قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع والثلاثون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع والثلاثون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع والثلاثون

سيرين بتنهيدة حزينة: دي حكاية شوق يابابي.
عمر كان بيبصلها ومش مستوعب كل إللي شوق عاشته وفي نفس الوقت دموعه مش بتبطل تنزل.
سيرين بحزن من حالته: بابي.

عمر بدموع: أنا جيت عليها. كان المفروض آخدها في حضني أول أما شوفتها بس أنا سيبتها ومشيت. إتعاملت معاها وحش وماسمعتهاش وماتفاهمتش معاها. ما أخدتهاش في حضني زي ماكنت بعمل زمان. أنا ماعملتش إللي المفروض أعمله يا سيرين. أنا كنت قاسي عليها. شوق عامله زي القشايه لو حد بس تناها حاجة بسيطة بتتكسر. فيما بالك إللي هي عاشته ده.

فضل يبكي على حالها وسيرين مستوعبه إللي بيحصل. باباها إللي نادرًا ماشفتهوش بيبكي بقا بيبكي. ومش بكاء عادي ده قهر، ضمته لحضنها وطبطبت عليه.
سيرين بدموع: بابي إهدى.
عمر ببكاء: أنا السبب في إللي حصلها. أنا السبب في كل حاجة يا سيرين، ياريتني ماسيبتهاش. ياريتني مسافرت. ياريتني كنت فضلت وخليتها قدام عيوني دايما وفي حضني. أنا السبب.
سيرين بعدت عنه وبصت في عيونه.

سيرين بتشجيع: بابي، مافيش وقت للندم يا بابي. ماتسمحش للندم إنه يخليك ضعيف. إرجع لشوق وعوضوا بعض عن كل حاجة عشتوها بعيد عن بعض. إتجوزوا وضمها لحضنك تاني عشان تتطمن. أكدلها إنك عمر الإنسان إللي فضل يحميها لما كانوا مع بعض وإللي مستعد يعمل المستحل عشانها، خليك جنبها وفي ظهرها ماتسيبهاش، يلا يا بابي روح لبيتها تاني وقولها إنك بتحبها وعايز تبدأ معاها من جديد.
عمر فضل ساكت وبيبصلها بهدوء...

سيرين بإبتسامة: ساكت ليه يابابي؟
عمر مسح دموعه وبص قدامه وهو معقد حواجبه...
سيرين بإستفسار وتفهم: بابي هو في حاجة حصلت وأنا معرفهاش؟
عمر بهدوء: شوق طردتني من عندها عشان هي إعتقدت إني شكيت فيها في موضوع السرقة بص في عيونها لكن صدقيني يا سيرين أنا مكنش قصدي كده أبدًا، أنا كان قصدي أخليها تمشي وكنت هوضحلها بعدين بس كنت عايز أخلص من المشكلة دي الأول وأجيبلها حقها وبعدها كنت هوضحلها قصدي.

سيرين بهدوء: طب ممكن تحكيلي إيه إللي حصل بينك وبينها بالظبط بداية لما روحتلها البيت؟
عمر بتنهيدة: حاضر.
بدأ يحكي كل حاجة حصلت من ساعة ماوصل عند شوق لحد ما هي طردته...
أمير كان واقف عند باب الشقة وبيركب كالون جديد فيه، عيونه جات على التشققات إللي حصلت في جوانب الكالون. ده غير إن في تشققات على الباب من بره.
أمير بتمتمة وهو معقد حواجبه: بيلعب إيه ده؟
سكت شويه ورجع بص للتشققات تاني...

أمير بشرود: يا ترى لو مكنش عرف يفتح الباب كان هيحصل إيه لشوق؟!
غمض عيونه بغضب بس الغضب إختفى تاني لما سمع صوتها...
شوق بإبتسامة وهي بتقدمله كوباية الشاي: إتفضل ياحبيبي.
أمير بإبتسامة وهو بياخد منها الكوبايه: تسلم إيدك يا شوق.
شوق بحب أمومي وهي بتبص في عيونه: الله يسلمك يا حبيبي من كل شر ومن كل مكروه، أنا هروح أجهز الأكل و،
أمير وهو بيقاطعها: ماتعمليش حاجة يا شوق، هناكل أي حاجة إرتاحي إنتي.
شوق: بس،.

أمير وهو بيقاطعها: من غير بس ياحبيبتي. يلا روحي إرتاحي شويه على ما أخلص.
باس راسها وإبتسملها وحط كوباية الشاي على الترابيزة الصغيرة إللي جنبه وكمل شغله، شوق إبتسمت لحب إبنها ليها. الحب إللي مش هتلاقي زيه أبدًا، أخدت نفس عميق وراحت قعدت على الكنبه وفضلت متابعاه بعيونها لحد مايخلص، بس إبتسمت بحزن لإنها كانت دايمًا بتحب تشوف عمر وهو بيشتغل وبتعرف قد إيه هو مخلص في شغله. عمر حبها الأول والأخير.

عمر حكى لسيرين كل حاجة حصلت. سيرين كانت بتبصله وفي نفس الوقت بتفكر وبتحاول تدور على حل. عمر عيونه جات على الجوابات من تاني وفتح واحد منهم. كان بيبص لكل كلمة مكتوبة بعشق...
إلى عمر حبيبي
عمر أنا نجحت في الثانوية العامة زي ماوعدتك إني هنجح. وهانت كلها شهرين وترجعلي. أنا مش مصدقة إنك هترجعلي يا عمر. مش إنت كان نفسك تختار معايا الكلية إللي هدخلها؟ يلا إرجع بسرعة عشان نختارها مع بعض،.

عمر كان بيقرأ ومشغول وسيرين إتكلمت...
سيرين: لقيتها.
عمر مانتبهش ليها كإنه في دنيا تانية...
سيرين وهي بتحط إيدها على كتفه: بابي.
عمر بصلها كإنه تايه...
سيرين بإبتسامة: لقيت الحل.
عمر بإستفسار: حل إيه؟
سيرين بإبتسامة: حل إنك إنت وشوق ترجعوا لبعض من خلاله، والحل برده هو إنك تروحلها بكرة يا بابي.
عمر إبتسملها وبص للجواب إللي في إيده...
عمر بهدوء وهو بيبص للكلام إللي في الجواب: أنا فعلا هعمل كده بكرة.

سيرين بتفهم: تمام يابابي، أنا هستأذن أنا ياحبيبي هروح أغير هدومي وأرجعلك.
عمر بإبتسامة: ماشي ياحبيبتي.
سيرين خرجت من الأوضة وعمر عيونه جات على خصل شعرها إللي حطهم في الصندوق...
عمر بتنهيدة بسيطة: هنرجع يا شوق.
بص للرسالة إلى في إيده تاني وإبتسم بحب، سيرين دخلت أوضتها وأخدت موبايلها من شنطتها وبدأت تتصل بشوق...

شوق كانت بتبص على أمير وهو بيركب الكالون الجديد وإبتسمت لما هو خلص، أمير قفل الباب وفتحه كتجربة وإتأكد إنه ركبه صح. راح لشوق إللي بتبصله بإبتسامة...
أمير بمرح: لو أي مشكلة واجهتك بعد كده، الأسطى أمير في خدمتك يا فندم.
شوق ضحكت وقامت من مكانها وحضنته...
شوق: تسلم إيدك يا حبيبي.
أمير كان لسه هيتكلم قطع كلامه صوت رنة موبايلها، شوق راحت للموبايل ومسكته إتجمدت في مكانها لما شافت إسم سيرين...

أمير بإستفسار وهو ملاحظ ملامحها: مين ياشوق؟
شوق بصتله وبعدها بصت للموبايل وحاسة إنها في موقف محرج جدا. مش عايزة أمير يزعل منها تاني، أمير إستغراب سكوتها قرب منها وشاف الإسم. قلبه دق بشدة لما شاف الإسم وفي نفس الوقت بيحاول يتغاضى عن كل حاجة عشان خاطر شوق عشان ميزعلهاش. قرر إنه يتجاهل الأمر.
أمير بإبتسامة من ورا قلبه: أنا هروح أغسل إيدي وأجهز أي حاجة ناكلها على ماتخلصي مكالمتك ياشوق.

شوق إستغربت قبوله إنها ترد على سيرين. سيرين إستغربت إن شوق مردتش جربت تتصل تاني، وبالفعل شوق ردت...
شوق بهدوء: السلام عليكم.
سيرين بإبتسامة وطمأنينة: وعليكم السلام، طمنيني عليكي ياشوق، أخبارك إيه؟ أنا خوفت عليكي جدا بعد إللي حصل، إنتي كويسه دلوقتي؟
شوق: الحمدلله ياحبيبتي ربنا يباركلي فيكي يا سيرين.
سيرين: آمين، أنا بس كنت حابه أطمن عليكي يا شوق، هو إنتي مشغولة في حاجة؟

شوق عيونها جات على أمير إللي خرج من الحمام وبصلها، مكانتش فاهمة النظرة إللي موجودة في عيونه. مكانتش نظرة غضب زي ما إتعودت لما بيسمع سيرتها. لا دي نظرة هادية جدا.
سيرين: شوق، إنتي معايا؟
شوق بإنتباه لسيرين: أيوه يا سيرين معاكي.
أمير إتنهد تنهيدة بسيطة وراح للمطبخ عشان يجهز الأكل وفي نفس الوقت سامع صوت شوق وهي بتكلم سيرين...
شوق: صدقيني ياحبيبة قلبي أنا كويسه، الحمدلله.

سيرين بإرتياح: طب الحمدلله، أنا قلقت عليكي لما عرفت إللي حصل من بابي، ماشوفتيهوش كان هيموت من القلق عليكي إزاي.
شوق بهدوء: عرفيه إني كويسه وإشكريه.
سيرين وهي بتمثل عدم الفهم: أشكره؟ شوق هو في حاجة؟ إنتي كويسه بجد؟
شوق: أيوه كويسه، إشكريلي باباكي على إللي عمله عشاني.
سيرين: شوق إنتي زعلانة من بابي في حاجة؟
شوق: ممكن تقفلي الموضوع ده ياسيرين؟
سيرين بتنهيدة: أوك.

شوق وهي بتغير الموضوع: إحكيلي عملتي إيه النهاردة؟
سيرين: دورت عليكي بعد ما خرجتي بس مالقتكيش وبعدها محمد إبن أونكل إسماعيل جه وإتكلم معايا شويه.
شوق بإستفسار: إوعي يكون إتكلم معاكي في موضوع الحادثة إياها؟
أمير إنتبه لكلام شوق وهو في المطبخ...
سيرين بإبتسامة حزينة: هو إتكلم فيها وسألني إذا كان في حد و.
سيرين سكتت ومش عارفة تكمل كلامها إزاي...
شوق بهدوء وتفهم لحالتها: وبعدين؟ قالك إيه؟

سيرين: قالي إني هنسى وهو مستعد يساعدني أنسى وهيخليني سعيدة. وقالي أفكر في إني أقبل إننا نتجوز.
شوق حطت إيديها التانية على قلبها وعيونها جات على المطبخ بشكل تلقائي...
شوق بهدوء: وإنتي قولتيله إيه؟
سيرين بتنهيدة: رفضت بس أصر إني أفكر ومتسرعش وبس كده.
شوق: وإنتي ناوية تفكري؟
سيرين بتوهان: مش عارفة، حقيقي مش عارفة، محتارة.
شوق قررت تخليها تصرف نظر عن الموضوع ده خالص...

شوق: إزاي تبقي محتارة في حاجة زي دي؟ المفروض تبقي عارفة القرار من البداية يا أه يا لا، ده جواز ياسيرين أمير برق بصدمة من إللي سمعه وحس إن قلبه بيتغرز فيه سكاكين ومش مجرد جواز ده يبقى إبن إسماعيل يعني إبن صاحب أبوكي وعشرة عمره.
سيرين: مش فاهمة كلامك يا شوق، ممكن توضحي.
شوق بتوضيح: يعني لو وافقتي عليه ومثلا حصلت بينكم مشاكل وخلافات بعد الجواز ده هيأثر في علاقة إسماعيل وعمر. فأنا بقولك بلاش أحسن.

سيرين بتنهيدة: خلاص لو فتح معايا الموضوع ده تاني هرفض برده.
شوق بإبتسامة: ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي.
سيرين: آمين، انا هقفل دلوقتي يا شوق عشان أغير هدومي، إبقي طمنيني عليكي.
شوق: حاضر يا حبيبتي.
قفلوا مع بعض وسيرين أخدت نفس عميق وبدأت تغير هدومها، شوق حطت موبايلها في مكانه وراحت المطبخ لأمير إللي كان واقف متسمر في مكانه وتايه بس فاق على صوت شوق.
شوق: أمير.
أمير وهو بيبصلها: هاه؟
شوق: قررت هناكل إيه؟

أمير بإستيعاب: أه أه، هنعمل شكشوكة النهاردة.
شوق بإبتسامة: تمام هعملها أنا يا حبيبي، روح إنت ريح شويه.
أمير هز راسه بعدم إستيعاب وخرج من المطبخ وفي نفس الوقت محتاج يعرف أكتر عن المكالمة دي، محتاج يتأكد إن إللي سمعه ده صح، شوق بدأت تجهز الأكل.

في المساء: أمير كان بيعمل كمادات للكدمات إللي موجودة في وش شوق إللي كانت سرحانه في عمر، أمير كان بيفكر في الكلام إللي كان بين سيرين ومامته ومصّر إنه يتأكد هل إللي سمعه ده صح ولا لا؟ شوق أخدت نفس عميق وبصت لأمير إللي واضح عليه إنه سرحان.
شوق: أمير.
أمير بصلها بإستفسار، مكانتش عارفة تطلب منه ده إزاي بس لازم ده يحصل...
شوق بإستفسار: ممكن أطلب منك طلب؟
أمير بإنشغال: أطلبي يا شوق من غير ماتسألي.

شوق بهدوء: إبقى روح زور باباك وإطمن عليه، أكيد هو محتاجلك دلوقتي.
أمير كان بيكمل عمل كمّادات بس حاول يتحكم في غضبه لما سمع كلامها ووقف إللي كان بيعمله وسكت ماتكلمش.
شوق: أمير.
أمير بضيق مكتوم: نعم؟
شوق: مش بترد عليا ليه؟

أمير: عشان ماينفعش بعد إللي حاول يعمله ده أروح أتعامل معاه عادي ولا كإن حاجة حصلت، إنتي مش شايفه هو كان هيعمل فيكي إيه لو عمر ده مكنش جه ولحقك؟ إنتي فاكرة إني كنت هسامح نفسي لو جرالك حاجة؟ إنتي شايفة إن إللي عمله ده عادي؟
شوق: بس ده باباك يا أمير و،.

أمير بغضب وهو بيقاطعها: أبويا من أنهي جهه؟ ماشوفتش منه غير قلة قيمة وبلطجة، ده لازم يحمد ربنا إني لحد الآن معملتش فيه أي حاجة بعد إللي كان هيعمله ده، ده إذا كان عايش أساسًا بعد العلقة إللي أخدها.
شوق شهقت بصدمة بسبب كلامه.
شوق: حرام يا أمير. حرام يا حبيبي. ده مهما كان باباك. روحله بس إطمن عليه وشوفه لو محتاج حاجة. مافيش حد موجود جنبه يراعيه. جدتك هي إللي كانت شايلاه بس لما ماتت بقى لوحده و،.

أمير بغضب أكبر وهو بيقاطعها: تعرفي يا شوق كل إللي بيضايقني أكتر هو إيه؟ هو إنه بعد كل إللي عمله فيكي ده تقومي تطلبي مني إني أزوره.
شوق بهدوء: يا حبيبي الأم والأب وصية ربنا لينا. وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. هتكسب ثواب لما تبقى جنبه.
أمير سكت ومردش.
شوق بإبتسامة: أنا عارفة إنك جدع يا أمير وهتروحله، عارف ليه؟ لإنك إبني. يعني حافظاك أكتر من نفسي.
أمير هدي شويه.
أمير بهدوء: خلاص.

شوق بإبتسامة: ربنا يبارك فيك يا حبيبي ويحققلك كل إللي بتتمناه.
أمير بإبتسامة: اللهم آمين، يلا بقا عشان أكمِّل الكمادات دي.
شوق إبتسمتله وهو كمل إللي كان بيعمله، عمر كان قاعد على سريره من ساعة مارجع ماتحركش وبيبص لكل جوابات شوق بعشق وإشتياق. سيرين خبطت خبطة بسيطة على باب أوضته وبعدها دخلت...
سيرين بإبتسامة: مش هتنام يا بابي؟
عمر وهو بيبصلها: شويه كده.
سيرين: طب مش هتحتاج مني حاجة قبل ما أنام؟

عمر إبتسم وفتحلها دراعاته وهي إبتسمت وقربت منه ودخلت في حضنه...
عمر وهو بيبوس راسها: ماتزعليش مني يا سيرين لو أهملتك للحظة، أنا تعبان شويه.
سيرين وهي بتبص في عيونه: أبدًا يابابي، إنت ما أهملتنيش خالص، وبعدين أنا ماقدرش أقولك إنك بتهملني. إنت عملت عشاني كتير ومستعد تعمل أكتر.
عمر بإبتسامة وهو بيمسك وشها بين إيديه: أنا فعلا مستعد إني أعمل عشانك أكتر.
حضنته مرة تانية وبعدها خرجت من حضنه.

سيرين: أنا هروح أنام بقا يا بابي، تصبح على خير.
عمر بإبتسامة: وإنتي من أهله يا حبيبتي.
سيرين خرجت من الأوضة وهو بص تاني للجوابات إللي مسابهاش من إيده من ساعة مارجع البيت...
أمير بإبتسامة: بس كده، انا خلاص خلصت.
شوق حطت إيديها على وشها وحست إن ألم الكدمات قل شويه...
شوق بحب ونعاس: تسلم إيدك ياحبيبي.
أمير وهو بيبوس إيديها: الله يسلمك، روحي نامي وإرتاحي تصبحي على خير يا حبيبتي.

شوق بنعاس: حاضر، وإنت من أهله.
قامت من مكانها وأخدت موبايلها ودخلت الأوضة. أمير كان متابعها بعيونه وهي داخله الأوضة. محتاج يعرف كانوا بيتكلموا في إيه، محتاج يعرف كل حاجة...
أمير بتمتة: أنا آسف يا شوق.

قرر إنه ينتظر لوقت بسيط وتكون وقتها شوق نامت، بعد مرور فترة بسيطة. دخل أوضتها بهدوء لقاها مغمضة عيونها وده يدل إنها نايمة نوم عميق. إتحرك ناحية موبايلها ببطئ شديد. أخد الموبايل وبعدها خرج من أوضتها بهدوء. وفي الوقت ده شوق فتحت عيونها إللي جات على مكان الموبايل مالقتهوش. قامت من على السرير وخرجت من أوضتها، أمير كان واقف في اوضته وبيشغل التسجيل بتاع مكالمة شوق لسيرين وبدأ يسمعه. شوق كانت واقفه عند باب أوضته وبتحاول تعرف هو هيعمل إيه، أمير شغل التسجيل وسمع المكالمة لحد ماخلصت. كان واقف في مكانه ومعقد حواجبه بضيق وبيحاول يتحكم في أعصابه بسبب كلام سيرين إللي خنقه. حكِّم قبضته على موبايل شوق إلى شافت ردة فعله دي وده لإنها فتحت باب أوضته فتحة بسيطة عشان تقدر تشوفه. شافت الحزن والضيق والغضب في ملامحه، إتعدلت بسرعة لما لقت أمير مقرب ناحية الباب وجريت على أوضتها وعملت نفسها نايمة. أمير ما أخدش باله هو كان قافل باب أوضته ولا لا لإنه كان مشغول في التفكير بسبب إللي حصل ده، راح لأوضة شوق بهدوء وحط الموبايل في مكانه وبعدها خرج من الأوضة، شوق فتحت عيونها...

شوق بإرتياح: كنت هتقفش.
عيونها جات على الموبايل وإتنهدت بحزن.
شوق: ربنا يصلح حالك يابني يا حبيبي ويهديك.

أمير بعد ما دخل أوضته قعد على سريره وكان بيهز في رجله بضيق ومش عارف يعمل إيه. وفي لحظة ضيق مسك موبايله وفتح محادثة الواتس آب الخاصة بيه هو وسيرين وكان لسه هيكتبلها رسالة، فاق لنفسه غمض عيونه بخيبة أمل وقفل الموبايل، سيرين كانت بتقرأ في رسايل محادثاتها هي وأمير وبتتمنى إن الأيام دي ترجع من تاني. بتتمنى إنها تشوفه وتلاقي منه إهتمام مش معاملة جافة. أخدت نفس عميق وقفلت موبايلها وقررت تنام وهي بتفكر فيه...

في صباح اليوم التالي: أمير كان واقف عند باب الشقة.
شوق: ماتقلقش عليا بقا خلاص روح شوف شغلك.
أمير: متأكدة يا شوق؟ يعني أروح الشغل وأنا متطمن؟
شوق: يا حبيبي ماتقلقش عليا، خد بالك من نفسك.
أمير: ماشي لو حصل أي حاجة كلميني علطول وأنا هجيلك.
شوق: حاضر يا حبيبي.
أمير إبتسملها وباسها من راسها ولسه هيمشي...
شوق: أمير.
أمير بإستفسار وهو بيبصلها: نعم ياشوق؟
شوق بتأكيد: ماتنساش تزور باباك ياحبيبي.

أمير بضيق مكتوم: طيب.
شوق ضحكت على طريقته وهو إبتسم.
شوق: لا إله إلا الله.
أمير: محمدٌ رسول الله.
نزل من البيت...
شوق: ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة ياحبيبي.
قفلت الباب وقررت تروق الشقة تسلي نفسها شويه...

عمر وسيرين خرجوا من الفيلا بس المرة دي سيرين ركبت عربيتها وإتحركت للشركة، وعمر كان ماسك الصندوق الخشبي و ركب عربيته وإتحرك لبيت شوق، بعد مرور فترة بسيطة. سيرين كانت مركزة في السواقة بس لفت إنتباهها موبايلها إللي عمل صوت وصول رسالة. بصت للموبايل في الوقت ده ومش واخده بالها من الطريق، أمير كان مقرب لشركته وفي نفس الوقت بيدور في الشنطة بتاعته على ملف معين ومش واخد باله من العربية إللي بتتحرك ناحيته بسرعة، سيرين حطت الموبايل في مكانها وبصت للطريق فرملت بسرعة لما لقت نفسها قربت تخبط حد، أمير كان واقف في مكانه مصدوم وبيبص للعربية إللي بينه وبينها مسافة بسيطة جدا، سيرين نزلت بسرعة من العربية وجريت ناحية الشخص إللي كانت هتخبطه.

سيرين: أنا آسفة أ،
إتصدمت لما لقته أمير إللي في المقابل مكنش مستوعب إنها قدامه هي سيرين إللي حبها. سيرين إللي وحشته جدا و إللي في نفس الوقت كانت بتكذب عليه. قربت منه بخطوات بسيطة وهي بتبصله.
سيرين بإستفسار: إنت كويس؟
أمير كان هيرد عليها بس عيونه جات على ساعة إيده لقى إن الوقت إتأخر، كان لسه هيتحرك.
سيرين بتصرف سريع وهي بتوقفه: أمير.
وقف في مكانه وبصلها بملامح خالية من أي تعبير.

سيرين وهي بتبص في عيونه: إزيك؟
أمير وهو مازال على نفس وضعه: الحمدلله بخير.
سيرين إبتسمتله ومش مصدقة إنهم إتقابلوا صدفة وش لوش. كانت لسه هتتكلم.
أمير وهو بيبص في ساعته: أنا آسف. بس أنا لازم أمشي ورايا شغل ومش ناقص عطلة. نصيحة مني ليكي. لو مش عارفة تسوقي يبقى ماتسوقيش أحسن، أرواح الناس مش لعبة.

مشي وسابها من غير مايستنى رد منها، سيرين كانت واقفه في مكانها حزينة بسبب معاملته ليها. المعاملة إللي عمرها ماتتغير. رجعت لعربيتها وإتحركت وفي نفس الوقت دموعها بدأت تنزل...
عمر طلع سلالم بيت شوق بهدوء وهو شايل الصندوق الخشبي ووقف قدام الشقة وأخد نفس عميق ورن الجرس. شوق كانت بتعدل فرش الكنب بس سابت إللي في إيديها لما سمعت الجرس بيرن، قربت ناحية الباب بتوتر شديد.
شوق بتوتر وبصوت مسموع: مين؟

عمر بنبرة حب: عمر يا شوق.
شوق قلبها دق بشدة لما سمعت صوته. عمر لما لقاها سكتت إتكلم.
عمر: مش ناوية تفتحي الباب؟
شوق بهدوء: إمشي يا عمر.
عمر: مش همشي، مبقاش ينفع أمشي. غلطت غلطة عمري لما مشيت من أول مرة، لكن المرة دي يستحيل أكرر غلطتي.
دموعها نزلت.
عمر: شوق إنتي ساكته ليه؟ ردي.
شوق بدموع: أرجوك إمشي.
عمر: لا مش همشي يا شوق، شوفتي يا حبيبتي انا جبت إيه معايا؟
فتح الصندوق وأخد منه جواب.

عمر: أنا جبت معايا جواباتك يا شوق، جبت معايا جزء من قصة حبنا، يمكن ده يشفعلي غيابي عنك، حتى لو جزء بسيط.
شوق كانت بتبكي في صمت وهي واقفه عند الباب.
عمر: إفتحي يلا عشان نقرأهم مع بعض.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة