قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شريط لاصق الجزء الأول للكاتبة يارا رشدي الفصل الرابع

رواية شريط لاصق الجزء الأول للكاتبة يارا رشدي الفصل الرابع

رواية شريط لاصق الجزء الأول للكاتبة يارا رشدي الفصل الرابع

جلس علي المقعد امام النيل مباشره وكلمات عمه ما زالت تكرر في اذنيه حاولت الانتحار اكثر منذ ان غادر
دنيا مش عايز اسمع كلام ده منك تاني حب ايه الي تكلم فيه عيله عندها 15 سنه
خفضت راسها بخجل وهي تقول:
يا ثائر انا بحبك لما بشوفك ببقي سامعه صوت دقه قلبي وبحس ان جو قلب حراره خالص انا مش صغيره والله صدقني انا بحبك
ارسل تنهيده طويله وهو يمد يديه ناحيه ذقنها ويرفعها اليه تامل عينيها الدامعه ثم هتف:.

انا جيت الفيلا دي لما بابا وماما اتوفوا في الحادثه وعيشت مع عمي وقتها انتي كان عندك عشر سنين وانا كنت لسه داخل الثانويه من اول ما شوفت معامله عمي وطنط ليكي وانا حسيت انك مسئوله مني انتي بنسبالي اختي الصغيره وانا لازم ابقي بنسبالك اخوكي الكبير وبس فهماني يا دنيا بلاش تفكري في كلام ده تاني
حركت راسها بالنفي ثم قالت:.

لا انا مش اختك ولا انت اخويا انا بحبك ومتقوليش عيله و15 سنه وكلام ده احنا نتجوز ونسيب الفيلا دي ونمشي من وش عمو صبري نقعد في شقه بلاش فيلا انا اصلا مبحبهاش نقعد في شقه ميبقاش فيها حد غيرنا انا وانت وبس
يووووه يا دنيا افهمي انا مش شايفك غير اختي ومينفعش اشوفك غير كده اختي الصغيره وبس.

نظرت اليه بخيبه امل حطم احلامها الورديه باكملها رسمت العديد من الاحلام الورديه لحياتهم معآ وهو في لحظه حطم تلك الاحلام
لم تياس ظلت سنوات عديده تخبره عن حبها وهو لا يخبرها سؤي بعباره واحده
انتي اختي الصغيره وبس
فاق من شروده بعدما مر الماضي امام ناظريه وكانه شريط سينمائي،
كنتي صغيره يا دنيا خوفت تتعلقي بيا اكتر ما انتي متعلقه مكنش وقته الحب ولما جه وقته خديها عناد فيها ورفضتي.

ارتشف كآس الخمر رشفه واحده ثم كام بملئ الكآس مره اخري وعندما انتهي من الزجاجه احضر زجاجه اخري وبدا في ملئ الكآس
حبيبي مالك بشترب كتير كده ليه
نطقت تلك العباره لطيفه وهي تنظر الي زوجها
ليقول هو بتفكير:
تفتكري بنتك ممكن توافق تجوز ثائر
لطيفه بضيق:
معرفش براحتها تتجوز الي هي عايزاه خلينا نخلص منها مش كفايه زمان اتبلت عليك انك اعتديت عليها السافله كانت عايزه تخليني اشك فيك وتدمر حياتي.

مط شفيته بعدم رضا اطلاقآ وهو يقول:
بجد انا مش قادر افهم ازاي جاتلها فكره زي كده وفكرت فيها بجد فكره شيطانيه كانت متخيله انك هتصدقيها وطبعا لو صدقتيها هتطلبي طلاق وتبقي حققت الي هي عايزاه
اومات راسها بالايجاب ثم هتفت ساخره:
ماشاالله دماغها طالعه سم زي ابوها وبتعرف تخطط كويس
مهم متجوزش ثائر انا مش عايز بنتك تاخده جوازها من حاتم ليا مصلحه فيه لكن ثائر جوازه منه هيجي فوق دماغي.

قطبت بين حاجبيها لتقول بتساؤل:
فوق دماغك ليه؟
قصدي يعني الشغل وكده الي بيني وبين منصور هيوقف
وفي داخله هتف:.

حاتم عايزها عشان ينبسطله معاها يومين وهيطلقها في الاخر وقصاد ده انا هستفيد في المول مش هدفع مليم وهاخد نص المول ليا وهيبقي باسمي ده غير ان هو وابوه مصدقين الفيلم الي انا عملته عليهم وانها بت مشيها بطال لكن ثائر عمره ما هيصدق كلمه زي كده علي دنيا وهتيجي فوق دماغي انا في الاخر، يعني مكنش ينفع يا ثائر تتاخر شويه لحد ما كانت تتجوز حاتم!

وضعت امامه اخر صحن للعشاء كادت ان تذهب لكنه اوقفها وهو يتمسك بمعصم يديها قائلا:
علي اقل ناس تاكل مع بعض
هتفت وهي تتحاشي النظر اليه:
انا مش جعانه
معلش اقعدي حتي ومتاكليش
زفرت بنفاذ صبر:
اوكي ممكن تسيب ايدي بقي
تركها لتجلس علي المقعد المقابل له، اما هو قال:
ولحد امته يا بنت الناس
لو سمحت انا مش عايزه رغي كتير ولو كان علي احتيجاتك زي ما بتقول اتجوز عادي ميهمنيش
قالتها بسخريه واضحه ليجيبها هو بسخط:.

لدرجه دي مبقتش فارق معاكي؟
انا زهقت
نهضت ووهي تهتف بصوت مرتفع:
اتجوز انا عايزاك تتجوز عشان ارتاح منك ومشوفش وشك كل يوم
قالتها ورحلت ليلقي هو المعلقة التي في يديه بغضب واضح ويلعن نفسه.

كانت تغلق نافذتها لمحته وهو قادم من الخارج رفع عينيه الي اعلي ليجد عينيها عليه صوب بصره اليها بلهفه وابتسامه حزينه تعلقت انظارهما ببعضهمها البعض وبعد عدده ثواني
انتبهت الي نفسها اغلقت النافذه ثم استدلت استارها سرعان ما اخفي بسمته، اكتسي وجه حزنآ ثم حرك راسه باستنكار واكمل خطواته الي الداخل..

اما هي ضمت وسادتها بعدما وضعت المفتاح تحت وسادتها وعينها علي الباب بعدما تاكدت من قفل الباب بالمفتاح عليها من الداخل اغمضت عينيها لتسقط دمعتين من عينيها..

تاملت ملامحها في المراه هل هي حقآ جميله كما اخبرها ليس بها شئ مميز بشرتها بيضاء عيناها لونهما اسود وشعرها مطابق للون عينيها اسود بالاضافه انه يصعب تسريحه ومهما قامت بذلك يصبح غير مرتب من الخلف ومعقد تجهل مستحضرات التجميل بكل انواعها مهمها قامت بشراء العديد من الانواع تفشل في وضعهما بعدما تنتهي تجد وجهها اصبح مثل الجوكر، بالاضافه الي طولها الذي تشعر دوما بالخجل منه 175 كيف فتاه يصبح طولها هكذا؟! تمنت كثيرا لو اصبحت قصيره، يكفي ان رامز هو يراها جميله يكفي بنسبالها هو، هو فقط.

جالسه علي الاريكه في الظلام والتلقاز امامها مكتوم الصوت تنظر الي الصوره فقط وعقلها في عالم اخر...
والله ما حد لمسني يا عماد اسمعني
صفعه بقوم لتسقط علي الارضيه انحني الي مستواها ثم جذبها من يديها ليهزها بعنف هاتفآ:
ليه تعملي فيا كده ليه؟ بس زي ما لعبتي بيا كده انا هفضحك يا غرام قدام اهلي واهلك والدنيا كلها
توسلته برجاء:.

عماد عشان خاطري اهدي واسمعني نروح لدكتوره ولو طلعت مش بنت فعلا اعمل الي انت عايزه فيا
ابعد يديها بعنف عنه ولم يهتم لحديثها، مرت ساعات وحضر اهلها واهله لم يرحمها والدها من الضرب بالاضافه الي كلمات والدتها المهينه، توسلت الجميع بالذهاب الي الطبيبه وعندما وافق والديها هتف عماد بجديه:
بنتكم عندكم لحد ما يجي بكره ونروح لدكتوره.

فاقت من تلك الذكري وهي تبتسم بسخريه وبمراراه ومازلت كلمات عماد تترد في اذنيها...

شعرت بانفاسه قريبه منها فتحت عينيها ووجدته امامها بيتسم اليها ابتسامته الشيطانيه التي تعلمها جيدا لتظهر انيابه خلف تلك الابتسامه
تجمدت الدماء في عروقها وهي تقول بذعر:
لا انا قافله الباب بمفتاح وشلته تحت المخده لا انا في حلم ده مش حقيقي
لمعت عينيها بالرعب عندما وجدته يخرج الشريط الاصق هاتفه:
لا مش هسيبك تقرب مني تاني لا.

ابقي وريني يا دنيتي هتعملي ايه؟ امبارح انا عملت نسخه علي المفتاح اقفلي الباب علي نفسك براحتك خالص وبردو هوصلك ومفتاح الي شايلاه تحت راسك اهو انا خدته.

نظرت حولها علي اي شئ تدافع بيه عن نفسها اما هو استدار ليخفي المفتاح بداخل سترته اما هي كانت عينيها علي تلك المزهريه التي بجانبها المصنوعه من الرخام تناولتها بيديها وعندما التفت اليها قامت بالقاها بعنف مباشرآ علي راسه ليسقط علي الارضيه والدماء تنتشر حوله
لم تكتفي بتلك الضربه بل تناولت قطع الزهريه الصحيحه وظلت تضربه علي راسه بقوه وهي تقول بين دموعها:.

مش كل مره هسيبك تكتفني وتكتم صوتي بسلوتيب شوفت عرفت اهو ادافع عن نفسي ازاي
ظلت تضربه لمده دقائق دون ان تشعر بنفسها وتصرخ به ودمعها تنهمر كالشلال واخيرا فاقت لنفسها لتجد الدماء تغطي راسه نظرت الي يديها الملوثه بالدماء
ابتعدت عنه بهلع ثم ذهبت ناحيه الباب وادارت المقبض ولكنه لم يفتح
هتفت بصوت هامس:
المفتاح اه هو معاه مفتاح المفتاح هو خده.

بحثت بداخل ثيابه عن المفتاح لتجده تمسكت بيه وقامت بفتح الباب ثم خرجت ركضت وهي حولها بعين زائغتين تائهتين توقفت امام غرفه ثائر ثم دلفت اليها وقفت بجانبه علي الفراش لتجده يغفو في النوم رتبت علي كتفيه بيديها المغطاء بالدماء قائله:
ثائر
فتح عينيه لتظهر امامه هي وسط الظلام اعتدل من فراشه ومد يديه ناحيه الكومود اشعل اضاءه الغرفه اتسعت عينيه بصدمه وتسمر في مكانه وهو يري تلك الدماء التي تغطيها.

تكلم وكانه يصرخ وهو يجذبها من ذراعيها:
ايه دم ده يا دنيا انتي عملتي ايه؟!
قالت بصوت مبحوح وتوهان:
انا قتلت عمك مات.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة