قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السادس

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السادس

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السادس

شهد انتي باصة ناحية بابا ليه؟
التفت شهد لحمزة وهتفت بحيرة: هو مكنش من شوية بيزعقلي، دلوقتي بيضحك وبيتكلم في التليفون، حقيقي سبحان مغير الاحوال.
رمقها حمزة بعدم فهم ثم وضع امامها كتاب باللغة الانجليزية و قال: طب بصي في الانجلش مش عارف انطق الكلمة دي، قوليها كدا.

نظرت شهد في الكتاب و شعرت بالاحراج لعدم معرفتها، تظاهرت بإنشغالها وتركت حمزة دون اي رد، ودلفت المطبخ، بمجرد دخولها، اطلقت العنان لعينيها وبكت بصمت.

عند زكريا
كان يجلس بتوتر وعصبية يفكر في أمر زواجه من سلمى، فدلفت عليه مديحة مبتسمة بمكر، نظر لها وقال:
ايه يا ما، بتضحكي ليه؟
جلست بجانبه وقالت: اصل انا نزلت لعم حسني المحل بتاعه وكلمته وفرح اوي ومستنينا بليل عنده.
اتسعت عينيه، وصاح بضجر: ايه يا ما دا، ازاي تعملي كدا، هو انا كنت لسى قولتلك رأي.

هتفت مديحة بضيق: وانا هاستني رأيك في ايه يا عنيا، انت عارف سنك كام، عندك ٣٠ سنه، هاتفضل عايش على زكراها، لا انا عاوزك تتجوز وتملى عليا البيت دا.
هز رأسه برفض وقال: لا، انا فاهمك انتي عاوزني اتجوز، علشان اللي ام ابويا عملته فيكي زمان، تعمليه انتي في مراتي، عندك عقدة لامؤاخذة.
نظرت له بصدمة ثم بكت بكاء مصطنع: اخص عليك يا زكريا، بقا انا عندي عقد، دا انا نفسي اجوزك واتملى عليا البيت عيال.

اقترب زكريا منها وقبل جبينها: مش تزعلي ياما مني، بس يعني ملقتيش غير سلمى دي، طب يعني هي هاتخلف وهي عندها السكر.
ازالت دموعها المزيفة وقالت: اه عادي بتحمل وبتخلف، ها هنروح بقى لحسني بليل نخطبها.
زم شفتيه بضيق وقال: طيب ياما، هاخد الطقم وانزل اكويه تحت.
ذهب زكريا باتجاه الدولاب واخرج ثيابه ثم خرج من المنزل، جلست هي باريحية وضحكت بشر وقالت لنفسها.

وانا انسالك يا سلمى كلامك لليلى عليا، دا انا هاوريكي اللي عمرك ما شوفتيه.
( فلاش باك ).
عم الفرح في بيت عم احمد، واعتلت الزغاريط والاغاني البيت، فاليوم خطوبة زكريا وليلى، وقفت هي تصطنع الابتسامات اقتربت من عم احمد قائلة: الا قولي امال ليلى فين عاوزة اسلم عليها، قبل ما تطلع للناس.
اشار لها والد ليلى قائلا: ادخلي يام زكريا، ليلى جوا في اوضتها معاها شهد وسلمى بيساعدوها في اللبس.

ذهبت هي باتجاه غرفة ليلى ووضعت يديها علي مقبض الباب الا انها توقفت وسمعت:
سلمى: والله يا ليلى الله يكون في عونك طنط مامت زكريا صعبة اوي، الصراحة انا مبحبهاش ابدا ولا عمري ارتحتلها، بحس ابتسامتها كدا مش صافية حتى سلامها بردو مش صافي كدا.

هتفت ليلى ضاحكة: البلد كلها بتحس بكدا، بس انا ياستي ماليش دعوة بيها انا ليا دعوة بزكريا وبس، وبعدين انا هاقعد بعيد عنها دا كان شرطي على زكريا، انا مش ناقصة وجع دماغ.
هتفت شهد مؤكدة: صح الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح، المهم اتكتمتو بقى خلينا نخلص، اصل الولية القرشانة دي تطب علينا زي القضى المستعجل.
تعالت ضحكات ليلى وسلمى عقب جملى شهد، بينما اتسعت عيني مديحة، واردفت لنفسها بغيظ.

: وحيات امي لانتقم من كل واحدة فيكو، واولهم انتي يا خطيبة ابني هانتقم منك اشر الانتقام.
بااااك.
تملكها الغيظ بعدما افتكرت حديث الفتيات، ابتسمت بغل وقالت:
عمري ما نسيت كلامكو، ومع اول فرصة انتقمت من ليلى وشهد، اما انتي بقى هاذلك واربيكي واعلمك الادب وهاجبلك الضغط كمان.

في منزل رامي المالكي.
وضعت شهد القهوة على المنضدة امام المعلمة الخاصة بحمزة، نظرت لها المعلمة بتعالي، حين اردف حمزة قائلا:
مس هايدي، دي شهد تبقى بنت خالة بابا و صاحبتي.
تجاهلتها هايدي ونظرت في الكتاب الممسكة بيه وقالت بفتور : امممم اهلا.
رفعت شهد حاجبيها وقالت: اهلا بيكي ياختي.

تركتها شهد ودلفت الى المطبخ، اخذت نفس طويل ثم اخرجته ببطء، ثم جذبت احد الكراسي وجلست عليه وقالت لنفسها: اهدي يا شوشو متعيطيش، اهدي، تعيطي ليه كان ذنبك ايه انك متعلمتيش، لا انا هاعيط، هاعيط وربنا.

لم تحتمل اكثر من ذلك وبكت، فعدم تعليمها ترك اثر في نفسها، اصبح نقطة ضعفها، اصبحت تشعر بالخزي من عدم اكمال تعليميها، دلف رامي الى المطبخ، وجدها تعطيه ظهرها والواضح من حركات جسدها انها تبكي، اقترب ببطئ ووقف امامها وهتف في قلق:
مالك يا شهد بتعيطي ليه؟
رفعت بصرها اليه ودموعها تملئ وجها واردفت بضيق طفولي: مفيش.
اشار الى دموعها وقال: ازاي مفيش، ودموعك دي، اوعي تكوني زعلانة ان بقولك متفتحيش الباب.

وقفت وهتفت بعصبية: بص انت لو مضايق مني، وكارهني قولي، وخليني امشي، بس مش كل شوية مشكلة.
اقترب منها وازال دموعها بيديه، سرت قشعريرة في جسدها اثر لمساته، رجعت بضع خطوات للخلف، حمحم هو بحرج وقال:
مين مزعلك يا شهد الحياة.
رفعت بصرها اليه بصدمة وقالت: انت ايه اللي عرفك بالاسم دا.
ابتسم واردف بهدوء: مش هاقولك الا لما تقوليلي زعلانة ليه؟
احم، انتو هنا وانا بدور عليكو.

التفت كلا من رامي وشهد لمصدر الصوت، وجدوا هايدي واقفة وتنظر لهم بحدة، عقدت شهد حاجبيها وقالت:
وانتي بدوري علينا ليه، انتي مش المفروض بتعطي لحمزة الدرس.
تجاهلتها هايدي عن قصد ونظرت لرامي وقالت: استاذ رامي، حضرتك انا كنت بدور عليك علشان اشتكيلك من حمزة، ينفع كدا مش مذاكر، اجي اسأله يقولي معرفتش اذاكر، وتقريبا سأل اسمها ايه دي معرفتش.

اغلقت شهد عينيها بعصبية، شعرت بالحرج الشديد، ترقرقت الدموع في عينيها، انتبهت لحديث رامي الحاد:
وانتي نظامك ايه هنا يا مس هايدي، حضرتك المفروض بتقولي الكلمة مرة واتنين وتلاتة، وانا قبل كدا قولتلك ان معاه تليفون وتقدري تسجلي الدرس كله بصوتك علشان لما يعوز مراجعة، يرجع للفويس اللي بصوتك، انا ممكن اقرى الكلمة غلط وهي نطقها حاجة تانية خالص.
هتفت هايدي بضيق: قصدك ايه، ان انا مقصرة في حق حمزة.

هتف رامي مؤكدا: دا الواضح قدامي يا مس هايدي، بدام حمزة مش عارف ينطق، يبقا انتي مقصرة في الشرح.
ابتسمت نصف ابتسامة وقالت: طيب يا استاذ رامي، هاخد بالي من الشرح اوي، ومانشوف التقصير من مين، عن اذنكو.
خرجت هايدي، اردات شهد ان تهرب من اسئلة رامي، تحركت صوب الباب، ولكن يد رامي منعتها، استدرات ببطئ ونظرت له بتساؤل، حين اردف مبتسما: مش هاتقولي بقى زعلانة من ايه.

نظرت له باستغراب ثم قالت: انت غريب اوي يا رامي، بتزعق وبعدين تهدى ودا كله في ثواني، انت ازاي قادر تتحكم كدا في نفسك.
غمز لها بشقاوة وقال: شوفتي، انا مش اي اي ولا زي زي.
نظرت له شهد بعبوس وما هي الا ثواني قليلة حتى تعالت ضحكتها على حديثه، نظر لها رامي بحب، وقال في سره:
يخربيت ضحكتك يا شيخة.
بالخارج.

ما ان سمعت هايدي ضحكات شهد ورامي، شعرت بالغضب، شردت قليلا وقالت لنفسها: بقى انا اقعد اظبط في نفسي واحبك سنين، وتيجي دي في الاخر تاخدك مني.
انتبهت هايدي على صوت حمزة: مس دي حلها كدا صح.
هتفت سريعا وهي تحاول التركيز مع ضحكات شهد ورامي : اه، اه صح يا حمزة كمل يالا.

وقفت ليلى بتوتر في غرفتها تنظر الى ملابسها بحيرة، ماذا ترتدي، كريمة انتقدت ثيابها قبل ذلك، جلست بحزن واردفت: البس ايه.
عاوزة نصحيتي البسي البلوزة دي، بتبقى حلوة اوي عليكي، لما كنتي بتيجي بيها المستشفى كنت بتبسط اوي.
نهضت سريعا بتوتر من الواضح انه كان يقوم بمراقبتها، اصطبغ وجهها باللون الاحمر واردفت بتلعثم:
مينفعش البس الوان، انا وال...

قاطعها كريم بهدوء: ليلى عمر الحزن على والدك ما كان باللبس، انا شايف دي كلها مظاهر كدابة، الحزن بيبقى في القلب.
هتفت ليلى موضحة: لا هي مش مظاهر كدابة، بس الواحد مبيبقاش له نفس يلبس الوان ويفرح، بيبقى كاره الحياة والدنيا.

صمتت هي قليلا، ثم اخرجت ما في نفسها: طب تعرف انا مش عارفة عايشة ازاي، انا مش قادرة اوصف مدى الوجع والالم اللي جوايا، انا نفسي اخرج اللي جوايا مش عارفة، صحيح انا مببكيش كتير، بس انا قلبي بيبكي على موت ابويا، المفروض ان وجعي بيقل، بس الحقيقة انه بيزيد، انا ساعات بحس انه مماتش، ساعات بحس انه مسافر، بس راجع بعد شوية، انا مش قادرة اصدق انه مات، انا جوايا حاجات كتير اتكسرت وعمرها ما تتصلح.

قال كريم بجدية: طب انتي عارفة انتي طلعتي اهو اللي جواكي ودي خطوة حلوة.
ابتسمت ليلى بتهكم وقالت: دا ميجيش نقطة في اللي جوايا.
اقترب كريم منها وربت علي كتفيها وقال بهدوء: بس انا فرحان اوي يا ليلي بالنقطة دي، واتمنى انك تزودي كل يوم نقطة هايبقى عندي رصيد كبير انا متأكد.
شعرت بالخوف اثر لمسته وبلعت ريقها بصعوبة، ادرك هو حالتها ابعد يديه وقال بحماس:.

طب ايه رأيك تلبسي الفستان الاسود دا، اهو اسود، ومتركيزش على الفراشات البيضة ياستي اعتبري كانها مش موجودة.
أومأت هي برأسها واخذته ودلفت الى المرحاض، بينما هتف كريم بضيق: شكلي هاتعب معاكي اوي يا ليلى.

في منزل حسني.
ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصدمة: يالهوي يا حسني عاوز تجوز سلمى لزكريا.
رفع حاجبيه ببرود وقال: وفيها ايه يا ولية، ماله زكريا!
هتفت سميحة بضيق: ماله زكريا، ماله، انت ايه يا حسني مش واخد بالك هو وامه عملو ايه في ليلى.
زمجر حسني بحدة وقال: عملو فيها ايه، يكونش اتبلو عليها، وبعدين دا حقه يفضحها في الحارة كلها.
اتسعت عينيها بذهول وقالت: حرام عليك يا راجل، دا احنا عندنا ولايا.

هتف حسني بعصبية: بقولك ايه متوجعيش دماغي، اصل انا مش ناقص، اللي اقول عليه يتنفذ، سلمى هاتتجوز زكريا، وهايجو بليل يخطبوها.
انتفضت سميحة بغضب وقالت: دا على جثتي، مش هايحصل ابدا، وبعدين انت ناسي بنتك عيانة وعندها السكر.

وقف هو مقابلها وقال بتحدي: عيدي كدا يا ولية اللي قولتيه، على ايه ياختي، جثتك، اه ماهو فعلا هايبقى علي جثتك، اوعي تكوني فاكرة انك هاتلوي دراعي، لا ابدا، انتي ناسية وصلات الامانة اللي كتباهم على نفسك لحج متولي، اكلمه ومن بكرة اخليه يرفعهم عليكي.

صاحت سميحة بغضب: يالهوي، عاوز تحبسني يا حسني، تحبس مراتك، وبعدين انا يا خويا كنت كتبتهم ليه، مش علشان تفتح محل الجزارة وتقف على رجليك دي اخرة المعروف يا ابو بنتي.
لوى حسني يد سميحة خلفها واردف بشر: انا معنديش عزيز ولا غالي، اسمعي كلامي وانتي ساكتة علشان محطكيش في دماغي، بنتك هاتطلع بليل والضحكة من الودن دي للودن دي، فاهمة والا لأ.
اردفت هي ببكاء: فاهمة، بس سيب ايدي.

كانت تقف سلمى في الخارج تستمع الى حديثهم، سالت الدموع من عينيها، ذهبت الى غرفتها واغلقت الباب، ثم جلست على فراشها تبكي، والدها يريد ان يزوجها زكريا اكثر شخص كرهته في العالم هو السبب في فراق اختها وصديقتها، اخذت هاتفها وحاولت الاتصال بشهد حتى تنجدها بحل، ولكن لا رد، جلست تفكر ماذا تفعل، تهرب، ام تتزوج زكريا خوفا من تنفيذ والدها لكلامه ويسجن امها، رفعت بصرها الى السماء وقالت بصوت مبحوح:.

يارب ساعدني انا ضعيفة، ساعدني يارب، زكريا لا، زكريا لا يارب، يارب الموت عندي اهون من اني اتجوزه.

في منزل رامي.
القت شهد هاتفها بعنف وهتفت: لسى فاكرين تتصلو عليا، دا انتو زي مايكون ما صدقتو امشي، حتى مفكروش يطمنو ان كنت عند خالتي والا لأ، وزي ما قسيتو قلبكو عليا، هاقسي قلبي عليكو.
انتبهت لجرس الباب، فتحت باب غرفتها وذهبت باتجاه حتى ترى من الطارق ولكن اوقفها صوت رامي الحاد:
هو انتي ليه يا شهد مبتسمعيش كلامي، انا مش قولتلك متقربيش ناحيته.

ضحكت هي باستهزاء وهتفت: انت طبيعي يا رامي ولا نظامك ايه، يعني ايه مفتحش الباب.
تجاهلت اوامره وذهبت صوب الباب ووضعت يديها علي المقبض وجدت يديه فوق يديها ويهتف بغضب:
انا هنا راجل البيت واللي اقوله يتسمع، فاهمه والا لأ.
هتفت شهد بتحدي: طب والله لافتح بقى، اوعى كدا.
جذبها بعنف والصقها بالحائط واقترب منها واردف بهمس:
بلاش انا يا شهد، اصل انا مجنون وهاتزعلي مني، يالا على اوضتك.

استدار هو وفتح الباب، وجد والدته تنظر لهم بغضب، ابتسم هو ببرود وقال:
ايه يا ست الكل دا كله تأخير.
هتفت صفاء بضيق: والله قول لنفسك، سايبني ساعة على الباب، وقاعدين تتخانقو، مش عيب على سنكو، وانتو عاملين زي العيال الصغيرة.
استدار هو بخفة واردف بخبث: دي شهد السبب، بتحب تعاندني وتضايقني وانا والله في حالي.
اشارت هي لنفسها بصدمة: انا!، طب اشهدك يا خالتي في حد عاقل يقول متفتحيش الباب.

امسكت صفاء برأسها بتعب وقالت: اه ياني من وجع الدماغ، وسعو كدا من طريقي والله حمزة اعقل منكو.
ذهبت صفاء بينما وقفت شهد امام رامي ونظرت له بغضب: بص بقى انت ولا تكلمني ولا ليك دعوة بيا واقولك الكبيرة انا مخاصمك.
قال رامي بتهكم: لا يابت انا اللي هاموت واكلمك، ابعدي كدا، بلا قرف.
تسمرت مكانها مصدومة عقب جملته، اردفت بغيظ وقالت: انا قرف، ماشي يا رامي اما وريتك مبقاش انا.

وقف كريم وليلى على اعتاب المصعد ينتظرون قدومه، التوتر بداخلها يزداد، نظر هو لها نظره خاطفة، ثم جذب يديها برقة وهتف بصوت حاني:
خلاص متتوتريش، لازم نعمل كدا علشان عمتي تبطل تضايقك، وهي طبعا اكيد مش هضايقك في بيتها، انا معاكي ياقلبي وعمري ما اسمح حد يضايقك ابدا.

شعرت بالخجل عقب نطقه لكلمة قلبي، كلماته بسيطة ولكن لمست شئ ما في قلبها، اخفضت بصرها ارضا وصمتت، بينما وصل المصعد، دلفو ثم ضغط كريم زر الطابق الثاني عشر وماهي الا دقائق ووصل المصعد الطابق المنشود.

جلس رامي امام صفاء بينما هتفت صفاء قائلة: شهد فين؟
قال رامي: في المطبخ، بتعمل الغدا.
أومأت صفاء ثم اردفت قائلة: بص انا نزلت النهاردة روحت فعلا زورت قبر ابوك بس عملت مشوار تاني.
عقد رامي حاجبيه وقال: مشوار ايه؟
قالت صفاء بهدوء: روحت بعت سلسة دهب من بتوعي، وجبتلك ٥٠٠٠ جنيه، اديهم لسامي.
وضعت صفاء المال امام رامي، بينما قال لها رامي بضيق:.

ليه كدا يا ماما، انا كنت هاسد سامي لما المشروع يمشي، انا مش هاخد الفلوس دي.
قالت صفاء بحزن: والله ازعل منك يا رامي، انت ليه يابني كدا، مبتحبنيش اساعدك، انا مش حد غريب، انا امك، ودهبي ليك انت واختك، يعني لما تتزنق واجب عليا اقف جنبك، وبعدين مشروعك لسه لما يكمل ويقف هاتتأخر في سداد الفلوس، انا حاسة بيك يابني، الله يكون في عونك، انت مقطع نفسك يا حبيبي، الرحمة شوية بنفسك.

ابتسم رامي ثم قام باحتضان والدته وقال: ربنا يخليكي ليا يا أمي، متحرمش من وجودك في حياتي يارب.

وقفت هي في المطبخ تنظر للشئ الذي في يديها، ثم ابتسمت بمكر وقالت: مش انا قرف، يبقى تتعلم الادب يا رامي.
فتحت الغطاء وسكبت قليلا من تلك الزجاجة في صحن رامي، و قلبتهم جيدا، ثم اخذت الاطباق للخارج، ورفعت صوتها: يالا يا خالتو الاكل جاهز.

كانت هي تنظر لمنزل كريمة بانبهار، مصمم على احدث طراز، وضعت الخادمة امامهم القهوة، تمسكت اكثر بيد كريم، عندما لمحت كريمة تأتي في تكبر واضح، ثم جلست بتعالي وقالت:
خير يا كريم؟
حاول كريم التحكم في نفسه وقال بهدوء: كل خير يا عمتي، انتي مشيتي زعلانة من عندنا، انا جتلك علشان اراضيكي.
ابتسمت هي بتهكم وقالت: لا كتر خيرك يا كريم والله.

ثم نظرت لليلى واستطردت قائلة: انتي، قومي ادخلي المطبخ اقعدي مع الخدامات، لغاية ما اقول لابن اخويا كلمتين.
بلعت ليلى اهانتها ثم أومأت نهضت بخزي، وجدت كريم يسبقها، واحاط يديه حولها وقال بابتسامة مصطنعة:
معلش بقا يا عمتو، انا هامشي اصل مش فاضي، وعدت ليلى اخرجها النهاردة، عن اذنك نبقى نكمل كلامنا بعدين.

لم يستطيع الصبر لسماع رد كريمة، اخذ ليلى واتجه صوب الباب، ثم خرجو، وقف بعصبية امام المصعد، وضغط بعصبية على زر المصعد، نظرت هي له وجدته في حالة لا يرثي لها، فضلت الصمت.

في منزل رامي المالكي.

خرج رامي من المرحاض بتعب، وجد والدته و شهد وابنه يقفون بتوتر، مدت شهد يديها واخذت يديه وذهبت باتجاه الاريكة، ساعدته على الجلوس، اغمض هو عينيه من شدة الالم، وأن بصوت ضعيف، انبت نفسها على ما فعلته في حقه، فهي لا تعلم بجان نقطتين من الملين في الطعام فسوف تفعل كل هذا، بينما جلست صفاء واخذت تراقب الموقف في صمت، بداية من يد شهد الممسكة بيد رامي، ونظرات القلق والخوف في عينيها، ورامي الممسك بيديها بقوة، تحرك الصغير ناحية والدة وقال ببكاء:.

بابا انت كويس، تعال نروح لدكتور، متخافش هاقوله مش يعطيك حقنة.
فتح رامي عينيه بتعب، ونظر لصغيره مبتسما وقال: انا كويس يا حبيبي هما شوية مغص وهايروحو.
هتفت شهد بحزن واسف: الف سلامة عليك يا رامي.
ابتسم لها رامي، ثم اغمض عينيه وقال في سره: يادي النيله لما بتقولي اسمي بيحصلي حاجات غريبة، يارب صبرني، انا حاسس انها بقت خطر عليا ومبقتش قادر استحمل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة