتي..
اسرع اكثر بخطواتي..
اصبح المكان قريبا لم اشعر بطول الطريق، ربما هذه هي الفائدة الوحيدة التي نجنيها من كثرة التفكير..
متعب ان تكون شخصا مسؤولا عن غيرك..
ان تكون معيلا..
ان تتحمل مسؤولية تفوق قدرتك..
وان تكون ضعيفا بلا سند..
احث الخطى لكي اصل على الموعد فأنا بأمس الحاجة لهذه الوظيفة وان كانت متعبة..
وان كانت اقل من مؤهلاتي..

وان كانت ذات مردود قليل لايكاد يسد الرمق...
غريبة هي الحياة فدائما ماتفاجأك بأمور وصدمات لم تكن تتوقعها، تحملك دوما من مكان لتحط بك بمكان آخر قد يكون مغايرا تماما لكل ماتعودت عليه وتربيت عليه وآمنت به من مبادئ واخلاقيات وسلوك..
وهنا عليك ان تناضل لتبقى كما انت نظيفا نزيها لاتؤثر بك كل الملوثات التي تحاول ان تطالك وتهز من ثقتك بنفسك وترعبك لتجعلك تتراجع وتتقهقر وتذعن وتستسلم لكل جبار عنيد...

ما ان وصلت الى عنوان الشركة الذي ارسلته إلى هبة حتى شعرت بالخوف..
كيف سيكون شكل اللقاء ياترى؟
وكيف تكون مقابلات الحصول على عمل؟

حسيت بالخوف..
خوف مو طبيعي، اول مرة اروح لمقابلة عمل...
مندوبة مبيعات، هاي الوظيفة اللي كدرت هبة تحصلياها بالشركة اللي تشتغل بيها، شركة لبيع المنظفات والمعقمات وهالسوالف...
هبة تشتغل محاسبة بالشركة يعني ضمن اختصاصها، بس بالنسبة إلى بعد هذا الموجود همه محتاجين مندوبات وهي تعرف حاجتي للشغل فرشحتني الهم...
يالله المهم شغل اسد بي حاجتي وحاجة عائلتي ويغنيني عن حاجتي للناس..

هاا أنا اخطو اولى خطواتي نحو مستقبل مجهول..
مستقبل لم افكر فيه او اخشاه يوما من قبل..
دائما كان هناك من يحمل الهم عني..
لكنني الان ارملة بعمر ال ( 27) سنة، وام لطفل صغير...

مجنت اخاف او افكر بالمستقبل وجنت استغرب ليش الناس تفكر اباجر وهي مضامنه راح تعيش لباجر؟
رغم ان زوجي الله يرحمه جان شخص بسيط بوضعه المادي والاجتماعي...
جان يشتغل سايق..
اتزوجنه زواج تقليدي مجان اكو معرفة سابقة بينه..
جان زواج للحصول على سند على زوج على رجل فقط مو اكثر...

راح ابدأ وياكم من سفر اخوي وعائلته جانوا مقدمين على لجوء لان ملوا وتعبوا من وضع البلد، فقرروا ياخذون اولادهم ويطلعون من العراق على امل يحصلون مستقبل افضل لاولادهم..
بعدما سافر تعبت والدتي..
وضعها الصحي والنفسي حيل اتردى على فراكه..
وكذلك والدي إلى هو اصلا يعاني من مرض السكري ويعاني من مشكلة القدم السكري والي مااعرف وصف اصدق الها من سرطان بطيء..

هو بالضبط سرطان بطيء جاان ياكل رجله لكن تحت مسمى مرض السكري..
مرض لعين..
حديثة التخرج مايتجاوز عمري ال ( 22 ) سنة لمن انخطبت لمصطفى.
مصطفى زوجي الله يرحمه جان غريب لكن خطبتنه تمت عن طريق صديق والدي، هو إلى جابه واقنع ابوي بأنه محتاج الى عون ورجل وانه بنته إلى هي اني مو زغيرة وكل بنت مصيرها الزواج وانه إلى بكدي متزوجات ومصطفى شخص ثقة وراح يكون على كد المسؤولية ويكون نعم العون والسند..

مصطفى كان يتيم الابوين وماعنده اخوه او اخوات فأحنه اصبحنه عائلته..
وفعلا كان مصطفى مثلما وصفوه انسان مؤدب ومسؤول وبسيط.
ماكانت حياتي وياه طويلة، مااتجاوزت عشرتنه السنتين ونص...
سنتين هادئة حبيته بيها واتعودت عليه بسرعة...
كان شخص سهل المعشر واني هم مو من النوع المتطلب او إلى يحب اثارة المشاكل...
شخصيتي قنوعة جدا، وهادئة جدا، ومسالمة جدا لكن قوية عند الحاجة يمكن قوية جدا..

اتوفى مصطفى بعد ولادتي لابنا (آدم ) بست شهور..
انقتل..
او خل نكول انغدر مثلما ينكال بمجتمعنه...
لان انقتل بدون ذنب..
كان رايح كالمعتاد لشغله سايق على طريق بغداد كركوك لكن راح ومرجع بعد..
بعد ( 3 ) ايام من اختفائه اتصل بينه واحد من اصدقائه إلى كانوا يدورون عليه وكال: لكيناه لمصطفى، لكينه جثته، قاتليه وشامرين جثته على بعد مسافة عالطريق السريع بين بغداد وكركوك..

مضروب طلقة براسه وسيارته ماكو، ماخذين السيارة، تسليب يعني..

وهاهو السند قد اختفى، وعدت الى نقطة البداية مع حمل اكبر احمله على اكتافي..
طفل صغير لم يكد يعرف من هو والده ويناديه بكلمة ( بابا ).

وبمجرد مامرت ست شهور ثقيلة مريرة بكل مابيها من حزن وكآبة وتفكير اتوفى والدي بعدما استفحل عنده المرض وزاد عليه القهر والهم وفاق قدرته على التحمل.
وهالمره بقيت وحيدة وبركبتي امي وابني والاثنين اضعف مني ومالهم سند ومعتمد غيري بعد الله سبحانه وتعالى.

واني بلاحول ولاقوة قبل جنت ماشايله هم باجر ولاهم اي شي ابوي موجود وزوجي موجود بس هسه مابقى إلى يشيل الهم عني اني لازم اتحمل المسؤولية واشيل الحمل والهم.
لازم اواجه الحياة واني ايد شايلة بيها ابني وايد سانده بيها امي إلى تعبها المرض وانهكتها الصدمات والوحده وأخذ منها الحزن مأخذ..

دخلت للشركة واني احس الدم يتدفق لوجهي بحرارة ماادري بسبب التوتر والخوف والقلق لو بسبب حرارة الجو.
استقبلتني هبة بابتسامة عريضة: هلا والله بهالطلة، شهالجمال شهالكيك من الصبح.
شمه: لج ياجمال ياكيك ياطلة هي بقت طله وجهي احترك من الشمس هههه.
بوستها وسلمت عليها وكعدنه بمكتبها
هبة: صايرة تخبلين والله وخدوج حمر عبالك طماطية والشعر الغجري المجنون هههه.
شمه: اي صبغي بيه صبغي خليني اصدك.

هبة: والله انتي متعافية اني لو بس عندي ضعفج هذا يمكن اطير واتخبل من السعادة خرب ضعفج هذا إلى راح يخبلني ويخليني اجازف وانسى الخوف واروح اسوي تكميم معده واخلص من الرجيم وضيم الرجيم.
شمه: خرب حظي ياضعف هذا الحاسدتني عليه اشو اني صايره هيكل عظمي وامي كلما شافتني وكلتلي راح تموتين لان متاكلين اكلي حتى تسمنين شوية وتورد خدودج.

هبة: خاب دطيري بالقران جنج باربي الناس تتمنى جسم مثل جسمج تكميم ورجيم ونحت وانت تكولين هيكل عظمي صدك متعافية لج جسم عبالك عارضة ازياء من الله مرتب مصبوب صبابة ياحظي ياسمن هذا..
دكومي كومي خل نروح خل يقابلوج..
كمت مشيت كدامها وهي تدفعني على كيف حتى امشي للمكتب إلى راح يقابلوني بي.
شمه: اكولج عفيه منو راح يقابلني؟ اشو كتلني الخوف هم انتي من قابلوج هيج خفتي؟

هبة: طبيعي لان اول مره اعتقد الحجي هو هسه يقابلج اني وصيته عليج وحجيتله عن ظروفج.
شمه: وشنو وظيفته الحجي هنا؟
هبة: المدير صاحب الشركة غير، ابوالحلال والخير كله هههه عادة هو قليل يجي للشركة بس اعتقد اليوم اجه علمود يقابلج.
شمه: عزا، شوف حظي الفكر من دون الايام يعني اجه اليوم حتى اتفشل وانطرد.

هبة: شدعوة تتفشلين وتنطردين، كلها الوظيفه مندوبة ميحتاجلها بس لسان، انتي عندج لغة وتعرفين حاسبة وشكلج سوبر ديلوكس بس المشكلة لسان ماكو وخوافه..
شمه: لا خوش انقبلت.
دخلتني لغرفة جبيرة بعدما دكت الباب وجان اكو رجال عجوز كاعد وره مكتب وبيده فنجان كهوه تطاير منه دفعات من البخار الحار، ريحة الكهوة كانت معبيه المكان فد شي منعش من الصبح..
هبة: صباح الخير استاذ.

كالت وهي تمشي باتجاهه واني متحنطة بمكاني اباوع لمهارات الحوار إلى تمتلكها هبة..
الحجي ابو ايوب: صباح النور هلا، ياهلا..
هبة: استاذ هاي البنية الكتلك عليها، علمود شغلة المندوبة..
اشرتلي بايدها حتى اتقدم اوكف يمها: السلام عليكم
ابو ايوب: وعليكم السلام، ياهلا ومية هلا.

هبة: هاي صديقتي شمه هم مخلصة محاسبة مثلي وشاطره من العشرة الاوائل جانت بس ما صارتلها فرصة تكمل دراسات عليا بسبب الظروف وبعدين اتزوجت واترملت وقصتها طويله ههههه.

بقيت ساكته اراقب رد فعله للحظات على هذا الخطاب إلى القته هبة عن حياتي والي حسيته ماله داعي..
جان يبتسم مره ويسكت مره ويرجع ياخذ رشفه من فنجانه الى ان خلصت هبة كلامها وهز راسه بحركة مااعرف اذا معناها رضى او تعجب او اعجاب من كمية المدح والمجاملة بكلام هباوي..

فجاة، التفتلي وحسيته يتأملني بدقة وخصوصا وجهي، نظراته جانت فاحصة وانتهت بسؤال من هبة قطعت بي لحظات الصمت المخيفه..
هبة: ها حجي شكلت؟
التفت الها واشرلها براسه حتى تطلع من المكتب..
اتفأجات..
حسيت بخجل وخوف وتوتر..
بس طلعت هبة رجع التفت علي يباوعلي.
حسيت بنظراته جسره وجرئية مو مال واحد بسنه، خفت..

رجال عجوز سبيعيني او يمكن بنهاية عقده السادس المفروض يكون اكثر وقار بنظراته وتصرفاته وكلامه لكن الحقيقة غير، هذا العجوز حسيت وره نظراته واحد مراهق، متمرد، متسلط، واحد لايخاف ولايخجل من نظرة ورأي الناس إلى حواليه..

ابو ايوب: من دخلتي وانتي واكفة ماكعدتي شنو شكايلتلج هبة عنه؟، نعض؟
فاجأني بنظراته وفاجأني اكثر بكلامه وطريقة كلامه..
حاولت ابتسم رغم انه جملته اكدتلي احساسي انه هالعجوز مو هين ولاسهل ولا اله علاقة بالكبر والشيب التارس راسه ماكو صله بس الشكل انما كلبه ونظراته وطريقة كلامه تدلل على غير شي..

شمه: ماادري، محد كلي اكعد، مايصير اكعد بدون محد يكولي مايصيراكعد بكيفي..
اشرلي براسه اكعد عالكرسي المقابل اله.

وما ان جلست حتى احسست بنظراته تكاد تلتهم جسدي النحيل بدون ادنى شعور بالخجل او الحياء..
ماهذا المخلوق الذي امامي كيف له ان يكون بكل هذه الجرئة وهذا البرود وعدم الاهتمام لما يمكن ان يكون من رد للمقابل على هكذا نظرات وقحة؟!
كيف له ان لايخاف؟
ربما هي سطوة المال..
انها حتما سطوة المال..

كشيت بمكاني واني كاعده عالكرسي، حسيت نفسي ناعمه وزغيرة وهينه مقابل هذا العجوز الضخم إلى مايخجل..

ابو ايوب: شلون اتوفى زوجج؟
قطع حبل افكاري بسؤاله..
استغربت من سؤاله بس لازم اجاوبه: انقتل، انغدرعالطريق مابين بغداد وكركوك..
ابو ايوب: جان منتسب؟
شمه: لاء، جان سايق عنده سيارة يشتغل عالخط مابين بغداد وكركوك..
دمعت عيوني مسحتها وبلعت ريكي وكملت: طلع للشغل وسلبوا سيارته وقتلوه..
رجعت طاحت دمعة غصبن عني على خدي مسحتها بسرعة وجريت نفس حتى ابجي اكثر..

بهزة من رأسه انهى الحديث عن حياتي ليقول بصوت قوي: من باجر تكدرين تجين اتداومين هنا...
وخلي هبة تفهمج على الزي المطلوب للعمل..
شمه: نلبس زي؟
ابو ايوب: زي، مو احسن؟ حتى نوفر عليكم الصرف عالملابس والكشخة، بس يعني فد شي مرتب البنات اختاروه سترة وبنطرون باللون الاسود وقميص ابيض، اشتري وجيبي الفاتوره حتى ندفعلج، طقمين اخذي.

شمه: شكرا استاذ، بس بحدود شكد لازم يكون الطقم؟
رمقني بنظره فاحصة اخيرة وكال: ماكو سقف..
اشتري من المكان إلى يعجبج وبالسعر إلى يعجبج بس كون شي مرتب وانيق..
طلعت من المكتب واني فرحانه برغم كمية الخوف والتوتر إلى حسيت بيها نتيجة نظرات هالعجوز..

بس يالله اخيرا هاي اني حصلت وظيفة حتى لو راتبها قليل المهم راتب لان راتب والدي التقاعدي لازم سنة كاملة تمر ياالله نكدر نستلمه قانون التقاعد قانون ظالم، مافكروا سنة كاملة منين نصرف شلون نعيش؟
حسبنا الله ونعم الوكيل كل شي مخربط بهالبلد يمكن اني وضعي احسن من غيري عالاقل بيتنه ملك مو ايجار وعالاقل عندي شهادة بوقت الضيق شالتني وساعدتني..

سنة كاملة من العوز شلون ادبر اموري امي مره جبيرة وتعاني مثل كل الكبار بالعمر من الامراض المزمنه الضغط والسكر وامراض المفاصل والالام العظام..
كلها امراض تحتاج ادوية مستمرة استخدام يومي بالاضافة الى احتياجات ابني إلى هي احتياجات كل طفل ملابس وأكل وشرب وغيرها وغيرها..
هذا كله غير احتياجات البيت الثانية مي كهرباء امبيرية ومسواك..
طبعا حذفت كل احتياجاتي لان امي وابني اهم مني..

الراتب مايكفي هذا كله لكن عالاقل يسد جزء من مصاريفنه ولاالحاجة للناس والذله..
اعتقد احتاج مصدر دخل ثاني بس منين؟ وشلون؟ ووين؟ وشوكت؟
اصلا هاي الوظيفة المتعبة والمملة راح تاخذ اغلب وقتي من الساعة ( 8 ) الصبح لحد الساعة ( 3 ونص ) العصر.

كل هالافكار تتزاحم براسي واني امشي واباوع بوجوه الموظفين والموظفات وابتسم ابتسامة خفيفة وادور بينهم على هبة مااتذكر وين مكتبها جان..
اخيرا لكيتها وحجيتلها كل إلى دار بيني وبين المدير من كلام.
ابتسمت هبة ابتسامة عريضة وبدت تشرحلي بالضبط شنو هي وظيفتي كمندوبة وشلون لازم اقنع الزبون انه يشتري ويتعامل مع شركتنه..
لازم اتعلم شلون اكون مقنعه، لازم تكون شخصيتي اقوى حتى تكون عندي قدره عالاقناع..

لازم اقنع المقابل باشياء مو مقنعه يمكن حتى بالنسبة إلى..
اقنعهم يشترون اشياء همه مو بحاجتها اصلا مو ضرورية او اساسية بحياتهم.
هاي هي وظيفتي.
اول ماخلصت هبة كلامها استرخيت شوية بالكرسي لان دخت من الحجي وتعبت لان كاعدة ومتشنجه احس نفسي ومنا الدنيا حاره رغم اجهزة التكييف شغاله او يمكن اني محترة بسبب التوتر الحاسه بي.
هبة تضحك وتتشاقه وتنكت واني مخليه راسي عالكرسي واضحك وياها..

فجاة سمعنه صوت رجال، رأسا كمزت اني من مكاني عدلت كعدتي وملابسي: هبة، شلونج؟
سأل هبة وهو يباوعلي..
هبة: هلو استاذ ايوب، الحمدلله زينة انت شلونك؟
هز راسه كأنما يكول زين، بعدين كال: منو هاي البنية؟ مندوبة جديدة؟
من سؤاله عرفت هو اصلا سامع كلامنه اني وهبة ويعرف اني مندوبة جديدة.
هبة: اي مندوبة جديدة.
رجع باوعلي بنظرة خاطفه وانوب رجع وجه الكلام لهبة: شافها الحجي؟

هبة: اي شافها ووافق عليها، كللها من باجر تجي تدوام.
حسيت الكلام ماعجبه اتغيرت ملامح وجهه من الوسامة البحته والابتسامه اللطيفة الى العبوس التام..
وخصوصا من جاوب بالاخير وكال: تمام.
حسيته شخص ماعنده ذرة ذوق يحجي ويسأل ويستفهم عني كدامي بدون حتى مايسلم علي ولاكأنه اني انسانه واكفه كدامه..
شاب ثلاثيني وسيم وانيق واضح من اسمه ( ايوب ) انه ابن صاحب الشركة، يمكن.
عابت شكد اكره هيج نفسيات..

اجبرت نفسي اكوم واسلم على هبة واطلع ارجع للبيت، وجودي ماله داعي بعد هسه..
حسيت بالراحة اول مطلعت من باب الشركة..
خطوات بطيئة وآمال عريضة ومشاعر متضاربة مابين خوف من المجهول ومن عالم جديد ومابين الحماس والفرح بتجربة جديدة ومابين الرهبة من تحمل المسؤولية.

لفحات من الهواء الحار تضرب وجنتي وتحمل شعري المتطاير بعيدا عن وجهي..
انتشلني من بين افكاري صوت مزامير السيارات فالتفت مسرعة الى الخلف لارى هبة وهي تعبر الشارع مهروله خلفي وهي تنادي باسمي: شمه، لج شمه..
شمه: هااا، شبيج؟ شكو؟

وكفت هبه يمي وهي تجر انفاسها بعد الركض مابين السيارات وكالت: لج انتي شنو صاروخ؟ طرتي، بس طلعتي من باب الغرفة اختفيتي ادور اباوع ماكو مالكيتج، ماتسمعيني اصيح عليج امة محمد كلها سمعتني اصيح باسمج وانتي لا عبالك طرشة..
شمه: والله ولاسمعتج ولاسمعت صوتج ولاسمعت اي احد صاح علي، بالي مو يمي.
هبة: ادري دصبري دانتظري شعندج مستعجلة طلعتي ركض؟
شمه: شكو؟

هبة: باجر من تجين جيبي وياج نسخة ملونه من المستمسكات الاربعة ونسخة من وثيقة التخرج وصورتين ملونه.
شمه: اوك، هسه انتي جايه مناك لهنا وراكضه وراي بالشارع وبين السيارات زين مااندعمتي على هاي؟ جان دزيتيلي مسج واشوفه من اوصل للبيت؟
هبة: مو مالحكت اكعد واسولف وياج اليوم عبالي تبقين اليوم يمي حتى اعرفج عالموطفين وعالسايق إلى تشتغلين وياه لان انتي ماتعرفين تسوقين ولاعندج سيارة...

المهم راح ادزلج رقمه خاف يتصل بيج.
شمه: وليش يتصل بيه؟
هبة: اكلج فدوة بطلي هاي الفهاوه العندج انتي هسه طلعتي للعالم الخارجي طلعتي للدنيا للحياة لازم تصيرين قوية وتبينين قوية تره محد يعوفج بحالج، زين؟ هسه ركزي وياي السايق يتصل بيج الصبح حتى ياخذ العنوان بالضبط ويجيج يوديج ويرجعج لو تردين اتدفعين مواصلات من راتبج؟

شمه: لا يمعودة كل شي ولا الراتب راتبيش الادفع منه مواصلات هو خل يكفي ادوية امي واحتياجات آدم.
هبة: معناها ردي عليه اذا اتصل بيج مو تغلسين وتكولين استحي ولد مؤدب وأمين ويخبل صاك هههههه.
شمه: يخبل؟ شدعوه إلى خلك هالسوالف لوهو راح يباوع لوحدة مثل حالتي..
هبة: وشبيها حالتج بالله؟

شمه: ارملة، عندي ولد، وامي هم يعني نفرين بركبتي عائلة منو هذا البطران ومشتري الهم والحمل ودوخة الراس الا اذا واحد مو صاحي بعقله وشه.
#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#.

هبة: شوف هاي يالله، لاتخليني ابتلي بيج هسه، عبالك بس انتي ارمله وبس انتي عندج هموم، كلنه عدنه هموم وبلاوي بس انتي حاصرة تفكيرج بالهموم والضوجه والنكد، دطلعي وعيشي وشوفي الدنيا شوفي الناس شلون عايشة فكري بنفسج شنو بس انتي زوجج مات لو بس انتي عندج طفل؟ الدنيا متوكف على احد، دتعاي تعاي رجعي وياي للمكتب كعدي يمي شوية لحد ميجي وائل ويوصلج..
شمه: وائل منو؟

هبة: ابويه مدريتي، السايق ياحظي، صار ساعة شحجي الولد الصاك ابو عيون زرك اذا شفتيه معناها هذا وائل السايق إلى راح ترحين وياه يوميه..
شمه: اوك بس اخاف اتأخر، مااريد اتأخر وشلون يوصلني اخاف زحمه؟
هبة: شكد تلحين، امشي كدامي بعدين هاي وظيفته يوصل الموظفين بنهاية الدوام ويجيبهم الصبح يعني ماكو زحمه دامشي بسرعة لايعيط بينه استاذ ايوب.

دفعتني حتى امشي كدامها..
دخلت للمكتب كأنما اول مره حسيت الموظفين كلهم يباوعولي بفضول ونظراتهم تلاحق كل تحركاتي..
لاحظت هبة النظرات الفضولية لاصدقائها فحاولت تشبع فضولهم بان عرفتهم علي وعرفتني عليهم: شبيكم؟ مندوبة مبيعات جديدة، صديقتي شمه.
رحبوا بيه بعبارة: اهلا وسهلا
ورديت عليهم بالمثل.

وكملت هبه سوالف وياهم واني احاول ابتسم بدون توتر او خجل مقابل ابتساماتهم العريضة إلى متعودة عليها من ادخل لاي مكان بي رجال..

لم اكن بارعة الجمال كما أرى لكني لااعلم ماالذي يجذب كل من رآني إلى..
لطالما كنت بيضاء تميل بشرتي للشحوب مع شعر بني لايخلوا من لمسة شقراء فاتحة..
احب قصت شعري والتي لم اغيرها منذ زمن، ربما لم اغيرها مذ كنت طالبةً جامعية..
لم يتغير شيء في شكلي سوى ان هذه العيون قد ذبلت، فقد كانت براقة اكثر..
وهذا القلب قد اضمحل فلا فرح ولاحزن كل المشاعر اصبحت متساوية.

افقت من افكاري على صوت هبة: دكعدي كعدي عيونهم راح توكع وبس تطلعين هسه كلهم يجون يسألون هاي منو ومنين ووين بيتهم.
شمه: صوتج، فضحتنينه، لاتفشليني فدوه بدون شي اني متوتره وراح اموت من المستحه.
هبة: شدعوه قابل اول مره يباوعولج طول عمرج وانتي سارقه الاضواء من عدنه ياظالمة، حتى من جنه بالمدرسة هم مااتهنينه من وراج.
شمه: وشحصلت من هالنظرات بالله؟

اتدنت يمي وهي تسحب كرسيها وكالت بصوت ناصي: هنا الوضع مختلف..

رفعت وجهي باوعتلها كعدت بصفي ودنكت يم اذني كالت: هنا الناس غير، غير ناس وغير عالم، غير شكول بيج خير ووكعيلج واحد من ذول المريشين، يوميه يجي واحد شكل هنا اشكال والوان وكلهم عدهم فلوس وشركات ويحبون الحلوات هيج مثلنه يعني يظلون يركضون وراهن ويحتارون شيسوون وشيدللون ويدلعون..

التفتت عليها باوعتلها انصدمت من فهمت قصدها كتلها بصوت عالي: يعني شنو اصاحبهم قصدج؟!
لزمت ايدي حيل وسحبتني كالت: صوتج بت الاوادم فضحتينه، ثول اي والله.

انتبهت لنفسي حجيت بصوت عالي باوعت شفت الكل مشغول رجعت دنكت يمها ونصيت صوتي كتلها: يعني اصاحبهم قصدج؟ من كل عقلج؟ هو اني جنت لامتزوجه ولاعندي ولد وماعرفت اصاحب انوب هسه، شبيج شنو متعرفيني مااعرف هالسوالف اصلا مجاملة مااعرف اجامل مثل الناس، اصاحب حتى يدللوني هههه صدك تحجين لج بابا اني ارملة وعندي ولد يعني حتى لو اريد انحرف محد يشجعني هههههه.

سكتت جنت افكر اكيد هبة تتشاقه لان تعرفني مو مال هيج سوالف واصلا حتى هي مو مال هيج سوالف صح تحجي وتباوع وتتشاقه بس هذا حدها من جنه بالكلية وهي هاي سوالفها.

هبة: طاح حظج، لج اصلا اغلبهم يدورون المطلقه والارملة لان اصلا همه متزوجين وشابعين ضيم من نسوانهم فيردون يتونسون ويعيشون بعيد عن جو الكآبه والبيت والمره يردون يجربون العلاقات الغرامية والطبه والطلعه ويه بنات شابات زغار وحلوات، بس انتي صيري شاطرة ولتسلمين نفسج بسهولة لاي واحد انتظري واحد زين وجيبه ثكيل وذيج الساعة اشرطي واتشرطي واتدلعي براحتج حتى تضمنين حقوقج.
شمه: ياحقوق؟

هبة: انتي وشطارتج، بيت مثلا، اوو سيارة، وذهب..

درت وجهي واتنهدت بعدما تعبت من الضحك على هبة إلى خلصت عمرها وهي تحلم تتزوج واحد غني ويدللها حتى وان كان هذا الواحد متزوج مو مهم ومو مهم لو جان انسان سيء وعنده عيوب جبيرة يشرب مثلا مو مهم حتى لو جان جثه المهم عنده فلوس..

قدمولي استكان جاي من باب الترحيب ورجعت هبه كعدت بمكانها..
بدوا يحاولون يفتحون باب للحوار والحديث وياي وحاولوا يخلقون جو مرح يضحكون وينكتون بينهم ويشركوني كل شويه وياهم حاولت اجاريهم بابتسامة بسيطة كل مره وارد على اسئلتهم بلطف واجاملهم على كد مااكدر رغم مااعرف اجامل.

لكن..
كان هناك من يراقب المكان..

سلمان: ياجماعة وينكم؟
التفتنه كلنه على الموظف إلى اجه وكلها تكول: هاا شكو؟
سلمان: اليوم الغدا على حساب استاذ ايوب.
هبة: صدوك؟
سلمان: اي والله هسه اتصل علي وكلي طلبوا شنو يعجبكم..
هبة: ياالله غدا مجاني، بس شعجب شنو السبب؟
سلمان: مااعرف ماكال، المهم اكو غدا مو مهم السبب هههه.
هبه: اي عفيه المهم الغدا هههه.
سلمان: يمكن شمه وجهه خير علينه ههه..

ابتسموا كلهم مؤيدين..
دائما جنت اكره هالنوع من الكلام والاطراءات والمجاملات..
دائما جنت احس مالها داعي، لكن ماكو فائدة.
الظاهر لازم ارجع اعود نفسي على هالكلام وهالنظرات مثل قبل واعود نفسي عالتجاهل والابتسامات المصطنعه.

واول موصل الغدا اتجمع الكل مابين سالفة وضحكه ونكته ونقاش وبدا التوتر يقل وبديت احس نفسي ارتاحيت لكن هالراحة مدامت اكثر من دقائق بمجرد مالمحت ذاك الكاعد بنهاية المكتب يراقب الكل رجعت اتوترت واتشنجت...

مصدكت شوكت يخلص اليوم وارجع للبيت اول مااجه وائل عرفته لان هبه كالت حلو وعيونه زرك وهذا هو وصل..

طول طريق الرجعه واني ساكته وصافنه اباوع عالناس بالشارع محسيت من نزل الكل من السيارة ماانتبهت لحدما سألني الولد السايق: من هذا الشارع بيتكم؟
التفتت باوعتله كتله: نعم؟
وائل: بيتكم منا؟ بهذا الشارع؟
شمه: اي، اي منا.
وصلني لباب البيت ونزلت بهدوء وشكرته: الف شكر
وائل: العفو، الصبح بالسبعه ونص كون جاهزة.
شمه: ان شاءالله.

نزلت شفت امي واكفه تنتظرني استقبلتني بابتسامة دافية نستني تعبي وهمومي وزاد فرحي من شفت آدم يركض وره البزونه الرمادية إلى صارلها سنين تجي عدنه لدرجة نعتبرها فرد من افراد العائلة.
شمه: حبيبي؟
وبس شافني اجه يركض لحضني حضنته وشلته..
صليت وامي خطيه صبتلي الغدا اتغديت واتمددت حتى ارتاح وامي وادم يمي..

بديت احجي لامي عن وظيفتي وعن الشركة والموظفين لحدما صارت الساعة بالخمسة اتصلت علي هبه حتى نطلع اشتري طقمين للدوام.

مرت علي ورحنه اخذتني لاماكن راقية حيل بعمري مااتخيلت راح افوتلها بيوم من الايام ولا عندي امكانية اشتري منها..
اختارينه طقمين بس انصدمت من الاسعار وكتلها بهمس: اكولج، رجعيهم خل نطلع نروح نشوف غير مكان شدعوة هلكد اسعارهم غالية.
هبة: اتصور الحجي كلج ماكو سقف؟ مو صح؟
شمه: اي بس فشلة شيكول من يشوف الاسعار؟ هسه يكول عندي وحده استغلاليه ومشايفه..
هبة: اششش، خلينه نخلص من نطلع نحجي.

دفعت الفلوس وطلعنه واني ادردم.
تمشي كدامي وصلنه يم محل مرطبات دخلت بدون متكولي دخلت وراها لكيتها كاعدة تباوع بالمنيو: اشو اجيتي ودخلتي وكعدتي وعفتيني بره؟
هبة: شسويلج دوختيني بسالفة الفلوس والاسعار تعبتيني واني اشرح وافهم، افهمي من كلج ماكو سقف معناها انتي دخلتي دماغه عجبتيه ويريد يدللج..
شمه: انجبي مااحب هذا الحجي وهذا الشقه مااتحمله تعرفيني..

هبة: والله حبيبتي هذا الصدوك تتحملين متتحملين مشكلتج بس هالشايب لتشوفيه جبير، تره كلبه اخضر ههههه.
شمه: عابت لتضحكين، يعني شنو كلبه اخضر؟
هبه: يعني يموت عالنسوان، هههه ومو اي نسوان يدور شابات وحلوات يوميه ويه وحده ولاعبالك جدو ههههه.
شمه: معقوله؟ شبي هذا مستخف؟

هبه: مابي بس هذا مرض بعيد عنج يصير عند الرياجيل من تكون عدهم فلوس يضلون يدورون نسوان وسوالف طايح حظها حشاج، اذا سمعتي واحد صارت اموره زينه وصار عنده فلوس فاتوقعي وحده من الاثنين لو يتزوج على مرته لو يوميه ويه وحده.
شمه: الله يبعدنه..
هبه: ههههههههههههه هههههههههههههه
شمه: شبيج؟ على شنو تضحكين؟ فضحتينه ضحكتج مثل ضحكة نبيلة عبيد.

هبه: اضحك عليج ههههههه شبيج هيجي خايفه ومتفاجأة تره بعدج مشفتي شي انتي جنت محبوسه بين اربع حيطان وهسه طلعتي وراح تشوفين اشكال والوان، اهم شي صيري قوية حتى محد ياكل حقج.
شمه: هم رجعت على سالفة الحقوق.
هبه: اني نصحتج وانتي كيفج كلمن عقله براسه يعرف خلاصه مثل ميكولون وانتي ذكية بس متعرفين شلون تدبرين امورج.
شمه: شلون ادبر اموري بالله نوريني ياام العريف؟

هبه: لج هذا راتبج ميكفي وحده من المندوبات العدنه وحدها مو وياها امها وابنها يصرفنه بيومين عالكشخه والعطور والمكياج.
شمه: وباقي الشهر منين يصرفن؟
هبه: من جيب ابو ايوب والمثله، افتهمتي؟

كالت هالجملة وغمزتلي واني مثل الثول اباوع وممصدكه معنى كلامها..
شمه: زين يعني شنو المقابل؟
هبه: كل وحده مقابلها شكل، ميحتاج اشرحلج اكثر الايام راح تفهمج وتشوفين بعينج شلون تجي وحده تافهه حافيه جاهلة وخلال شهر تظل تحجي بالماركات والسفر لفلان دوله والرجعه من علان دولة وتظل تراويج صورها عالبحر بدبي ويه ابو ايوب وغيره.

ضربت خدي على كيف وهي تباوعلي وتضحك..
شمه: الله يبعدنه، الله يبعدنه..
هبه: هههههه خرب شوف هاي شنو الله يبعدنه احنه نريد نتقرب حتى دعائج مابي خير..

رجعت للبيت راسي يفتر من كلام هبه معقولة البنات بهالوكت هيجي صاروا يبيعون نفسهم وسمعتهم وسمعة اهاليهم علمود جم فلس؟

بديت اتعود على دوامي والتعب مرت اسبوعين متعبه حيل بسبب التنقل من مكان لمكان ثاني حتى اعرض منتجات شركتنه على الشركات والمدارس والمستشفيات واليوم بينت واثمرت تدريبات هبه إلى، اليوم كدرت اقنع شركتين جدد بالتعامل مع شركتنه وتجربة منتجاتنا، طبعا هذا يعتبر انجاز وتقدم ملحوظ بالنسبة لموظفه جديدة مثلي وخصوصا اني عادة يصنفوني كشخص غير اجتماعي ومااملك مهارات بالكلام مثل بقية الموظفات الموجودات..

مااعرف اتلوك واتدلع يعني..
ويمكن يكون هالتقدم ملحوظ اكثر من اللازم...
هبه: هاا شمه، تعاي اريدج بموضوع.
شمه: شكو تعبانه وجوعانه.
هبه: راح الجوع راح، تعاي اكولج اجاج الخير..
شمه: ياالله، شنو؟
هبه: نقلوج، نقلوج
شمه: يمه، ليش ياستار؟ شسويت حتى ينقلوني؟ وين نقلوني؟
هبه: شبيج، شبيج رجفتي وبجيتي بوجهي مو داكولج اجاج الخير المفروض تفرحين مو تلطمين.
شمه: غير تحجي قبل ماانجلط، احجي نشفتي دمي.

هبه: لج استاذ ايوب كال بعد هنا اتداومين بالشركه متطلعين ويه المندوبات.
شمه: اي؟ يعني شنو هنا شسوي مثلا؟
هبه: موظفة بالريسبشن.
شمه: ويعني هاي احسن من المندوبه؟
هبه: اي طبعا هنا عالاقل متفترين من مكان لمكان عبالك مكديه تتوسلين بس اشتروا مني، هنا عالاقل بمكانج كاعده وراتب ثابت ويمي عالاقل اداريج وادير بالي عليج المندوبه بس تعب عود اذا باعت شي تحصل نسبه فد نمونه هسه.

شمه: والله ماادري بس اني احتاجها النسبة حتى لو قليله تفيدني، تعرفين وضعي وظروفي، لا لا، مااريد خليني مندوبه احسن.
هبه: امداج، كيفج، روحي لايوب وكوليله مااريد.
سكتت صار بيها ايوب مو خوش حجي، مااطيقه شايف نفسه.
شمه: لا مااروح ولااحاجيه، اصلا ليش ينقلني؟
هبه: بدلوكم انتي وانسام، انسام رادت تصير مندوبة.
شمه: زين واني شنو ذنبي، يعني بكيف انسام المدير يمشي؟

أيوب..
ابويه سماني ايوب من انولدت عبالك يدري حياتي تحتاج صبر عظيم مثل صبر ايوب..
طول عمري ابن خير وعز ودلال بس مااتدلعت رغم اني الولد الوحيد لاهلي على ( 5 ) بنات، عشت كل عمري اخذ استحقاقي فقط مااخذ اكثر الحمدلله عندي قناعه بس هذا الشي ميعني انه ماعندي طموح، بالعكس اني شخصية جدا طموحه.

اتخرجت من كلية الصيدلة بس بدل ماافتح صيدلية الوالد فتحلي مذخر ادوية وبديت اشتغل بي لحدما افتهمت الشغل زين بعدين شوية شوية شلت اغلب الشغل عن والدي..

حياتنه عباره عن صراعات مستمره كل فتره تصير مشكلة بالبيت من جنت طفل ولحدما كبرت بس احس اتعودت واتبنجت صارت كل المشاكل إلى تصير عاديه مو جديدة لان المصدر نفسه والحل واحد ماكو غيره، صرت اعرف شلون اتعامل ويه مشاكل الحجي واتصرف وانهيها بكل هدوء ومرات بدون ميعرف اصلا..
عندي هموم ومشاكل اهم لازم افكر بيها..
اليوم داومت عدنه بالشركة موظفه جديدة، مندوبة، لفتت نظري بشكلها..
شكلها مرتب بطريقة بسيطة ولطيفه..

مبين عليها اول مره تشتغل ومااتوقع تكدر على شغل المندوبة..
المندوب لازم عنده كاريزما وحضور قوي وصاحب لسان وعنده قدرة عالاقناع..
هاي شكلها نازوكيه من جماعة اووي ماما واصلا عالموظفين متعرف ترد وتجامل شلون راح تدبر شغلة المندوبة؟
ابوي ماادري شلون قبلها..
لا ادري، اكيد حط عينه عليها، شافها زغيره وحلوه وفاتحة الشعر ومرتبة، واكيد سبلتله عيونها شويه واتمسكنت كدامه..
وخطيه هو شلون عنده مقاومه ههه..

ويحب فعل الخير ميرد محتاجة، شيخلصنه منها هسه هاي مصدكنه خلصنه من القبلها..

اتنهدت حيل وصحت على هبة: هبه؟
هبه: نعم استاذ؟
ايوب: هاي صديقتج شنو فلمها؟ اشو ممبين عليها مال شغل؟
كتلها باستهزاء..

هبه: لا والله استاذ كوولش فقيره ومطفيه اصلا ولوما ظروفها صعبة ومحتاجه للشغل متشتغل، ممتعوده هي عالبهذله مال المندوبات بس شتسوي الظروف اجبرتها تشتغل هالشغلة، ولوما اعرفها زين شكد حبابه وفقيرة ومؤدبه مااجيبها هنا بس هي عيبها شويه انطوائية ومتعرف تاخذ وتنطي بالحجي ويه الناس، تحتاج فترة وتتعود عالموظفين والشغل وجو الشغل، بس هي شاطره كوولش شاطرة.
ايوب: اممم، نشوف.
هبه: هسه تشوفها شلون بحالها خطيه.

سلطت نظري عليها لايام، فلم ارى شيئا يرضيني.
فلا هي مشاكسة ولا مجاملة ولاكثيرة الكلام ولا هي من الفتيات اللائي يرخين الحبل للرجال..
فكيف سأتخلص منها وباي عذر؟
انها حسناء...
وهذا قمة الخطر، فوالدي ضعيف امام الحسناوات..
بل ضعيف امام الجنس اللطيف بصورة عامة..
لكن هذه المره مختلفة فهذه الحسناء فريسة سهلة، فهي ارملة ومحتاجة ماديا.
وليس لها معيل..
كل المواصفات المطلوبة، وفوق كل هذا فهي جذابة بشكل غريب..

ايوب، اعانك الله على ماابتلاك...
ربما هي لعنة الاسم ( ايوب ) ليس امامك الا الصبر على طيش والدك..

هفففف..
شعلت جكارة وكعدت مقابل الشباك اراقبها وهي تحجي ويه هبه، تعبت على كدما اجر حسرات من التفكير بعلاقات ابوي..
ماكدامي حل ثاني لازم اغير وظيفتها حتى تكون تحت عيني، اذا بقت مندوبة مااكدر اسيطر عليها ممكن تروحله بدون مااعرف بحجة طالعة للشغل، لا لا هذا الوضع ميناسبني مناقص فضيحة جديدة تنضاف لسجل الحجي..
سجل المراهق بسن السبعين..
وره يومين..

جنت طالع من المكتب وعبرت على مكتب هبه وسمعت صوتها تكول لهبه: يعني بكيف انسام المدير يمشي؟
جنت مستعجل عندي موعد مهم مع صديق لكن استفزتني جملتها من سمعتها..
رجعت ووكفت اباب الغرفة ووجهت الكلام لهبه: هبه؟ الموظفه الجديدة استلمت اليوم وظيفتها؟
التفتوا الاثنين بسرعة علي..
هبه: نعم استاذ استلمت وظيفتها هياتها هاي هي شمه..
اشرت بأيدها على صديقتها..

ردت ارزلها بس كلت زحمه كدام الموظفين ومااريد اخلي عقلي بعقلها بس باوعتلها بنظرة استصغار ردت افشلها وابينلها انه اني مديرها وبكيفي امشي بحجي انسام او غير انسام براحتي وبمزاجي: خل نشوف شطارتج بالله تكدرين تسدين مكان انسام لو لا.
هبه: لا ان شاءالله كدها واحسن منها.
جانت ساكته وتباوع بس بعدين كالت باسلوب وحده استفزتها جملتي هههه: شنو انسام مخترعة علم الذرة؟ لهدرجة صعبة وظيفتها؟

ايوب: انسام جانت شاطرة كل شي تعرف تشتغل باي وظيفها نخليها تفتهم جانت مخلصه نص شغلنه..
شمه: إلى اكدر اسويه مااقصر، ومادام انسام هيج شاطره ليش اخذت وظيفتي اصلا اني مااريد اكون بمكانها اريد ارجع مندوبة احسن
ايوب: مو انتي التقررين الاحسن شنو، هذا الشغل الموجود عاجبج كان بها معاجبج براحتج محد ضاربج على ايدج اكو الف وحده غيرج تتمنى تاخذ مكانج.

هزت راسها بدون كلام وكأنما انصدمت من كلامي وردي عليها بهالطريقه هاذي، حسيتها انغثت لان شفت عيونها لمعت يمكن دمعت..
طلعت وعفتها واني افكر هاي الضربة الاولى وهي جابتها لنفسها محتاج موقف ثاني حتى اضوجها اكثر، لا راح اخليها تخلص شكو شغل متعطل ومتعب وصعب..
خل تغلط بس واني الزمها الباب..
---
شمه..

انقهرت، متت من القهر من اسلوبه وياي يصيح علي عبالك متفضل علي بالراتب مو عبالك اني موظفة استلم راتب مقابل تعبي وجهدي..
وصلت الدمعة لطرف عيني بس قاومت ومبجيت لازم اتحمل لان محتاجه للشغل مااكدر ابطل..
وبصراحة اني الغلطانه اني ماادري شبيه رديت عليه باسلوب زفت.
ثاني يوم داومت بمكان انسام بس هلكت مبقى شي من الشغل كله دزه ايوب افندي حتى اخلصه، غثيث ياربي حتى ابوه هذا العجوز احسن منه.

كلما اخلص وجبة يجيبون وجبه جديدة ايديه حسيتها اتكسرت وعيوني غوشت من الارقام شركتيش هاي إلى موظف واحد يخلص الشغل والبقية كاعدين يدكون سوالف؟
عبالك مصدكوا لكو وحده مثلي يذبون كل الشغل براسها ويكعدون يرتاحون ويباوعون عاليوتيوب..
اوووف ربي حتى هنا هم ماكو حظ!
استمر شغلي بالشركة وكل يوم يزيد الشغل اكثر ويزيد التعب اكثر واكثر..

احس نفسي عبالك خدامة مو موظفة بالضبط مثل الخدامات إلى يطلعون بالمسلسلات ( 24 ) ساعة يشتغلون ويركضون منا ومنا وبدون زيادة راتب او مكافاة تشجيعية.
الله لايوفقك ايوب بيوم الجبتني هنا بالبداية على اساس بالريسبشن وتالي ماادري بالضبط شنو وظيفتي المهم اخلص الشغل إلى ماادري هو ضمن شغلي لو لا حسبي الله عليك ياحقير.
وفوك هذا كله باليوم إلى يجي بيه يخلصها اوامر وخزرات عبالك بايكه حلال ابوه..

احسه مطايقني ويريد علي زله، يدقق بشغلي بصورة مو طبيعية واقل غلطة ينطيني محاضرة طويلة عريضة ولازم يقارني بأنسام خانم..
يحسسني اني اقل منها بالاداء وبالمستوى لدرجة مرات جنت احسه يتعمد يهيني عبالك عنده عداوه وياي..
جنت ارجع للبيت ضايجة ومخنوكه بس مااحجي شي كدام امي هي مناقصة ضوجه وتفكير وقهر البيها مكفيها..
انتظر الليل من تنام اكعد ابجيلي شوية على حظي وين مااروح حظي اعوج ولازم اكو احد واكف بطريقي..

حسبي الله عليك ياظالم انت وانسام مالتك..
مسلمتك بيد الله
الله يشلع كلبك مثلما شالع كلبي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة