قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

وهل رأيت من أحب الكذب يومًا ؟!
بالطبع لا، ولكن هي أحبته، لا بل هللت ورحبت بكذبة جعلت قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من إضطراب دقاته العاشقة!
دقاته التي لم يُعترف بها حتى الان!؟
وشم وشمًا لا يزول حتى بالنيران!
وشمًا كان أساسه نيران - متملكة -!
أقتربت منهم لتضع الأكواب امام ياسين الذي قال بابتسامة:
تسلم إيدك يا مدام
وردت بتلقائية ادهشته:
أنا أنسة مش مدام
رفع حاجبه الأيسر وهو يسألها متعجبًا:.

هو مش حضرتك مدام سليم؟
والأجابة لم تكن من حقها تلك المرة، تكفلت دارين بأجابة مخصبة بالإهانة كعادتها:
لأ طبعًا، أنا مدام سليم، دي الخدامة، مش معقول مش باين على لبسها؟!
هزة رأس بسيطة مع ردًا أكثر احراجًا لها:
بصراحة اه مش باين، الأنسة ماشاء الله شيك جدًا واللي يشوفها يقول ست بيت، مش بتشتغل هنا خالص يعني
وتعمد إزالة كلمة خدامة التي وضعتها هي مسبقًا من كلامه..

ربما شفقةً على تلك المسكينة التي تلون وجهها بألف لونًا ولون!
الأحمر، لون الخجل والغضب معًا
والأصفر، من إهانة باتت دورية تعاد عليها مرارًا وتكرارًا!
وهنا نطق سليم بجدية:
خلاص روحي إنتِ يا سيلا
همس ياسين بابتسامة ودودة:
كمان سيلا، أسم جميل أوي
وأشتعلت نارًا بصدره من مغازلة صريحة لا يستطيع التغاضي عنها!
تؤرق دقات قلبه الذي جهر بالأعتراض، وتكسح أي هدوء او راحة تقابلها!
فصاح فيه بحدة:.

خلاص يا دكتور ياريت تحترم البيت والراجل اللي أنت قاعد معاه
غمغم معتذرًا بصدق:
معلش يا أستاذ سليم، أنا بس بديت إعجابي بالأنسة لكن مش قصدي أي حاجة تاني يعني
نظر سليم لسيلا يزمجر فيها غاضبًا من إستقبالها لتلك المغازلة على وتيرة الصمت:
ما خلاااص مش قولت إمشي مستنية إية، امشييي
وهمست بصوت شبه باكٍ:
عن اذنكم
ثم أستدارت لتذهب وهي تكبح دموعها بصعوبة كعادتها..

أصبحت متيقنة أنها لن تكون في صراع مع تلك العقربة أو صقرها إلا وتخرج منهزمة مُهانة منه!
هي لم تكن ضعيفة يومًا هكذا..
لم تكن تصمت عن الإهانة ابدًا، ولكن تلك الرهبة هي من تمنعها من الدفاع عن نفسها دومًا!
نظر سليم لدارين يقول ببرود:
يلا يا دارين روحي شوفي وراكِ إية، أنا ودكتور ياسين هنتكلم في حاجة خاصة
اومأت موافقة بامتعاض لتنهض:
أوكيه، هستناك في أوضتك يا سليم، عن اذنك، عن اذنك يا دكتور
همس ياسين ببلاهه:.

أتفضلي اتفضلي
أستفاق من الحوار الذي حدث امامه وكان أشبه ل - مسلسل مصري ساخر - على صوت سليم الأجش:
أتفضل يا دكتور قول حضرتك كنت عايز إية؟
منذ ثواني كان المشاهد، الان سيصبح الضحية التي يشاهدها المشاهدون بالتأكيد!
قال لنفسه هكذا قبل أن يرمق سليم بنظرة جادة قائلاً:
بما إنك تعتبر أخو نادين، وأهلها وكل حاجة ليها، ف أنا كنت عايز أتكلم معاك في حاجة بخصوصها
سأله سليم متوجسًا:.

إية هي، ادخل في الموضوع على طول من غير مقدمات يا دكتور
اومأ ياسين متابعًا وقد تحلى ببعضًا من الشجاعة:
أنا كنت عاوز أطلب ايديها منك
رمقه سليم بنظرات متعجبة، أي زواج يريد حدوثه هذا؟!
أي رابطًا يجبره على الزواج ممن قد لا تُشفى لاحقًا!
زواج ممن لا تدرك ما يحدث حولها حتى الان!؟
وهمس بسذاجة:
إزاي يعني؟
رفع ياسين كتفيه مجيبًا ببساطة:
جواز على سنة الله ورسوله يا سليم
أستعاد سليم رباطة جأشه وهو يسأله بجدية:.

لية يعني؟ إستحالة تكون دايب في نظراتها، أو تكون شايف فيها زوجة مناسبة وهي أصلا مابتعملش حاجة
شرد في اللحظات القليلة التي جمعته بها، في لحظات خلدت بين جدران ذاكرته بحروف لامعة بعشقًا - غريب - إلى حدًا ما!
ليتنهد مردفًا:
اه، تقدر تقول دايب في نظراتها، أنا نفسي مستغرب نفسي إزاي ويعتبر الحوار ما بينا من طرفي أنا بس، لكن أساسًا انا كنت بشوف نادين من بدري، من ساعة ما أنت جيبتها الدار معاك.

اومأ سليم وهو ينظر له متفحصًا هيئته الشاردة فيما هو متأكد منه، ليهتف بابتسامة عادية:
تمام، إن شاء الله هرد عليك قريبًا، وتكون قولت لأهلك عشان يجوا معاك لو في نصيب بأمر الله
اومأ ياسين مهللاً بفرحة زالت نصفها من بروده كلماته الثقيلة:
بأذن الله، أكيد
ثم همس بخلده في حيرة تملكت منه:
وأنا هقنع أبويا إزاي بس ياربي!
عاد على صوت سليم المازح:
طب يلا مش هتطلع تشوف شغلك ولا إية يا دوك، هنقضيها سرحان؟

ومن أكثر منه شوقًا لرؤية معشوقته التي لا يعادل ربعها حتى من ذاك الشرود المكروه أحيانًا!؟
رمق سليم بنظرات امتنان وهو يقول:
لا طبعًا، أكيد هي فين أوضتها؟
أشار له سليم واحدى الخدم يقترب:
علي هيوريهالك، والمساعدة معاها فوق عشان لو احتاجت حاجة
اومأ ياسين بابتسامة مشتاقة:
ماشي بعد اذنك هطلع انا بقا
وغادر على عقبيه تاركًا ذاك الصقر الذي لمسته كلمات ياسين العاشقة بحق!
واخذ يتساءل بحيرة شاردة، متمنية.

هل قد أقع يومًا فريسة لذلك العشق؟!

وعندما يصبح الألم جزءً لا يتجزء منك، لا تعترضه ولا يعترضك، فيتسلل لخلاياك كمخدر، مؤلم حد الموت !
لم تعد رقية تشعر بجسدها من كثرة الضربات التي تلقتها من هنا وهناك، شفتاها الوردية أصبحت حمراء كلون الدماء!
ولكن، فلنحذف - كَ - فهي فعليًا أصبحت غلافها الدماء، تضامنًا مع اجزاء جسدها التي مالت للأحمرار الزائد..
ولا مانع من سباب وكلمات لم تطرق على أذنيها من قبل!
وماذا كانت تتوقع رد فعلاً أقل من هذا؟!

حرمانه من شعور الأب، وتلك المعاناة التي عاشوها سويًا بالطبع امرًا لن يمر مرور الكرام!
ولكنها في نفس الوقت لم تتوقع ألا يترك جزءً بجسدها إلا وترك عليه اثرًا يذكرها بفعلتها الشنيعة!
جلست في أخر الفراش تضم ركبتيها إلى صدرها، تكتبت تلك الدقات التي تحاول تقديم عذرًا لعاشق كاد يزهق روح معشوقته ولكن لم تجد!
وخرج هو من المرحاض ليجدها على هيئتها تلك..

لم يركض لها ولم يحبسها بإحضانه ولم يعتذر لها عن رد فعل كان عنيفًا بشكل مُقهر!
بل أتجه للدولاب الخاص به ليرمقها بنظرات باردة قبل أن يقول بنبرة توازي تلك النبرة:
إنتِ لسة قاعدة كدة لية؟ أوعي تقولي إنك موجوعة من الضرب!؟
لم ترد بالطبع، وأين لسانها السليط من الأساس ليرد الان!؟
جُرح وينزف كما جُرح قلبها قبل جسدها، لتتيقن أنها اصبحت عنده تحت خانة
القمامة!

أقترب منها فعادت للخلف أكثر تتحاشى نظراته التي تُكمل عليها قتلاً لتسمعه يقول:
لا لا مش من حقك خالص، إنتِ كدة اخدتِ نص الجرعة بس، لسة النص التاني مايخطرش على بالك أصلاً
كز على أسنانه بغيظ يخرج مفترقًا منه ليتابع بغل واضح:
إية يا حبيبتي، كنتِ متوقعة إية مني كراجل أتعذب واتضغط وحزن واتقهر لما عرف إن مراته مابتخلفش، وبعدها بمنتهى البساطة عرف إنها هي اللي حرمته وحرمت نفسها مش اكتر.

بدءت هي بالبكاء الحاد، ذاك البكاء الذي إختزنته لفترة طويلة إلى حدًا ما..
إزداد شعور الندم بجوار الألم فلم تعد لها قدرة أكثر على الأختزان!
وأمسك ذراعيها يهزها بقوة صارخًا:
لا يا رقية لاا، أنا مش بطل مسلسل ولا فيلم هقولك إتس أوكيه يا بيبي فداكِ ما كلنا بنغلط، إنتِ غلطك كان مع سبق الإصرار والترصد للأسف!

نهض وهو ينظر للجهة المقابلة ماسحًا على شعره بغضب، ليصدح صوته معلنًا أوامره بشخصيته الجديدة - القاسية -:
اسمعي بقا يا بنت الناس، أهلك ناس محترمين على عيني وعلى راسي، لذلك هما مش هيعرفوا أي حاجة، كفاية عليهم موت بنتهم الوحيدة الأصيلة، قسمًا بربي اللي ما بحلف بيه كدب يا رقية، لو شموا خبر بس باللي بيحصل بينا لأخليكِ ماتشوفيش الشمس تاني، وماتنسيش إنك لسة مراتي، للأسف!

قال كلمته الأخيرة وهو يلتفت لها بنظرة عميقة متأسفة فعليًا..
واخيرًا خرج صوتها ضعيفًا مبحوحًا:
خلصت كل كلامك وإهاناتك وأوامرك
اومأ ساخرًا بجمود:
اه، عند حضرتك أي تعليق
هزت رأسها نافية وهي تنظر ارضًا:
وأنا عليّ التنفيذ
أشار لها متابعًا بحدة:
هنزل تحت أعتذر لجدي واقعد معاه شوية، أطلع الاقي الأوضة دي زي الفل، وأنتِ محضرة لي الأكل بنفسك مش حد من الخدم
ثم صرخ بصوت عالي إلى حدًا ما:
سااامعة
اومأت بضعف هامسة:
سامعة.

استدار مغادرًا، كالأعصار الذي دمر كل شيئ بنجاح ثم غادر ببرود ظاهري!
نهضت وهي تتأوه من الألم الذي يجتاحها كليًا..
ووقع نظرها على ذاك - الدواء - وفي قرارة نفسها تلعن ذاك اليوم الذي قررت فيه ذلك القرار المخزي!
وبلا تردد اتكأت تمسك به ثم اتجهت للشرفة تفتحها لتلقي به مع زفرة قوية مشتعلة بشحنات حانقة من نفسها قبل أي شيئ!

بمجرد دلوف ياسين إلى الغرفة حتى وجدها كالعادة شاردة في مٰلكوت أخر!
مٰلكوت لم تكن به ضحية..
بل كانت القاضي الذي يحكم كيفما شاء وأينما شاء!
ملكوت هي به سلطانة متوجه على عرش القوة، وليست ذبيحة مُقدمة لذئاب بشرية!
أقترب منها ينتحنح بهمس حنون:
نادووو
وحانت منها إلتفاته صغيرة مع نصف ابتسامة وهي تبادله الهمس المنقطع:
ي ياسين!
وإنفجرت أساريره من أستجابتها التي شعر انه سيموت حتمًا قبل أن يلقاها!

وفي قاموسه تجاوبت معه يعني أن قلبها كاد يمتزج بذاك الشوق والعشق الذي يعتصره
وفي حد ذاته هذا يُعد إنجاز!
جلس بجوارها ليبدء بسؤاله الهادئ:
عاملة إية النهاردة؟ أكيد القعدة هنا أحسن من الدار مليون مرة
ظلت كما هي فسألها بتوجس:
لسة بتجيلك الكوابيس اللي بتصحي مفزوعة منها؟!

ظلت تهز رأسها مؤكدة بقوة، بدموع جاءت مجاورة لتيارات جارفة من الألم لتلك الذكريات أو المعنى الأصح - تلك الكوابيس - التي ترغب في محوها نهائيًا!
ليمسد على شعرها بحنان صادق قبل أن يستطرد ؛
لو تحكي لي، لو تخرجي اللي جواكِ وتشوفي وتعرفي أنا حبيتك إزاي هترتاحي، والله هترتاحي وهتريحيني معاكِ
تنهد قبل أن يبدء اسئلته النفسية المعتادة ؛
مين أكتر حد بتحبيه؟

لم تستجيب، صمت فقط من تلقاه كالعادة، ليسألها مرة اخرى بتركيز:
طب مين اكتر شخص بتكرهيه، او اكتر شخص اذاكِ؟
صمت، يتبعه همسه مختنقة منها:
حازم!
أبتسم بسعادة وهو يتابع مترجيًا:
طب لية يا نادين؟ لية بتكرهيه ومين حازم؟
أجابت بنفس الشرود المختنق:
شيطان!
وقد تكون تلائمت الخيوط مع بعضها إلى حدًا ما بين جنبات عقله..
الان أدرك ولو قليلاً، من أذاها - حازم -.

حازم فقط من ترك اثرًا عميقًا يتوسطه لقبًا قد يكون يناسبه - الشيطان -!
مسح على شعرها بكل ذرة حنان يمتلكها ليهمس بعدها بتصميم:
هاتخفي يا نادين، هاتخفي وهتنتقمي من اللي عمل فيكِ كدة
ثبتت يداها على يده بابتسامة صغيرة زينت ثغرها الأبيض، وهي تهمس باسمه كأنها طفلة تردد:
ياسين!
زفر هو بقوة ليتمالك نفسه قبل أن يكمل جلسته العلاجية المعتادة، والتي يتجدد بها الأمل في شفاء تلك المعشوقة!

والذبلان، إحدى علامات قرب الأنهيار العام، قرب الدمار الكلي والمحتوم !
يبتسم ويتحدث ويتحاور ويهنئ وينام، ولكن، يبقى شيئً ما يُنغز عليه هدوءه المؤلم ليذكره ب - الغالية - التي لم ولن ينساها من الأساس!
لم تكن حفيدته فقط، بل كانت أبنته وإن كره الاخرون!
عاد بظهره للخلف يتسطح على الفراش، يغمض عيناه وهو يعود بذاكرته لسابقًا يتذكر ما كان قد يريده من - المحامي الخاص به -.

يتذكر رغبته في تغيير الوصية لتصبح بأسم ابنه وحفيدته رقية فقط بعدما كانت تستحوذ سيلا على النصيب الأكبر!
يتذكر شعوره الذي نهره لتلك الفعله، شعوره الذي تأجج بداخله يدعوه للأنتظار، يصدح بداخله
هي مازالت على قيد الحياة، تمهل
وبالفعل انتظر، انتظر وسينتظر ما دام به نفس، سيظل يبحث عنها حتى يذهب لها، في عالمًا ليس به فراق أو حزن!
وتنهد وهو يسترجع ما جعله يقوم بعزاء ل سيلا ...

عل هؤلاء الأوغاد إن كانت معهم يتركونها لأعتقادهم أن اهلها قد فقدوا الأمل!
ولكنه لن يبعث الأمل في نفوس الاخرين بأحتمال استمرار سيلا على قيظ الحياة، فيأتي الخبر الصادم الحقيقي ويطفئ شعاع الأمل الوحيد، بلهيبًا من نار الفراق!
و...
فلاش باك ##
لاااااا يا عثمان لاااا، قولت مش هتتجوز البت دي يا عثمان كله إلا دي.

قالها نصار بغضب حارق يحتل كيانه لأبنه الأكبر عثمان الذي يقف امامه متمثلاً لكل معاني الأصرار والرغبة..
ليرد هو مندفعًا برجاء:
لية يا بابا، لية حرام عليك تحرمني من البنت الوحيدة اللي حبيتها
هز رأسه نافيًا وهو يبرر:
يا حبيبي عيلتها في بينا وبينهم مشاكل لا تعد ولا تحصى، وانت عارف كدة كويس، يبقى لية تفتح القديم تاني؟
صرخ بنفاذ صبر واصرار:.

لأني بحبها، انا مليش دعوة باللي حصل بينكم وبين عيلتها زمان، احنا ولاد النهاردة يا بابا
هز نصار رأسه نافيًا بجمود:
لا، حتى لو أنا وافقت اهلها مش هيوافقوا
قال عثمان مسرعًا بلهفة:
وافق انت بس يا بابا ارجووووك
تابع نصار زافرًا بضيق:
البنت لو هربت من أهلها العداوة هتتفتح تاني، ومش بعيد يبقى فيه دم كمان!
وإن وُجد سدًا من جهة، وسدًا أقوى من الجهة الأخرى، لا يبقى امامك سوى اختيار واحد واخير
المراوغة الٱجبارية !

تنهد عثمان قبل أن يقول عازمًا على الحفاظ على نبته نَمت بداخله لن يميتها بسموم الماضي:
أنا هاتجوزها يا بابا، حتى لو اضطريت اخدها واهرب أنا وهي من البلد كلها
باك...
كادت تفر دمعة هاربة من أعين نصار وهو يهمس بندم:
ياريتني سيبتك تتجوزها يابني مكنتش هربت وبعدت عني وعن أهلك ومعرفش عنك اي حاجة، غير إنك مُت يا ضنايا!

وإن كان القرار وحده لا يجدي نفعًا، فعندما يُغلف القرار بالإصرار القوي للفرار من أهانات مميتة، فسيجدي نفعًا بالتأكيد !
مسحت سيلا دمعة كانت كالدماء تقطر من بحر عيناها المشتاق، الملتهب!
لتنهض وهي تنظر حولها هنا وهناك، هذه المرة لن يوقفها مخلوقًا!
ستفر هاربة ولن تعود، وإن كان هذا الهرب تأخر قليلاً اجباريًا فهذه المرة ستدعو من كل قلبها أن تنجح في الهرب..

ستخلف وعدها بالانتظار لشهرًا حتى يجد الصقر خادمة اخرى..
ولكن لا يهم، لا وعوود ولا قلق ولا إنتظار سينقذها من قبضة الصقر عندما يعلم حقيقتها!
الفرار افضل حل على أي حال...
سارت على اطراف اصابعها نحو الباب وعيناها تتفحص المكان من حولها..
وفتحت الباب ببطئ شديد حتى لا تيقظ ذاك العامل، وما إن اخرجت قدمها لتسير حتى وجدت من يقيد حركتها من الخلف ويضع يداه على فاهها حتى يمنعها من الصراخ و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة