قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل العشرون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل العشرون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل العشرون

عمر دخل المكتب وإتصنم في مكانه لما لقى أمير موجود في مكتب بنته ومش بس كده دول قاعدين جنب بعض. عقد حواجبه بغضب شديد، أمير كان مستغرب غضب عمر الواضح ده غير رهبة سيرين الواضحة...
عمر بغضب: إنت بتعمل إيه هنا؟
أمير بجدية: أنا بشتغل يا فندم، التدريب بتاع الآنسة سيرين.
عمر بص لسيرين بغضب ودخل المكتب ورزع الباب وراه. أمير كان مستغرب من طريقته بس تجاهل ده بس إتفاجئ لما عمر قعد بينه هو وسيرين.

عمر: يلا كمل شرح.
أمير بضيق: أفندم؟
عمر: بقولك كمل شرح.
أمير كان متضايق جدا من إللي بيحصل وخاصة إن في واحد غريب قاعد بينهم هما الإتنين. سيرين لاحظت ضيق أمير بعدت مسافة عن عمر عشان ماتسيبهوش متضايق، أمير لاحظ كده بس برده فضل متضايق...
عمر: ساكت ليه؟ يلا كمل.
أمير إتنهد بنفاذ صبر وكمل شرح لسيرين. بمرور الوقت. امير خلص شرح وعمر ابتسمله ابتسامة مصطنعة.
عمر: تقدر تتفضل على مكتبك.

أمير لوهلة اتردد بس اتنهد وقام من مكانه وخرج من المكتب.
عمر بغضب لسيرين بعد خروجه: ازاي ييجي يدربك من غير ماتقوليلي؟ هو مش انا متفق معاكي انه لما ييجي يدربك تبلغيني؟
سيرين بهدوء: يا بابي انا نسيت، وزى ماحضرتك شايف محصلش حاجه تستدعي اللي حضرتك بتعمله ده.
عمر بغضب: مافيش حاجه! لا والله مافيش حاجه؟! تفسرى بإيه وجودكم في المكتب لوحدكم؟! كان ممكن ينتهز الفرصة ويضيعك.
سيرين قربت منه ومسكت وشه بين إيديها.

سيرين برجاء: خلاص يابابي أنا آسفة، غلطة ومش هتتكرر تاني، ماتزعلش بقا.
عمر إتنهد وغضبه إختفى بس فضل ساكت مابيتكلمش وبيبصلها بعتاب.
سيرين بحزن: بابي، عشان خاطري رد عليا.

عمر بهدوء: عايزاني أقول إيه لما ألاقي بنتي قاعدة لوحدها مع شاب غريب في مكتبها ولوحدهم؟ إنتي متخيلة أنا جه على بالي إيه؟ أنا خوفت ياسيرين، خوفت بس يلمس إيدك بالغلط، أنا خايف عليكي، وهفضل طول عمري خايف عليكي، أنا وإنتي مالناش غير بعض، أنا بموت من فكرة إن في حد هياخدك مني، فيما بالك بقا لما أبقى شايف الإنسان ده قدامي وبيتعامل معاكي بأريحية كإنك حاجة تخصه، إنتي شايفه كان متضايق إزاي لما قعدت بينكم؟!

سيرين ضحكت غصب عنها من غيرة أبوها...
عمر: بتضحكي ليه؟ أنا قولت حاجة تضحك؟!
سيرين: لا يابابي ماقولتش حاجة تضحك، بس أنا عايزاك تعرف إني بحبك وماليش غيرك برده، وهفضل دايمًا أقولها إنت حبي الأول. عمري ما هحب حد زيك.

عمر برفض: الموضوع مش مبدأ حب، موضوع إن ده واحد مايعرفكيش، مسك إيديها الإتنين بين إيديه وبص في عيونها ماسهرش عشانك في وقت إنتي كنتي تعبانة فيه، مافكرش فيكي ليل ونهار حتى وهو نايم، مشافش أول لحظة مشيتي فيها على رجلك، مشافكيش في أول يوم ليكي في المدرسة وإنتي متوترة وخايفة عشان دي كانت حاجة جديدة عليكي، مشافكيش وإنتي مبسوطة في كل عيد ميلاد ليكي وإحنا بنحتفل فيه مع بعض، مشافش زعلك وإحنا مش مع بعض، سيرين أنا ماليش غيرك فعلا عشان ييجي واحد ياخدك مني على الجاهز، إنتي عارفة كويس إنك كل حاجة في حياتي من أول يوم إتولدتي فيه، عشت عشانك بعد ماكنت إنسان عايش على غضبه وإنتقامه من نفسه وبس، بعد ماكنت إنسان وحيد وتايه في أرض الله، جيتي إنتي وأخدتي قلبي إللي رجع وعاش من تاني في أول لحظة شوفتك فيها لما خرجتي للدنيا دي، جيتي إنتي ومليتي حياتي إللي ملهاش لازمة من غيرك يا سيرين، مايعرفكيش، مايعرفش إني أبوكي إللي عشقك بجنون من يوم ماتولدتي، مايعرفش إن أنا إللي ربيتك وتعبت عشانك، وعايز أقولك إنه عمره ماهيقدملك ربع إللي أنا عملتهولك، مش هيحَصَّل جزء بسيط منه حتى.

سيرين كانت بتبكي بسبب خوف باباها عليها، ده غير إنه واضح عليه الضعف وإنها سكنه وإطمئنانه، مالهوش غيرها، كان وحيد طول عمره وكان عايش في الشارع مالهوش بيت، بس هي بيته، هي كل شئ في حياته هي عيلته، عمر مسح دموعها وهي حضنته بشدة وهو شدد من حضنه ليها.

سيرين بدموع وهي في حضنه: أنا بحبك يابابي، وهفضل طول عمري أحبك، إنت أعظم أب في الدنيا دي، وماحدش هيبقى زيك أبدًا صدقني يابابي، إنت مافيش منك إتنين، إنت ظهري إللي بتسند عليه إللي عمره ماهيكسرني أبدًا.
فضلت في حضنه وهو ضاممها بشدة وبيطبطب عليها...
عمر وهو بيهمس في ودانها: المهم إنك تكوني فاهمه خوفي عليكي، مش شايفاه مجرد خنقة وفرض سيطرة وخلاص.
سيرين: فاهماك يابابي، ومستحيل أتخنق من حبك ليا وخوفك عليا.

عمر باس راسها بحب وضمها لحضنه تاني...
أمير خرج من المكتب بغضب شديد ومشي مش شايف قدامه لحد ما خبط في حد.
إسلام: آسف.
أمير مردش عليه ودخل المكتب بتاعه، إسلام إستغربه وقرر يروح وراه، أمير كان بيحاول يتحكم في أعصابه بسبب صاحب الشركة إللي مضايقه ده. وإزاي يسمح لنفسه إنه يتدخل بينهم ويقعد بينهم كده. فاق على صوت إسلام...
إسلام: أ/ أمير.
أمير بصله بإستفهام...
إسلام بإبتسامة: إزيك أخبارك إيه؟

أمير بهدوء: أنا بخير الحمدلله، وإنت؟
إسلام بإبتسامة: الحمدلله كله تمام، خير مالك؟ حضرتك خبطت فيا وكلمتك بس ماسمعتنيش، أتمنى إنك تكون كويس.
أمير بتنهيدة: أنا كويس، كمل بإبتسامة نورتنا في الشركة يا إسلام.
إسلام بإبتسامة: ده نور حضرتك يا أ/ أمير و،
أمير وهو بيقاطعه: إسمي أمير من غير حضرتك ومن غير أستاذ، إحنا سننا قريب من بعض، طمني شوفت مكتبك؟
إسلام بإبتسامة: اه شوفته وعجبني الحمدلله.

سكت شويه وضحك ضحكة خفيفة.
أمير بإستغراب من ضحكته: ممكن أعرف إيه إللي يضحك؟
إسلام بضحك: إمبارح بعد مارجعت البيت أمي زغرطت لما عرفت إني إتقبلت في الشركة، ومش كده بس. دي وزعت شريات على جيراننا، وأبويا وزع شربات على الحارة إللي بيشتغل فيها، يعني هو عنده محل هناك، وإخواتي باركولي، تقولش نجحت في الثانوية العامة وجبت 100%؟
أمير كان مبتسم للكلام إللي سمعه ده.

أمير: حقهم طبعا يفرحوا بيك، شكلك تعبت كتير على ماوصلت لهنا.
إسلام بتنهيدة: جدا.
أمير بإبتسامة: بالتوفيق يا إسلام، و أتمنى إنك تكون قد ثقتهم فيك.
إسلام بإبتسامة: إن شاء الله، ممكن رقمك؟ يعني نبقى أصحاب وكده، حضرتك أول واحد عرفته هنا في الشركة دي وتقريبا كمل بتوتر الوحيد إللي انا أعرفه.
أمير بإبتسامة: أكيد طبعا هنبقى أصحاب.
أمير اخد ورقة من على مكتبة وكتب فيها رقمه وقدمهاله...

إسلام بتنهيدة وهو بياخد منه الورقة: أستأذن أنا بقا، هبعتلك رسالة على الواتس آب هاه؟
أمير بضحكة خفيفة: ماشي، وأنا موجود وقت البريك لو حبيت نتقابل ونتكلم.
إسلام: تمام.

إسلام خرج من المكتب وأمير إتنهد وتفكيره راح لسيرين عقد حواجبه بضيق لما إفتكر إللي صاحب الشركة عمله وإنه إزاي واحد غريب زي ده يتصرف بالشكل ده، إتنهد بضيق ورفع سماعة التليفون وبدأ يتصل عليها، سيرين كانت في حضن عمر إللي بيطبطب عليها بحب أبوي بس فاقت على صوت رنة تليفون المكتب، خرجت من حضن عمر بسرعة وراحت للتليفون على إعتقادها إنه أمير هو الوحيد إللي هيتصل بيها ورفعت السماعة وفعلا كان أمير...

سيرين: ألو.
أمير بصوت كله ضيق: أيوه.
سيرين بإستغراب من نبرة صوته: مالك يا أمير؟
عمر بتأفف: اللهم طولك يا روح، ناططلي في كل مكان.
سيرين بصتله وشاورتله إنه يسكت...
أمير: لا مافيش، هو بشمهندس عمر مشي من عندك؟
سيرين سكتت وبصت لعمر، وأمير مستنيها ترد تريح قلبه من نار الغيرة إللي هو حاسس بيها، إتنهد بإرتياح لما وصله صوتها الناعم الرقيق.
سيرين بإبتسامة: لا يا أمير، مشي خلاص.

عمر كور إيديه بغضب شديد. سيرين بصتله برجاء إنه يهدى.
أمير بإرتياح: طب الحمدلله، كان عايز إيه منك؟ وخرج إمتى؟
سيرين بحذر من ملامح عمر الغاضبة: خرج بعد مانت خرجت علطول، كان بيطمن وبيشوفني مرتاحة في مكتبي ولا لا.
أمير بتنهيدة: تمام، سكت شويه وبعدها إتكلم وحشتيني يا سيرين.
سيرين إتحرجت جدا ووشها إحمر وإتوترت أكتر لإن باباها واقف قدامها وعيونه كلها غضب...
سيرين بتوتر: أنا هقفل دلوقتي يا أمير، مشغولة كتير.

قفلت بسرعة وبصت لعمر الغاضب...
عمر: كان بيقولك إيه؟
سيرين بتوتر: كان بيسألني حضرتك كنت عايز مني إيه و،
عمر بغضب وهو بيقاطعها: وهو ماله؟
سيرين: بابي إهدى هو فاكرك رجل غريب عني مش أكتر، مايعرفش حاجة.
عمر: برده مايتدخلش في حياتك مهما يحصل، وقللي من كلامك معاه إنتوا مجرد زمايل.
سيرين وهي بتهاوده: حاضر يابابي، ماتتضايقش.
عمر أخد نفس عميق وهدي إلى حد ما.

عمر: إعملي حسابك هنروح لعمك إسماعيل النهاردة بعد الشغل وهناخد إسلام في طريقنا.
سيرين بإرتباك: بس،
عمر بضيق وهو بيقاطعها: بس إيه؟
سيرين بتوتر: ماحدش يعرف إن أنا بنتك فهمشي من هنا لوحدي.
عمر بغضب مكتوم: ماشي يا سيرين إللي يريحك إعمليه، مش هجبرك على حاجة.

خرج من المكتب وهو متضايق ومخنوق من إللي بيحصل ده لحد إمتى هيفضل خافيها عن كل إللي هنا في الشركة، مش عايز يشترك في كذبها نهائيًا لكن للأسف مايقدرش يزعلها، دخل مكتبة وقعد على الكرسي بقلة حيلة، عيونه جات على البرواز إللي جابه معاه وهو جاي وحطه على المكتب بتاعه، البرواز ده كان فيه صورة لطفله صغيرة في حدود الأربع سنوات واقفه على سرير وبتضحك وهي ماسكة فستان وبتشوفه عليها. مسك البرواز بحب وملس على صورة سيرين إللى لقطهالها على غفلة منها وهي مبسوطة بفستان مامتها السهرة. وإفتكر ذكرى اليوم ده...

منذ ثمانية عشر سنة: في الولايات المتحدة الأمريكية: عمر نزل من عربيته قدام بيت كبير، وأخد شنطتين كبار فيهم فساتين ومشي بخطوات ثابته وهادئة ناحية البيت ده لحد ماوقف قدام الباب بتاعه. رن على الجرس وبعد ثوان. فتحتله بنت عيونها زرقاء وشعرها أشقر، ومتوسطة الطول وصاحبة جسد ممشوق. كانت جميلة جدا لدرجة أن كل رجل هيشوفها هيقع في حبها ماعدا الإنسان إللي واقف قدامها. كانت بتتأمله بإبتسامة وبنظرة عشق أما هو كان بيبادل النظرات دي بالبرود، وقرر يخرجها من شرودها إللي هي كانت فيه...

الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية: عمر بإبتسامة مصطنعة: مرحبًا كلارا، كيف حالكِ؟
كلارا: أنا بخير عمر، كيف حالك أنت؟
عمر: بألف خير، أين سيري؟
كلارا إبتسمتله وبصت وراها ورجعت بصتله تاني.
كلارا: إنها تأكل بالداخل، هيا تفضل.

وسعتله الطريق وهو دخل بالشنط إللي في إيده، قربت إيديها من إيده عشان تساعده في شيل الشنط، عمر إتخشب في مكانه على أثر لمستها وبصلها بنظرة تحمل الكُره الشديد وفي نفس الوقت فيها تحذير. بلعت ريقها بتوتر وبعدت عنه، راح نحية المطبخ وشاف سيرين قاعده على كرسيها الصغير وبتاكل بشراهة بإيديها الصغيرة...
عمر: تمهلي يا فتاة، الطعام لن يطير.

سيرين سابت إللي في إيديها وبصت لباباها بدهشة وفي نفس الوقت وشها متفرق عليه بعض من بواقي الأكل. عمر ضحك على منظرها وهي نزلت بسرعة من الكرسي بتاعها وجريت عليه بفرحة...
سيرين بصوت طفولي: أبي.
عمر شالها من على الأرض وضمها لحضنه بشدة...
عمر وهو يقبل كل جزء من وجهها: يا قلب أبيكي، و يا عقله ويا كل شئ.
بعد وشه عن وشها، ومسح بواقي الطعام إللي على وشها بإيده...
عمر بحب أبوي: أنتي كل يوم تزدادين جمالًا عزيزتي.

سيرين بطفوليه: حقًا أبي؟
عمر: نعم يا إبنة أبيكي.
سيري بفرحة طفوليه: أمي، أبي يقول أني أزداد جمالا.
كلارا بإبتسامة: بالطبع عزيزتي، فقد ورثتي جمالكي مني.
عمر تجاهل كلامها ووجه كلامه لسيرين.
عمر: هيا عزيزتي إنظري ماذا جلبت لكي.
خرج بيها من المطبخ وراح لمكان الشنط. نزلها على الأرض وهي جريت بفرحة ناحية الشنط وفتحتهم كلهم...
سيرين بفرحة طفولية: أمي، إنظري ماذا جلب أبي لنا.

كلارا قربت منها وقعدت جنبها على الأرض وبصوا للفساتين والإتنين كانوا فرحانين جدا، وكلارا كان جواها أمل بيتجدد بعد ماكانت خلاص فقدت الأمل. سيرين جريت على عمر وحضنته من رجله.
سيرين بحب: شكرًا أبي.
عمر بضحك وهو بيرفعها من على الأرض: عفوًا حبيبتي، هيا بنا لنقوم بتجربة الفستان عليكي.
سيرين عيونها جات على الفستان إللي في إيد مامتها.
سيرين: أبي، أريد تجربة هذا أولا.

عمر عيونه جات على فستان كلارا وضحك وبص لسيرين.
عمر: يا فتاة هذا لوالدتك و،
سيرين برجاء وهي تقاطعه: أريد أن أجربة أبي، أرجوك.
عمر إتنهد وبص لكلارا إللي بتضحك في صمت...
عمر: حسنًا.
سيرين نزلت من حضنه وراحت بسرعة للفستان إللي في إيد مامتها وحاولت تشيله بس معرفتش بسبب تقله وآخر مازهقت قعدت على الأرض وإتأففت بضيق طفولي...
كلارا: حبيبتي إهدأي، سيقوم بابا بحمله لكي، هيا بنا نسرع للغرفة وأجهزك لقياسه.

سيرين بفرحة: حسنًا.
كلارا مسكت إيد سيرين ودخلوا أوضة كبيرة كان بيتوسطها سرير كبير، كلارا وقفتها على كرسي بحيث تكون قدام المراية، عمر شال الفستان ودخل وراهم وإبتسم وهو بيتفرج على سيرين المتحمسه...
سيرين بحماس طفولي: هيا أبي، لماذا تقف هكذا؟

عمر ضحك وقرب منها وفرد الفستان وخلاها تمسكه بإيديها الإتنين وحطه عليها، بصت لنفسها في المراية وضحكت بفرحة طفولية، عمر عيونه جات على كاميرا موجودة في ركن في الأوضة راح مسكها وبدأ يصور سيرين وهي فرحانة وبعد ما خلص تصوير عيونه جات في عيون كلارا إللي بتبصله بعيون بتلمع بالحب. عمر عقد حواجبه وتجاهلها وبص لسيرين للي فرحانه بالفستان.
كلارا: عمر، أريد أن أتحدث معك قليلًا.

عمر إتنهد بضيق وخرج من الأوضة وكلارا خرجت وراه...
وقف بعيد عن الأوضة وهي وقفت قدامه.
كلارا بإبتسامة: شكرا على الفستان عمر.
عمر ببرود: عفوًا.
كلارا إتنهدت بحزن من بروده بس لازم تلاقي حل، لازم تكبر الأمل إللي جواها...
كلارا بحب: إشتقت إليك عمر.
عمر بصرامة: كلارا، أنتي توهمين نفسكِ بأن هناك أملٌ بيننا، لكن سأقولها لكي للمرة المليون، أنتي والدة إبنتي فقط.
دموعها بدأت تنزل...

كلارا: لكن عمر، أنت تعلم جيدًا أنني أحبك كثيرا، بل أنا أعشقك عشقًا لا مثيل له، لماذا تقسو على هكذا؟!
عمر مسكها من دراعها بغضب شديد: لا تمثلي دور البراءة علي، فخطأك كان ثمنه كبيرًا ولا يغتفر أبدًا، عيونه إتحولت للحزن الشديد جعلتني خائن في نظر نفسي، جعلتني أكره كل شئ في حياتي، ولكنني سامحتكِ عندما أتت هي، ودفنت الماضي خلفي، أنتي فقط أم إبنتي لا أكثر ولا أقل.

كلارا بدموع: ماذا عن الفستان الذي جلبته لي؟
عمر: كم أنتي غبية كلارا، من يرى مقالبكِ ومصائدك في الماضي، لا يظن أنكي لن تفهمي كل ما أفعله حاليًا، ولكني سأوضح لكي، جلبت هذا الفستان لكي لأنني جئت لسيرين بواحد وأنا أحب أن أرى إبنتي سعيدة ولذلك جلبت لكي واحدًا معها، أنتي تعلمين جيدًا أنني لا أحب أن تشعر إبنتي بأن أبيها وأمها لا يوجد علاقة بينهما أصلا.

كلارا: لا يوجد علاقة بيننا؟! لكن ماذا عن صداقتنا عمر؟ ماذا عنا نحن؟
عمر بغضب: لا يوجد نحن، يوجد هي فقط. لقد خسرتي صداقتك لي منذ سنوات طويلة.
كان لسه هيمشي ويروح لسيرين...

كلارا بدموع وهي بتوقفه: كل هذا لأجلها هي؟! تكرهني لأنك مازلت تحبها؟! تحب التي قامت ببيعك وتزوجت غيرك بعد خبر وفاتك بخمسة أيام، تحب التي قامت بقتلك حيًا وجعلتك جسدًا بدون روح بعد أن وفيت بوعدك لها؟!، مازلت تحبها حتى بعد أن بحثت عنها كثيرًا ولم تجدها وذلك لأنها ببساطة تحب زوجها!، إنتظرت هروبها ولكنها لم تهرب، لماذا ما زلت تحب تلك الخائنة و،.

عمر بفحيح وهو بيمسكها من شعرها بقوة وبيقاطعها: إياكي أن تقولي عنها كلمة سيئة، سوف أريكي أيامًا لن تري فيها الشمس إذا ذكرتيها بسوءٍ مرة أخرى.
كلارا بوجع وهي بتكمل: أنا زوجتك الشرعية، يحق لي أن أقول ما أريد، ويحق لي أن يكون زوجي في أحضاني ولا يفكر بواحدة غيري، يحق لي ذلك.

عمر بهمس غاضب: أنتي زوجتي على الورق فقط و أنا لم أنهيه إلى الآن وذلك لأجل إبنتي فقط، إستيقظي من أوهامك كلارا فقد وقعتي في شر أعمالك منذ سنوات، ويجب عليكي أن تتحملي ماجنيته على نفسك وعليّ وعلى إبنتنا.
زقها بعيد عنه وراح لسيرين إللي واقفه بتتأمل نفسها بالفستان قدام المراية بفرحة كبيرة، عمر إبتسم لفرحة بنته إللي بتجدد طاقته في الحياة...

فاق من ذكرياته وإتنهد بحزن وحط البرواز في مكانه وعيونه جات على البرواز الفارغ إللي جنبه. عمر سرح وتخيل صورة شوق قدامه في البرواز ده وبالفعل شاف صورتها وهي بتضحكله. إبتسم من قلبه وهو بيتخيلها قدامه ضحكتها الصافية، برائتها إللي مشافهاش في حد قبل كده، نظرتها ليه. غمض عيونه بألم يعتصر قلبه. خانته، دمرته، ضيعت كل حاجة حلوة بينهم، كسرت عمر إللي كان مستعد يعمل المستحيل عشانها، إللي كان هيخليها تاج فوق راسه، عمر إتضايق لفكرة إنه لسه بيحنلها، فتح عيونه بغضب شديد ورمى البرواز الفارغ بغضب شديد في الحائط وإتكسر...

شوق كانت واقفة عند الشباك وسرحانه مع نفسها، إتنهدت تنهيدة بسيطة وبصت للسماء لقتها مليانة بطائرات ورقية، وخاصة إن في طيارة حد بيطيرها عندهم في سطح البيت، قلبها دق بشدة وحست إن عمر هو إللي بيطيرها، جريت بسرعة وخرجت من الشقة بدون وعي وسابت الباب مفتوح وطلعت للسطح بنفس متقطع، بصت لقت طفل صغير من سكان البيت هو إللي بيطيرها، دموعها نزلت على حلم عمرها إللي كانت بتتمناه، إنها تشوفه حتى لو كان خيال.

منذ ثمانية وعشرون عامًا: خرجت من المدرسة ودخلت في حضنه.
عمر بهمس: وحشتيني.
شوق ببراءة وهي بتبص في عيونه: وإنت كمان وحشتني أوي ياعمر.
عمر: هنعمل إيه النهاردة؟ حابه نروح على مكاننا ولا نتمشى شوية؟
شوق: نتمشى شويه.
عمر وهو بيمسك إيدها: يلا بينا.
شوق بفرحة: يلا بينا.

عمر إبتسم لفرحتها وهي سرحت في إبتسامته إللي خطفت قلبها بس حست بالخجل الشديد لما غمزلها، ضحك ضحكة خفيفة على خجلها ومشي وهي ماشيه جنبه وبتبص في الأرض بخجل. بعد مرور فترة بسيطة، كانوا بيتمشوا على كورنيش النيل وشوق بتتفرج على المراكب إللي في النيل، لكن عمر كان بيبصلها وسرحان فيها، وفجأة فاق لما سمع شهقة منها...
عمر: في إيه ياشوق؟

لقاها بتبص للسماء بإنبهار، عيونه جات على السماء، ضحك ضحكة خفيفة لما لقاها منبهرة بالطائرات الورقية...
عمر: ماتحسسنيش إنك أول مرة تشوفي طيارة ورق.
شوق بفرحة: لا بشوفها كتير، بس بحبها أوي.
فضلت تتفرج بحماس طفولي على الطائرات الورقية، عمر بص للسماء وبدأ يفكر مع نفسه شويه وبعدها.
عمر: يلا يا شوق.
شوق بإستفسار: هنروح فين؟
عمر: تعالي بس.

مسكها من إيدها وأخدها وراحوا لمكانهم، طلعوا للسطح وشوق مش فاهمة هو أخدها ليه كان نفسها تتفرج على الطيارات دي، إتنهدت بحزن وبصت لعمر إللي بيدور على حاجة في السطح، وبالفعل جمع شوية حاجات، شوق قربت منه بملامح إستفسار...
شوق: بتعمل إيه ياعمر؟
عمر بإبتسامة وهو بيبصلها: هعملك طيارة، يلا ورايا.

راح قعد على الكنبة وشوق قعدت جنبه ومش فاهمة هو هيعملها إزاي بس متحمسه، عمر جمّع قطع الخشب الصغيرة على شكل معين، وفكر يربطهم إزاي ببعض، فضل يدور بعيونه على أي قماشة وبالفعل لقى قماشة وربط الخشب بيها ولحسن حظه إنه لقى بكر شريط تقيل، موجود ضمن بعض البواقي إللي ناتجة من الإستعمال شخصي لسكان البيت، وده لإن البواقي كانت متكومة على بعضها في السطح، إتنهد بإرتياح لما خلص وشوق كانت بتبصله بذهول...

عمر بإبتسامة وهو رافع الطائرة بإيده: إيه رأيك؟
شوق بفرحة: حلوة أوي ياعمر.
عمر بإبتسامة وهو بيقوم من مكانه: يلا بينا عشان نطيرها مع بعض.
شوق بحماس وهي بتقوم من مكانها: يلا.
ضحك لحماسها إللي وضح برائتها أكتر، ده غير فرحتها إللي خطفت قلبه، فاق لنفسه وإبتسملها بحب وراح نحية سور السطح وهي إرتبكت ووقفت في مكانها. عمر إستغرب إنها مقربتش نحية سور السطح.
عمر: مالك يا شوق؟ في إيه؟
شوق بتوتر: خايفة أقع.

عمر بإبتسامة حب وتفهم: ماتخافيش، طول مانا معاكي مش هتقعي هفضل ماسك فيكي، يلا قربي عشان أعلمك تطيريها إزاي.
هزت راسها وقربت بتوتر، مسك إيدها وخلاها تقف قدامه وهو حاوطها بدراعه لدرجة الإحتضان وفي إيده الطيارة بحيث إنها تكون قدامها، خلاها تمسك بكرة الشريط...
عمر: لفي البكرة بحيث الطيارة تبعد عنها.
هزت راسها ووبدأت تلف البكرة بس في إتجاه خاطئ.
عمر: ههههههههه، لا مش كده، إنتي كده بتقربيها أكتر.

شوق بتوتر: أعمل إيه؟
عمر: لفيها لعكس الإتجاه ياشوق.
شوق هزت راسها وبالفعل عملت كده وفي نفس الوقت متوترة جدا بسبب قرب عمر منها بالشكل ده. وفي نفس الوقت حاسة بالأمان والسكينة، عمر لما لقى إن في بُعد بين الطيارة وبكرة الشريط رماها بره السور، شوق شهقت في ثانية. بس إبتسمت بفرحة لما لقت الطيارة بترفرف في الهواء، مسك البكرة معاها...
عمر: برافو، يلا نلف البكرة أكتر.
شوق بحماس: حاضر.

وبالفعل عملوا كده لحد ما الطيارة وصلت للسماء وشوق كانت مبسوطه جدًا. عمر كان بيبص لملامحها بعشق واضح في عيونه، فرحتها إللي بسببها قلبه بينبض بشدة، ضحكتها إللي بتجننه وبتحسسه إنه أغنى واحد في الدنيا دي وده لإنه مكتفي بكده.
شوق بفرحة وهي بتبص للسماء: عمر، أنا مبسوطة أوي.

إستغربت سكوته، ورفعت راسها ناحية كتفها، عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بنظرة جميلة، قلبها دق بشدة بسبب النظرة دي، نظرة فيها كلام كتير منه. مكنش في غير مسافة صغيرة بين وشوشهم هما الإتنين، عمر تأمل ملامحها بعشق كبير، وبعدها عيونه جات على شفايفها، بلع ريقه بتوتر بس إتنهد وباس راسها في بوسه عميقة بيعبر فيها عن عشقه ليها...
عمر بحب: وأنا مبسوط عشان إنتي مبسوطة.

كانت بتبكي بكاء شديد بسبب إنه خلاص مابقاش معاها، خلاص حبيب عمرها مات ومابقاش ليه وجود. مسحت دموعها بسرعة ونزلت من السطح وراحت لشقتها وقفلت الباب وراها. سندت على الباب ونزلت قعدت على الأرض وبدأت تبكي بشدة بشهقات عالية على موت عمر كإنه لسه إمبارح...
بمرور الوقت...
عمر إتنهد ورمى الأورق إللي كانت في إيده على المكتب وبص للوقت لقى إن وقت الشغل خلص، قام من مكانه وخرج من المكتب وراح لمكتب سيرين...

قبل لحظات: كانت قاعدة على مكتبها وبتتكلم في الموبايل وواضح عليها ملامح الحب.
سيرين: وأنا كمان نفسي نشوف بعض ونقعد مع بعض كتير.
أمير بتنهيدة وهو بيقعد على حرف مكتبه: مش ناوية تيجي لشوق في يوم؟
سيرين بإبتسامة: ناوية إن شاء الله بس معرفش إمتى.
أمير بإبتسامة كإنه شايفها قدامه: طب إيه رأيك لحد ما تيجي لشوق إتكلم بإحراج. نروح مع بعض النهاردة وأوصلك، على الأقل أبقى عارف بيتك فين.
سيرين بخجل وإرتباك: ح، حاضر.

أمير وهو بيتحرك ناحية شنطته: طب يلا نمشي.
سكتت شويه وبعدها إفتكرت...
سيرين: أمير.
أمير: نعم؟
سيرين بندم خافي: أنا آسفة مش هقدر أروح معاك النهاردة.
أمير: ليه في إيه؟
سيرين: نسيت إني ورايا ميعاد مهم جدا النهاردة.
أمير بإستفسار: رايحة فين؟
سيرين: رايحة لقرايبي.
أمير بتنهيدة: ماشي يا سيرين، خدي بالك من نفسك.
سيرين: هعوضهالك مرة تانية يا أمير.
أمير: إن شاء الله، مش هتعوزي حاجة؟
سيرين: سلامتك.

قفل المكالمة وعقد حواجبه بضيق وده لإنه كان نفسه يقعد معاها وقت زي زمان، أخد حاجته وخرج من المكتب. عمر دخل لسيرين المكتب...
عمر بإبتسامة: خلصتي ياحبيبتي؟
سيرين بملامح حزينة: اه يابابي خلصت.
عمر وهو ملاحظ ملامحها: مالك ياسيري؟
سيرين أخدت نفس عميق وبصتله.
سيرين: أنا كويسه ياحبيبي، يلا نمشي.
عمر بإبتسامة: يلا.

قامت من مكانها وأخدت شنطتها وخرجت من المكتب مع عمر. أمير كان خارج من الشركة وبيفكر في كلام سيرين ومتضايق بسبب إنه مابقاش بيشوفها أصلًا. ماشي سرحان ومش واخد باله من إسلام إللي واقف قدامه ومديله ظهره وبيتكلم في الموبايل لحد ما خبط فيه...
أمير وهو بيفوق لنفسه: آسف.
إسلام نزل الموبايل من على ودنه بضيق وبص لأمير وملامحه هديت شويه.
إسلام بإبتسامة خفيفة: ولا يهمك.
أمير: إنت واقف هنا ليه؟

إسلام: كنت بتكلم في الموبايل شويه وبعدها هروح.
أمير بإبتسامة: طب مش هتعوز حاجة؟
إسلام: سلامتك.
أمير كان ملاحظ غضبه المكتوم ومش فاهم السبب، بس قرر يمشي...
أمير بإبتسامة: يلا سلام.
أمير إتحرك وبعد خطوتين عنه سمعه وهو بيزعق على الموبايل...
إسلام: بقولك إيه؟ أنا كمان مضغوط في حياتي، ماتجيش تطلعي كل ده عليا، جالك عريس إرفضيه زي أي واحد قبله، فيها مشكلة دي؟
؟: بقولك مصممين عليه.

إسلام: إتصرفي يا شيماء، مش كل مرة تضايقيني بالكلام ده.
شيماء: بس،
إسلام وهو بيقاطعها: من غير بس، أنا هقفل.

قفل المكالمة من غير مايستني رد منها ونفخ بضيق وخنقة. كل مدى بيحس إنه مضغوط نفسيًا. مش لاقي أي حل، مخنوق ومتكتف ومش طايق نفسه، لحد إمتى هيفضل عايش في دوامة إن في عريس متقدملها وأهلها مصممين عليه، لحد إمتى هيفضل مستحمل فكرة إن في واحد غيره حاطط عيونه على حبيبته، أمير كان واقف بعيد عن إسلام كذا خطوة ومديله ضهره وبيفكر في كلامه إللي قاله للي كان بيكلمها. إتنهد تنهيدة بسيطة ولف وبصله وقرب نحيته، إسلام كان متضايق وبيبص في الأرض بس رفع راسه لما لقى أمير وقف قدامه، إسلام بصله بإستفسار.

أمير بإبتسامة: أنا آسف على التدخل، أنا سمعتك صدفة وإنت بتتكلم مع الآنسة، تسمحلي أتكلم؟
إسلام فضل يبصله كتير وساكت. بس إتنهد وهز راسه.
أمير بهدوء: مكنش يصح الأسلوب إللي إنت إتكلمت بيه من شويه ده،
إسلام: أ،
أمير بحزم وهو بيقاطعه: أنا لسه ماكملتش كلامي، سيبني أكمل للآخر.

في الوقت ده سيرين كانت خارج مع عمر من الشركة وأول أما لاحظت أمير إللي واقف مع إسلام على جنب، رجعت كذا خطوة لورا بعيد عن عمر بفزع خوفًا من أمير يشوفها معاه. عمر بعد ما خرج من الشركه لقى سيرين رجعت لورا بسرعة بصلها بإستغراب لقى نظرات الإرتباك والقلق وهي بتوجه نظراتها لمكان معين، عيونه جات على المكان إللي هي بتبص نحيته، وإتنهد بغضب لما لقاها بتبص لأمير إللي واقف مع إسلام وبيتكلم معاه...

عمر بهمس غاضب: بيطلعلي في كل مكان كده!، حتى إسلام كمان!
بص لسيرين بنظرة ضيق وبعدها راح لعربيته وفضل في مكانه بيبص لأمير بضيق وغيرة...

أمير: يعني هي بتقولك مصممين عليه، وإنت بتقولها إتصرفي، وتقفل السكة في وشها، أنا هعقب على موقفها هي الأول، أكيد هي كانت بتحجج بأي حجة لما كان بيجيلها عرسان وبيترفضوا عادي، وأكيد هي مش هتلجألك غير لما تكون كل الحلول خلاص خلصت عندها ومحتاجة مساعدتك أو محتاجة تسمع منك كلمة حلوة تطمنها بيها وتخليها تتمسك بيك وبقرارها أكتر، تعرف إن بأسلوبك ده للحظة هي ممكن تشُك وتقول لنفسها هو أنا بعمل كل ده عشان واحد يزعقلي وييجي في الآخر يقفل السكة في وشي؟، تعرف إنها بالحركة بتاعتك دي يمكن تشوف إنها غلط وأهلها صح وتوافق على العريس إللي جايلها؟ البنت ب،.

وقف عن كلامه لما شاف سيرين خارجه من الشركة، عيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بحب إتوترت وخافت للحظة إنه يكون شافها مع عمر. بس إرتاحت لما شافت إبتسامته، إبتسمت إبتسامة رقيقة خطفت قلبه وكملت مشي وراحت لعربيتها إللي كانت ورا عربية عمر الغاضب بسبب نظراتهم لبعض وإتحركت، فاق لنفسه وبعدها بص لإسلام إللي بيفكر في كلامه...

أمير بتنهيدة وهو بيكمل: البنت بتختار الإنسان إللي بيريحها وبيطمنها وبيحتويها بكلامه، البنت بتختار الإنسان إللي بيعتبرها بنته الصغيرة قبل ماتبقى إنسانة لازم تشيل هموم الدنيا كلها معاه. شوق جات على باله وإبتسم بحزن البنت بتختار الإنسان إللي يعمل المستحيل عشانها، إللي يحفر في طوب الأرض عشانها، إللي بيهديها وبيطمنها بكلمة حلوة، إللي بيعتبرها من أولى أولوياته، إللي بيعتبرها حياته كلها بمعنى أصح. لكن إنت عملت إيه؟ زعقت فيها وقفلت السكة في وشها.

إسلام: أنا مضغوط وهي لازم تراعي ده.
أمير: ماهي مراعية ده، وده لإنها صابرة عليك لحد الآن، معلش ممكن أعرف إنتوا بقالكوا قد إيه مع بعض؟
إسلام بتنهيدة: 3 سنين.

أمير: أهي دي بقا إللي زيها مستعدة تستحمل 28 سنة كمان قدام كلمة حلوة إتقالتلها في ساعة ضيقة. هتستحمل وهتعافر عشانك لآخر نفس وهتفضل أحسن حد بالنسبالها مهما قابلت ومهما شافت، لكن لو إنت هتفضل تتعامل معاها بالأسلوب الوحش ده يبقى الأفضل تسيبها للي يقدرها.
إسلام إرتبك وحس بغلطته وواضح عليه الضيق بسبب كلام أمير.

أمير: أنا آسف على التدخل، بس ده إللي حبيت أقوله لإني ماقبلش كده على أي بنت إستحملت كتير وفي الآخر تاخد إهانة بالشكل ده.
إسلام مردش عليه وماتكلمش كان بيبص في الأرض كإنه طفل بيتعاقب من أبوه ومتضايق، عمر كان قاعد في العربية مستني إسلام يخلص كلامه مع أمير وكان بيهز في رجله من الغضب.
أمير: ساكت ليه؟
إسلام بتنهيدة: عشان عندك حق، شكرا يا أمير إنك عرفتني غلطي.

أمير بإبتسامة: من غير ماتشكرني، أنا حبيت أنصحك لوجه الله، عشان ماتندمش على حاجة بعد كده، ولو إحتجت أي حاجة إنت معاك رقمي، إبقى كلمني إحنا هنبقى أصحاب زي مانت قولت.
إسلام بإبتسامة: أكيد يا أمير هكلمك.
أمير وهو بيمد إيده عشان يسلم عليه: لازم أمشي عشان إتأخرت على والدتي، مع السلامة.
إسلام بإبتسامة وهو بيسلم عليه: مع السلامة.

أمير مشي ودخل الشارع إللي بيخرجه على الشارع الرئيسي، أما إسلام كان واقف بيفكر في كلام أمير وبيشوف هيصلح إللي عمله ده إزاي، فاق على صوت موبايله إللي بيرن.
إسلام وهو بيرد أيوه: أيوه ياعمي.
عمر بضيق: بقالي ساعة واقف مستني سيادتك، كل ده رغي؟
إسلام وهو بيبص حواليه: حضرتك فين ياعمي؟
عمر ضرب كلاكس عشان إسلام ينتبهله، وبالفعل إسلام راحله وقعد في العربية.
إسلام: إتحرك بسرعة ياعمي قبل ماحد يشوفني معاك.

عمر بصله بغضب وماتكلمش وإتحرك...
إسلام: أومال فين سيرين؟
عمر: سبقتنا.

عربية عمر مشيت جنب أمير إللي ماشي في طريقه بيفكر في سيرين وفي حياته إللي ناوي عليها معاها وبيحسب دنيته إيه، عمر لمح أمير وهو ماشي لوحده وسرحان ومش فاهم ليه أحيانًا بيرتاحله وشايفه محترم وأخلاقه عالية. نفض التفكير ده من دماغه وعقد حواجبه بضيق، خرج للطريق الرئيسي وزود السرعة، أمير وقف عند الطريق الرئيسي ومستني أي أوتوبيس أو أي ميكروباص يعدي عشان يروح لمامته، عمر وهو بيسوق عيونه جات على إسلام إللي سرحان والحزن واضح في ملامحه...

عمر: مالك فيك إيه؟
إسلام بتنهيدة: مخنوق يا عمي.
عمر: من إيه؟ إحكيلي.
إسلام حكاله عن مكالمته مع شيماء وعن كلام أمير، ولما وصل لجزئية البنت بتختار الإنسان إللي يعمل المستحيل عشانها، إللي يحفر في طوب الأرض عشانها، إللي بيهديها وبيطمنها بكلمة حلوة، إللي بيعتبرها من أولى أولوياته، إللي بيعتبرها حياته كلها بمعنى أصح، عمر ظهر الحزن الشديد في ملامحه...
إسلام: وبس ياعمي، أنا دلوقتي مش عارف أعمل إيه.

عمر بشرود: ومين قال إن لما واحدة بتلاقي إنسان بالمواصفات دي بتبقى مستعدة إنها تستنى كتير؟ كتير أوي مابيقدروش، كتير أوي لما بيلاقوا فرصة أحسن بيبيعوا يا إسلام من أول مرة.

عقد حواجبه بغضب شديد وسكت ماتكلمش وركز في السواقة والغضب واضح في ملامحه، إسلام قلبه إتقبض بسبب كلام عمر وخاف إنها ممكن تبيعه، فتح موبايله ولسه هيتصل عليها لقاها بتتصل. بلع ريقه بتوتر وفتح المكالمة وساكت مابيتكلمش بس سامع صوت شهقاتها المكتومة.
إسلام بهدوء: ألو.
شيماء بدموع: رفضته بعد محاولات كتير وخناقات بيني أنا وبابا وماما وإخواتي، رفضته عشانك.
إسلام إتطمن وقلبه إرتاح...
إسلام: طب وبتعيطي ليه؟

عمر إنتبهله.
شيماء: عشان للحظة شكيت إني إخترت غلط، إسلام غمض عيونه بندم، بس إفتكرتلك كل حاجة حلوة ورفضته عشانك.
إسلام: أنا آسف، حقك عليا، سامحيني، أنا غلطان مكنش ينفع أتكلم معاكي بالشكل ده.
شيماء وهي بتهدي نفسها: كل حاجة حلوة إنت عملتهالي سامحتك عشانها، ناوي تتقدملي إمتى ولا هفضل طول حياتي أرفض في العرسان وأدخل في خناقات مع بابا وماما؟

إسلام بتنهيدة: إصبري عليا شويه، أنا عايز الأحسن لينا إحنا الإتنين.
شيماء: ماشي.
إسلام كان لسه هيتكلم...
شيماء: أنا هقفل دلوقتي ماما بتناديلي.
إسلام: ماشي.
شيماء: لا إله إلا الله.
إسلام: محمد رسول الله.
قفلوا مع بعض وإسلام إتنهد بإرتياح وده لإنه خاف يخسرها.
عمر بإنشغال: إيه إللي حصل؟
إسلام: رفضت العريس، إتكلم بخنقة وكانت بتعيط.
عمر بإستفسار: ليه بتعيط؟

إسلام: عشان خافت تكون إختارت غلط، بس إفتكرتلي كل حاجة حلوة عملتهالها وصممت على قرارها.
عمر بإبتسامة إستهزاء من نفسه: فعلا، مش كلهم هيقدّروا.
إسلام: بس أمير كان عنده حق برده.
عمر بغضب: يا دي أمير ده، هو مافيش غيره؟
إسلام بخوف من ملامحه: في إيه ياعمي؟
عمر: إخرص خالص.
إسلام: حاضر.
عمر كمل سواقه وشارد بحزن غير واضح في شوق إللي باعته ومستنتهوش. عفاف كانت واخده سيرين في حضنها...

عفاف: كنتي وحشاني جدا فوق ماتتخيلي يابنت أبوكي.
سيرين بإبتسامة وهي بتبصلها: وإنتي كمان ياطنط كنتي وحشاني اوي.
إسماعيل: أبوكي إتأخر ليه يا حبيبتي؟
سيرين بتنهيدة: زمانه جاي في الطريق هو وإسلام.
إسماعيل: يوصلوا بالسلامة إن شاء الله.
عفاف: حيث كده بقى أقوم أسخن الأكل.
سيرين: لا يا طنط خليكي أنا وبابي أكلنا في الشركة.
عفاف بإصرار: أبدًا، لازم تاكلوا هنا تاني، ولا هو أنا أكلي وحش يا ست سيرين؟

سيرين بتبرير: أبدا يا طنط مش وحش خالص، بس،
عفاف بحزم: من غير بس، يلا إقعدي مع عمك وأنا هروح أجهز الأكل، بدأت تنادي بصوت عالي وليد.
خرج وليد من أوضته ووقف قدام مامته وبيبصلها بإستفسار...
عفاف: روح هات بيبسي وحلويات عشان عمك جاي.
وليد: حاضر ياماما.
عفاف دخلت المطبخ بحماس ظاهر وكل إللي مسموع صوت رنين غوايشها الدهب، وإسماعيل وسيرين بيضحكوا عليها...

سيرين في وسط ضحكاتها: إللي يشوف طنط، يقول إن هي وبابي قصة كفاح كبيرة.
إسماعيل: هههههههههههههههههه، عفاف وعمر؟! قصة كفاح؟! ههههههههههههه، يااااااه كانت أيام والله، ده الناس زمان كانوا بيتلموا على صوت خناقتهم في الحارة هما الإتنين.
سيرين بدهشة: ده بجد!
إسماعيل: وجد الجد كمان، هو أبوكي مقالكيش ولا إيه؟
سيرين: هو قال إن طنط عفاف كانت زمان في الحتة الليمين، بس أنا عمري ما فهمت الكلمة دي.

إسماعيل بضحك: الليمين؟ يقصد المرارة، هههههههههههه، الله يحفظك يا عمر، عمرك ماهتتغير.
سيرين ضحكت هي كمان...
إسماعيل وهو بيهدى: أيوه يابنتي، هي فعلا كانت في الحته الليمين عنده، بس المواقف بتبين معادن الناس، وعفاف موقفها من عمر إتغير تمامًا وبقى أخوها، أبوكي ده يا سيرين وقف جنبي انا وعفاف وإحنا تحت خط الصفر.
سيرين بإستفسار: إزاي؟

إسماعيل بتنهيدة: في بداية حياتي أنا وعفاف كنا عايشين في أوضة صغيرة جدا، واليومية إللي كنت بقبضها كانت مكفيانا بالعافية الحمدلله، قبل ما أبوكي يسافر أمريكا أخد نفس عميق إدالي انا وعفاف مبلغ ودهب.
سيرين بإستفسار: دهب؟
إسماعيل: أيوه دهب، وبعدها سافر ومرجعش، بس زي مانتي عارفه كنت بجيلكم زيارات علطول.
سيرين: أكيد عارفه.
سيرين كانت حاسه إن في كلام كتير ناقص...
سيرين: أونكل معلش.
إسماعيل: نعم ياحبيبتي؟

سيرين بإستفسار: هو بابي جاب الدهب والفلوس منين قبل مايسافر أمريكا؟ كل إللي أعرفه إن بداية حياته كانت في أمريكا.
إسماعيل إرتبك شويه بس إتكلم...
إسماعيل: عمر كان في ألمانيا، قعد فيها سنه بالظبط ورجع علطول.
سيرين بإستفسار: إيه إللي رجعه؟ طب ليه قعد كتير في أمريكا مادام هو رجع مصر علطول بعد ألمانيا؟ أنا مش فاهمه حاجة.
إسماعيل غمض عيونه بحزن على إللي عمر عاشه.

إسماعيل: كان بيوفي بوعده، راح ألمانيا عشان يوفي بوعده، ورجع بعد ما عمل كده.
سيرين بإستفسار: يعني إيه يوفي بوعده؟ هو كان مواعد حد بحاجة؟ بفلوس يعني؟
إسماعيل: لا، بس أبوكي كان بيحب بنت من زمان وكان بيعمل كل ده عشانها بس محصلش نصيب.
سيرين: يعني إيه محصلش نصيب؟ وإزاي؟
إسماعيل بحزن وندم: جه متأخر يومين، رجع لقاها إتجوزت.

سيرين برقت من إللي سمعته ده غير ملامح إسماعيل إللي بتثبتلها وجهة نظرها صح، باباها فعلا عمره ماحب مامتها وده لإنها كانت شايفه كل ده من معاملته ليها لما كانت صغيرة، بس لما هي تعبت وقف جنبها عشان خاطرها لحد ماماتت، إفتكرت الحزن وخيبة الأمل إللي كان عمر بيبقى فيهم لما كانوا بيتفرجوا على أي مسلسل أو فيلم رومانسي مع بعض، إفتكرت إبتسامته وهو نايم وكلامه وهو نايم إللي مش مفهوم منه حاجة، نوبات الغضب الغير مبرره لما واحدة تحاول تسلم عليه أو تلمسه، رفضه الغير مبرر لوجوده مع ست تانية، لو كانت متأكدة إنه بيحب مامتها كانت هتقول إنه بيخلصلها، لكن باباها كان بيخلص لواحدة تانية...

إسماعيل وهو ملاحظ دموع سيرين إللي قربت تنزل: أنا آسف يابنتي، مكنش ينفع أقول الكلام ده.
سيرين مسحت دموعها قبل ماتنزل وبصت لإسماعيل: لا عادي، أنا بس زعلت على بابي.
إسماعيل: ومين مزعلش عليه، أنا وعفاف كنا زعلانين عليه وخوفنا عليه جدا بسبب الحالة إللي وصل ليها.
سيرين بإستفسار: الحالة إللي وصل ليها؟! هو إيه إللي حصل لبابي؟
إسماعيل كان لسه هيتكلم، إسلام دخل الشقة...
إسلام: السلام عليكم.

إسماعيل بإبتسامة وهو بيبصله: وعليكم السلام ياحبيبي، ملقاش عمر معاه أومال فين عمك؟
إسلام: بيركن العربية تحت.
إسماعيل: تمام ياحبيبي، يلا إدخل غير هدومك.
إسلام: حاضر، إبتسم لسيرين نورتينا يا سيرين.
سيرين بإبتسامة خفيفة: ده نورك يا إسلام.
إسلام دخل أوضته وبدأ يغير...
إسماعيل: سيرين، أنا بنبه عليكي، ماتعرفيش أبوكي إنك عرفتي حاجة عنه، أبوكي مش عايز أي حد يعرف عنه حاجة زي دى، خلينا نقفل الموضوع ده.

سيرين: حاضر يا أونكل، ماتقلقش.
عمر ركن العربية ونزل منها وفتح شنطة العربية وأخد منها كذا شنطة وعلبة كبيرة قطيفة وبعدها دخل العمارة وطلع على شقة إسماعيل ورن الجرس، إسماعيل قام من مكانه وفتح الباب بإبتسامة كبيرة، بس إندهش من إللي عمر شايله...
إسماعيل وهو بياخد منه الشنط: ليه تتعب نفسك ياعمر؟
عمر: لا تعب ولا حاجة، كله فداكم.
دخلوا الشقة وحطوا الشنط على الأرض، وإسماعيل حضن عمر.
إسماعيل: وحشتني يا صاحبي.

عمر: وإنت كمان يا إسماعيل.
إسماعيل: يلا تعالى نقعد.
أخدوا الشنط وراحوا لأوضة الأنتريه وعمر عيونه جات في عيون سيرين الحزينة وإستغرب حزنها وراح قعد جنبها...
عمر: إنتي كويسه يا حبيبتي؟ حد زعلك؟
سيرين: أنا كويسه الحمدلله ماتقلقش.
إسماعيل: هي كويسه ياعمر ماتقلقش.
عمر بتنهيدة: ماشي.
سكتوا شويه بس عمر ضحك لما سمعت صوت رنين غوايش عفاف إللي مقربه عليهم...
عفاف: إزيك يا عمر؟ عامل إيه؟ طمني عليك؟

عمر بإبتسامة: أنا كويس الحمدلله.
وليد رجع ودخل الشقة وإسلام وعصام خرجوا من أوضهم وعمر سلم عليهم كلهم وقعدوا معاهم...
عمر: أومال فين محمد؟
إسماعيل: عنده نبطشية في المستشفى، معلش ياعمر إعذره.
عمر بإبتسامة: مافيش مشكلة، ربنا يوفقه.
عمر لوليد وإسلام وعصام: يلا كل واحد يفتح فيكم ييجي هنا.
كلهم بصوله بإستغراب...
عمر: مش هكرر كلامي، يلا تعالوا.

التلاته قربوا منه وعمر إدا لكل واحد فيهم شنطة، والتلاته بصوا للي فيهم وإستغربوا...
عمر: كل واحد فيكم ليه طقم عندي، كان المفروض أشتري من يوم مارجعت بس كنت مستعجل.
إسماعيل وهو بيبص للشنط الكتير: كده ياعمر تتعب نفسك.
عمر: لا تعب ولا حاجة دي هدية بسيطة مني ليكي، أنا معرفتش أجيب حاجة وأنا راجع من أمريكا، جيت بسرعة يعني.
وليد بعفوية: بس إحنا مش صغيري،
قطع كلامه عصام إللي ضربه بكوعه في دراعه.

وليد بوجع وهو بيبصله: اه في إيه؟
عمر بضحكة خفيفة وتفهم: عارف يا أبو لسان لطويل، بس دي هدية مني ليكم.
إسماعيل: ده بدل ماتسلم على عمك وتقوله شكرا؟
وليد: شكرا ياعمي، مكنش قصدي.
عمر بإبتسامة: مافيش مشكلة.
عصام وهو بيسلم عليه: شكرا ياعمي، دي أجمل هدية جاتلي.
عمر: الله يسلمك يابني، تتهنى بيها.
إسلام: ليه يا عمي ماتقولش إنك جايب حاجات معاك؟ عشان أساعدك وإنت بتشيل.

عمر بمرح: إنت فاكرني عجزت يا ولد ولا إيه؟ ده أنا لسه شاب صغير.
إسلام: ربنا يبارك في عمرك ياعمي، شكرا على الهدية.
عمر: تتهنى بيها يابني، إدا شنطة لإسماعيل، إمسك يا إسماعيل دي شنطة محمد، لما يرجع إديهاله.
إسماعيل: حاضر.
أخد شنطة خامسة وإداها لإسماعيل.
عمر بإبتسامة: دي بقا هديتي ليك.
إسماعيل إبتسم وحضنه...
إسماعيل: شكرا ياعمر.
عمر: إنت أخويا يا إسماعيل، ماتشكرنيش.

إسماعيل بعد عنه وأخد الشنطة وفتحها لقاه جايبله طقم زيهم، فرح جدا، عفاف كانت قاعدة بتتفرج عليهم وسيرين كانت بتبص لباباها بحزن من غير ما ياخد باله، إكتشفت إنها ماتعرفش عنه أي حاجة، بس مافيش أي مشكلة هي مدياله عذره في أي حاجة هو مقالهاش عليها.
عمر لعفاف وهو بيقدملها العلبة القطيفة: وإنتي بقا يا عفاف إمسكي.
عفاف: إيه ده؟
عمر بضحك: شوفي إيه ده.

فتحت العلبة لقت جواها إنسيال دهب، وخاتمين وإسورة، وكوليه رقيق...
إسماعيل: ليه تتعب نفسك ياعمر؟
عمر: قولتلك إنت أخويا وهي مرات أخويا فداكم كل حاجة.
عفاف بإستفسار لعمر: إيه دول؟
عمر بإستفسار: إنتي شايفه إيه؟
عفاف: إنت ماجبتش غوايش أحطهم في إيدي ليه؟ أو حتى سلسلة دهب أمشي بيها؟
عمر بضحكة وهو بياخد منها العلبة: أنا غلطان ياعفاف، هاتي الهدية.

عفاف بإبتسامة مسكتها منه: والله ماهي راجعه، دي هدية من الغالي، ده أنا بهزر.
الكل ضحك عليها، مر الوقت وكلهم أكلوا مع بعض وقعدوا يتكلموا في الحياة وعاشوا في جو عائلي جميل وبعدها عمر وإسماعيل قعدوا مع بعض في البلكونة...
إسماعيل: مالك ياعمر؟ فيك إيه؟ الفترة دي إنت مش عاجبني.
عمر بصله وسكت وماتكلمش...
إسماعيل: مش عايز تحكي يعني؟
عمر: لو حكيت إنت هتزعل.
إسماعيل: ليه؟
عمر: عشان ده موضوع يخص سيرين.

إسماعيل سكت وفكر مع نفسه شويه لحد مافهم...
إسماعيل: موضوع حب؟
عمر ملامحه إتحولت للغضب الشديد...
إسماعيل وهو ملاحظ ملامحه: وفيها إيه لما بنتك تحب؟
عمر: مافيش حاجة إسمها حب.
إسماعيل تجاهل كلامه وكمل...
إسماعيل: هتحرم بنتك من إنها تحب ياعمر؟
عمر: إنت بتتكلم كده ليه؟ إنت ليه مش زعلان؟ أنا رفضت إبنك عشان بيحب بنتي زي ماقال.

إسماعيل: هما مش من نصيب بعض يا عمر، وسعادة سيرين مهمة زي سعادة أولادي، إنت ليه عايز تحرم بنتك من الحب؟
عمر بضيق: مش بحرمها، أنا مش عايزها تتعذب لما تكتشف إنه واحد كذاب.
إسماعيل بإستفسار: مين إللي قال إنه كذاب، إنت عرفت ده إزاي؟
عمر: لا معرفتش، بس هثبتلها إنه كذاب.
إسماعيل: وإنت ليه تحكم من نفسك؟ ليه ماتسيبش فرصة ليه؟ إنت شوفت منه إيه عشان تعمل كده.
عمر بإصرار: ماشوفتش حاجة، بس هشوف.

إسماعيل: سيب فرصة لبنتك يا عمر، سيبلها فرصة تعيش حياتها.
عمر وهو بيكمل: وبعدها تروح تتعذب سنين بسببه؟! لا طبعا. أنا مش مستغني عن بنتي.
إسماعيل: عشان خاطري ياعمر، سيبها تعيش وتجرب، وبعدين في واحدة زي سيرين عندها أب زيك، وتتخدع؟
عمر: تقصد إيه؟
إسماعيل: أقصد إن سيرين عاقلة، ومش هبله ومش بتتخدع في الناس.
عمر: وإنت واثق كده ليه؟

إسماعيل: عشان دي سيرين عمر محمد راضي، سيرين بنتك وتربيتك، وقوية يعني مش هتتخدع فيه، أكيد شافته كويس فحبته، أكيد شافت فيه حاجة مختلفة، أكيد في حاجة إحنا مش شايفينها.
عمر بتنهيدة: مش عارف.
إسماعيل: شوف سعادتها فين يا عمر، ماتحرمهاش من سعادتها.
عمر: ياريت نقفل على الموضوع ده.
إسماعيل: ماشي إللي يريحك.
عمر: أنا هروح بقا.
إسماعيل: ليه كده؟ إنت قعدت أصلا؟
عمر: معلش يا إسماعيل هعوضك مرة تانية.

إسماعيل: ماشي ياعمر، مستنيك.
سلموا على بعض وبعدها عمر راح لسيرين إللي قاعدة مع عفاف.
عمر: يلا ياحبيبتي سلمي على طنط عاف عشان نمشي.
عفاف: ليه كده ياعمر؟ إقعدوا شويه.
عمر: لازم نمشي ياعفاف.
سيرين بإبتسامة: هنجيلك مرة تانية ياطنط ماتزعليش.
عفاف: ماشي ياحبيبتي.
سلموا على بعض وبعدها عمر وسيرين خرجوا من الشقة ونزلوا، عمر وقف قدام عربيته وبص لسيرين إللي بصتله وسكت...
سيرين: في إيه يابابي؟

عمر بإبتسامة: لا مافيش يا حبيبتي، يلا روح إركبي عربيتك.
سيرين: أوكي.
كانت لسه هتمشي وقفت وبصتله...
سيرين: بابي.
عمر وهو بيبصلها: نعم؟
سيرين: إنت جبت إمتى الهدايا دي؟ وماقولتش ليه؟
عمر: كنت قاعد فاضي النهادرة في الشركة مش ورايا حاجة قولت أروح أشتريلهم حاجة، هدية رجوعي.
سيرين بإبتسامة: جنتل مان دايما.

عمر ضحك من تعليقها عليه وسيرين راحت ركبت عربيتها وهو ضحكته إختفت وبيفكر في كلام إسماعيل وركب عربيته، شوق كانت قاعدة مع أمير وبتبصله بدهشه وده لإنه حكالها عن إللي حصل في الشركة...
أمير: سكتي ليه؟ أكيد ده شخص مش طبيعي، ده قعد في النص بيني وبينها؟
شوق بإستغراب: ممكن مش حابب الإختلاط بين الزمايل أكتر من كده، وهو عنده حق.
أمير: عنده حق إزاي يعني؟
شوق: حبيبي، ماينفعش تفضلوا مع بعض كتير لوحدهم.

أمير: أنا كنت بساعدها وبشرحلها يعني ده جزء من شغلي مش رايح ألعب.
شوق: عارفة ده ياحبيبي وواثقة فيك، بس أكيد ماحبش يحرجكم فقعد معاكم.
أمير إتنهد وسكت بسبب مبرر شوق ليه...
شوق: المهم نسيبنا من صاحب الشركة ده، طمني عليك إنت وسيرين؟
أمير: كويسين الحمدلله، بس أنا إتخنقت.
شوق بإستفسار: ليه؟
أمير بخنقة: أنا عايز يكون في بينا حاجة رسمي، مش حابب الوضع ده.

شوق: ياحبيبي مش هفضل أعيد وأزيد في كلامي، إستنى لما باباها يرجع.
أمير: أنا مستني ومستحمل، وبحبها وكل حاجة بس ده مش مبدأي، عايزها تكون حلالي، لكن إللي إحنا فيه ده ماينفعش.
شوق بإبتسامة: عندك حق ياحبيبي، بس إستحمل شويه عشان خاطري.
أمير إتنهد وسكت.
شوق بإستفسار وهي بتمسك إيده: قولت إيه؟
أمير: حاضر يا شوق.
شوق بحب: يا قلب شوق إنت.
أمير ضحك وأخدها في حضنه. فضلت فترة بسيطة في حضنه وبعدها بعدت عنه...
شوق: أمير.

أمير: نعم ياشوق؟
شوق: ماتدخل جمعية، أهو بالمرة تجهز لجوازك من سيرين.
أمير بإستفسار: وبعدين؟
شوق: وعلى ما باباها يرجع تكون قبضتها بحيث يبقى معاك مبلغ يسندك.
أمير سكت شويه وهو بيبصلها كإنه بيفكر في كلامه...
شوق: قولت إيه؟
أمير بتنهيدة: ماشي يا شوق، مستعد أدخل جمعية.
شوق بفرحة: طب حلو أوي، هكلم أم زهرة تدخلنا الجمعية معاها.
أمير وهو بيوقفها: إستني كده، تدخلنا!

شوق بحماس: اه ياحبيبي تدخلنا، أنا وإنت هندخل مع بعض في دور واحد والمبلغ إللي هتقبضه ياحبيبي هيسندك إن شاء الله.
أمير بإستفسار: فلنفرض إني وافقت، إنتي هتجيبي الفلوس دي منين؟
شوق بإبتسامة رضا: من معاش بابا، إنت عارف إن المعاش مش بعمل بيه حاجة غير إننا بنجيب منه الحاجات البسيطة، اهو يساعد شويه قصاد مبلغ منك ويطلع مبلغ كبير في الآخر.

أمير بضيق: وإنتي شايفه إني هوافق إنك تكمليلي على فلوسي عشان أدخل جمعية؟
شوق: أمير إسمعني، أنا،
أمير وهو بيقاطعها: إنتي إللي تسمعيني ياشوق، المفروض الإبن لما بيكبر هو إللي بيصرف على أهله مش هما إللي بيصرفوا عليه، إنتي كده بتقللي مني.
شوق بحنان أمومي: أبدا ياحبيبي، أنا كده بجهز إبني، سيبني أساعدك لو بحاجة بسيطة عشان خاطري.
أمير بضيق: مش عايزك تشيلي همي ياشوق، أنا راجل وأقدر أعتمد على نفسي.

شوق وهي بتبص في عيونه: ياحبيبي إنت سيد الرجالة، إنت عمود البيت، بس أنا بتكلم في حاجة تسند، وأحس إني عملت حاجة.
ملامحها إتحولت للحزن الشديد، أمير كان هيتكلم بس سكت لما شاف ملامحها، دموعها نزلت...
شوق: كان نفسي يبقى عندي بنت وأجهزها بنفسي.
أمير أخدها في حضنه...
شوق ببكاء: عشان خاطري ماتحرمنيش من الإحساس ده.
أمير بقلق: حاضر يا شوق، ماتزعليش إهدي.

طبطب عليها وهي إلى حد ما بدأت تهدى، مر وقت بسيط وهي في حضنه...
أمير وهو بيبصلها: أحسن شويه؟
هزت راسها بالموافقة...
أمير بإبتسامة وهو بيمسح دموعها: ماتبقيش تنسي تكلمي أم زهرة بخصوص الجمعية.
شوق: حاضر.
ضمها لحضنه تاني...
أمير بهمس: ماتزعليش مني ياشوق، كل إللي إنتي عاوزاه هيتنفذ.
حس بيها وهي بتشدد من حضنها ليه وهو باس راسها...

أمير برخامه: مش هتنامي بقا يا شوق ولا إنتي ناوية تسهري؟ بصراحة السهر غلط على البنات الصغيرين إللي زيك.
شوق ضحكت ضحكة خفيفة.
أمير: أيوه كده إضحكي، الدنيا مش مستاهله.
شوق بحب: ربنا يباركلي فيك يا حبيبي.
أمير بإبتسامة: اللهم آمين، يلا قومي نامي.
شوق: حاضر ياحبيبي، تصبح على خير.
أمير وهو بيبوسها من خدها: وإنتي من أهله يا أجمل شوق.

قامت من مكانها وراحت لأوضتها، أمير إبتسامته إختفت بعد دخولها لأوضتها وكل ده بسبب إنه حزين عليها، حزين على مامته إللي مش مبسوطة في حياتها. حاسس دايما بحاجة كبيرة ناقصها مهما عمل ومهما قدم لها فهي ناقصها عمر. إتنهد بضيق ودخل لأوضته وقعد على سريره. فتح موبايله ودخل على الشات بينه هو وسيرين لقاها لسه مفتحتش، إتنهد بإرهاق وقرر إنه ينام، سيرين وعمر دخلوا الفيلا ولسه هتطلع لأوضتها.

عمر بتصرف أبوي: قبل ماتطلعي يا سيرين عايز أتكلم معاكي.
سيرين رجعتله ووقفت قدامه...
عمر: إيه التصرف إللي حصل منك ده وإحنا خارجين من الشركة.
سيرين بإرتباك: حضرتك عارف إن ماحدش يعرف إنك بابي فخوفت حد يشوفنا مع بعض.
عمر بضيق: إنتي شايفاني عيل صغير عشان تضحكي عليا؟
سيرين: ماقدرش أكذب عليك يابابي، بس أنا خوفت تتضايق.
عمر سكت وبصلها وماتكلمش...

سيرين برجاء: يابابي، أرجوك أنا مش قادرة أخسر، ثق فيا، وصدقني عمرك ماهتندم على ثقتك فيا دي، إديني الثقة.
عمر: أنا واثق فيكي من غير ماتطلبي.
سيرين بإبتسامة: يبقى عمرك ماهتندم صدقني.
عمر: أما أشوف آخرتها معاكي إيه، يلا إطلعي نامي.
سيرين قربت منه وحضنته وباسته من خده. وهو إبتسم وباس راسها...
عمر بحنان أبوي: يلا ياحبيبتي إطلعي نامي، وراكي شغل بكرة بدري.
سيرين: حاضر ياحبيبي.

طلعت أوضتها وبدأت تغير هدومها وفي نفس الوقت بتفكر في حكاية باباها، وحاسه إنها مش زعلانه منه أبدا، بالعكس زعلانه عليه جدا، عمر طلع لأوضته وغير هدومه هو كمان وقعد على سريره بإرهاق وبيفكر في بنته وفي كلام إسماعيل، فرد جسمه على السرير وبص للسقف بشرود. شوق كانت بتبص لسقف أوضتها بشرود وبتفكر في عمر وفي أيامهم مع بعض. الإتنين أخدوا نفس عميق وكان واضح عليهم الحزن الشديد وهما بيفكروا في بعض، والإتنين إتكلموا مع نفسهم في نفس الوقت لكلامهم عن بعض...

عمر بشرود: قتلتيني يا شوق.
شوق: أنا هفضل أحبك لحد آخر نفس فيا ياعمر.

مرت الأيام، وعلاقة سيرين وأمير بتقوى عن الأول، تواصلهم مع بعض عن طريق الموبايل أو الواتس آب وأحيانًا سيرين كانت بتجيلهم زيارة بس بصعوبة وده لإن عمر بيبقى محتاجلها في أغلب الأوقات، بس أمير مقدر غيابها ومحترم أي قرار هي بتاخده أو أي رأي هي بتقوله، علاقة أمير بإسلام مع الأيام باقت قوية بحكم زمالتهم في الشغل وأحيانًا إسلام بيطلب النصحية من أمير في أموره الشخصية، لكن إسلام مايعرفش عن أمير أي حاجة وده لإنه كتوم، عمر كل يوم بيعدي عليه كان بيفكر فيه في كلام إسماعيل وبيفكر في حياة بنته وحبها لأمير إللي كل يوم عمال بيزيد قدامه ومش قادر يتخيل فكرة إن في حد هياخد منه بنته في يوم من الأيام وهو هيبقى وحيد، وفي نفس الوقت متابع أمير في شغله وإعترف لنفسه إنه شاطر ومحترم وقد الثقة، شوق وأمير دخلوا جمعية وشوق كانت مبسوطة جدا بالتقدم إللي هي بتعمله ده، أمير كان بيحاول يكتسب من خبرات عمر في الشغل وده لإنه شايف إنه شخص قوي وطموح وعايز يتعلم منه أكتر، وفي يوم ما...

في شركة (O): أمير كان قاعد مخنوق وبيفكر في علاقته هو وسيرين هتفضل كده لحد إمتى؟ فضل عامل إحترام لغياب باباها بس كده الموضوع زاد عن حده هو عايز يتجوزها مش عايز يقضي يومين معاها وخلاص. قرر إنه خلاص لازم يقوم من مكانه ويروح مكتبها ويتكلم معاها في إنها لازم تكلم باباها عشان يتقدملها وبالفعل قام من مكانه وخرج من مكتبه، عمر دخل المكتب على سيرين وهي مشغوله في الملفات إللي قدامها. رفعت راسها وبصتله وإبتسمتله.

عمر: إيه الأخبار ياحبيبتي؟
سيرين: كله تمام يابابي، الشغل كويس الحمدلله.
عمر قرب من مكتبها بس فضل واقف في مكانه...
سيرين: في إيه يابابي بتبصلي كده ليه؟
عمر بإبتسامة: أنا مش بسأل عن الشغل، أنا بسأل عنك إنتي وأمير، أخباركم إيه؟
سيرين بتوتر: بخير الحمدلله
عمر وهو معقد حواجبه: هو مش ناوي ييجي الفيلا عندنا هو ومامته وباباه ولا إيه؟ ولا إنتوا هتفضلوا في الوضع ده علطول؟
سيرين برقت من كلامه.

سيرين بتلعثم: تقصد إيه يابابي؟ إنت. إنت، إنت موافق؟!
عمر إبتسملها بحنان أبوي وبيعبرلها عن موافقته بأمير. ماحستش بنفسها غير وهي بتقوم من على مكتبها وبتحضنه...
سيرين: أنا مش مصدقة نفسي، أخيرا وافقت يابابي.
عمر وهو بيهمس في ودانها: أنا بثق فيكي، وحبيت أبقى معاكي للآخر لحد آخر نفس فيا.
سيرين وهي بتشدد من حضنها ليه: أنا بحبك أوي يابابي.
أمير بصدمة: باباكي؟!

سيرين إتنفضت وبعدت عن عمر لما سمعت صوت أمير، أمير كان واقف عند باب المكتب وده لإنه لسه داخل، عمر إتنهد بضيق من الموقف إللي سيرين حطت نفسها فيه وبص لأمير...
أمير بدأ يتعصب: سكتي ليه؟ ردي عليا؟ هو ده باباكي؟!
عمر بغضب: إتكلم بأسلوب كويس يا محترم.

أمير تجاهله وبص لسيرين بخيبة أمل: ساكته ليه؟ ردي عليا وقولي إن ده مش باباكي وإن باباكي مسافر، قوليلي إنك ماكذبتيش عليا الفترة إللي فاتت دي كلها، قوليلي إن ده مش أبوكي يا سيرين.
سيرين دموعها نزلت وبصت في الأرض بس بعدها إتكلمت...
سيرين: أيوه يا أمير، ده بابي.

أمير بصلها بعدم إستيعاب وحس إن الدنيا بدأت تدور حواليه ودلوقتي فهم كل حاجة، الرسالة إللي إتبعتتله علطول بعد ماحكالها إنه بعت لصاحب الشركة رسالة من سنه وهو مردش ولما روح بيته جاله رسالة من الإيميل، المكافأة إللي إستلمها بدري جدا عن ميعادها وده لإنها كانت عارفه إنه مكنش معاه فلوس وقتها، كلام عمر ليه لما كانوا قاعدين مع بعض في المكتب لما إستهزأ بيه، ولما قعد بينهم في مكتبها لما كان بيشرحلها، أمير إبتسم بمرارة...

أمير: ضحكتوا عليا ولعبتوا بيا، وللأسف لعبتوها صح.
عمر عقد حواجبه بغضب شديد بس قرر يسكت ومايتدخلش غير في الوقت المناسب...
أمير: الرسالة يا سيرين، أمانة عليكي تقوليلي مين إللي بعتها يوم أما حكيتلك إني كلمت صاحب الشركة من سنة.
سيرين بدموع وهي بتبص في الأرض: أنا.
أمير غمض عيونه بوجع لإنه إتأكد...
أمير بعدم إستيعاب: إنتي إللي كنتي بتكلميني الفترة دي كلها؟
سيرين ببكاء وندم: أيوه أنا.

أمير بذهول: إنتي صاحبة الشركة؟!
سيرين بدموع: لا يا أمير، أنا كنت جايه وقتها مكان بابي، بس قولت إني لسه محتاجة أتدرب و،
أمير وهو بيكمل كلامها: ولقيتيني أنا الإنسان المغفل المناسب إللي تقدري تخدعيه بتدريبه ليكي صح؟
سيرين بدموع وهي بتقرب منه: أبدا يا أمير، أنا ماخدعتكش أبدا، أنا حبيتك.

أمير بغضب: حتى الكلمة دي مابقتش مصدقها، دخلتي بيتي وعرفتك على والدتي، وعرفتي كل حاجة عن حياتي وإنتي طول الوقت ده بتخدعيني!
عمر بغضب شديد: لو نطقت كلمة تانية يبقى،
سيرين وهي بتقاطعه: أرجوك يابابي أنا محتاجة أتكلم معاه.
أمير بغضب شديد: مابقاش في كلام تاني يتقال، إعتبروني قدمت إستقالتي من النهاردة.
أمير مشي وخرج من المكتب ورزع الباب وراه، سيرين جريت وراه ببكاء بس ملحقتهوش وده لإن عمر مسكها.

سيرين بصراخ: سيبني، لازم أوضحله.
عمر: إهدي.
سيرين بصراخ: أمير!
عمر منعها تمامًا من إنها تخرج بره المكتب وكل ده خوفا عليها من شكلها قدام الموظفين...
أمير أخد حاجته كلها وخرج من المكتب وخبط في إسلام.
إسلام: في إيه يا أمير؟ مالك؟

أمير مردش عليه وخرج من الشركة كلها، سيرين فضلت تبكي في حضن عمر إللي بيحاول يهديها لكن هي ماهديتش مهما هو حاول. خرجت من حضنه وراحت لموبايلها وبدأت تتصل على أمير لكن هو مكنش بيرد، فضلت تتصل مرة ورا التانية ورا العاشرة وهو مابيردش، جربت تتصل على شوق هي كمان لكنها مكانتش بترد رمت الموبايل من إيديها وبكت بهيستيريا وعمر واقف متكتف في مكانه ومتدمر بسبب دموعها دي. أمير دخل شقته هو وشوق ورزع الباب وراه وعلى الصوت ده شوق خرجت من المطبخ وإستغربت إن أمير جاي بدري جدا عن ميعاده.

شوق: في إيه ياحبيبي؟ جاي بدري ليه؟
أمير بصلها وفجأه ضحك بوجع وقهرة.
شوق بقلق: في إيه يا أمير؟
أمير بوجع: أنا إتخدعت يا أمي، سيرين كذبت عليا وخدعتني ولعبت بمشاعري، سيرين قللت من كرامتي قدام نفسي وقدام إللي حواليا، سيرين طلعت بنت صاحب الشركة.
شوق برقت بسبب كلامه ده ومش مستوعبه إن ده بجد.
شوق: إنت بتقول إيه؟ يستحيل يكون الكلام ده صح، سيرين مش كده، أكيد في حاجة غلط و،.

أمير بغضب وهو بيقاطعها: لا كله صح، دخلت عليها المكتب وهي في حضنه وبتقوله أنا بحبك أوي يا بابي، وإعترفت بنفسها إن ده يبقى أبوها، ضحكت علينا كل ده، إستغفلتني ولعبت بيا وبكرامتي.
شوق بدموع من حالة أمير: طب إهدى ياحبيبي عشان خاطري ماتعملش في نفسك كده.

أمير كان بيتنفس بسرعة بسبب غضبه ومحتاج يكسر كل حاجة حواليه عشان يهدى ويرتاح بس كل إللي عمله إنه ساب ودخل أوضته ورزع الباب وراه، شوق مسحت دموعها بسرعة وراحت لأوضته لقته قاعد على سريرة بضعف وقلة حيلة...
شوق قعدت على الأرض قدامه ومسكت وشه بين إيديها...
شوق: عشان خاطري يابن بطني إهدى، مافيش حاجة تستاهل كل ده.
أمير بشرود: أنا تعبان يا شوق محتاج أنام.

شوق: حاضر يا حبيبي نام وإرتاح وماتشيلش هم حاجة عشان خاطري.
أمير بعد عنها وغير هدومه وهي قامت من مكانها ولسه هتخرج من أوضتها...
أمير: إياكي يا أمي تردي عليها لما تتصل عليكي، إياكي.
شوق وهي بتبصله: بس،
أمير بغضب وهو بيقاطعها: إياكي يا شوق تعمليها، إياكي تخليني أخسر ثقتي فيكي إنتي كمان، لو عرفت بس إنك كلمتيها هسيبلك البيت وأمشي.
شوق بدموع وهيستيريا وهي بتقرب منه: لا، ماتمشيش عشان خاطري ماتمشيش.

أمير بصرامة: يبقى تنفذي كلامي يا شوق، مش عايزها تتعامل معانا تاني، خلاص هي صفحة وإتقفلت.
شوق بدموع وهي بتمسك وشه بين إيديها: حاضر هعمل إللي إنت عايزه بس ماتمشيش يابني عشان خاطري، أنا ماليش غيرك يا أمير.
أمير: طيب، انا دلوقتي محتاج أنام.
شوق: حاضر ياحبيبي، هسيبك تنام.

خرجت من الأوضة وهي حاطة إيدها على قلبها وبتبكي بسبب حالة إبنها إللي جرحه من سيرين واضح في عيونه، عيونها جات على موبايلها إللي بيرن بإسم سيرين كانت هتقرب من الموبايل وترد بس إفتكرت كلام أمير ليها...
شوق بدموع: كان نفسي أرد عليكي، بس أنا مش هقدر أخسر إبني.

سيرين رمت الموبايل إللي في إيديها على الأرض لما شوق مردتش وبكت بقهرة زي الأطفال. عمر دخل المكتب بتاعها وفي إيده كوبايى عصير عشان تهدى لكنه عارف إنها مش هتهدى...
سيرين ببكاء: مش بيردوا عليا، مش بيردوا عليا يابابي مش بيردوا، أنا تعبت بجد تعبت. أنا محتاجة أوضحلهم موقفي، محتاجة أشرحلهم كل حاجة.

قامت من مكانها ولسه هتخرج حست إن الدنيا بتدور حواليها وعمر لاحظ إنها بتتمايل وبتحاول توزن نفسها. حط كوباية العصير على أقرب طرابيزة وجري على سيرين قبل ماتقع على الأرض...
عمر بفزع: سيرين!
بعد مرور يومين من الحالة إللي الكل وصل ليها. سيرين كانت قاعدة بتبص قدامها بشرود ومتركبلها محاليل في إيديها بسبب الأزمة إللي هي مرت بيها وعمر كان قاعد جنبها وماسك إيدها...

عمر برجاء وهو بيبوس إيدها: ردي عليا طيب، قولي أي حاجة ياسيرين، طمنيني وقوليلي إنك كويسه.
سيرين دموعها نزلت وماتكلمتش، في الوقت ده عفاف وإسماعيل دخلوا أوضتها.
إسماعيل: ألف سلامة عليكي يا حبيبتي.
عفاف قعدت جنبها وأخدتها في حضنها...
عمر ساب إيديها وخرج من الأأوضه وإسماعيل خرج وراه...
إسماعيل: هتعمل إيه؟

عمر بعجز أول مره يحس بيه: أنا ما كنت صدقت إنها إتعالجت من السكر لما كنا هناك، ماكنتش أعرف إنها هترجع تاني للحالة دي، كل الدكاترة طمنوني وقالولي إن خلاص أزمة السكر إنتهت بالنسبالها، إزاي السكر رجعلها؟! أنا مابقتش فاهم حاجة، انا تعبت يا إسماعيل.
إسماعيل وهو بيطبطب عليه: إهدى ياعمر، أكيد في حل، حاول طيب، دي بنتك.
عمر بشرود: أنا فعلا هعمل كده.
أخد موبايله من جيبه وإتصل ببشير...

عمر: أيوه يا بشير، أنا عايز عنوان الشاب إللي إسمه أمير.

بشير قاله على عنوان بيت أمير وبالفعل عمر إتحرك لهناك، بعد مرور فترة بسيطة عمر وصل لحارة بسيطة وركن عربيته في أي مكان وبدأ يسأل عن عنوان البيت إللي معاه والناس دلوه على البيت، طلع البيت بخطوات ثقيلة ووقف قدام شقة في الدور التالت. وبدأ يرن على الجرس. أمير كان قاعد في الصالة بيبص قدامه بشرود وشوق واقفة في المطبخ بتعمله أي حاجة يروق حاله بيها، فاقت على صوت جرس الشقة خرجت من المطبخ ولسه هتروح للباب. أمير قام من مكانه وشاورلها ترجع للمطبخ وبالفعل رجعت للمطبخ تاني، أمير إتنهد وراح فتح الباب وإتفاجئ بعمر إللي واقف قدامه...

أمير بغضب: عايز إيه؟
عمر بهدوء: ممكن أتكلم كلمتين وتسمعني؟
أمير فضل باصصله وساكت مابيتكلمش، شايف الحزن في عيونه ومش فاهم ليه؟ شايف قلة الحيلة في ملامحه والتعب الواضح عليه فضل يفكر كتير يسمعه ولا لا؟ لحد ماقرر إنه يسمعه...
أمير: إتفضل.
أمير وسعله الطريق وعمر دخل الشقة. أمير شاورله على كنبه عشان يقعد عليها والكنبه دي كانت ظهرها للمطبخ، عمر راح قعد وأمير دخل المطبخ لشوق.
أمير: شوق، والد سيرين هنا.

شوق برقت وفي نفس الوقت فرحت إن خلاص الموضوع هيتحل.
أمير: إعمليله قهوة.
شوق بفرحة: قهوة إيه بقا؟ أنا هعمل عصير.
أمير إتنهد بضيق وخرج من المطبخ، وشوق ضحكت ضحكة خفيفة على أمير...
شوق: ربنا يسعدك يابني ويفرحك.
إتنهدت بإرتياح وبدأت تجهز العصير، ورفعت الطرحة إللي حطاها على كتفها وحطتها على راسها. أمير راح لعمر وقعد قدامه ومستنيه يتكلم.

عمر: أولا كده أنا آسف إني جيت من غير ميعاد، بس أنا محتاج أتكلم معاك ضروري.
أمير بهدوء: إتفضل.
عمر بتوضيح: أنا بنتي ماخدعتكش أبدًا، أنا بنتي مابتحبش إنها تبقى معروفه بين الناس، هي بتحب تبقى عاديه زيها زي أي حد، سيرين كانت دايما كده من صغرها، لما حد كان بيعرف إن مثلا باباها غني كانوا بيقربوا منها عشان كده، أنا بنتي مكانتش تقصد إللي هي عملته، مكانتش تقصد إنك تتوجع بالشكل ده.

أمير بإستفسار مع ضيق: تفسر بإيه المكافأة إللي أنا أخدتها بدري عن ميعادها؟ وتفسر بإيه الرسايل إللي بيني وبينها؟!
عمر بهدوء: عندك حق تتضايق، بس أنا معتقدش إن بنتي هتعمل كده من باب الشفقة، هي بتقدر الناس الطموحة، وبتديلهم حقهم تالت ومتلت.
أمير بضيق: وحضرتك بقا عايزني أصدقك لما تقول الكلمتين دول صح؟
عمر برجاء: أمير، نتكلم في ده بعدين، أنا دلوقتي محتاج مساعدتك، سيرين تعبا،
قطع كلامه صوتها...

شوق بإنشغال وهي خارجة من المطبخ: يا دي النور، حضرتك نورتنا جدا والله، ماتعرفش قد إيه أنا مبسوطة برجوعك و،
الصنيه إللي كانت ماسكها وقعت من إيديها وإيديها كانت بتترعش لما شافته قاعد قدامها وبيبصلها بعيون كلها صدمة وذهول...
شوق بتوهان وصدمة: عمر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة