رواية شريط لاصق الجزء الأول للكاتبة يارا رشدي الفصل الثالث والعشرون
لم تمل بل كررت الاتصال اكثر من مره ثم قامت بارسال رساله نصيه اليه محتواها:
يا ثائر رد عليا ونبي
دنيا جنان مش عايز تمام هو ايه الي عمك مقربش مني وكنت بكدب عليك
قالها بانفعال واضح وهو يجيبها
خطه يا ثائر عملتها عشان تجوزني يعني ممكن كنت تجوزني واقولك انا زي مرات عماد وانت هتصدقني اكيد يعني مش هتكدبني يارتني ما قولتلك الي عمك عمله
انا مش فاهم منك حاجه مين عماد ومراته وايه العبط الي بتقوليه ده.
ثم تابع بجديه:
دنيا مش عايز افهم حاجه اخرتها يا دنيا كل يوم هتفضلي تقولي نفس كلام وتحكي فيه اغير رقمي يعني عشان ترتاحي
اجابته بسرعه:
لالا بلاش مش هعرف اوصلك واكلمك
طب امال ايه الحل طيب مش هفضل كل شويه اقولك انسيني انسيني كده
اغضمت عينيها وهي تقول باكيه:
مش عارفه انساك عارف اول ما جيت من السفر مكنتش بفكر فيك زي دلوقتي عارف كمان في حاجات غريبه بقيت بحسها من اول ما جيت هنا
هتف بتساؤل ;.
حاجات ايه؟! بطلي عياط وفهميني براحه كده
محت دموعها ثم هتفت ;
انا خايف اكون بقيت مجنونه صح عارف يا ثائر لما ببقي لوحدي قاعده بفكر فيك دايما وبحس اني تايهه ومش عارفه انا بقول ايه وايدي بتحرك لوحدها زي دلوقتي بتحرك لوحدها اهي
قالتها وهي تنظر الي يديها التي تتحرك ثم اكملت:.
بس لما بقعد مع رامز او اي حد منهم بحس اني مرتاحه وببقي كويسه ثائر انا تعبانه اووي يارتني كنت بقيت عايشه مع عمك علي اقل مكنش هيبقي حالي كده
شعر بالاشفاق علي حالها يبدو ان تلك الكذبه التي اختلقها حتي يحمي عمه انقلبت لحقيقه واصيبت هي بمرض نفسي
متقعديش لوحدك كتير اقعدي مع اخواتك وابوكي حاولي كل وقتك يبقي معاهم وهتبقي كويسه
هتفت هي:
ثائر هو انا ينفع اشوفك دلوقتي؟!
لا يا دنيا الوقت متاخر وانا بعيد عنك انتي في اسكندريه وانا في القاهره روحي نامي وبكره نتكلم تاني
لتقول هي برجاء:
عشان خاطري يا ثائر انا عايزه اشوفك دلوقتي ونبي طريق بياخد ساعتين بس مش كتير يعني والوقت بدري مش متاخر اووي يعني انا عايزه اشوفك دلوقتي ارجوك ونبي متقولش لا ووافق
نظر الي ساعه يديه وهو يمط شفتيه بعدم رضا ثم هتف ;
حاضر يا دنيا هجيلك دلوقتي ابعتيلي عنوانك.
انهت معه المكالمه ثم ارسلت اليه العنوان...
استقل السياره ثم ادار المحرك وهو يقول:
عقلك لحس يا دنيا فعلا ولا انتي بتشتغليني ولا حكايتك ايه بس اما نشوف اخرتها يا دنيا هسيب القاهره كلها واقعد في اسكندريه لحد ما اسافر لندن واشوف نهايتك ايه؟!
مرت ساعات حتي وصل الي الاسكندريه وتحديدآ عنوانها وقف امام الفيلا ثم قام بالاتصال بها هاتفآ:.
انا تحت يا دنيا قدام الفيلا انزلي من غير ما حد يحس بيكي فاهمه انا مش عايز مشاكل مع ابوكي واخلصي الساعه اربعه الفجر الصبح قرب يطلع يلاا
حاضر والله هنزل من غير ما حد يحس
انهت مكالماتها ثم خرجت من الغرفه وهي تسير ببطئ حتي لا يشعر احد بخطواتها
فتحت باب الفيلا بهدوء وخرجت ثم جذبت الباب برفق واغلقته بحذر حتي لا يصدر اي صوت...
استقلت السياره بجانبه وهي تهتف بسعاده:
كنت خايفه تكون بتكدب عليا ومش جاي بس انت جيت اهو
التفت اليها بنفاذ صبر قائلا ;
وبعد ما جيت يا دنيا عايزه ايه مش هينفع كل شويه تتصلي بيا وتقولي نتجوز وارجعلي وكلامك ده في ايه يا دنيا انا مش ناقص جنانك ده
انا عايزاك انت يا ثائر خليك معايا دايما زي زمان فاكر ومكنتش بتزعق فيا.
مبقاش ينفع يا دنيا خلاص اقنعي نفسك بده انتي انتهيتي بنسبالي انا جيت عشان اقولك كلام ده في وشك يمكن تفهمي
حركت راسها باعتراض وهي تقول:
لا متقوليش كده مش عايزه اسمع مبقاش ينفع وكلام ده ونبي متقوليش كده يا ثائر
يوووووه يا دنيا في ايه انتي بقيتي كده ليه فوقي لنفسك شويه
ادار سيارته ثم تحرك بها حتي يبتعد عن الفيلا فاصواتهم كانت عاليه من الممكن ان تصل الي احد في الفيلا وتيقظه..
وقف في احدي المكان ثم نزل من السياره واغلق بابها بقوه نزلت هي خلفه ووقفت بجانبه قائله:
اقولك فكره حلوه تانيه طيب هتعجبك صدقني
لم يجيبها فهتفت هي:
انت ممكن تخطفني ونروح نقعد انا وانت في مكان واحد مش لازم نتجوز نعيش مع بعض زي ما كنا عايشين مع عمك وماما مهم انك تبقي قدامي دايما واشوفك.
ليه مهربتيش سبتي عمي خمس سنين يعمل فيكي كده ليه حطيتني في موقف صعب بشكل ده ليه انتي فاكره ان سهل عليا اشوفك قدامي في حالتك دي تايهه ومش بتفكري غير فيا، خمس سنين يا دنيا مفكرتيش تدافعي عن نفسك حتي ياريتك كنتي ضربتي عمي من اول مره قرب منك فيها كان هيتعمي وميقدرش يقربلك تاني
مسحت علي وجهها بقوه وهي تقول بارتجاف:.
بلاش تحملني ذنب الي حصل اهرب ازاي والباب دايما بتاع شارع مقفول ومع عمك مفتاح حاولت ادافع عن نفسي بس هو كان بيبقي اقوي مني حاولت اموت نفسي اكتر من مره عشان اخلص منه بس مكنتش بموت وفي مستشقي كنت بحاول اهرب منها بس مبنجحش قولت لماما عشان تحميني منه بس هي مصدقتنيش ثائر انت لما سافرت انا بقيت ضعيفه وخايفه واول ما رجعت مبقتش خايفه ضربته علي راسه وخدت حقي منه كمان شوفت انا عملت فيه ايه وهو اعمي انسي انت الحاجات دي ونتجوز ونبي يا ثائر متسبنيش تاني وتسافر كل ااي حصلي ده بسبب انك سافرت اصلا.
جلس علي الكورنيش ثم هتف ;
سافرت وانا فاكر لما ارجع هلاقي دنيا الي انا مربيها علي ايدي وماتعرفش اي حاجه غيري انتي كنتي بنتي فاهمه بنتي الي انا ربيتها وكانت بتنام في حضني وهي طفله فاكره يا دنيا كنتي بتخافي تنامي لوحدك وتيجي تنامي جمبي،.
انا رسمت كل حاجه في لندن خمس سنين ببني احلام ولما رجعت كل الاحلام دي اتحولت لكوابيس اتجوزك ازاي وانا عارف ان عمي لمسك غصب عنك اكتر من مره خمس سنين بيلمسك اقرب منك ازاي وانا عارف انك كنتي في حضنه الف مره ياريتني رجعت لقيتك اتجوزتي واطلقتي كان هيبقي اهون عليا
معاك حق صعب تجوزني
ثم تابعت وهي تجلس بجانبه ودموعها تنهمر علي وحنتيها وقالت ;.
اقولك سر انا بخاف من رامز وهادي وابوه والي ظهر في حياتي جديد ده ويبقي بابا بخاف يعملوا فيا زي عمك ما عمل فيا مع انهم اهلي بس بخاف منهم انا دايما خايفه يا ثائر
ثم تابعت وهي تنظر اليه:
خدني في حضنك زي ما كنت بتاخدني وانا صغيره لما بكون خايفه من عمك وماما بس مره دي انا مش خايفه منهم انا خايفه من كل الي حواليا
جذبها الي احضانه برفق وهو يقول:.
مش عايز اشوفك كده يا دنيا انبسطي في حياتك الجديده وسط عيلتك بلاش تبقي كده
اغمضت عينيها وهي تشبتت به بقوه هاتفه:
انا شكلي اتجننت فعلا يا ثائر زي ما انت قولتلهم بقيت مجنونه فعلا ومحتاجه اترمي في مصحه
مسح علي شعرها ثم هتف بنفي:
لا متجننتيش ولا حاجه انتي نفسيتك تعبانه بس مش اكتر
خليني في حضنك وانا هبقي كويسه وخلي ايدك تمشي علي شعري كده زي ما كنت بتعملي وانا صغيره
ضمها اكثر الي احضانه وهو يقول:.
حاضر يا دنيا...