قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الختامي الثالث والأخير

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الختامي الثالث والأخير

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الختامي الثالث والأخير

، فتحت عينيها ببطء، بعدما شعرت بتربيات فوق يدها وصوت رجل لا تميزه ينادها باستمرار، أخيرا اعتادت على الضوء وبدأت بالتركيز، تفحصت حولها بدقة وأدركت بعد عدة دقائق أنها بالمشفى، وعند هذه النقطة فزعت بخوف تنظر لنفسها بقلق تهتف بصوت ضعيف من إثر تلك الآلام المبرحة التي هاجمت جسدها نتيجة لحركتها المفاجئة
أنا فيا حاجه.
ابتسم الطبيب ذو ملامح في الخمسينيات من عمره يقول بلطف: لا كويسة متقلقيش..

تنفست براحة قائلة: الحمد لله.
احمدى ربنا، إنها عدت على خير شوية كدمات مع الراحة هتكوني كويسة.
اعتدلت أكثر قائلة بعدم فهم: لما هي كدمات ليه اغمى عليا؟!
ثبت الأبرة بيدها هاتفا بجدية: طبيعي نتيجة للخبطة، المهم هطلع لجوزك اطمنه لأنه تقريبا واقف بره هيموت.

هزت رأسها بإيجاب، ولكن بعد دقيقة من الصمت كانت تراقبه فيها وهو يقوم بعمله، داهمتها فكرة شيطانية، لا بأس إن استغلت تلك الحادثة في صالحها، وقبل أن يتحرك الطبيب خطوة أخرى كانت تقبض فوق يده تهتف برجاء: ممكن اطلب من حضرتك طلب وتساعدني.
هز الطبيب رأسه ليقول سريعا: أكيد.
ابتلعت لعابها لتقول بخجل وصوت خافت: ممكن متقولوش إن أنا كويسة.
رفع أحد حاجبيه هاتفا بتعجب: نعم؟!

ياعني ممكن تقوله إن الحادثة كانت كبيرة وميزعلنيش أبدا.
أدرك الطبيب مغزى حديثها فقال بعقلانية: على فكرة هو قلقان فعلا، أظن من الأصول منعملش كده.
أدمعت عيناها قائلة: أنا قبل ما أعمل الحادثة عكيت جامد، وهو كان رافض يسامحني، ف ممكن ربنا بيديني فرصة أصلح اللي انا هببته.

عدل الطبيب من سماعته الطبية المعلقة حول عنقه وهو يقول بمكر: إذا كان ماشي، نعمل عمل نبيل، بس منكذبش بشأن مرضك ممكن نقول نفسيتك والحادثة كان أثرها كبير عليكي، بس أنتي كويسة ومفكيش أي أعراض جسدية تقلق.
ابتسمت بسعادة قائلة بنبرة طفولية وحماسية: آه، قوله كده واضغط اوي على حته نفسيتها ومضاعفاات بقى وزود طحينة وسلطة وميهمكش.
ارتفعت ضحكات الطبيب قائلا بمزاح: لو عندي بنت زيك، هاخاف على جوزها منها والله.

أما بالخارج فكان يحارب الدقائق ناظرا لباب الغرفة التي تقبع بها، داعيا الله أن يحفظها له، لن يسامح نفسه أبدا إذا حدث شيء لها، هيئتها وهي ملقاة أرضا فاقدة للوعي، سلبت أنفاسه لدرجة أن صدره اختنق بشدة، وأحمر وجهه من فرط خوفه وقلقه، اللعنة على غضبه، وعقابه الأحمق ذلك، لينتهي كل شيء وتبقى هي بكل مصائبها وحديثها الأهوج هو راض تمام عنها..

خرج من تفكيره على خروج الطبيب من الغرفة، فاندفع نحوه كالمجنون يسأله بقلق عن حالتها، لا شك أنه ارتاح شيئا فشيء وهو يتحدث، ولكن مازال القلق يسيطر عليه بسبب كلمات الطبيب حول حالتها النفسية، ومضاعفات الحادثة، أومأ متفهما وهو ينطلق صوب غرفتها يطمئن عليها بعينيه وقلبه الملتاع..

انهارت حصونها بعد لمساته لها، وقبلاته المتوزعة بين شفتيها وعنقها وخديها، لا، لن تصمد كثيرا، لو زاد في قبلته لها ستعترف بكل شيء، يجب عليها التمسك بتمثيليتها، فابتعدت تقول بهمس وهي تصتنطع البكاء: ياريتني موت، علشان..
قاطعها بيده يقول بحدة: اياكي اسمعك تنطقي كده.
وللحظة تخيلت منظرهم بعد موتها فقالت ببكاء حقيقي: هو انت هتتجوز عليا يا رامي لو مت، اوعى تتجوز والله اظهرلك في أحلامك وانكد عليك.

ابتسم بحب وهو يمسح دموعها، يقربها من صدره قائلا: متقوليش كده لو سمحتى تاني.
زادت من عناقها له، حتى كادت أن تخنقه، فقالت بخجل: رامي زعلان مني.

رفع وجهها بطرف أصابعها، وقبل أن يجب كانت شفتاه تعبر عن إجابته مقبلا إياها وبحرارة، اشتاقت لقبلته تلك التي تجعلها دائما فاقدة للنطق، تغرق في بحر من المشاعر من شدة حلاوتها تتمنى ألا تنجو أبدا، تعشق تملكه بها بذلك الشكل تحديدا وترحب به وهي تجذبه نحوها أكثر، ذلك الرجل الذي أضاف إليها معاني جديدة من المشاعر والحب والاحتواء، تعشقه ولا تظهر ذلك، تتدلل وتتمرد وهو يقابل أفعالها بالحب دائما، تعترف بداخلها أن ذلك العناق قبل نومهم يوميا له مذاق خاص، وتحديدا كلما انغمست وذابت في لطف كلماته، بالأخص تلك الكلمة التي دائما ما يبدأها بحرف الباء وينهيها بالكاف، تتذوق بطء نطقها بالقرب من أذنها، منتظرة بفارغ الصبر تلك القبلة التي تلازمها بالنهاية بجانب عنقها، آه كم من المشاعر تشتاق إليها متمنية عودة حياتهم مثلما كانت، لتذهب تلك المقابلة التلفزيونية للجحيم ويبقى هو فقط بداخل أحضانها، هو بالعالم كله، هو معنى للنبض، وبداية كل شيء ونهايته، هو تحيا به دائما وأبدا.

ساعدها بانتهاء حمامها وتبديل ثيابها، جلست براحة فوق فراشها، تنعم بدفئه الذي افتقدته لليالي طويلة غاب فيها الحبيب.
لاحظت عدم وجود صغيرها في استقبالها فقالت متسائلة: هو الولاد فين؟!
خلع قميصه وهتف وهو ينتقى إحدى منامته القطنية المريحة: فوق عند سامي وسلمى أصروا يناموا عندهم.

لم تنتبه إلى أي كلمة، كل ما جذب انتباها عضلات جسده كم أصبحت بارزة في الآونة الأخيرة، دققت النظر به أكثر، فجذبها ملامحه ووسامته، هل زادت وسامته، أم إنها تتخيل، أو تشتاق، وقعت في حيرة وهي تطالعه بهيام كمراهقة صغيرة، وخاصة مع ظهور ابتسامتها البلهاء فوق ثغرها، واحمرار خديها خجلا..

أما ذلك الخبيث لاحظ نظراتها الهائمة، فاستغل ذلك، وتحرك نحوها دون أن يرتدى سترته العلوية، قاصدا أن يجلس بجانبها وجذعه العلوي عار تماما، تحرك نحوها أكثر والتصق بجسدها، وقبل أن يحيطها صاحت هي بخجل: أنت هتقعد كده.
هز رأسه ونظر إليها ببراءه يكمن خلفها خبث كبير: آه وماله يا حبيبتي.

جاهدت أن يخرج صوتها ثابتا مع هذا الكم من المشاعر المتضاربه بداخلها فقالت: لا البس لتاخد برد، ومنلاقيش حد يخدمنا إحنا الاتنين.
ابتسم باستهجان قائلا: إنتي في الرومانسة معندكيش ياما ارحميني.
زفرت بحنق لتقول بابتسامة جاهدت ألا تخرج للعلن: بصراحة بقى انا في اللحظة دي مكسوفة.
عقد حاجبيه وهو يتحسس جبتها هاتفا بقلق زائف: الدكتور قالي إنها شوية كدمات، مقاليش إنك اتخبطي في دماغك يا روحي.

وفي لحظة كانت تغزر أسنانها في كفه بغيظ وغل، وها هي تلك الروح الشريرة تعود وتسيطر عليها من جديد، ارتاح قلبه أكثر فتلك البريئة التي كانت تظهرها من قبل قليل كانت تثير الريبة في نفسه، هي والبراءة لا يجتمعان أبدا..
شاكسته بكلماتها وهو يمازحها بضحك، فقاطع لحظتهم تلك رنين جوالها، توقفت عما تفعله وهي تحاول تنظيم أنفاسها الهائجة، قائلة بنبرة متقطعة: مين بيرن عليا دلوقتي.

التقط جوالها قاطبا الجبين ينظر لذلك الرقم بتفكير ثم ضغط على زر الإجابة ومنه على زر مكبر الصوت، فاستمعا..
أنسه شهد، إزيك.
صوت رجولي، وأنسه شهد، ماذا الهراء؟!
نظرت له سريعا تهز كتفيها بتوتر يلازم حركتها تلك حركة رأسها الرافضة لحديث ذلك السخيف..
هتف رامي بصوت خشن وحاد: مين أنت..
أنت اللي مين، مش ده تليفون أنسه شهد.
حاول كظم غضبه حتى لا ينفجر به، وقال بثبات غريب عنه: اه هو، مين انت بقى.

أنا المعد سيف، وكنت عاوز أشوف قالت لأهلها ولا لأ علشان تطلع معانا في حلقة بكرة.
وقبل أن يجيب رامي، كانت هي تنطلق في إجابتها التي لاشك أثارت في نفس رامي الهدوء قبل إنطلاق ثورته الغاضبة..
حضرتك اللي بيكلمك ده جوزي، تقدر تستأذنه لو وافق تمام، موافقش يبقى الموضوع منتهى.

جاهدت ألا تظهر ابتسامتها وخاصة مع رفع إحدى حاجبيه متعجبا منها، المكبرة وضعت الكرة بملعبه، وهي وقفت تشاهد بخبث ماذا سيحدث، اقترب من أذنها يهمس بنبرة لا أحد يسمعها سواها: والكدمه اللي في وشك دي هتظهري بيها في التلفزيون.
وضعت قبله خفيفة فوق وجنته وهي تقول بنفس نبرته: الكونتر يا بيبي بيخفي كل ده.
قبل شفتاها قائلا بخبث: بقيتي صايعة اوى يا شهد.

كتمت ضحكتها بصعوبة، فحمحم هو ليقول بجدية: ابعتلنا المعاد امتى بالظبط، والتفاصيل هنكون جاهزين.
رد الأخر باقتضاب: اوك.
وفور إغلاقه الخط قفزت عليه تقبله بجنون تصيح بحب: بحبكك اوي يا رامي..

في اليوم التالي، الساعة الرابعة عصرا، تجلس بتوتر فوق أريكتها تتابع جوالها بترقب، تنتظر رسالة ذلك المدعو سيف، وبعد أن كان حماسها وصل إلى العنان السماء، بدأ في التراجع بخيبة أمل، وبدأت شكوك بداخلها ترسم سينورهات عن علاقة رامي بعدم اتصال سيف حتى الأن، أيعقل أن يكون السبب، ولم لا هو حتى الان لم يتصل لو لمرة واحدة لاطمئنان، لو كان هو لن تسامحه أبدا، أجفلت من شرودها على اتصال رامي بها، فاجابت على الفور..

ألو.
متصلش.
هتفت بخيبة امل: لأ.
متقلقيش ممكن يكونوا أجلوها، لو في حاجة كلميني.
تمام.
أغلقت الاتصال وهي تجاهد ألا تبكي، تنظر للهاتف بشرود تام، انتبهت على لمسه حمزة ليدها قائلا: ماما متزعليش تتعوض مرة تانية.
مسحت دموعها قائلة: هيتصلوا أنا متأكدة.
هز الأخر رأسه ليقول: لا مش هيتصل أنا متأكد.
ضيقت عيناها بتساؤل قائلة: . ليه بقى؟!، أبوك هو السبب.
هتف حمزة سريعا ينفى حديثها: لا بابا مالوش دعوة والله متظلمهوش.

امال عرفت منين.
سيف ده بيصطاد البنات اللي على السوشال ميديا ويبدأ يشدهم بكلامه وطريقته ويظهرهم في البرنامج وبعدها بيعمل معاهم علاقات، أصحابي قالولي كده، وحذروني وقالولي احذرك كمان.
اتسعت عيناها بصدمة قائلة: معقوله الوقاحة دي.
واكتر يا ماما والله، كويس إنه بعد عنك..
التزمت الصمت لدقائق، لتقول بعدها: علشان كدة لما عرف إن متجوزة متصلش تاني.

اه والله يا ماما أصحابي قالولي كده، وكانوا خايفين على حضرتك، وانا كنت بحاول ابعدك عنه قبل ما بابا يعرف.
جذبته لأحضانه تقول بنبرة يتخللها راحة: الحمد لله يا حبيبي، ربنا يخليك ليا.
مسد على ظهرها بحب: ويخليكي ليا يا أمي.
ابتعدت عنه قليلا تقول بحماس غير تلك التي كانت تجلس منذ دقائق تبكي قهرا على ضياع حلمها: اتصل على اصحابك، انا عازمكوا على كيك، علشان اشكرهم بنفسي.

التقط جواله بسعادة، ولكنه تراجع لللحظة يقول: بس بابا ممكن يضايق.
حركت رأسها برفض مردفة: انتو عيال يا حمزة، اتصل، ابوك دماغه مش صغيرة لدرجاتي، وبعدين مش أحسن ما تنزلوا تقعدوا في كافية وتنفسدوا، اتصل وسيبلي ابوك خالص.
دخل شقته بعد يوم طويل ومرهق، متوقعا نواح شهد وبكاءها ولا بأس من إضافة بعض الاتهامات فوقهم، جذب نفس عميق لداخل صدره وشد على جسده، متحمسا لدخول المعركة والخروج منها بدون أي خسائر..

انتبه على صيحات شبابية بمنتصف الصالة، عقد حاجبيه بقلق وتقدم بخطوات واسعة، وما إن وصل حتى وقعت عيناه على أصدقاء حمزة الجالسين بأريحية يلعبون لعبه جماعية بلاي ستيشن اتسعت عيناه عندما رأها تبتسم لهم وتقدم الشاي والكيك، جف حلقه من الصدمة، من أين لهم تلك الجرأة حتى يتخطوه في ذلك، وهو صادر قرار بعدم دخول أي رجل أثناء غيابة..
هتف بكلمة واحدة ولكنها تحمل بين طياتها الحدة والصرامة: حمزة.

انتفض حمزة وأصدقائه وشهد أيضا الممسكة بكوب الشاي لدرجة أن بعض القطرات تساقطت فوق أصابعها فصرخت صرخة مكتومة متألمة..
ولكنها نطقت بعجالة: شوف بابك يا حمزة.
وانطلقت صوب غرفتها تحتمى بها من غضب زوجها تاركة ذلك الصغير يواجه عنفوان والده وحده..
نظر حمزة لوالده نظرة تفهما رامي جيدا، فرحب بأصدقائه هامسا له بضيق: حاسبنا بعدين..

وفورا انطلق بعدها لغرفتهم ليبحث عن تلك المتمردة التي دائما ما تعصي أوامره، وقبل أن يفتحها فاجأته صغيرته كارما التي منعته من الدخول تشير نحو وجنتها قائلة بضيق طفولي: من امتى وانت مش بوستني.
هبط بجسده لمستواها هاتفا بابتسامة: من امتى، تصدقي كتير، من كتر بلاوي ماما، نسيتنى واجبتي يابنتي.
أشارت بإصبعها في وجهه تقول بطريقة تأدبيه: ولو لازم بردوا تيجي وتبوسني، هو كل حاجة ماما ماما ماما.

ضحك بصوت مرتفع قائلا: حتى أنت زهقتي منها، هاتى خدك وخدى مليون بوسه..
أشارت له قائلة: هي واحدة بس.
طبع قبلة طويلة فوق وجنتها ثم فتح غرفته ودخل واجم الوجه، يبحث عنها، فوجدها تجلس تضع إحدى الكريمات فوق أصابعها وقبل ان يتحدث قالت بندم: واقسم بالله ده زنبك انا عارفة، ربنا بيخلص مني.
انتي بتتخطيني يا شهد وعزمتي أصحاب حمزة هنا!

هتفت بخفوت وهي تقترب منه تحاول إقناعه: وماله ما يكونوا تحت عينينا، يرضك يعلموا الواد حاجات مش كويسة.
أنا مربي ابني صح، ومعرفه الصح من الغلط، مالكيش دعوة انتي.
وضعت يدها بخصرها تقول بحدة: ليه هو مش ابني كمان.
ده ولد ياعني أنا أكون اقربله منك، وبعدين حمزة مش مصاحب ولاد في سنه، معظم اللي بره اكبر منه بسنتين، وانا رافض المبدأ من الاول ومش عاوزو ياخد على كده.

أشارت له بيدها قائلة بلامبالاة: مش مقتنعه على فكرة.
أنهت حديثها والتفتت نحو سراحتها، فجذبها نحو مرة أخرى تصطدم بصدره ليقول: ماقتنعيش، المهم أنا مقتنع، وبعدين خدي هنا مالك مش زعلانه ياعني ولا قالبها عياط ليه، ولا انت السبب يا رامي..
رمشت بعيونها كالبريئة وهي تحاوط عنقه قائلة: اجيب عليك اللوم وانت مش السبب يا بيبي.
يا سلااااام.

هزت رأسها بإيجاب، فقال هو بشك: مش حاسك، في مصيبة او حاجه، قولي علشان اكون متوقع وعارف.
نفخت بضيق: هو انت على طول تحبطني كده.
كادت أن تتركه، فأمسكها قائلا: انتي غلطتي ولازم تعتذري.
ابتسمت بدلال قائلة: طب وياترى اعتذر إزاي.
نظر خلفها فوجد ابنته تيا ترقد بسلام في فراشها الصغير تغط في نوم عميق، ابتسم بمكر قائلا: بصي اللحظة دي تاريخية جدا ومش هتتكرر، وبصراحة انا هستغلها أسوء استغلال.

اغلقت عيناها فورا تستعد لخطوة الثانية، فقال بضحك ومشاكسة: ده أنتي ما مصدقة بقى.
لكزته في كتفه، وفرت هاربه منه تضحك بصوت مرتفع، فأشار لها بالصمت محذرا إياها: أصحاب حمزة بره إحنا ه نتجنن.
صعدت فوق الفراش تقول بمكر: أنت لسه شوفت جنان..

ابتسم بحب لتلك المشاكسة التي رغم تقدمها بالعمر إلا أنها لم تتخلى أبدا عن جنونها وتمردها، دائما ما تضفي على حياته شيئا مميزا، قد لا يصل إلى تفسيره بشكل دقيق، ولكن لن يهمه، كل ما يهمه هو أنه يعشقها هكذا، تتصرف بعشوائية وتعود إليه كالأطفال تتدلل لتنعم بأمانه، متمردة، صلباء، وأحيانا هشه، تتضارب أفكاره عند النظر إليها، أبجديتها تجعله يقف أمام معضلة فك شفرتها والغوص في مكنوناتها أكثر، ولكن لن يهم كل ذلك، الأهم هو وجودها معه وبين يديه ناهيا كل العقبات بحبهما القوى والصادق، فالحب يقين، هي كالوطن، وهو كالنبض، فهل للعشق حدود منطقية في قصتهما؟!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة