قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والعشرون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والعشرون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والعشرون

عمر كان بيبصلها بعشق كبير وهي نايمة ومش دريانه بأي حاجة حواليها، قرب منها بخطوات بطيئة وهادئة عشان ماتصحاش. لما وصل نزل بركبته على الأرض بحيث يكون في نفس مستواها وهي نايمة، كانت نايمة على جنبها ووشها مقابل ليه. فضل يتأملها بهدوء مبالغ فيه، كإنه بيحفظ ملامحها وبيقارنها بملامحها من 28 سنة، هي زي ماهي ماتغيرتش، دي شوقه، دي حبيبته. تأملها كلها وهي نايمة من راسها لرجلها، دي شوق حبيبته، دي إلإنسانة إللي فضل يحبها سنين كتير وعاش مُخلص ليها، دي شوقه، حس إنه محتاج يلمسها، محتاج يحس بحبيبته زي زمان لما كانت بتسند راسها على رجله، عيونه جات على شفايفها مد إيده نحيتها ولسه هيملس عليها، إفتكر كلامها الغاضب لما كان بيلمسها في الفترة إللي فاتت دي ماتلمسنيش، سحب إيده بصعوبة بس مش قادر يقاوم وجودها، كفاية بُعدها عنه السنين دي كلها. غمض عيونه بحزن وضيق من نفسه وده لإنه لسه بيحبها. لسه مستنيها. لسه عايزها. قرب إيده تاني ناحيتها بس كان في فاصل بسيط بين جسمها وإيده وحاول يتخيل ملمسها. مرر إيده في الهواء على طول جسمها وهو مغمض عيونه. إبتسم لإنه تخيل ملمسها عامل إزاي. فتح عيونه وبص لملامحها وهي نايمة وكان سامع صوت أنفاسها المنتظمة. أنفاسها. أنفاسها إللي وحشاه. أنفاسها إللي حافظها زي إسمه. قرب وشه من وشها بهدوء لحد ما المسافه بينهم قلت تمامًا، غمض عيونه لما أنفاسها جات على وشه. قلبه دق بشدة لما بدأ يتنفس أنفاسها، فضل على الحال ده لفترة مايعرفش قد إيه وبعدها بدأ يتنشق ريحتها المميزة إللي فضل حافظها عن ظهر قلب لمدة سنين. ريحتها وهي صغير هي نفسها ريحتها وهي كبيرة. مافيش حاجة إتغيرت فيها. مافيش حاجة إتغيرت أبدًا. نفسه يضمها لحضنه. نفسه يطمن إنها معاه ومش مجرد خيال. نفسه يبقى ليه الحق إنه يلمسها زي زمان. عيونه دمعت نفسه يرجع سنين كتير عشان يلحقها قبل ما تبقى لغيره، نفسه يرجعوا هما الإتنين زي زمان، لما هما الإتنين مكنش ليهم غير بعض، نفسه حبيبته ترجعله، ترجع لحضنه من تاني، لو بس تصحى وتشوفه دلوقتي هتعرف قد إيه هو بيعشقها بجنون. هتعرف قد إيه هو بيموت فيها. قد إيه نفسه تبقى معاه وتكون ليه لوحده. بيحاول يتحكم في مشاعره من ناحيتها بصعوبة زي ما كان بيحاول زي زمان. بس إشتياقه ليها بيخليه يضعف أكتر. بس قرر إنه لازم يفوق من لحظة الضعف إللي هو فيها دي. بعد عنها وقام من على الأرض بهدوء وعدل هدومه وبدلته وراح لمكتبه وللأسف ماقدرش يبعد عيونه عنها مسك أغلب الملفات وبيحاول يقرأ فيها لكن عيونه مش قادرة تتحرك من عليها وهي نايمة، رمى الملفات على المكتب بضيق وتأفف وقرر إنه لازم يصحيها لازم تمشي من قدامه وإلا مش هيحصل خير. مسك ملف وقام من مكانه ووقف قدامها ورسم على وشه ملامح الجمود وبدأ يخبط عليها وهي نايمة بالملف إللي في إيده. شوق إنزعجت أثناء نومها بنفس الشكل إللي كانت بتبقى عليه لما عمر كان بيصحيها من النوم زمان، بلع ريقه بتوتر بس صمم إنه يصحيها...

عمر وهو معقد حواجبه: إصحي.
شوق بنعاس وإبتسامة عاشقة وهي مغمضة عيونها: عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية.
عمر بقدرة تحمل ضعيفة وهو معقد حواجبه: بقولك إصحي يا شوق.
فتحت عيونها بنعاس شديد بس برقت بصدمة لما عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها وهو معقد حواجبه. إتنفضت وقامت من مكانها بسرعة وعدلت هدومها وحجابها، وبصت في الأرض بتوتر شديد...

شوق بتوتر ونعاس: أنا آسفة جدًا، أنا معرفش أنا نمت هنا إزاي؟ أنا بس ماكنتش نمت كويس وكنت بنضف هنا و،
عمر بهدوء وهوبيقاطعها: شركتي مش للنوم يا مدام شوق، ومادام إنتي مانمتيش كويس، إيه إللي جابك؟

شوق رفعت راسها وبصت في عيونه بعيون حمراء ناعسه. بس كان الرد ظاهر في عيونها وده لإنها بتبصله بحب. عمر كان بيبص في عيونها وبيحاول يتحكم في ضربات قلبه، بس ماعرفش، نظرتها ليه بتسحبه وبتخطف أنفاسه، بتخليه يضعف وخاصة بشكلها ده. نظرة عيونه كانت هتتغير لنظرات كلها حب بس إتحكم في مشاعره وبِعِد عنها بخطوات بسيطة ده غير إنه بِعِد عيونه عن عيونها.

عمر بملامح خالية من أي تعبير: مش مهم السؤال ده، تقدري تخرجي من هنا بما إنك خلصتي.

رجع لمكتبه ولبس نظارته النظر ومسك بعض الملفات وعمل نفسه مشغول بقرائتهم، شوق إتنهدت بحزن وراحت للركن إللي كانت حاطه فيه أدوات التنظيف ووطت عشان تجمعهم مع بعض وتشيلهم. عمر كان متابعها بطرف عيونه وهي بتجيب أدوات التنظيف إتنهد بضيق وده لإنها عنيدة وبرده مصممه تنضف. عيونه جات على أسفل ظهرها. قامت من مكانها وإتعدلت ومش واخدة بالها من عمر إللي بيبص على أسفل ظهرها وهي رايحة ناحية باب المكتب. شوق إفتكرت حاجة ولفت عشان تكلم عمر. لقته بيبص على حاجة ناحيتها حاولت تشوف هو بيبص فين، وفجأه وشها إحمر جدا لما إستوعبت هو بيبص فين. عمر إستغرب إنها وقفت في مكانها رفع عيونه إللي جات في عيونها إللي بتبصلها بإحراج ووجه محمر. عمر حمحم بإحراج وبص للملف إللي في إيده ومثل إنه مشغول تاني. وشوق فضلت واقفه في مكانها وبتحاول تستوعب إللي حصل. بس بررت إنها أكيد فاهمة غلط. فاقت على صوته...

عمر بإنشغال: واقفه ليه؟
شوق بتوتر: هي سيرين جات؟
عمر بإنشغال: لا.
شوق بقلق وإستفسار: مجتش ليه؟ سيرين مالها؟ فيها إيه؟
رفع عيونه من على الملف إللي في إيده وشاف قلقها وخوفها على بنته...
عمر وهو بيبص في عيونها إللي كلها قلق على بنته: مافيهاش حاجة، هي كويسه، أنا إللي أقنعتها ماتجيش.

شوق إتنهدت بإرتياح وإبتسمت، عمر رجع بص للملف تاني وبيحاول على قد مايقدر يتجاهل إبتسامتها إللي بتضعفه، شوق كانت لسه هتمشي قررت تسأله سؤال.
شوق بإستفسار: ليه أقنعتها ماتجيش؟
عمر بإنشغال: عشان ورايا كذا حاجة أعملها وعلى أساسه مش عايزها تيجي و تعرف إني، إستوعب إنه بيبررلها وبصلها بضيق وإنتي مالك أصلا؟

شوق زعلت من طريقته دي. كانت محتاجة تتطمن على سيرين مش أكتر. مشيت من قدامه بسرعة وخرجت من المكتب بتاعه، بعد خروجها عمر رمى الملف إلى في إيده على المكتب وإتنهد بإرتياح لإنها خرجت. طول ماهي معاه بيحس إنه محتاح يضمها لحضنه، بيضعف جدا طول ماهي قدامه، نفخ بضيق بسبب إنه مابقاش عارف يكرهها ولا بقى قادر يعاقبها. بقى ضعيف وده لمجرد إنها نامت في مكتبه بنفس الشكل إللي كانت بتنام فيه من سنين وهي سانده راسها على رجله. إتنهد بضيق وقرر إنه لازم يشيلها من دماغه لإنه مش هيكسب من وراها غير وجع القلب. وبدأ يفكر في سيرين إللي أقنعها بصعوبه إنها تقعد في البيت عشان يقدر يفكر ويخطط براحته هو ناويلها على إيه، شوق دخلت المكان إللي بترتاح فيه وقعدت على كرسي، وكانت ملامحها حزينة كالمعتاد بسبب طريقة كلام عمر معاها، إتنهدت بتعب وسندت براسها على الحيطة إللي وراها وبتفكر. إمتى هيعترف إنه لسه بيحبها وإنه لسه عايزها تكون حلاله، نظراته ليها فاضحاه. بس ليه مش راضي يعترف؟ نفخت بضيق وفي نفس الوقت بتحاول تقاوم النعاس وده لإنها منامتش كتير، عقدت حواجبها وبصت في الوقت، لقت إن الظهر عدا عليه كتير، إستغربت إنها نامت كتير. وإزاي عمر جه دلوقتي وصابرين كانت قايله إنه هييجي بعد ساعتين من ساعة ما جات الشركة. هل هو سابها تنام في مكتبه؟ ولا هو جه متأخر؟

شوق بتمتمة: أكيد جه متأخر.
قامت من مكانها وخرجت من الأوضة وراحت للحمام عشان تتوضى لصلاة الظهر...

سيرين كانت قاعدة على سريرها وملامحها حزينة بسبب إن أمير مابعتلهاش رسالة لحد دلوقتي، وحمدت ربنا إنها مراحتش الشركة مع باباها وده لإنها مش هتقدر تركز في أي حاجة. إتنهدت بحزن وفتحت الواتس آب تاني بس مجاش برده أي رسالة من أمير، عيونها جات على الشات بتاع محمد، وإللي كان عبارة عن رسالة كبيرة جدا المستفاد منها إنه بيهنيها بيوم ميلادها وفرحان بيها عشان كبرت سنة كمان، إللي زعلها أكتر إن الرسالة دي جات في الوقت إللي هي كانت محتاجة أمير يكلمها فيه، جابت صورة أمير من على موبايلها وبدأت تتأمله بهدوء. حاولت تبررله غيابه وإنه مكلمهاش. يمكن يكون مشغول؟ يمكن يكون نسي بس أكيد لسه بيحبها وفي بينهم عشرة وعشم. إبتسمت لمبررلها ليه ده، أكيد مشغول ونسي ميعاد عيد ميلادها، أكيد ماتهونش عليه مهما يحصل بينهم. أكيد لسه بيحبها، أكيد مستعد يسامحها لو هي بدأت بالصلح بينهم هما الإتنين، أو لو هي قامت بالخطوة دي. أخدت نفس عميق وحاولت تهدي ضربات قلبها، لإنها قررت تتصل بيه. بلعت ريقها بإرتباك وفتحت شاشة المكالمات وجابت رقمه قدامها. كانت مرتبكة ومحتارة تتصل بيه ولا لا. بس أكيد لازم تقوم بالخطوة الاولى، أكيد الأمور بينهم هتتصلح، غمضت عيونها وضغطت على أيقونة الإتصال وبعدها فتحتها بلعت ريقها بخوف لما سمعت صوت رنين. أمير كان قاعد مشغول في مكتبه ومركز في الملفات إللي قدامه وبيكتب كذا حاجة وموبايله كان موجود جنبه على المكتب، فاق من إللي هو فيه لما سمع صوت موبايله بيرن، أخده من جنبه بإنشغال ورد من غير مايبص لشاشة الموبايل...

أمير بإنشغال: السلام عليكم.
سيرين كتمت أنفاسها لما سمعت صوته، وحاولت تتحكم في ضربات قلبها...
أمير بإنشغال: ألو.
إستغرب السكوت بِعِد الموبايل عن عيونه عشان يشوف مين، إتفاجئ لما لقى إسم سيرين قدامه على الشاشة، قلبه دق بشدة و وإرتبك وده لإنه إتفاجئ بإتصالها، ساب القلم إللي كان في إيده وأخد نفس عميق وإتحكم في مشاعره وحط الموبايل على ودنه بهدوء وبدأ يتكلم بصوت يخلو من أي مشاعر...
أمير: نعم؟

سيرين بهدوء: إزيك يا أمير؟
أمير: أنا بخير الحمدلله، إنتي أخبارك إيه؟
سيرين بإبتسامة من تجاوبه معاها في الكلام: أنا بخير الحمدلله، طمني عليك وعلى شوق.
أمير بملامح خالية من أي مشاعر: إحنا كويسين.
سيرين بتنهيدة: طب كويس.
سكتت شويه ومحتارة تتكلم في إيه.
أمير بشرود: مش هتعوزي حاجة ياسيرين؟ أنا هقفل، شكرا على إتصالك.

قفل المكالمة من غير مايستنى رد منها، سيرين إتصدمت من رد فعله إللي مكنش متوقع. مكانتش متوقعه إنه هيقفل معاها بالسرعة دي. حست إن كرامتها وجعتها جدا، وجعتها بشكل كبير. إتكسرت منه بدل المرة مرتين، دموعها نزلت وبدأت تبكي بقهرة من تاني، ندمت جدا. وإتمنت إنها مكانتش إتصلت بيه ولا كانت أخدت القرار ده أبدًا...

في شركة (O): عمر وهو بيتكلم في الموبايل: بالظبط يا إسماعيل، مش عايزها تحس بأي حاجة، وفي نفس الوقت أنا مش عارف أعمل إيه؟
إسماعيل: ماهو زي ماتفقنا بقا، أنا هخلي عفاف تعمل الأكل إللي سيرين بتحبه من إيديها وهخليها تجهز كل حاجة لحفلة عيد ميلادها وإحنا كده كده هنجيلكم علطول ونفاجئها.
عمر بإبتسامة: أنا مش عارف أقولك إيه بجد، ربنا يباركلي فيكم.

إسماعيل: إنت أخويا ماتقولش كده، وبالنسبة بقا لتعمل إيه دي فمش عارف بصراحة محتار.
عمر بتنهيدة: أنا تقريبا جبتلها كل الهدايا إللي ممكن تتجاب من صغرها لحد دلوقتي.
إسماعيل بتفكير: زي إيه؟
عمر: كل حاجة يا إسماعيل، كل حاجة أي بنت ممكن تستخدمها، أنا مش عارف أجيب إيه جديد تاني؟
إسماعيل بتفكير: إيه جديد يتجاب؟ أو إيه إللي ممكن يفرحها أوي؟
عمر بتنهيدة وهو بيرجع بجسمه لورا على الكرسي وبيغمض عيونه بتفكير...

إسماعيل بإبتسامة: لقيتها.
عمر بإستفسار: إيه هي؟
إسماعيل: مش سيرين لسه متحجبة بقالها فترة بسيطة؟
عمر: أيوه.
إسماعيل بإستفسار: إنت جبتلها لبس محجبات؟
عمر بتفكير وهو معقد حواجبه: هي عموما عندها، جابت لنفسها من وقتها.
إسماعيل: بس هي بتلبس لسه بناطيل وعلى ما أعتقد إنها كان نفسها تلبس فساتين، هي كانت قايله ده قبل كده لعفاف.
عمر بتفكير: تصدق فكرة حلوة، بس إزاي هجيبلها لبس محجبات؟ محتاجها تقيس اللبس قدامي.

إسماعيل بتنهيدة: صدقني مش عارف.
عمر: تمام، بص هفكر كده وأشوف وأبلغك.
إسماعيل: تمام، وأنا هتابع معاك وبلغني بالجديد.
عمر: تسلم يا سُمعه.
إسماعيل ضحك ضحكة خفيفة وقفل المكالمة مع عمر إللي قعد يفكر مع نفسه...
عمر: لبس محجبات؟ طب هجيبلها إزاي لبس محجبات وأنا مابفهمش فيهم؟
حاول يفكر كتير بس ملقاش الحل، وحاول يفكر في حاجة تانية.
عمر بتنهيدة: طب إيه إللي يفرح سيرين أوي في يوم عيد ميلادها ويخليها بتضحك مثلا؟

قعد يفكر كتير في إيه إللي ممكن يفرح بنته جدا وينسيها حزنها في يوم زي ده. لحد ماجه على باله أمير، عقد حواجبه بضيق وشاله من دماغه وحاول يفكر في حل تاني بس ملقاش ومافيش قدامه غير أمير هو الحل لسعادة بنته. عمر هز رجله بضيق لإنه حاليا في حيرة كبيرة، يختار كبريائه وغيرته على بنته وحبه ليها ولا يختار سعادة بنته وفرحتها وضحكتها. قعد فترة يفكر ويقارن إيه القرار الصح إللي هو يقدر ياخده عشان يقدر يساعد بنته في يوم زي ده، لحد ما قرر بصعوبة إنه يتنازل عن كبريائه، ويكلم أمير، نفخ بضيق ومسك تليفون المكتب وبدأ يعمل مكالمة...

صابرين: ألو.
عمر: أيوه يا صابرين، معلش كنت عايز رقم الشاب إللي كان بيشتغل هنا عندنا في قسم الإدارة، أمير مجدي، هل هو معاكي؟
كان بيتمنى من جواه إنها تقوله إن الرقم مش معاها بس إتنهد بخيبة أمل لما سمعها.
صابرين: أيوه معايا يا بشمهندس.
عمر: طيب هاتيهولي.
صابرين: تمام.

عمر قفل معاها وهو بينفخ بضيق وتوتر وإرتباك ومش مصدق إنه هيتنازل عن كبريائه ويكلم إبن شوق. زفر بغضب لإنه مازال مش مقتنع إنها عندها إبن. أمير هو الشخص الوحيد إللي وجوده بيفكره كل شويه إن شوق باعته وإتحوزت واحد تاني، صابرين خبطت خبطة بسيطة ودخلت المكتب وقدمتله رقم أمير.
عمر بإبتسامة: شكرا يا صابرين.
صابرين: العفو يا بشمهندس.

خرجت من المكتب وعمر بص لرقم أمير وحاول يتحكم في غضبه وفي نفس الوقت بيفكر نفسه بإن كل إللي هيعمله ده عشان خاطر بنته. مسك موبايله وبدأ ينقل الرقم وبعدها بدأ يتصل بأمير، أمير كان قاعد متضايق بعد ماقفل مع سيرين ومش عارف يشتغل بسبب إنه سمع صوتها إللي وحشه جدا بس للأسف مبقاش قادر يبقى معاها من تاني. إمكانية وجود شئ بينهم باقت معدومة خلاص، فاق من تفكيره على صوت رنة موبايله، بص لشاشة الموبايل إللي قدامه لقاه رقم غريب مسك الموبايل ورد.

أمير: السلام عليكم.
؟ بهدوء: وعليكم السلام.
أمير حس إنه سمع الصوت ده قبل كده.
أمير بإستفسار: مين معايا؟
؟: عمر راضي.
أمير عقد حواجبه لما سمع إسمه...
أمير بضيق: عايز إيه إنت كمان؟
عمر بهدوء مصطنع: كنت محتاجك في حاجة تخص سيرين، عيد ميلادها النهاردة وكنت عايز أصلح الأمور بلع ريقه بصعوبة بينكم إنتوا الإتنين.
أمير بضحك: وهي إللي قالتلك تكلمني صح؟
عمر إستغرب كلامه...

أمير بلامبالاة: عموما هي عارفه ردي من قبل ما أتكلم.
عمر وهو بيحاول يتحكم في غضبه إللي بيكبر جواه من ناحية أمير: أنا ساكتلك من ساعة مابدأت المكالمة، لاحظ أسلوبك في كلامك معايا، أنا عامل خاطر لبنتي وساكت ومابتكلمش.

أمير بغضب وهو بيخرج كل إللي جواه: وأنا بطلب منك إنت وبنتك تبعدوا عن طريقي أنا ووالدتي ومش عايز أشوفكم و لا أعرف عنكم أي حاجة ولا حتى تعرفوا عننا حاجة، سيبونا في حالنا بقا، وإنت بالذات، كفاية إللي أمي عاشته بسببك قبل كده، وكفاية إللي أنا شوفته بسببك إنت كمان، إبعدوا عن طريقنا إحنا الإتنين، إحنا فينا إللي مكفينا بجد، عيونه دمعت والدتي شافت كتير بسببك و،.

أمير ماقدرش يكمل كلامه لإنه مابقاش قادر يتكلم خلاص. قفل المكالمة ورزع الموبايل جنبه وحاول يتحكم في أعصابه، إفتكر شوق لما كانت بتتعذب من باباه، إفتكر بكائها وحبستها فوق السطوح، إفتكر مرضها وتعبها. وعلى الرغم من كل إللي هي مرت بيه. مكانتش بتبطل تقول إسم عمر إللي كرهه من قبل مايشوفه أو يعرفه، كرهه لإنه شاغل تفكير مامته زيادة عن اللزوم، كرهه لإن مامته بتحبه أكتر منه. مسك أعصابه بصعوبة وحاول يركز في شغله بس معرفش...

عمر بعد ما أمير قفل السكة في وشه كان مذهول من الحركة دي، ده غير إنه كان بيفكر في كلام أمير. وبيسأل نفسه يا ترى إيه إللي حصل لشوق بسببه؟، وليه أمير بيكرهه بالشكل ده؟ مش فاهم حاجة خالص، ده غير إن أمير أهانه وده لإنه قفل السكة في وشه. عمر إتنهد بغضب من التصرف والأسلوب ده، رجع يفكر تاني في شوق وسأل نفسه. يا ترى إيه إللي حصلها؟ وفي نفس الوقت حس إنه إشتاقلها جدا وده لإنها غابت عن عيونه ساعة قرر إنه يفتح شاشة المراقبة ويشوفها، فتح شاشة المراقبة وعيونه جات على شوق إللي قاعدة على الكرسي وسانده براسها على الحائط وبتبص قدامها بشرود. فضل يتأمل ملامحها إللي مشتاقلها وفي نفس الوقت بيدور أسألة في باله خاصة بيها...

عيونه جات على هدومها إللي كانت عبارة عن عباءة بس شكلها يدي كإنها فستان، ده غير طبعا حجابها إللي لايق بشكل خلاب على العباءة إللي هي لابساها. فضل يبصلها ويتأملها كتير في هيئتها دي وبعدها إستوعب حاجة مهمة جدا...
عمر بإستيعاب: إزاي راحت من على بالي.

جه على باله إنه ياخد شوق معاه وتساعده في إنه يجيب ملابس محجبات لسيرين. بس عقد حواجبه بضيق بسبب إن إبنها إللي لسه مزعقله ومش عارف يعمل إيه. كرامته واجعاه أوي من ناحية شوق وإبنها ومتضايق جدا بسبب إنه متكتف ومش عارف يعمل إيه. فضل يفكر بحيرة كبيرة لحد ما قرر.
عمر بتنهيدة: أه لو تعرفي يا سيرين عن كم التنازلات إللي حصلت النهاردة كنتى هتقولي إن دي هديتك، ماشي.
أخد نفس عميق وعمل مكالمة.
صابرين: ألو.

عمر: أيوه يا صابرين، معلش ممكن تخلى مدام شوق تجيلي على مكتبي، عشان عايزها في حاجة.
صابرين: حاضر يا بشمهندس.

عمر قفل معاها وأخد نفس عميق وتابع صابرين من خلال شاشة الكاميرات وهي بتروح للأوضة إللي شوق فيها وبلغتها إنها تجيله على مكتبه، شاف شوق بتقوم من مكانها بتوتر وبتخرج من الأوضة. قفل الشاشة بسرعة وأخد نفس عميق وحاول يتحكم في مشاعره. سمع صوت خبط خفيف على الباب وبعدها فتحت الباب ودخلت بس فضلت واقفه عند الباب...
شوق بإستفسار وهي بتبص في الأرض: حضرتك كنت عايزني؟
عمر: أكيد، إتفضلي.

قفلت الباب وقربت بخطوات متعثرة ومرتبكة...
عمر بإبتسامة وهو بيشاورلها على الكرسي إللي قدامه: إتفضلي إقعدي.
شوق بصتله في اللحظة دي وإستغربت إبتسامته وإستغربت أكتر إنه بيتعامل معاها كويس، مش ده عمر إللي كان بيزعقلها من شويه. قعدت على الكرسي بتوتر وإستنته يتكلم، عمر كان بيهز في رجله بتوتر شديد ومش عارف يتكلم يقول إيه أو يطلب منها الطلب ده إزاي...
شوق بحمحمة وهي بتبصله: حضرتك كنت قولت إنك عايزني.

عمر بإحراج خافي: اه اه أكيد.
شوق بإبتسامة هادية خطفت قلبه: إتفضل قول سامعاك عايزني في إيه؟
عمر سكت ومحتار يتكلم إزاي، شوق حست إن الموضوع ده ليه علاقة بعيد ميلاد سيرين...
شوق: الموضوع ليه علاقة بسيرين صح؟
عمر بهدوء وهو بيبصلها: أيوه.
شوق إبتسامتها زادت: وإنت عايزني أساعدك في الهدية بتاعتها صح؟
عمر: هو مش تساعديني بس. أنا. أنا. إتنهد تنهيدة بسيطة أه تساعديني.

شوق بإبتسامة: عشان خاطر سيرين أنا مستعدة أعمل أي حاجة، أنا موافقة.
عمر مكنش متوقع موافقتها السريعة دي وبصلها بإستغراب.
شوق بإبتسامة: حضرتك بتبصلي كده ليه؟
عمر: مافيش بس، مافيش وخلاص، تمام، يلا نمشي.
عمر قام من مكانه وشوق بصاله ومش فاهمة حاجة.
شوق بإستفسار: نمشي نروح فين؟
عمر هنجيب هدية لسيرين أكيد هنلف في أي محل خاص بملابس المحجبات وهنجيبلها، يلا تعالي.

شوق بإحراج وتوتر: بس الموظفين هيقولوا إن إزاي أنا وإنت خارجين مع بعض كده من الشركة عادي و،
عمر بصرامة وهو بيقاطعها: ماحدش ليه دعوة، يلا قومي.
قامت من مكانها بسرعة وهو مشي قدامها فبالتالي هي مشيت وراه.
عمر لشوق بعد خروجهم من المكتب: روحي هاتي شنطتك وأنا هحصلك بره.
شوق بتوتر وإحراج: حاضر.

عمر خرج من الشركة وشوق راحت للأوضة إللي بتقعد فيها وكل ده تحت عيون إسلام إللي كان متابعهم بعيونه وده لإنه كان رايح لمكتب عمر عشان يتكلم معاه في حاجة، عقد حواجبه بتفكير ومستغرب التعامل بين عمر ووالدة أمير، شوق خرجت من الأوضة وسلمت على صابرين وبعدها خرجت من الشركة. بدأت تدور بعيونها على عمر بس ملقتهوش وده لإن مكنش ليه أي أثر. بس إتنفضت في مكانها لما سمعت صوت مزمار عربية. بصت لإتجاه الصوت لقت عمر قاعد في العربية دي ومستنيها، أخدت نفس عميق وإتوترت بسبب إنها هتركب معاه يعني هما الإتنين هيبقوا مع بعض! إتنفضت مرة تانية لما عمر زمرلها تاني وهو معقد حواجبه، راحت بسرعة للعربية قبل ماحد يشوفها وركبت...

عمر: ساعة على ماتركبي؟
شوق بتوتر: أنا آسفة.
عمر بإستفسار وهو ملاحظ توترها: إنتي متوترة كده ليه؟
شوق وهي بتتلفت حواليها: خايفة حد يشوفني.

عمر بصلها كتير بعد ما قالت الجملة دي وإفتكر قد إيه كانت بتخاف إن حد يشوفها لما كانوا بيخرجوا مع بعض. فاق من إللي هو فيه وقرر إنه يتحرك ويشيل الذكريات دي من دماغه دلوقتي، إتحرك بالعربية. وشوق كانت قاعده متوترة طول الطريق بسبب إنهم هما الإتنين مع بعض. ده غير إن عمر كان متوتر زيها بسبب إنه كان معاها برده في مكان، والإتنين مكانوش قادرين يتكلموا ولا يبصوا لبعض حتى. شوق كانت بتبص للطريق من الشباك بتوتر ده غير إنها ضامه شنطتها في حضنها، وعمر كان بيحاول يركز في الطريق بس كان تركيزه مشتت لإنها معاه، بعد مرور فترة بسيطة. وصلوا قدام مول تجاري ضخم وعمر ركن في الجراج الخاص بالمول.

عمر بهدوء: مش يلا ننزل؟
شوق بتوتر وهي بتبصله: هاه؟ اه اه يلا ننزل.
فضل يبصلها لفترة بسيطة وبعدها نزل من العربية وهي نزلت وراه، كان سابقها بخطوات بسيطة وهي كانت مرتبكة ومكسوفة ومش قادرة توازيه في مشيته لدرجة إن الموضوع ده ضايق عمر.
عمر بنفاذ صبر وتلقائية: إمشي جنبي يا شوق، أنا مش ماشي مع عيله صغيرة.

شوق رفعت راسها وبصتله في اللحظة دي بدهشة. وده لإنه كان دايما بيقولها كده لما كانت بتتأخر عنه بخطوات في المشي ده غير إنه نطق إسمها من غير أي رسميات. قال شوق. عمر بلع ريقه بتوتر وده لإنه إتكلم معاها بشكل بطبيعي، قرر يتهرب من نظراتها لي، ه بِعِد عيونه عنها وكمل مشي وهي كملت مشي وراه وحاولت توصل جنبه بخطوات سريعة شويه وبالفعل قدرت تمشي جنبه...

عمر بتنهيدة وهو بيبصلها: أنا جايبك هنا عشان تساعديني في إني اختارلها لبس محجبات، بمعنى إنتي إللي هتختاري و إنتي إللي هتقيسي اللبس وده لإنكم قريبين في الجسم لبعض بعيدًا عن فرق الطول بينكم.
شوق إتحرجت من كلامه ده...
شوق: حاضر، فاهمة.
عمر بص حواليه وبدأ يدور بعيونه على محلات لملابس المحجبات لحد ما لقى واحد بعيد عنهم بكذا خطوة.
عمر: تعالي معايا.

مشيت معاه كذا خطوة وبعدها دخلوا محل في جميع أنواع ملابس المحجبات. وشوق إندهشت من الملابس المعروضة فيه، وده لإن عجبها اللبس والإستايلات جدا. بس حست إنهم غاليين جدا وده لإنه واضح من شكلهم. فاقت على صوت عمر.
عمر: يلا شوفي هتختاري إيه لسيرين، ماتجبيش عدد معين شوفي إيه إللي هيليق بيها بشكل وهاتيه ونشوف وقتها إيه إللي هنجيبه بالظبط بعد ماتقيسي.
شوق: تمام.

بدأت تدور في الهدوم على لبس حلو يليق بسيرين، عمر تابعها بعيونه وهي بتدور على لبس لبنته وجه على باله لوهلة إنها بتدور لبنتهم هما الإتنين. إستغرب تفكيره ده وفي نفس الوقت حس بالحزن وده لإن أصلا مافيش بينهم أي حاجة ومش هيكون فيه.
بعد مرور فترة بسيطة. شوق كانت ماسكه في إيديها الإتنين عدد معين من الفساتين.
شوق بإبتسامة: دول إللي ممكن يليقوا بسيرين.

عمر بإبتسامة: جربي تقيسيهم، وشوفي إيه إللي هينفع وأنا واثق في زوقك من غير ما أشوفهم عليكي.
شوق بإبتسامة: حاضر.

دخلت البروفة عشان تجرب الهدوم. وعمر وقف بره بعيد عن البروفة وده لإن المحل خاص بملابس المحجبات، شوق كانت بتجرب فستان ورا التاني. وعمر لاحظ إن البروفات كلها خلصت. وماتبقاش غير هو وشوق وصاحب المحل في المحل، صاحب المحل كان مستغرب إنه واقف بره ومش بيقرب ناحية البروفية عشان يشوف الفساتين عليها حتى بعد ما الستات خرجوا، قرب منه.
؟: حضرتك عادي تقدر تدخل للمدام جوا وتشوف عليها الفساتين إللي هي إختارتهم.

عمر بإبتسامة: الموضوع ومافيه هو إنها مش م،
؟ وهو بيقاطعه: خلاص مافيش حد هنا غير المدام بتاعة حضرتك، يعني براحتك إدخل البروفة وشوف.
عمر قلبه دق بسبب جملة المدام بتاعة حضرتك...
؟: إتفضل يا فندم، ساعدها وفيدها برأيك.

عمر هز راسه بإحراج ودخل مكان البروفة العام وصاحب المحل رجع وقف عند المكتب بتاعه. عمر عيونه جات على البروفة الوحيدة إللي مقفوله بستارة وإللي شوق موجودة فيها. شاف خيالها الظاهر من تحت الستارة. كانت بتقلع فستان وبعدها أخدت واحد تاني ولبسته، عمر قرب من البروفة دي بخطوات ثقيلة. حس إن قلبه هيخرج من مكانه لمجرد إنه معاها في مكان شبه مقفول زي ده ولوحدهم. وقف قدام البروفة وكان في مسافة بسيطة جدا بينه وبين الستارة. أو بمعنى أصح الفاصل بينه هو وشوق كان عبارة عن ستارة. عمر كان بيتمنى إن يبقى ليه الحق فعلا يشوف الحاجة عليها. أو يدخل يساعدها في لبس الهدوم. كان بيتمنى إنها تكون مراته. تكون حلاله، بيحبها؟ أيوه بيحبها جدا وبيموت فيها وهيفضل طول عمره. عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيرفع إيده وبيملس على الستارة كإنه بيملس عليها هي، غمض عيونه بحزن ووجع قلب، شوق كانت مشغوله في تجربة الفساتين بس وهي بتحط فستان تاني في الشماعه بتاعته. الشماعة وقعت منها على الأرض وهي نزلت على الأرض عشان تجيب الشماعة شهقت بفزع لما لقت راجل واقف بره البروفة بتاعتها وماتعرفش مين وده لإن إللي ظاهر منه جزمتة فقط.

شوق بفزع: مين؟
عمر بنبرة حزينة وهو بيرد عليها: أنا يا شوق.
شوق بتنهيدة وإرتياح: أنا إتخضيت، شويه وهخلص يا بشمهندس أ،
عمر وهو بيقاطعها: إسمي عمر.
شوق إستغربت نبرته الغريبة إللي أول مرة يتكلم بيها من ساعة ما شافها.
عمر بحزن: شوق إنتي سامعاني؟
قلبها دق بشدة لما سمعت إسمها منه بنبرته القديمة لما كان بيناديلها بإسمة. عيونها دمعت.
شوق: أيوه سامعاك.
عمر بإستفسار: هو أنا ممكن أقولك حاجة؟

شوق سندت على حاط البروفة وإتكلمت...
شوق: أكيد، قول.
عمر بإستفسار: ممكن بعد مانخرج من هنا تنسي الكلام إللي انا هقولهولك دلوقتي؟
شوق بإستغراب: أكيد.
عمر بإستفسار وصعوبة: هو إحنا ليه متجوزناش؟
كانت لسه هتتكلم بس برقت لما عمر كمل كلامه...
عمر: ليه مابقيتيش في حضني بعد ما كان مكانك في حضني؟ ليه روحتي من إيدي؟ عيونه دمعت. أه لوتعرفي أنا مشتاقلك قد إيه، مكنش زمانك عملتي فيا كده،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة