قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

بتقول ايه ياحيوان انت؟
نطق سعيد بتلك العبارة فى حدة مخاطبا رفعت، مساعده الشخصى ومدير أعماله الذى قال فى ارتباك:
يافندم أنا عايز حضرتك متنفعلش، احنا عرفنا مين أخد الورق وحاليا بنراقبه وهنعرف مين اللى وراه
ضغط سعيد على أسنانه بغيظ قائلا:
بتراقبوه؟معتش وقت يابهايم للمراقبة، أنا مسافر بعد بكرة ولغاية ما أسافر مش عايز أى غلطة، مفهوم؟
أومأ رفعت برأسه قائلا:
مفهوم يافندم
قال سعيد بغضب:.

انا مش عارف ألاقيها منين ولا منين، من سوسن اللى موترانى فى البيت بخوفها وقلقها على حور ولا من شوية الأغبيا اللى شغالين معايا ومقدروش يحافظوا على شوية ورق لو وصل للبوليس او لسوسن قبل ما اسافر ابقى رحت بلاش، مش قادرين تظبطوا يومين لغاية ما اهرب م البلد دى؟، اسمعنى كويس يارفعت، تروح وتجيب الزفت اللى أخد الورق ده على فيلا الصحراوى بعد ساعة وانا بنفسى اللى هعرف مين وراه.

أومأ رفت برأسه وكاد أن يذهب لولا أن ناداه سعيد قائلا:
هو الزفت ده يبقى مين يارفعت
نظر رفعت الى سعيد قائلا:
عزت البيومى يافندم
أشار له سعيد بالانصراف فغادر رفعت لينفذ أوامر رئيسه الذى اتجه الى النافذة ينظر الى الطريق فى غيظ قائلا فى غضب:
والله عال ياعزت الكلب، ان ما وريتك انت والحيوان اللى وراك ودفعتكم التمن، مبقاش أنا سعيد المنياوى.

فتح آوس باب المنزل ليدلف بهدوء ليفاجأ بحوريته الجميلة تنام على الأريكة، تأمل ذلك الجمال النائم فى عشق وظل هكذا لدقائق، ثم أزاح الكتاب من يدها ووضع يده على ظهرها واليد الأخرى أسفل قدمها ليحملها بخفة الى حجرتها، وضعها فى سريرها ودثرها جيدا، تأملها لثوان ثم مرر يده على شعرها فى حنان، وقبلها فى جبينها برقة، كاد أن يغادر لولا أن اوقفته يد تمسكت بيده نظر الى تلك اليد فى دهشة ثم نظر الى صاحبتها ليرى عينان فى لون زرقة السماء تنظران اليه فى عشق اقترب منها مجددا ليجلس بجوارها على السرير ويمرر يده على وجنتها الناعمة فمالت بخدها تقبل يده فى عشق أذابه ليميل عليها ويقترب من وجنتها بشفتيه يقبلها بنعومة جعلها تغمض عينيها شوقا ليقبل تلك العينين المغمضتين ويوزع قبلات حنونة شغوفة على وجهها ليسمعها تقول بصوت عاشق:.

بحبك ياآوس
ابتلع كلماتها داخل فمه الذى نهل من رحييق شفتيها حد الارتواء، ثم مال تجاه أذنها يهمس فى حنان:
بحبك ياحور، بعشقك
ليغوصا سويا فى بحر العشق يتيهون بين أمواجه المتلاطمة، تنفجر أحاسيسهم التى عجزوا عن كبح لجامها
نهض آوس من نومه تتساقط حبات العرق على جبينه وتتسارع أنفاسه وكأنه فى سباق، نظر حوله ليستوعب محيطه فى ثوان ليجد صغيره نائما بجواره كالملاك، أخذ نفسا عميقا وهو يقول:
اهدى ياآوس، ده كان حلم.

استغفر ربه واتجه الى الحمام ليأخذ حماما باردا يحاول به أن يطفئ نار الشوق الى حوريته والتى اندلعت فى قلبه بعد هذا الحلم، وقف ينظر الى نفسه فى مرآة الحمام، يتذكر حلمه بحوريته، هز رأسه قائلا:
ربنا يسامحك ياحور، ده انا عمرى ما حلمت حلم بالشكل ده، ياترى هتعملى فية ايه تانى؟

خرج آوس من الحمام يبتسم على جنون أحلامه بها، وقعت عيناه على صورة حنان التى يضعها على الكومود بجوار سريره لتتجمد ابتسامته ثم تختفى. جر خطواته الى حيث تلك الصورة، أمسكها قائلا بحزن:.

سامحينى ياحنان، حبيتها أوى، يمكن أكتر ما حبيتك وفى فترة قليلة اوى، مش عارف ازاى وليه، زى مادمها بيجرى فى دمى، حبها بقى بيجرى فى شرايينى، لما بتغيب عنى بحس بروحى بتتسحب منى ولما بشوفها ساعتها بس بتتردلى روحى، أنا عارف انك مش زعلانة ويمكن مبسوطة عشان بنفذ وصيتك لية، بعيش وبكمل حياتى من بعدك، وبحب وهيكون لأسامة أم تانية حنينة اوى عليه، وده اللى أقدر اوعدك بيه، لكن مقدرش أوعدك أسيب تارك ياحنان، انا خلاص معايا الورق اللى هيودى سعيد فى داهية وبكرة، بكرة هاخد تارك منه، أخيرا اللعبة هتنتهى وهقدر ساعتها أحرر حور من سجنى بس مش هقدر احررها من قلبى، هتفضل سجينة فى قلبى طول ما قلبى بيدق وده وعدى ليكى ياحنان، وعد.

كانت غادة تجلس مع اميرة فى الحديقة عندما أصابتها الدهشة وهى ترى الرجل الذى شاهدته فى مكتب أميرة وجذبتها وسامته وجنونه يدلف من باب المنزل ويتجه اليهم وعلى شفتيه ابتسامة خطفت قلبها وسارعت دقاته وما ان اقترب منهم حتى قال بصوته الرائع:
صباح الخير
صمتت غادة فى حين قالت اميرة مبتسمة:
صباح الخير ياجاسر.

جاسر، جاسر، جاسر، اذا هذا اسمه، كم هو جميل، يناسبه تماما، هكذا فكرت غادة وهى تنظر اليه متأملة، رفع جاسر عينيه اليها ليضبطها متلبسة بتأمله فابتسم فى خبث قائلا:
اذيك ياانسة غادة
نظرت اليه مندهشة من معرفته لاسمها، ولكنها تمالكت نفسها قائلة:
الحمد لله
ثم التفتت لأميرة قائلة وهى تنهض:
هجيبلكم عصير
امسك جاسر بيدها يمنعها من الرحيل وهو يقول:
مش مهم العصير. خليكى قاعدة معانا شوية.

نظرت الى يده التى تمسك بيدها فى دهشة ثم نزعتها قائلة فى حدة:
أفندم
كاد جاسر ان يتحدث ولكن سبقته أميرة قائلة لغادة:
روحى ياغادة هاتى العصير ياحبيبتى
نظرت اليها غادة وهى تومئ برأسها وتسرع بالمغادرة، وعلى شفتيها ابتسامة قائلة بصوت غير مسموع:
مجنون
فى حين التفتت اميرة الى جاسر قائلة:
انت ياأخى، مش هتعقل بقى؟
تنهد جاسر وهو يلتفت اليها بعدما كان يتابع غادة قائلا:
وهى اخت جوزك دى خلت فية عقل، بحبها ياناس.

ابتسمت اميرة قائلة فى مرح:
طب اعقل كدة عشان اخوها لو سمعك هيعلقك
ابتسم جاسر قائلا:
ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه، بالمناسبة، أخباركم ايه؟
قالت اميرة:
الحمد لله انا وقصى تمام اوى
قال جاسر فى مرح:
انا وقصى وبالنبرة دى، على بركة الله، عقبالى أنا وغادة واقولها بنفس النبرة، يارب، عقباااااااااالى
ضحكت اميرة قائلة:
اعقل يامجنون
تناهى الى مسامعها صوت قصى يهدر بقوة قائلا:
أميرة.

التفتت اليه اميرة ونظرت الى ملامحه الثائرة وهو يقترب منهم فى توتر، تدل ملامحه على عراك قادم لا محالة، فأسرعت اليه تقول فى قلق:
اهلا ياقصى، خير، انت مش قلت هتتأخر
نظر اليها فى غضب قائلا:
نسيت ملفات وجيت آخدها، ايه، الهانم كانت عايزانى أتأخر عشان تنزل ضحك ومسخرة مع ابن عمها ولا ايه؟
قال جاسر فى غضب:
انت ياعم انت، بتقول ايه، أنا مسمحلكش
اقترب منه قصى قائلا فى غضب وبنبرة تهديد واضحة:.

اول وآخر مرة تيجى البيت وانا مش موجود، و الشغل اللى بينكم هتفضوه و مش عايز...
قاطعه صراخ غادة وهى تقول:
أميرة
التفت كل من قصى وجاسر لمكان اميرة فوجداها ملقاة على الأرض، فأسرعوا اليها وضمها قصى رافعا رأسها اليه فى جزع وهو يربت على خدها قائلا فى لهفة:
أميرة، أميرة، ردى علية ياحبيبتى
قال جاسر فى قلق:
الموضوع كدة ميطمنش. لازم نوديها لدكتور.

نظر اليه قصى فى صرامة ثم تجاهله تماما وهو يقول لغادة حاملا اميرة ومتجها بها الى المنزل:
اتصلى بالدكتور ياغادة وخليه ييجى حالا
اومأت غادة برأسها وهى تسرع الى هاتفها لتتصل بالطبيب وقلبها يبتهل الى الله ان يكون كل شئ على مايرام، وان تكون تلك مجرد اغماءة سببها الاجهاد.

أفاقت أميرة على لمسة حانية على وجنتيها ففتحت عينيها ببطء لتقابلها عينى قصى الرماديتين الجذابتين ينظران اليها فى عشق فابتسمت لا اراديا وهى تقول:
صباح الخير ياقصى
اتسعت ابتسامة قصى قائلا:
قولى مساء الخير ياقلبى، احنا بقينا المغرب
نظرت اليه فى دهشة وكادت ان تتساءل ولكن ما لبثت ان عادت اليها الاحداث مرة واحدة فقالت فى حيرة:
آخر حاجة فاكراها انك كنت بتتخانق مع جاسر وبعدين الدنيا لفت بية.

قال جاسر فى حنان:
قلقتينا عليكى ياقلبى بس الدكتور طمنا
نظرت اليه فى دهشة قائلة:
وكمان دكتور
ابتسم ناظرا الى عينيها مباشرة قائلا فى عشق:
كان لازم اطمن عليكى ياحتة من قلبى
ابتسمت فى خجل ثم مالبثت ان نظرت اليه قائلة فى لوم حاد النبرات:
بس انا زعلانة منك ياقصى، ايه ده اللى بتعمله مع جاسر كل اما تشوفه، طب اعمل حساب لية وانه ابن عمى؟
قهقه قصى قائلا:
ايه يابنتى، انتى بتتحولى.

نظرت اليه فى غيظ فاقترب من وجهها يتأمله فى عشق وهو يقول:
بغير عليكى ياميرا
ثم رفع يده ليمسك تلك الخصلة المتمردة من شعرها ويعيدها خلف أذنها وهو يستطرد قائلا:
بغير عليكى حتى من الهوا لو لمس شعرك
ومرر يده على وجنتها قائلا:
ومن الشمس لو لمست وشك
ومرر يده على شفتيها قائلا:
ومن المية لو لمست شفايفك
ثم اقترب من أذنها وهو يقول فى همس أذابها:
بعشقك يااميرة، وبعشق التراب اللى بتمشى عليه.

ثم قبلها قبلة رقيقة على وجنتها تبعتها قبلات حارة على وجهها حتى اقترب من شفتيها لتتقابل الشفتين فى قبلة أودعا فيها كليهما حرارة عشق تغلغل داخل كيانهما ولم يتركها قصى سوى ليتنفسا ووضع جبهته على جبهتها وهو يقول:
لو تعرفى بس بتعملى فية ايه؟
ابتعدت عنه اميرة تنظر اليه فى عشق وهى تمسك يده لتضعها على قلبها ذو الدقات المتسارعة قائلة:.

زى ما انت بتعمل فية بالظبط، أنا كمان ياقصى بحبك، بعشقك، وبغير عليك حتى من نفسى
اسودت عينيه من الرغبة وهو ينظر الى وجهها الملائكى الجميل قائلا:
عارفة انا نفسى فى ايه دلوقتى؟
نظرت الى عينيه التى تعشقهما قائلة:
نفسك فى ايه ياحبيبى؟
ابتسم قصى قائلا:
اللى نفسى فيه مقدرش أعمله، أوامر الدكتور ياقلب حبيبك
نظرت اليه فى حيرة فاستطرد قائلا:
آه، ما انا نسيت اقولك، انتى حامل ياقلبى
اتسعت عينيها دهشة وهى تقول:
حامل؟

ابتسم وهو يضع يده على بطنها والتى لم تظهر عليه آثار الحمل بعد قائلا فى حنان:
بعد 8شهور ياميرا هتجيبى بيبى
ابتسمت اميرة فى سعادة واسرعت تضمه قائلة:
انا فرحانة اوى ياقصى
ضمها قصى اليه واغمض عينيه قائلا:
وانا فرحان اوى ياروح قصى
اغمضت اميرة عينيها مستسلمة للسعادة التى منحها اياها القدر غير عابئة لما يخبئه لها من مفاجآت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة