قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الختامي

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الختامي

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الختامي

شوق كانت بتبكي وهي بتبص لأمير إللي بيبعد عن القاعة لحد ما إختفى.
شوق: ربنا يربط على قلبك يا حبيبي.
عمر خرج من القاعة لقى شوق واقفه وبتبص لمكان خروج أمير وبتبكي. قرب منها ومسك أكتافها، شوق لفت وبصتله بعيونها إللي الدموع بتنزل منها.
شوق ببكاء وهي بتبص في عيونه: قلبي واجعني على إبني يا عمر، إبني حبيبي إتدمر.
عمر ضمها لحضنه وطبطب عليها.

شوق ببكاء وهي في حضنه: محتاجة أبقى معاه الفترة دي. محتاجة أداوي جرحه. محتاجة أسند إبني يا عمر.
عمر إستغرب كلامها وبص في عيونها.
عمر بإستفسار: تقصدي إيه بكلامك ده؟
شوق بهدوء وهي بتبص في عيونه: الفترة الجاية عايزة أبقى مع أمير. مش هقدر أبقى موجودة في مكان هو مش موجود فيه.
عمر: بمعنى؟
شوق بشهقات خفيفة: عايزة أبقى معاه الفترة الجاية على ما نفسيته تتحسن، هروح أقعد معاه فترة لحد أما أتأكد إنه بقى كويس.

عمر بإستفسار وعدم إستيعاب: طب وأنا؟
شوق سكتت ومردتش...
عمر بتكرار: وأنا يا شوق؟
شوق بدموع: مش عارفة، بس كل إللي أعرفه إني محتاجة أبقى مع إبني.
عمر سكت شويه وهو بيبص في عيونها وبعدها إتكلم.
عمر بهدوء وهو بيمسح دموعها: حاضر ياحبيبتي، هدور على حل بخصوص الموضوع ده، ممكن تهدي؟
هزت راسها وحاولت تهدى.
عمر بإبتسامة: تعالي ندخل دلوقتي.

شوق هزت راسها وهو مسك إيدها ودخلوا القاعة، إسماعيل عيونه جات على عمر وشوق إللي دخلوا القاعة وبعدها بص لمراته إللي قاعدة جنبه.
إسماعيل: مش هتتكلمي معاها بقا؟ من ساعة ما دخلنا القاعة وإنتي ماسلمتيش عليها.
عفاف بإحراج: بتحرج يا إسماعيل.
إسماعيل بضحكة خفيفة: ماتتحرجيش.
مسكها من إيدها وقام من مكانه.
عفاف: في إيه؟
إسماعيل: قومي بس.
قامت وراه بإستسلام. إسماعيل قرب ناحية شوق وعمر ووقف قدامهم...

إسماعيل لشوق: عفاف كانت عايزة تقولك حاجة.
عفاف بصت لإسماعيل وبعدها بصت لشوق إللي بتبصلها ومستنية كلمة منها، لكن عمر مكنش مركز معاهم عيونه كانت على حد معين صابرين إللي قاعدة في ركن بعيد فبالتالي هي مش ظاهرة لمحمد إللي بتبص عليه بحسرة وواضح عليها إنها بتبكي، عفاف ماتكلمتش وكانت محرجة تتكلم. شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة.
شوق بإبتسامة: إزيك يا عفاف عاملة إيه؟

عفاف بهدوء: أنا كويسة الحمدلله بخير، إنتي عاملة إيه؟
شوق بتنهيدة: الحمدلله على كل حال.
عمر إنتبه لكلامهم مع بعض وبص لإسماعيل إللي شاورله إنه يسيبهم...
عمر بهمس لشوق: أنا هروح أشوف المعازيم لو محتاجين حاجة.
شوق هزت راسها ليه وهو مشي وإسماعيل مشي وراه، عيونها جات على عفاف إللي سكتت إنتظرت إنها تتكلم بس ماتكلمتش، حاولت تفتح معاها كلام.
شوق بإبتسامة وإستفسار: إنتي بقا عندك كام ولد؟
عفاف أما صدقت بقا.

عفاف بإبتسامة: عندي 4. أكبرهم محمد إبني العريس ده وبعده إسلام وبعده عصام وأصغرهم وليد.
شوق بإبتسامة خفيفة: ربنا يباركلك فيهم.
عفاف بإستفسار: آمين. وإنتي بقا عندك كام؟
شوق بإبتسامة وحب: معنديش غير حبيبي أمير.
عفاف: ربنا يخليهولك. طب هو فين طيب؟ مجاش ليه؟
شوق ملامحها إتحولت للحزن بس حاولت تداري حزنها وإبتسمت...
شوق: ماقدرش ييجي.
عفاف: لعله خير، بيفكرني بإسلام لما كان بيعتذر في أفراح ناس معارفنا و،.

وهنا عفاف بدأت ترغي وتتكلم بخصوص حياتهم اليومية. وإلى حد ما خلت شوق تنشغل شويه عن حزنها...
إسماعيل لعمر: مش شايفهم إندمجوا مع بعض إزاي؟
عمر بتنهيدة: شايف.
إسماعيل عيونه جات على إبنه إللي مبتسم وهو قاعد جنب سيرين وبعدها بص لعمر تاني.
إسماعيل: صدقني يا عمر. أنا حاولت بأقصى جهدي إني أخليه يغير قراره أ،.

عمر بتنهيدة وهو بيقاطعه: الذنب مش ذنبك يا إسماعيل، عيونه جات على صابرين تاني أنا هروح أشوف حاجة كده وهرجعلك.
إسماعيل: ماشي.
عمر راح ناحية صابرين ووضح بالنسباله إنها بتبكي. إتنهد وقعد قدامها وهي إتفاجأت بيه.
عمر بإستفسار: مالك فيكي إيه؟
صابرين وهي بتمسح دموعها: مافيش حاجة يابشمهندس.
عمر بإبتسامة: لا في. تقدري تعتبريني زي والدك وتحكيلي في إيه؟ بتعيطي ليه؟

صابرين في اللحظة دي عيونها جات على محمد وبعدها بصت في عيون عمر وبكت تاني.
صابرين بدموع: مش من نصيبي.
عمر بتفهم: وليه بتقولي دلوقتي إنه مش من نصيبك؟ مش معنى إنه بقا مع واحدة تانية لمجرد خطوبة وخلاص يبقى مش من نصيبك. يا عالم نصيبك إيه؟
صابرين إنتبهتله ومسحت دموعها.
صابرين: تفتكر؟

عمر بإبتسامة: أفتكر طبعا، خلي أملك في ربنا كبير. وخليكي واثقة إن حتى لو بينك وبين نصيبك بلاد. فنصيبك برده هييجي لحد عندك، هي بتبقى مسألة وقت يا صابرين، إرمي همومك وحِملك على ربنا. سيبيها لله.
صابرين وهي بتمسح دموعها: ونعم بالله، شكرا لحضرتك.
عمر بإبتسامة: العفو يا صابرين، أستأذن أنا.
صابرين: إتفضل.
عمر قام من مكانه وراح ناحية إسماعيل. صابرين أخدت نفس عميق وعيونها جات على محمد للمرة الأخيرة.

صابرين بحزن: لو إنت نصيبي هستناك. ولو مش من نصيبي يبقى ربنا يرزقك السعادة مع إللي تختارها.
قامت من مكانها وأخدت شنطتها ومشيت من القاعة، محمد كان قاعد جنب سيرين بس بعد خروج صابرين من القاعة بدأ يدور عليها بعيونه. إتنهد بحزن.
محمد بهمس لنفسه: برده مجتش؟!

إتنهد تنهيدة بسيطة ورسم الإبتسامة على وشه وهو بيبص للمعازيم. مش قادر يفهم هو مش مبسوط ليه؟ حاجة فضل يحلم بيها سنين ولما باقت معاه مبقاش مبسوط زي ما كان متخيل. كان متوقع أكتر من كده. كان متوقع إنه هيبقى أسعد راجل لما يخطب سيرين. لكن للأسف هو حاسس بالعكس تمامًا. مش مرتاح. مخنوق. محتاج يسيب الخطوبة ويمشي. محتاج يهرب، سيرين كانت قاعدة بتبص قدامها بشرود من ساعة ما أمير خرج من القاعة لحد دلوقتي. حزينة جدا على إللي هما وصلوله. حزينة جدا على إللي هي فيه. إيه إللي خلاهم يوصلوا للطريق ده؟ إيه إللي خلاهم يبعدوا؟، غمضت عيونها وأخدت نفس عميق وبتقنع نفسها إن بالرغم من الأسئلة إللي جواها دي فهما إنتهوا. مافيش سبيل للرجوع. لازم تعيش حياتها وتنساه. فتحت عيونها وإبتسمت إبتسامة مصطنعة للكل إللي صدق إن إبتسامتها هي فرحة بخطوبتها ما عدا عمر إللي مركز معاها وهو واقف جنب إسماعيل وشوق إللي بتبصلها وهي واقفه مع عفاف وفي نفس الوقت زعلانة على إبنها، عمر إتنهد وعيونه جات بالصدفة على إسلام إللي مركز في موبايله وبيكتب عليه وهو مش مبسوط، وهنا قرر إنه لازم يساعده بحاجة بسيطة حتى لو بكلمة...

عمر بحمحمة: إسماعيل.
إسماعيل إنتبهله وبصله بإستفسار...
عمر: مش ناوي تفرح بإسلام بقا؟
إسماعيل بإستفسار: وهو أنا لو لقيت الفرح بالنسباله هقول لا؟ ده ياريت أفرح بيه.
عمر بإبتسامة: وإنت في مرة ماجربتش تسأله هو عاوز إيه؟ أو بيفكر في إيه الفترة دي؟
إسماعيل بعدم فهم: هو الفترة إللي فاتت دي كل إللي أعرفه إنه إللي كان عاوزه إنه مصمم يلاقي شغل والحمدلله لقاه.

عمر بإستفسار: طب ما سألتش نفسك. إيه سبب الإصرار ده؟ في حين إنه كان ممكن يرتاح شويه بعد الكلية وبعدها يبقى يدور. لكن هو من ساعة ما إتخرج وهو كان بيدور.
إسماعيل: لا مجربتش.
عمر بإستفسار: فاكر يا إسماعيل سبب إصراري إني أسافر؟
إسماعيل: أيوه، إنت كنت مصمم تسافر عشان تقدر تتجوز شوق وتبقى لايق بيها وأبوها يوافق عليك من غير مشاكل. بس ده إيه علاقته بإسلام؟

عمر فضل ساكت وباصلله. إسماعيل عقد حواجبه وهو بيفكر في الكلام إللي قاله لعمر وبعدها رفع حاجبه بدهشه كإنه إستوعب.
إسماعيل: تقصد تقول إن إسلام بيحب واحدة وهو كان بيعمل كل ده عشانها؟
عمر: عندك إبنك يا إسماعيل إبقى إسأله بنفسك، خلي إبنك يحكيلك همومه.
إسماعيل: طب هو محكاليش حاجة ليه؟ ده أنا وهو كنا مع بعض فترة قبل مايشتغل في شركتك. كان بيقعد أغلب وقته معايا في المحل، ليه مقالش؟

عمر: مش لازم يقولها صراحة. إسأل إبنك وإعرف منه أسبابه.
إسماعيل وهو بيبص لإسلام إللي معقد حواجبه وهو بيبص في الموبايل: تمام.
بشير قرب منهم بإبتسامة: واقفين ليه؟ تعالوا يلا إقعدوا.
عمر وإسماعيل: ماشي.
راحوا قعدوا مع بشير. وشوق كانت قاعدة مع عفاف إللي مابطلتش كلام من ساعة ما وقفوا مع بعض ولولا الكلام ده كان زمانها حالتها ساءت في الزعل...

أمير دخل شقته المظلمة ونظراته مافيهاش روح، أو بمعنى أصح روحه ماتت. راح الحمام وبدون وعي منه شغل الدوش والماية نزلت عليه وهو بهدومه. بيفتكر كل الأحداث الخاصة بيه وبيها. أول يوم شافها فيه لما قابلها في الشركة لما خبطوا في بعض. ولما عرفته على نفسها. ولما قعدت تتكلم معاه وتتحايل عليه في إنهم يبقوا أصحاب. لما أخدها معاه عشان يجيب فستان لشوق. لما حضرت أصعب اللحظات في حياته وكانت دعم ليه هو وشوق. لما كانت بتضحكه وبتضحك شوق وبتزورهم بإستمرار. كلامهم مع بعض بالساعات سواء على الواتس آب أو على الموبايل، لما غسلت معاه السجاد وخبطوا في بعض. ولما باتت عندهم في البيت. ولما كانوا مع بعض في المطبخ وإعترافه بحبه ليها. وفي الآخر كل ده إتغير. كل حاجة إتقلبت 180 درجة. بعد ماكان خلاص ضمن إنهم هيكونوا لبعض لقى العكس، راحت من إيده. راحت وباقت مع واحد تاني. بعد مرور فترة بسيطة. سلم من الصلاة وبص في موضع سجوده بشرود. بيحكي عن حاجات كتير جواه من غير مايتكلم. بيحكي وبيعبر عن ألمه بالسكوت. دمعة نزلت من عيونه. كل إللي قدر يقوله كلمة واحدة.

أمير بدموع: يا رب.
بعد ساعتين: عمر وشوق وسيرين دخلوا الفيلا وسيرين كانت لسه هتطلع. عمربملامح خالية من أي تعبير: سيرين.
سيرين بصتله بإستفسار.
عمر: محتاج أتكلم معاكي شويه.
شوق بتفهم: أنا هطلع أوضتي عيونها الحزينة جات في عيون سيرين مبروك يا حبيبتي مرة تانية. تصبحوا على خير.
طلعت لأوضتها هي وعمر، عمر بص لسيرين بملامح خالية من أي تعبير.
سيرين بإستفسار: نعم يابابي؟

عمر: مش إنتي قولتي إنك محتاجة تنسيه وده السبب لخطوبتك من محمد؟
سيرين بهدوء: أيوه.
عمر بإستفسار: ليه عزمتيه على خطوبتك يا سيرين؟
بصت في الأرض ومردتش عليه...
عمر بتكرار: ليه عزمتيه على خطوبتك مادام إنتي عايزة تنسيه؟
بدأت تفرك في إيديها بتوتر...
عمر وهو بيكمل: أكيد ده مش شكل واحدة عايزه تنسى واحد. بالعكس دي واحدة عايزة تندم واحد عليها.
سكت منتظر ردها. وهي كانت ساكته ومتوترة من سؤال باباها.

عمر بإستفسار: سكتي ليه ياسيرين؟
مردتش عليه وهو آخر أما زهق إتكلم بغضب ولأول مرة يتكلم معاها بالشكل ده.
عمر: ماتردي؟
سيرين إنفجرت فيه.

سيرين بعصبية: عشان هو دمرني. بكيت عليه كتير وهو مشفعليش أي حاجة حلوة عملتهاله. دموعها نزلت عشان هو كان كل حاجة بالنسبالي بعدك. كنت حاسه معاه بالأمان. لكن لما حصل كل ده. سابني، كنت معترفة إني غلطانة، حاولت أعمل المستحيل عشان أصلح علاقتنا ببعض. إتنازلت كتير عشانه. وبكيت كتير عشانه وفي الآخر قابل ده كله بإيه. الإهانة. ذلني. جرحني. فكنت محتاجة إني أعيشه نفس الإحساس إللي عشته الفترة إللي فاتت دي حتى لو كان حاجة بسيطة وبأشكال مختلفة.

عمر بهدوء: وإنتى من إمتى كنتي كده ياسيرين؟ من إمتى بتجرحي غيرك بالشكل ده؟ أنا عمري ماربيتك على كده.
سيرين وهي بتمسح دموعها: مش شرط أتعلم منك حاجة. الدنيا علمتني يابابي وده كفاية.
لفت عشان تمشي.
عمر وهو بيوقفها: طب إرتحتي لما ذلتيه؟ إرتحتي نفسيا يا سيرين؟ هتنامي مستريحة وإنتي عارفة إنك جرحتيه.
سيرين وهي بتبصله: أنا رديتله جزء من إللي هو عمله.
عمر بتكرار: إرتحتي؟

سكتت ومردتش وبتفتكر اللحظة إللي أمير شافها فيها وهي بتلبس دبلة محمد. نظرته ليها كانت إنكسار. كانت أول مرة تشوفه كده.
عمر بإبتسامة: سكوتك ده بيجاوب على سؤالي يا سيرين، أتمنى إنك تكوني مبسوطة بإختيارك ولو إني عارف إن عمرك ما هتلاقي السعادة بالشكل ده للأسف يا بنتي. بس أهم حاجة لو إنتي شايفه إن إللي إنتي فيه ده صح كملي فيه.
سيرين بتنهيدة وحزن وهي بتهز راسها: تصبح على خير يابابي.
عمر: وإنتي من أهله.

إتحركت خطوتين وبعدها وقفت وبصتله...
سيرين: هي شوق زعلانة مني؟
عمر: لا مش زعلانة منك. هي زعلانة على إبنها مش أكتر.
هزت راسها وطلعت لأوضتها وهي شايله طرف الفستان بإيديها الإتنين. عمر إتنهد تنهيدة عميقة فكر شويه مع نفسه في إللي بيحصل حواليه. محتاج يحسن الأمور شويه. أو يعمل إللي يقدر عليه. طلع أوضته وهو وشوق، لقاها قاعدة على كرسي التسريحة وبتسرح شعرها بشرود، قرب منها وباس راسها. لفت وبصت في عيونه.

شوق بإستفسار: قولت إيه بخصوص إني محتاجة أقعد مع أمير؟
عمر ركع على الأرض عشان يبقى في نفس مستواها وباس إيديها الإتنين وبص في عيونها.
عمر بحب وتفهم: خليني معترف إني ماقدرش أخليكي تبعدي عنى. وما أقدرش أعيش من غيرك. وإنك لازم تكوني قدام عيوني. بس في نفس الوقت ده إبنك. ماقدرش أقولك لا على مرواحك ليه. فوصلت لحل وسط لكل إللي إحنا فيه ده.
شوق بإستفسار: إيه هو؟

عمر وهو بيرجع خصلة شعرها ورا ودنها: كل يوم هوديكي عند أمير تقعدي معاه شويه ولما ييجي وقت النوم أجي آخدك تمام؟
شوق سكتت شويه وبتفكر في كلامه.
عمر بتوضيح لكلامه: أنا ماقدرش أقعد يوم بحالة وإنتي مش معايا ياشوق، إنتي بس هتبعدي عن أمير وقت أما يصحي من نومه ووقت أما ييجي ينام بس كده، على الأقل تنامي في حضني. لإن حضني يبقى بيتك فماينفعش تباتي في مكان تاني غير بيتك. قولتي إيه؟

شوق إبتسمت وهزت راسها بالموافقة وحضنته وهو شدد من حضنه ليها...
شوق بهمس وهي في حضنه: أنا بحبك أوي يا عمر، حقيقي بحبك جدا.
عمر: وأنا بحبك يا قلب عمر.
في شقة إسماعيل: إسماعيل دخل شقته وأولاده دخلوا وراه ومعاهم عفاف. كل واحد راح أوضته إلا إسماعيل وقف في مكانه وعفاف بصتله لما وقف.
عفاف بإستفسار: في إيه يا إسماعيل واقف عندك ليه؟

إسماعيل: هتكلم مع إسلام في حاجة يا عفاف، روحي إنتي نامي وأنا لما هخلص كلام معاه هنام.
عفاف: ماشي، تصبح على خير.
إسماعيل: وإنتي من أهله.
إسماعيل إتنهد وراح خبط على أوضة إسلام ودخل علطول.
إسلام بإستفسار: في إيه يابابا؟
إسماعيل: مالك يا إسلام؟ ماكنتش على بعضك في خطوبة أخوك النهاردة؟
إسلام بإرتباك: ماكنتش على بعضي إزاي؟
إسماعيل: كنت مركز في موبايلك طول الوقت، خير كان في حاجة؟
إسلام بتوتر: حاجة زي إيه؟

إسماعيل بهدوء وتنهيدة: يابني ياحبيبي، لو في حاجة إنت عايز تحكيها إحكيلي صدقني هقف جنبك ومعاك وهعملك كل إللي إنت عايزه، إنت بس أطلب أو قول.
إسلام فضل ساكت مابيتكلمش.
إسماعيل: مش هفضل واقف كتير كده يا إسلام، ياحبيبي لو عندك حاجة قولها. صدقني مش هقول حاجة بالعكس أنا كمان أقدر أوجهك للصح وقتها.
إسلام إتنهد وقرر يحكيله وزي ماتيجي.
إسلام وهو بيبص في الأرض: أنا في بنت بحبها يا بابا. يعني محتاج أخطبها.

إسماعيل بإستفسار وإبتسامة: إتعرفت عليها إزاي وإمتى يابني؟
إسلام بدأ يحكيله قصته هو وشيماء.
محمد كان قاعد في أوضته وهو مخنوق ومتضايق. حاسس إن في حاجة طابقة على نفَسُه. مش مرتاح. بيحاول مايركزش مع الإحساس ده لكنه للأسف مش قادر...

سيرين كانت نايمة على سريرها وبتبص لسقف أوضتها. بتفكر في الطريق إللي هي ماشيه فيه. هل هي صح ولا غلط؟ هل هتبقى مبسوطة بشكل عام بتسرعها ده؟ هل هتبقى مرتاحة؟ طب ومحمد ذنبه إيه إنه ياخد واحدة مابتحبهوش؟ إتنهدت تنهيدة بسيطة وعيونها جات على موبايلها إللي جنبها وبدون وعي منها فتحت الموبايل وجابت صورة أمير وغصب عنها دموعها نزلت، ليه وصل بيهم الحال لكده؟ ليه؟ فضلت تبص لصورته بنظرات كلها إشتياق ولهفة ومشاعر مش هتروح من عندها أبدًا...

إسلام بهدوء: وبس كده.
إسماعيل بهدوء: وإنت ليه ماحكتش؟
إسلام: كان لازم أكون مناسب ليها عشان أقدر أخطبها وأنا معايا وظيفتي ومجهز نفسي.
إسماعيل بإستفسار: وجهزت نفسك؟
إسلام: أيوه يابابا، الموضوع كان واقف على إني أحكيلك. بس ملحقتش لإننا دخلنا في موضوع محمد ده.
إسلام سكت ومنتظر رد فعل من باباه يؤكدله إنه موافق. حس إن كان في هم كبير على صدرة وإنزاح أول أما حكى لباباه. برق بدهشه لما سمع كلام باباه...

إسماعيل بإبتسامة وتنهيدة: ماشي يابني، أنا موافق، هات رقم أبوها وأنا أتكلم وأتفق معاه على ميعاد نروح نزورهم فيه ونتعرف عليهم ولو كده يبقى تلبيس شبكة علطول.
إسلام ماحسش بنفسه غير وهو بيحضن أبوه من فرحته.
إسلام بفرحة: ربنا يخليك ليا يابابا ومايحرمنيش منك أبدا يا حبيبي، أنا مش عارف أقول إيه أكتر من كده بس بجد شكرا ياحبيبي، شكرا بجد.

إسماعيل بضحك وهو بيمسك وشه بين إيديه: ربنا يسعدك يابني، أنا دايما بدور على سعادتك إنت وإخواتك خليك عارف كده.
إسلام: ربنا يباركلي في عمرك يا حبيبي.
إسماعيل: ويباركلي فيكم يابني، يلا نام وبكرة إن شاء الله الصبح هاخد منك الرقم وأكلم باباها وأتفق معاه، يناسبك اليوم إللي بعده صح؟
إسلام: إللي حضرتك تقوله يابابا أنا تحت أمرك.
إسماعيل: ماشي ياحبيبي، تصبح على خير.
إسلام: وإنت من أهله.
إسماعيل كان لسه هيخرج.

إسلام: بابا.
إسماعيل بصله بإستفسار...
إسلام بحمحمة وإحراج: إزاي توافق على خطوبة محمد وسيرين وإنت عارف إنه مابيحبهاش؟

إسماعيل بإبتسامة: زمان وإنتم صغيرين. كنتم بتعملوا حاجات غلط كتير. كنا بنتعب أنا ومامتك لما كنا بنقولكم الصح من الغلط وبرده كنتم بتعملوا الغلط وفي الآخر بتتعلموا وبترجعوا تقولوا عندكم حق. أنا سايب أخوك يمشي في طريقه إللي هو إختاره وعارف وواثق إنه هيقولي كان عندك حق يابابا، ده إذا مكنش حس بده بقاله فترة بس هو بيكابر. فأنا سايبه يكمل في طريقه الغلط عشان يتعلم ويفهم من نفسه. ماتفكرش كتير في موضوع أخوك لإنه مش موضوع بالنسبالي. ركز في نفسك وفي حياتك الجايه فاهم يابني؟

إسلام بإبتسامة: فاهم يابابا.
إسماعيل خرج من أوضة إبنه وإتنهد بإرتياح وراح لأوضته هو ومراته عشان ينام. مرت الليلة وفي بعض من أبطالنا بيعانوا بسبب ماجنته أيديهم. (سيرين وأمير ومحمد)، والبعض الآخر زعلانين بسبب الضغوطات والحزن إللي مجبرين يعيشوا فيه (شوق وعمر وصابرين)، والبعض الآخر سعيد جدا لإن خلاص الحلم قرب يتحقق (إسلام).

في صباح اليوم التالي: عمر كان بيتكلم في الموبايل وهو بيسوق عربيته: حاضر يا شوق، لما أخلص هاجي آخدك وأوديكي عند أمير.
شوق: ماشي.
عمر: ماتزعليش مني يا شوق إضطريت أنزل للشركة ورايا شغل لازم أعمله لإن في حاجات متراكمة عندي ومحتاج أخلصها.
شوق بتنهيدة وإبتسامة: مافيش مشكلة يا عمر، توصل بالسلامة.
عمر: الله يسلمك ياحبيبتي.
رفع عيونه وبص في المرآة الأمامية سيرين كانت وراه بعربيتها كالعادة.

عمر: أنا هقفل دلوقتي وقبل ما أمشي من الشركة هكلمك عشان تجهزي.
شوق: حاضر.
قفل معاها وركز في السواقة، بعد مرور فترة بسيطة. وصل قدام الشركة وسيرين وصلت هي كمان، عيونه جات في عيونها وبصت في الأرض بإحراج. إتنهد تنهيدة بسيطة ودخل الشركة وهي دخلت وراه. صابرين كانت قاعدة في مكتبها وعيونها منتفخة من كثرة البكاء. عمر قرب ناحيتها وإبتسملها تحية ليها وهي هزت راسها كرد للتحية. وسيرين قربت من صابرين.

سيرين بإبتسامة: صباح الخير.
صابرين وهي مش بتبصلها: صباح النور.
سيرين: إزيك عاملة إيه؟
صابرين: أنا كويسه الحمدلله.
سيرين كانت لسه هتتكلم.
صابرين وهي بتتهرب منها: آسفة بس أنا ورايا شغل.
سيرين بإبتسامة: أوك مافيش مشكلة.

راحت لمكتبها وصابرين دموعها نزلت بس مسحتهم بسرعة قبل ما حد يشوفها، بعد مرور فترة بسيطة. محمد وصل بعربيته قدام شركة عمر ونزل منها ودخل الشركة عيونه جات على صابرين إللي مركزة في الملفات إللي في إيديها. إرتاح نفسيا بشكل غريب أول أما شافها. قرب منها بإبتسامة كبيرة خارجة من قلبه.
محمد بإبتسامة: صباح الخير.
صابرين برقت بصدمة لما سمعت صوته بس مابصتلوش وحاولت تتجاهله...
محمد: صابرين، سامعاني؟

مردتش عليه وحاولت تشغل نفسها وفي نفس الوقت بتحاول تتحكم في دموعها.
محمد بإستغراب: صابرين.
دموعها نزلت ومبصتلوش برده وشهقة طلعت منها غصب عنها.
محمد لف حوالين المكتب عشان يدخلها لحد ما وقف جنبها وهي ورا المكتب.
محمد بإستفسار: صابرين مالك فيكي إيه؟
بكائها زاد...
محمد بقلق وهو بينزل بركبته على الأرض عشان يكون في نفس مستواها: مالك يا صابرين؟ فيكي إيه؟ بتعيطي ليه؟ ردي عليا، ساكته ليه؟
صابرين بشهقات: إمشي.

محمد: نعم؟
صابرين: بقولك إمشي، مش عايزة أشوفك هنا تاني.
محمد: في إيه طيب؟ أنا زعلتك؟ عشان كده ماجيتيش خطوبتي؟
وهنا صابرين إنفجرت فيه وهي بتبكي.
صابرين: أيوه زعلتني. زعلتني من أول أما قولتلي إني زي أختك. زعلتني وقهرتني لما جيت عزمتني على خطوبتك. ماكنتش أتوقع إن ييجي اليوم ده لإني كنت بتمنى إني أكون أنا إللي معاك وقتها مش واحدة تانية. فاهم أنا ليه زعلانه؟ ولا إنت مابتفهمش ولا إنت إيه بالظبط؟

محمد كان مصدوم من إعترافها بالشكل ده، ومش فاهم هو ليه فرح وإرتاح أكتر كإنه لقى بيته بعد ماكان تايه، قلبه بينبض بشدة دايمًا وهو معاها ودلوقتي دقاته زادت أكتر.
صابرين بدموع: يلا إمشي يا محمد، وجودك هنا خيانه ليها.
محمد: صابرين.
صابرين بدموع: بقولك إمشي.

محمد: مش همشي يا صابرين. مش همشي. أنا لأول مرة في حياتي أبقى مرتاح وأنا مع حد والحد ده إنتي. أنا إمبارح طول اليوم كنت مخنوق ومش طايق نفسي ومش عارف أنام. وجيت هنا مخصوص عشان كده.
بصتله بإستفسار.

محمد بتفهم: أنا جيت أفسخ خطوبتي من سيرين، صليت الفجر ودعيت بإن كل إللي فيه الخير يقدمة ربنا. نمت ساعتين بس وصحيت وأنا جوايا قرار إن إللي أنا فيه ده غلط. مش لاقي الراحة معاها. مش مرتاح هي كويسه وكل حاجة. هي صديقة طفولتي كنا مع بعض دايما بالرغم من إن كان في بينا بلاد. بس لا مش مرتاح. ولما دخلت الشركة دلوقتي أول أما شوفتك إكتشفت إني مش لاقي الراحة غير معاكي إنتي. والكلمة إللي جوايا محتاج أقولهالك بعد ما إللي بيني وبين سيرين ينتهي.

صابرين بصتله بدهشة، محمد قام من مكانه وأخد نفس عميق.
محمد بإبتسامة: هرجعلك.
مشي من قدامها وراح لمكتب سيرين. خبط وبعدها دخل...
محمد بإبتسامة خفيفة: صباح الخير، إزيك يا سيرين؟
سيرين بهدوء: أنا بخير الحمدلله، إنت عامل إيه؟
محمد بتنهيدة: الحمدلله.
سيرين: إتفضل أقعد، واقف ليه؟

محمد قعد وأخد نفس عميق على القرار إللي هو ناوي عليه. سيرين مكانتش مستوعبة إن محمد جه في الوقت إللي هي كانت بتفكر فيه إنها تنهى الخطوبة دي، وقررت إنها لازم تفاتحه في الموضوع ده دلوقتي. لإنها حاسه إحساس كبير إنها ماشيه في طريق غلط، محمد كان محتار يقول الكلام إللي في باله ليها إزاي. خايف على مشاعرها؟ بس لا هي مابتحبهوش عشان تزعل. قرر إنه يقول إللي في باله ويحصل زي مايحصل وهنا هما الإتنين إتكلموا في نفس الوقت...

سيرين/ محمد: أنا مش مرتاح/ه.
أمير كان قاعد في مكتبه في الشركة وبيبص قدامه بشرود، مش لاقي حياة. ومعندوش شغف إنه يعمل أي حاجة في حياته، فاق من إللي هو فيه لما سمع رنة موبايله. بص للموبايل لقاها شوق إبتسم إبتسامة خفيفة ورد عليها.
أمير: السلام عليكم.
شوق: وعليكم السلام ياحبيبي، طمني عليك يا حبيبي؟ عامل إيه؟ وحشتني يا أمير.
أمير: وإنتي كمان يا أمي وحشتيني جدا. أنا بخير الحمدلله يا حبيبتي طول مانتي بخير.

شوق: حابه أعرفك إني هجيلك النهاردة ياحبيبي بليل بعد ماتخلص شغل هكون في الشقة.
أمير: ليه يا شوق تتعبي نفسك؟
شوق: لا تعب ولا حاجة. أنا كلمت عمر وهو قال إنه هيوصلني عندك ووقت النوم هروح من عندك.
أمير بضحكة خفيفة: كتر خيره.
شوق: وحشتني ياحبيبي ونفسي آخدك في حضني.
أمير: هيصحل النهاردة إن شاء الله، تحبي تاكلي إيه؟
شوق: تحب إنت إللي تاكل إيه؟ إيه إللي موجود في البيت عشان أعمله؟

أمير: بصي يا شوق، معرفش. من يوم مامشيتي وأنا مش بفتح التلاجة غير عشان البيض والجبنه.
ضحك ضحكة خفيفة.
شوق: ليه كده يا أمير؟ إنت مابتاكلش كويس ليه يا حبيبي؟
أمير بتنهيدة: باكل ياشوق، بس إللي يشبعني مش شرط أعمل أكله معينة.
شوق بتنهيدة: ماشي يا حبيبي، خلاص أنا هبقى أشوف وقتها إيه إللي موجود في التلاجة وأعمله.
أمير بإبتسامة: ماشي يا حبيبتي، مستنيكي.

قفلوا مع بعض وأمير إتنهد وحاول يركز في شغله شويه بس للأسف معرفش...
محمد وسيرين إندهشوا من كلامهم بس إبتسموا...
سيرين بإرتياح وهي بتقلع دبلتها وبتقدمهاله: شكرا يا محمد أنا مش عارفة أقولك إيه بجد؟
محمد بفرحة: ده أنا إللي مش عارف أقولك إيه؟ شيلتي من على كتفي هموم الدنيا يا سيرين.
سيرين بإبتسامة: ليه بقا؟
محمد: عشان أنا إكتشفت إني بحب واحدة تانية.
سيرين بإبتسامة فرحة: بجد؟

محمد: بجد. وكنت عامل حسابي إني أنهي معاكي وأعترفلها بحبي.
سيرين بإبتسامة: بالتوفيق يا محمد، بتمنالك السعادة والتوفيق مع الإنسانة إللي تختارها.
محمد: وأنا كمان بتمنالك السعادة يا سيرين.
محمد إتنهد بإرتياح هو ماسك دبلة سيرين ولسه هيخرج إفتكر فرحة أخوه النهاردة لما أبوه كلم والد شيماء وحددوا ميعاد بكرة. إتنهد تنهيدة بسيطة وبصلها.
محمد: سيرين.
سيرين بإبتسامة: نعم؟

محمد: ممكن مانقولش لحد خالص اليومين إننا فشكلنا يعني. أصل إسلام هيخطب بنت ومش عايز أزعلهم في البيت. ممكن بس يعدي اليوم ده على خير وبعدها نبقى نقول للكل.
سيرين بإبتسامة: مافيش مشكلة.
محمد بص للدبلة تاني ولسه هيقدمهالها.
سيرين: مش محتاجاها. ماتقلقش ماحدش هيركز في إيدي.
محمد بإبتسامة: تمام، يلا خدي بالك من نفسك.
سيرين: حاضر.

محمد خرج من مكتبها بفرحة وراح لصابرين إللي قاعده في مكانها ومستنياه. قرب منها بسرعة.
محمد بإبتسامة وهو بيوريها دبلة سيرين: ودلوقتي أقدر أقول الكلمة إللي جوايا، صابرين أنا بحبك.
صابرين إرتبكت وحست بخجل شديد وفرحتها مش سايعاها.
محمد بحمحمة: ممكن رقمك؟
إرتبكت أكتر وبدأت تفرك في إيديها الإتنين.
محمد: محتاج رقمك يا صابرين.
وشها إحمر وأخدت ورقة وقلم وكتبت عليه رقمها وحطتها قدامه وبصت في الأرض بخجل.

محمد بإبتسامة وهو بياخد الورقة منها: في خلال يومين إن شاء الله هظبط أموري. وأول مكالمة بينا وقتها هتكون عبارة عن طلبي لرقم باباكي، خدي بالك من نفسك.
مشي وخرج من الشركة وهي كانت قاعدة في مكانها مش مستوعبة الكلام إللي قاله.
عمر كان قاعد في مكتبه بيبص في الملف إلللي في إيده وبيراجعه. رفع سماعة تليفون المكتب وإتصل ببشير.

عمر بإنشغال: أيوه يا بشير، بخصوص شركة، كنا عايزين نعمل الميتنج ده ضروري، عشان نقدر ننفذ معاهم كل الخطط إللي إحنا عاملينها.
بشير: تحب نحدده إمتى طيب؟
عمر بتنهيدة: ممكن نخليها بعد يومين طيب؟
بشير: تمام، خلاص هحدد معاهم. هنخلي الميتنج فين؟
عمر بتفكير: في المقر بتاعهم، هروحلهم أنا.
بشير: تمام.
بشير كان لسه هيقفل.
عمر: بشير إستنى معلش.
بشير: أيوه؟

عمر: كنت محتاج واحدة بتخدم في البيوت بالأجر إللي هي عايزاه. بمعنى أصح أنا بس عايز واحدة تطبخ وماتخليش شوق تحط إيديها في حاجة. وكده كده في حد بييجي ينضف الفيلا كل كام يوم.
بشير: تمام ياعمر، هشوفلك الموضوع ده.
عمر بإبتسامة: تمام.
مر اليوم وبعد ما عمر خلص وقته في الشركة راح الفيلا وأخد شوق من هناك، طول الطريق عمر كان بيبوس في إيديها وهي بتضحك.
عمر: نفسي أفهم إنتي بتضحكي ليه؟

شوق بضحك: دقنك بتزغزغني يا عمر.
عمر بإستفسار: أحلقها طيب عشان ترتاحي منها؟
شوق: لا طبعا.
عمر بضحكة خفيفة: يبقى ماتتكلميش بقا.

باس إيديها تاني وضمها عند مكان قلبه وركز في السواقة، أمير وصل البيت وطلع لشقته وبدأ يجهز الشقة عشان لما شوق توصل تلاقيها متروقة بشكل يريحها لإنه مش حابب يتعبها. بعد مرور فترة بسيطة. عمر وشوق وصلوا تحت البيت. نزلوا من العربية. عمر مسك إيد شوق وطلعوا للشقة. شوق أخدت المفتاح من شنطتها وفتحت الباب وعمر مادخلش وراها فضل واقف في مكانه...
شوق بإستفسار وهي بتبصله: إدخل يا عمر.

عمر إبتسم إبتسامة خفيفة ودخل الشقة. بدأت تدور بعيونها على أمير ولسه هتنادي عليه. أمير خرج من أوضته وهو بيعدل التي شيرت البيتي إللي هو لابسه.
شوق بفرحة وهي بتجري عليه: أمير.
أمير إبتسم وضمها لحضنه وهي شددت من حضنها ليه.
شوق: وحشتني يا حبيبي، وحشتني جدا.
أمير: وإنتي كمان يا شوق وحشتيني جدا.
مسكت وشه بين إيديها وبصت في عيونه بلهفة وإشتياق. بس قطع لحظتهم.
عمر بحمحمة: ياساتر.

أمير إنتبه لعمر إللى واقف ناحية الباب وبيبصله وهو رافع حاجبه. أمير بِعِد عن شوق وراح ناحية عمر ومدله إيده عشان يسلم عليه.
أمير: إزي حضرتك؟ عامل إيه؟
عمر بصله كتير وهو مبتسم وبعدها مد إيده.
عمر: أنا الحمدلله بخير، إنت عامل إيه يا أمير؟
أمير: أنا بخير الحمدلله.
عمر: بما إني جبت شوق، همشي أنا وأسيبكم على راحتكم وجه كلامه لشوق هجيلك زي ماتفقنا.

شوق هزت راسها وعمر إبتسم لأمير وخرج، أمير بص لشوق وإبتسملها بإرهاق وهي قربت منه وضمته لحضنها.
شوق: وحشتني يا أمير، وحشتني يا حبيبي.
أمير بتنهيدة: وإنتي كمان يا شوق، ماتتصوريش الشقة نورت بيكي إزاي؟ أنا حاسس إني كنت عايش في ضلمه على الرغم من إن الأنوار شغاله.
شوق وهي بتطبطب عليه: مش هخليك تحس بغيابي يا حبيبي، أنا آسفة.

أمير وهو بيبص في عيونها: بتعتذري على إيه ياشوق؟ إنتي مش السبب في وحدتي أبدًا أنا إللي عايز كده، سيبك مني بقا. طمنيني عليكي إنتي كويسه؟ عمر بيتعامل معاكي كويس؟
شوق بإبتسامة عاشقة: أيوه عمر بيتعامل معايا أحسن معاملة.
أمير وهو بيبوس راسها: ودي أهم حاجة بالنسبالي يا شوق.
شوق وهي بتبعد عنه: يلا بقا أنا هروح المطبخ عشان أطبخلنا.
أمير: خديني معاكي إستني، هنطبخ مع بعض.

شوق: إرتاح ياحبيبي، إنت جاي تعبان من الشغل.
أمير بإبتسامة: بس فوقت لما شوفتك ياحبيبتي، خليني أساعدك أو على الأقل أقف جنبك في المطبخ.
شوق بإبتسامة: ماشي تعالى.
راحت المطبخ وأمير دخل وراها وهي بدأت تطبخ وهو بيساعدها.
عمر كان مركز في الطريق وهو بيسوق عربيته موبايله رن. بص للشاشة لقاه إسماعيل. إبتسم ورد عليه.
عمر: أيوه يا إسماعيل.

إسماعيل: إتكلمت معاه زي ما قولتلي إمبارح. وحكالي عن البنت إللي بيحبها وفهمته وسمعت منه. والصبح أخدت منه رقم أبوها وإتفقت معاه على ميعاد بكرة. معلش يا عمر ماكلمتكش وقتها إنشغلت أنا وعفاف في الحاجات إللي كنا بنجيبها للعروسة.
عمر بضحكة خفيفة: حيلك يا إسماعيل؟ إنتوا مستعجلين كده ليه؟
إسماعيل: عايز أفرح بإبني يا عمر، وعفاف أما صدقت زغرطت زغروطة عالية من فرحتها بإسلام.

عمر: هههههههههههههههه، ربنا يسعدكم يا إسماعيل.
إسماعيل: هستناك بكرة يا عمر أ،
عمر وهو بيقاطعه: لا يا إسماعيل دي حاجة خاصة بيكم. هو وإخواته وإنت ومامته، أنا هاجي أعمل إيه؟
إسماعيل: بحكم إنك أخويا يا عمر.
عمر بإبتسامة: تتعوض في أيام جايه كتير، لكن دي قعدة تعارف ولما إن شاء الله يحصل نصيب ممكن تخلوها تلبيس شبكة يعني بينكم وبين بعض لكن سيبوني أنا للفرحة الكبيرة.
إسماعيل: بس،.

عمر وهو بيقاطعه: من غير بس يا إسماعيل، يلا روح إفرح بإبنك وسلملي عليه جدا.
إسماعيل بتنهيدة: حاضر يا عمر.
عمر: سلام.
عمر قفل المكالمة وإتحرك في طريق الفيلا، وصل الفيلا وفي الوقت ده سيرين كان بتنزل من عربيتها. إنتبهت لباباها إللي بينزل من عربيته. عيونه جات في عيونها بس دخل الفيلا ومتكلمش معاها. إتنهدت بضيق بسبب إنه مش بيكلمها من إمبارح. دخلت وراه.
سيرين: بابي.
عمر لف وبصلها بإستفسار.

سيرين بهدوء: ممكن أعرف إنت مش بتكلمني ليه؟
عمر: عشان إنتي عارفة إللي فيها يا سيرين، مهما حاولت أتكلم عادي هبقى فاكر إنك عملتي حاجة مش صح من غير ماترجعيلي في البداية وقررتي من نفسك. عاندتي معايا ونفذتي إللي في دماغك قولت مافيش مشكلة تتعلم من غلطها وأقف أنا على جنب وأتفرج عليها، إيه تاني؟
سيرين: بابي أرجوك ماتقساش عليا، إنت عمرك ماكنت كده.

عمر: عشان أنا مش عاوزك تكرري غلطتي يا سيرين، مش عايزك تعيشي تعيسة ياحبيبتي، أنا بدور على سعادتك حتى لو سعادتك دي قصاد سعادتي أنا. إنتي متخيلة؟
سيرين: فاهمة وعارفة يا بابي، بس أنا وإنت بعدنا عن بعض أوي. بعدنا جدا ومحتاجة أصلح كل حاجة بينا، محتاجة إنك ترجع تراقبني من تاني. أنا إكتشفت إنك كنت دايما صح في كل قرار كنت بتاخدهولي. ولما جيت أختار قرار من نفسي لقيتني تايهة ومش مرتاحة.
عمر بإستفسار: مش فاهم؟

سيرين رفعت إيديها ليه، عمر ملقاش الدبلة بتاعتها.
عمر بإستفسار: دبلتك راحت فين؟
سيرين: أخدت قرار صح يابابي في طريق كله غلط.
إبتسم وهي أول أما شافت إبتسامته قربت منه ودخلت في حضنه.
سيرين: ماكنتش أتصور إني هكتشف إني في الطريق الغلط من البداية، أنا معترفة إني إخترت طريق غلط.
عمر شدد من حضنه ليها...

عمر: المهم إنك إتعلمتي يا سيرين، إتعلمتي مش أكتر وتكوني فهمتي إني بخاف عليكي وعايز مصلحتك ولما برفض حاجة بيبقى عشان خاطر مصلحتك.
سيرين: فهمت يا بابي وإتعلمت.
بص في عيونها ومسك وشها بين إيديه: ومحمد كان رد فعله إيه؟
سيرين: هو كمان كان جاي ينهي قال إنه بيحب واحدة تانية وهيعترفلها بحبه بمجرد إنه ينهي معايا.
عمر إتنهد بإرتياح وضمها لحضنه.
عمر: وإنتي ناوية على إيه يا سيرين؟

سيرين: ناوية أكمل حياتي بالشكل إللي انا أختاره وأمشي صح، وأولهم إني أبص لشغلي وصحتي أركز فيها.
عمر وهو بيبوس راسها: برافو عليكي يا حبيبتي، وده إللي انا عايزه منك.
سيرين بإبتسامة: ماتقلقش يابابي، خليك واثق فيا. وطول مانت راضي عني أنا راضيه ومبسوطة.
عمر: وده إللي أنا عايزه يلا إطلعي غيري هدومك ونقعد مع بعض شويه.
سيرين: حاضر يابابي.
كانت لسه هتطلع إفتكرت كلام محمد.
سيرين: صحيح يابابي.
عمر بإستفسار: نعم؟

سيرين: محمد كان قالي إننا مش هنقول لحد إننا فشكلنا اليومين دول عشان إسلام.
عمر بإبتسامة: ومين قال إني هقول لحد أصلا؟ حتى شوق مش هتعرف.
سيرين بصتله بإستفسار.
عمر بهدوء: هتعرف في الوقت المناسب. لو سألتك عن الدبله عادي قوليلها إنك عايناها.
سيرين: تمام.
عمر: يلا إطلعي.
سيرين: حاضر.
طلعت لأوضتها وهو إبتسم بإرتياح. حاسس إن الأمور هديت تمامًا. دوره في إللي جاي، أخد موبايله من جيبه وبدأ يعمل مكالمة...

بمرور الوقت...
شوق كانت بتحضن أمير عشان هتمشي وده لإن عمر واقف عند الباب ومستنيها.
شوق: خد بالك من نفسك يا حبيبي، وكل كويس، لما تصحي سخن الأكل وحطه في العلبة وخده معاك الشغل عشان تتغذى ياحبيبي.
أمير: حاضر يا شوق، إنبسطت بوجودك معايا النهاردة حقيقي وجودك فرق معايا.
شوق وهي بتحضنه: ربنا يباركلي فيك ياحبيبي.
أمير: أمين، طمنيني عليكي لما توصلي.
شوق: حاضر ياحبيبي.

شوق راحت لعمر إللي واقف عند الباب وبيبص لأمير بإبتسامة هادئة، أمير إستغرب إبتسامته إللي مفارقتهوش من ساعة مابصله بس ردله الإبتسامة. شوق وعمر خرجوا من الشقة ونزلوا وهما ماسكين في إيد بعض...
عمر بإستفسار وهو بيبصلها: مبسوطة؟
شوق بإبتسامة: مبسوطة عشان شوفته.
باس إيديها وخرجوا من البيت وركبوا العربية وإتحركوا...

إسلام كان قاعد في أوضته مبسوط من كل إللي هو فيه وبيحمد ربنا على كل حاجة هو وصل ليها لحد دلوقتي. بس تفكيره راح لأمير. لحد الآن أمير مايعرفش إن إسلام يعرف إنه تبع عمر وسيرين. فجأة إتخنق وحس بهم كبير. عيونه جات على موبايله. فضل يفكر كتير يتصل ولا لا. لحد ما قرر. مسك الموبايل وبدأ يعمل مكالمة لأمير إللي كان بيجهز نفسه عشان ينام. أمير يادوب حط راسه على المخدة لقى موبايله بيرن. إستغرب إن إسلام يتصل بيه في وقت زي ده، رد بسرعة ممكن يكون في حاجة. وأول أما فتح.

إسلام بصوت مختنق: أمير.
أمير بإستغراب من نبرة صوته: إسلام إنت كويس؟
إسلام: أنا هروح أتقدم لشيماء بكرة.
أمير بإبتسامة: طب حلو. ألف مبروك يا إسلام ربنا يتمملك على خير وأفرح بيك.
إسلام: الله يبارك فيك.
أمير بإستفسار: هو إنت صوتك ماله؟ إنت فيك حاجة صح؟
إسلام: أنا مخنوق.
أمير: من إيه؟
إسلام: أنا خبيت عنك حاجة من أول يوم إتقابلنا فيه مع بعض.
أمير سكت شويه بس إتكلم بهدوء.
أمير: إيه هي؟

إسلام: أنا ليا صلة بالبشمهندس عمر وسيرين. عمر يبقى صاحب أبويا من وهما صغيرين. ولما جيت الشركة،
بدأ يحكيله كل حاجة بالتفصيل بخصوص مرواحة للشركة وإنه عاوز يبقى في حاله ويعتمد على نفسه وماحدش يعرف إنه تبعهم تمامًا، بعد مرور فترة بسيطة، إسلام إنتظر إن أمير يتكلم بس مكنش مستغرب سكوته. لإن دي أكيد صدمة بالنسباله.
إسلام: أمير، إنت معايا؟
أمير بتنهيدة: معاك يا إسلام.
إسلام بإستفسار: سكت ليه؟

أمير بعقلانية: أصل هرد هقول إيه؟ دي حاجة بيك أنا ماليش دعوة بيها.
إسلام بإستفسار: مش فاهم؟
أمير: يعني إنت جيت وإنت ناوي إن ماحدش يعرف إنك معرفة ليهم. ماكذبتش عليا ولا خدعتني، مش زعلان خالص يا إسلام. زي ماقولتلك دي حاجة خاصة بيك.
إسلام: بس إنت المفروض كنت تعرف من الأول.
أمير: مش هتفرق كتير يا إسلام، عادي.
سكت شويه وبعدها إتكلم.
أمير بضحكة خفيفة: تعرف لو قالولي بعد كده إن أبو الهول إتحرك من مكانه هصدق.

إسلام بإستفسار من نبرته: إنت كويس يا أمير؟
أمير بتنهيدة: أنا كويس الحمدلله، كويس جدا.
إسلام ماحبش يفتح موضوع خطوبة سيرين فقرر يقفل معاه...
إسلام: طب أنا هقفل. مش هتحتاج حاجة؟
أمير: سلامتك يا صاحبي.
إسلام: تصبح على خير.
أمير: وإنت من أهله.

قفلوا مع بعض وأمير إتنهد وبص لسقف أوضته بشرود وبيفكر في سيرين إللي أخدت قلبه ومرجعتهوش. إللي أخدته وراحت لغيره، اليوم التالي مر على خير. عفاف وإسماعيل وإسلام وإخواته راحوا زاروا أهل شيماء وأبوها رحب بيهم جدا وإرتاحلهم نفسيًا. تمت الموافقه على إسلام ومن فرحة إسماعيل وعفاف طلبوا ينزلوا يجيبوا الشبكة ويلبسوها وبالفعل عملوا كده، سيرين بدأت تركز في حياتها وفي شغلها وفي نفس الوقت بتتعايش مع عدم وجود أمير في حياتها بشكل نهائي، أمير هو كمان كان بيركز في شغله بس أحيانًا كان بياخد بريك وبيفتح صورة سيرين يبص عليها، عمر وصل شوق كالعادة في آخر اليوم لأمير وبعد ساعات بسيطة راح أخدها.

في اليوم التالي: سيرين كانت قاعدة في مكتبها مشغولة بس إنتبهت لما موبايلها رن، إتنهدت وردت على باباها بإبتسامة كبيرة...
سيرين: أيوه يابابي.
عمر وهو مركز في السواقة: أيوه ياروح بابي، معلش ياسيري كنت محتاجك تروحي مشوار مكاني.
سيرين بإستفسار: إيه هو؟
عمر بحمحمة: عندي ميتنج المفروض مع شركة. حددت الميعاد على النهاردة ونسيت خالص إني ورايا حاجة مهمة وضرورية جدا لازم أعملها، كنت عايزك تحضري الميتنج مكاني.

سيرين بتنهيدة: تمام يا حبيبي، هعمل إيه؟
عمر بإبتسامة: يا دوب هتتناقشوا البنود والإختلافات مع بعض وتوقعوا في الآخر.
سيرين: وإنت ضامن ليه إني في الآخر هوقع في حين إن ممكن الإتفاق مايعجبنيش؟
عمر: لا هيعجبك وهتوقعي، أنا هقفل دلوقتي وهبعتلك العنوان في ماسدج، تمام ياحبيبتي؟
سيرين: تمام يابابي.
قفل المكالمة وبدأت يبعت العنوان لسيرين. عيونه جات على شوق إللي قاعده جنبه.

شوق بإستفسار: برده مش هتقول إحنا رايحين فين؟
عمر بإبتسامة: مفاجأة يا شوق.
شوق بتنهيدة: طيب.
بعد مرور فترة بسيطة، عمر وصل هو وشوق قدام البيت القديم إللي كانوا دايما بيطلعوا للسطح بتاعه. شوق إبتسمت بحب وبصت لعمر إللي بيبصلها...
عمر: يلا إنزلي.
شوق: حاضر.

نزل من العربية وهي كمان نزلت. عمر مسك إيدها ودخلوا البيت تحت عيون البواب إللي بيحرس البيت ده وكان مستغرب إيه إللي يجيب شوق لعمر؟ طلعوا سلالم البيت ومع كل خطوة هما بيخطوها حسوا إن هما بيرجعوا صغيرين زي زمان. بنفس الحيوية ونفس الشغف عشان يوصلوا للسطح. عمر فتح القفل بتاع السطح ودخلوا السطح وقفل وراهم، مسكها من إيدها وراح بيها ناحية الكنبة القديمة إللي موجودة فيه، قعدت وهو قعد جنبها وبيبصلها بعيون كلها حب...

عمر وهو بيبوس إيديها: أكيد مستغربة أنا جايبك هنا ليه؟ ط
شوق هزت راسها وفي نفس الوقت بتبصله بحب.
عمر وهو بيبص في عيونها: أنا جبتك هنا يا شوق عشان مش عايز إللي كان بينا زمان يموت، هنا بيتنا الأساسي. هنا إتولدت قصة حبنا. شوق فاكرة لما قولتلك إني عاملك مفاجأة لما أرجع من السفر؟
شوق: أيوه.
عمر: أنا كنت راجع من السفر ومعايا مبلغ محترم عشان أقدر أشتري بيه البيت ده. وقدرت أشتريه لما رجعت.

شوق وهي بتحاول تتحكم في دموعها: عارفة.
عمر بإستفسار: عرفتي منين؟
شوق: إسماعيل حكالي على كل حاجة زمان لما روحتله بعد ما إتقابلنا في شركتك أول مرة. وحكالي إنك سميت الشركة بإسمي.
عمر بضحكة خفيفة: تقريبًا إسماعيل قال كل إللي أنا عاوز أقوله ماعدا حاجة واحدة بس.
شوق بإستفسار: إيه هي؟

عمر أخد ورقة من جيبه وقدمهالها، شوق فردت الورقة المتطبقة وبدأت تقرأ إللي فيها. لقت إن دي ورقة تثبت ملكيتها للبيت ده. شهقت وذهلت من إللي هي شايفاه ده.
شوق بعدم إستيعاب وذهول: كتبت البيت بإسمي؟!
عمر بحب: مايغلاش عليكي ياحبيبتي، البيت ده مهرك.
دموعها نزلت وهي بتبصله.
شوق: ده كتير أوي يا عمر.
عمر: مش كتير عليكي يا حبيبتي، مافيش أي حاجة كتير عليكي.
دخلت في حضنه وضمته وهو ضمها بشدة...

شوق: أهم حاجة عندي إنت. إنت وبس.
عمر باس راسها وبعدها بص في عيونها.
عمر بإستفسار: تحبي تريحي شوية؟
شوق إبتسمت بخجل طفولي لإنها فهمت قصده وهو ضحك. هزت راسها بالموافقة وهو بدأ يفك حجابها، خلاها تسند براسها على رجله وبدأ يلعب في شعرها...
مهما طال الزمن و طالت المسافات وطالت سنوات الفراق سيظل قلب المُحِب كما هو لن يتغير ولن يؤثر عليه الفراق وذلك إن كان الحب حقيقيًا.

أمير كان قاعد في كافيه ومنتظر عمر عشان الميتنج بتاعهم. كان متضايق بسبب إنه كلم رئيس المجلس الإدارة بتاع شركته وغير المكان إللي المفروض يتقابلوا فيه ألا وهو في الشركة عنده. إتنهد تنهيدة بسيطة وعدل الملفات إللي في إيده وراجع البنود تاني الخاصة بشركة عمر وبيحاول يقنع نفسه إن أكيد عمر هيوافق على إنه يشتغل معاهم. سيرين وصلت قدام الكافيه إللي عمر بعتلها عنوانه، نزلت من العربية ودخلت الكافيه. بدأت تدور بعيونها على حد لابس زي رسمي ومعاه ملفات، عيونها جات على شاب على ترابيزة بعيد مديلها ظهره وهو الوحيد إللي كان لابس زي رسمي في الكافية. أخدت نفس عميق وراحت للترابيزة.

سيرين برسمية: آسفة على التأخير. المرور كان زحمة جدا و،
ماكملتش كلامها وده لإنها إتصدمت لما لقت أمير في وشها. أمير كان مصدوم زيها مكنش متوقع إنه هيقابلها، سيرين ماحستش بنفسها غير وهي بتمشي من قدامه بس أمير مسك إيدها بسرعة بحركة سريعة منه...
أمير: سيرين.

بصتله بإستفسار وبتحاول تتحكم في دموعها عشان ماتنزلش، أمير إستوعب إنه ماسك إيدها جه يشيل إيده لقى إن دبلتها مش موجودة. بص للإيد التانية عشان يتأكد ملقاش ليها وجود، الأمل إتجدد جواه. وفرح جدا. سحب إيده وبدأ يتكلم بشكل رسمي...
أمير: آنسة سيرين، ممكن تتفضلي تقعدي عشان في شغل محتاجين نركز فيه.
حاولت تتحكم في أعصابها وقعدت قدامه...
أمير بتنهيدة وثقة: أحب أعرفك بنفسي. أنا أمير مجدي المدير التنفيذي لشركة.

سيرين برقت بذهول من المنصب بتاعه...
أمير بإبتسامة وهو بيكمل: وطبعا إنتي غنية عن التعريف. سيرين عمر صاحبة شركة أوش أو بمعنى أصح بنت صاحب الشركة وهتمسكي الشركة من بعده.
سيرين مردتش عليه وبتحاول تستوعب الموقف إللي هي فيه...
أمير بهدوء: إتشرفت بيكي على فكرة. وواثق جدا إننا هنعمل شغل هايل الفترة الجاية، تحبي تشربي إيه؟
سيرين: مش عايزة أشرب حاجة، شكرا.
أمير: لا لازم تشربي.

أمير شاور للجرسون وطلب منه عصاير وبعدها بص لسيرين إللي بتبصله بهدوء.
أمير: بتبصيلي كده ليه؟
سيرين: إنت طلبتلي حاجة أنا مش بشربها.
أمير بإستفسار: ليه مش بتشربيها؟
سيرين بهدوء: عشان أنا عندي السكر.
أمير أول ماسمع الكلمة دي حس إن قلبه بيوجعه وبصلها بعدم إستيعاب. سيرين بعدت عيونها عنه وبتحاول تتحكم في دموعها إللي قربت تنزل...
أمير بإستفسار: من إمتى؟
سيرين: من وأنا صغيرة.

أمير كان لسه هيتكلم ويسألها ليه ماقولتيش لقاها إتكلمت.
سيرين: ياريت من فضلك نخلص الشغل إللي انا جايه فيه.
أمير بإيدين مرتعشة وهو بيمسك الملف: تمام.

فتح الملف وبدأ يعرض البنود على سيرين ومش مركز أصلا في إللي بيقوله ولا هي مركزة في إللي بيقوله وفجأة أمير قفل الملف وبصلها ولأول مرة تاخد بالها من ملامحه. الإرهاق واضح عليه بشكل كبير. في سواد تحت عيونه، دقنه زادت شويه مما زودت جاذبيته، فاقت من إللي هي فيه لما لقته مسك إيدها إللي كانت موجودة على الترابيزة. جات تشيل إيديها من إيدها. أمير مسكها جامد.
أمير بإرهاق وهو بيبص في عيونها: وحشتيني.

دموعها نزلت غصب عنها بعد ما قال الكلمة دي، كانت بتتمنى تسمعها من زمان.
أمير: أنا آسف بجد على كل حاجة إنتي عشتيها بسببي. أنا بس كنت محتاج وقت. أنا دلوقتي قادر أفتح بيت. قادر أجيبلك كل إللي إنتي عايزاه ومحتاجاه. إنتي بس إرجعيلي وأنا هعوضك عن كل إللي فات يا سيرين إرجعيلي.
سيرين فضلت ساكته وبتبصله ومحتارة تقول إيه...

أمير وهو بيبص في عيونها: سيرين أنا بحبك، ومش قادر على بعدك أكتر من كده محتاجك تبقي معايا. أنا وإنتي غلطنا وأخدنا جزائنا. ليه نعذب نفسنا تاني؟ أنا ماصدقت خلاص إننا إتقابلنا تاني. ليه أسيب الفرصة دي تضيع من إيدي؟
سيرين كانت بتبكي وهي بتبصله...

أمير برجاء: سيرين أرجوكي إتكلمي. سكتي ليه؟ ردي عليا، صدقيني مش هزعلك تاني ومش هضايقك تاني. إنتي بس وافقي. وافقي إننا نرجع ونتجوز وافقي نبقى مع بعض في بيت واحد، وأنا هجيبلك كل إللي إنتي عايزاه.
سيرين أخدت نفس عميق وهي بتبكي ومسحت دموعها وبتحاول تتكلم وبالفعل قدرت...
سيرين بحب وهي بتبص في عيونه: أنا موافقة يا أمير.
أمير الفرحة ظهرت في ملامحه...

بعد مرور شهر: في مكان كبير وفخم جدا تملأه أصوات الأغاني، عمر كان واقف قدام أوضة ولابس بدلة سوداء مظبوطة على جسمه تمامًا، أخد نفس عميق لما باب الأوضة دي إتفتح وخرجت منها شوق إللي كانت لابسه فستان أنيق جدا زاد جمال على جمالها. وخرجت وراها سيرين إللي ماسكة فستان فرحها من الأطراف.

عمر بص لهيئة سيرين بالكامل بفرحة وحب ظاهرين في عيونه، سيرين كانت بتبصله مستنية رأيه. بس إستغربت إنه سكت، كانت لسه هتتكلم إتفاجأت بيه وهو بيضمها لحضنه بشدة...
عمر وهو بيبص لهيئتها: أنا مش مصدق نفسي. شوفتك وإنتي عروسة. مش مصدق إنك كبرتي. بجد إنتي عروسة؟!
سيرين: أنا بقالي شهر بالظبط بحاول أقنعك إني عروسة لكن إنت مش قادر تصدق.

عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه: أنا فعلا ماكنتش مصدق بس دلوقتي صدقت لما شوفتك بالفستان ياحبيبتي.
باس راسها وضمها لحضنه تاني...
شوق بحمحمة: العريس مستني تحت ياعمر.
عمر بحمحمة: فعلا، يلا بينا.

مد دراعاته الإتنين ناحية شوق وسيرين والإتنين ضحكوا وأنكجوه وهو إبتسم ونزلوا من عند الأوضة دي، أمير كان واقف مستني سيرين عند آخر سلمة على أرضية قاعة الفندق، كان بيحاول يهدي نفسه بسبب إنه متوتر، أنفاسه إتخطفت أول أما شافها مأنكجة في دراع باباها، كانت زي الملاك برقتها المعتادة. كانت جميلة والفستان زادها جمال. كل الحاضرين في الفرح كانوا بيبصوا على جمال المنظر، عمر وسيرين نازلين على السلالم ووراهم شوق، التلاته كان شكلهم جميل جدا. ده غير أمير إللي منتظر سيرين بلهفة واضحة، لما عمر وسيرين قربوا ناحيته. أمير مد إيده لسيرين بإبتسامة حب وإنبهار بجمالها، بس إتفاجئ لما لقى عمر سحب إيدها.

أمير بإستفسار: في إيه؟
عمر: بنتي وبغير عليها مش عايزك تمسك إيدها.
أمير: على فكرة بقا أنا كاتب كتابي عليها من يومين عشان عارف إنك هتعمل الحركة دي معايا.
سيرين كانت بتحاول تكتم ضحكتها وعمر ضحك ومدله إيد سيرين تاني.
أمير بتنهيدة ومرح: أيوه كده.

مسك إيد سيرين وباسها وبعدها خلاها تأنكجه وهي كانت مرتبكة وحاسه بخجل شديد. عمر عيونه جات في عيون شوق إللي مبتسمة. مد إيده ليها وهي مسكتها وخلاها تأنكجه وراحوا ورا سيرين وأمير، بدأت المباركات والتهاني لكلا العروسين من عفاف وإسماعيل و أولادهم ومخطوباتهم شيماء وصابرين وبشير وبناته وأولاده. وبعدها قعدوا، إشتغلت الأغنية إللي هيرقصوا عليها slow. أمير مسك إيد سيرين وراحوا للمنصة وقفوا قدام بعض وأمير ضمها ليه وبدأوا يرقصوا. عمر مسك إيد شوق إللي إتوترت.

عمر: تعالى بس، خليكي واثقة فيا.
شوق: حاضر.
مسك إيدها وسحبها وراه ووقفوا ناحية أمير وسيرين وهنا عمر ضمها لحضنه لدرجة إنه خباها عن الكل وبدأ يتحرك بخطوات بسيطة منعًا لتعثرها. محمد مسك إيد خطيبته صابرين وسحبها وراه وإسلام مسك إيد خطيبته شيماء وراح وراهم. وإسماعيل ضحك عليهم وعيونه جات في عيون عفاف إللي معقدة حواجبها بضيق.

مد إيده ليها وهي إبتسمت ومسكتها وراحوا عندهم. بشير كان قاعد بيبصلهم ومبتسم لتجمعهم الجميل ده على المنصة. عيونه جات على سيرين وضحك ضحكة خفيفة لما إفتكر إللي عمر عمله قبل جوازها بكام يوم، وهو إنه أعلن في الشركة إن سيرين تبقى بنته وهي صاحبة الشركة من بعده. ووضح أسبابها إنها كانت محتاجة تبقى زيها زيهم مكانتش عايزة معاملة خاصة وأخدت إللي هي عايزاه، وبعدها عزم كل إللي في الشركة على فرحها، عمر كان ضامم شوق لحضنه كإنه بيخبيها جوا ضلوعه لدرجة إنها مش باينة وهي في حضنه وده بسبب صغر حجمها، أمير كان بيبص في عيون سيرين ومش مصدق إن حلمه خلاص إتحقق. هي خلاص باقت بين إيديه. مراته حبيبته. حلمه أخيرًا إتحقق. أخيرًا إرتاح وبقا فرحان. مجدي كان بيبص على إبنه من بعيد وحواليه حرس مانعينه يقرب ناحيتهم وده لإنه عمر جابهم مخصوص عشان يمنعوه من إنه يقرب على الرغم من إن أمير هو إللي عزمه بس عمر مكنش واثق في مجدي فعمل كل إحتياطاته، وأخيرًا الحلم إتحقق...

يوجد مشهد في آخر الرواية...
بعد مرور أربع سنوات: في فيلا عمر راضي: شوق كانت ماشية بهدوء وبتتلفت حواليها.
شوق: يا ريماز إنتي فين؟
الطفلة الصغيرة إللي مستخبيه ورا كرسي الأنترية ضحكت عشان شوق مش لقياها. شوق سمعت صوت ضحكتها وإبتسمت بإنتصار وراحت للكرسي ده بهدوء وفجأه...
شوق: بخخخخخخخخ.
ريماز ضحكت بشكل طفولي وجريت بجسمها الصغير وبخطواتها المتعثرة بسرعة من شوق.

شوق بتعب: لا مش قادرة أجري. تعالى يلا يا حبيبتي عشان جدو وماما وبابا بره في الجنينه وعايزين ياكلوا ومستنيين، والأكل طنط فتحية حطته على الترابيزة بره.
ريماز فضلت تجري منها برده.
شوق بتعب وإرهاق: يا ريماز أنا تعبانة. مش قادرة.
ريماز إنتبهت لكلام شوق وبصتلها وكان واضح عليها التعب. قربت منها ببراءة وبشكل طفولي.
ريماز بطفولية: تيتا إنتي تويسة كويسة؟

شوق مردتش عليها. ريماز وصلت عندها ومسكت في رجلها بس فجأة ضحكت ضحك طفولي لما شوق خضتها وشالتها من على الأرض...
شوق: لما أقولك تعالي يبقى تعالي، نفسي أفهم ماتسمعيش الكلام ليه؟
ريماز بتأفف طفولي: يا تيتا أنا بحب ألعب معاتي معاكي، خلينا نلعب شوية صغنتتين.

شوق بإبتسامة: إحنا طول اليوم بنلعب يا حبيبتي، إنتوا هنا من الصبح وإحنا بنلعب من وقتها ودلوقتي إحنا بقينا العصر. ومحتاجين ناكل معاكم عشان باباكي قال إنكم هتمشوا وتروحوا شقتكم. ينفع أسيبكم تمشوا وتروحوا من غير أكل؟
ريماز بنفي طفولي: لا.
شوق: طب يلا بينا نطلع ناكل وأنا هخلي جدو من الصبح بدري يجيبني عندكم وأقعد معاكي اليوم كله إنتي وماما وناخد بالنا برده من النونو إللي في بطنها، إتفقنا؟

ريماز بطفولية: إتفقنا.
شوق وهي بتبوسها من خدها: موووووووووووواه، يا قلبي أنا على الجمال ده.
شوق خرجت من الفيلا وهي شايله ريماز في حضنها، عيونها جات على عمر إللي قاعد بيتكلم مع أمير في أمور تخص الشغل بين الشركتين. راحت ناحية سيرين إللي بتملس بهدوء على بطنها المنتفخ بعض الشئ...
شوق بإرتياح وهي بتقعد جنب سيرين: بنتك هدت حيلي.
سيرين بإبتسامة وهي بتبصلها: ماتقوليش كده يا شوق، إنتي لسه شباب وزي القمر.

شوق بضحكة خفيفة: ربنا يباركلي فيكي يا حبيبتي.
ريماز خرجت من حضن شوق وراحت لحضن مامتها.
شوق: براحه على بطن مامتك ياحبيبتي.
ريماز: حاضل حاضر يا تيتا.
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة وعيونها جات على أمير إللي قعد جنبها بالظبط وحط إيده على كتفها وبيضمها، غمضت عيونها بحب وإرتياح وأمان، عمر قعد جنب شوق وباس إيدها.
عمر بإستفسار: إتأخرت عليكي؟
شوق بحب وهي بتبص في عيونه: لا متأخرتش يا حبيبي، وحتى لو إتأخرت مستعدة أستنى.

عمر بحب وهو بيبص في عيونها: وأنا عمري ماهتأخر عليكي تاني.
إبتسمتبحب وعشق وإللي كان متابعهم في الوقت ده سيرين وأمير إللي بيبصولهم وبيحاولوا يتعلموامنهم الحب إيه بالظبط. وبالفعل قدروا يتعلموا منهم حاجات بسيطة ولسه قدامهم مشوارطويل وحاجات أكتر يتعلموها من عمر و شوق، ودي كده نهاية قصتنا شوق العُمَر. وأتمنىأقابلكم في قصة أجمل قريبًا. مع تحيات سارة بركات.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة