قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثلاثون والأخير

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثلاثون والأخير

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثلاثون والأخير

ترجل من سيارته على الفور أمام مبنى شركة والده، هاتفه صديقه بأن والده كالأسد الحبيس، لم يسلم منه أي شخص من غضبه وثورته حتى الساعي كل شخص دلف إليه نال قسطا من غضبه، رغم أن بداية اليوم كان يسير ببطء وهاديء نوعاً ما لكن جاء شخص جعل الشركة تنقلب رأساً على عقب،
خرج من المصعد والتوتر يعتري معالم وجهه، نظر يمينا ويساراً وهو يلاحظ الهدوء يعم المكان رغم الجو المشحون بالاسفل،.

لاحظ قدوم حسن نحوه وهو جامد الوجه تسائل راشد بجدية
- حسن ايه اللي حصل بعتني هنا ليه
غمغم حسن بضيق
- استاذ مرتضي شوية وهيولع فى الشركة يا راشد
- طب انا هروح اشوفه
تحرك نحو غرفة مكتب والده، ألقي نظرة خاطفة نحو مكتب السكرتيرة الفارغ، هز رأسه يائسا يبدو انها هي نالت النصيب الأكبر وغادرت،
تنحنح بخشونة وهو يغلق الباب خلفه
- بابا
صاح مرتضي بضعف
- تعالي يا راشد علشان انا قربت يجلي غلطة بسبب اخوك.

شيء آخر متوقع، كل المصائب تأتي من شقيقه، لطالما هو ووالده يقومان بتغطيه فضائحه، ولكن الآن والده بلغ للذروة سئم من تغطيته،
قطب حاجبيه و تسائل
- ايه اللي حصل وعمله كريم بيه
قال راشد بحده وهو يتنفس بصعوبة
- اسحب كل حاجه منه وسفره بره
هز رأسه إيجاباً وهو يناوله كوب الماء الموضوع على سطح مكتبه
- تمام يا والدي متشغلش بالك.

لم تكن متوقعه انه سيقوم بشراء الجميع من أجل المال، من أصغر عامل في الجريدة حتى رئيس التحرير أنكروا كل شىء عن علاقته بزين الحديدى، وأصحاب المتاجر أصابهم فقدان في الذاكرة، يقولون لم يروا أحد في ذلك اليوم والمتجر كان مغلقاً
رغم صاحبة المغسلة هي التي أخبرتها انه قام أحد رجال ضخم البنية ب حمل شقيقها داخل سيارة ضخمة سوداء، أنكرت بشهادتها أمام الشرطة.

والآن يقف صديقها قائلا ان زين لن يدع الأمر يمر مرور الكرام، يخبرها انه حذرها عدة مرات، خرجت من مركز الشرطة وهي تجر اذيال الخيبة خلفها
طرقت بقوه بحذاء كعبها علي الارض وصاحت بعنف
- اللعنة عليه اقسم انني لن ادعك تفلت من فعلتك
لم تعبأ بنظرات الجميع الملتف حولها، سارت مبتعده عن مركز الشرطة وعقلها شارد، انقطع آخر ذرة امل لمعرفة موقع شقيقها
شهقت بصدمة حينما استمعت من الخلف لصوت رجولي
- مرحبا سيدة بيث.

زمجرت بوحشية وهي في وضع الاستعداد للانقضاض عليه
- من انت
هز الرجل كتفيه بلا مبالاة وهو يقول بنبرة ماكرة
- ليس من المهم من أنا لكن دعيني اخبرك انه تجمعنا مصلحة واحدة
قطبت حاجبيها بضيق ورهبة من نظرات الرجل، صاحت بجمود وداخلها يرتعش من ضخامه بنيته
- لم افهم
اشار بأصبع السبابة للخلف، علقت عيناها نحو المكان المشار إليه لتجد سيارة سوداء فاهرة قال الرجل.

- تفضلي سيدتي ودعيني نتحدث فى مكان هادىء بعيدا عن أعين الفضوليين
لاحظ الرجل جسدها المرتعش ونظرات اعينها الزائغة، بل تتشبث بقوة علي حقيبتها والحيرة مرتسمة على صفحات وجهها
قال بنبرة واثقة
- لا تقلقي نحن نعلم أنك تريدين شقيقك و دعيني اخبرك نحن اوشكنا على معرفة مكانه.

استيقظت ولم تجده، شيء طبيعي يجب أن تعتاده اليس كذلك!، قامت من مضجعها بتكاسل وقررت ان تستمتع ايامها الباقية بصحبة شقيقتها، فتحت خزانتها وهي تنتقي الثياب المناسبة اليوم،
خرجت من المرحاض وبنظرة خاطفة ألقتها نحو فراشها، شيء يدل على وجوده في غيابها، هزت رأسها بيأس وهي تمتم
- لازم تستحملي انتي اللي اخترتي الطريق بنفسك.

ااه زين لن تخبرني ما بك، جملة واحدة فقط ما يجيش في صدرك لن اسأل أي سؤال آخر، سأكتفي بالصمت وربما نفكر في حل، احتضنك واعبث بخصلات شعرك،
أمنية لن تتحقق الا لو كانت ستحدث معجزة وهي في انتظارها،
نظرت الي صورتها المنعكسة في المرآة، غشاوة رقيقة أحاطت عيناها، لا يجب أن تظهر ضعفها، كلا لن تبكي يجب ان تبتسم أمام الجميع و امامه تحديداً، هي بخير لا يوجد بها شىء.

تمتمت بها وهي تهدأ حالها قليلا، جمعت اكبر هواء تستطيع رئتيها إختزانه لتزفره على مهل وهي تبدأ يومها الجديد.

تسير بلا هدف في الصباح الباكر، توقفت قدماها فجأه عند البقعة التي شهدت أول لقاء لهم، ابتسمت لتلك الذكري وهي تسترجع ما حدث منذ عدة أيام، زادت ابتسامتها اتساعا وهي تتذكر حنقه منها، قهقت بصوت مرتفع وهي تتذكر عندما قالت انت طلعتلي من انهي رواية كم كنت ساذجة وهي تنظر اليه بعيون منبهرة وكأنه أول رجل وسيم في حياتها،.

تابعت طريقها وهي تراقب منظر الأشجار بأفتتان، توقفت قدميها للمرة الثانية حينما وجدت رجل بنفس هيئته بنفس ثياب المقابلة الأولي نادت بصوت مرتفع
- حضرة القبطان
توقف الرجل للحظات عن السير، هي نبرة صوتها تلك الشرقية الصغيرة، استدار برأسه ليجدها تهرول راكضة نحوه
كانت تراقبه بأفتتان ولهفة ولمعة الحزن بادي على عيناها، بلع غصة مؤلمة في حلقه وهو يراقب خصلات شعرها الغجرية الطليقة، فاتنة.

همست وهي تراقب حقيبته الخلفية
- ستغادر
هز رأسه إيجابا وهو يهمس بصوت مماثل
- نعم لقد تشرفت بلقائك يا طفلتي
عبس وجهها فجأه، صاحت بتذمر
- توقف عن نعتي بالطفلة
- لن أتوقف فأنتي طفلتي انا
دق قلبها بعنفوان، كلامه صريح وواضح لكن تشعر انه يرسل رسائل مخفية بين حديثه الصريح،
طفلته هو، تراقصت الفراشات بسعادة في معدتها واندفع الأدرينالين بقوة في خلايا جسدها، برقت عيناها وهي ترفع بأصبع السبابة والوسطى كعلامة للتحية.

- وداعا يا حضرة القبطان
يدقق النظر نحوها، كما لو أنه لن يراها مجدداً، يحفظ تفاصيل مخفية لملامحها حين رجوعه للعمل،
قال بثقة وهو يرفع نظارته الداكنة عن عيناه الزمردية
- لا تقولي وداعا سأراك قريبا
تاهت فى بحور زمردتيه، يجذبها بقوة حتي تصبح أسيرة عيناه، أفاقت من دوامته وهي ترد ببلاهه
- ماذا.

هل رغبته في تقبيلها الآن سيطفىء ناره ام يشعلها كالجحيم، حاول أن يمد انماله ورغبة ملحة ترغب في ان يلمسها مثل المرة السابقة حينما أصبحت في أحضانه، يرغب في ان تحتفظ أنامله ملمس وجنتيها،
نفض سريعا افكاره المنحلة وهي يعلم إن فعل ما يرغب به عقله سيصبح قعيد الفراش لأشهر عديدة
- انتظريني سأعود قريباً
تنتظره هو يخبرها ان تنتظره، عقلها تجمد عن التفكير من مغزى حديثه هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة.

- انا حقا لا افهم ما تلك الثقة التي جئت بها ربما لا أراك مجدداً
قطع المسافة الفاصلة بينهم وهو يهمس أمام شفتيها تحديدا
- سأحرص انا علي رؤيتك إذاً
نظرت نحوه ومفرقعات نارية تشتعل في الأجواء هل يستغل تلك الفرصة لكي يقبلها، وتكون قبلة الوداع، لم يفعل ابتعد عنها وهو يستدير للخلف ويتابع سيره، توقف للحظات وهو يهمس بشفتيه
- انتظريني يا طفلتي.

أغلقت جفنيها بقوة وهي تهز رأسها يائسة، لقد قام بوضع فيروس مريض في داخلها بفضله سينتشر ويتغلغل كيانها بأكمله، فتحت جفنيها وهي تراه يسير بكل ثقة وغرور رجل يليق به، استدر ارجوك استدر مثل فيلم شاروخان افعلها
لم يفعلها لم يستدر بل ابتعد ابتعد حتى يأست عادت أدراجها للمنزل وهناك شيء مفقود،.

شيء حث على عقله لرؤية تلك الطفلة مرة أخيرة استدار ليجدها تسير متوجه نحو المنزل همس بصوت خفيض وهو يضع نظارته الداكنة في موضعها الأصلي
- بالتوفيق لحياتك طفلتي.

فراغ احتلها منذ مغادرته، لا يوجد مشاكسات ولا يوجد أي شيء من حديثه الوقح، فراغ سيقتلها، وحدة ستؤلمها بعد غيابه رغم مقابلتهم التي تستغرق عدة دقائق
ترسم بهجة لقلبها، سعادة تكتمل في وجوده، هل أعجبت به أم أغرمت به؟
ومن الحمقاء التي لن تعجب به، تكسرت ابتسامتها وانقبض قلبها، يقول لها طفلة يعاملها كطفلة وليست انثى، يراها طفلة.

ابتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهي تتوجه نحو المطبخ تسمرت قدميها وهي تري شقيقتها تبكي في صمت
اسرعت تجاهها وهي تربت على ظهرها قائلة بهلع
- ليان ايه اللي حصل
صوت الشهقات بدأت تعلو وترتفع، بترتها ليان سريعاً وهي تضع راحة يديها علي شفتيها، احتضنت سارة بقوة لتقول سارة
- اهدي يا ليان وفهميني ايه اللي حصل
هتفت ليان بين شهقاتها معذب فؤادها
- زين
ربتت سارة علي ظهرها بنعومة وهي تهمس
- ماله في ايه.

- مصمم يبعدني عن دايرته يا سارة انا بدأت اتخنق ومش عارفة افكر، الكداب بيقولي انه اتغير وصدقته ووعدني انه مش هيخبي عني حاجه بس برده مصمم يبعدني انا تعبت والله تعبت
انتحبت بمرارة ومخزون الطاقة استنفذ، ابتعدت ببطء عن ذراعي سارة وهي تلتقط انفاسها، سكبت سارة كوب من الماء من الدورق وقالت بهدوء
-اهدي يا حبيبتي اهدي واستعيذي بالله
التقطت ليان الكوب وارتشفته حتى آخر قطرة وهي تحاول تهدئة حالها قبل مجىء الجدة،.

وياليتها ما تفوهت بأسم الجدة في عقلها
- ليان ما بك صغيرتي
عاجلتها سارة وهي تقول ببساطة
- لا شىء نينا لقد اشتاقت الي ابي وامي
رغم الكذب الذي ينجلي بين أعين سارة، الا أنها قررت عدم الضغط ويبدو اجتماع الشقيقتان انه شىء خاااص، ربتت على ظهر ليان بعطف
- حبيبتي
ثم استرسلت بحيرة
- هل رأى احد خالد لكي ندعوه لطعام الفطور
همست سارة بشرود
- غادر منذ قليل
طرقت الجدة العصا بحدة على ارضية المطبخ وهي تصيح بتذمر.

- ذلك الشاب المستهتر حين عودته اقسم انه لن ادعه يتناول الطعام عقابا له
- نينا اقصد غادر ومعه حقائب سفره
جحظت الجدة عيناها بذهول
- ماذا ذلك الشاب سأقص له اذنيه حينما يأتي، هيا يا فتيات للطعام
غادرت الجدة وهي تتبرم، ابتسمت ليان على ما تقوله الجدة، وجهت عيناها نحو سارة قائلة
- فين علياء
تراقصت حاجبي سارة بمكر
- مع حبيب القلب الدكتور.

سارة ترسم قلوب وتتنهد بحالميه وكأنها للتو رأت فارس أحلامها، يبقي فقط قلوب تخرج من عينيها، ضيقت ليان عيناها وهي تقول
- بنت اوعي يكون اللي في بالي
وتحول الشك ليقين حينما هزت سارة راسها ايجاباً عدة مرات
- هو.

اسبوعان بعيدة عنه، اربعة عشر يوما ثلاثمائة وثلاثة وستون ساعة، عشرون ألف ومائة وستون دقيقة.
لم يعهدها هكذا قاسية، بعيدة عنه لتلك الدرجة، كل ذرة من خلايا جسده يشتاق اليه، كيف تستطيع النوم بعيدة عنه، رغم الأيام القليلة الذي اصر ان تنام بين ذراعيه أصبحت عادة لديه، ينام والفراش خاوي من عطرها و دفء جسدها،.

في كل مرة يصرخ قلبه بأنه يريدها، ان تصبح بين ذراعيه، تستفزه وتثير خلاياه للأنقضاض عليها وهو يراها تتحرك بخفة ونعومة بين ارجاء المنزل،
تتعلل بأنها تشتاق الي شقيقتها بل اصرت علي ان تمد مكوث شقيقتها في المنزل ولم يجد سوي القبول،
وكل من في المنزل بمن فيهم جدته موافقة، جدته التي كانت تصر على ليانه بأن ترتدي المنامات التي طارت بها عقله اصبحت الآن غير مكترثة بما يحدث،.

جميع من في المنزل يعلم أنها هجرت فراشه، ولكن لم ينبس أحد ببنت شفه ينتظرون ردة فعله،
سلام بارد تلقيه عليه في بعض الأحيان، ومرة يراها تقبل وجنتيه او جانب شفتيه وتفر هاربة الى غرفة شقيقتها،
تلعب على نار هادئة معه هو، يقسم فقط إن أصبحت، إن اصبحت بين ذراعيه وتوقفت عن التشبث بشقيقتها أو علياء طوال الوقت،
سيحرقها كما أحرقته، سيلقي بحمم بركانية مشتعلة تجعلها تستسلم وتستكين بين ذراعيه.

لم يصدق ان اسبوعان مرا كسنوات بطئية، او الزمن هو الذي توقف منذ مغادرته وترك طفلته في منزل القرية، يقنع عقله انها مجرد نزوة وانقضت ولكن العقل يعاند ويلح عليه أن يراها يرى صورها المختزنة في هاتفه، ان علمت ان صورها في هاتفه ستحرقه وستحرق هاتفه،
لاذعة لكن حلوة، فاتنة لكن طفلة، كالورد الذي يطوف حوله الشوك لحمايته، لا هو قادر على أن ينتزع الأشواك ولا هو قادر على ان يشم رائحة الورد،.

نظر الى ساعة يده وهو ينظر إلى جميع من في السفينة، تبقي عشر دقائق ويتوجه نحو قمرة القيادة،
تحيات وابتسامات من السياح وهم يرون قبطان السفينة ببذلته، يهز رأسه علامة للتحيه وهو في طريقه لقمرة القيادة
- عدت اذاً
صوت يعلمه جيدا جعله يتوقف عن السير ويلتفت الى صاحب الصوت، ابتسم بخفه وهو يتوجه نحو صديقه المستند على السور، وضع قبضة يده على السور قائلا بضيق
- لم أستطيع البقاء أكثر.

هز الآخر رأسه كعلامة للفهم، التفت إليه قائلا بغموض
- يبدو ان هناك اشياء كثيرة حدثت
- تستطيع قول ذلك
تسائل وعيناه محدقتان نحو المرسي والوفد السياحي تصعد الدرج
- القلب أم العقل أم كلاهما
تعمد عدم الفهم وهو يرد
- ماذا؟
ضحك الآخر بخفة وهو يعيد سؤاله
- سبب مجيئك إلى هنا منزوع القلب ام ماذا؟
صمت لثواني طالت عن الوقت المحدد للإجابة، اكفهرت معالم وجهه وهو ينزع قبضة يده عن السور
- لا شيء من هذا.

هز الآخر كتفيه بلا مبالاة
- اتمنى هذا
تمتم في ضيق وقدماه تتوجه نحو قمرة القيادة
- سأعود للعمل.

تبحث سريعا عن تنورتها ذو اللون الأسود، متأكده انها وضعته في الخزانة ليلة أمس قبل مجيء الآخر،
قلبت الخزانة رأساً على عقب والنتيجة انها لم تجده، عقلها يفكر بسرعة عجيبة وهي تفكر أين وضعته؟!
تريد ان تجده قبل أن يأتي رغم ان ميعاد عودته ليس في ذلك الوقت تأففت بضيق وهي تخرج بنطال ترتديه في عجالة، قامت بوضع الثياب الملقاه على الارض باهمال في الخزانة وهي ستقوم بترتيبهم حين عودتها،.

شهقت بفزع حينما استمعت الي صوت اغلاق باب الغرفة بحدة اجفلتها وارتعش جسدها وهي تنظر اليه
هيئة تشبه كالقاتلين والسفاحين من نظره عينيه الداكنة الغاضبة الحانقة، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر الي عضلات صدره المتصلبة وقبضتي يداه المضموتان بقوة على جانبيه
هل يقتلها أم يضربها؟!، أتاها الرد منه وهو يتلكأ في سيره.

- اسبوعان تتجنبين الحديث معي وتذهبين في الصباح الباكر ولا تعودين الا في المساء وتذهبين الى غرفة شقيقتك
تراجعت عدة خطوات للخلف كالغبية تعمل بدون عقل، تنظر الى باب غرفتهم بيأس وتنظر إلى باب المرحاض بأمل
رآها وهي تنظر الي المرحاض، التقطها بسرعة، جعله يبتسم بخبث وهو يقترب بخطوات سريعة جمدتها وشلت عقلها عن العمل،
خرج صوتها مهزوز
- هل جئت هنا للترفيه أم أظل حبيسة الجدران؟

فصل المسافة الفاصلة بينهما وهو يجذبها بين ذراعيه كما تمني
هتف ببرود وعيناه تتفحصانها بشوق جارف وانامله تتحسس جسدها بلهفة
- اصمتي
بللت شفتيها مما جعل يوجد لمعة راغبة وهو يدقق النظر الي شفتيها، ازدر ريقها بتوتر وقالت بتوتر
- ستأخر في الذهاب ابتعد عن طريقي
- كلا
أغمضت جفنيها للحظة وهي تقاوم اناملة الخبيثة القادرة على اخمادها، همست
- تنتظرني سارة وعلياء.

يود ان يصمتها بأي طريقة، تلك تذهب عقله بكلماتها في الوقت الغير مناسب اطلاقا، مرر بأنامله من عنقها إلى عمودها الفقري وهو يشعر بارتعاش جسدها تمتم بخفوت وهو يهمس
- اخبرتهم ان يذهبوا
همست بحدة وهي تتلوي بضعف بين ذراعيه
- ماذا، اتتحدث بالنيابة عني
- ليان
صاح بنفاذ صبر جعل الاخري ترفع حاجبها بمكر وصاحت بنفس نبرته
- زياد
ابتسم وهو يلف خصله من شعرها الفحمي حول إصبعه، همس بجانب اذنها بصوت أجش بعثرها.

- اشتقت لسماع اسمي بين شفتيك
رمشت عدة مرات غير مستوعبة انه قلب الطاولة همست بتوتر
- زين ماذا تفعل هل اا
توقف العقل وأصدر القلب فرمان بسرعة التنفيذ، اعلنت الحرب بين قلبه وجسده وهو يهجم عليها كالطائر الجارح الذي التقط فريسته،
ينهل ويروي من شهد شفتيها وهي ساكنة جامدة تستوعب انه يقبلها، اقتنصها من الارض وهو يرفعها بين ذراعيه، يلح عليها بقبلاته ان تبادل شوقه بشوق آخر،.

أحاطت ذراعيها حول عنقه ورفعت راية الاستسلام بعد ثواني من بدأ الحرب، ترحب عاطفيته وبعض العنف من اشتياقه بصدر رحب،
يقبل جفنيها وجنتيها ثم يعود بتعطش الي شفتيها، ارقدها على الفراش وهو يعتليها، لحظات يبث كل شخص شوقة بطريقته الخاصة
استطاعت ان تهمس في اذنه بعد صراع عنيف من شفتيه هامسة بصوت واهن
- زين الهاتف.

أصدر زمجرة عنيفة وهو يخرسها مرة أخرى، كيف لم يستمع لصوت الهاتف وهي تسمعه، يدق الهاتف بإلحاح وهو غير عابىء حواسه كلها مرتكزة نحو التي بين ذراعيه،
انفلت بصعوبة وهو يدعها تلتقط انفاسها المسلوبة ليلتقط هاتفه من بنطاله وهو يجيب بحدة
- ماذا
ازدر لعاب الحارس وهو يعلم ان الجميع سيقتل ان علم الجميع تلك الكارثة التي حدثت منذ قليل، هتف بصوت مرتجف
- سيدي لقد هرب الرجل.

للحظة تمني زين ان تكون تلك مزحة او خدعة ليختبرون قدرته على المزاح، رغم كلتا الحالات سيعاقبه ويعاقب من معه، ألقي نظرة خاطفة نحو التي تعيد ترتيب شعرها المبعثر،
انقبض قلبها بقوة وهي ترى وجه آخر لم تراه من قبل، إن كان الغضب والحنق الذي تستقبله منه فهو نقطة من بحر ما تراه الآن
شيطان تحول لشيطان، تلبسه جميع الشياطين في جسد شخص واحد،.

وجه ببصره نحو الفراغ وهو يشيح عيناه عنها، حواسه انغلقت واسودت عينيه لبرهة من الزمن، والاخر يتسائل في خفوت وتوجس ان كان معه ام لا،
وهو ظن أن كل شيء يسير على ما يرام وستنتهي بنهاية سعيدة، مخطىء تماما لأن النهاية السعيدة هي للقصص التي لم تنته بعد.

إيه رأيكم في الجزء الأول؟
شارك برأيك معانا، وبلاش القراءة الصامتة دي
تابعو معنا الجزء الثاني ابتداءا من الغد.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة