قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شمس في قلبين للكاتبة مروة نصار الفصل السابع

رواية شمس في قلبين للكاتبة مروة نصار كاملة

رواية شمس في قلبين للكاتبة مروة نصار الفصل السابع

ارتدت الفتاتان ملابسهما وفِي أقل من ساعة كانتا في طريقهما إلي مكان اللقاء، حاولت شمس في تلك الفترة حث شهيرة علي الحديث ولكنها امتنعت تماما بحجة أنه ليس لديهم الوقت الكافي، لذا بدلت شمس ملابس العمل بأخري وارتدت بلوزة بيضاء وجينز وتركت شعرها منسدل، أما شاهي فأرتدت طقم للبحر، عبارة عن بلوزة وشورت من نفس اللون الأحمر وبه نقشات علي شكل ورود صفراء صغيرة، ورفعت شعرها لأعلي ثم وضعت نظارتها السوداء .

وصلتا إلي مكان اللقاء وكان وليد في انتظارهما، وبمجرد أن وقعت عينيه علي شاهي، شعر أنه فقد الأحساس بكل شيء حوله، لم يعد يري سواها، عيناه كانت متعلقة بها، قلبه يرتفع صوت دقاته مع كل خطوة تخطوها نحوه، جسده يخبره بالحنين الذي طال والشوق الذي حاول كثيراً أن يطفئه مع العديد من الفتيات الجميلات، حتي كاد يظن أنه استطاع ولكنه لم يكن في حاجة سوي أن يراها مرة أخري ليعلم أنه فشل في هذا .

اقتربت الفتاتان وألقت شمس التحية عليه، وبالكاد استطاع ان يتغلب علي ما يعتمل بداخله ويجيبها ثم جلسوا جميعاً، بدأت شاهي الحديث قائلة: ايه بقا الحكاية يا وليد، ايه الجنان اللي صاحبك فيه ده،امبارح اتصرف تصرفات مجنونة وقلنا يمكن شارب حاجة، لكن الصبح ايه عذره .
صمت وليد قليلاً يحاول ان يبتكر عذر لا يسيء لصديقه وأجاب اخيراً:الموضوع كله سوء تفاهم، احنا فعلاً أسفين علي التصرف اللي صدر من قصي، وصدقيني يا باشمهندسة حضرتك غير مقصودة بالمرة، حصل بس التباس بين حضرتك وبين واحدة تانية وده اللي عمل المشكلة .
حدقت شمس به في دهشة فهي مازالت مستاءة مما حدث ولَم تقتنع بتلك الكلمات فقالت: يا سلام، اتبهدل واتهان والأستاذ تقريباً كان فاضل يمد ايه عليا وتقولي حصل التباس، انت بتهزر يا استاذ، ايه الكلام اللي مالوش معني ده .

شعر وليد بالحرج، حاول ان يفكر في حل سريع ينقذه من تلك الورطة ثم قال: صدقيني .. كل الحكاية ان احنا لينا منافسين في السوق والفترة دي احنا داخلين شغل مهم، والمنافسين عايزين يأخدوا الصفقة مننا بأي طريقة، وصلت لينا معلومات ان في شخصية جاية من طرفهم ومواصفاتها كانت مطابقة لمواصفاتك بالضبط، طبعا قصي متوتر جداً بسبب الصفقة لأنها فعلا مهمة وبيحاول بأي طريقة انه يأخد باله من كل التفاصيل، وميسيبش حاجة للظروف، وده سبب تصرفاته معاكي، أتمني انك تقدري موقفه وتسامحينا علي سوء الفهم اللي حصل، وياريت نبدأ بداية جديدة، أيه رأيك ؟.

صمتت شمس،وتبادلت النظرات مع صديقتها وهي من داخلها لم تصدق حرفاً واحداً مما قال، وعندما حاولت الحديث، اسكتتها شاهي وقالت: خلاص يا شمس، أكيد وليد مش حيضحك علينا، وبعدين أعتقد أنك أخدتي حقك، تبقوا خالصين .
ترددت شمس قليلاُ ولكنها في قرارة نفسها تعلم أن تلك الفرصة لن تتكرر قريباً، وأنها ستنقلها إلي مستوي أخر، فأجابت اخيراً: موافقة بس بشرط .
وليد: اتفضلي .
شمس: مش عايزة اتعامل معاه نهائياً .

نظر لها وليد بدهشة وقال: بس ده شرط صعب اوي، لأن ده فندقه وطبيعي هو محتاج يتعامل معاكي، في تفاصيل كتير صعب أخرجه منها .
أجابته: والله ده شرطي، انا مش حأعرف اتعامل مع الانسان ده تاني .
... طب ولو الأنسان ده جه لحد عندك وأعتذرلك علي التصرف البايخ اللي صدر منه، ممكن تسامحيه .
تفاجئت شمس والتفتت لمصدر الصوت، فوجدته يقف خلفها، هو بشحمه ولحمه، ( قصي الدالي ) .
جلس علي المقعد بجوارها وأكمل حديثه قائلاً: يعني مسمعتش رد منك .

تجاهلت شمس الرد عليه ونظرت إلي صديقتها نظرة تعني يجب علينا المغادرة الآن، لمس قصي ضيقها الشديد، فقال: أنا أسف واضح اني دايما قليل الذوق، ومد يده في اتجاه شاهي قائلا.: قصي الدالي
_ اهلا بيك، أنا شهيرة الدراملي .
_اتشرفت بمعرفة حضرتك، ممكن يا وليد تعزم الأنسة شهيرة علي جولة في الفندق لحد ما أحاول أقنع الباشمهندسة شمس أن أنا مش واد ملزق وارث فلوس أهلي .
نهض وليد علي الفور، فتلك هي اللحظة التي كان ينتظرها منذ ان وقعت عيناه عليها، وقد قدمها له صديقه علي طبق من فضة، مد يده طالباً يد شهيرة وقال: يا سلام تحت أمرك، شهيرة هانم تسمح ليا أخذها في جولة في الفندق .

نظرت شهيرة لصديقتها التي بدورها كانت ترسل لها نظرات توسل الا تتركها، ولكنها كانت مأخوذة بتلك اليد التى لم تستطع رفضها، نهضت من مكانها وهي تمسك يده وقالت: اكيد طبعا، مش حأتاخر عليكي يا شمس، قالت كلماتها وابتعدت مسرعة قبل ان يحدث أي شيء .
جلست شمس في مكانها كالتمثال، تشاهد شاهي وهي تبتعد ولا تعلم كيف تتصرف ؟، أما قصي فكان ينظر إليها ويري كل انفعالاتها وتعابير وجهها التي لو تحدثت لقالت له أكرهك، ومع ذلك شرد قليلاً في تفاصيلها، نعم ليست رائعة الجمال، مجرد فتاة عادية، تمتلك بعضاً من الجاذبية، والجمال الرقيق، ولكن بها شيء مختلف عن كل الأخريات، شيء يميزها، ولكنه لايزال لا يعلم ما هو ؟ .

استمر الصمت بينهما فترة، وهي تحاول ان تنظر في الاتجاه الأخر حتي لا تصطدم بنظراته، ولكنها فوجئت به فجأة يمسك يدها ويجذبها لتنهض من مكانها وهو يقول: قومي بينا يلا .
حدقت به شمس في ذهول وقالت: أقوم أروح فين .
قصي وهو بالفعل يتحرك ويجذبها خلفه: حتعرفي دلوقتي، مضي في طريقه وهو ممسكاً بيدها، يسرع في خطواته، لم يترك لها فرصة للكلام ولا حتي للأعتراض، استمر مسرعاً يهبط درجات الفندق حتي وصل إلي الشاطئ، لم يترك يدها قط، ولَم يبطأ في السير حتي لا تتوقف، تحرك نحو ممشي اليخوت، ثم توقف أمام يخت كبير، وقفز بداخله، ومد يده الأخري لها حتي يلتقطها .

وقفت شمس علي الممشي تنظر إليه وهي مترددة، لا تريد أن تكون معه في مكان منعزل، كما انها تخشي البحر، وقفت في حيرة، وحاولت أن تسحب يدها من يده ولكنه لم يقبل بذلك وقال: يلا انزلي، والا خايفة مني ! .
نظرت له بتحدي وقالت: أخاف منك أنت، ليه يعني .

فأجاب بأبتسامة: طالما كده يبقي أنزلي يلا، ولَم يترك لها فرصة الرد، أمسك يدها الأخري وجذبها للأسفل سريعاً، ليختل اتزانها وترتطم به، وتصبح بين أحضانه، لحظات من الصمت والخجل مرت بها وهي متشبثة بملابسه حتي لا تسقط، يدها علي صدره، تلمس عضلات جسده، تشعر بكل نفس يدخل إليه، عيناها تعلقت بعينيه، لا تعلم لما شردت فيهما، ما المختلف به ؟، شيئا ما يلمع بداخله، دقات قلبيهما بدت كأنها دقات قلباً واحد، متناغمان معا لا تسرع دقة عن الأخري، متطابقان تماما، ارتعشت شمس قليلاً وزاد ارتباكها، وأدركت انها أطالت البقاء علي صدره طويلاً فأبتعدت سريعاً إلي الخلف وهي تتمتم بصوت غير مفهوم .

وعلي الجانب الأخر انطلق وليد مع شهيرة في جولة داخل الفندق بعربة الجولف حتي انتهي اخيراً في مكان بعيد علي أطراف الفندق، يكاد يكون منعزل تماما، أوقف العربة ودار حولها ومد يده ليساعدها، هبطت شاهي ونظرت حولها لم تري احد فقالت: ايه المكان ده .
فأجابها وليد وهو يحتضن يدها بيده ويضعها علي قلبه: ده بقا يا ستي مكاني الخاص، ممنوع حد يجيء هنا، او يفكر حتي .
نظرت شاهي حولها وقالت: واشمعنا المكان ده .
فاجاب: حتعرفي دلوقتي .

امسك يدها وهبط معها بضع درجات حتي وصل للشاطيء وأشار لها ناحية اليمين، لتلقي نظرة تجعلها غير قادرة علي النطق .
وقف وليد يتأمل تعابير وجهها وهو يود لو يستطيع أن يأخذها بين أحضانه لتعلم كم أشتاق إليها، ثم قال لها: أيه رأيك عجبك !
تأملته وعيناها تلمع بالدموع وبعد أن بحثت طويلاً عن كلمات قالت: أنا مش مصدقة اللي انا شايفاه ده، مش عارفة اقول ايه .
تنهد وليد بقوة وأضاف: ليه مش مصدقة، احنا اتفقنا قبل كده اننا لازم يكون عندنا شاليه زي ده، ورسمنا كل حته فيه، الرسمة فضلت معايا، كل حاجة كانت فيها عملتها، حتي الورد الأحمر اللي علي المدخل ولون الخشب وشكل التراس، والسطح زي ما كنتي عايزاه، مش كده وبس، تعالي معايا .

أمسك يدها واتجه إلي الكوخ وصعد الدرجتين الأماميتين ثم فتح الباب لها، لتكتشف ان ما ستراه بالداخل له النصيب الأكبر من الدهشة، وقفت شاهي فاغرة فاهها، لا تملك المقدرة علي ان تعبر عما يجيش في قلبها الآن، تركت دموعها تتحدث نيابةً عنها، مزيج غريب من الدهشة والحيرة والشوق والحنين اجتاحها، شعرت معه كأنها عادت ثمان سنوات إلي الوراء، وأن الزمن قد توقف وعاد بها من حيث توقفا سوياً، وقفت والانبهار يشل حركتها، لقد كانت تقف في كوخ أحلامها، نفس الكوخ الذي رسماه سوياً ...نفس التفاصيل، لم يتغير به شيء، حتي من الداخل كل شيء كما كانت تحلم، نفس ألوان الستائر، والمفروشات، نفس شكل الأثاث، نفس اللوحات التي كانت تغرم بها في المعارض موجودة هنا علي الجدار، كل التفاصيل حتي الصغيرة منها لم يغفل عنها ولَم يغير شيء فيها، كأن التصاميم والرسومات التي كانا يقوما بها سوياً خرجت من الورق وأصبحت حقيقة .

ظلت تطوف من غرفة لغرفة ومن مكان لأخر وهي عاجزة عن تصديق ما تراه، وعندما وصلت لغرفة النوم وعبرت بابها وقفت مصدومة أنها ليست فقط كما طلبت بل وهناك علي الجدار خلف الفراش ... تقبع صورتها علي الحائط كما لو كانت هي، نعم هي تتذكر هذا المشهد جيداً كانت قبل الفراق بيومً واحد، كانت سعيدة جداً في ذاك اليوم، لقد باغتها يومها وسرق منها قبلة، كانت قبلتها الأولي، ولَم تكن تعلم أنها ستكون الأخيرة، كيف رسم هذا المشهد بتلك البراعة ؟، مشهد القبلة، كأنها تراه أمامها من جديد، حتى أنها شعرت بنفس الأحساس الذي راودها يومها، كما لو كان مذاق شفتيه ما زال في فمها، ملمس وجهه علي وجهها، يداه التي تحاوطها، ااه، آهه صدرت منها بلا وعي، والتفتت تنظر إليه وجسدها تسري به رعشة خفيفة، وكأنها ترسل له رسائل حب وشوق خفية، ويبدو أنه فهم الرسالة، فاقترب منها ببطء شديد وهو يتأملها جيداً، يمشي بعينيه علي تفاصيل وجهها الذي اشتاق اليه كثيراً، ثم توقف أمامها ورفع يده يلمس بها بشرتها الناعمة، ويتحسس شفتاها بأنامله، ثم حركها نحو شعرها وأزاح المشبك، لينسدل علي وجهها وكتفها كما يحبه هو، ثم عاد ينظر مرة أخري إلي عيناها بشوق ولهفة كبيرة وهو يتنهد بقوة، فهو يعشقها حد الموت، يرغب بها كرغبة الميت للحياة، ولَم يعد يقوي علي التحمل أو المراوغة، لذا لم يفكر كثيراً بل انصاع إلي أوامر قلبه، واقترب منها لينال قبلته التي لطالما حلم بها وانتظرها طويلاً .

أما هي فكانت تتلذذ بشعورها بقربه، بلمسة يده علي وجهها وشعرها وشفتاها، كانت خدرة من شراب عشقه، لم تكن تريد أن تفكر، كل ما تتمناه أن تعود مرة أخري إلي تلك القبلة، وبمجرد أن لامس شفتاه شفتيها، حاوطت عنقه بذرعاها وتشبثت به بقوة، كأنها تعلن له انك كنت وما زلت حبيبي .

وفِي مكان أخر في عرض البحر، كانت تجلس شمس في اليخت، وهو ينطلق يخترق المياه، بعد الكثير من المجادلة بينهما عن التحرك باليخت او البقاء في المرسي، انتهت في الأخير بأن حسم قصي أمره وقام بأدارة المحرك وانطلق به دون ان ينتظر موافقتها، جلست في أحد اركان اليخت مغمضة عيناها وقابضة بذراعيها علي العارضة، متشبثة بها بقوة خشية أن تسقط في المياه بسبب سرعته الجنونية، ظلت هكذا حتي سمعت صوت هدير المحرك يخفت، والقارب يخفف من سرعته حتي توقف نهائياً، فتحت عيونها لتجد نفسها في عرض البحر، محاطة بالمياه من كل اتجاه، ولا تري أثر لليابسة .
اقترب قصي منها وجلس بجوارها في هدوء وهو يتأمل الامواج الهادئة أمامه، ثم التفت نحوها: عارفة كل ما بحس أن في زحمة في دماغي بجيء هنا، عشان افضي كل الزحمة دي في البحر .

أدارت وجهها إلي الاتجاه الأخر له وقالت: ودلوقتي أنا هنا ليه .
أجابها بهدوء: عشان حسّيت أن جواكي زحمة كتير أوي،فحبيت تيجي هنا، جربي تقعدي كده في هدوء، وترمي مشكلة مشكلة في البحر، اقعدي غربلي كل حاجة جواكي، حتحسي براحة كبيرة، أعتبريني مش هنا، وجربي .

حاولت شمس أن تستمع له وتحاول ولكنها كانت تشعر بالتوتر الشديد وهي في قربه، لذا ابتعدت عنه قليلاً وجلست في مقدمة اليخت، حاولت أن تصفي ذهنها وتقوم بمحو كل الضجيج الصادر من قلبها، جلست تتأمل المياه وتفكر في حياتها، وما لبثت سوي دقايق وعاودتها نفس الذكريات مرة أخري، كأنها مطبوعة علي صفحة الماء، او كأنها فيلم تراه أمامها، تذكرت كل شيء حتي قبلته الأخيرة التي جاهدت نفسها الا تتأثر بها، كانت تشعر بالضياع .. لم تعد تعلم من هي، لقد كانت تعرف هويتها في وجوده، أما الأن فهي كالتائهة، تشعر بأنها اقتلعت من جذورها ولَم تعد تعرف أين تكون ؟، وبدون وعي بدأت دموعها تنهمر علي وجنتيها، كانت تشعر بالبرودة تسري في جسدها ورعشة خفيفة انتابتها، وبكاء مستمر علي ما فقدت، لم تشعر به في بادئ الأمر عندما اقترب منها وجلس بجوارها، لم تشعر به البته، كانت في دوامتها الخاصة تصارع ما تبقي بداخلها من أثر تلك الصدمة التي مازالت لا تستطيع تقبلها .

أما هو فجلس بجوارها يري دموعها، ونحيبها الذي بدأ يعلو، وجهها يتلالأ من أثار الدموع، عيناها تائهتان تبحثان عن قارب النجاة، وجسدها يرتعش، شعر أنها بحاجة للأمان، عيناها تقول هذا، جلس بجوارها لا يعلم ماذا يفعل ؟، ولكنه شرد مرة أخري في الحلمان اللذان رآها فيهما، نعم أنها هي، لم يخطأ، كان الفضول بداخله يتآكله، لماذا رآها في الحلم ؟، لماذا هي دون الجميع ؟، ما المختلف فيها ؟، ما الذي يميزها ؟، ما سرها ؟، جلس بجوارها يشاهدها وهو يتساؤل، وعندما زادت ارتعاشة جسدها نهض سريعاً ليحضر لها ما يدفئها، بحث في الخزانة ثم عاد وجلس بجوارها ومد يديه ليحاوط كتفيها بيديه وهو يضع الجاكيت عليها .

انتفضت شمس بمجرد أن شعرت بوجوده ولمست يديه بشرتها، ارتعدت وهو يحاوطها بيديه، كان شبه يحتضنها، وبرغم قربه الشديد رفعت عينيها في مواجهته، لتجد شفاهه أمامها، كأنها تناديها، جذبت نفسها بعيداً عنه، وقالت له: لو سمحت رجعني .
_ طيب استني شوية .
بحزم وهي تنظر للأسفل: أرجوك عايزة أرجع .
أقترب منها ومد يده ولمس وجنتها برقة ثم قال ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة