قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل التاسع والعشرون (باقة ورد)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل التاسع والعشرون (باقة ورد)

 

سحب طائف كفها من يده بعنف ليضمها بأحضانه قائلا بحدة

طائف: آيات ... مراتي

رفعت انظارها نحوه بدهشة لتجده يحدق بالآخر فى غضب و غيظ لتسمع ميشيل يهتف بدهشة

ميشيل: مراتك ؟

عدل طائف من وضعيتهم معاً ليجعلها تقف بجانبه فى الجهة البعيدة عن ميشيل ... يحيطها بذراع واحدة في حين ان انظاره مازالت معلقة بالآخر ليهتف بتصميم

طائف: بالظبط كده ... مراتي ... فرحنا كان امبارح

امتعض وجه ميشيل لينظر نحوه بغيظ و احباط ... واخيراً نجح في رسم ابتسامة صفراء على وجهه ليردف

ميشيل: félicitations ( مبروك )

طائف بغيظ: merci ( شكراً )

راقبت الاجواء المحيطة بوجل و توتر .. تنقل انظارها فيما بينهم فتجد هذا الغريب يرمقها بنظرات متفحصة مريبة لم ترتح لها لتقترب اكثر من جسد طائف محاولة الاحتماء به

تنحنح ميشيل ليردف

ميشيل: بما ان آسر لسة موصلش فيشرفني انى استضيفكم فى بيتي المتواضع لحين وصوله

آيات بهمس: كل ده و متواضع الله يرحم يا آيات .. بيتك كله مكنش يجي ركنة فى المكان ده

نظرا نحوها بتساؤل عما تهمس به ...ميشيل لم يستطع سماعها فى حين كان طائف قد استمع لكل حرف خرج منها ليبتسم بداخله على تعليقها المفاجئ ذاك فلا المكان او التوقيت مناسبان لمثل تلك الافكار ... همس بداخله " مجنونة "

عاد بأنظاره نحوه ميشيل ليجيب عرضه بجدية

طائف: اعذرنا مش هنقدر نقبل عرضك المتواضع ده ... شدد على كلمة المتواضع تلك لتفهم آيات استماعه لحديثها و تبتسم فى خبث و تسمعه يُكمل ... زي ماانت عارف عرسان جداد بقى ... ده غير ان الفيلا بتاعتي هنا جاهزة و فى انتظارنا

نظر ميشيل نحوه بحقد و غيظ اثار غضب الاخر ... اومأ لهم قائلاً

ميشيل: زي ما تحبو و على العموم آسر هيوصل بكرة .. يبقى اجتماعنا هيكون بكرة ... و طبعاً حضرتك هتشرفينا بوجودك

ابتلعت ريقها بتوتر لتنظر نحو طائف بحيرة و قلق فيشتد هو على احتضانها قائلاً

طائف: تمام ... عن اذنك

ثم تحركا معاً نحو الخارج لتبتعد عنه فور خروجهم هاتفة

آيات: فرحنا كان امبارح ؟ شهر عسل ؟ طائف ... انت وعدتني انه كتب كتاب بس و الفرح بعدين

اكمل سيره بصمت ليتجها نحو السيارة والتي اتت بهم من المطار الي القصر ... هتف قبل الصعود

طائف: كان لازم يبقى فيه سبب عشان ارفض استضافته لينا ... ثم نظر بإتجاه السائق و اعاد انظاره نحوها مرة اخرى ... نكمل كلامنا لما نوصل

ثم تحرك ليستقل المقعد الخلفي للسيارة و تبعته هي الاخرى لتفعل المثل .. واثناء رحلتهم تلك الى فيلته عادت لاحداث اخر يومان لهما بالبلاد

فلاش باك

استيقظت فى اليوم التالى من عرضه للزواج منها و رفضها المستمر ... تحركت بخفة لتأخذ حماماً ساخناً اتجهت بعده الى الاسفل لتفاجأ بعودة الخدم و على رأسهم منى لتتقدم نحوها هاتفة

منى بإبتسامة: صباح الخير يا هانم

آيات: منى ؟ انتي رجعتي امتى ؟

منى: طائف بيه كلمني و طلب مننا نرجع فرجعنا

اومأت آيات بلا اهتمام لتردف بتساؤل

آيات: طب هو فين ؟ فى المكتب ؟

نفت منى بحركة من رأسها لتجيب

منى: الباشا راح الشركة من بدري و طلب منى اسلمك دي

نظرت لما تمسك به لتجده صندوق اسود متوسط الحجم مربوط بشريطة حريرية سوداء ... تطلعت نحوه بفضول قبل ان تلتقطه و تتجه به نحو غرفتها لفتحه فى حين تحركت الاخرى لاستكمال عملها بإبتسامة غامضة

و بغرفتها بدأت بنزع الشريطة و فتحه ليطالعها فستان قصير اسود اللون و بجواره جميع مستلزماته من اكسسوارات و مكياج و الحزاء الخاص به

وقفت تطالع محتويات الصندوق بدهشة و تعجب لتلاحظ ورقة صغيرة بداخله التقطتها لتقرأ ما دون بها

" ياترى ممكن اكون محظوظ لدرجة انك تقبلي عزومتي على العشا الليلة ! "

طالعت الورقة بذهول و فرح فى باديء الامر لترتسم ابتسامة ملتوية على فاها بعد فترة قائلة

آيات: فكرك كده هقبل يعني .. بس فيه تقدم ... كويس انه مخلاش العزومة امر واجب التنفيذ

مر الوقت سريعاً و لم تراه بالفيلا طوال اليوم لتستعد اخيراً لموعدها معه و بعد انتهائها وجدت مني تستأذن للدخول

منى بإعجاب: ما شاء الله يا هانم زي البدر فى تمامه يا بخت طائف باشا بحضرتك

طالعت آيات نفسها بالمرآة لتهتف بخجل و توتر

آيات: بجد يا منى ... طالعة حلوة

مني: تجنني يا هانم ... يوووه نسيت ابلغك ان طائف باشا فى انتظارك تحت

زاد توترها و اضطرابها لتعيد النظر لهيئتها للمرة الاخيرة قبل ان تلتقط حقيبتها متجهة الى الاسفل

كان بإنتظارها اسفل الدرج يرتدى هو الاخر حلة انيقة سوداء اللون اعجبت بها فور رؤيتها عليه لتظل تحدق به لفترة مبهورة بوسامته و جاذبيته القاتلة فى حين كان هو بعالم اخر لا يرى امامه سوى حورية سقطت من السماء لتكون ملكاً له وحده دون شريك

لاحظت نظراته و تحديقه بها لتكتسي وجهها حمرة الخجل و تردف بصوتها الرقيق والذي اصابه وقتها فى مقتل

آيات: احم احم ... مش هنمشي بقى

اومأ بهدوء ليتحرك نحوها ممسكا بكفها واضعاً اياه على ذراعه ... و اتجها معاً الى وجهتهم المجهولة بالنسبة لها

ظل يقود السيارة بصمت و لفترة ليست بالقصيرة حتى وقف امام مرسى لليخوت لتنظر نحوه بدهشة

آيات: احنا ايه اللي جابنا هنا ... مش قولت عشا؟

نظر نحوها بغموض قائلاً

طائف بمرح: متخافيش هأكلك مش معقول اسيبك جعانة

ثم ترجل من السيارة و دار حولها ليفتح الباب لها فتترجل هى الاخرى منها

امسك بكفها و سار بها قليلاً حتى وقفا امام يخت ضخم الى حد ما و توجه نحوه ... صعد اليه اولاً ثم ساعدها هي الاخرى على الصعود ... ظلت تحدق بالمكان بإعجاب حتى وجدته يسحبها الى درج صغير صعدته برفقته لتجد طاولة معدة برومانسية شديدة و على ضوء الشموع تحوى اكلاتها المفضلة و التى ظنت انه على جهل بها

تسمرت بمكانها تطالع الطاولة و الجو المحيط بها بدهشة لتجده يسحبها معه و يبعد احد المقاعد ليسمح لها بالجلوس و قد فعل المثل هو الاخر

طائف بهدوء: بتحبي النيل مش كده ؟ عارف انك بتحبي البحر اكتر بس للاسف احنا فى القاهرة يعنى نيل و بس

ظلت تحدق به ببلاهة ليكمل

طائف: اكلاتك المفضلة بيتزا و شاورما ... حقيقي ولاول مرة مكنتش عارف اتصرف ازاي ... يعنى المفروض عشا رومانسي و فى الاخر ... بيتزا و شاورما ... ثم همس ... مجنونة ... حسبي الله و نعم الوكيل

آيات بغيظ: سمعتك على فكرة

طائف بغيظ: يعنى ساكتة على شرحي للي عملتهولك و مسكتي فى اخر كلمتين

تنهد بإستسلام ليكمل بهدوء

طائف: ناكل بقى

اومأت بقوة و فرح ليبتسم لطفولتها و التى تظهر فقط بوجود احدى قطع البيتزا او الشاورما ... لاحظ عشقها لهاتين الوجبتين خصيصاً اثناء فترة تواجدها معه بمنزله لذا قرر استغلال ذلك فى مهمته الليلة

انتهو من تناول العشاء لينهض بنفسه لإحضار شرابهم

آيات: هو مفيش حد هنا ولا ايه ؟

عاد طائف بكأسين من العصير يمد بإحداهما نحوها و يعاود الجلوس

طائف: مفيش غيرنا هنا

اومأت بهدوء لتتحرك من مكانها نحو حافة اليخت تراقب حركة الماء الهادئة لفترة ... وجدته بعدها يتقدم نحوها بهدوء يحمل شيئاً ما بيده

نظرت له بذهول تلتقط ما بيده ساخرة

ايات: ياااااه بوكيه ورد ... لا و كمان بتلات وردات بس ... كتير عليا والله

نظر نحوها بصمت لتراقب هي الورود بدهشة زادت حين لاحظت ذبول احداها الواضح و الثانية يلزمها بعض الوقت للذبول هى الاخرى فى حين كانت الثالثة تمتاز بجمالها الاخاذ و لونها الاحمر الزاهي

التقط طائف تلك الوردة الذابلة ليردف بهدوء

طائف: دي وردة دبلانة بسبب اهمال و قسوة و كره و حقد و ظروف ملهاش اي ذنب فيها ... اتحطت فى مكان مكنش مكانها بس حاولت تعيش لكن زي مانتي شايفة ... كانت دي نهايتها

ثم التقط الوردة الاخرى ليردف

طائف: ودي ... دي بتحاول تعيش و لسة عندها امل تفضل موجودة وترجع زي الاول ... بتقاوح و تعافر بس محتاجة اللي ياخد بإيديها و يسقيها عشان تفضل موجودة

ثم التقط افضل الورود والتى فور اخراجه لها من الباقة لاحظت تدلي شيء لامع منها ... و الذي ماكان سوي خاتم ؟

طائف: و دي ... دي نتيجة الاهتمام و الحب .. نضفت من لونها الدبلان الاسود ... رجعت زي الاول و احسن ... بس من غير مساعدة و حب مكنتش هتبقى كده

آيات بحيرة: طائف انت ... انت قصدك ايه ؟

طائف بهدوء: آيات ... الوردة الدبلانة دي الماضي بتاعي بكل سواده ... و دي
ثم التقط الوردة الثانية قائلاً

طائف: دي الحاضر بتاعي ... دي انا دلوقتى... و وجودك هو السبب اللي خلاني مبقاش زي الاول

ثم التقط بعدها الوردة الثالثة و حرر منها الخاتم ليكمل بحب

طائف: اما دي بقى ... دي مستقبلي ... مستقبلنا سوا ... حياة نضيفة و جديدة بعيد عن الماضي و الحاضر ... بعيد عن كل السواد ده ... و كل ده هيتحقق بكلمة منك دلوقتي ...ثم انحني على احدى ركبتيه قائلاً بحب ... آيات ... تقبلي تتجوزيني ؟

نظرت نحوه بذهول و شرعت ببكاء لا يعلم احداً سبباً له لتومأ بقوة دليلاً على موافقتها على عرضه لينهض من فوره معانقاً اياها بقوة مردداً بمرح

طائف بفرح: بحبك ... بحبك يا مجنونة ... طلعتي عيني معاكي بس وماله هطلع كل اللي عملتيه ده فيكي اصبري عليا بس

اخذت تلكمه بصدره وسط بكاءها فى حين ازدادت ضحكاته صخباً ... لتفاجأ بعدها بحضور المأذون و مازن و معه احد الرجال لعقد القرآن و سط صدمتها من فعلته تلك

نهاية الفلاش باك

استيقظت على صوته ينبئها بوصولهم للفيلا لتنظر نحوه بحب هامسة

آيات: مجنون

بإحدي فنادق باريس

آسر: ممكن افهم انتي ليه رفضتي اننا نروح لميشيل النهاردة و ليه اجلتيها لبكرة ؟

هتف آسر بإعتراض على قرار لينا بإخفاء حضورهم الى فرنسا بنفس يوم حضور طائف و آيات لتردف مبررة

لينا: ممكن تهدى شوية ... اهو عشان عصبيتك دي انا اجلت المقابلة ... آسر انت مش شايف نفسك مش طايق كلمة من حد من امبارح ... ممكن اعرف مالك؟

تنهد بحزن ليردف بعد فترة

آسر: آيات و طائف

لينا بحزن: مالهم ؟

آسر: امبارح كان كتب كتابهم

انفرجت اساريرها فرحاً لكن سرعان ما تمالكت نفسها و اردفت محاولة مواساته

لينا: عشان كده متعصب من امبارح ... آسر ممكن تسمعني شوية

نظر نحوها بإنتباه لتردف

لينا: انا هفترض معاك انك بتحبها فعلاً وقبل ما تعترض على كلامي انا قولت نفترض لإن فى احتمالات كتير للي انت حاسه ناحيتها ... ممكن حب فعلاً بس ممكن برضو يكون اخوة ... مسئولية ... صداقة ... فى مسميات تانية غير الحب ... بس فالنفترض انه حب ... هل هتقبل على نفسك انها تكون معاك و هى قلبها مع غيرك ... و متقنعنيش انها مش بتحب طائف

احتلت عيناه معالم الحزن و الانكسار لتتحرك نحوه تمسك بيداه فى حنان و عطف

لينا: انا مش بقول كده عشان اجرحك بس ... بس كل واحد فينا ربنا خلق له اللى يكمله و آيات شافت ان طائف هو اللي بيكملها مش انت ... وده مش عيب فيك بالعكس .. انت ... انت مليون واحدة تتمناك بس برضو فى المليون دول مش هتلاقي الا واحدة بس هى اللى هتكملك ... فاهمني

نظر نحوها بصمت و قد استعاد بعضاً من هدوئه ليردف بعد فترة

آسر: انتي ليه بتعملى كل ده رغم ... رغم انك اكتشفتى انى كنت بحاول استغلك الفترة اللى فاتت

لينا بحب: لاني اكتشفت انك انت اللى بتكملنى ... و بخصوص الاستغلال فإنت قررت فعلاً من اول مرة جيت ليا فى بيتي ... شوفتها فى عينيك ... بس ده محصلش

آسر: مقدرتش ... كنتي ... كنتي ...

لينا بإبتسامة: كنت ايه ؟

نظر نحوها بصمت و اردف بإستسلام بعد لحظات

آسر بهدوء و ارتياح: ملاك ... كنتي ملاكي

كمال: كام مرة طلبت منك تطلع طائف العمرى من دماغك يا حازم ؟

حازم بكذب: كتير و حصل ياباشا

كمال: حااازم ... فكرك انى معرفتش اللي بتعمله من ورا ضهري مع البت اياها سكرتيرة مازن

حازم بدهشة و تبرير: ياباشا طائف ده وراه مصيبة كبيرة و هيوصلنا لناس جامدين اوي

انتفض كمال من جلسته يضرب بكفه سطح المكتب

كمال: حااااازم ... لاخر مرة هقولهالك طائف العمري لأ

حازم بتسرع: من امتى ياباشا بنغطي على ناس عشان مركزهم و مكانتهم

كمال: سيادة المقدم ... اعرف مكانك و اعرف انت بتتكلم مع مين ... متخلنيش اخد تصرف مش هيعجبك

حازم بغضب: يعنى ايه يا افندم ؟

كمال بصرامة: يعنى حضرتك موقوف عن العمل لأجل غير معلوم ... اتفضل سلم شارتك و سلاحك

حازم بذهول: يا افندم

كمال: نفذ الاوامر يا حضرة المقدم

حازم بغيظ: اوامرك يا افندم

ثم هم بإخراج شارته و سلاحه واضعاً اياها على المكتب ثم ادي تحيته متجهاً الى الخارج ليجد هاتفه يرن برقم سهام ... ذفر بضيق ليغلق الهاتف تماماً هامساً

حازم: كنت ناقصك انتي كمان

ابدلت ملابسها لترتدي ملابس بيتية مريحة مكونة من بنطال قصير ( برمودا ) و تيشيرت قصير و رفعت شعرها القصير لاعلى رأسها بإهمال ... خرجت من غرفتها و التى استقرت بها بمجرد وصولها لفيلته الخاصة بباريس ... و فور خروجها من الغرفة اخذت تتجول بأنحائها حتى وصلت لغرفة المعيشة لتجده هناك يتابع شيئاً ما على حاسوبه النقال ... اتجهت نحوه و جلست بجانبه تنظر نحوه بصمت ... ظلت تنتظر اي التفاتة منه اليها لكن دون جدوي تنحنت بغيظ لتردف

آيات: طائف

همهم يحثها على الحديث و مازال يحدق بحاسوبه

آيات: انت بتعمل ايه؟

طائف بإقتضاب: شغل

اجابها ثم عاد الى صمته لتزم شفتيها بضيق طفولي لتردف بعد تفكير محاولة نشأ حوار بينهم

آيات: هو احنا لما نرجع مصر هرجع شغلي تاني صح؟

و اخيراً رفع انظاره عن جهازه ليوجهها نحوها قائلاً

طائف: لا

آيات بإعتراض: ليه بقى يعنى اكون موجودة و تعين واحدة غيري و بعدين انا مقدمتش استقالتي ولا اترفدت

طائف وقد اعاد انظاره نحو حاسوبه مرة اخرى: بسيطة ... ارفدك حاضر

نفخت اوداجها بغضب لتعتدل بجلستها تطالع ما امامها بغيظ ... ثم سرعان ما عادت بأنظارها نحوه لتهمس من جديد

آيات: طائف

همهم بنفاذ صبر لتجيب

ايات: هو احنا هنقعد هنا قد ايه ؟

طائف دون النظر نحوها: بكرة هنعرف لما نقابل ميشيل

ايات: هو انت تعرف ميشيل ده من قبل كده ؟

طائف: من سنة

آيات: هو ده رئيسك بقى يعنى هو المسئول عن كل حاجة ؟

طائف: تقريباً

ايات: طب هو ميشيل ده م...

قاطعها بإغلاقه الحاسوب بقوة ناظراً اليها بحدة لتبتلع باقي كلامها

طائف: انتي ايه حكايتك بالظبط ؟

آيات بخوف: حكاية ايه ؟

طائف: اسئلتك كترت عن ميشيل ؟ ايه معجبة حضرتك ؟

طالعته بدهشة و سكون ليهتف بها

طائف بصراخ: ايه ؟ معجبة بجد ولا ايه ؟

ابتلعت ريقها بتوتر و رمشت بعيناها عدة مرات لتحرك رأسها تنفي ما قاله

ظل يحدق بها بصمت ثم تنهد بضيق و ابعد عيناها عنها للحظات ... شعر بعدها بتحركها فى محاولة لمغادرة المكان و بالفعل تركته وحيداً بالغرفة ليذفر بضيق و تحرك هو الاخر بحثاً عنها ليجدها بعد فترة تعد شيئاً ما بالمطبخ توليه ظهرها و الذي من انتفاضته استنتج حقيقة بكائها

فى حين كانت هى تتنفس بصعوبة اثر بكائها من عصبيته المفاجئة و صراخه عليها لتهمس وسط شهقاتها

آيات: بتاع كلام و بس لكن فعل لأ ... ثبتني بكلامه عشان اوافق على الجواز و بعدين رجع زي ما كان ...

وسط تذمرها ذاك شعرت بمن يحيط خاصرتها من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها هامساً بأذنها

طائف بندم: آسف

ازدادت شهقاتها ليلفها نحوه فيرى وجهها و الذي اكتسى باللون الاحمر لا غضباً او خجلاً بل بسبب حزنها و بكائها مما فعله ليمد يده يمسح دموعها و يهمس برجاء

طائف: ششششش دموع لا عشان خاطرى ... بلاش عياط ... انا اسف انى زعقت جامد بس انتي جننتيني بصراحة يعنى عايزانى اسمعك بتسألي عن راجل تاني و اقعد عادي كده و بعدين كله الا ميشيل ده

آيات بإغاظة: ليه يعنى عشان هو مز و قمور ؟

طائف بحدة: اهو شوفي ... انتي اللي بتجيبيه لنفسك و ترجعي تزعلى لما اتعصب

آيات: تستاهل عشان انت غلس و سايبني لوحدي عمالة اكلم نفسي

طائف بخبث: اخس عليا معقول اسيبك لوحدك كده ... ده حتى يبقى عيب فى حقي

ثم زاد من اقترابه منها حتى صارا متلاصقين تماماً لتهتف به بخجل

آيات: طااائف ... ابعد عني انت بتعمل ايه ؟

انحنى نحوها ليهمس بجوار اذنها

طائف: الله .. يعنى ابعد تقولى سايبك .. اقرب تقولى ابعد ... دوختيني معاكي

ثم ابتعد عن اذنها قليلاً ليطبع قبلة طويلة على وجنتها لتزداد اشتعالاً فوق اشتعالها من قربه المميت ... ظل يطبع قبلات متفرقة على وجهها حتى وصل الي شفتيها ليتذوق من شهدها فترة غابا فيها عن عالمنا ذاك لينتقل من بعدها نحو عنقها فيزداد اشتعالاً و تُنتزع هي من عالمها ذاك بفزع لتدفعه عنها بقوة

ابتعد عنها اثر دفعها له لينظر نحوها برغبة و ذهول مما كان سيقدم على فعله فى حين كانت هي تنظر ارضاً بخجل و توتر لتسمعه يهمس بخشونة

طائف: على اوضتك

رفعت انظارها نحوه بدهشة ليعيد حديثه

طائف: على اوضتك يا ايات و متورنيش وشك قبل بكرة ... يلاااا

فرت من امامه سريعاً كالاطفال ... راقبها حتى دلفت لغرفتها ... ليمسد شعره بيداه بعصبية هامساً بتعب

طائف: و بعدهالك يا طائف حتة عيلة بتعمل فيك كده ... ثم رفع انظاره للاعلى هامساً بتضرع ... صبرني يااااارب

باليوم التالي استعد الجميع للذهاب للمقابلة و تلقي الاوامر الجديدة و قبل خروجهم من الفيلا نجده يهاتف شخص ما

طائف: انت فين ؟

طوني: لسة واصل باريس دلوقتى ... عملت اللي قولتلك عليه؟

طائف: كله تمام متقلقش

طوني: و آيات ؟

طائف: مالها ؟

طوني: لسة مقولتلهاش

طائف بتنهيدة: قلقان ... آيات متسرعة ... ذكية اه بس مش هنسى لما قالت لآسر على موضوع علا ... فى لحظة تسرع ممكن كل حاجة تبوظ

تنحنح طوني بتوتر ليردف

طوني: احم ... بخصوص علا ؟

طائف بقلق: خير ؟ علا كويسة ؟

طوني بسرعة: لا هي كويسة متقلقش بس يعنى ... بصراحة علا معايا

طائف بغباء: معاك ؟ معاك فين ؟

طوني: هنا فى باريس

طائف بصراخ: انت بتستهبل يا ادهم ... جايبها لحد عنده

طوني: اعمل ايه هي لما عرفت بوجود آسر هنا قالتلى مش هصبر كل ده و عايزة تقابله

طائف: انت مش هتهدى الا لما نروح فى داهية

طوني: متقلقش انا مأمن الجو هنا

طائف بتبرم: لما نشوف ... المهم انت هتبقى معانا اول بأول مش كده

طوني: متقلقش انا متابعكم كلكم ... يلا سلام لازم اقفل دلوقتى

طائف بتنهيدة: سلام

اغلق هاتفه ليتحرك خارج الغرفة فيجدها امام الباب ... نظرت نحوه بتوتر ليردف بهدوء

طائف: انتي هنا من امتى ؟

آيات: لسة جاية ... مش يلا ؟

طائف: يلا

ثم سبقها بعدة خطوات و هى تتبعه فى هدوء لتردف من خلفه متسائلة

آيات: طائف ... مين ادهم ؟

علا: قالك ايه؟

طوني: اتنرفز عليا كالمتوقع و كان رافض وجودك هنا

علا بحزن: تلاقيه متضايق مني اصلاً عشان عايزة اشوف آسر رغم كل اللي عمله

طوني: مش ده تفكير طائف وانتي عارفة ... و بعدين هو قلقان عليكي مش اكتر

تنهدت علا بحيرة لتهمس

علا: يمكن ...ثم اكملت بقلق ... ادهم ... تفتكر الحكاية هتخلص بجد و كلنا هنرجع زي ما كنا

طوني مطمئناً: اطمني يا علا كل حاجة هترجع زي الاول ماعدا حاجة واحدة بس

نظرت نحوه بتساؤل ليردف

طوني بإبتسامة: لقبك من الانسة علا الرفاعي لحرم العقيد ادهم التوهامي

نظرت نحوه بخجل و توتر لتبادله ابتسامة صغيرة خجولة و ايماءة بسيطة زادت من اتساع ابتسامته

ساد المكان جو من التوتر و القلق فور رؤيتها لآسر بإنتظارهم بمنزل ميشيل ترافقه تلك الفتاة و التى سبق ان رفعت لها ضغط دمها عند زيارتها السابقة لفيلا طائف

ابتلعت ريقها بتوتر عند رؤيتها تقدم طائف ناحية آسر ماداً يده له بالسلام ... بقيت يداه معلقة بالهواء لثوان قبل ان يمد آسر يداه هو الاخر لمصافحته

كل هذا وسط مراقبة ميشيل الصامتة و الذي دعى الجميع بعد ذلك للجلوس

ميشيل: وصلني اخبار من فترة عن شوية مشاكل بتحصل فى مصر بين اتنين من اهم و اكبر افرادنا فقولت لازم استضافة عندي عشان اعرف فين المشكلة .. خصوصاً و ان المشاكل دي كانت هتنتهي بموت واحد فيهم

استمع الجميع لحديثه بصمت ... هم بإكمال ما بدأه لكن قاطعه دخول احدى الخادمات توزع على الجميع مشروبهم و اثناء مناولتها لآيات الكوب سقط بمحتوياته على ملابسها لتنتفض واقفة محاولة تنظيفها ... عاونها طائف لكن دون فائدة لتهتف الخادمة بإعتذار بلكنة فرنسية صحيحة تبعها قول ميشيل

ميشيل: مش هينفع كده ... تقدري تروحي معاها للحمام تنضفيها على راحتك

نظرت نحو طائف تستشيره فى الامر ليومأ لها على مضض و تتوجه برفقة الخادمة نحو الحمام فى حين عاود الجميع الجلوس لاستكمال حديثهم

ميشيل: نرجع لموضوعنا ... و سؤالي هو ... هل في اي مشكلة سببت عداوة بينكم فى الفترة اللي فاتت

لم يتلقى اى رد من احدهم لتردف هي

لينا: كان فيه يا بوص .. بس حالياً الامور بقت تمام

ميشيل: هتغاضي عن السبب و هدخل فى المفيد على طول ... نظر الجميع نحوه بتركيز ليردف ... شحنة كبيرة هيروين و اسلحة و ادوية منتهية الصلاحية كلها هتدخل مصر من عدة اتجاهات عشان كده مش هينفع تدخل عن طريق شركة طائف و بس انا عايز لها مساحة اكبر و حماية اقوى ... عشان كده هتتقسم عليكم انتو الاتنين و لازم اضمن انتهاء اي عداوة بينكم ... لان الخيانة من فرد واحد هتغرق المركب بكل اللي فيها

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة