قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع عشر

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع عشر

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع عشر

وقف الصغير على اعتاب باب غرفه والدة يطرق بهدوء، وانتظر ثواني حتى فتح رامي الباب رفع بصرة ببراءه لوالدة مردفا:
بابا انا سمعت باب الشقه بيتقفل، كنت بحسبك انت روحت لشهد لقتها مش موجودة في اوضتها...
اتسعت عيناه بصدمه قائلا: ياعني ايه مش موجودا في اوضتها اوعا كدا.
توجه بسرعه نحو غرفتها فتحها لم يجدها، نادي بصوته العالي: شهد انت فين...
خرجت صفاء من غرفتها مردفه: في ايه يا رامي شهد مالها...

هتف حمزة: شكلها مشيت يا تيته مش موجودا..
وقف هو في منتصف البيت يستوعب فكرة ذهابها، لا لن يسمح لها بذلك، زدات انفاسه المضطربه، لم يستمع لحديث والدته المؤنب، ذهب باقصى سرعته ليبحث عنها، استقل المصعد وبداخله يقسم ان يكسر رأسها الى نصفين،
خرج من البنايه ولكن صوت حارسها اوقفه التفت فهتف الاخر بجديه:
ازيك يا استاذ رامي، خير نازل بسرعه كدا ليه؟!

اقترب رامي منه بلهفه مردفا بقلق: مش وقته، عارف قريبتي شهد، انت شوفتها ركبت تاكسي ولا مشيت ازاي.
هتف الاخر بسرعه: اه شوفتها نازله ومشيت في الشارع دا؛؛؛؛؛، بس مركبتش تاكسي، انت ممكن تلحقها دا مفيش عشر دقايق نازله من البيت..
استدار رامي بسرعه ذاهبا بذلك الطريق ركضا لم يأخذ نفسه لم يهدأ حتى رأي طيفها في اخر الطريق، هتف بصوته الجهور: شهدددد...

سمعت هي اسمها التفت بسرعه رأت رامي ياتي ركضا من اخر الطريق، تملكها الغضب لرؤيته، التفت بسرعه كبيرة ثم ركضت هى الاخرى، وقف هو بصدمه عندما رأها تركض بعيدا عنه هاتفا بذهول: يابنت المجنونه، ماشي يانا يانتي..
تابع ركضه ورائها وهي تركض باقصى سرعتها حتى رأت مجموعه من الكلاب الضاله تقف في منتصف الشارع وقفت بصدمه تهتف لنفسها: يالهوي عليا كلاب..

رجعت للوراء بخطوات مبعثرة ثم التفت وركضت باتجاه رامي وهي تصرخ: يالهووي الكلاب هتاكلني، الحقني يا رامي.
ركضت والكلاب خلفها، وقف رامي يشاهد ذلك المشهد ثم سيطرت عليه نوبه ضحك، ما ان اقتربت منه هبط بجذعه الاعلي والتقط حجارة صغيره ثم حدفها باتجاهم، خافت الكلاب ركضت بعيدا عنهم، وقفت تلهث بقوة ثم استدرات خلفها رأتهم يركضون بعيدا هتفت بتعجب: طوبه تخوفهم، ما كنت ارميها من زمان، دا انا نفسي اتقطع.

خبطها بخفه على رأسها هاتفا بحدة مصطتنعه: انتي ازاي يا هانم تنزلي في الوقت دا وتسيبي البيت وتمشي.
استدرات ترمقه بغيظ قائله: متكلمنيش لو سمحت انا مبكلمكش وبعدين انا لايمكن ارجع معاك تاني ابدا.
زفر بقوة ثم اردف بنفاذ صبر: ليه يا هانم مش هاترجعي معايا تاني.

هتفت غاضبه: ايه الي ليه، ايه السؤال دا انت هنتني يا رامي وانت قاصد كل كلمه بتقولها في حقي، انت بتلومني علشان حاولت اقف جنب ابنك اللي انا شايفه انه مش غلطان انا ليه اعاقبه واكسر نفسه وهو مش غلطان، انت عايرتني على عدم تعليمي مع انه مش بايدي وبتسالني ليه ماشيه، انت بتعايرني انه كتر خيرك باكل وبشرب في خيرك والمفروض ان اسكت على اهانتك ليا، لأ كله الا كرامتي انا حقيقي استحملتك كتير بس اكتشفت ان اللي بيسكت وبيعمل بأصله اللي قدامه مش بيقدره لا بالعكس بيزيد فيها، ودي حاجه مقبلهاش على نفسي ولا على كرامتي لغايه هنا وبس كفايه...

تقلصت ملامحه بغضب قائلا: كان كلام في وقت ضيق وانتي عارف كويس ان مخنوق ومضايق وبعدين لو كل واحدة جوزها قالها كلمتين في وقت ضيق سابت بيتها ومشيت الدنيا هاتخرب، اعقلي وارجعي البيت..
ابتسمت بتهكم مردفا: الكلام دا ليا انا ولا لمين بالظبط، مش انا بردوا من شويه كنت بتلومني ان اتكلمت وقولت ان مراتك وازاي اعمل كدا، ابقا قول كلام بس وابقا قدة..
هتف سريعا بارتباك: انا اقصد في البيت مش فالمدرسه...

عقدت حاجبيها بضيق: والبيت ايه والمدرسه ايه، انت على فكرة، ، اسمها ايه، ، قول معايا اسمها ايه انا فاكرة كويس...
ضحك بخفه: اسمها متناقض.
هتفت بسرعه مؤكدا: ايوا اسمها متناقض اصمالله عليك، انت يا رامي متناقض.
زم شفتيه بضيق ثم قال: طيب ممكن نروح بيتنا ونتكلم مينفعش نقف كدا في الشارع.
هزت رأسها برفض: لا استحاله انا لايمكن اروح معاك، لا يمكن..

بمنزل زكريا..
ترنحت سلمي بسبب صفعاته المتتاليه، اختل توزانها ثم وقعت ارضا تنزف الدماء من فهمها، نظر لها بغضب عارم بينما هتفت مديحه بمكر: خلاص يا حبيب امك انت ربيتها وعلمتها الادب...
زمجر بحدة مردفا: لا لسه متعلمتش، انا يابنت ال تعملي عليا شريفه وكنتي مصاحبه واحد قبل الجواز، وانا اللي كنت فاكرك محترمه لكن اقول ايه كلكوا صنف واحد...

رفعت بصرها له ترمقه بكره ثم هتفت بتعب: حرام عليك انا طول عمري محترمه، انا عمري مهاسامحك..
رفعت مديحه حاجبيها باعتراض: ما مش تسامحيه يا حبيبتي، ما تولعي بجاز يابت، مش كفايه سكتنا علي بلاويكي ورضينا بيكي...
صرخت سلمي باعلى صوتها مردفه: بلاوي ايه كفايه بقا تطلعي عليا كلام انا عمري ما حبيت ولاد ولا كلمت حد ارحميني.

التفت زكريا لمديحه هاتفا بغضب: جيبلها ياما البت اللي قالتلك عليها كلام دا علشان تشوف بعينها كدبها..
أومأت مديحه ثم هتفت بصوت كالفحيح الافاعي: حاضر ياعين امك، اسمع بس الاول جيب الحبل من تحت سريري ويالا علشان نربطها في رجل السرير ونعلمها الادب...
ثم تابعت بهمس: لازم تدبحلها القطه وتخاف منك وتعلمك الف حساب علشان متبقاش ليلى التانيه...

بلع ريقه مردفا بنظرات زائغه ضائعه، ذكرى ليلى تأتي امامه بتفاصيلها: صح ياما لازم تعرف ان راجل وتتعلم الادب، سلمى لا يمكن تكون ليلى التانيه..

بمنزل كريم...
انهي صلاته ثم رفع بصره لاعلى مناجيا ربه: يارب انا عارف ان غلطت وخالفت مهنتي واخلاقي وديني، بس غصب عني سامحني، انا تعبت من تعذيب الضمير ومن الكوابيس اللي بشوفها..
اطلق تنهيدة حاره ثم نهض من صلاته متوجهاا حيث ليلى ووالدة، وقف على اعتاب غرفه والدة وسمع حديث جمال المؤنب:.

دا بيتك يا ليلى لو كل مرة كريمه اختي هاتيجي تهربي منها يبقا تنتقلي احسن من البيت انتي وكريم وانا هنا معايا الممرضات..
هتفت ليلى بحزن: ليه كدا بس ياعمي، انا مقدرش اسيبك والله، بس غصب عني معلش انا مش عارفه هافضل لغايه امتى اضغط على نفسي ومردش، خايفه في مرا لساني يفلت ومقدرش اتحكم في نفسي.
دلف كريم مردفا بهودء: نروح فين يابابا، قول بقا انك زعلان ان ليلى سابتك وجات معايا انهاردا..

ابتسم جمال: اه زعلان اوي بس علشان دا بيتها تقعد فيه براحتها ولو كريمه زعلتها ترد بادب واحترام وتحرجها بالذوق، وبعدين يابنتي دا انا قولت ان ربنا عوضني غياب كريم بيكي وهاتفضلي معايا، تقومي تهربي كدا.
جذبت ليلى يد جمال ثم طبعت قبله رقيقه على يدة ثم رفعت بصرها مردفه بابتسام: حاضر، المهم متزعلش مني بس.

ربت جمال بحنان على يديها قائلا: مقدرش والله ازعل منك، يعلم ربنا ان اليوم الي دخلتي البيت دا وانتي بنتي ومعزتك من معزة كريم بالظبط...
زفر كريم بضيق مصطتنع: وبعدين بقا في المشهد الرومانسي دا، احم لاحظوا وجودي.
ضحك جمال بصوت عالي مردفا: قوم يادكتور اعملنا سحلب من ايدك الحلوة دي..
حولت بصرها لكريم مردفه بتساؤل: انت بتعمل سحلب!

اومئ كريم ثم هتف بمزاح: انا عليا سحلب ولا احسن قهوجي فيكي يا مصر، دلوقتي هادوقي طعمه..

بمنزل رامي المالكي..
وقفت بغضب تهتف بعتاب: مش عيب على طولك تكدب..
اشار الى نفسه مردفا بتمثيل: انا كدبت فين دا.
هتفت بحنق قائله: ما خالتي كويسه اهو، امال قولتلي انها تعبانه واغمى عليها وحرام عليكي هايحصلها حاجه والحقيها، وقلبك فين ياشهد، ضميرك فين يا شهد، وشهد الهبله صدقت وجت معاك..
نظر لوالدته قائلا بمكر مصاحبا بغمزه خفيفه من عينيه: مش انتي كنتي تعبانه ياماما، وبتقولي هاتلي شهد هايجرالي حاجه..

انكمشت ملامح صفاء محاوله فهمه ثم حاولت مجارته في الحديث: اه اه يا شهد، انتي ازاي جالك قلب تسيبني يابت، اخص عليكي..
اتسعت عيناها بصدمه: عيب ياخالتي انتي كمان تكدبي.
زمت صفاء شفتيها بضيق موجه حديثها لرامي: رامي لو سمحت قوم ادخل لابنك كلمه علشان منمش لغايه دلوقتي..

نهض رامي من جلسته ثم نظر لها بطرف عينيه نظره سريعه لاحظته هي ثم التفت برأسها لاتجاه الاخر متجاهله نظراته لها، بينما هتفت صفاء بهودء: كدا يا شهد قلبك طاوعك تمشي وتسيبني.
ترقرقت الدموع في عينيها مردفه: بالله عليكي يا خالتي ما تكلميني كدا اصل انا هاموت واعيط وعلى تكه اصلا.

اقتربت منها صفاء مردفه بحزن: انا عارفه انك زعلانه وشايله في قلبك من كلامه بس انتي بردوا غلطتي يا شهد ومش هانتكلم غلطتي في ايه ولا هانزيد في الكلام، بس شوفتي انا طلع عندي حق.
عقدت حاجبيها بضيق قائله وهي تمسح عينيها: مش فاهمه قصدك يا خالتي، طلع عندك حق في ايه؟!
هتفت صفاء بعتاب: كان عندي احق لما أصر اجوزك لرامي، انا كنت عارفه ان لو سبتكوا كدا مش متجوزين هاتسيبني وتمشي مع اول خناقه مع رامي...

قاطعتها شهد ببكاء: ياخالتي اعمل ايه عاوزني اقعد بعد ما عايرني باكلي وشربي ونومتي، لا لامؤاخذة كدا ميبقاش ليا كرامه.

جذبتها صفاء وعانقتها مردفه بحنان: لو ليا غلاوة عندك اوعي تعمليها تاني، انا قلبي اتخلع بجد لما مشيتي، يابنتي مش هاستحمل بعدك عني، يعلم ربنا لما شوفتك في اول لحظه دخلتي قلبي واتربعتي كدا، لو بتحبي خالتك اقعدي اوعي تمشي وانا رامي هاعرفه غلطه هو مينفعش يتكلم معاكي كدا انتي صاحبه بيت يابت.
شددت شهد على عانقها مردفه: ربنا يخليكي ليا ياخالتي يا حبيبتي، انا من غيرك ماسواش حاجه والله..

ابتعدت صفاء قليلا ثم هتفت بجديه: . اوعديني ان عمرك ما تسيبني..
اطلقت شهد تنيهدة قويه ثم هتفت بخفوت: حاضر يا خالتي انا عمري ما هاسيبك ابدا، بس ابعدي رامي عني..
ابتسمت صفاء بمكر ثم قالت: لا رامي بقا تعالي اقولك في ودنك تضايقه ازاي على اللي عمله معاك وتاخدي حقك تالت ومتلت.

ثاني يوم بمنزل حسني...
وقفت في منتصف الغرفه تنظر في ارجائها بحيرة ثم هتفت لنفسها: هايكون عاينهم فين، انا مسبتش مكان الا ودورت فيه كويس، يارب يكون عاينهم هنا.

هبطت بجسدها تنظر تحت السرير حركت تلك الاشياء جنبا لم تجد شيئا، اعتدلت بجلستها ولكن سرعان ما هبطت مرة اخرى عندما وجدت تلك البلاطه الموضوعه باهمال، عقدت حاجبيها بتركيز ثم وقفت وحاولت تحريك السرير حتى نجحت اخيرا في تحريكه جلست على الارض وقامت بازاله تلك البلاطه وبدات بمحاوله بازاله البلاط الموضوع بجانبها بسرعه حتى ازالت خمس بلاطات، هتفت باستغراب:.

ايه البلاط دا اول مرة اعرف ان تحت السرير في بلاط مكسور...
اكملت عملها ثم ازالت الرمال الصفراء حتي وصلت لغطاء سرير ملفوف بشكل غريب، قامت بفكه حتي هتفت بصدمه:
يالهوي كل دي فلوس ياحسني، ومخبيهم هنا اما انت راجل حويط، وانا اللي كنت بدور على وصلات الامانه، وقعت على اللي أمر منها...

بالعيادة النفسيه..
هتفت الطبيبه بهدوء: خير بقا يا ليلى اتصلتي امبارح وقولتي عاوزة اجاي واتكلم، وبقالك خمس دقايق قاعدة ساكته..
رفعت ليلي بصرها ثم هتفت بصوت مهزوز: انا عمري ما اذيت حد كنت بخاف ازعل حد مني كنت باخد في نفسي واسكت، معرفش ليه كدا حصلي طيب بتعاقب على ايه؟!
هتفت الطبيه بحذر: وايه اللي حصلك يا ليلى؟!

بلعت ريقها بصعوبه بالغه ثم هتفت بتوتر: في يوم كنت المفروض اكون نبطشيه في المستشفي مكان واحدة زميلتي، لما خلصت شغلي وارتحت لقتها دخلت عليا كانت الساعه ٢ بليل انا فاكرة الساعه كويس لان في الوقت دا انا اخدت اكتر قرار غلط في حياتي، قررت اروح بعد ما زميلتي بلغتني ان اروح وهي هاتكمل، خرجت من باب المستشفي وانا جوايا حرب حاجه بتقولي روحي يا ليلي، وحاجه بتقولي افضلي لغايه الصبح، مشيت وانا قلبي بيتقبض مش عارفه ليه، شوفت تاكسي جاي عليا قولت بس هو دا اللي هاينقذني ويروحني وخصوصا بعد ما ما شوو..

بكت ليلي، بكت بصوت عالي، عندما تذكرت ملامح وجهه، ظلت تشهق وتبكي سارت في جسدها رجفه وزدات وتيرة الخوف لديها، نهضت الطبيبه ممسكه بعلبه المناديل متوجهه نحو ليلى ثم هتفت بهودء: كملي يا ليلي، خصوصا ايه..

هتفت ليلى بخوف: بعد ما شوفته، لقيته راجل في الاربعين او الخمسين ياعني في مقام والدي، ركبت ومشي بيا شويه ولقيته بيدخل من شوارع غريبه، حسيت بالخوف قولتله اقف هنا انا عاوزة انزل موقفش رفض، صرخت بعدها وقف وقفل العربيه وبعدها...
ربتت الطبيبه علي كتفيها مردفه بتشجيع: كملي يا ليلى...
هزت رأسها برفض مردفه بصوت متقطع من كثرة البكاء: لا مش قادرة، مش قادرة انا عاوزة امشي.

اعطتها الطبيبه كوبا من الماء البارد، اخذته ليلى بيد مرتعشه ارتشفت رشفه صغيرة ثم وضعته امامها شهقاتها لم تهدأ ابدا، ابتلعت ريقها بصعوبه ثم اردفت بنبرة شبه ضائعه:
اترجيته كتير اوي، لو كنت طولت ابوس رجله كنت بوستها بس ميعملش كدا، قاومت كتير اوي بس خبطني في دماغي بعدها قومت لقيتني في المستشفي بيقولولي ان ان اني ياعني...
قاطعتها الطبيبه بلطف: خلاص يا ليلى كفايه كدا انهاردا.

ثم تابعت بابتسامه بسيطه: في هنا تواليت ادخلي اغسلي وشك وخدي نفسك كدا، مينفعش تطلعي بوشك الاحمر لدكتور كريم هايتخض وهايقولي عملتي فيها ايه، واحتمال كمان يقفلي العيادة.
كان حديث الطبيبه على سبيل المزاح حتى تخرجها من تلك الحاله التي انتباتها، أومات ليلى ثم نهضت وسارت بخطوات ثقيله وذلك المشهد يتجسد امامها...

بمنزل حسني..
وقفت تعد الطعام شردت بذهنها لهذا المبلغ الضخم الذي يخبئه حسني تركت تلك الملعقه ثم هتفت بغيظ:
يالهوي ياحسني شايل المبلغ دا وعينه تحت البلاط وانا زي الهبله معرفش، انا احسن حاجه اسيب كل حاجه واشوف بعد كدا هاعمل ايه..

بمنزل زكريا..
فتحت باب الغرفه بعنف ثم اقتربت من تلك الراكضه ارضا ووجها شاحب، هزتها بقدمها بعنف حتي استقيظت سلمى بتعب، لوت مديحه فهما بتهكم: قومي يا برنسيسه..
رفعت سلمى بصرها ثم اردفت بخفوت: هاقوم ازاي وانا مربوطه زي الكلاب كدا.
ضحكت مديحه بصوت عالي مردفه بسخريه: كويس انك عارفه مقامك، زي الكلاب طب والله يامرات ابني انت بتقولي كلام حكم.

ترقرقت الدموع بعينها ثم هتفت بنبرة شبه باكيه: انت بتعملي معايا كدا ليه، ارحميني بقا انا عمري ما عملت فيك حاجه وحشه.
هبطت بجذعها الاعلي ممسكه بشعرها في يديها بعنف مردفه بغل: لأ عملتي، اتكلمتي في حقي كلام وحش وانا عمري ما انسي كلامك ابدا يا سلمي، انا انتقمت من اختك وليلي الكلبه واطردوا من الحاره وانت اهو مرميه في بيتي اعمل فيكي ما بدالي.

اتسعت عيناها بصدمه ثم اردفت: انا كدا عارفه انك السبب في اللي حصلهم، حرام عليكي يا شيخه والله ربنا مبيرضاش بالظلم ابدا وحقهم وحقي هايتاخد منك.
شهقت بتمثيل ثم اردفت بسخريه: لما نشوف هايتاخد مني ازاي.
ثم تابعت بقسوة: يالا يا بت قومي علشان تمسحي الارضيه وتروقي المطبخ.

بعد مرور اسبوعين في المطار..
جذبت شهد يد صفاء مره اخري مردفه ببكاء: لا ياخالتي مش هاتسيبني.
هتفت صفاء بحزن: ما خلاص بقا ياشهد اصلي والله قلبي بيتقطع.
هتف حمزة ببراءه: خلاص ياشهد هاخلي بابا يجبلك شوكلاته بس اسكتي.
زفر رامي بضيق ثم اردف بحنق: سيبها بقا يا شهد علشان تلحق تخلص الاجراءات كدة هاتفوتيها معاد الطيارة..

رمقته بغضب ثم حولت بصرها لخالتها مردفه برجاء: ادعيلي ياخالتي وانتي في الارض الطاهرة وجبيلي ميه زمزم وسلميلي علي ميمي كتير لغايه ما ابقا اشوفها.
ربتت صفاء علي كتفيها بحنان مردفه: حاضر ياعيون خالتك، المهم اللي قولته يتنفذ وانت يا رامي بالله عليك خلي بالك منها ومن حمزة يابني.
اقترب رامي عانقها بقوة مردفه بهمس بالقرب من اذنيها : بتوصيني علي مين على اغلي اتنين متخافيش الاتنين هايبقوا في عنيا.

ودعدتهم صفاء اخيرا ثم ذهبت بداخل المطار و وبداخلها تتمني من ربها ان يصلح حالهم، بينما وقفت شهد بتذمر مردفه بتحدي: لا مش هاركب الا وراة، انا مزاجي كدا.
تمتم بالاستغفار ثم قال بهدوء مصطتنع: يالا يا شهد اركبي قدام، انا مش السواق الخصوصي بتاعك.
رفعت اصبع السبابه في وجهه ثم قالت بغضب مكتوم: انا كام مرة انبه عليك متكلمنيش البعيد معندوش دم ولا ايه.

جز علي اسنانه هاتفا بصرامه شديدة: واقسم بالله لو ما ركبتي العربيه دلوقتي...
قاطعته هي بقوة مصطتنعه: خلاص خلاص هاركب.
نظر لها بذهول من تصرفاتها فهي ممتنعه عن الحديث معه وعن الطعام ايضا لم يراها خلال الاسبوعين الا مرتين فقط بالصدفه وفي خلالهم ترمقه بغضب وتمتنع عن الرد...

جلس خلف عجله القيادة يتنهد بضيق وينظر لها بطرف عينيه حتى هتف بهدوء: شهد ماما مشيت واحنا هانقعد مع بعض خلاص بقا قلبك ابيض، خلينا كويسين.
رفعت رأسها بكبرياء مردفه بالامبالاه مصتنعه: ما احنا كويسين.
زفر بحنق من ذلك الاسلوب التي تتبعه في عقابه: شهد بطلي تستعبطي خلاص بقا انسي الكلام اللي قولته وانا كمان هانس...
التفت له بسرعه متناسيه هدوئها المصتنع ثم هتفت بعصبيه: مش بالسهوله دي انسى يا رامي.

ابتسم بمكر وهو يتابع الطريق جعلها تفقد هدوئها المستفز في ثواني بينما هتف حمزة ببراءه: جبلها يابابا شوكلاته وهي هاتسكت وتبقا حلوة.
قطبت ما بين حاجبيها ثم هتفت: لا انا مش ماديه، انا صاحبه مبادئ.
كتم ضحكته بصعوبه مردفا بخشونه: طب انتي عاوزة ايه؟!، علشان ترضي عليا.
صمتت ثواني ثم هتفت بمكر: عاوزني اسامحك على كلامك في حقي من بكرة انزل الشغل في المصنع معاك ومفيش اعتراض وحجتك خالتي اهي مشيت، موافق ولا لأ.

صمت دقائق انتابه شعور بالضيق والغيرة، مؤخرا أصر سامي ان يساعدة في عمله من كثرة ضغط العمل بالمصنع ومع نزول شهد العمل سوف يجتمع بها سامي وبالرغم من صداقتهم القويه هو ورامي الا ان رامي يكره فيه بعض الصفات فاسامي اكبر شخص لعوب يتغزل بالنساء دون حرج ومن السهل ان يقع بشباكه امرآه، (شهد وسامي).

ماهذا لا يمكن ان يحدث ابدا فهذة شهدة هو حياته هو ولدت حتى تكون له عاش سنين على ذكرى ملامحها فقط ولما صارت زوجته أصبح خائفا من فكرة وجودها مع سامي، نعم لقد اعترف لنفسه انه يعشقها يحبها يشعر بالغيرة كلما حاول سامي التحدث عنها، الغيره تأكل صدرة طوال حياته يستمع لمقوله ( نار الغيرة ) لم يشعر بها ابدا حتى طوال فتره زواجه بأميرة ولكن ظهرت شهدة بين يوم وليله شعر بمشاعر كثيرة وعرف اخيرا نار الغيرة، نار الغيرة التي تأكل صدرة انتبه هو من شروده على صوتها و هتفت هي بحماس: خلاص علامه السكوت رضا، من بكرة هانزل معاك الشغل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة