قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع والثلاثون

احنا مالناش سلطان على مشاعرنا. عشان نوجها حسب حساباتنا الشخصية او حسب ما احنا رايدين. لكن كمان ربنا ادانا عقل نفكر بيه ونميز. عقل يمكنا من جمح رغباتنا واهوائنا. وحتى لو ماقدرناش نخمد الحب جونا لما يكون من طرف واحد بس. يبقى على الاقل مانبينش.

قلبها الخاين بيدق بسرعة رهيبة من ساعة مالمحته وسط المدعوين. وهي في دنيا غير الدنيا. كانت بتحاول تلهى نفسها بالنظر ناحية البنات ورقصهم او حتى تركز في بعض الفقرات من عروض فنية. لكن في كل مرة نظراتها ترجع من تانى ناحيته. علّها تلمح نظرته ليها او حتى تقابل عيونها عيونه. ومع كل محاولة كانت بتصيبها خيبة امل. وهو عطيها ضهره في جلسته او هزاره مع ولاد عمه. وحتى لما يتحرك في القاعة او بين المعازيم. مافيش مرة رفع عيونه ناحيتها. ياما كان نفسها يشوف جمالها ولا فستانها اللى يبهر اكيد هايغير رأيه ويفكر فيها. ياما كان نفسها يبقى هو بجانبها دلوقتى في الكوشة وهو لابس البدلة الجميلة دى وهي ظاهرة عضلاته وطوله وعرضه واكنه من ابطال الرويات. بدل صاحبنا دا اللى قاعد جمبها ويليق عليه بس دور الشرير في الروايه.

- مالك بتبصيلى كده ليه؟
فاقت من شرودها على جملة معتصم. بعد ما لاقاها منتحة فيه بشرود. تداركت نفسها وهي بترد عليه: - هااا. لا مافيش. بس كنت مركزة في البدلة شوية. اصل شكلها جميل.
مال ناحيتها وهو بيدقق النظر في عيونها: - ياااه، اخيرا خدتى بالك؟
رفعت شفتها باستنكار: - اخيراً خدت بالى من ايه بالظبط؟
بابتسامة غامضة وغريبة: - انا اقصد البدلة يا نورا ولا انتى مش مركزة؟

نفخت بضيق قبل ترد على كلامه: - ماخلاص ياعم بقى. دى ماكنتش كلمة دى اووف.
قالتها وشاحت بنظرها عنه. وهي غافلة عن الجحيم اللى اشتعل داخل عيونه.

أجواء القاعة كانت مشتعلة. من ناحية الرجالة سامح ماكنش مقصر وهو بيرقص مع الشباب الصغيرين واكنه ناسى سنه. عكس ابنه وائل اللى كان قاعد مكتف ايديه. وشه بيتفرد بس وقت اما يكون بيكلم خطيبته. او بيكلم حد من العيلة وحتى لما سلم على اخته العروسة. سحب في ايده خطيبته هدير. سلموا الاتنين على العرسان واتصورا بشكل رسمي. وبعدها رجع لمكانه من تانى زيه زى الغريب.

وعند الستات قرايب العريس من العيلة او اخواته البنات. كانوا مولعينها رقص وزغاريد. قرايب العروسة الستات كمان كانوا بيحاولوا يبينوا نفسهم. نجلاء مع والدتها صباح وستات وبنات من العيلة. نيرة كانت ماشية على نصيحة جدها وهي بترقص وتهيص معاهم. وتشد في نهال اللى كانت بترقص غصب عنها. لدرجة انها بقت تحس بتعب. ابتدى بشعورها بالمغص وبعدها اتطور اكتر بشكل قوى.

حربى و رائف كانوا قاموا عشان يرقصوا مع الشباب. والجد ياسين اتنقلت قعدته على طرابيزة تانية مع ولاده ومجموعة من كبار السن من المدعوين. اتبقى مدحت و عاصم بس على طرابيزة وحدهم.
مدحت وهو بيشاور بدماغه بشكل خفيف لكن مفهوم: - واخد بالك؟ البت عينها رايحة جاية عليك.
عاصم بثبات وعيونه مركزة مع ابن عمه من غير حتى ما يبص ناحيتها: - هاتصدقنى لو جولتلك. انى مالمحتش طرفها من ساعة ما دخلت مع معتصم في الزفة.

ابتسم مدحت وهو بيهز دماغه: - اصدق يا عاصم لانى ملاحظ وشايف. ودا اللى مخلى البنت هاتتجنن وهي جمب عريسها.
دنا بدماغه يستفسر اكتر: - لدرجادى هي واضحة.
جاوب بنظرة عيونه قبل مايرد: - واضحة جوى. بس بالنسبالى انا عشان عارف الحكاية من اولها. لكن بالنسبة لباقى المدعوين المشغولين في فقرات الفرح ما اظنش.

هز دماغه بعدم رضا: - استغفر الله العظيم. والله البت دى طايشة وربنا يهديها. طب مش خايفة لعريسها معتصم باشا ياخد باله. لا ياعم انا اللمها وامشى احسن. حمد لله عرييتى معايا عشان اوصل بسرعة البلد.
قال الاخيرة وهو بينهض عن الكرسى. فنهض قباله مدحت وهو بيمسك الفون ويحاول فيه: - وانا كمان قايم اروح بلا وجع دماغ. اما اتصل ب نهال بقى استعجلها.
- ماهى نهال جاية علينا اهى؟ بس دى شكلها تعبان.

رفع عيونه عن الفون ونظر للناحية اللى بيشاور عليها عاصم. وجدها فعلا جاية عليهم لكن وشها مخطوف وهي بتمشى بحركة بطيئة. اتقدم بسرعة بخطواته ناحيتها يسألها بجزع: - ايه مالك؟ حاسة بأيه؟
ردت وصوتها بيرجف: - مش عارفة يا مدحت. بس حاسة نفسى تعبانة جوى. طلعنى بسرعة والنبى عايزه اروح.
مسكها من ايدها يسندها وهو بيمشى بيها بخطوات بطيئة: - هي البت نيره فين؟ ماجاتش معاكى ليه؟

- ضغطت على شفايفها تجاوب بصعوبة: - انا انسحبت من جمبيها من غير ماتحس. لما لاقيت نفسى مش قادرة اتحمل.
عاصم اللى وصل عندهم بقلق: - سلامتك يابت عمى؟ هو ايه اللى حاصل بالظبط؟
رفعت عيونها ليه بوجهها الشاحب وماقدرتش تنطق بكلمة. فنظر لابن عمه عشان يستفسر. لكن صدمته نظرة مدحت اللى اتسحب من وشه الدم من الخوف والقلق عليها.

وعند باب القاعة ماقدرتش تتحمل اكتر من كده. شهقت بصوت مكتوم وعلى عياط: - مش قادرة يا مدحت. الالم رهيب.
دنا مدحت يشيلها بين ايديه الاتنين. وهو بيصرخ فيها: - هو انتى حاسة بأيه بالظبط؟ انا مش فاهم حاجة.
قبل ماترد نده عليه عاصم اللى كان بيتع خطواتهم مع خطواته: - مش وجت اسئلة دلوك ياواض عمى؟ تعالوا اركبوا معايا اوصلكم وبالمرة اطمن عليها كمان. حكم انا مش هاجدر اروح البلد من غير اطمن انا كمان.

بدور وهي قاعدة عالكنبة وماسكة الفون وبتتصل بيه وهي بجوار والدتها اللى مندجمة وهي بتتفرج على مسلسل صعيدى قديم على التليفزيون: - شايفة ياما. الباشا بتصل بيه ومابيردش.
نعمات اللى اتخضت من نبرتها: - خبر ايه يابت؟ ما انتى كل دقيقة بتكلميه. يمكن اتلهى في اللحظة دى وماخدتش باله؟

ردت بعصبية: - ويتلهى في ايه بجى ان شاء الله؟ انا متصلة بيه من نص ساعة بالظبط. وقالى ربع ساعة تانى وهمشى يا بدور. ياعنى لو صادق في كلامه يبجى زمانه في الطريق دلوك؟
نعمات تنحت فيها باندهاش: - يخرب مطنك. انتى بتحسبيلوا بالدقيقة يابت؟ ايه اللى جرا يا بدور؟ لدرجادى بقيتى متعلجة بيه؟

جاوبت على والدتها من غير خجل: - ومتعجلش بيه ليه ياما؟ مش جوزى ونصيبى. واللى زى عاصم الف من تتمناه. يعنى لازم تبجى عينى وسط راسى واَخد بالى.
ضحكت نعمات بصوت عالى: - واه يا بدور دا انتى حبيته واتكفيتى على بوزك كمان. بس برضك يابتى. خفى الغيرة شوية. جوزك مش عيل خفيف عشان تخافى عليه او منه. واهدى كمان عشان ماتكتميش على نفسه. الراجل مايحبش كده فاهمانى.

سكتت شوية وظهر على وشها انها بتستوعب كلام والدتها اللى فاجاتها: - بت يا بدور ماترنى على اختك وخلينى أكلمها.
- ليه ياما انتى عايزة منها حاجة؟
- لا يابتى مش عايزة حاجة. بس محتاجة اطمن عليها. اتصلى يابتى اتصلى.
وفى العربية. عاصم كان هو اللى بيسوق و مدحت قاعد في الكنبة الخلفيه وهو ضامم نهال اللى بقت تعيط بدموعها وهي بتصرخ معاه.
- اه، مش قادرة اتحمل مش قادرة.

مدحت وهو بيحاول يخفف عنها بقى بيرجف ويترعش من القلق خصوصا. بعد ما شرحتلوا حالتها وقالت باللى حساه.
- بسرعة يا عاصم والنبى. بسرعة الله لا يسيئك.
عاصم كمان صوته بقى بيخرج منه بالعافيه في الجو اللى يقلق ويوتر ده: - حاضر ياواض عمى. والله بحاول بس اكتر من كده هاعمل حادثة. واحنا عايزين نوصل المستشفى بالسلامة. يووووه ودى كمان بترن للمرة الالف. مش عارف ارد عليها واقولها ايه بصراحة.

مدحت كان بيضمها اكتر ويحاول يطمنها ويهديها والفون بتاعها هي كمان بقى بيرن. اللى كان على الكرسى الامامى مع شنطنتها وبعض متعلقاتها. تناولوا عاصم وشاف النمرة: - دى بدور باينها زهقت منى وبترن على نهال كمان.
صراخها ازداد اكتر مع دموعها اللى نازلة بحرقة. جعل مدحت يصرخ هو كمان بلوعة: - ماتردش على حد يا عاصم خلينا نوصل الاول ونلحج نهال ارجوك يا عاصم. ابوس ايدك ياشيخ.

بلع ريقه وهو بينظر في المراية الامامية: - حاضر ياواض عمى مش هارد والله. بس انت اهدى. واحنا ان شاء الله نوصل ونلحجها.
- برضك ماحدش فيهم بيرد؟
سالتها نعمات بعصبية ل بدور الى وصلها هي كمان القلق: - والله برن ياما زى ما انتى شايفة ولا لاقية رد من اى فيهم. لا عاصم ولا نهال ولا حتى مدحت التلاتة برن عليهم بالمية مرة ومحدش معبرنى.

ضربت نعمات كفوفها ببعض وهي بتصرخ في بنتها: - يعنى ايه؟ دى عمرها ماحصلت. التلاتة في وقت واحد مايردوش. اتصلليلى على ابوكى يابت. خلينا نطمن عليه هو كمان. في الليلة اللى مراضية تعدى دى.

مسكت بدور فونها من تانى تحاول المرة دى على رقم والدها بناءً على رغبة والدتها اللى كانت بتندب في الحظ مع نفسها: - ياريتنى كنت روحت معاهم بدل الحيرة دى. بس كمان كنت هاسيبك ازاى؟ وانتى لوحدك وتعبانة. كان هايجينى قلب ازاى بس ياربى.
صرخت بدور عليها: - خلاص ياما هدى شوية خلينى اعرف اتكلم. ابويا فتح اها.
- الوو، ايوه يابوى.
الوو، ايوه يا بدور عايزة حاجة يابتى؟

وقبل ماترد عليه اتفاجأت بأيد والدتها الى شدت الفون منها بسرعة: - ايوه يا راجح. ادينى نهال بنتى عشان اكلمها.
راجح وهو مستغرب الصوت مع دوشة الفرح كمان: - مين معايا؟ نعمات! انتى بتقولى ايه مش فاهم.
صرخت هي بصوت عالى: - بعد عن الصوت العالى والاغانى واسمعنى زين يا راجح. عايزك توصلنى ببتك نهال دلوك وبسرعة عشان اكلمها واطمن عليها.

رغم انزاعجه من الصوت العالى من مراته لكن الخوف دب في قلبه هو كمان في الرد عليها: - بنتى نهال مالها يامرة انتى؟ هو في حاجة حصلت؟
حركة راجح في السؤال عن بنته او الدكتور جوزها و عاصم نقلت الخوف في قلب معظم افراد العيلة. اللى اتجمعوا خارج القاعة يسألوا بعض ويستفسروا عليهم. خصوصاً لما بلغهم. ان التلاتة خرجوا مع بعض. من غير مايشعر بيهم حد ولا يعرف وجهتهم.

ياسين وهو بيدب عصايته على الارض بقوة: - معناتوا ايه ده لما تتصلوا عليهم التلاتة وماحدش فيهم يرد. خبر ايه؟ دا حتى عاصم سكته غير سكة الدكتور ومرته نهال بتنا؟
رائف وهو ماسك الفون: - والله ما انا عارف ياجد. انا كنت بهيص مع الشباب وماشوفتش حد فيهم لما طلعوا عشان اعرف اى معلومة.

راجح وهو بيفرك بايديه الاتنين وبيبلع في ريقه بصعوبة: - وبعدين يابوى. انا المرة عملالي مناحة في البلد عايزة تطمن. وانا جاعد هنا زى الاطرش في الزفة. وجلبى وكلنى على بتى وعيال عمها الاتنين.
عبد الحميد وهو بيخاطب ابنه بشده: - حاول ياواض من تانى ورن على اخوك.
رائف وهو بيشاور بالفون اللى في ايده: - والله يابوى برن على أرقام التلاتة ولسة برضك مافيش رد.

اتدخل معاهم محسن: - ياجدعان وانتوا ليه عاملينها مشكلة كبيرة بس؟ مش يمكن الدكتور ومرته راحوا بيتهم. وعزموا على واض عمهم عاصم يروح معاهم.؟
المرة دى جه الرد من ناحية حربى اللى كان واصل حالا: - ياجماعة معلش ان كنت هازود القلق عنديكم. بس حالاً دلوك وصلتنى معلومة من واحد صاحبى من قرايب معتصم بيقول انه شاف الدكتور مدحت وهو شايل مرته وبيجرى بيها وهي تعبانة وركبوا عربية عاصم.

هب راجح من مكانه مخضوض: - بتى لايكون جرالها حاجة. طاب اروح فين دلوك؟ عشان اطمن عليها.
سالم بثبات انفعالي: - اهدى شوية يا راجح واطمن. احنا نخطف رجلينا دلوك على طول على شقة مدحت وان شاء الله نلاقيهم هناك ونطمن. وانت يا حربى ماتخليش الحريم يحسوا بحاجة.
ياسين وهو بيتحرك معاهم: - طب ياللا بينا احنا هانستنى تانى ليه؟ ياللا بسرعة.

وقبل مايتحركوا كويس. نده رائف عليهم كلهم بلهفة: - استنوا ياجماعة عاصم فتح تلفونه: وقفوا الجميع منتبهين وهو بيكلم ابن عمه في الفون: - الوو يا عاصم انت كنت فين جلجتنا؟ مابتردش ليه عالتلفون انت ونهال ومدحت اخويا الدكتور.
-...
- انت بتجول ايه؟

الجملة نفسها خضت الجميع وهما منتظرين يسمعوا خبر يطمنهم. لكن ملامح رائف اللى اتغيرت قلقتهم زيادة. قبل مايرفع راسه ليه ويقول بعدم استيعاب: عاصم بيجولى ان نهال دلوك في غرفة العمليات!
فى ايه يا نيره؟ هو جدك وعمامك راحوا فين كده فجأة واختفوا؟
سالتها صباح بريبة ل نيرة الى انتابتها حالة القلق كمان: - مش عارفة والله ياعمتى. بس انا كلمت حربى حالاً وقالى انهم راحوا زيارة لحد عيان هنا في المحافظة.

صباح بارتياب: - كيف يعنى احنا جاين في فرح ولا في زيارات. ثم العيان دا يعنى افتكروه بس النهاردة؟
- هو ايه اللى افتكروه بس النهاردة؟
دا كان سؤال وائل اللى طب فجأة يقعد جمبهم على الطرابيزة. اللى ضمت معاهم ستات وبنات من العيلة.
سكتت صباح لكن نيره حبت تغير الموضوع: - حاجة بسيطة يا وائل متشغلش بالك انت. المهم بقى انت متعرفش الفرح هايخلص امتى؟ عشان نعرف ميعاد مرواحنا.

نظر في ساعته قبل ما يرد عليها: - على حسب مواعيد القاعة. يبقى نص ساعة كدة ويخلص الفرح.
صباح برباطة جأش رغم القلق اللى دب في قلبها: - ربنا يتمها على خير. وانت ياحبيبى عقبال مايتم فرحك على هدير. هي دى اللى هاتبقى فرحتى على حق.

دخلوا الرجالة وفي مقدمتهم ياسين و راجح في طرقة المستشفى يبحثوا عن القسم اللى ذكروا عاصم بالتحديد. وعلى وصف ممرضة في المستشفى. وجدوا عاصم وهو ساند بضهره على الحيطة وبينظر في الارض بشرود وحزن.
راجح في ثوانى وصل عنده عشان يسألوا بلهفة: - عاصم ياولدى. مالها بت عمك؟ ايه اللى جرا بالظبط؟
رفع عيونه لعمه مجفل وهو مش عارف يرد عليه بأيه: - ااااام. مش عارف ياعمى؟ انا جاعد مستنى اعرف.

راجح بانفعال وصوت عالى: - مش عارف كيف؟ امال مين اللى يعرف يعنى؟
فى اللحظة دى الرجالة وصلوا. شد سالم اخوه يبعده شويه عن ابنه ويهديه: - استنى ياخوى حن عليك. خلينا نستفسر. فهمنى يا عاصم ياولدى. بت عمك في اؤضة العمليات جوا بتعمل ايه؟
ياسين كمان بعصبية: - ماترد ياواض وخلينا نطمن ولا نعرف اى حاجة.
رد عليهم عاصم برجاء.

- ياجماعة معرفش والنعمة مااعرف. انا جبتها مع جوزها وهي بتصرخ وتبكى من القاعة. دخلنا المستشفى على الاستقبال. شوية ولقيتهم داخلين بيها غرفة العمليات وجوزها عقم نفسه ودخل معاها. ازيد من كده معرفش.
راجح الارض بقت تلف بيه: - يعنى انا بتى دلوك في ايد الرحمن وانا معارفش باللى صايبها. اعمل ايه عشان اطمن يابوى؟
رائف بصوت ملهوف: - اؤضة العمليات اتفتحت ياعمى.

جريوا جميعهم على غرفة العمليات. اللى خرج منها مدحت بشكل مزرى قبل خروج المريضة: - بتى مالها يا مدحت وبتعملوا معاها ايه جوا؟
رفع راسه يمسح دمعة نزلت غصب عنه ويرد بصعوبة: - نهال سقطت ياعمى!
دخلت تجر في فستانها بضيق وهي بتنفخ. دخل هو خلفها وقفل الباب. عيونه كانت بتابع كل حركة منها. من اول قلعها الطرحة ورميها في الارض. كانت بتفحص الشقة باهتمام شبر شبر.

- مش بطالة يعنى الشقة. بس دى شكلها كانت مسكونة قبل كده؟
رد عليها وهو بيرمى مفاتيح الشقة وبيفتح في زارير الجاكت عشان يقلعه: - اممم. هي فعلاً كانت مسكونة. بس اطمنى ماحدش غريب كان ساكنها. دى بتاعتى انا من عمر 20 سنة. باجيها بس لما اكون عايز ارفه عن نفسى واقضى وجت حلو وشقاوة ودلع يعنى. انتى فاهمانى بجى.

قال الاَخيرة وهو بيغمز بعيونه اثار عصبيتها بشكل جنوني: - اه ياحيوان ياغبى. بقى جايب عروستك في الحلال. عشان تقضى شهر العسل في شقة القرف اللى كنت بتعمله قبل الجواز. طب ودينى لو ماروحتنى حالاً لا اروح بنفسى.
شاور بسبابته على صدره بابتسامة مريبة: - بجى انا غبى وحيوان؟
صرخت بعصبية: - يعنى سبت كل كلامى ومسكت في دى. طب انا ماشية وسيبهالك. اشبع فيها لوحدك.

قالتها وهي بتلف بفستانها وتتحرك ناحية الباب وقبل ماتفتح لقيته بيشالها من عالاض ويرجع بيها لداخل الشقة وهو بيضحك بصوت مجنون: - راحة فين ياعروسة؟ في واحدة تسيب عريسها برضك في يوم فرحها. انتى عايزة الناس تاكل وشى.
حاولت تفلت نفسها وهي بترفس برجليها وتضرب بقبضة ايديها على صدره: - سيبنى ياغبى ياحيوان مرة تانى كمان بقى واتفلق.

شدد عليها اكتر وهو بيضحك ويجز على اسنانه: - انا هاوريكى الغبى والحيوان بيعمل ايه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة