قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع عشر

- لا يمكنني الخروج وترك كريس فهو ما زال صغيرا ويحتاجني
قطب كريس جبينه بعد التصريح العدائي الذي ردت به جابرييل على عرضه في تناول العشاء خارجا
- لكننا لن نغيب لوقت طويل
رد كريس بتبرم بالغ اقترب من جابرييل التي كانت تحاول جعل الطفل ينام من دون جدوى
- يمكننا تركه مع ميلا او مع كريستينا اشك انهما سترفضان.

حدقت جابي في معالم كريس بشك، لم يكن ابنها هو السبب الوحيد الذي يجعلها ترفض عرضه للخروج لكن فكرة التواجد الى جانبه ولوحدهما كانت تصيبها بالقشعريرة لم تكن مستعدة بعد الى ان تقوم بالخطوة الاولى لنسيان الماضي والبدا من جديد
تلعثمت جابي وهي تحاول ان تخفي رعشة في صوتها وهي تقول
- حسنا ساطلب من كريستينا الاعتناء به الليلة والان هل يمكنك ان تغادر اريد ان اجعله ينام قبل ان اذهب للبحث عن كريستينا.

ابتسم كريس ابتسامة نصر لكونه تمكن اخيرا من اقناعها
- تجدين كريستينا قرب المسبح يمكنني ان اعتني بكريس الصغير وانت يمكنك اخد حمام شمس فهذا قد يفيدك، مد يده ليحمل الطفل ترددت جابرييل قليلا قبل ان تستسلم لتعطيه الطفل الصغير الذي كان ينظر اليهما وكانه يفهم ثورة الاحساس التي يمر بها والداه وتهرع الى غرفة الملابس لتختار ثوب سباحة.

قرب المسبح، كانت كل من كريستينا وجوليا مستلقيتين على كراسي المسبح الطويلة تنعمان باشعة الشمس، لم تستطع جابرييل الا ان تقارن السمرة الذهبية الرائعة التي اكتسبتها جوليا مقارنة بلونها الشاحب، ملابس السباحة التي اعتمدتها جوليا لم تكن سوى قطعتين صغيرتين من الجلد الابيض بالكاد تخفيان شيئا من انوثتها، احست ان هذا النوع من الاهتمام المبالغ فيه لم يكن سوى من اجل شخص واحد وهذا الشخص لم يكن سوى زوجها والذي لابد قد مر من وشاهدها بالفعل، فهو الذي دلها على مكان كريستينا، فكرة ان كريس شاهد هذه المدعوة جوليا بمثل هذا الثوب اصابت جابرييل بالمرض.

احساس عدم الترحيب بجوليا اصبح يكبر داخلها يوما بعد يوم فهي لم تدخر جهدا في احراج جابرييل وتمرير الرسائل المسمومة لها في كل لحظة متاحة
كانت باردة وقاسية كما ان تلميحاتها لم تزد سوى من تاكيد شكوك جابرييل حول نوع العلاقة التي ربطتها بزوجها في السابق
نفضت الافكار عنها وهي تقترب من حيث كانت كريستينا مستلقية تستمتع باشعة الشمس
ابتسمت كريستينا لجابرييل اقتربت هذه الاخيرة منها وهمست بصوت غير مسموع،.

- كريستينا هل يمكنني ان اطلب منك معروفا اليوم
بكل سرور اجابت كريستينا وهي تنظر الى جوليا التي كانت تحاول ان تسترق السمع الى حديثهما والذي بدا غير مفهوم لها من حيث كانت تجلس
- اريد منك ان تعتني بكريس الصغير هذه الليلة فانا انوي الخروج
- احقا ستفعلين قالت كريستينا متسائلة
تلعثمت قليلا قبل ان تقول في الحقيقة كريس دعاني للعشاء خارجا.

- اذا يجب ان تذهبي قالت كريستينا بحماس هل تريدين ان اخد لك موعدا عند مصففة الشعر
- لا، لا داعي لذلك ردت جابرييل بسرعة احتاج فقط الى شخص موثوق لاترك معه كريس هذا كل شيء
نهضت كريستينا بتثاقل وهي تقول اذا يجب ان اذهب لاستحم وارتاح قليلا قبل ان امر لاخده، بالمناسبة مع من تركته الان
مع كريس ردت جابي بهمس
اذا يجب ان اذهب، الرجال ليس لديهم القدرة على التعامل مع الاطفال لفترة طويلة.

فور مغادرة كريستينا حاولت جابرييل قدر المستطاع ان تتحاشى النظر الى جوليا لم تكن لديها الرغبة في ان تستمع الى أي كلمة قد تقولها جوليا لها، فكل ما تفوهت به منذ مجيئها لم يصب جابرييل سوى بالكدر.

جرت المقعد المستطيل الموضوع تحت المظله ومضت به قرب البركه فهناك يمكنها الاستمتاع بتالق اشعه الشمس على المياه الصافيه الزرقاء دون ان تجد نفسها في محادثة هي في غنى عنها، كان معها كتابها لكنها وجدته يتطلب تركيزا لا تستطيعه حاليا فبعد نصف ساعة من القراءة القت براسها الى الخلف واخذت تستمتع بروعه الشمس على ظهرها مستمتعه باشعتها الدافئه ودون شعور استسلمت للنوم.

بعد ذلك بوقت لا تعرف مداه شعرت بلمسه لذيذة على ظهرها
تنهدت وهي تستكين لكي لا تفقد هذا الا حساس الجديد وتكرر اللمس مرة اخرى فتوتر جسمها تنفست ببطء لا تريد ان تفتح عينيها
اخذت هذه الملامسات الخفيفه تمر على ذراعيها واستمرت الى ان تحولت الى ملامسة جريئة، لم يكن هذا حلما فقفزت من مكانها
-كريس صرخت جابرييل من دون وعي
انتقل الظل الذي كان يحجب عنها اشعة الشمس
وجلس بجانبها على الكرسي المستطيل.

-كان عليك ان تدهني جسمك بمرهم ضد اشعة الشمس لقد مر عليك ساعات واحرقت جلدك
نظرت الى معصمها لم تكن حوله ساعه لتعرف كم من الوقت مضى وهي معرضة لاشعة الشمس
-كم الساعه الان؟
-انها الثالتة والنصف
-ماذا؟
واخذ يراقبها باستمتاع وهي تسوي ثوب السباحة بارتباك
ربما علي ان اساعدك
-انت بحاجه لوضع شئ على الحرق لا اظنك تحبين ان يتضرر جلدك
-لم يتضرر قط من قبل.

قفزت بعدها واقفه وتمسكت بمنشفتها ثم وضعت المنديل حولها باقل ما يمكن لكي لا تلامس ظهرها والذي بدات تحس بالفعل بوخزه.

-في اي ساعه حجزت للعشاء؟
-حجزت للساعة التاسعة قال كريس وهو ينظر اليها باهتمام.

لقد وعدت بان تكون موجوده مصممه على الاجتماع به لكنها لم تحسب حساب حروق الشمس وكانت حروقا حقيقية.

ساعدها الحمام البارد في البدايه ولكن حالما جففت نفسها بالمنشفه بخفه حتى شعرت بظهرها حارا كالنار حتى انها لم تستطع ان تجرب ما سترتديه للسهرة دون ان تدمع عيناها من الالم واربطه فستان السهرة اخذت تحز جلدها الذي اصبح الان متقرحا، لاشئ في خزانه ملابسها يمكن ان يصلح للعشاء دون ان يسبب لها ازعاجا بالغا، خلعت الفستان بحذر ثم تكورت بين ملاءات السرير البارده المنعشه فليذهب العشاء الى الجحيم فهي ستبقى في السرير.

منعها كبرياؤها من استدعاء كريس وهكذا لم تنزل في الموعد الذي اتفقا عليه
في الثامنة والربع جاء هو الى الباب الفاصل بين غرفتيهما ولكنه لم يكلف نفسه عناء قرعه وانما فتحه وسار اليها مباشره
-نظرا لمعرفتي بولعك بالتهرب مني فكرت في ان ارى بنفسي سبب عدم حضورك
رفعت جابرييل ملاءه السرير الى ذقنها
-انا مازلت هنا كما ترى
رفع كريس حاجبه وهو ينظر الى جابرييل والذي اصبح وجهها محمرا من اثر تعرضه للشمس.

- ارى انك في الفراش
-نعم
فسالها بابتسامه عريضه
-هل هذه دعوة من باب المصادفات السعيده؟
لا بالتاكيد ليست دعوة
-ولكن يبدولي انك عاريه
-لان حروق الشمس منعتني من ارتداء ملابسي
تقلصت معدتها وتوهجت وجنتاها وهي تقول لقدحاولت ان البس فستاني لكن تجربته كانت شيئا غير محتمل فحروقي تؤلمني بشدة
-هل تريد اثباتا على ذلك؟
نعم من فضلك.
وخزها احساس في قلبها يتعارض مع الحراره التي كان جلدها يتوهج بها وجاهدت لتنكر مشاعرها هذه.

هل انت مجنون كريس مطلقالن ارفع عني الاغطيه لاريك حروق الشمس
-لم تخرجي الى الشمس منذ اكثر من ستة اشهر وقد تكون حروقك من الدرجه الثانيه او الثالثه رد كريس بحزم
-انت تبالغ ربما اشعر بقليل من الالم لكنها مجرد حروق
-انا الذي احكم على ذلك
سار كريس الى حافه السرير ونزع الاغطيه
انقلبت جابريل على بطنها شاعره بالمذله لانه يفعل ذلك رغم ارادتها وقالت بضيق.

-انها مجرد حروق شمس كما اخبرتك والان هل لك ان تسمح لي بشئ من الخصوصية اريد ان ابقى بمفردي من فضلك
-حروق ظهرك بالغة جابي ربما علي ان استدعي. الطبيب ليفحصك
قال ذلك وهو يلمس ظهرها باصبعه فاجفلت للمسته الما
اذهب انا لا اريد شيئا ستتحسن حالتي اراجوك اعد الاغطيه وارحل
اذا كنت مصرة على عدم رؤية طبيب فدعيني على الاقل اضع شيئا على ظهرك. مرهم مضاد للالم قد يفيدك.

قال ذلك ثم توجه الى حمامه ليعود بمنشفه ومرهم في يده
وضع القليل من المرهم على بشرتها ثم بدا بتدليكها فشعرت باحساس ترفض الاعتراف به ولكن ذلك لم يمنعها من الاستجابه فكل احتكاك من اصابعه كان يحرك مشاعرها وعواطفها
قالت بحده قبل ان يخدلها جسمها بالكامل
-هذا يكفي
-هل انت متاكده؟ لا اريد ازعاجك
بدا ان الهواء المنعش البروده اخذ يداعب بشرتها فاخذت تجاهد للسيطره على نفسها كيلا تتلوى.

-بل انت الذي يزعجني باحتكاكك بالحروق
ضحك برقه ولم يجب ثم فتح انبوب المرهم وجلس على السرير بجانبها
كانت واعيه لقرب كريس منها وكل خليه في كيانها شاعره به وكانه الشمس تزيد من لهيب حروقها
فرك المرهم بين يديه ثم وضع منه على ذراعيها، كان قلبها يخفق بسرعه وحواسها تشتعل، لقد ارادت ان يضمها رغم حروقها
-لا تتحركي
امرها بذلك وهو يميل الى الامام
-قد يلذعك هذا قليلا.

يلذع؟ شعرت بيديه كالثلج لكنها تلوت لتهرب من تلك الاحاسيس التي تسربت الى داخل روحها تشعلها لكنه لم يدعها تهرب بل استمر يضع المرهم بلمسات بطيئه ثابته.

وشيئا فشيئا اختفى الالم وبقيت عرضة فقط للشعور به وبقربه منها وتسللت الحراره الى كيانها ولكنها حراره لا علاقه لها بحروق الشمس بل بلمساته الخبيرة على جسدها لم تعد تستطيع ان تتنفس كما يجب لان هذه اللمسات كانت تثير مشاعرها وغيظها في ان واحد
فجاه جذبت نفسا قصيرا قائله بصوت مختنق
اشكرك اظن ان هذا يكفي كريس
قال وهو يمسد كتفيها ورقبتها بخفه
-لم انته تماما
اجابت بصوت بطيئ
اظنه يكفي فانا لم اعد اشعر بالالم.

ولكن كيف يكون غير ذلك؟ كانت خفقات قلبها تتسارع وجسدها يرتجف من راسها حتى قدميها، ارادت ان تحتج فلم يخرج من فمها صوت
-لا تفعل
-اتريدين ان اتوقف؟
-لا، لا
كلفها الاعتراف كثيرا ولكنها كانت الحقيقه حتى دون تمكنها من رؤيه وجهه احست بابتسامته لكنها لم تهتم هذه المره مع انه كان ينبغي عليها ان تكون اكثر تحكما وان تخبره بلهجه لاذعه بان يرحل.

ثم تركها فجاه فاذا بها تشعر بانها تطير وتدور حول نفسها من دون ان تتمكن من السيطره على مشاعرها
لقد اذهلها تارجح مشاعرها الى هذا الحد فضغطت على ذراعها عل ذلك يعيدها الى الحاضر، وتمنت لو تدفن وجهها في الوساده تختبئ منه لكن ذالك لن ينفعها فهو ينتظر منها ان تتكلم وهو ينتظر شيئا محددا.
ادارت راسها ببطء شاعره بثقل في عينيها واخذت تحدق في كريس نظرته كانت تبدو هادئه حالمة.

لقد استمتع بذلك، لقد استمتع بجعلها تسقط محطمه بين يديه بللت شفتيها بلسانها محرجة من مشاعرها التي كانت تبدو جلية في عينيها
اسبلت اهدبها تخفي بذلك مشاعرها، اشكرك كريس قالت بصوت مظطرب قبل ان تطلب منه الرحيل
-لابد انني لم اتمرن منذ وقت طويل وعلى ان اتابع ذلك قال كريس بصوت مهزوز كانه كان ينتظر منها ماهو اكثر من الشكر، ابتسم لها ثم غادر الغرفه تاركا جابي وحدها في السرير.

كانت الالام المبرحه تثقل نومها في تلك الليله وقد غدت بسبب ارتفاع درجه حرارتها وكان النار تشتعل تحت جلدها استيقظت مره فوجدت كريس بجانبها وفي يده حبات الاسبرين اخذت ذلك شاكره وسمحت له بان يرش ظهرها بالقليل من الماء وعندما خرج غرقت في نوم عميق.

في الصباح احضرت لها الخادمة صينيه الافطار في السرير فاكتفت بكاس من القهوة شربته وهي جالسه لاتتحرك الا بحذر شديد
دخل كريس اليها للحظه قصيره مرتديا بذله وربطه عنق وقد مشط شعره الى الخلف مبرزا صلابه ملامحه
-كيف حالك؟
-احسن قليلا
-اذا احتجت الى انا في مكتبي
-لن احتاج اليك
فهز كتفيه
- تقولين ذلك لكن افعالك تناقض اقوالك دائما عزيزتي
ثم غادر الغرفه.

ادركت وهي تغوص في سريرها انه على حق فقد شعرت بنفسها منذ دخولها هذا المنزل منقسمه تماما الى شخصيتين في جسد واحد احداهما ترغب في كره كريس بكل جوارحها والثانيه تتوق الى حبه والمشاعر المحمومه التي يجعلها تحسها في كل لحظة بقربه، وسيكون امرها دوما بهذا الشكل.

عندما كانت طفلة صغيره كانت دائمة الشعور بالحاجه الى العطف والرغبه في الحنان ولكن بروده والديها وانتقادهما الصريح لكل ما تقوم به جعلاها تشعر بالخجل من مشاعرها فكان ان تحولت رغباتها الصغيره الى اشياء خاطئه ممنوعه
على ابنة سانت كلير ان تكون مطيعة، على ابنة سانت كلير ان تسكت دوما. على ابنة سانت كلير ان تتصرف كابنة عائلة نبيلة.

واعلن ابوها بوضوح انها فاشلة في كل هذه الامور و كلما كبرت في السن كلما ازدادت مقاومتها لطبيعه مشاعرها واخذت تكافح لكي تنكر ذاتها ولكي تكون كما يريدها والداها عموما ووالدها خصوصا. كانت دوما موهوبة بشكل فطري بالعزف فالتفتت الى كمانها تعبر فيه عن كل المشاعر المختلطة بداخلها مفرغه بذلك كل طاقتها في العزف.

حصولها على منحه دراسية كان حلما يتحقق واستجابة لدعائها، عبر عنه والدها بثورة غضب لانها قدمت طلبا بذلك لكن امها اقنعتها بشكل ما بان تجعل من حبها للموسيقى هواية وتدرس ادارة الاعمال لتكون عند حسن ظن والدها، عندما اصبحت في الجامعة تقبلت كل ماهو جديد مستمتعه بوجودها بين مجموعه منتقاه من اولاد النخبة النيويركية الذين كانوا يتحدثون في كل شئ الا في كسب المال، فالمال بالنسبة لهم كان اخر همهم فوجدت في ذلك عزائها على الاقل كانوا يتقبلونها لما هي عليه وليست لانها وريثة سانت كلير.

وهكذا اصبحت جابرييل سانت كلير الفتاة المغرورة بجمالها ولقبها الى ان تعرفت بكريس الذي تمكن من تغييرها تماما
تكومت جابرييل على جنبها تحت الملاءه القطنيه البارده فقد بدت لها ايامها السابقة بعيده جدا.

ما اغرب ان تكون عاشت تلك الفترات من حياتها التي لم تعد موجوده لقد ذهبت تلك الفتاه المتعجرفة المحبة للحياة وبهجتها وبقيت فقط تلك المؤمنه بان الاباء يزرعون الشوك والاولاد يحصدون، وانها تدفع الان ثمن قسوة والدها وتهوره في الماضي
هذه الفتاه قررت اليوم انها تريد كريس وارادت ان تبقى معه مهما كلفها الامر ومهما كان الثمن هو يريدها زوجه وستكون زوجته.

استطاعت جابرييل في اخر النهار ان تستحم وترتدي ثيابها لبست ثوبا قطنيا وحذاء منخفض الكعب وفي قاعه الطعام الرسميه تناولت العشاء مع باقي العائلة دون كريس الذي كانت هناك اعمال تمنعه من المجيء تحملت تلميحات جوليا ولسانها السليط كان تفكيرها، في مكان اخر بعيدا عن غرفة الطعام باميال
اعتذرت عن شرب القهوة واخذت تطوف في الحديقه حتى سمعت صوت بوق سياره من بعيد.

توالى وقع الاقدام على الممر الحجري فالتفتت لترى كريس خلفها، كان قد غير بذلته الى ملابس اقل رسمية من الصباح.
-اسف لتاخري هناك مشكله في مكتبي الرئيسي في نيو يورك، اتمنى انك استمتعت بوقتك اليوم
كان يتكلم بسخرية ولكن بهدوء وكان كل شئ في نظره مجرد نكته اصابها ذلك في الصميم فقد كانت تعلم بان هناك شيئا حقيقيا يربط بينهما ويبدو انه لم يتمكن من تخطي العوائق بعد
-كنت بخير فانا ماهره في الهاء نفسي.

اوما بخفه مدركا ما تضمنه قولها هذا من انها تعلمت كيف تشغل نفسها لتبعد عن
جوليا وعن جميع من في هذا القصر عموما
-انا مضطر الى ان اكون في نيويورك غدا لذلك سنرحل الليله
شعرت بحماسه بالغه وشعور غريب بالامل ولكنها سخرت من توقعاتها بدايه جديده بعيدا عن هنا لا تعني بدايه في كل شئ فالمشاكل ستتبعهما والخلاف سيبقى.

ولكن ربما هذا لن يحصل وربما بعيدا عن قصر ماسيني يمكنهما ممارسه حياه جديده. انها تشعر ان كل شئ هنا فاسد انها تشعر حتى بنفسها فاسده ولكن الامور تتغير ومن الممكن ان تتغير هي الاخرى معها وستضاعف من مجهودها في هذا السبيل
-لقد سبق ان طلبت من مدبره المنزل ان تحزم امتعتنا وسنغادر في اسرع وقت
ولكنه تردد عابسا
-هنالك شيئا اخر اخوك اتصل ويرغب في زيارتك لكنني لم اقبل واظنك توافقينني على ذلك.

نظرت جابرييل الى كريس بنظرة غير مصدقة قبل ان تصرخ فيه بحنق
-لكن من تظن نفسك بحق السماء لتقوم بمثل هذا الاجراء دون ان تراجعني، جونثان يكون اخي افهمت ولن اسمح لك او لاي شخص على الارض بان يكسر هذا الرابط
فقد كريس تعقله واقترب من جابرييل يهزها بعنف.

انت تطلبين الكثيير من رجل يحاول ان ينسى الماضي ويعيش حياة جديدة انت تطلبين مني المستحيل، اذا كنت ساضحي بقسمي من اجل هذا الرباط الذي يجمعنا فانت بالمثل يجب ان تضحي وتضحيتك ستكون عائلتك
جابرييل انت يجب ان تختاري بين من قتلوا والدي وبين بقائك معي، نفض بعدها كريس يده عنها تاركا جابرييل مصدومة مما كانت تسمع لقد انقطع الرباط الهش الذي كان يربطها بكريس مرة اخرى وانتهت الهدنة بنفس السرعة التي بدات بها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة