قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن والعشرون

استقلت التاكسي وبداخلها مشاعر متضاربة، خوف على سلمى من مديحة وزكريا، وقلق على سميحة وما يفعله بها حسني، وغضب من حسني وما فعله بابنته، اخرجت هاتفها وقررت محادثة رامي، وضعته على اذنها واتاها صوته الرجولي: الو يا حبيبتي.
سرت رجفة في جسدها اثر ذكره كلمة حبيبتي، صمتت قليلا تستوعبها او بمعنى اصح تتذوق مذاقها، فهتف مرة اخرى بقلق: شهد.
تنحنحت بحرج وهتفت بخفوت: معاك يا رامي.
رامي: في حاجة يا حبيبتي.

اخفضت صوتها وهتفت: انا نزلت من البيت ورايحة البيت عند امي...
قاطعها رامي بسرعة: نازلة فين يا شهد ومن غير اذني، وازاي تروحي هناك لوحدك.
شهد: حسني الكلب جوز سلمى لخطيب ليلى زكريا هو وامه مش كويسين وزمانهم مبهدلينها وطبعا امي ساكتة، انا لازم اروحلها وانقذها يا رامي.
هتف رامي بتحذير: ماشي يا شهد اقفي على اول الحارة واياكي تدخلي وانا دقايق وهاكون عندك، شهد لو دخلتي لوحدك مش هاعديهالك بالساهل.

شهد: حاضر يا رامي، هاستناك ومش هادخل الا بيك.

في قسم الشرطة...
هتفت ببكاء: يابيه والله انا بريئة.
هتف الضابط المسؤول: اسكتي يا ولية، انتي ممسوكة متلبسة بتزوري صور لمين انطقي.
هتفت بتلعثم: مش، مش لحد يابيه، انا جيت...
قاطعها بسخرية: ايه عاوزة تقولي جيتي غلط ولا ايه؟!، انتي هاتضحكي علينا ولا ايه.
حول بصره لسامح الواقف بخوف وهتف بصوته الجهوري: قولي يلا الست دي كانت عندك بتعمل ايه..
هتف سامح بارتباك: كانت يا بيه جاية تعمل فوتوشوب لواحدة.

الظابط: وقبضت كام؟!
سامح: الف ونص يا بيه، نصهم لما اخدت الصورة ونصهم انهاردة قبل ما انتوا تدخلوا علينا..
التقط الظابط الصور من على المكتب وحدق بهم وهتف: مين دي يا ولية انطقي احسنلك، اصل كدا كدا هانعرف مين دي، بمعرفتنا هانعرف، انطقي.
قال كلمته الاخيرة بصوت هز ارجاء المكان، فزعت مديحة وعادت للخلف خطوتين وهي تهتف بتلعثم: دي مرات ابني يا بيه.
الظابط: مراته ولا طليقته.
مديحة بخوف: مراته يا بيه.

اتسعت عيناه بصدمة واقترب منها وهو يجز على اسنانه بغضب وقال: مرات ابنك يعني شرفه، تقومي تفبركيلها صور يا عديمة الاخلاق والدين، هي حرقاكي اوي كدا، انتي اوسخ حد شوفته لغاية دلوقتي...
هتفت ببكاء مزيف: يا بيه انا..
قاطعها بصفعة على وجهها وهتف بغضب: اخرسي مسمعش صوتك ابدا، لغاية ما اخلص مع الكلب التاني.
اؤمات بخوف وهي تضع يديها على مكان الصفعة تتحسها بألم.

بمنزل كريم.
فتح عينيه بتثاقل، شعر بألام تغزو رأسه وعنقه نتيجة لنومته على كرسي ابيه طول الليل، نهض بصعوبة حاول تحريك رأسه يمينا ويسارا لعل تلك التمرينات تقلل من الالم قليلا، نظر في ارجاء المنزل وجده فارغ بلا روح، هتف بضعف: بابا.
ثم تابع بضعف اكبر وبنبرة مهزوزة: طب ليلى، كلكوا سبتوني.

استفاق على طرق الباب، اتجه صوب الباب بخطوات بطيئة، فتح الباب فظهرت كريمة بثيابها السوداء واعينها المنتفخة، رمقها بغضب وهتف بخشونة: ايه اللي جابك هنا.
هتفت بهدوء: ايه يا كريم مش هاتخليني ادخل.
هتف بغضب: لا مش هاتدخلي ولا بقيت عاوز اشوف وشك دا، انا من انهاردا مبقاش ليا عمة اسمها كريمة، انت موتي بالنسبالي فاهمة يعني ايه موتي.

امسكت يداه تترجاه وتهتف بندم: والله يابني والله انا مكنش قصدي كدا، انا كنت كل اللي في بالي انك تطلقها بس، مش قصدي اموت اخويا اللي حلتي يا كريم، انا هاموت من امبارح لما مش سمحتلي اشوفه واسلم عليه لاخر مرا.
هتف كريم بقوة فبرزت عروقه في عنقه: علشان انتي السبب، تشوفيه ليه يا كريمة وانتي خربتي حياتي موتيلي ابويا وليلى مشيت عملت فيكي ايه علشان تطلقيها تقدري تقوليلي.

كريمة ببكاء: كنت شايفها مش من مستوانا وكنت عاوزلك بنت وزير ولا رجل اعمال ترفع اسم العيلة لفوق، فكر...

قاطعها كريم بقوة: اه شايفها مش من مستوانا زي امي، لما بهدلتيها في حياتها كدا طول عمرك تبصي لنفسك من فوق واللي اقل منك دا حقير ميستحقش يعيش، انتي قلبك مفيهوش مكان للحب للاسف متعرفيش يعني ايه الواحد يحب ويعشق انا بشفق عليكي جوزك مات وسابك وزهق من تفكيرك واخوكي مات بردوا بسبب تفكيرك بس الفرق انه مش مسامحك عارفة يعني ايه ميت مش مسامحك.

طأطأت راسها وهي تبكي بندم، اغلق كريم الباب ف وجهها وهتف بصوته الجهور: اخر مرة بقولك اطلعي برا حياتي وانا بالنسبالك ميت وانتي بالنسبالي موتي.
خرجت من البنايه وهي تبكي ندم على فقدانها لاخيها وابنه ايضا اصبحت وحيدة، بلا اهل ايضا وكان هذا اكبر عقاب لها.

وقفت تنتظر قدومه بفارغ الصبر حتى ظهرت سيارته، تابعته بعيناها وهو يهبط منها، تقدمت منه بعض الخطوات وهتفت بسرعة: يالا بينا يارامي بسرعة.
جذبها من مرفقها وهتف بضيق: اهدي كدا بس انتي رايحة تعملي ايه علشان ابقى عارف بس..
شهد: رايحة اخد اختي من الحيوان اللي اسمه زكريا دا.
رامي: انتي مش بتقولي انه اتجوزها، ناخدها ازاي هي عيلة يا شهد، دي بنت كبيرة وكمان متجوزة.

هتفت بحنق: مش عارفة يا رامي هاعمل ايه بس المهم اروح اطمن عليها يالا بس..
اؤمئ بضيق التفت بسرعة حتى تذهب لجهتها وجدت سيارة الاسعاف تخرج من حارتهم وسكان الحي متجمهرين، توقفت تنظر بتركيز فوجدت عبدو امامها، نظر لها بصدمة وهتف: شهد معقولة لسه فاكرة تيجي.
قطبت ما بين حاجبيها وكانت على وشك الرد ولكن صوت رامي الغليظ مانعها: انت تبقى مين.
التفت له وهتفت: رامي، دا يبقى عبدو جاري.

ثم تابعت موجهة حديثها لعبدو: في ايه يا عبدو وايه عربية الاسعاف دي واخدة مين...
رأها نسوة الحارة تجمعوا حولها وهم يرمقوها بحزن
فهتف جارة لها: يا حبيبتي يابنتي جاية بعد ايه، ملحقتش تشوف امها.
مصمصمت الاخرى شفتيها وهتفت بحزن: كنتي تعالي ياشهد الحقي امك واختك يا حبيبتي.
صرخت شهد وقالت: مالها امي واختي في ايه.
امسكها رامي من كتفيها وهتف بهدوء: اهدي يا حبيبي هانفهم دلوقتي...

ثم هتف بصوته الجهور: ممكن نفهم في ايه؟!، مالها خالتي وسلمى.
هتف عبدو بحزن حقيقي على حالها: امك يا شهد حسني قتلها وهي دلوقتي في المشرحة، وسلمى زكريا زقها من فوق السلم ووقعت والاسعاف اخدوها وهو اتقبض عليها.
اتسعت عيناها بصدمة، وزاد اضطراب قلبها، وعلت انفاسها، تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة، وهتفت بهمس شديد: امي ماتت.

داهمها دوار في رأسها، وزاغت انظارها، وقعت فاقدة للوعي اثر تلقيها صدمة موت والدتها، وما حدث لاختها.
التقطها رامي بسرعة كالريشة، وذهب صوب سيارته يتجه بها لاقرب مشفى والخوف ياكل صدره، قاد سيارته باقصى سرعة وصل للمشفى حملها وذهب بها للطوارئ...
بعد مرور ساعتين...
فتحت عيناها ببط وتأملت الغرفة وجدت رامي ينحني بجذعه الاعلى عليها، هتف رامي براحة: الحمد لله فوقتي يا حبيبتي، اخيرا طمنتي قلبي..

اعتدلت في جلستها فساعدها على الجلوس، تذكرت حديث النسوة، وتردد في اذنها حديث عبدو: امك حسني قتلها، وسلمى زكريا ووقعها من السلم.
نظرت لرامي بأعين دامعة وهتفت بصوت مبحوح: امي يا رامي، امي ماتت وانا معرفش، امي ماتت وانا بعيدة عنها، الكلب قتلها.

امسكها رامي من كتفيها وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بحزن: بالله عليكي اهدي، احتسبيها عند الله يا شهد، ربنا يرحمها ياحبيبتي، مش هاتقدري ترجعي اللي فاات، فوقي كدا علشان تبقي جنب سلمى.
تذكرت شهد امر سلمى فهتف بقلق: سلمى، ايوا هي كويسة؟
اؤمى براسه وهتف بهدوء: ايوا كويسة الحمد لله، بس كانت حامل فقدت الجنين، هما دلوقتي بيحاولو يظبطوا السكر، فقدت دم كتير، بس الدكاترة بيطمنوني انها هاتبقى بخير.

نهضت وهي تهتف بقوة: ايوا لازم اقف جنبها علشان اخد حقها من الكلب زكريا دا مش هاسيبه يتهنى ولا هو ولا امه.
جذبها لاحضانه وهتف بحنان: طول مانا جنبك متخافيش من اي حاجة انا معاكي واللي انتي عاوزاة تعمليه انا هاقوم بيه.
دفنت وجهها في صدره وبكت: ربنا يخليك يارامي.
رامي: ويخليكي ليا يا شهدي.

بمنزل رامي..
سالها الصغير ببراءة: الساعه بقت ٨ وبابا اتاخر اوي يا طنط ليلى.
تعجبت وسالته: هو انت بتعرف في الساعة يا حمزة؟!.
اؤمى وهتف: اه بابا معلمني اعرف في الساعة..
ثم تابع بضيق طفولي: هو بابا وشهد هايتاخروا كتير.
ليلى بقلق: والله ما عارفة يا حمزة، انا باين غلطت لما قولتلها بس كنت بحسب انها عارفة.
حمزة: طب اتصلي عليهم تاني.
ليلى: تليفوناتهم مقفولة، هو انت مش عاوز تقعد معايا ولا ايه؟!

حمزة: لا عاوز، بس انا عاوز بابا وشهد.
ليلى: انت بتحب شهد اوي كدا.
حمزة: اه اوي اوي، شهد دي صاحبتي انا بحبها اوي، انا بنام وبخاف اصحى مش الاقيها، بس بابا بيقولي عمرها ماتمشي ابدا هو وعدني بكدا، ولما بابا بيوعدني مش بيخلف وعده ابدا.

تذكرت وعدها لكريم بان لا تتركه مهما حدث، تجمعت الدموع في عيناها بسرعة حبستهم بقوة وهتفت في سرها: خلاص مش هاعيط على حد تاني ولا هاضعف تاني، واللي فات مات يا ليلى، متسمحيش لحد انه يضعفك ولا يهزك، سواء كريم او غيره.

فاقت سلمى بتعب ظاهر على وجهها، والام تغزو جسدها، فتحت عيناها على شهد وشاب يقف بجانبها، هتفت بضعف: شهد.
اقتربت منها شهد بسرعة وهتفت: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي كويس انك قومتي بالسلامة ليا.
سلمى بصوت ضعيف للغاية: اخيرا جيتي يا شهد وحشتيني اوي.

طبعت شهد قبلة اعلى جبينها وهتفت بحزن: والله ما كنت اعرف يا سلمى، ولما عرفت جيت جري، انا اسفة يا حبيبتي انا هاخدلك حقك منه الحيوان دا، خلاص مش هايقدر يعملك حاجة.
سرت رجفة في جسدها اثر ذكر سيرته، وضعت يداها تلقائيا على بطنها، فهتفت شهد باسف: معلش يا حبيبتي البيبي نزل بسبب وقعتك كانت قوية جدا.

ابتسمت سلمى بتهكم: انتي فاكرة اني هازعل، انا هاحمد ربنا انه نزل يا شهد، انا لايمكن اعيش معاه، والبيبي دا كان هايتولد محكوم عليه بالضياع، الحمد لله على كل حال.
ابتسمت شهد براحة وهتفت: الحمد لله ياحبيتي، الحمد لله انك رجعتيلي بالسلامة، والله لانتقم من حسني الكلب وزكريا على اللي عملو فيكوا.

مر يومان على وجود ليلى وسلمى في منزل رامي، ووجود زكريا في قسم الشرطة، وتتوالى التحقيقات مع مديحة وحسني، حبس كريم نفسه في المنزل، ووحدة كريمة واحساسها بالندم وخصوصا مع كوابيسها بجمال...
في منزل رامي..
وقفت شهد وهتفت بتذمر: يعني انتو الاتنين عاوزين تتطلقوا وعاوزني اروح لرامي علشان اقوله..
اؤمات سلمى بقوة: اه طبعا عاوزة اطلق، انا لايمكن افضل على ذمته دقيقة واحدة بعد اللي حصلي.

بينما التزمت ليلى الصمت، فهتفت شهد بمكر: طب سلمى وليها عذرها يا ليلى، انتي بقى ايه عذرك علشان تطلقي.
رفعت ليلى بصرها وهتفت متصنعة القوة: وانا كمان لازم اطلق يا شهد وانا ليا اسبابي، واظن انتي عارفها كويس.
زمت شهد شفتيها بضيق: طب فكري يا ليلى، الطلاق مش حاجة سهلة، وخصوصا بين اتنين بيحبوا بعض.
ليلى بتهكم: مين دا اللي بيحبني، كريم!، مفيش حد بيحبني يا شهد، كريم حبه كان خدعة.

شهد: لا يا ليلى مكنش خدعة، هو كدب وغلط ووارد كلنا نغلط وانتي نفسك غلطتي في حق نفسك وحقي وسامحتك، يا ليلى فكري كويس قبل ما تندمي.
ليلى باصرار: فكرت كويس يا شهد وخلاص انا مش هاسمح لحد يهدني بعد كدا، انا لازم اتغير وابقى حد تاني وانسى ليلى بتاعت زمان، قولي لرامي يروحله يكلمه ويطلقني.
هتفت شهد بضيق: حاضر.

خرجت من الغرفة وتوجهت صوب غرفة رامي، امسكت المقبض وهي تهتف بضيق: يالهوي اكلمه ازاي دلوقتي بقى، دا لاوي بوزه في وشي، يالا ربنا يستر بقى.

دخلت الغرفة ولاحت على ثغرها ابتسامة عريضة، كان يتابع رسمه رفع بصره لها رمقها بضيق واخفض بصره مرة اخرى يتابع رسمه، تقدمت منه وجلست بجانبه وهتفت بهدوء: انا عارفة انك زعلان وليك الحق، بس هما يا رامي كانوا واحشني والله وكنت عاوزاة اشبع منهم وخصوصا سلمى كانت محتاجة اللي يراعيها بعد اللي حصلها.

هتف رامي بضيق: طب وانا فين من كل دا، شهد انتي تقريبا نسيتي كلمة بحبك الي لسه قايلهالك من يومين، انتي زي مايكون قولتلك بكرهك فابعدتي عني.
شهد: انت قصدك يعني انها مأثرتش فيا، ومش حستها منك.
رامي: دا الظاهر قدامي.

تجمعت الدموع في عيناها سريعا وهتفت: غصب عني، اللي حصلي مكنش سهل امي تموت وانا مش جنبها والله اعلم احساسها كان ايه وقتها، واختي تتبهدل بالطريقة دي اكيد يا رامي هتاثر نفسيا انا مش جبل علشان افضل استحمل واكتم واتعامل عادي، اختي كانت وحشاني يا رامي كنت عاوزاة اشم ريحة امي فيها، وفي نفس الوقت انا مضايقة من نفسي اني ببعد عنك بس غصب عني.

رامي: انا مش عاوز اعرف دا كله، انا عارفو وحاسه كويس من غير ما تتكلمي، اللي انا عاوز اعرفه انتي حبتيني، حسيتي كلمة بحبك مني، اثرت فيك ولا لأ.
اخفضت بصرها، وهتفت وهي تزيل دموعها بصوت خافت للغاية: اثرت.
رفع وجهها بطرف ابهامه وهتف بخفوت ايضا: مش دي اللي انا عاوز اسمعها يا شهد.
ابعدت بصرها بعيدا عنه وهتفت بتوتر: مش لازم تسمعها انت اكيد بتحسها مني.

هتف باصرار: لا لازم اسمعها لان هي دي اللي هاتخليني اغفرلك اي بعد وهاتصبرني بعد كدا، بصي في عيني وقوليها، بردي نار قلبي يا شهد حياتي، انا عشت سنين بحلم تكوني جنبي ويوم ما تبقي...
قاطعته وهي تهتف بهمس: بحبك..

لمعت عيناها بوميض غريب، مع ظهور ابتسامة على ثغره، بينما هي نطقتها اخيرا بعد معاناة، خفق قلبها بشدة لنظراته لها، اقترب اكثر بوجهه وطبع قبل بسيطة على شفتيها وهو يهتف بين الحين والاخر: بحبك، بحبك اوي.
حاوطته بيديها تجذبه لها اكثر تنعم بحبه وعشقه ودفئ قلبه، نست امر طلاق سلمى وليلى، وتناست معه من هي وتاهت معا في لاحظات يسرقونها من الزمن...

بغرفة ليلى.
سلمى: ليلى، ليلى سرحانة في ايه؟!
استفاقت على هتاف سلمى لها وهتفت بدون وعي: ياترى بيعمل ايه دلوقتي...
ابتسمت سلمى بحب وهتفت: لما انتي بتحبيه يا ليلى عاوزاة تتطلقي ليه؟!

انتبهت لها وهتفت بدموع: علشان دا المفروض يحصل يا سلمى، انا هادوس على قلبي وابعد واطلق منه، اللي كريم عمله مش قليل، يمكن انتي شايفاه بدافع الحب، بس الحب مالوش دوافع اذية، اللي كريم عمله مالوش غير مبرر واحد عندي وهو انه يمتلكني باي ثمن.
سلمى: بس باللي انتي حكتهولي يا ليلى، هو كان بيحبك اوي وصعب تلاقي حد بيحبك اوي كدا.
هتفت ليلى بتهكم: وصعب بردوا تلاقي يا سلمى حد بياذي بالشكل دا.

في غرفة رامي وشهد.
كانت نائمة على الوسادة، تمسك بالملاءة جيدا وتغطي جسدها وتخفي نصف وجهها بها، اما هو فاتكأ على مرفقه وتعلق بصره بها فهتف بجدية زائفة: اه يعني سلمى وليلى طالبين الطلاق وانا بقى الماذون صح..
اؤمات براسها وهي تكتم ضحكتها بقوة، فهتف بمزاح: عيونك على فكرة بتضحك.
انزلت الملاءة قليلا وهي تردف: هاتعمل ايه المفروض ابلغهم رايك..

اطلق تنهيدة قوية وقال: هو بالنسبة لسلمى، انا كلمت سامي له صاحبه محامي شاطر اوي، هو اقترح نروحله بكرا نهدده انه يطلقها ويكتب اقرار بعدم التعرض ياما السجن وانا شايف تخلص منه من غير شوشرة ويروح لحال سبيله، اما ليلى بقا هي كدا مش بتتسرع ولا ايه تهدا شوية في قرارها وبعدين انا هاروحله اكلمه بصفتي ايه.

هتفت شهد بضيق: والله قولتلها يا رامي اهدي واحكمي الامور مصرة بردوا، وبعدين يعني تروحله بصفتك ايه، انت تروحله بصفتك جوزي، اقصد يعني جوز صاحبتها وهو عارف انا ايه عند ليلى مش هايستغرب.
اقترب منها وهو ينظر لعيناها ويهتف بخفوت: سيبك انتي دول اللي شدوني من اول ما شفتهم، ولسه بردوا لما بقرب منك بيشدوني وبنسى نفسي.
ضحكت بغنج وهتفت بخجل واضح: شوف انا بقول ايه وانت بتقول ايه، انا بتكلم في حاجة مهمة.

اقترب منها وهتف امام شفتيها: لا سيبك من المهم بتاعك، انا هاقولك الاهم منه، خدي عندك ياستي رقم واحد انا بحبك.
هتفت هي الاخرى: وانا كمان بحبك.
ابتسم رامي بحب واكمل حديثه: رقم اتنين انا بعشقك..
ضغط على حروف الكلمة ببطء شديد، ففعلت هي مثلما فعل وهتفت ببطء: وانا كمان.
اشار الي عيونها وهتف: رقم تلاتة دول خطفوني من اول ما شفتهم.

فعلت مثلما فعل ولكنها هتفت بحديث نابع من القلب: ودول سحروني من اول ما شفتهم، سبحان من صورهم.
مال رأسه ناحيتها وطبع قبلة على احدى وجنتيها واردف: رقم اربعة، تعالي اقولك في ودانك علشان عيب حد يسمعنا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة