قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثاني

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثاني

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثاني

إسماعيل: أنا حقيقى مش فاهمك.
عمر: مش مهم تفهمنى، يلا روح شوف شغلك.
إسماعيل: ماشى ياعمر.

إسماعيل قام من مكانه وراح يشوف شغله في القهوة إللى بيشتغل فيها، وعمر فضل يبص للشباك بتاع شوق، مرت الأيام وشوق بتحاول تهرب وتجرى من عمر إللى يبوقفها كالعاده لدرجة إنها وصلت في يوم للبكاء بعد ماروحت البيت كانت خايفه منه جدا، باقت شايفاه زى الكابوس إللى مابيفارقهاش وخايفه تقول لباباها أحسن يبهدلها لإنه ماعندوش تفاهم، كانت قاعده في يوم على سريرها وبتذاكر في كتبها، بس حست بالملل الشديد، قامت من مكانها وخرجت من الأوضه وراحت لمامتها.

شوق: ماما ممكن أطلع السطح أشم شوية هواء؟
رانيا بإنشغال: لا ويلا إرجعى على أوضتك.
شوق بحزن: بس ياماما أنا مخنوقه أوى وعايزه أطلع السطح، وصدقينى هرجع قبل ما بابا ييجى.
رانيا: لا قولتلك.
شوق بدموع: عشان خاطرى.
رانيا إتنهدت وبصتلها لقتها بتعيط...
رانيا: عايزه تطلعى ليه؟

شوق: حاسه إنى مخنوقه مش قادره أتنفس، هفضل دايما محبوسه كده؟، من المدرسه للبيت ومن البيت للمدرسه مابعملش أى حاجه غير إنى بذاكر، عشان خاطرى سيبينى أطلع ومش هتأخر.
رانيا: خلاص، إطلعى بس خدى بالك، السطح مالهوش سور.
شوق: عارفه ياماما، والله عارفه إن مالهوش سور ماتقلقيش هاخد بالى من وبعدين أنا طالعه أشم شوية هوا، مش هعمل حاجه تانيه يعنى.
رانيا بتنهيده: ماشى بس إرجعى قبل ما باباكى ييجى، وخدى بالك من نفسك.

شوق بفرحه وهي بتحضنها: حاضر ياماما، هاخد بالى من نفسى.
لبست جزمتها وطلعت بسرعه للسطح وبتحاول تاخد مسافتها من طرف السطح، حست بإرتياح شديد وهي بتتفرج على الأسطح الخاصه بكل بيت قدامها، فضلت سرحانه قدام المنظر ده، بس فاقت من إللى هي فيه وعيونها جات على الحمام إللى في القفص، إبتسمت إبتسامه خفيفه وقربت منهم...
شوق ببراءة: إنتوا كمان محبوسين زيي صح؟

فضلت تتفرج عليهم لحد ماقررت تفتح القفص وتلعب مع واحد بس، فتحت القفص وأخدت منه واحد وقفلته بسرعه قبل ما الباقى يطير، حضنت الحمام إللى هي ماسكاه وبدأت تتكلم معاه...
شوق: أنا حاسه بيك بحبستك دى، حبيت أخرجك وبعدها هرجعك، بس خليك معايا شويه، محتاجه حد أتكلم معاه أنا ماليش حد.

بس فجأه الحمام حاول يخرج من إيدها وبعد معافره من إنها تحاول تثبته طار منها، جريت وراه عشان تمسكه متناسية إن السطح مالهوش سور، لما قربت من طرف السطح رجلها الإتنين فلتوا وصرخت بس مسكت بإيديها الإتنين طرف السطح، وفضلت تصرخ وتعيط...
شوق بصراخ: يا ماما!

قبل لحظات: كان قاعد بيبص للشباك بتاعها المفتوح ومستغرب إزاى هي مش واقفه عند الشباك، طب فاتحاه ليه؟، قفل الدكان ولسه هيتحرك سمع صوت صرخات عاليه، بص لمكان الصراخ المسموع، لقى شوق ماسكه في طرف السطح وإيديها قربت تفلت منها...
شوق بصراخ: يا ماما!

الحاره كلها إتلمت على صوت صراخ شوق إللى بتستنجد بوالدتها، عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيطلع البيت جرى ولما طلع للسطح بص لإيديها إللى بتفلت ببطئ من طرف السطح وبيحاول يفكر يطلعها إزاى، لو هو راح مسكها إيديها إحتمال كبير أوى هتقع منه، مكنش قادر يستحمل صوت صراخها أكتر من كده، نزل للدور إللى بعد السطح علطول وخبط على أصحاب الشقه إللى فتحوله ودخل بسرعه على البلكونه بتاعتهم، كانت رجل شوق فوق أرض البلكونه بكذا متر، والدة شوق لما سمعت صراخ بنتها إتنفضت في مكانها ودخلت البلكونه وبتحاول تشوفها فين رفعت راسها لقت شوق بتصرخ وبتبكى وهي ماسكه في طرف السطح بصعوبه...

رانيا بصراخ: شوق!
دخلت بسرعه من البلكونه وطلعت بسرعه للسطح...
عمر لشوق: شوق، سيبى إيدك أنا همسكك.
شوق كل إللى كانت بتعمله إنها كانت بتصرخ وبتبكى وبتحاول على قد ماتقدر تمسك في طرف السطح بس للأسف إيديها بتتزحلق...
عمر: أرجوكى ياشوق ثقى فيا.
شوق ببكاء: أنا خايفه.
عمر: إسمعينى المره دى، أرجوكى إسمعينى ونفذى كلامى، إفلتى أنا همسكك.

والد شوق في اللحظه دى وصل الحاره وكان شايف الناس كلها متجمعه تحت البيت، شاف هما بيبصوا فين شاف شوق هتقع من السطح...
حسين بصراخ: شوق.
جرى بسرعه نحية البيت، شوق عيونها جات على مامتها إللى طلعت السطح وبتقرب منها...
رانيا بدموع وهي بتمديلها إيدها: شوق، هاتى إيدك يا قلب ماما.
شوق إبتسمتلها في وسط دموعها ولسه بترفع إيدها عشان تمسك إيد مامتها، إتزحلقت ووقعت...
رانيا بصراخ: شوق!

عمر في آخر لحظه مسكها من بَعد سور البلكونه بكذا (سم) وده لإنه كان خارج بنص جسمه بره البلكونه، مسكها وسحبها ودخل بجسمه كله للبلكونه، كان حاضنها جامد وهي كانت بتبكى في حضنه زى الطفلة الصغيرة...
عمر وهو بيملس على شعرها وبيهديها: شششش، إهدى أنا مسكتك خلاص.
كانت بتبكى بقهره وهي في حضنه وماسكه فيه جامد خوفا من إنها ممكن تسيبه وتقع، عمر بعد مسافه بسيطه عنها وبص في عيونها إللى الدموع بتنزل منها...

عمر بحزن وهو بيمسح دموعها: أنا لحقتك ياشوق.
شوق بدموع: الحمامه طارت منى.
عمر بضحكه خفيفه وهو بيمسك وشها بين إيديه: هجيبلك واحده بدالها.
فضلوا يبصوا في عيون بعض، بس فاقوا على صوت والدها، وعمر بِعد عنها بسرعه...
حسين بلهفه: شوق، حبيبتى إنتى كويسه.
أخدها في حضنه جامد بس هي مازالت بتبص لعمر بعدم إستيعاب، وعمر بيبتسملها...
حسين وهو بيبوس راسها: الحمدلله، أحمدك وأشكرك يا رب.
بص لعمر...
حسين: شكرا يابنى، شكرا.

مسك شوق من إيدها وخرج من البلكونه تحت عيون عمر إللى بيبص في عيون شوق إللى تايهه فيه...
فى الوقت الحالى: فاقت من ذكرياتها على صوت رزع الباب مسحت دموعها بسرعه وراحت لأمير إللى واضح على ملامحه الضيق...
شوق وهي بتقرب منه: فى إيه يا أمير مالك؟
كان لسه هيتكلم لقى آثار الدموع واضحه في عيونها...
أمير: مالك ياماما فيكى إيه؟
شوق: مافيش ياحبيبى، إفتكرت جدك وجدتك الله يرحمهم، طمنى عليك إنت فيك إيه؟

أمير: الله يرحمهم، مافيش حاجه أنا بس مخنوق شويه.
شوق: من إيه يابنى؟ إحكيلى؟
أمير بإبتسامه مصطنعه: كالعاده يا أمى، ييجى حد بواسطه وياخد منى كل حاجه.
شوق: وليه ماتقولش إن ده مش نصيبك؟ أو ده مش وقت ترقيتك، ممكن يكون ليك رزق تانى إنت ماتتخيلهوش؟
أمير: معرفش، بعد إذنك.
سابها ومشى وراح لأوضته، أخدت نفس عميق وراحت وراه...
شوق: أمير.
أمير: نعم؟
شوق بحنان وهي بتقرب منه: ممكن أحضنك؟
إبتسملها وهي حضنته...

شوق وهي بتطبطب عليه: ياحبيبى رزقنا في حاجه تانيه صدقنى، جدتك الله يرحمها كانت دايما بتقولى كده.
أمير: بس أنا تعبت يا شوق، تعبت جامد، كنت بطور من نفسى وأشتغل وأجتهد أكتر من زمايلى، وفي الآخر قريبة نائب رئيس مجلس الإداره تيجى وتاخد منى كل ده، مجرد تليفون واحد من شخص كبير يخلى شخص تانى ينفذ كلامه بدون أى رفض.
شوق: الحمدلله.
أمير بعد عنها وإستغرب.
شوق: مستغرب إنى بحمد ربنا؟

أمير: لا طبعا، بس هو عموما الحمدلله.
شوق: أنا بحمد ربنا يا أمير عشان الشركه دى ماشيه بالوسايط بس إنت وعدد قليل جدا من زمايلك إتقبلتوا لمجهودكم الشخصى، إنت مش شايف الشركه ضخمه إزاى؟ ده أنا لما بشوفها على التليفزيون بتفاجئ بحجمها.
أمير بتنهيده: الحمدلله، هي فعلا كبيره أوى ياشوق.

شوق بضحكه خفيفه: عقبال أما يبقى عندك زيها، شد حيلك كده وإتجدعن، الصبر مفتاح الفرج، إنت بس إعمل إللى عليك وزياده وعافر وإجتهد وإنت هتوصل ياحبيبى.
أمير بإبتسامه: إن شاء الله.
شوق: أنا النهارده عاملالك غداء إنما إيه، هتاكل صوابعك وراه.
أمير: وياترى بقا الست شوق عاملالى أكل إيه؟
شوق: عملتلك مكرونه بشاميل.
أمير بفرحه: بجد مكرونه بشاميل؟ عملتيها ياشوق أخيرا
شوق: هههههههههههههه، ايوه عملتها.

قام من مكانه وحضنها جامد...
شوق: إللى يشوفك كده يقول كنت حارماك.
أمير: أبدا يا شوق، بس إنتى عارفه أنا بقالى فتره طويله بتحايل عليكى عشان تعمليها، أنا مش عارف كل مره بتعملى طبيخ وخضار لحد مازهقت.
شوق: نعم! زهقت من الأكل إللى أنا بعمله؟
أمير وهو مصمم ينرفزها: بصراحه اه، غيرى ياحبيبتى في حاجه إسمها تغيير روتين، جيلك مكنش يعرف بيه.

شوق: اااه، إحنا دخلنا في جيلنا وجيلكم؟، أنا بقا هوريك في جيلى كنا بنتعامل معاكم إزاى.
أخدت الشبشب من رجلها...
أمير بهدوء: شوق إنت، ااااااااااااه.
جرى وهي جريت وراه...
شوق: تعالى ياله، إما وريتك، غصب عنك يا أمير هتاكل الطبيخ والخضار بعد كده، أنا غلطانه إنى عملتلك مكرونه بشاميل.
أمير وهو بيجرى منها: خلاص ياشوق بهزر في إيه؟
الإتنين وقفوا قدام بعض والفاصل بينهم الترابيزه...
شوق: قول آسف.
أمير: هاه؟

شوق: قول آسف يا ماما يلا.
أمير: أنا مش عيل صغير ياماما.
شوق: الإعتذار مالهوش سن، يلا قول آسف.
أمير بتنهيده: آسف.
شوق: قولها بنفس.
أمير: آسف ياماما.
إبتسمت وحطت الشبشب على الأرض ولبسته...
أمير: مبسوطه إنتى بعد ماضربتينى لا وكمان إعتذرتلك صح؟
شوق بفخر: جدا فوق ماتتخيل.
أمير بضحكه خفيفه: ماشى ياشوق.
شوق: بدل مانت واقف زى الشحط كده، تعالى ساعدنى عشان نحط الأكل.
أمير: نفسى في مره تمدحى فيا، ده أنا حتى إبنك.

شوق: معلش، يلا ورايا.
أمير: أمرى إلى الله.
دخلوا المطبخ وبدأوا يحطوا الأطباق على الترابيزه وبعد فتره بسيطه بدأوا ياكلوا، بس كل واحد فيهم في عالم تانى، شوق بتفكر في الماضى، وأمير بيفكر في حلمه إللى إتسرق منه...
فى اليوم التالى: وصل الشركه في نفس الوقت إللى سيرين كانت بتنزل فيه من عربيتها، بصلها بطرف عيونه وبعدها دخل الشركه وراح لمكتبه وسيرين دخلت وراه...

قعد على الكرسى وبدأ يشوف شغله، وسيرين كانت بتبصله ومش عارفه تبدأ كلام إزاى، قررت إنها تفتح موضوع.
سيرين: هو أنت جيت مشى للشركه ليه؟
أمير وهو مش بيبصلها: أنا مش باجى مشى.
سيرين: أومال فين عربيتك؟ ماشوفتهاش ليه؟
أمير وهو بيبصلها: ومين قال إن عندى عربيه؟
سيرين: يعنى جه في بالى كده هو مجرد سؤال مش أكتر.
رجع ركز في إللى هو فيه...
سيرين بإستفسار: أومال جيت إزاى؟
أمير بإنشغال: ميكروباص.

سمع صوت ضحكه خفيفه طالعه منها، بصلها بضيق...
سيرين وهي بتحاول تكتم ضحكتها: سورى، ماكنتش أعرف.
أمير بضيق: ماكنتيش تعرفى إيه؟
سيرين: ماكنتش أعرف إنك بتيجى في ميكروباص.

أمير: ليه؟ هو أنا مش من بقيت الشعب ولا إيه؟ ولا إنتى عشان إتعودتى إنك تلاقى كل حاجه إنتى عايزاها لحد عندك فشايفه إنك سهل تتريقى على الناس؟ شايفه الناس إللى زيك فمتعودتيش تقابلى واحد بيركب ميكروباص؟ اه نسيت مانتى جايه بواسطه طبيعى تبقى شايفه الناس كده.
سيرين بإرتباك: سورى ماقصدش.

أمير: كلامى معاكى في حدود الزمالة، إياكى تتخطى حدودك، أوعى تكونى مفكره عشان إنتى جايه واسطه تبقى الرئيسه بتاعتنا؟ إنتى هنا زيك زيي زى أى موظف في الشركه، حطى الكلام ده حلقة في ودنك.
سابها وكمل تركيز في شغله أو زى ماهو بيحاول يقنع نفسه، مش عارف هي ليه بتستفزه لما بتنطق حرف حتى، قطع تفكيره
صوتها...
سيرين بإستفسار متجاهلة كلامه: طب ممكن تساعدنى؟
أمير بضيق من برودها: نعم؟

سيرين: أنا هنا جديده في الشركه ومحتاجه حد يساعدنى ويعرفنى نظام الشغل.
أمير بسخريه: نعم؟ يعرفك نظام الشغل؟ هو مش إنتى شرحتى إمبارح الشركه نشاطها ماشى إزاى، وعرضتى فكرتك التافهه إللى نائب رئيس مجلس الإداره قبل بيها؟ ليه عايزه حد يساعدك في الشغل؟ اه عشان تاخدى مجهود غيرك وتنسبيه لنفسك صح؟ مانتوا بتوع الوسايط كده دايما.
سيرين بإستفسار مع عدم إستيعاب: مجهود غيرى؟ إنت تقصد إيه؟

أمير: بلاش تعملى دور البنت الغنيه عليا، أنا عارف الأشكال دى كويس، جو البنات الهاى ده مش عايزه معايا هنا في أوضة المكتب، حابه تستعرضى شكل حياتك المرفهه وكل حاجه فيها يبقى بره الأوضه دى، في كتير أوى بره الأوضه دى يهمهم الفلوس والمنصب لكن هنا مافيش حد كده.
سيرين بغصه: إنت إزاى تحكم عليا بالشكل ده من غير ماتعرفنى؟

أمير وهو بيبصلها: كلكم طينه واحده وكمان للأسف بصلها من تحت لفوق مافيكوش أى شئ يشد عشان تغروا أى حد مهما لبستوا إيه.
رجع ركز في شغله وماحسش بوجع سيرين إللى دموعها بتنزل في صمت، قامت من مكانها وراحت للحمام وبصت لنفسها في المرايه وبتبص لهدومها إللى كانت عباره عن جيبه سوداء ضيقه جدا مفتوحه من جنب واحد لحد الركبة وشميز أبيض بدون أكمام، ده غير مساحيق التجميل إللى مغرقه وشها...

سيرين بتحدى وهي بتحاول تتحكم في أعصابها وبتمسح دموعها: مش سيرين إللى ييجى واحد يتكلم معاها بالشكل ده، ركزى يا سيرين في إللى إنتى جايه مخصوص هنا عشانه، لازم تبقى قوية وتتجاهلى أى كلام ليكى عشان تقدرى توصلى وتثبتى نفسك.
عدلت شعرها وظبطت الميك أب بتاعها ورفعت راسها وخرجت من الحمام وقعدت على المكتب وبتبص قدامها بتفكير، وأمير كان مركز في شغله...

شوق كانت قاعده على سريرها والحزن واضح عليها وبتفتكر باقى ذكرياتها...
منذ ثمانية وعشرون عاما: حسين كان ماسكها من دراعها ودخل بيها على شقته وبدأ يدور على مراته.
حسين بعصبيه: رانيا.
رانيا دخلت من باب الشقه وجريت على شوق وحضنتها...
رانيا بدموع: ليه تعملى فيا كده؟
شوق بدموع: أنا آسفه ياماما مكنش قصدى.
حسين شد رانيا مما خلاها تخرج من حضن شوق وسحبها وراه...
حسين بصوت مسموع: إقفلى الباب ياشوق.

شوق قفلت باب الشقه، دخلوا أوضتهم ورزع الباب وراه.
حسين بعصبيه: إيه إللى إنتى عملتيه ده؟ إنتى إزاى تسمحيلها تخرج من الشقه أصلا؟ إنتى أم مهمله بنتك كانت هتموت بسببك.
رانيا بدموع: غصب عنى ياحسين، أنا آسفه مش هتتكرر تانى و،
قطع كلامها شوق إللى فتحت الباب وإتكلمت.
شوق: بابا أنا إللى إتحايلت عليها إنى أطلع للسطح و،
حسين بعصبيه: وتطلعى ليه؟ هو مش أنا قايل ممنوع الخروج؟
شوق: كنت عايزه أشم شوية هواء.

حسين بتحذير: إجرى على أوضتك وإياكى أشوفك رايحه في مكان تانى غير مدرستك إللى أنا هوصلك ليها بعد كده، يلا.
شوق بدموع: ح. حاضر بس ماتضربش ماما عشان خاطرى.
حسين بعصبيه: بقولك بره.

إتنفضت في مكانها وخرجت من أوضتهم، صوت خناقة والدها مع والدتها بيزيد وبيعلى، راحت لأوضتها ورمت نفسها على السرير ودموعها بتنزل بقهرة، بتحاول تحسب عدد المرات إللى عاشت فيها سعيده مالقتش، بتحاول تحسب هي ضحكت آخر مره إمتى؟ هي مش فاكره، دايما بتنام وبتصحى على خناقات حسين ورانيا، فضلت حزينه على نفسها وعلى والدتها لحد ماراحت في النوم، عمر كان طول الوقت واقف قدام شقتهم وسامع صوت خناقات حسين و رانيا، مش فاهم إزاى بنت صغيره عايشه ومستحمله كل ده؟ إتنهد بعمق ونزل من البيت وفي باله حاجات كتير ناوى يعملها عشان الموضوع إللى هو فيه ده طوِّل أوى...

فى اليوم التالى: خرجت من المدرسه وهي بتبص في الأرض بس إتفاجأت بإللى وقف قدامها، رفعت راسها وعيونها جات في عيونه...
عمر بإبتسامه: إزيك؟
إتجمدت في مكانها ومش عارفه تقول إيه...
عمر: أنا عارف إنك متفاجأه، بس أنا لازم أتكلم معاكى.
بصت حواليها بخوف شديد لقت إنها لوحدهم في الشارع...
عمر: ماتخافيش ماحدش هيشوفك.
شوق بإرتجاف: ع، عايز إي. يه؟
عمر وهو بيقرب منها: إنتى خايفه منى ليه؟

شوق وهي بترجع لورا: أ. أن. نا مش خايفه. : عمر وقف وإتكلم: ياشوق أنا مش هعملك حاجه، إسمعينى.
شوق وهي بتحاول تتحكم في أعصابها: إتفضل.
عمر بإبتسامه: أنا كنت عايز أقولك من أول يوم شوفتك فيه لحد دلوقتى حاجه واحده بس.
شوق بإرتباك: إيه؟
عمر وهو بيبص في عيونها: إنتى حلوه أوى ياشوق.
بصت في الأرض بإحراج و بخجل شديد...
عمر: حلو كسوفك كده ده و،.

قطع كلامه شوق إللى مشيت بسرعه وسابته، عمر جرى وراها ومسكها من دراعها، إتنفضت في مكانها لما لمسها.
عمر: مشيتى ليه؟
حاولت تشيل دراعها من إيده بس معرفتش. عمر لاحظ إنها بتحاول تشيل دراعها من إيده...
عمر بهدوء: هشيل إيدى من عليكى، بس أنا لازم أتكلم معاكى شويه.
شوق: هو أنت لسه ماتكلمتش؟
عمر بإبتسامه: لا، أنا عايز أقول كلام كتير وأوله حلوه الكحكه إللى إنتى عاملاها في شعرك دى، بس هتبقى أحلى لو شعرك مفكوك.

ساب دراعها. وهي كانت حاسه بإحراج الشديد من لمسته ده غير إنها حاسه بتوتر لوجودهم مع بعض وده لإنها أول مره تقف مع راجل غير باباها في الشارع...
عمر: شوق.
شوق بإستيعاب وهي بتبصله: هاه؟
عمر: أنا هتكلم معاكى علطول.
إستغربت النبره إللى هو بيتكلم بيها...
شوق: مش فاهمه، يعنى إيه؟
عمر بتوضيح: هنتكلم مع بعض وهنتعامل مع بعض علطول، فمش عايزك تخافى منى أو تتوترى.
شوق بإستغراب: هنتكلم مع بعض ليه؟

عمر بإبتسامه: عشان أنا عايز كده.
شوق كانت لسه هتتكلم...
عمر وهو بيقاطعها: أعرفك بنفسى، أنا إسمى عمر، عندى 26 سنه، بشتغل في كذا حاجه مش حاجه معينه بصراحه، ضحك ضحكه خفيفه بشيل أنابيب، وبشيل أسمنت، أى مشكله في الكهرباء الكل بيناديلى عشان أحلها، أى مشكله في السباكه برده الكل بيناديلى عشان أحلها، بدهن شقق، بغسل عربيات، بصى من الآخر أنا بعمل كل حاجه.
شوق بإستغراب وببراءة: هو في حاجه حضرتك مش بتعرف تعملها؟

عمر بتفكير: لحد الآن ماكتشفتش إللى مش بعرف أعمله.
ضحكت ضحكه خفيفه، وعمر لاحظ كده.
عمر: أخيرا شوفت ضحكتك.
ضحكتها إختفت لما إستوعبت إنها ضحكت...
شوق بحمحمه: أنا همشى.
عمر: إستنى.
شوق: نعم؟
قدملها ورده لونها أحمر صافى...
عمر: أجمل ورده لأجمل وأحلى بنت في الحاره كلها.
لاحظ إرتباكها وهي بتبص للورده...
عمر بتفهم: تقدرى تخبيها من أهلك، عشان مايتكلموش يعنى.
شوق: هاه؟ لا مش خايفه.

عمر قرب منها وهي إتجمدت في مكانها، فك شعرها الأسود وعدله وعلق الورده في شعرها نحية ودنها...
عمر بإعجاب: شكلك كده أحلى.
شوق: إزاى تعمل كده؟
عمر وهو بيبص في عيونها: بعمل إيه؟
شوق بتوتر: إزاى تفك شعرى؟
عمر بهمس: أنا بعمل إللى أنا عايزه في الوقت إللى أنا عايزه.
تاهت في عيونه وهو فضل يبص في عيونها...
عمر بإستفسار: إنتى صغيره ليه؟
شوق: هاه؟

عمر: بلاش هاه دى، بقولك إنتى صغيره ليه؟ ليه مايبقاش عندك 22 سنه أو حتى 21، إنتى ليه 17 سنه؟
شوق ببراءة: حضرتك عرفت سِنِّى منين؟
عمر: أنا أعرف عنك كل حاجه ياشوق، إللى بيعوز حاجه بيعمل المستحيل عشان يوصلها.
شوق بخوف: وإنت عايز منى إيه؟
عمر بضحكه خفيفه: إنتى خايفه كده ليه؟
شوق وهي بترجع لورا: أنا مش خايفه، أنت هتعمل فيا حاجه وحشه صح؟
عمر: ههههههههههههههههههه، لا ماتخافيش مش هعملك حاجه.

شوق بتوتر: أنا لازم أمشى عشان إتأخرت.
عمر: تعالى نمشى مع بعض عشان أوصلك.
شوق بخوف: لا، بابا هيشوفنى معاك.
عمر: متخافيش، أنا واحد من أهل الحاره عادى يعنى إنى أوصلك.
شوق بخوف: هيقولوا لبابا وبابا هيضربنى، أرجوك ماتمشيش معايا.
عمر بتنهيده: ماشى، بس مسيرنا نتقابل تانى.
مشيت وهو متابعها بعيونه بس وقفت وبصتله ورجعتله تانى...
شوق بإبتسامه خفيفه: شكرا لحضرتك عشان أنقذتنى.

عمر: أنا معملتش غير إللى قلبى خلانى أعمله، وبعدين أنا عمر مش حضرتك، جربى تقولى إسمى كده.
شوق: هاه؟
عمر: مش قولت بلاش هاه دى؟ بقولك قولى عمر كده.
شوق بإحراج: أستاذ عمر.
عمر: هههههههههههههههههههههههههه، أستاذ عمر؟!
شوق بإحراج: حضرتك أكبر منى، لازم أحترمك.
عمر: أكبر منك إيه بقا؟ هو مش أنا قولتلك إننا هنتكلم؟
شوق: ماهو إحنا بنتكلم أهوه.
عمر: قصدى هنتقابل كتير الفتره الجايه.
شوق: يعنى إيه؟

عمر: هتفهمى بعدين، يلا روحى عشان تعرفى توصلى بدرى، وأنا همشى وراكى.
شوق: هو حضرتك لازم تمشى ورايا؟
عمر: فيها حاجه دى؟
شوق بإرتباك: عيب.
عمر: عيب إيه؟ هو أنا هعمل حاجه؟
شوق بضيق طفولى: ماينفعش تمشى ورايا ولا معايا، عيب أصلا.
عمر بتنهيده: إمشى ياشوق، إمشى بدل ما أزعقلك.
شوق بتحذير طفولى: إياك تمشى ورايا، هضربك.
عمر بإستغراب: إنتى بتتكلمى معايا كده ليه؟ ده أنا إللى أنقذتك.

شوق برجاء: أرجوك، مش عايزه حد يشوفك معايا في أى مكان، هيروحوا يقولوا لأبويا وهو هيضربنى.
عمر: مستحيل حد يقربلك وأنا معاكى، إمشى دلوقتى وهنتفاهم بعدين.

سمعت كلامه ومشيت وعمر مشى وراها، شوق كانت خايفه جدا حد يشوفها وعمر ماشى وراها، عمر مكنش مركز مع أى حاجه غير عليها وبيفكر في حاجات كتير وأولها إزاى يوقعها في حبه، وصلت البيت وطلعت بسرعه وعمر راح للدكان بتاعه، كانت واقفه قدام باب الشقه أخدت الورده بسرعه من شعرها وحطتها في شنطتها وعملت شعرها كحكه من تانى وخبطت على باب الشقه ومامتها فتحت الباب...
رانيا: إتأخرتى ليه ياشوق؟

شوق بإرتباك: لسه خارجه من المدرسه.
رانيا بتنهيده: كويس إنك جيتى قبل ما أبوكى ييجى، يلا إدخلى.
شوق دخلت الشقه وعيونها جات على خد مامتها إللى لونه أحمر...
شوق: ماما، أنا آسفه على إللى حصل إمبارح.
رانيا بحنان وهي بتحضنها: المهم إنك كويسه، كله يهون عشانك.
شوق: مكنش قصدى إن بابا يزعلك أو يضربك، أنا آسفه.

رانيا بتنهيده وهي بتبصلها: ياروحى مافيش مشكله، هو بابا كان متضايق وأنا شديت معاه مش أكتر، إنتى عارفه بابا بيحبك قد إيه وبيخاف عليكى، بابا مالوش غيرك.
شوق بحزن: وإنتى ياماما؟ إنتى فين من كل ده؟ بابا ليه دايما بيتخانق معاكى؟ من أول يوم وعيت في على الدنيا وإنتوا بتتخانقوا مع بعض، دمعه نزلت من عيونها بابا بيكرهك ليه؟

رانيا وهي بتمسح دموعها: بابا مش بيكرهنى ياشوق، بابا بيحبنا إحنا الإتنين بس إنتى أكتر عشان إنتى بنته وضناه من لحمه ودمه، مش عايزاكى تركزى في حاجة غير مذاكرتك، أنا عارفه أهدى أبوكى إزاى، ماتزعليش منه هو مش بيشوف قدامه، بعد مانا وهو إتخانقنا مع بعض، قعد يعيط على إللى حصلك وإعتذرلى وقعد يتأسفلى وأنا سامحته وخليته يهدى، باباكى مالهوش غيرنا ياشوق، باباكى بييجى يرمى حِمله كله عليا ولازم أشيله عشان أنا مراته وعشرة عمره.

شوق: بتحبيه أوى كده ياماما؟
رانيا وهي بتلعب في شعرها: أنا ماليش غير حسين، حسين ده حب حب حياتى، وبعدين عيب نتكلم في الكلام ده إنتى لسه صغيره، يلا روحى غيرى هدومك وريحى شويه بعد كده ذاكرى.
شوق: أنا نفسى أساعدك ياماما.
رانيا: إنتى عارفه لو أبوكى لقاكى مشغوله معايا في حاجه وسايبه مذاكرتك هيزعقلى أنا، يلا روحى شوفى مستقبلك.
شوق: حاضر ياماما.

رانيا باستها من راسها وشوق دخلت أوضتها، بمرور الوقت. حسين دخل الشقه وهو شايل أكياس في إيده.
حسين بصوت مسموع: شوق، رانيا إنتوا فين؟
رانيا خرجت من المطبخ وشوق خرجت من أوضتها والإتنين راحوا نحيته...
حسين وهو بيقدم شنطه لشوق: خدى ياقلب بابا، الفستان ده هديه منى ليكى.
شوق فرحت وحضنت باباها جامد، وأخدت منه الكيس ودخلت أوضتها...
حسين بصوت مسموع: العفو، هههههههههههه.
عيونه جات على رانيا.

حسين: نسيت تقولى شكرا، بس إعتبرتها قالتها.
رانيا بإبتسامه: ربنا يبارك في عمرك وتفضل تجيبلها.
حسين وهو بيقدملها شنطه وكيس: الشنطه فيها فستان ليكى والكيس فيه حرنكش بما إنك بتحبيه، ماحبتش أحرمك من حاجه إنتى بتحبيها.
رانيا: وجودك معايا إنت وشوق هو الحاجه إللى أنا بحبها.
حسين: يعنى مش زعلانه منى خلاص؟
رانيا: يعنى إنت بتعمل كل ده عشان تصالحنى؟
حسين كان لسه هيتكلم قطع كلامه شوق إللى خرجت من أوضتها.

شوق بفرحه وهي بتلف بالفستان: بابا إيه رأيك؟
حسين: حلو ياروح بابا.
حضنته وحضنت مامتها ودخلت أوضتها تانى وقفلت الباب...
رانيا: إنت بتصالحنى بفستان وحرنكش؟
حسين: أنا آسف يا رانيا مكنش قصدى.
رانيا: أنا قولتلك مش زعلانه، وبعدين ياحسين وجودك إنت وشوق أهم عندى من أى هديه تانيه.
حسين إبتسملها.

رانيا: بس لازم برده نتكلم في الموضوع الأساسى، مش هتفضل حابسها كده كتير، البنت ماتعرفش أى حاجه عن أى حد ماتعرفش يعنى إيه دنيا.
حسين بزهق: إقفلى الموضوع يا رانيا.
رانيا: مش هتفضل حابسها كده طول عمرها.
حسين: أنا مابحبسهاش، أنا بربيها بالشكل والحياه إللى إتربينا عليها، البنت مابتخرجش من بيت أبوها غير يا إما على الجواز يا إما على القبر علطول.

رانيا: ده مش منظر تربية أبدا، البنت لازم تعرف الدنيا عباره عن إيه.
حسين وهو بيحاول يتحكم في عصبيته: البنت هتتربى زى ما إخواتى البنات إتربوا.
رانيا: إنت شايف إننا كده بنربيها صح؟
حسين: أيوه بربيها صح، وكفايه إنها بتخرج للمدرسه، ده كفايه أوى.
رانيا: البنت من كتر مانت قافل عليها هتخليها تعمل حاجات كتير أوى من ورانا.
حسين بعصبيه: هيبقى بموتها لو فكرت تعمل حاجه من ورانا.

رانيا وهي بتحاول تهديه: إهدى، طب تعالى نروح الأوضه ماينفعش نتكلم في الصاله.
مسكته من إيده وراحت لأوضتهم...
رانيا: البنت ياحسين لازم تعرف الدنيا براحه، بلاش نفضل حابسينها، إفرض مثلا إن شاء الله كده على ماشوق تكبر شويه وتروح لبيت جوزها، هتلاقى نفسها في مكان هي مش فاهماه، حياه جديده هي ماتعرفهاش، البنت لازم ت،
حسين بزعيق وهو بيقاطعها: رانيا، إقفلى الموضوع، شوق آخرها خروج للمدرسه ومافيش أكتر من كده.

رانيا بهدوء: وأنا ماقولتش غير كده، إللى أقصده إنك ماتحسسهاش إنها محبوسه ولا تقفل عليها أوى، وارب الباب بس ماتفتحهوش على الآخر.
حسين بسخريه: بالله عليكى بطلى حكمك والمواعظ بتاعتك دى، عقد حواجبه بضيق وكمل دى بنتى ومن حقى إنى أربيها بالشكل إللى أنا شايفه صح.
رانيا بتنهيده: ودى بنتى أنا كمان ياحسين و،.

حسين وهو بيقاطعها: تربيتك وتفكيرك غلط يا رانيا، إنتى غلط، وياريت تقفلى الموضوع ده نهائى، شوق مالهاش غير مذاكرتها حاليا وأنا وإنتى، بعد الجواز هيكون ليها جوزها وأولادها.
رانيا: بس،
حسين: من غير بس، يلا روحى شوفى وراكى إيه وأنا هريح شويه عشان جاى تعبان من الشغل.

خرجت من الأوضه وهي بتفكر في بنتها إللى صعبانه عليها، شوق كانت قاعده في أوضتها ومازالت لابسه الفستان الجديد وسامعه صوت باباها ومامتها العالى، إتنهدت بحزن وعيونها جات على شنطة مدرستها وإفتكرت إنها حاطه الورده فيها، إبتسمت بخجل وراحت نحيتها، فتحتها وأخدت الورده ووقفت قدام مرايتها، جه في بالها ياترى كان شكلى عامل إزاى بيها عشان يقولى كده شكلى أحلى؟، قررت إنها تشوف هو كان يقصد إيه، فردت شعرها وحطت الورده في شعرها زى ماعمر كان عاملها وبصت لنفسها في المرايه لقت شكلها أحلى بكتير عليها، ولفت إنتباها إن الورده لايقه جدا على الفستان الكحلى إللى هي لابساه. فاقت من شرودها لما سمعت صوت خبطة على شباك أوضتها، إستغربت من الصوت ده وراحت فتحت الشباك ولما فتحته عيونها جات في عيون عمر إللى واقف تحت ومبتسملها...

إتحرجت بشده وبصت للناس مالقتش حد مركز أساسا والكل ماشى في طريقه، بصت لعمر إللى بدأ يحرك شفايفه بكلام غير مسموع، وحاولت تجمع الكلام من حركة شفايفه.
عمر: كويس إنك ماشيلتيهاش، الفستان لايق عليها أكتر.

إستوعبت إنه شايفها وهي لسه حاطه الورده على شعرها، قفلت الشباك بسرعه وشالت الورده من شعرها الأسود وبتحاول تتنفس بإنتظام، حست بالخجل والإرتباك الشديد لإنه شافها حطاها في شعرها، فاقت لنفسها على الإحساس إللى حاسه بيه وبدأت تغير هدومها...
فى اليوم التالى: كانت قاعده في مدرستها وسرحانه وبتبص على الشارع من الشباك إللى جنبها، بس فاقت من إللى هي فيه على صوت همسات من بعض البنات إللى معاها في الفصل...

؟: شوفتى قالى إيه؟
البنت أخدت ورقه من جيبها وخلت البنات إللى حواليها يقرأوها بهمس...
## بإنبهار وفرحه: ده بيحبك أوى.
؟: ششششششششششش، وطى صوتك حد هيسمعنا.
عيونهم جات على شوق إللى بتبصلهم، بس شوق عملت نفسها بتبص في مكان تانى...
: ده كاتبلك إنه هيقابلك قدام المدرسه؟ هتعملى إيه؟
؟: قولت وطوا صوتكم، هتفضحونى.
##: طب قولى؟

؟: مافيش، معنى كده إننا هنخرج هضطر أغير في الحمام قبل مانخرج وكويس إنى كنت عامله حسابى في لبس زياده.
: تمام، لما تخلصوا الخروجه بتاعتكم هروح معاكى في البيت وأقولهم إنك كنتى عندى.
؟: حلو أوى.
شوق كانت سامعاهم وهما بيتكلموا ومستغربه إزاى في حد كده، وبتسأل نفسها البنت دى رايحه تعمل إيه، ومع مين؟..

بمرور الوقت، خرجت من المدرسه وبتفكر في إللى حصل في المدرسه ده وبتسأل نفسها أسأله كتير وما أخدتش بالها من عمر إللى وقف قدامها لحد ماخبطت فيه، إتنفضت في مكانها وبعدت لورا كذا خطوه...
عمر بإستفسار: إيه إللى شاغلك أوى كده لدرجة إنى ماشوفتنيش قدامك؟
شوق بإرتباك: مافيش.

كانت لسه هتمشى عيونها جات على شاب واقف بعيد عن البوابه ومعاه عجله وواقف مع بنت من البنات إللى كانوا معاها في الفصل، وعمر كان متابعها بعيونه، البنت بتاعة الجواب خرجت من المدرسه وهي لابسه هدوم تانيه غير هدوم المدرسه ومعاها زميلتها التالته، شوق برّقت لما شافت البنت دى بتحضن الولد بسرعه وبتبص حواليها وشوق جريت بسرعه عشان تستخبى، وعمر مشى وراها، شوق كانت بتتابعها بعيونها وهي بتمسك إيد الشاب ده وبتشاور لأصحابها إنها هتمشى وركبت وراه على العجله والشاب إتحرك، شوق إتنفضت في مكانها لما عمر إتكلم...

عمر: نفسى أفهم إنتى مخضوضه كده ليه؟
شوق بتوتر: إنت بتعمل إيه هنا؟
عمر: أنا معاكى من ساعة ما خرجتى من المدرسه تقريبا.
شوق بإرتباك: طيب أنا همشى.
عمر وهو بيمسكها من دراعها: ليه بتمشى كل أما بقف معاكى؟
شوق وهي بتحاول تشيل دراعها من إيده: أرجوك سيبنى، أنا معرفكش، أقف معاك ليه؟
عمر: قولتلك هتعرفينى، إتعصب عليها إثبتى بقا.

إتنفضت في مكانها ووقفت ماتحركتش وبصتله بخوف شديد. عمر ساب دراعها وأخد نفس عميق كمحاوله في إنه بيحاول يتحكم في أعصابه...
عمر وهو ملاحظ خوفها: ماتخافيش ياشوق، أنا مش هعملك حاجه.
شوق بحذر: طب ليه بتمشى ورايا؟
عمر: عشان عايز أتكلم معاكى.
شوق: ليه؟
عمر: عشان إنتى داخله دماغى.
شوق بإستفسار: يعنى إيه؟
عمر بتوضيح: يعنى معجب بيكى.
شوق بإستفسار: يعنى إيه برده؟
عمر بإستغراب: إنتى هتستعبطى عليا؟
شوق: هاه؟ أستعبط ليه؟

عمر: إنتى مش عارفه يعنى إيه مُعجب بيكى؟
شوق: لا، يعنى إيه؟
عمر إنفجر من الضحك...
عمر في وسط ضحكاته: ههههههه، أنا مابحبش الهزار ده أبدا، ههههههههههههههههه.
شوق بصتله بإستغراب، عمر سكت وهدى لما لقاها مستغرباه...
عمر بإستفسار: إنتى متأكده إنك ماتعرفيش؟
شوق: معرفش.
عمر بتنهيده: لا كده كتير.
شوق: هاه؟
عمر بهمس مسموع: أوصفهالك إزاى دى؟
سكت شويه لحد ما إتكلم.

عمر بإستفسار: شوفتى إنتى البنت والولد إللى كانوا بيتقابلوا عند المدرسه هنا؟
شوق بإحراج: لا ماشوفتش حاجه.
عمر: لا شوفتى، أنا مش أهبل.
إتنهد بعمق وكمل كلامه.
عمر: أهو أنا بقا مشاعرى نفس مشاعر الولد ده للبنت دى.
شوق بذهول وعدم إستيعاب: يعنى إيه؟ إنت عايز تعمل زيه معايا!
عمر بتفكير: يعنى لو مش هتمانعى، أنا جاهزضحكلها.
شوق بخوف وهي بترجع لورا: إنت قليل الأدب.

عمر وهو بيقرب منها: هو أنا فعلا قليل الأدب ومش متربى، بس السؤال المهم هنا إنتى عرفتى منين؟
فضلت ترجع لورا وهو فضل يقرب منها وهو رافع حاجبه. لحد ماهى إتكعبلت ولسه هتقع عمر مسكها وقربها نحيته لدرجة إن المسافه بين وشوشهم قليله جدا...
عمر وهو بيبص في عيونها: لحد إمتى هتفضلى تهربى منى؟ على فكره أنا مابزهقش غير لما بوصل للحاجه إللى أنا عايزها.
شوق بخوف: وإيه إللى إنت عايزه.
عمر بإبتسامه: إنتى.

شوق: بس أنا مش عايزه.
عمر: مش بمزاجك، وبعدين ليه ماتجربيش؟
شوق بإستفسار: أجرب إيه؟
عمر بإبتسامه نصر: الحب.
شوق: بس أنا بحب بابا وماما ومجرباه.
عمر بتأفف: مش ده إللى بتكلم عنه، أقصد الحب إللى بين أى بنت وولد.
شوق بإستفسار لنفسها: حب بين أى بنت وولد؟
عمر: بلاش غباء، أنا مستحمل نفسى بالعافيه مش هستحمل غبائك إنتى كمان.
شوق: مانا مش فاهمه حاجه.
عمر بتنهيده: مافيش مشكله هتفهمى بعدين.
شوق: بعد إذنك لازم أمشى.

كانت لسه هتمشى.
عمر: تحبى نتمشى شويه؟
شوق: هاه؟
عمر بتوضيح: تحبى نتفسح مع بعض يعنى، هوديكى أماكن حلوه كتير، إيه رأيك؟
شوق: أنا مش بتفسح، لازم أمشى عشان إتأخرت.
عمر: بكره ياشوق هستناكى حاولى تخرجى من المدرسه بدرى وأنا هكون هنا مستنيكى وصدقينى هتشوفى حاجات عمرك ماشوفتيها.
شوق وهي بتبص في عيونه: أنا مش ههرب من المدرسه ومش هروح معاك في حته، وأرجوك ماتجيش تانى.
عمر بثقه وتأكيد: هتجيلى ياشوق وأنا هستناكى.

قررت إنها تمشى بسرعه وبالفعل مشيت من غير ماترد عليه، عمر كان متابعها بعيونه وحاسس إنه هيتعب معاها كتير أوى...
فى صباح اليوم التالى: كانت قاعده في الفصل وبتفكر في كلام عمر ليها، بس حاولت تبعد الأفكار دى عن بالها نهائيا، عيونها جات على زميلاتها التلاته إللى بيضحكوا مع بعض...
؟: روحنا القلعه، يومى كان حلو أوى هناك.
##: وإيه تانى؟
؟: مافيش، بس المره الجايه هنتمشى على الكورنيش وهناكل ترمس.

شوق حاولت ماتركزش معاهم، وجه على بالها كلام البنتروحنا القلعه، يومى كان حلو أوى هناك...
شوق لنفسها: هى القلعه دى شكلها إيه؟

أى نعم هي قرأت عنها كتير بس عمرها ماراحتها قبل كده، فاقت لنفسها وقررت تكمل تركيز في الحصه ده غير قرارها إللى هو لازم تبعد عن طريق عمر نهائى، بمرور الوقت، عمر كان واقف مستنيها قدام المدرسه قبل الحصه الأخيره وفضل يمشى رايح جاى قدام مدرستها لحد ما الحصه الأخيره خلصت، شاف الكل خرج من المدرسه وفضل واقف مستنيها وبيبص حواليه يمكن يلمحها وهي خارجه بس ملقهاش، كانت واقفه جوا المدرسه مراقباه من بعيد ومستنياه يمشى عشان تعرف تمشى هي كمان، فضلت واقفه فتره لحد ما كل إللى في المدرسه خرج، لاحظت الضيق إللى ظهر في ملامح عمر وبعدها عيونه جات على المدرسه لمره أخيره وبعدها مشى. إتنهدت بإرتياح لما مشى وبعدها خرجت من المدرسه، مرت الأيام وشوق وعمر مستمرين على هذا المنوال كان بييجى يستناها قدام مدرستها لحد ما الكل بيخرج وبعدها بيمشى، وشوق كانت بترتاح إنه مشى وبعدها بتمشى بس كانت بتسأل نفسها كذا سؤال، مين ده؟ وعايز إيه منى؟ وليه بييجى كل شويه؟، ليه مصمم أوى كده؟ ليه مش بيزهق؟، فضل الحال كما هو عليه بس الجديد إن عمر بقا بيشغل بالها كتير ده غير زميلتها إللى بتبقى تانى يوم مبسوطه من كل فُسحه ليها مع الشاب إللى دايما بيستناها بعد المدرسه، كانت بتتمنى جدا إنها تشوف الدنيا زيها كده، وتعيش الإحساس إللى هي عايشاه. وفي مره، خرجت من الفصل قبل الحصه الأخيره وجريت بسرعه وخرجت من المدرسه من غير ماحد يشوفها بدأت تدور عليه بعيونها بس مالقتهوش، بصت للأرض بخيبة أمل شديده بس إتنفضت في مكانها لما سمعت صوته...

عمر: أخيرا جيتى، أنا إستنيتك كتير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة