قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثلاثون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثلاثون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثلاثون

شوق كانت واقفه في مكانها ومذهولة من معاملته إللي إتغيرت.

180 درجة. محتاجة تبكي وتصرخ في وشه وتقوله كفاية، محتاجة ترمي نفسها في حضنه وتقوله إنها مالهاش ذنب في أي حاجة، محتاجة إعتذاره ليها على كل حاجة هي عاشتها، محتاجة عمر القديم مش محتاجة عمر الجديد، محتاجة عمر إللي مكنش بيسيبها زعلانة أبدًا، عمر إللي مابيخليش أي حد يتجرأ يقرب منها، ده مش عمر إللي هي عايزاه. ده مش عمر إللي هي حبته، الشخص إللي قدامها ده بيهينها قدام الكل وبيرجع يتعامل معاها عادي كأن شيئًا لم يكن. كانت بتجيبله في مبررات كتير. حتى غضبه في الوقت الحالي عندها مبرر ليه، غمضت عيونها بألم لسذاجتها وطيبة قلبها وعلى حبها البرئ ليه، إتنفضت في مكانها على صوته...

عمر بغضب: واقفة ليه؟
إسماعيل وهو بيقف قدام عمر: إهدى يا عمر، أكيد في سوء تفاهم.
عمر: مش عايز أشوفها قدامي، مش عايز ألمحها.
حاولت تحبس دموعها بس قررت تبقى قوية ماتوريهوش ضعفها. هتبقى شوق إللي إتمنى إنها تبقى عليها دايما وده إللي هي قدرت تعمله بعد ما هو سابها لوحدها في الدنيا دي على إعتقادها، لفت وإدتله ظهرها وراحت ناحية الباب ولسه هتخرج من الأوضة.
سيرين بصوت مُتعب: شوق، خليكي معايا ماتسيبينيش.

شوق وقفت في مكانها ولفت بسرعة وعيونها جات على سيرين إللي بتبصلها بحزن وفي نفس الوقت دموعها بتنزل من عيونها. عمر ما أخدش باله من جملة سيرين كل إللي أخد باله منه إنه سمع صوتها، ماحسش بنفسه غير وهو بيجري على سيرين وبياخدها في حضنه...
عمر بفرحة ولهفة وهو بيمسك وشها بين إيديه: سيرين، حبيبتي، إنتي بقيتي كويسه؟ حاسه بأي حاجة؟
سيرين: أنا بخير يابابي.

عمر ضمها لحضنه بشدة من تاني، شوق لوهلة حست بغيرة بنسبة بسيطة لإن عمر القديم كان معاها كده. عمر كان حنين معاها بشكل كبير. كان بيخاف عليها من أي حاجة، كانت الهواء إللي هو بيتنفسه، مكنش ليه غيرها دلوقتي بقا عنده غيرها، إستغربت تفكيرها الغريب ده، إستغربت المقارنة إللي ماينفعش تبقى موجودة من الأساس. دي بنته لكن هي حبيبته. مهما يكن بنته حته منه لكن هي غريبة عنه. شافتهم كلهم هما بيتجمعوا حوالين سيرين وبيتطمنوا عليها وفرحانين إنها خلاص صحيت، شافت إن مالهاش مكان بينهم وعشان مالهاش مكان يبقى لازم تمشي. إبتسمت إبتسامة فرحة عشان إتطمنت على سيرين وراحت خطوتين ناحية الباب بس وقفت تاني...

سيرين برجاء وهي بتخرج من حضن عمر: شوق، عشان خاطري ماتسيبينيش.
في اللحظة دي شوق بصتلها ولقت سيرين دموعها بدأت تنزل في صمت شوق جريت عليها وتخطت عمر إللي كان واقف عند سرير سيرين وحضنتها، سيرين إنهارت في حضنها. شوق بدأت تطبطب عليها، عفاف كانت واقفة مستغربة معرفة سيرين بشوق ده غير تعامل عمر العادي معاها وإزاي وإمتى حصل كل ده؟!، فاقت على صوت إسماعيل.
إسماعيل: عفاف.
بصتله بإستفسار.

إسماعيل: تعالي عايز أتكلم معاكي.
عفاف بصت لسيرين إللي بتبكي في حضن شوق ومشيت وخرجت من الأوضة وإسماعيل وراها وبشير خرج هو كمان، مكنش فاضل غير عمر إللي بيحاول يمسك أعصابه وبيتحكم في غضبه وبيبص لشوق إللي حاضنه بنته وبتهديها...
عفاف بعد ماخرجت بصت لإسماعيل...
عفاف بإستفسار وهي معقدة حواجبها: إيه إللي جاب الأرشانة دي هنا؟ أ،.

إسماعيل بغضب وهمس وهو بيقاطعها: ماتتكلميش عنها كده، إحنا كنا ظالمينها مش أكتر، هي لسه بتحب عمر وإتجوزت غصب عنها و،
عفاف بغضب وهي بتقاطعه: أفهم من كلامك ده إيه؟ إنك كنت تعرف بمكانها وأنا معرفش؟ إنت قابلتها وأنا معرفش؟ إنت عملت إيه تاني من ورايا؟ وإزاي عمر يسمح لنفسه إنه يفكر فيها بعد إللي هي عملته؟ و،
إسماعيل بحزم وهو بيقاطعها: صوتك مايعلاش، وبعدين إنتي مالك بيها وبيه؟ ماتسيبيهم في حالهم؟

عفاف الحزن ظهر في ملامحها...
عفاف: صح، أنا مالي بيها وبيه؟ إنت عندك حق.
مشيت من قدامه وبعدها خرجت من المستشفى، إسماعيل إتنهد بضيق من الموقف بشكل عام وبص لبشير إللي واقف بعيد وقرب ناحيته...
إسماعيل: أنا آسف على إللي حصل قدامك ده أ،
بشير بإبتسامة وهو بيقاطعه: مافيش مشكلة، بس كنت فهمها غلطها براحه.
إسماعيل بتنهيدة: تمام، إنت بقا أخبارك إيه إنت وأولادك وبناتك؟
بشير بإبتسامة: كله بخير الحمدلله.

إسماعيل: بيكلموا مامتهم؟
بشير بتنهيدة: أكيد بيكلموها، بس هما لسه زعلانين منها.
إسماعيل بإستفسار: وإنت مش زعلان؟
بشير: لا مش زعلان، كله نصيب الحمدلله، إنفصالنا مأثرش بعلاقتنا تمامًا مهما كانت هي أم البنات والأولاد وبرجعلها في أي قرار باخده من ناحيتهم.
إسماعيل بإبتسامة: أم البنات والأولاد بس؟
بشير بضحكة خفيفة: عايز توصل لإيه؟

إسماعيل: أنا بهزر يا بشير. أصلي إتعودت أهزر بالطريقة دي مع عمر زمان، كنت بحب أنكشه أوي، وبعدين إنت بقالك فترة مش بتكلمني، وإفتكرتني لما عمر رجع من أمريكا.
بشير: مشاغل الأولاد والبنات يا إسماعيل.
إسماعيل: أنا بهزر معاك، ربنا يباركلك فيهم.
بشير: آمين.
سيرين كانت في حضن شوق وهاديه تمامًا...
شوق: سيرين.
سيرين بشرود: نعم؟
شوق: إنتي كويسه ياروحي؟
سيرين: أيوه ياشوق كويسه الحمدلله.

شوق بمرح وهي بتبص في عيونها: طب عيني في عينك كده.
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة...
شوق بإبتسامة: أيوه كده إضحكي يا قلبي مافيش حاجة تستاهل الزعل ده كله، وبعدين قوليلي إزاي تعملي كده؟ إزاي تقلقينا عليكي؟ ده باباكي كان هيموت من القلق عليكي.
عمر إبتسم بسخرية وهو واقف على جنب وبيتفرج عليهم، سيرين بكت وبدأت تتكلم.

سيرين ببكاء وندم: أنا مش عارفة أنا إزاي عملت كده ياشوق؟ أنا ماكنتش في وعيي، أنا بس كنت مقهورة. كنت زعلانة جدا. كنت محتاجة أرتاح مش أكتر، كنت حاسه بضغوطات كتير حواليا يا شوق، كنت محتاجة إن الحياة تضحكلي لو للحظة واحدة، بس.

شوق: حصل خير يا حبيبتي، الحمدلله إنك في حضني دلوقتي، الحمدلله إنك لسه عايشه، خليكي قوية، إدعي ربنا كتير وكلميه لما تلاقي نفسك لوحدك، هو القادرعلى كل شئ، قادر إنه يفرحك في ثانية واحدة وكل ده هيحصل طول ماجواكي يقين بيه. المهم إنك ماتعمليش كده مرة تانية، كنتي هتخسري نفسك يا سيرين، كنتي هتخسري كل حاجة يا حبيبتي.
سيرين: أنا مش هعمل كده تاني، أنا ضعيفة جدا لدرجة إني فكرت أعمل كده.

شوق بإبتسامة: ماتقوليش كده، إنتي قوية يا سيرين، عايزاكي دايما قوية، وتدوسي برجلك على أي حاجة تزعلك.
سيرين بصتلها بإرتباك.
شوق بتفهم لنظرتها وإبتسامة: حتى لو كان الشخص ده إبني، عايزاكي تتخطيه، مافيش حد يستحق دموعك دي أبدًا، فاهمني؟
سيرين عيونها جات على عمر إللى معقد حواجبه وبيتحكم في أعصابه...
سيرين بهدوء: فاهماكي.
في اللحظة دي محمد دخل الأوضة...

محمد بإبتسامة: حمدالله على سلامتك يا سيرين، أنا فرحت لما بابا قالي إنك صحيتي.
سيرين بهدوء وهي مش بتبصله: الله يسلمك.
محمد بص لشوق وعقد حواجبه كإنه بيحاول يفتكرها بس إبتسم لما إفتكرها.
محمد لشوق بإستفسار: إزيك عامله إيه؟
شوق بإبتسامة: أنا بخير الحمدلله، إزيك إنت يا دكتور؟
محمد: الحمدلله.
عيونه جات على سيرين.
محمد: قوليلي بقا حاسه بإيه؟ إنتي بقيتي كويسه الأول؟

سيرين بهدوء وهي مش بتبصله: أه الحمدلله بقيت كويسه.
محمد تجاهل النبرة الجافة دي وعيونه جات على عمر إللي واقف بعيد في ركن في الأوضة وبيبصلهم...
محمد: حضرتك واقف بعيد ليه ياعمي؟
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانه: سايبهم يتكلموا على راحتهم، وبعدين مش هتقول سيرين هتخرج إمتى؟
محمد هز راسه لعمر بإنه هيشوف هتخرج إمتى. وبدأ يفحص سيرين إللي كانت بتتنفض من لمسته، عمر زفر بضيق وراح لمحمد وزقه...

عمر بضيق: قول عايز تعمل إيه وأنا أعمله.
محمد بإستغراب: أنا دكتور ياعمي وعايز أشوف شغلي.
عمر: شغلك ده تشوفه مع حد تاني غير سيرين، قول عايز إيه وأنا أعملهولك؟
شوق غصب عنها كانت هتضحك على إللي بيحصل بس حاولت تكتم ضحكتها...
محمد: مافيش كنت حابب أفحصها الأول وأشوف نبضاتها والممرضة هتيجي بعد شويه تديلها العلاج وبالمناسبة هي هتخرج من المستشفى لما تتحسن.
عمر: طب قول إنت عايز تعمل إيه وأنا أعمله.

محمد: ماينفعش يا عمي أنا دكتور وأفهم في الكلام ده و،
عمر بغضب وهو بيقاطعه: قصدك إيه؟ قصدك إني جاهل يعني؟
محمد: أبدًا ياعمي ماقدرش أقول كده.
عمر: يبقى خلاص قول هتعمل إيه؟
محمد: طب ننادي الممرضة طيب.
عمر بتفكير: ممكن الحالة تبقى حرجة أكتر لو ندهنا على الممرضة أكيد فيها سنه على ماتيجي.

محمد إتنهد بإستسلام وبدأ يشرح لعمر يعمل إيه وبالفعل عمر بدأ ينفذ خطواته، شوق كانت بتضحك ضحكات مكتومة على عمر إللي الغيرة الشديدة واضحة عليه بس هديت ضحكتها لما إفتكرت أيام زمان بينها هي وعمر لما كانت بتعمله القراءة والكتابة وإنه كان شاطر وبيتعلم بسرعة زي دلوقتي، إتنهدت بحزن وبصت في الأرض وجواها قرار مش عارفه تاخده ولا لا، عيونها جات على سيرين إللي بتضحك على عمر وفي المقابل هو بيبتسملها، شوق إتنهدت بحزن.

شوق لنفسها: هعديها عشانك يا سيرين.

بمرور الوقت، سيرين كانت ماسكة إيد شوق إللي واقفه عند سريرها وبتبصلها بحنان أمومي تحت عيون عمر إللي ساكت مابيتكلمش، كانت بتغمض عيونها وهي بتبص لشوق وبتبتسم لحد ماراحت في النوم، شوف إبتسمت وباستها من راسها وبعدها عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بهدوء وفي عيونه كلام كتير، شوق بعدِت عيونها عنه وخرجت من الأوضة، عمر بص لسيرين وإتطمن إنها نامت وبعدها خرج ورا شوق، إسماعيل وبشير كانوا واقفين بره وبيبصوا لعمر إللي ماشي ورا شوق بإستغراب بس قرروا مايتدخلوش بينهم، شوق كانت ماشيه ومحتارة الحمام موجود فين؟ فضلت تدور عليه لحد ما لقته دخلت الحمام، بعد مرور فترة بسيطة. خرجت من الحمام وبتحاول تفتكر أوضة سيرين طريقها كان فين؟، فضلت ماشيه وتايهه بين الأوض ولما قربت ناحية أوضة، إتفاجأت بإللي مسكها من دراعها ودخل بيها على الأوضة دي. شوق شهقت بفزع بس هديت لما لقت عمر هو إللي عمل كده، حاولت تهدى وده لإنها كانت قربت تفقد التنفس، عمر كان بيبصلها بغضب...

شوق بهدوء وهي بتحاول تشيل دراعها من إيده: عايز إيه؟
عمر بفحيح وهو بيحكم قبضته على دراعها أكتر: أنا كان ممكن أقتل إبنك من أول ماعرفت إنه السبب في إللي حصل لسيرين، بس أنا كانت بنتي أهم في الوقت ده، بس صدقيني يا شوق، لو قابلته في يوم هيشوف مني إللي عمره ماشافه، أنا بنتي مش أي حد.
شوق بهدوء وتفهم وهي بتبص في عيونه: أكيد يا عمر، بنتك مش أي حد، بس أمير موقفه طبيعي، هو بس إتعصب مش أكتر.

عمر: كرامة بنتي فوق أي شئ، أنا كنت ساكت كتير عشانها لكن صدقيني، إبنك جاب آخره معايا، بنتي حاولت تنتحر بسبب إبنك، أنا بنتي كرامتها إتهانت، الحزن ظهر في ملامحه وهو بيبص في عيونها وخفف من قبضة إيده على دراعها زي ماكرامتي أنا كمان إتهانت.

شوق بهدوء وتفهم لحالته: أمير مش هيعرف بإللي حصل ده أبدًا، كرامة سيرين محفوظة ماتقلقش، سيرين هتكون دايمًا عاليه في نظر إبني حتى لو مكنش بينهم نصيب، كرامة بنتك في الحفظ والصون يا عمر.

عمر فضل ساكت مابيتكلمش وفي نفس الوقت بيبص في عيونها. شوق بِعدت عنه مسافات بسيطة وعرفت تشيل دراعها من إيده، بس فضلت واقفة في مكانها، شافت الأسود إللي حوالين عيونه إللي بيدل على تعبه وإرهاقه وقلة نومه، ده غير نظراته المرهقة ليها...
شوق بهدوء: إنت نمت؟
عمر غمض عيونه بإرهاق وهز راسه ب لا...
شوق بهدوء: ممكن تروح تنام؟ إنت تعبان.

عمر فتح عيونه بإرهاق وبص لشوق كان محتاج يرمي حموله كلها عليها، كان محتاج يحكيلها إنه قد إيه خاف بنته تروح منه، كان محتاج يبكي في حضنها ويرتاح من الهم إللي هو حاسس بيه ده. تايه ومش عارف يعمل إيه، شوق شافت عمر بيبصلها بضعف وإنكسار، قرب منها خطوات بسيطة وهي رجعت لورا بتلقائية عمر ماهتمش لبعدها بل بالعكس قرب أكتر شوق إتحرجت لوجودهم لوحدهم. وقررت إنها لازم تخرج وبالفعل جات تخرج من الأوضة إتفاجأت بعمر إللي مسكها من دراعها وضمها لحضنه بشدة، شوق إتصدمت من الموقف إللي هي فيه ده وحاولت تبعد عن عمر معرفتش لإنه كان ضاممها لحضنه بشدة، حاولت تبعد تاني سمعت صوت شهقات مكتومة من عمر وهو بيضمها بشدة...

عمر ببكاء: أنا كنت هموت لو حصلها حاجة.
شوق كانت بتحاول تتمالك أعصابها بسبب الموقف إللي هي فيه ده...
عمر وهو بيكمل ومازال حاضنها: أنا ماقدرش أعيش من غير سيرين، لإنها الدنيا بالنسبالي، أنا خوفت تروح مني فعلا، أنا حسيت إن الزمن وقف بيا لما شوفتها بالحالة دي يا شوق.
شوق إيديها الإتنين كانوا جنبها وفي لحظة ضعف رفعتهم ببطئ وبدأت تطبطب على عمر.

عمر وهو بيشم ريحتها وبيهمس في ودنها ببكاء: أنا آسف عشان إتعصبت عليكي، مكنش قصدي صدقيني.
شوق دموعها نزلت هي كمان. عمر بِعد عنها مسافة بسيطة جدا وبص في عيونها. وشوق كانت دموعها بتنزل وهي بتبص في عيونه...
عمر: تعرفي إن أنا كنت محتاجلك بالشكل ده لمدة 28 سنة, كنت محتاج حضن أو حتى طبطبة تهون عليا كل إللي فات من حياتي.
شوق دموعها نزلت بكثرة، مسك وشها بين إيديه ومسح دموعها...

عمر بحب ودموع وهو بيبص في عيونها: بس مش مهم ده كله، المهم إنك معايا دلوقتي.

إبتسمتله بحب وبعيون بتلمع. عمر فضل يتأملها بحب وبعدها عيونه جات على شفايفها. ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منها، وفجأه شوق فاقت وإستوعبت إللي بيحصل زقت عمر بعيد عنها وخرجت بسرعة من الأوضة دي وهي بتاخد نفسها بالعافية. راحت بسرعة للحمام وبتحاول تاخد نفسها بإنتظام غسلت وشها كذا مرة وبتحاول تفوق من إللي هي فيه، حطت إيديها الإتنين على خدودها وكانت في حالة ذهول وعدم إستيعاب للي حصل، عمر كان واقف في مكانه بعد ماهي خرجت وبيحاول يستوعب إللي حصل بينهم هما الإتنين ده، حمحم بإحراج ومسح دموعه إللي كانت على خده وخرج من الأوضة وبعدها راح لإسماعيل وبشير إللي واقفين مع بعض، شوق كانت مازالت واقفه في مكانها في الحمام وبتغسل وشها كل شويه عشان تفوق وفي نفس الوقت حاسه بندم شديد، خرجت من الحمام وهي بتستغفر ربنا على إللي حصل ده وبتدعي إن ربنا يغفرلها هي وعمر، راحت ناحية بشير وإسماعيل وعمر ووقفت بعيد عنهم شويه بإحراج شديد، عمر بصلها بطرف عيونها إللي جات في عيونها وهي بتبصله بطرف عيونها. شوق إتحرجت أكتر وبصت في الأرض بإحراج وخجل شديدين، عمر إبتسم على خجلها الواضح وإتنهد وسند براسه على الحيطة إللي وراه وحس إنه محتاج ينام ومش قادر يقف على رجله أكتر من كده، فاق على إسماعيل إللي بيحط إيده على كتفه...

إسماعيل: ماتنام ياعمر، إنت مانمتش من إمبارح.
عمر: بس أنا مش هيجيلي نوم غير لما هي تبقى معايا في نفس الأوضة.
عمر عيونه جات على شوق إللي كانت بتبصلهم ومتابعاهم.
إسماعيل: مش فاهم؟ هي مين؟
عمر إبتسم لشوق إللي إتحرجت أكتر ماهي محرجه وبصت في الأرض بخجل شديد. عمر ضحك وإسماعيل وبشير إستغربوا ضحكته، بدأ يهدي...
عمر بهدوء: بتكلم عن سيرين طبعا.
إسماعيل بإبتسامة: طب ماتدخل تنام.
عمر بإبتسامة: حاضر.

إسماعيل: وأنا هروح أشوف الواد محمد ده فين عشان عايزة في كذا حاجة.
عمر: ماشي.
بشير بتنهيدة: وأنا هروح.
عمر: شكرا يا بشير على زيارتك.
بشير بإبتسامة: ماتقولش كده يا عمر، إحنا أصحاب برده، يلا يا جماعة مش هتعوزوا حاجة؟
إسماعيل وعمر: سلامتك.
بشير مشي وبعدها خرج من المستشفى. وإسماعيل مشي هو كمان وساب شوق وعمر لوحدهم. عمر قرب من شوق في الوقت ده وهي إتحرجت وبصت في الأرض...
عمر: رقمك.
رفعت راسها وبصتله بإستغراب...

عمر بتوضيح: رقمك مش معايا، فحابب يكون معايا.
شوق بإحراج وإرتباك: رقمي مع سيرين، إبقى خده منها.
عمر بتنهيدة: طب هتعملي إيه دلوقتي؟
شوق: أنا هروح.
عمر بنعاس: طب تعالي أوصلك و،
شوق: لا خليك زي مانت، روح نام، انا هفضل هنا خلاص.
عمر: لا لازم تروحي، عشان ترتاحي.
شوق وهي بتقاطعه: ماتقلقش عليا، أنا هفضل هنا شويه وبعدها هروح ماتقلقش.
عمر بتأكيد: هتفضلي؟
شوق بإبتسامة: هفضل.
عمر بإبتسامة: يعني هصحى ألاقيكي؟

شوق بخجل: موعدكش، يمكن تصحى متأخر.
عمر ضحك ضحكة خفيفة وبعدها مشي بنعاس ودخل أوضة سيرين تحت عيون شوق إللي بتبصله بحب، إستغبت نفسها جدا عشان كانت ناوية تبعد عنه تمامًا، عمر دخل أوضة سيرين لقاها نايمة بهدوء، قعد على سريرها وخلاها تسند براسها على كتفه وباس راسها وبصلها كتير وماحسش بنفسه غير وهو بيروح في النوم...
شوق كانت واقفه قدام الأوضة ومش عارفه هي واقفه ليه؟، طب ماتروح بيتها...

شوق بهدوء: أنا فعلا لازم أروح، بس لسه بدري.

إتنهدت تنهيدة بسيطة وقررت إنها تروح بس قبل ده كله لازم تتطمن تشوف عمر نام ولا لا. قربت من الأوضة بهدوء وفتحت الباب براحة. لقت عمر نايم بهدوء وواخد سيرين في حضنه. إبتسمت بحب على منظرهم. إتنهدت بإرتياح وقفلت الباب بهدوء وبعدها مشيت وكل ده تحت عيون إسماعيل إللي كان متابعها من بعيد. إبتسم إبتسامة خفيفة على اللحظات الحلوة دي، كان فاهم نظرات عمر كويس بس كان عامل نفسه عبيط وسابلهم المكان فاضي عشان يتكلموا على راحتهم. فاق من إللي هو فيه على صوت رنة موبايله، إتنهدت تنهيدة بسيطة وهو بيبص لشاشة موبايله.

إسماعيل: نعم يا وليد؟
وليد: إلحقني يا بابا، ماما منهارة وبتعيط، أنا مش عارف أعمل إيه؟
إسماعيل: ماتعملش أي حاجة، أنا جايلك.
وليد: ماشي.
إسماعيل قفل المكالمة وإتنهد...
إسماعيل بتفكير: عفاف مقموصة ولازم أصالحها، أصحالها إزاي؟
وبعد تفكير قرر إنه يروح لمحمد يسأله بس إفتكر إنه مشغول في شغله. آخر أما زهق قرر إنه يجيبلها هدية من زوقه.

أمير كان قاعد في مكتبه وبيحاول يركز في شغله لكنه مش عارف، كان بيفكر في سيرين ومش قادر يخرجها من تفكيره، إبتسامتها. ضحكتها، رخامتها عليه. طموحها. إصرارها على النجاح، عفويتها. نفخ بضيق لإنه مش قادر يخرجها من تفكيره، فاق على صوت وصول رسالة على موبايله. مسك الموبايل بسرعة بلهفة بس عقد حواجبه بضيق لما لقى رسالة من أبوه. مجدي.
قدامك أسبوع على آخر الشهر يا حيلتها، جهزلي الفلوس بتاعة كل شهر.

قفل الموبايل بغضب وحاول يتحكم في أعصابه...
أمير بهدوء لنفسه: كل ده عشان خاطر شوق يا أمير، طول مانت بتديله فلوس هو هيبعد عنها.
إسماعيل دخل البيت وهو ماسك في إيده كيس أسود كبير مليان موز، لقى وليد قاعد في الصالة...
إسماعيل بإستفسار: أمك فين؟ ومالك قاعد كده ليه؟
وليد: ماما في الأوضه بتاعتي يا بابا. ، هو في إيه؟ إيه إللي حصل؟
إسماعيل: وإنت مالك؟ ماتروح تذاكرلك كلمتين ينفعوك بدل مانت قاعد كده.

وليد بضيق: كتبي جوا في الأوضة، وكل أما أدخل الأوضة ماما تقولي بره.
إسماعيل: خلاص، هخليها تخرج منها.
وليد: ياريت عشان زهقت.
إسماعيل ضحك ضحكة خفيفة على وليد وراح للأوضة وخبط. وصله صوت عفاف.
عفاف بصوت باكي: إمشي يا وليد من وشي بدل ما أقوم أوريك النجوم في عز الظهر.
إسماعيل فتح الباب وهي عقدت حاجبها بضيق وديرت وشها الناحية التانية. قرب منها وقعد جنبها على السرير...
إسماعيل: خلاص يا عفاف ماتزعليش.

عفاف مردتش عليه ومابصتلوش.
إسماعيل وهو بيضربها ضربه خفيفة على كتفها: ماخلاص بقى.
مردتش عليه.
إسماعيل: شوفي جبتلك إيه؟
بصت للكيس إللي في إيده بطرف عيونها لقت موجود فيه موز، إبتسمت بس حاولت تداري إبتسامتها بس معرفتش، أخد موزه من الكيس وقشرهالها.
إسماعيل: إتفضلي كلي.
مسكتها منه بإحراج بس بدأت تاكلها.
إسماعيل: صافي يالبن؟
عفاف بإبتسامة: حليب يا قشطة.
إسماعيل إبتسملها بس إستغرب من تحولها المفاجئ...

عفاف بعصبية: أنا بقا نفسي أفهم. إزاي الأرشانة دي تظهر كده؟ وإزاي عمر يسامحها ويعدي كل ده؟ وإزاي أصلا بيتعامل معاها عادي لدرجة إنه يزعقلها كإنهم كانوا مع بعض مثلا؟ وإزاي إنت تعرف كل ده وماتقولش؟
إسماعيل: مالناش دعوة، خلينا في حالنا يا عفاف هما أحرار مع بعض.
عفاف وهي معقدة حاجبها بضيق: وبالنسبة للي حصلك بسببها زمان؟ هو مش عمر ضربك عشانها؟ هو مش عمر قاطعك بسببها 3 سنين، وبعدين،.

إسماعيل وهو بيقاطعها: يا عفاف الله يهديكي أنا مافيش فيا حيل للمناهدة، ده كان زمان والموضوع إتقفل خلاص، إنسي بقا.
عفاف بمصمصمة: أنسى؟! وماله.
إسماعيل وهو بيغير الموضوع: لو هتفضلي مقموصة كده أنا هنادي لوليد ياكل الموز كله، بدأ يتكلم بصوت مسموع وليد تعالى كل،
قطع كلامه عفاف إللي حطت إيدها على بوقه...
عفاف بإبتسامة: خلاص خلاص، مش هتقمص.
إسماعيل باس راسها وضمها لحضنه...

إسماعيل: مايهونش عليا زعلك يا ست الستات.
عفاف: ربنا يخليك ليا يا أبو محمد.
بمرور الوقت، عمر صحي من النوم وسيرين كانت نايمة في حضنه بس صاحيه...
عمر بنعاس: صباح الخير.
سيرين بإبتسامة: لسه فاكر يابابي، مساء الخير يا حبيبي، الساعة 9 بليل.
عمر عقد حواجبه وبص حواليه كإنه بيدور على شوق. قام من جنب سيرين بهدوء...
سيرين بإستفسار: رايح فين يا بابي؟
عمر بنعاس: هشوف حاجة كده وهرجعلك.

عمر خرج من الأوضة وبدأ يدور بعيونه على شوق بس ملقهاش...
عمر بتنهيدة: ماشي ياشوق.
دخل الأوضة وعيونه جات على سيرين إللي بتعدل نفسها عشان تقعد على السرير وبتبصله، قرب منها وقعد جنبها على السرير...
عمر: عاملة إيه دلوقتي ياحبيبتي؟
سيرين: انا بخير الحمدلله.
عمر باس راسها وسكت شويه بس إتكلم.
عمر: سيرين.
سيرين وهي بتبصله: نعم يابابي؟

عمر وهوبيبص في عيونها: أنا مش زعلان منك ياسيرين، وكل إللي انا عايز أقوله إن أنا وشوق جنبك ومش هنسيبك أبدا.
سيرين إبتسمتله بس فجأة بصتله بإستغراب...
سيرين بإستغراب وعدم فهم: مش فاهمة؟ إنت وشوق؟ بمعنى؟
عمر حمحم بإحراج...
سيرين بإستفسار وحماس: بابي، هو إنت وشوق رجعتوا لبعض؟
إبتسملها وهز راسه ب اه، ماحستش بنفسها غير وهي بتدخل في حضنه...

سيرين بفرحة وعدم إستيعاب: مش قادرة أصدق نفسي، هو ده بجد؟ بجد يابابي؟ رجعتوا بجد؟!
عمر: أيوه مش مصدقة ليه؟
سيرين إتحمست أكتر وحضنته تاني. وبعدها خرجت من حضنه...
سيرين: لازم أكلم شوق. بابي انا عايزة موبايلك.
عمر بإستفسار: ليه؟
سيرين: هكلم شوق. هاته بس.
عمر: بس انا مش معايا رقمها، وبعدين موبايلك في البيت هتجيبي رقمها إزاي برده.
سيرين وهي بتشاور على راسها: مش هحتاج موبايل لإن رقمها محفور هنا.

عمر بضحكة: يا مجنونة.
سيرين: يلا يابابي هات موبايلك.
ضحك تاني وإدالها موبايله وهي بدأت تكتب رقم شوق وبعدها بدأت تتصل، شوق كانت بتبص لأمير إللي قاعد سرحان وبيبص قدامه بشرود...
شوق: إنت كويس يا حبيبي؟
أمير: أنا كويس الحمدلله.
شوق: طب مالك في إيه؟ حاسه إن فيك حاجة مش طبيعية.
أمير: لا أنا تمام يا شوق، مضغوط في الشغل شويه.
شوق بإبتسامة: ربنا يعينك يا حبيبي.
أمير: اللهم آمين.
فضلوا ساكتين شويه وبعدها أمير.

أمير: بقولك ياشوق أنا هدخل أنام عشان تعبان شويه.
شوق: ماشي ياحبيبي، تصبح على خير.
أمير باس راسها وبعدها دخل أوضته لكن هي فضلت قاعدة في مكانها وبتفكر في حالة أمير إللي هو عليها من ساعة مادخل البيت، طول ماهو قاعد سرحان كإنه بيفكر في حاجة معينة شاغلة باله، مش مخلياه مركز مع أي حاجة تانية...
شوق: ربنا يصلح حالك يابني ويهديك.

قامت من مكانها وراحت لأوضتها وقعدت على سريرها. وبدأت تسترجع ذكريات اليوم كله. إبتسمت بخجل وإحراج لتذكرها كل إللي حصل ده، بس فاقت لنفسها وإستغفرت ربنا.
شوق بتنهيدة: يا رب إصلح حالنا كلنا.
إتعدلت على سريرها عشان تنام بس لقت موبايلها بيرن. كان رقم غريب بيرن عليها إستغربت إن رقم غريب يرن عليها دلوقتي بس قررت ترد.
شوق بهدوء: السلام عليكم.
سيرين بإبتسامة: وعليكم السلام يا شوق.

شوق بفرحة: سيرين، حبيبتي عاملة إيه؟
سيرين: أنا بخير الحمدلله، أنا مبسوطة أوي عشان إنتي وبابي رجعتوا لبعض.
شوق إتحرجت وحست الخجل ومش عارفه ترد تقول إيه. سيرين إتفاجأت بعمر إللي أخد منها الموبايل...
عمر بإستفسار وهو معقد حواجبه: هو إنتي بتردي على أي رقم غريب عادي كده؟
شوق بإحراج وإرتباك لإنها سمعت صوته: لا بس عادي يعني.
سكت شويه وبعدها إتكلم...
عمر بإبتسامة: تحبي أسجل رقمك بإيه؟

شوق بإحراج: أي حاجة، شوق عادي يعني.
عمر وهو بيكرر كلامها: شوق عادي يعني، إسم ثلاثي لطيف.
شوق ضحكت ضحكة خفيفة، ضحكتها خطفت أنفاسه وإتمنى لو يشوفها وهي بتضحك، عمر كمل كلامه مع شوق ومش منتبه لسيرين إللي بتبصله بحب وفرحة وهو بيتكلم معاها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة