قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثالث عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثالث عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثالث عشر

كل انسان زى ماجواه الخير كمان جواه الشر. وزى ما ربنا وزع علينا ارزاقه. فهو كمان خلقلنا عقل نفكر بيه ونعرف نميز الكويس والوحش. واحنا بأرادتنا بنختار طريقنا.
نزلت نجلاء من اؤضتها لقت ياسين ووالدتها صباح وولادها التلاته بيفطروا عالسفره قدمت بخطواتها عليهم: - ايه دا انتو بتفطروا!
نورا والاكل في بقها وهي بتهزر
- لا ياماما احنا بنلعب!
- هيهي خفه.

قالتها نجلاء بتكشيره وهي بتمسك كرسى وتقعد جمبهم. ضحكوا كلهم حتى ياسين فادخلت صباح: - معلش يابتى اصلها بتهزر
نجلاء بضيق
- هزار بايخ زيها.
- دا ماسموش هزار. دا اسمه استظراف ياتيته
قالها وائل وهو بيخبط بكف ايده على جبهة نورا اللى صرخت: - اه، ضربة في ايدك.
زعقت صباح فيها
- عيب يابت تدعى على اخوكى. انتى انجنيتى.
- عشان تشوفي بس تربية بنتك ياما اللى تفرح.
قالتها نجلاء بغيظ فاتكلم ابنها الصغير اللى كان ساكت.

- بس انا شاطر ياماما مش كده!
بكف ايدها وعلى شعره الناعم: - طبعاً ياروحى انت اشطر واحد فيهم. حبيب ماما انت ياميدو.
ندهت صباح
- يابتى سيبى شعر ولدك وكلى. انت جايه تتفرجي علينا.
- لا ياماما، انا فطرت بدرى اساساً مع سامح قبل مايخرج.
رد ياسين اللى كان ساكت وبيتفرج بس.
- طلع فين يابتى بدرى كده؟
صباح كمان
- صح يانجلاء. دا انا مرضيتش اصحيكي عشان خاطر جوزك وجولت عليه تعبان من السفر.
نجلاء.

- والله ياماما انا لما سألته. قالى هايقابل واحد صاحبه
ياسين بدهشة
- صاحبه! وهو جوزك ليه اصحاب اساساً هنا في البلد؟
مطت نجلاء شفايفها بعدم فهم وردت نورا
- بس انا فرحانه قوى ياماما عشان هانقعد كام يوم تانى في البلد.

وفى بيت قديم بالطوب اللبن او الطينى بمنطقه مهجورة تقريبا الا من عدد قليل من السكان الغلابة في اللى مقدروش يسيبوا بيوتهم القديمة ويبنوا بدالها بيوت جديده. كان واقف سامح في قلب البيت وهو بيستعيد ذكرياته القديمة فيه بعد ما افتكر انه نسيها ونسي البلد كلها بكل مافيها بذكرياتها السعيده والمؤلمة. خرج من تفكيره على صوت خبط على الباب القديم الخشب.
وبعد مافتح الباب: - اهلاً، اتأخرت يعنى؟
رد عليه وهو داخل.

- سامحنى عاد ياعم سامح. ما انا جولتلك انى عايش لوحدى وجبيصى الزفت اتاخر عليا النهارده.
رد جبيصى اللى كان داخل وراه
- وانا اعملك ايه؟ ان كان نومك تجيل!
شاور معتصم بايده عليه
- شايف ياعم سامح. عشان تعذرني بس!
رد عليه سامح مبتسم
- معلش بقى سيبك منه وتعالى ادخل معايا نشوف المكان اللى تقصده
معتصم وهو بيتقدم بخطواته لقلب البيت.
- بينا ياعم سامح!

انتهى وائل مكالمته في الفون بسرعة اول اما لمح جده خارج من البيت عشان يجرى عليه ويحصله.
- جدى جدى. استنى والنبى قبل ماتخرج.
اللتفت له ياسين بجسمه كله: - خير ياولدى عايزنى في ايه؟
قرب بخطواته السريعه من جده
- كنت عايز اكلمك ياجدى في موضوع امبارح. انت نسيت ولا ايه؟
عقد حواجبه شوية بتفكير وبعدها: - ااه. انتى جصدك على موضوع هدير. طيب انتى مش ماشى انهارده ياولدى عشان شغلك.
رد عليا بلهفه.

- لا ياجدى ما انا كلمت واحد صاحبى واتفقت معاه عشان يظبط الدنيا هناك. المهم انت ياجدى عايزك تشوفلى الموضوع دا بسرعه والنبى.
هز بدماغه يراضيه: - حاضر ياولدى هبقى اشوف.
هم عشان يتحرك وقفه وائل تانى: - ياجدى ماتقوليش هاشوف. انا عايز فعل.

خبط ياسين بالعصايه على الارض بسأم: - يابوووى، دا انت زنان جوى ياشيخ. حاضر هاكلم عبد الرحيم النهارده واسأله على مرته واما اشوف هاتصرف ازاى في السؤال التانى عن البنيه. استريحت كده.
هز بدماغه بقلق
- لا ياجدى انا مش هاطمن غير لما اخطبها واتأكد انها بقت خطيبتي.
- يووووه انا ماشى اشوف مصالحى. دا انت وجفت حالى ياشيخ باه.
قالها ياسين وهو بيشوح بأيده قبل ما يمشى ويسيبه على قلقه.

وبداخل غرفتها وعلى سريرها وهي بتتقلب بسعاده عليه وهي ماسكه الفون وبتنظر لنمرته اللى اخدتها من فون جدها بصنعة لطافه اخدت نفس طويل وبعدين خرجته تانى قبل ماتطلب نمرته وتنتظر صوته على احر من الجمر. فرد هو بعدها بثواني
- الو، مين معايا؟
حطت ايدها على قلبها وكتمت شهقة السعاده التي غمرتها من سماع صوته بس.
كرر هو تانى.
- الو. مين معايا بجول؟
برضو ماقدرتش ترد ولكنها سمعت صوت من بعيد بينده عليه.

- هاتعوج النهارده ياعاصم في الجيه؟، فرد عليها من مكانه
- لا يابدور هاعدى على ابويا الضهر وهاجى على طول.
وبعدها رجع للفون تانى يتكلم بزعيق
- ماترد انت كمان، ولا على ايه ها.

قال الاخيرة وهو بيقفل الفون ويرميه عالفرشه. ودى نظرت للفون بلخبطه. فعلى الرغم من سعادتها بسماع صوته لكنها اتحرقت بنار الغيره اما سمعت صوت بدور اللى عايشه معاه ومتجوزها وبيحبها. بس اما افتكرت اخر المكالمه عينها لمعت بسعاده من تانى وهي بتردد مع نفسها
- و اخيرا هاشوفك!
انت متأكد انه موجود هنا؟

قالها سامح وهو بيشاور بالعصايه على مكان محدد بارض البيت. فرد عليه معتصم وهو بيشاور بعصايته على نفس المكان: - على كلام الشيخ والمسافة اللى حددهالى يبجى هنا بالظبط. واحنا نتعب نفسنا ليه؟ انا شويه كده واتصل بيه يجى هنا ويحدد بنفسه باب السرداب.
- طب ياريت والنبى بسرعه انا مش عايز اقعد هنا كتير. دى مش عادتى اصلاً!
ابتسم معتصم وهو بيظبط شملته.

- ما انا عارف ياعم سامح انك مابطيجش البلد. فاكرنى مش عارف السبب. انا امى حاكتلى على كل حاجة.
نظر له باستفهام.
- هي امك بنت مين في البلد؟
ابتسم له بتسلية
- انا امى تبجى انتصار بنت عبيد الغفير اللى كان جاركم هنا في الناحيه التانية.
رجع براسه يفتكر وبعدها: - عبيد الغفييير! افتكرته وافكترتها هي كمان بس دى كانت صغيره! قبل ماامشى من البلد واسيبها!

- اهى اللى كانت صغيره دى. كانت عارفه حكايتك من ابوها وامها. اللى كانوا بيدعوا على عمك الظالم واض الحرام.
- اااه. فكرتنى ليه بس بابن ال، اللى اكل حقنا انا وامى من ورث ابويا لما بصمها على ورق بيع وشراء من غير ماتدري بحجة انه بيخلص لها الورث. الله يجحمه بقا مطرح ما راح. انا عمرى ماهاسامحه.
- طب ما اشتاكيتش ليه ياعم سامح في المحكمه وتجيبلك حجك؟

هز بدماغه يبتسم بسخريه مره: - اشتكى مين يابنى؟ الورق كان سليم مافيهوش تزوير. انااخدت امى واخدت مراتى اللى كانت عروسه جديد ورحت اسكندريه عشان تبقى هي بلدى بعد ماكرهت البلد دى واللى فيها وسيبت حقى عند ربنا
ابتسم معتصم يرد عليه بتفاخر: - وادى ربنا جبلك حجك ياعم سامح. وطلعلك مقبره ملكية تحت بيتك يعنى كنوز ماتتعد.
شعر سامح بفرحة غريبة وهو صدره طالع نازل من الانفعال.
- انت متأكد يامعتصم يابنى!

- متاكد زى ما انا شايفك كده. اللى جاللى الكلام ده الشيخ مدبولى. دا ياما طلعنا انا وابويا مقابر من المنطجه دى بالذات. امال انا رايحلك اسكندريه ومعدى البلاد دى كلها عشان اهزر! بس على الله بقى ماتتأثرش بكلام ياسين وولاده اللى عادونى انا وابويا عشان مااتوفجناش انا وبنتهم في الجواز. دى حاجه بأمر ربنا ودا جسمه ونصيب.
- بس ابوك محبوس يامعتصم! يعنى ممكن يبقى معاهم حق.
فتح كفوفه في الهوا.

- حتى لو كان! دا مهما كان يبجى ابويا يعنى لازم ادافع عنه. دا كفاية الفلوس اللى سايبهالى في البنوك ولا شغالنة الاثار اللى عرفنى سككها كلها. اللى تجعلنى ملك طول عمرى. ولا انت ايه رايك؟
لمعت عينه بطمع كبير يرد عليه: - معاك حق يامعتصم!

وعند مدحت في المدينه بعد انتهاءه من عملية لحاله طارئه خرجته في نص الليل. غير يونيفورم المستشفى ورجع على طول عالبيت يطمن على نهال اللى غابت عن كليتها. فتح باب الغرفة لاقاها لسه نايمة و الغرفة ضلمه عشان متقفله. دخل على طول عالستاير وشدها عشان تنور الغرفة. صحيت نهال وهي بتزوم بضيق بعد ما اخترق الضوء القوى جفونها
- ليه كده بس يامدحت اووف؟
قالتها وراحت مقلوبه على وشها وشدت المخده تدرى دماغها كلها.

قلع هو الجاكيت والجزمه ورمى نفسه جمبيها: - جومى ياكسلانة. هاتفضلى نايمه لامتى؟
زامت هي اكتر من لمسات ايديه وهو بيصحيها
- يابوووى سيبنى والنبى.
كمل على وضعه بغلاسه
- اصحى الاول وانا ابطل. ياللا ياكسلانه ياللا.
- يووووه عليك. لما تطلب معاك غلاسه.
قالتها بقلة حيله وهي بتتعدل على ضهرها وترفع عنها المخده. فكملت وعينها في عينه
- ادينى اتنيلت عاوز ايه؟
ابتسم بسعاده وباس على خدها.

- ايو كده ورينى وشك المنور ده خلينى اتصبح، صباح الفل.
قال الاخيره وهو بيبوسها في خدها التانى. وشها اتفرد بابتسامه جميله بعد ما كانت قايمه مضايقة.
- شكراً!
رفع راسه ينظرلها مستغرب: - على ايه بتشكرينى؟
- عشان بتجولى كلام حلو.
رفع لها حاجبه بشقاوه وهو بيضحك
- لا والله على اساس ان دى اول مره اجولك كلام حلو يعنى.
- لابس كنت محتاجه كلمتين حلوين النهارده صراحه.
نظر لها مستغرب
- ليه يعنى؟

مطت شفايفها وعينيها رايحة جاية
- مش عارفه. يمكن عشان سيبتنى في نص الليل امبارح وانا كنت خايفه جداً وماقدرتش انام غير بعد الفجر ما ادن والنور ظهر يمكن!
كلمها بجديه.
- لدرجادى انتى خايفه؟
قامت بجذعها ترد عليه
- انا شغلت الشاشه بالقرآن وحاولت اشغل نفسى بالشات مع اصحابي بس كانوا نايمين بصراحه كنت هاموت من الخوف.
نظر لها بحنان وتأثر وبعدها شدها من ايدها يضمها ويلمس على شعرها برقه.

- معلش ياروحى سامحينى. بس اعمل ايه طيب دى كانت حادثة والراجل كان هايروح فيها. فكان لازم ننقذه.
خرجت من حضنه ترد
- انا عارفه كل اللى هاتجولوا بس انا بحكيك على اللى حسيته.
- عشان كده ماروحتيش الجامعه؟
ضحكت بمرح.
- اروح فين؟ انا ماسمعتش المنبه اساساً.

مع سماع صوت الطرقات على باب البيت. قامت نيره تفتح الباب والفون على ودانها وهي بتكلم حربى. لقتها نورا ابتسمت لها بترحاب. : - اهلا يانورا ايه المفاجأه الحلوه دى.
دخلت المذكوره بضحكه: - ازيك يانيره. وايه اخبار خالى عبد الحميد.؟
بعد ماسلمت عليها نيره شاورت لها بايدها
- اتفضلي حبيبتى خالك عبد الحميد وامى جاعدين جوا ادخلى سلمى عليهم. بس ايه اللى جايباه في ايدك ده؟

نورا وهي داخله: - دا رز بلبن ياقلبى انا عملاه بالمكسرات قولت ادوقكم منه
نيره بانبهار
- الله. دا شكله يهبل يانورا.
ردت عليها بتفاخر
- طبعاً ياروحى. دا انا استاذه فيه. عن اذنك بقى عشان اروح وسلميلى انتى على كل اللى قاعدين جوا.
مسكتها نيره من ايدها
- استنى يابت انتى لحجتى تجعدى.
نورا وهي بتفلت ايدها باستعجال: - لا ما انا لسه هاعدى بطباق تانيه لببت خالى سالم وبيت خالى راجح.
- طب استنى اروح معاكى.
وبحركه سريعه.

- متشكره ياقلبى. انا عارفه السكه كويس سلام بقى
- ماشى ياستى سلام
قالتها نيره وهي بتقفل الباب وبعدها رجعت تكلم حربى في الفون تانى
- الو، ايوه ياحربى.
حربى بعصبيه
- ساعه سايبانى عالتلفون يانيره والتانيه كمان عايزه تطلعى معاها من غير ماتجوليلى ولا تاخدى رأيى
هزت نيره بدماغها بيأس: - شكلك عايز تتخانج ياحربى!

وعند ياسين اللى راح لبيت عبد الرحيم عشان يطمن على نسمه قابلوا عبد الرحيم بترحاب كيير لجل اللى عملوا مع عيلته
- والله ياعم ياسين انتى جميلك دا في رجبتى ليوم الدين
زغدوا على كتفه بخفه
- عيب ياواض كلامك ده. دا انت ولدنا.
عبد الرحيم وهي واضع كفه على صدره
- دا انا اتشرف ياعم ياسين والله. هو انا اطول.
- دا احنا اللى نتشرف ياولدى. ياسبع انت ياسيد الرجال. ها عامل ايه الغايب وام الغايب.
رد عليه بابتسامة رضا.

- الحمد لله الدكتوره طلعت زينه امبارح وجدرت تنقذهم هما الاتنين. ودلوك اهى جاعده مرتاحه لحد ما ربنا يقومها بالسلامة.
- الشاى يابوى
قالها طفل في عمر 6 السنين وهو داخل. رد عليه عبد الرحيم
- تعالى يامصطفى. سلم على جدك.
دخل الولد سند الصنيه على الترابيزه اللى قصادهم واتقدم يسلم على ياسين.
مسكه ياسين وباسه من خده وهو بيطبطب على كتفه
- وانت اسمك ايه يابطل؟
- انا اسمى مصطفى عبد الرحيم.

قالها الولد بصوت عالى قبل مايخرج.
ياسين وهو بينظر في اثر الولد بعد ما مشى.
- واض المرحومه دا مش كده برضو؟ ربنا يخليهولك
رد عليه بتاثر
- ايوه هو. انا كنت شايل همه جوى بعد امه ما ماتت لكن هدير الله يحميها كانت مرعياه واكنه ولدها ولما كبرت واتجدملها العرسان بجيت شايل هم ولدى بعد ماتتجوز لكن ربنا بجى عوضني انا وولدي بنسمه ربنا يحفظها يارب.

- انت زين ياولدى وربنا بيحبك عشان بيرزجك بالناس الزينه. الا جولى صح. هي هدير اسم الله عليها مخطوبه؟
- هي اللى بيتجدملها كتير بس لسه النصيب مجاش.
انشرح ياسين بداخله وهي حاسس براحه وبعدها قال
- طب بجولك ياعبد الرحيم. الحريم كانوا عايزين يزورا نسمه ويطمنوا عليها تسمح لهم ياولدى.
وفى بيت سالم كان داخل عاصم بينده على والده ووالدته بصوت عالى لما دخل ولقى البيت فاضى.

- ياجماعه يا اهل الدار. ماحدش جاعد في البيت ولا ايه؟
ردت عليه والدته
- ايوه ياعاصم. احنا في الدور التانى ياولدى هادخل العيش الفرن ونزلالك حالا.
كان هايرد على والدته ويطلع لها بس لفت نظره الطبق اللى عالسفره. وهو ومتزوق بالمكسرات.
ومع اول معلقه اخدها منه
- امم دا حلو جوى
قعد عالسفره يكمله باستمتاع بكل معلقه
- عحبك!
اللتفت عاصم عالصوت مخضوض
- بسم الله الرحمن الرحيم. هما بيطلعوا امتى.

ضحكة نورا بدلع: - انتوا مش ها تقولى عجبك ولا لا دا انا عاملاه بأيدى مخصوص عشان خاطرك.
عاصم برق بعنيه وهو حاسس واكن اللى اتبلع كله وقف في حلقه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة