قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والعشرون

عقد حاجبيه وهتف: في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!

اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة: انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب على الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولا حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد، عاوز ايه من شهد يا سامي...

سامي: بحبها يا رامي، بحبها، والحب مش بايدينا.
التوى فمه بسخرية: بتحبها!، اقدر اعرف امتى وازاي، انت شوفتها مرة واحدة في بيتي لما فضولك اخدك تروح وتشوفها، وبعدها قعدت فترة طويلة لغاية ما بدأت تشوفها تاني، فين الحب دا.
عقد ذراعيه مردفا بضيق: طب تيجي نقلب الادوار انت شوفتها امتى الا من فترة قليلة لما جت تعيش معاكوا، لحقت تحبها؟!، يبقى انا وانت متساويين.

اقترب منه رامي وهتف بعصبية مفرطة: انت مجنون ولا دماغك دي لحست ولا فيك ايه، اه انت عينك زايغة بس مش على اهل صاحبك يا صاحبي انت عمرك ما كنت كدا، مالك يا سامي ما تفوق هي السكينة سرقاك ليه كدا، اللي انت بتتكلم عليها دي مراتي، اللي انت بتتكلم عليها انا شوفتها من ٨ سنين وحبيتها، اللي انت بتتكلم عليها دي انا كتمت حبها في قلبي، ٨ سنين حبيتها فيهم ويوم ما اتجوزها وتبقا بين ايديا صاحبي بيضربني في ضهري، وبيوقع ما بينا.

ساد الصمت في الحجرة عقب حديث رامي، ولكن انفاسه العالية رفضت الخضوع وبات يتنفس بقوة، وصدره يعلو ويهبط بسرعة، حتى قطع رامي هذا الصمت بقوله: ساكت يعني.
سامي: مش عارف اقول ايه، انا حقيقي مصدوم من كلامك، يعني انت كنت بتحبها طب، طب واميرة؟!

رامي: انت اكتر واحد عارف اني اتجوزت اميرة بسبب رغبة امي، لكن محبتهاش يا سامي، انا عمري ما قولتلها كلمة بحبك كمان، علشان كدا هي طلبت مني متجوزش بعدها علشان خافت احب وانساها مثلا، انا كنت اكتر واحد فاهمها على ايه، كنت بحس بعنيها وهي زعلانة لما مبقولهاش كلمة بحبك، بس كان غصب عني والله قلبي كان متعلق بشهد مكنتش قادر انطقها، بس كل اللي قدرت اعمله اكراما ليها اعاملها معاملة حسنة واكتم حب شهد.

سامي: لو كانت اميرة لسه عايشة كنت فضلت معاها؟
اؤمئ بقوة وهتف: اه كنت فضلت معاها وخلفت مرة واتنين وتلاتة ولو كانت حتى شهد جت وكانت بين ايديا هارفضها وحبها يفضل في قلبي احسن من اني اجرح اميرة او اكسر قلبها في يوم من الايام.
سامي: طب ليه خلفت وعدك معاها واتجوزت شهد، ليه مفضلتش على وعدك ومتتجوزش.

رامي: ظروف انت متعرفهاش حطتني واجبرتني اني اتجوزها، بس دلوقتي مبقاش في اميرة وبقت هي بين ايديا، انا مش قديس علشان افضل اضغط على نفسي بالطريقة دي، انا حاسس اني هانفجر واصرخ باعلى صوتي واقولها بحبك.
ابتسم سامي: طب ما تصرخ ايه مانعك.
قطب ما بين حاجبيه مردفا: انت مالك بارد كدا ليه في كلامك معايا.

اقترب سامي اكثر و تزين وجهه بابتسامة عريضة مردفا: علشان انت اهبل يا رامي، فاكرني هاخونك مثلا وابص لشهد وانا عارف انك بتموت فيها، يا سيدي انا هاحكيلك بس اوعدني بلاش غشوميتك علشان ايدك تقيلة.
رامي: قول اخلص.

ابتعد سامي قليلا مردفا: بص بدايتا انا لما شوفتها لما روحتلك البيت فعلا اعجبت بيها جدا، لدرجة لما كلمتك وانت اتخانقت معاايا وحسيت بجو غيرة من عيونك كدا، بس قولت انت طبعك كدا حتى مع اميرة واختك ومحطتش في بالي، فقولت اخد خطوة جد واتكلم مع امك واتقدم ليها وامك هي تقنعك.
(فلاش بااااااك )...
هتفت صفاء بقلق: في ايه يا سامي منزلني من البيت ومتقوليش لرامي، ومقعدني في المكان دا قلقتني..

ربت سامي على يديها بابتسامة بسيطة على ثغره: اهدي كدا يا حبيبتي، كل خير، بس انتي قولتي لرامي...
هزت رأسها بنفي مردفة: لأ قولتله رايحة المقابر ورفضت يجي معايا، في ايه بقى؟!

هتف سامي بجدية: بصي بقا يا ستي انا راجل دوغري، انا طالب ايد شهد بنت اختك، شوفتها لما جيت لسامي اسال عليه واعجبت بيها والصراحة مفيش بنت شدتني زيها كدا، لمحت لابنك وطبعا كعادته لبخ معايا في كلام وتقريبا عايرني اني كنت متجوز ومطلق، فقولت اتكلم معاكي وانتي تقنعيه وكدا.
هتفت صفاء بنبرة حزينة: بص يا سامي انت ابني ورامي ابني وطول عمري انا بحبك والله، بس يابني اللي هاقوله دا حاول تخليه سر بيني وبينك.
‏.

‏سامي: قولي اي حاجة انتي بمثابة امي التانيه والله يا طنط صفاء، عوضتني عن حنان الام بعد موت امي.
‏.

‏صفاء: بص يابني اللي هاقوله دا يمكن تستغربه، انا يجي من تلات او اربع سنين كدا كنت بروق اوضه رامي وكدا شوفت درج المكتب مفتوح وهو على طول بيقفله بالمفتاح، فضول اخدني وفتحته واتصدمت من ورق مكتوب فيه اسم شهد الحياة وورق تاني في رسومات لوشها انا اتصدمت ودماغي وقفت بس بعدها افتكرت ان الاسم دا لشهد بنت اختي كان لقب يعني ابوها مطلعه عليها زمان، انا حقيقي مكنتش اعرف شكلها تقدر تقول علاقة مقطوعة من سنين بيني وبين اختي، بس حسيتها كدا من رسومات، وافتكرت لما هو جه في مرة سالني عليها كتير اوي وانا رديت انه مش اعرفها ولا اعرف حاجة عنهم، بس يابني ومن هنا عرفت ان ابني قلبه متعلق بيها خصوصا ان اميرة كانت بتشتكي انه عمره ما قالها بحبك، استغربته اوي ليه بيعمل في نفسه كدا، بس سكت احتراما له، وتمر الايام والسنين وشهد تيجي بتدابير ربك عندنا برجيلها، شفت الحب في عينه يا سامي بس بيدراي وبيسكت، انا حاسة بيه بس وعد اميرة حبل بيخنقه حوالين رقبته، يرضيك يا سامي تكسر قلبه، وهو قلبه متعلق سنين.


‏كانت ملامح الصدمة على وجه ولكن مع اخر حديثها هتف باندفاع: دا انا لو كنت عشقتها وحبيتها اوي كنت ادوس على قلبي علشانه، رامي دا اكتر من اخويا يا طنط، والله ما كنت اعرف اي حاجة من دي، انا مش عارف ابنك دا ليه بيعمل كدا ليه بيخبي عليا كدا، انا لو اعرف مكنتش فكرت ابصلها حتى.

‏ابتسمت بسعادة مردفة: انت اصيل اوي، وهو كمان بيعزك والله، بس يابني هو طبعه كدا كتوم اوي مبيقولش اللي جواه لحد.


هتف سامي بضيق: غبي بس هو كدا هايضيع حبه.
صفاء: مانت يابني بدام عرفت الحكاية واصلها، يبقى تقولي اعمل ايه اساعده ازاي يتجوزها، او ياخد خطوة...
( بااااااااك )
وبس ياسيدي دي كانت الحياة كلها، انا بقى كنت بمثل اني بحبها، علشان تتحرك تاخد خطوة، وكنت بوصلها كلام معين علشان عارف انها هبلة وهاتقع بلسانها فتقوم تتعصب وتعترف بحبها و دا كله كان بالاتفاق مع مامتك.

ذهل رامي من حديث سامي، ولكنه سرعان ما تدراك الامر واقترب منه بوجه خالي من التعبير، فابتعد سامي لا اراديا ووضع يده فوق وجهه وهتف بخوف مصطنع: والله لو ضربتني لمقدم فيك بلاغ في المركز.

ابعد رامي يده عن وجهه ونظر له مطولا، ثم عانقه بقوة مردفا بأسف: انا اسف يا صاحبي، فكرت فيك بالسوء، غصب عني صدقني، يعني انا كنت بكرهك وانت بتحاول تقربني منها، انا اسف بجد، انا حاسس الفترة دي اني بلخبط كتير اوي، زمانك كرهتني دلوقتي.

شدد سامي على عانقه مردفا: متتأسفش انت اخويا يا اهبل والاخوات مهما يحصل ما بينهم عمرهم مابيكرهوا بعض، وانا ماليش اخوات وانت اخويا الصغير، اي نعم الفرق سنتين بس، بس والله بحسهم كاني كتير واني مسؤول عنك.

بمنزل زكريا...
ادخلها غرفتها بسرعة واغلق الباب، فهتفت: في ايه يا واد مدخلني الاوضة كدا ليه...
استدار اليها ورمقها بغضب: النيابة بعتتلك استدعاء ياما.
ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصياح: يالهوي ليه عملت ايه...
اقترب منها بسرعة وكمم فمهما بيده هاتفا بتحذير: اسكتي مش عاوز سلمى تعرف حاجة..
ابعدت يديه بقوة وهتفت موبخة: انت يا معفن خايف ان مراتك تعرف، وامك رايحة النيابة عادي.

هتف بعصبية: لا خايف تعرف من اللي انا هاقوله، النيابة ياما عاوزكي في قضية حسني ابو سلمى باعتبار انك الشاهدة الاولى فهتروحي تقولي اللي حصل وبس ودا اللي فهمه ليا عبد الرحمن المحامي اللي على اول الشارع وقالي عادي دي اجراءات بتم وبتخلص.
تنهدت براحى وهتفت: الحمد لله يا واد قلبي اتخلع، طب ايه وشك دا محسسني ان اللي قاتلة.

هتف بخشونة: لا ياما مش قاتلة، بس في كلام حسني قاله في المحضر وهايسالوكي فيه بكرة وانا بقى عاوز اعرف الحقيقة.
نظرت له بتوتر وهتفت: في ايه يا واد قلقتني.
زكريا: انت ياما انت وحسني كنتوا متفقين تتجوزا وتخلصوا من سميحة بوصلات الامانة الي هو ماسكهم عليها وكان ناوي يحبسها علشان يتجوزك.

نظرت له بصدمة لم يكن ببالها انه سوف يسرد امر زواجهم، سبته في سرها، الان هي في مأزقين ولابد من التفكير بسرعه كبيرة حتى تخرج من مأزق زكريا، اما مأزق النيابة سوف تخطط له بحكمة وهدوء اكثر، فهتفت بشهقة مصطنعة: انا كنت هاتجوز حسني، يقطعه راجل شايب وعايب، تلاقيه محروق مني علشان انا اللي بلغت عنه لما شوفته بيقتلها، عاوز يورطني بس على مين انا هاروح بكرة وافضحه الكلب دا.

رمقها بشك: يعني ياما انتي متقفتيش معاه على الجواز.
اشارت على نفسها مردفة بكذب: انا!، دا كداب يا واد زي ما قولتلك محروق، طب انا امك هاعمل كدا واتجوزه.
زكريا: ولا تعرفي حاجة عن وصلات الامانة دي.
هزت راسها بنفي وهتفت: لا يا بني هاعرف منين يعني...
ثم استطردت حديثها بعتاب: بس انا ليا الحق ازعل منك انت يا زكريا تعرف عن امك كدا اخص عليك.

زم شفتيه بضيق هاتفا: معلش يا ما، اصل الحوار دا يخبل الدماغ، ليه بيقول كدا، وبعدين انتوا لو متفقين فعلا ليه هاتصوتي وتبلغي عنه، تحسي ان فيه إن في الموضوع.
ربتت على كتفيه وقالت: هو كداب يا ضنايا، انا هاروح بكرة واقول للباشا كل حاجة واقول كلامه كدب مش تقلق.
ثم تابعت مغيرة مجرى الحديث: انت عشيت سلمى يا ضنايا.
هز رأسه بنفي، فهتفت هي: طب روح خد الاكل من المطبخ وعشيها، علشان اللي في بطنها.

أؤمئ لها ثم خرج من الغرفة وهو يفكر في حديث امه وما سمعه من المحامي، بينما هي فور خروجه انفجرت كالبركان: اه يا كلب يا معفن بتجيب سيرتي طب والله لاعكها فوق دماغك بكرة.
قاطع تفكيرها رنين هاتفها نظرت فيه وجدت كريمة، تأففت بضيق وقالت في سرها: هو دا وقتك، ايه القرف دا.
وضعت الهاتف على اذنها واجابت: الو.

تحدثت كريمة بعنجيهة كعادتها: بقولك انا عاوزكي في مشوار بكرة بالليل، انا بكرة هانهي موضوع ليلى جهزي نفسك.
مديحة: معاكي ياهانم في اي حاجة.

بمنزل رامي...
وقفت تصنع العشاء وبذهنها تتذكر مواقفهم وقبلاته لها، ابتسمت بسعادة لتأكدها انها هي الشخص المنشود، تراقص قلبها بسعادة، ولكنها لم تحصل الى الان باعتراف منه صريح، شعرت بشئ ما يلامس ساقيها لوهلة افتكرته حمزة، فضحكت بخفة وهتفت بمزاح: عاجبك رجلي يا حمزة ولا ايه.
لم يعيطها رد، فهتفت مرة اخرى: مبتردش براحتك، بس لو لفيت ليك والله يا حمزة هامسك وهاهريك بوس من هنا للصبح بقى انت حر.

للمرة الثانية لم يعيطها رد ولكن ذلك الشي مستمر في مداعبة لساقيها، صمتت وشعرت باحساسيس غريبة، اتسعت عيناها بصدمة او يمكن من الخوف، فتحركت بطرف عيناها للخلف رأت خيالها نعم انها الهرة!، انتباتها تلك الحالة من جديد صرخت بأعلى صوتها كأن احدهم يقبل على موتها، باتت تصرخ وتصرخ وتصرخ وهي متسمرة في مكانها، اتى رامي بسرعة هو وحمزة وجدوا الهرة تقف وتنظر لها ببلاهة، وتلك المجنونة تقف تصرخ وتهتف باشياء غير مفهومة، زفر رامي بضيق، وتحرك مسرعا بجذب الهرة بعيدا عنها وارجعها غرفتها واغلق عليها من جديد، اما تلك المجنونة مازالت تغلق عيناها بقوة وصراخها لم يهدأ قط، وقف حمزة يشاهدها وهو يضحك بتسلية، دلف رامي المطبخ وهو يصم اذنيه من صراخها الحاد، فهتف وهو يهزها بقوة:.

يا شهد ارحمي امي، صوتك يا ماما ارحميه.
توقفت وهي تتنفس بسرعة وفتحت عيناها نصف فتحة، بحثت بعيناها عنها لم تجدها، تنهدت براحة مردفة: يالهوي القطة كانت بتلحس في رجل...
بترت جملتها واتسعت عيناها مجددا وهتفت بصراخ للمرة العاشرة تقريبا: رجلي، يالهوووي الحقني، رجلي رجلي..

ركضت صوب غرفة رامي ودلفت للمرحاض تغسلها جيدا بالماء والصابون، وعيناها تذرف الدموع، وقف حمزة بجانب والده ينظر لها بدهشة مردفا بخفوت لرامي: بابا هي شهد كويسة ولا مالها، بتغسل رجليها ليه كدا.
رامي: عندها فوبيا من القطط.
قطب الصغير ما بين حاجبيه وهتف بعدم فهم: يعني ايه فوبيا دي.

انحنى رامي لمستوى ابنه واردف بتوضيح: يعني هي بتخاف جدا من القطط بتشوفهم كانها مثلا شايفة وحش كبير هايموتها هي بتشوفها كدا فبتخاف وبتصرخ كدا، ممكن تجري من الخوف وممكن تقف مكانها متعرفش تتحرك، وكمان بتقرف منهم زي مانت كدا بتقرف من الدبان هي بقى بتقرف منهم جدا.
حمزة: طب ما تمشيها يابابا بدام هي بتخاف منها.

حول بصره نحوها وهي تقوم بغسل قدميها جيدا واردف بتنهيدة: ما الظاهر كدا لازم امشيها وكفاية اوي عليها.

بمنزل كريم...
جلست بجانبه وهو يغط في نوم عميق نتيجة لاجهاده في عمله اليوم، تأملت ملامحه جيدا وكانها تريد حفرها بذاكرتها، دققت منها جيدا فاعترفت لنفسها انها تعشقه، خفق قلبها بشدة، فاقتربت ببطء وانحنت بجذعها الاعلى ووضعت قبلة على صدره ناحية قلبه وهتفت بخفوت: قلبك دا انا بعشقه يا احلى حاجة في حياتي وحصلتلي.

عادت مرة اخرى لجلستها ونظرت لاعلى مناجية ربها: يارب ابعدني عن شر مديحة، يارب انا قلبي مقبوض وحاسة انه هايحصلي حااجة مش عارفة ايه هي، يارب قويني واقف جنبي.
اعتدلت في نومتها وتمسكت بالغطاء جيدا، حولت بصرها لكريم مرة اخرى فابتسمت تلقائيا، فهتفت اخيرا قبل ان تغلق عيناها وتستلم لسلطان النوم: يارب سلمت امري ليك.

بمنزل رامي.
اغلق باب الشقة وذهب صوب غرفته وجدها تبكي فهتف بضيق: ما خلاص بقى يا شهد الدراما دي، اديني اديتها للبواب تفضل عنده انهاردا.
نظرت له شرزا وهتفت بعصبية: خليها تغور وتروح في داهية.
ضرب كف على كف هاتفا بنفاذ صبر: لا حول ولا قوة والا بالله، ايه الهبل دا، يابنتي اعقلي واكبري.
هتفت بضيق طفولي: انا مش بنتك، متكلمنيش كدا وكاني عيلة.

جلس بجانبها وامسك رأسها طابعا قبلة اعلى جبينها لمراضاتها ليتخلص من تلك الحالة المزعجة: طب حقك عليا ياحبيبتي يا قلبي يا عمري ابوس ايدك بطلي عياط دماغي هاتنفجر.
توقف عقلها عن العمل عند سماع كلماته تلك، وبدأ قلبها بالخفق مجددا وتناست امر الهرة في ثواني، واطلقت عيونها قلوب حمراء وفراشات بيضاء تدور حولها، ابتسم بخبث لحالتها تلك، اما هي فهتفت بدون وعي: حبيبتك.

كتم ضحكته بصعوبة، وتحرك نحوها اكثر ومد يديه يداعب عنقها، فتلوت تحت يده ببطء، هاتفا بهمس: اه حبيبتي ومفيش غيرك حبيبتي.
تناست امر يديه التي تتحرك بحرية على عنقها وهتفت ببلاهة: بجد يا رامي انت بتحبني.
اقترب اكثر امام شفتيها وهمس ونظره معلق بهم: اه طبعا حبييتي.
فاغلقت عيناها تستمتع بتلك اللحظة وبداخلها تتمنى ان تسمع المزيد، لو قبلها الان ما اعترضت، حتى سمعته يهتف مجددا بخفوت: حبيبتي بس زي اختي.

فتحت عيناها بسرعة ونظرت له بصدمة، فوجدت ابتسامته الخبيثة تعتلي ثغره، تداركت الامر سريعا وهتفت بقوة مصطنعة عكس ما بداخلها: اختك!، ماشي يا رامي، تصبح على خير بقى.
فهتف بابتسامة سمجة: وانتي من اهله يا اختي ياحبيبتي انتي.
تملكها الغيظ فهتفت: بقولك ايه اعمل في حسابك من بكرة انا هنام هنا وانت هتنام هناك، تصبح على خير.

لم يعيطها رد فالتفت له وجدته يغلق عيناه متظاهرا النوم، اغتاظت منه لتجاهلها مسكت الوسادة والقتها في وجهه، ففتح عيناه بسرعة يرمقها بغضب لفعلتها، استدرات بسرعة وهي تضع الغطاء فوق رأسها وتهتف بتحذير: والله لو ضربتها فيا هارجع اعيط تاني ومش هاتعرف تسكتني..
اقترب منها وجذبها عنوة وعانقها من الخلف وهتف بخشونة: اول واخر مرة تعمليها يا شهد، ودا عقابك هتنامي في حضني، نامي بقى ومسمعش صوتك الحلو دا.

ثاني يوم
جلست بتوتر امام وكيل النيابة، فهتف هو بعملية: انتي يا ست مديحة كنتي اول واحدة شفتي حسني وهو بيقتل سميحة.
هزت رأسها وهتفت بتوتر: اه يا بيه.
المحقق: طب احكيلي كدا اللي حصل يومها.

ابتلعت ريقها وهتفت بارتباك: بص يا بيه انا كنت رايحة ازورهم يعني كامنه يبقى حما ابني وكدا، ولما طلعت على السلم لقيت الباب موارب سنة قربت كدا شوية وركزت لقيته بيدب السكينة في ضهرها بكل غل يا بيه مفيش في قلبه رحمة، ووقعت على الارض طبت وقعت ماتت انا جسمي اتلبش يابيه وخوفت محستش بنفسي الا وانا بصرخ.
وكيل النيابى: اممم طب ليه بلغتي عنه وصرختي ومش ساعدتيه يهرب مثلا وانتوا كنتو متفقين على الجواز.

شهقت بصدمة مصطنعة: انا وحسني نتجوز ازاي يا بيه وهو كان متجوز اصلا.
وكيل النيابة: عادي يا ست مديحة الشرع محلله اربعة، وبعدين هو قال انكوا متفقين تخلصوا من سميحة الاول بحبسها.

هزت رأسها بنفي وهتفت بقوة: يخيبه راجل كداب بيجر رجلي معاه في القضية حسني الكلب، دا راجل سمعته لامؤاخذة زفت يابيه وزمان كان محبوس في قضية سرقة، اناطول عمري مبرتحلوش، لامؤاخذة عينه زايغة بس انا كنت بديله على دماغه، يابيه انا مش عارفة اي حاجة عن كل اللي انت بتقوله دا، انا ست في حالي وانزل اسال عليا الحارة كلها، هايشهدوا بادبي، وبعدين يابيه اللي بيتكلم دا لازم يكون معاه دليل، هو فين دليله اني كنت هاتجوزه، راجل خرفان تلاقيه محروق مني علشان صرخت ولميت الحارة وفضحته على عملته دي.

هز المحقق رأسه عدة مرات وهو ينظر لها مطولا، بعد فترة من الزمن، خرجت من الغرفة تنهدت بقوة وهتفت براحة: يالهوي الحمد لله خلصت يا زكريا.
هتف زكريا مطولا: الحمد لله ياما خير.
ربتت على كتفه: اه يا واد خير...
رأت حسني يأتي من اخر الطرقة، مكبل يداه، فهتفت بصراخ: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حسني قتلتها يا مفتري دي كانت ست طيبة، حرام عليك يا ظالم.

تسمرت قدماه بصدمة من فعلتها، بينما هتف زكريا بخشونة: ربنا ياخدك، ان شاء الله ربنا هايرحمنا منك وتاخد اعدام.
جذبت زكريا خلفها مسرعة تهبط الدرج متجاهلة ذلك الواقف وعلامات الصدمة تعلو وجهه: يالا يابني ربنا يبعدنا عن الاشكال دي...
فهتف العسكري: يالا يا متهم ادخل للباشا.
نظر له حسني وهتف بدون وعي: مديحة خانتني وباعتني في اول الطريق، مديحة باعتني.

زكريا: يالا ياما خلينا نروح، انا سايب سلمى لوحدها.
مديحة: لا يا ضنايا روح انت ورايا مشوار كدا هاروح اعمله واجاي.
زكريا: مشوار ايه؟!
مديحه: هاروح اتمن الغوايش بتاعتي علشان ابيعهم واوضب شقتك انت وسلمى ان الاوان تقعدوا براحتكوا يابني.
ابتسم بسعادة مردفا: ربنا يخليكي ليا ياما، انا هاروح وانتي متتاخريش.

تركها زكريا وهو يعبر الطريق حدقت في اثرة مغمغمة: كدا انا خلصت من حسني، والدور على ليلى، وبعد كدا افوقلك يا سلمى يا مرات ابني يا حبيبتي.

بمنزل كريم...
جلست بجانب كريم تتجاهل نظرات كريمة لها، شعر بها كريم فامسك يديها وطبع قبلة رقيقة عليهم، نظر له والده بسعادة، فغمز له كريم بخفة، بينما استشاطت كريمة بداخلها فهتفت بتهكم: قاعد يعني انهاردا يا كريم من الشغل، ايه المدام تعبانة ولا ايه.

كريم: لا يا عمتي كان ورايا عمليات كتير امبارح فقولت اخد اجازة واقعد مع مراتي واهو انتي منوراني انهاردا، وبعدين لو ليلى تعبانة انا هاخد اجازة مطولة واقعد جنبها..
ابتسمت بسخرية، فدق جرس الباب، نهضت واشارت لكريم بالجلوس مردفة: دي واحدة صاحبتي خليكوا قاعدين.
اختفت من امامهم، فامالت ليلى عليه وهي تهتف بحب: ربنا يخليك ليا ومتحرمش من وجودك في حياتي.

التمعت عيونه بسعادة حقيقة لما تهتف: ويخليكي ليا يا حبي الاول والاخير...
انتبهوا على صوت كريمة الحاد: شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة...
نظروا جميعا لتلك المرأه الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها: ام زكريااااااا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة