قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل السابع (رحلة)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل السابع (رحلة)

سهام: غريبة ... اول مرة يعني اشوفك لابسة بنطلون فى الشركة

نظرت لها صديقتها بيأس و حقد ... تتذكر ما فعله هذا الاحمق باليوم التالي بعد تحذيره لها بإرتداء هذا الجيب لتعانده وتأتى به مجدداً فيقرر ارسالها مرة اخرى للمنزل لتبديلها الى شيء صالح كما اخبرها

آيات بغيظ: متفكرنيش يا سهام بقى و حلي عن دماغي الساعة دي ... ثم اكملت بتهكم ... اصل الجيب كانت ضيقة و قصيرة

انفجرت سهام بالضحك لتهتف

سهام بمرحة: ضيقةو قصيرة ؟ احلفى كده ... هههههههه لا انتي بقيتي غير طبيعية

آيات بتهكم: و الله فى دي بقى تقدري تسألي البيه اللى جوة

مشيرة لمكتب طائف فتزوي صديقتها حاجبيها بإهتمام قبل ان تعتدل بجلستها لتسأل

سهام: لا ثوانى بقى و ايه دخل المز في كلامنا دلوقتى

آيات بإستنكار: مز ؟ اهو المز ده يا اختي قال ان الجيب ضيقة ولا تصلح لمكان عمل محترم

سهام بتعجب: بتهزري ؟ ... طب ماانتي بقالك شهر ونص تقريباً قدامه و بتلبسي نفس اللبس كل يوم .. ايه الجديد بقى ؟

آيات بغضب: بتسأليني انا ... أسأليه هو بقى

غمزتها سهام لتهتف بهمس

سهام: يكونش بيغير عليك يا عسل انت

تسمرت لحظات تناظر صديقتها بدهشة قبل ان تتحدث بهدوء و دون اية ملامح على وجهها

آيات: سهام حبيبتي ... على شغلك يلا

سهام بمزاح: يا بنتي بتكلم جد يمك...

آيات مقاطعة بصراخ: يلاااااااااا

انتفض جسد سهام من صراخها ذاك لتقفز مغادرة الى عملها ... فيتلو ذلك نداءه من داخل المكتب يطلبها بتعجل

... بخوف: باشا فى اخبار جديدة اظن انها تهمك

...: فى ايه يا مؤنس .. وصلت لحاجة تخص رجالتنا ؟

ابتلع مؤنس ريقه بصعوبة ليجيب

مؤنس: لقيناهم يا باشا بس ...

...: بس ايه ؟ اخلص

مؤنس: انتهو يا باشا رجالتنا اتخلص عليهم ... راجعين لينا جثث

انتفض سيده من مكانه بحدة يسقط بيديه على سطح مكتبه بعنف قبل ان يهتف به

...: راجعين ايه ؟ مين اتجرأ و عملها ... مين اتجرأ يرفع ايده عليهم

مؤنس: مش عارف يا بيه بس فيه صندوق لقيناه معاهم و مكتوب انه لساعدتك ... اتفضل

...: صندوق ايه ده وريني

التقط منه صندوق اسود ليس بكبير و ليس بصغير ليفتحه بهدوء فينتفض للخلف فور رؤيته لمحتواه ينظر له بإشمئزاز رهيب جعلت مؤنس يتساءل عن فحواه فيتقدم منه ينظر به فيفاجئ بأصابع بشرية موجودة به والتى عَلِم انها تخص رجالهم المقتولين فلقد وجدو اصابع ايديهم و ارجلهم مبتورة ... لاحظ مظروف اخر بداخل الصندوق ليلتقطه و يقدمه لسيده الذي تناوله منه و مازالت ملامح الصدمة تعتلى صفحة وجهه

لينفحر ضاحكاً بعد قراءته للمكتوب ويحدث مؤنس بسخرية

...: ده .. ده ماضي بأسمه فى اخر الجواب ... بيعرفني انه هو اللى عمل كده ... " مش قد النار متلعبش بيها ... المرة دي كنت رحيم بيهم و صعبوا عليا لكن المرة الجاية غير ...

طائف العمري"

تهالك على مقعده بعد قراءته للرسالة ليهتف بغضب

... بغل و حقد: يا جبروتك يا أخي انت ايييييييه شيطان

بمكتبه وجدته يطالع عدة اوراق بإهتمام ليتحدث بعملية دون رفع مستوى نظره اليها

طائف بجدية: عندنا سفرية بكرة لايطاليا فياريت تستعدي

آيات بجدية: مش هينفع يا افندم

طالعها بتعجب ليسأل

طائف: هو ايه اللى مش هينفع ؟

آيات: مش هينفع اسافر مع حضرتك

وضع احدي يديه تحت وجنته بتملل

طائف: و ده ليه بقى ان شاء الله ؟ ... ايه ... اهلك مش هيوافقو ؟

طالعته بغضب و تأنيب ليجيبها

طائف: متبصيش ليا كده انتي اللى بتجيبي الكلام لنفسك ... ايه يمنع واحدة عايشة لوحدها و بتكرس كل حياتها للشغل من انها تسافر مع مديريها

آيات: اديك قولتها بنفسك مديرها ... مينفعش اسافر مع حضرتك لوحدنا

طائف بسخرية: ما أنتي بتجيلي البيت و لوحدك

آيات بغضب: احترم نفسك انت عارف ان الناس اللى شغالين عندك بيبقو موجودين

انتفض من مجلسه ليهتف بغضب مماثل

طائف: ايه احترم نفسك دي ! متنسيش انك بتكلمي مديرك ... دي اهانة

آيات بحدة: و الله مديري لما يتعدى حدوده معايا يبقى يستاهل الاهانة

طائف بملل: بس بس ايه مش بتفصلي ابداً ؟

وضعت احدي يديها بخصرها لتناظره بسخرية

آيات: و الله اخر مرة كان الموضوع ده تسلية بالنسبة ليك

ابتسم هو لرؤيتها على تلك الوضعية ليجيب

طائف: لا اطمني الفترة الاخيرة دي كل تصرفاتك كانت مسلية بالنسبة ليا و الحقيقة ده السبب الرئيسي لكونك هتطلعى معايا السفرية دي ... يلا بقى تقدري تروحي دلوقتى عشان تحضري شنطتك انا حجزت على اول رحلة و هتبقى بكرة على تسعة الصبح كده

آيات بإعتراض: بس اا...

طائف بحدة: آياااااااات ... خلصنا خلاص ... اتفضلى روحي بيتك

طالعته بغضب لتتحرك نحو مكتبها ثم الى خارج الشركة تنفيذاً لاوامره المبجلة

بمنزلها نجدها تجلس هي و صديقتها سهام والتى دعتها الى منزلها لتساعدها بحزم الحقائب و تحكي لها ما فى مكنونها اتجاه رئيسها الاحمق

سهام ضاحكة: طب و ربنا انتى فقرية ... حد يطول يسافر مع طائف بيه العمري و يرفض ... يارتني مكانك يا اختى

آيات: ياريتك والله بدل الهم اللى انا فيه ده

سهام: هم ؟ ده انتي عبيطة ... يابنتي ده مز المزز كلها ده ا...

آيات: بلاش الفاظك السوقية دي و النبي اللى يسمعك مش هيصدق شغلك فى شركة محترمة

سهام بإعتراض: سوقية ايه بس امال لو سمعتى لغة الناس اللى فى الريسبشن هتقولي ايه ... بس قوليلي بقى بذمتك مجتش لحظة كده شوفتيه وسيم و جنتل و قمور

نظرت آيات لها نظرة جانبية قبل ان تحرك حدقتيها بجوانب الغرفة بتوتر و ترفع كتفيها للاعلى فتعود وتخفضها مرة اخرى بلا حيلة

آيات: مممم .. مقدرش انكر انه طبعاً وسيم و جذاب بطريقة مستفزة بتخليني انا اللى مش طيقاه بقعد ابحلق فيه بالساعات ... ماهو مش ذنبي بقى انه ربنا خلقه حلو كده ... ثم اعتدلت لتقابل وجه صديقتها بإهتمام لتهتف مبررة شعورها هذا ... طريقة كلامه و شغله و اكله و لا الابتسامة المستفزة اللى على طول راسمها على وشه ... كل ده بيخليني عايزة اموت و امسك فى زومارة رقبته ... ما هو الصراحة الكائنات اللى زي دي خطر على البشرية ... متبصيش ليا كده اينعم انا مش طيقاه بسبب تحكماته و تريقته عليا بس انا برضو بني آدمة وعندي احساس مش زيه معدومة المشاعر

لم تستطع سهام اخفاء ضحكاتها بعد حديث صديقته لتنفجر ضاحكة وتهتف وسط ضحاتها

سهام: ده انتي طلعتي مصيبة ... يابت ده انا كنت قربت اشك فى ميولك و اقلق منك ... هههههههههه بس الحمد لله طلعتي طبيعية زينا

آيات بضحك: انتي بتضحكي ... لا والمصيبة عايزني اسافر معاه ... قال وانا اللى اقوله مش عايزة فيفتكر اني قلقانة على نفسي منه ميعرفش انى قلقانة عليه مني انا

سهام: بس بس ده انتي طلعتي مصيبة بجد

آيات: الله انا مالي بقى مش هو اللى مز

سهام بإستنكار ضاحك: مز ؟ بيئة اوي

لتنفجر ضاحكتان على حالهما ذلك و يكملا بقية الليلة على هذا الوضع من الضحك و المزاح فغداً سيحدث الكثير و الكثير

مازن: بس برضو خد بالك يا طائف انا مش مرتاح

هتف بها مازن بقلق لصديقه على الطرف الاخر من الهاتف فيجيب طائف

طائف: متقلقش يا مازن انا عامل احتياطاتى

مازن بتأفف: مش فاهم انا ليه مصر تاخد آيات معاك طالما فى قلق كده ... من امتى بندخل ناس تانية ضمن شغلنا !

طائف: الله جرالك ايه يا مازن مانت عارف انها السكرتيرة بتاعتي

مازن بغضب: السكرتيرة بتاعتك فى الشركة مش فى شغلنا احنا ... بلاش تخلط الامور ببعض

طائف بإنزعاج: آيات المساعدة بتاعتي كمان مش بس السكرتيرة ... وبعدين مش شغلك الكلام ده

مازن: ماشي يا طائف لما نشوف اخرتها معاك ايه

طائف بشرود: خير ان شاء الله متقلقش انت... يلا سلام عشان هنتحرك بدري بكرة

مازن بإستسلام: سلام

فى صباح اليوم التالي نجدها تجلس بالطائرة بجانبه على وجهها علامات التوتر و الفزع ليلاحظ هو شحوبها

طائف: ايه مالك ؟ تعبانة ؟ فيكي حاجة ؟

آيات: عايزة اروح البيت

طائف بدهشة: افندم ؟ هو انا آخد بنت اختى افسحها ... ايه عايزة اروح دي

آيات بشبه بكاء: خايفة

طائف بتفهم و هدوء: اول مرة تركبي طيارة ؟

اومأت هى بخوف ليهتف بإبتسامة بعد تأملها للحظات

طائف: تصدقي انك فعلاً تخنتي شوية

زوت ما بين حاجبيها بإعتراض لتهتف به

آيات: افندم ... انت فى ايه ولا فى ايه ... و بعدين ايه تخنت دي ... انا بقالى اسبوعين ماشية على نظام رجيم

طائف بإستمتاع: يعنى صدقتيني قبل كده لما قلت انك تخنتي

آسات بتوتر: لا طبعاً انا كنت عايزة اقلل من وزنى ... اللى مزادش اصلاً

طائف: ايوة ايوة اكيد

آيات: ايه بتاخدنى على قد عقلي يعنى

طائف: انا ؟ لا سمح الله ... انا اقدر برضو !

آيات بتأفف: انا اصلاً اللى غلطانة انى برد عليك

طائف بضحك: و الله لو مكنتيش رديتي كنتي هتفضلي قلقانة من الطيارة

آيات بذهول و قلق: اه صح ... الطيارة

طائف: اهدي اهدي احنا فى الجو اصلاً

آيات بصراخ لفت انتباه الركاب: نعم ؟

طائف: اهدي يخربيتك هتفضحينا ... ده ذنبي يعنى انى حبيت اشغلك لغاية ما الطيارة تطلع الجو

طالعته بدهشة قبل ان تذفر براحة لتفهمها ان تعليقه ذاك على وزنها لم يكن سوى لصرف انتباهها عن خوفها و قلقها لتصبح شاكرة له بداخلها لكن لن تعترف له بإمتنانها هذا ابداً ... ابداً

وصلا بعد ذلك الى مطار روما ليتحرك كلاً منهم بعد ذلك الى احدى الفنادق

فى الاستقبال وجدته يتحدث بالايطالية بطلاقة مع موظف الاستقبال لتنظر له بفخر قبل ان يلتفت لها يخبرها بما جعلها على وشك فقدان اعصابها من الغضب

آيات بدون فهم: أفندم ؟ مش فاهمة

طائف بإنزعاج: هو ايه اللى مش فهماه بقولك انه مفيش اوض فاضية غير جناح واحد بس

آيات: ازاى الكلام ده انا بنفسي حاجزة جناح حضرتك و اوضة للمرافق

طائف: اضطرو ياخدو اوضة المرافق و خصوصاً اننا وضلنا متأخر ساعة فكانو على وشك يلغو الحجز اصلاً

آيات بتوتر: خلاص نحجز فى فندق تانى

طائف: مينفعش لان العملا اللى هنقابلهم هيكونو هنا على بليل

آيات: ايوة يعنى مش فاهمة ... ايه الحل ؟

تنهد طائف استعداداً لما سينطق به

طائف: نقعد انا و انتي فى الجناح

آيات بغباء: ده اللى هو ازاى ؟

طائف: آيات مش ناقصة غباء ... و قبل ما تبدأي فى الاعتراضات بتاعتك فالجناح هنا كبير فى اكثر من اوضة يعنى نقدر نضبط حالنا

آيات: بس يا اف...

طائف: من غير بس ... ده شغل مش لعب ... صدقيني مش هزعجك و هتحسي كأنك فى اوضة لوحدك

وافقت آيات مرغمة على هذا الوضع ليتجها معاً الى الجناح المنشود فتجده فعلاً متعدد الغرف كما اخبرها ... و الان بعد ان كانت اقصى امانيها الحصول على حمام دافئ فبوجوده ووجود حمام واحد بالجناح لن تستطع فعلها ... لينقذها هو من افكارها تلك قائلاً

طائف: فى شوية مشاوير لازم اعملها الاول قبل مقابلة العملا فأنا هتحرك دلوقتى وارجع على بليل ... خدي راحتك فى الجناح و اعملى اللى انتى عيزاه ... اه صح وانا تحت هطلبلك اكل يوصلك الاوضة

اومأت له شاكرة قبل ان يتحرك هو مغادراً

قررت فور مغادرته استغلال الوقت لاخذ حمام منعش لذا اتجهت من فورها نحو حقيبتها تخرج ما ستحتاجه من ملابس و ما الى ذلك حتى سمعت صوت طرق على الباب ابتسمت بتعجب ... هل وصل الطعام بتلك السرعة... تركت ما بيدها من ملابس و اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

...: جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

...: حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً ... فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف
ببراءة

...: الموضوع مش هياخد وقت كبير ... غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة