قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل العشرون

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل العشرون

طرق الباب بطرقات خفيفه فإرتدت حجابها بسرعة وكانت تظن أنه قد عاد مرة أخرى؛ أذنت له بالدخول وكانت مفاجأة للبنى أربكتها حين رأته تمالكت نفسها من المفاجأة ورحبت به: إتفضل

دخل الغريب الذي أذهلها مجيئه إليها ولأول مرة في بيت نصر العمري

رن جرس باب شقة نجلاء وحين فتحت الباب أشرق وجهها بإبتسامه حانية

غمر ولأول مرة مبتسما إليها: السلام عليكم

نجلاء وهى تمسك بيده غير مصدقة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أدخل ياحبيبي


دخل وقبل يد أمه فأمسكت وجهه بكلتا يديها وقبلته فى جبينه قبله أودعتها حنان وحنين السنين الماضية وجذبته إلى أحضانها المشتاقة والمحرومه من دفئ حضن فلذة كبدها كل هذه السنين
نجلاء بحنان الأم ولأول مرة: وحشتني ياحبيبي
غمر الذى إرتمى هو الأخر فى حضن ست الحبايب: إنتى اللى وحشتيني ياأمى
وإختلطت دموعهما فى هذا اللقاء المؤثر والذى رد إليهما روح الأمومة والبنوة التى إفتقد كل منهما إليها

ظل الغريب عندها قرابة الساعة فى حوار متصل ثم إستأذن وإنصرف
إلتقطت هاتفها بسرعة وفتحت صفحته الخاصه ودخلت على ملف الصور الخاص به لقد إشتاقت لإبتسامته ظهرت لها صورته وقد كان يبدو من ملامحه أنه فى مطلع العشرين من عمره؛ فإبتسمت لرؤيته ولكن أزعجها نظرة الحزن التى تطل من عينيه دائما في جميع صوره وهو فى كل مراحل عمره إلا صوره واحده فقط وقد ظهرت على ثغره إبتسامته الساحرة وعلت وجهه سعادة لم تراها فى أى صورة قبلها وبالصدفة ظهر من تاريخها أنها كانت في الأسابيع الماضية وبالتحديد فى أوج علاقتهما قبل أن يحدث سوء التفاهم الأخير فعلمت أنها كانت سر سعادته كما قال لها مرارا فأغمضت عينيها وشردت قليلا

رن الجرس ففتحت صباح الباب
عمرو بإبتسامه: السلام عليكم إزيك ياصباح
صباح: وعليكم السلام الحمد لله إتفضل ياأستاذ عمرو
دخل عمرو وجلس على الأريكة بحجرة الإستقبال
عمرو بلطف: لو سمحتي ياصباح بلغي ستي إني هنا
صباح: حاضر
صعدت صباح وإستأذنت بالدخول وسمعت نور وهى تأذن لها بالدخول
نوربجدية: خير ياصباح
صباح: الأستاذ عمرو تحت وعايز يقابلك ياحاجه
نور بجدية: قولي له يطلع وإعملي له حاجه يشربها
صباح: حاضر ياحاجه
نزلت صباح وبلغت عمرو الذى صعد الدرج ودق باب الغرفة
سمع صوت جدته يأتيه من الداخل بحزم: أدخل ياعمرو
دخل عمرو وعلى وجهه إبتسامه ودخل مقبلا يدها: السلام عليكم
نور بجديه وحزم: وعليكم السلام خير ياسعادة البيه
عمرو بجديه: في إيه ياستي إنتي قالبه علينا كدا ليه
نور بحزم وتحفز: بقولك ياواد إنت إذا كنت جاى علشان إبن عمك لازم تعرف إنت وهو وتعرفوا كلكم
إنى مايعجبنيش الحال المايل واللى هايميل هاعدله مهما كان هو مين
عمرو بلين: وليكن ياستي بس متوصلشى برضه للضرب غمر مش صغير علشان تضربيه
نور بعصبيه إرتعد لها عمرو: ماحدش فيكم هيعلمني أربي إبني إزاي وماحدش فيكم يقول لي إيه اللي يصح وإيه اللي مايصحش ولازم كل واحد يقف عند حده أنا فاهمه كل واحد فيكم بيفكر إزاى وعارفه كل واحد بيعمل إيه أنا مش نايمة على ودانى وعارفة أنا هاعمل إيه والبيه التاني لما يبقى يرجعلي أنا هاعرفه إزاى بعد كدا اللى يحصل جوه البيت ميطلعش برا البيت لحد
عمرو بأسف: يعنى أنا بقيت حد بقيت غريب خلاص عموما ياستي ماحدش يقدر يعدل عليكي في حاجه بس حفيدك أو إبنك زي مابتقولي ميستحملش قساوه كفاية اللى شافه فى حياته هو دلوقتى محتاج إيد تطبطب عليه مش إيد تضربه بالقلم وأنا أسف ياستي إني أزعجت حضرتك عن إذنك
وخرج عمرو من غرفتها بل من البيت مغاضبا وقد إحمر وجهه دون أن ينتظر رد جدته آخذا قرارا بعدم العودة مرة أخرى إليه

قابل عمه عاصم فى الشارع
عاصم: مالك ياواد ماشي في الشارع بتكلم نفسك وكنت فين كدا وسايب شغلك
عمرو بأسي: كنت عند ستي وسمعتني كلمتين حرقوا دمى
عاصم بهدوء: لا بقه تعالى إطلع معايا وفهمني إيه اللى حصل
عمرو بحزن: فعلا ياعمى حضرتك اللي ممكن تحل لنا المشكلة دي
صعد عمرو وعاصم إلى شقة عاصم وروي له ماحدث
عاصم بغضب وذهول: ضربته بالقلم ليه هو لسه عيل صغير
عمرو بمكر: وبعدين يرضيك ياعمي واحد من عائله العمري يمشي من غير ولا جنيه في جيبه
عاصم بإستنكار: إزاى كدا
عمرو بأسى: ماهى أخدت فلوسه وعربيته علشان تخليه قاعد فى البيت
عاصم بغضب مستنكرا بشدة: لا بقه كدا الموضوع زاد أوي إحنا كنا بنقول نجلاء هى اللى ظالماه وبتقسى عليه تقوم هى تعمل أكتر منها طب هو هايستحمل إيه ولا إيه دا حرام والله وبعدين دا ممكن يسيب البلد كلها ويطفش هاتعمل إيه ساعتها هاتفرح بقسوتها دى معاه
عمرو بمكر: والعمل ياعمي هانعمل إيه دلوقتى
عاصم بغضب: أنا هاتصرف
وتذكر عاصم شدة أمه وقسوتها فقال بلين ملحوظ: عموما إحنا نستنى بس يومين كدا تكون الأمور هديت علشان متقولش إنه هو اللي جالى وقال لي وتقلب عليه أكتر لا إيه رأيك
نظر إليه عمرو وهو يعلم سبب تردد عمه وبمكر: صح يا عمى أنا بأقول كدا برضه تسلم دماغك سبع من يومك
عاصم متفاجئا بالكلمة وقد أحس بمقصده: بتقول إيه ياولد
عمرو متداركا نفسه: قصدى حكيم من يومك ياعمى معلش أصلى ستى خبطتنى كلمتين فى دماغى عملتلى إرتجاج فماتخدش على كلامى النهارده

 

أخذته إلى غرفتها وخلعت عنه الجاكت الذي كان يرتديه وقامت بتشغيل المدفأة وأجلسته بجانبها
نجلاء بحنو وهي تمسد شعره وتتفرس في ملامحه: عامل إيه ياحبيبي
غمر: أنا بخير ياأمي والحمد لله
ثم أطرق رأسه لآسفل وقال في خجل: أسف على تقصيري معاكي الأيام اللي فاتت كان غصب عني والله
ضمته إلى صدرها بحنان أمومى: ياحبيبي هو مين فينا اللى يتأسف للتانى أنا اللي كنت السبب فى بعدك عنى السنين اللي فاتت دى من وإنت طفل أنا مش هاسامح نفسى أبدا على اللى عملته معاك وسنين عمرك اللى قضيتها بعيد عن حضنى ولمة إخواتك
وبدأت تنساب دموع ندمها على وجنتيها لظلمها لوليدها وإبنها كل هذه السنين
وإستطردت وقد إختنق صوتها بالبكاء: إنت ياغمر ... إنت ياحبيبى اللى تسامحني على تقصيري معاك وقسوتي عليك سامحني على كل مرة تعبت فيها وماكنتش جنبك وعلى كل مرة مالقيتش حضنى يضمك ويشاركك فرحك وحزنك وأغمضت عينيها وإنسابت دموعا ساخنه على وجنتي غمر الذى أخذ يمسح لها دموعها
غمر بحنو: ليه دموعك دي ياأمى إنسى اللى فات وخلينا في النهاردة مش عارف زى ماأكون إتولدت من جديد حضنك نسانى كل همومى ماتسبنيش تانى ياأمى وماتبعدنيش عنك بعد كده
وقبل رأسها بحنو فربتت على كتفه وضمته لها مره أخرى
نجلاء بحنو: خلاص ياحبيبى ومين اللى حايسيبك تانى أنا هاعوضك عن اللى فات كله
وإستطردت نجلاء وهى تمسد شعره بحنان: شكلك كدا منمتش كويس
غمر: بصراحة مانمتش إلا ساعتين بس من إمبارح
فأجلسته على سريرها وطلبت منه أن يأخذ قسطا من النوم فرفض وطلب منها البقاء معه وإكتفى بأن إستلقى على ظهره وجلست بجواره وطال الحوار بينهما حتى غفلت عيناه وذهب في سبات عميق في حضنها وإكتشفت أنها هى التى كانت تحتاج لهذا الحضن لتعود مرة أخرى أما حقيقية تستحق هذا اللقب فعليا وليس إسما فقط وإنسابت دموعها وهى تتذكر طفولته التى لم ترى منها حضنا كهذا أين كان قلب الأم وحنانه
دق ياسين على الباب يستأذن فى الدخول وأذنت له
ياسين وهو يدخل هاتفا: ماما كنت عاوز...
نظرت له وأشارت له بالهدوء وضعت رأسه على الوسادة برفق ودثرته جيدا بالغطاء وأخذت ياسين وخرجت من الغرف
ياسين بفرح: هو غمر هنا
نجلاء وهي تجذبه من يده: أمال خياله ياأهبل
جلست على أقرب مقعد وتذكرت بحزن حين كانت تذهب إلى بيت جدته وكانت تسمع صوت بكائه المكتوم وشهقاته الطفوليه عندما كانت تقوم نور بعقابه أو ضربه
ياسين بإستفهام: مالك ياماما سرحتي في إيه وليه الدموع دى دا أنا شايفك فرحانه بغمر أوى
نجلاء وهي تمسح دموعها: مافيش ياحبيبي كنت عايز إيه
ياسين متذكرا: آه ملك قالتلي أنادي عليكي تدوقي الأكل
نجلاء بهدوء: طيب أنا داخله ليها بعد شويه
دخلت الغرفه على أطراف أصابعها وإلتقطت مبلغا من المال من خزانة ملابسها ووضعته في معطف غمر

 

دخلت منار على لبنى التى كانت تحلم بخروجها من المشفى وعودتها لبيتها وحياتها وحبها
لبنى متفاجئه بفرح: مينو حبيبى وحشتينى موت
منار بحنو: وإنتى ياقمر وحشتني حكايتنا ورغينا وإحنا رايحين الدروس سوا
لبنى بحزن: إدعيلي أخرج من هنا بقه
منار بحنو: بإذن الله ياقلبي تخرجي ونرجع الأيام الحلوة تانى
لبنى: بإذن الله أمال لينا فين
منار: ساعة كدا وهاتيجي إحكيلي غمر جه النهارده
لبنى بحزن: آه جه ومتهيألى مش هاييجى تانى بعد اللي عملته فيه
منار بإستفهام: ليه إنتى عملتى إيه
لبنى بحزن: قسيت عليه أوي وسمعته كلام أنا لو مكانه كنت خنقتنى
منار بعدم تصديق: لا يمكن تكوني عملتي كدا
لبنى بحزن: لا عملت ووصلت إني...إني
منار بنفاذ صبر: إنك إيه
لبنى ببكاء: طردته
منار بعدم تصديق: يخرب عقلك وهو عمل إيه
لبنى بحزن: طلب مني فرصة تانيه وأنا رفضت معرفش قدر يستحمل كل اللي عملته فيه النهارده إزاي كان شخص تانى عكس شخصية غمر اللي أنا عارفاها
منار بعدم فهم: يعني إيه
لبنى: يعني غمر لو مش عارف إن غلطته كبيرة وكبيرة أوى كمان كان كسر دماغي على اللي قولته إنتي أصلك مشوفتيش غمر لما بيتعصب بيبقى عامل إزاى

 

جهزت من الطعام كل مالذ وطاب ووضعته على صينيه كبيرة محمله بكل مايحبه من طعام
نجلاء: حلو كدا ولا أزود ياملك
ملك بمرح: حلو أوي ياخالتي غمر مش هياكل نص دا
نجلاء بحسرة: أنا زعلانه أوي علشان ملحقناش نعمله الجلاش اللي بيحبه بس هاخليه يبات معايا وأعمله له بكره
ربتت ملك على كتفها: ربنا يباركلنا فيكي ياخالتى
نجلاء: ياسين إنت ياياسين
ياسين: أيوه أيوه
نجلاء: دخل الصينيه دي عند أخوك
ياسين: هو مش هياكل معانا على السفرة
نجلاء: بطل غلبه أخوك تعبان هياكل في السرير
ياسين: أيوه يانوجا لما بتكوني راضيه عن حد
نجلاء: أنا هخلي محمد لما يجي يقصلك لسانك دا
ضحكت ملك ونجلاء ودخل ياسين بصينية الطعام وأشارت له نجلاء بالهدوء
نجلاء وهي تمسد شعره: غمر حبيبي إصحى علشان تاكل
غمر ينظر إليها بنعاس: أيوه ياأمي
نجلاء: يلا يا قلبى علشان تاكل
غمر بحب: تسلميلي ياست الحبابيب وهاكل فى السرير كمان
نجلاء وهي تقبل رأسه: ربنا مايحرمني منك أبدا ياعمرى
كان يتناول طعامه وهى تتابعه بنظراتها الحنونة فوجدته تناول القليل جدا من الطعام
نجلاء بغضب: إيه الدلع دا هو دا أكل
غمر بإرتباك: ياأمي والله كلت
نجلاء يتصميم: لالالالالا إنسى ياابن نصر ده مش أكل
وأمسكت الملعقة وبدأت تطعمه بيدها فقد كان فاقدا لشهيته كعادته ولكن تصميمها وحنانها جعلاه يتناول المزيد دخل محمد الغرفة ووجد نجلاء تطعمه بيدها
محمد بخضة مصطنعه: يالاالهول أمي وغمر
قذفته نجلاء بعلبة المناديل التي بجانبها
محمد بمرح: خلاص خلاص يانوجا
نجلاء: خلفت شويا عيال هبل صحيح
غمر: إحم إحم جبت لينا الكلام ياأستاذ محمد
محمد بمرح: دا العادي يابنى مع نوجا
قضى وقتا مرحا جدا وسط أخوته وأمه فقد كان مفتقدا لهذا الجو الأسرى بدفئه منذ وعى على الدنيا

لبنى وكأنها تذكرت شئ مهم: عارفه مين اللى كان عندي النهارده
منار بفضول: مين يا لولو

كانت نور تنظر إلى الساعة كل خمس دقائق تقريبا و قد تملك منها الغضب

 

نجلاء بحنو: بات معانا ياغمر النهارده
غمر بأسف: مش هاينفع ياأمي علشان ستي مش هاتوافق ماإنتى عارفة
محمد: طيب إتصل بيها وقول لها يمكن توافق
غمر بتفكير: هاجرب كدا وطلبها على هاتفه
غمر بصوت حزين مختنق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نور بحزم هاتفه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أنت فين
غمر: عند ماما نجلاء
نور بحزم وتهكم: ماما نجلاء! ... طب هاتيجي إمتى من عند ماما
غمر: كنت بأتصل علشان أقولك إني هابيت هنا النهارده وأجي بكره
نور بغضب وقد زاد تهكمها: إنت إتجننت دلوقت بقت ماما نجلاء وهاتبيت عندها كمان مافيش بيات برا البيت فاهم إتفضل إنزل وتعالى بسرعة قال ماما نجلاء
غمر: ليه
نور بحزم: إنت مابتفهمش بقولك ربع ساعة ألاقيك قدامى فى بيتك وفى أوضتك وتنام فى سريرك
وإستطردت بسخريه واضحة: كلامي واضح ولا إنت خلاص عايز تنام فى حضن ماما نجلاء
غمر بإستسلام: حاضر
أغلق الهاتف وهو حزين
نجلاء وقد فهمت: ماوفقتش مش كدا
غمر وهو يدارى حزنه: أصل في مشوار هاعمله معاها الصبح بدري وهي فكرتني بيه دلوقت
نجلاء ولكي ترفع عنه الحرج: طبعا ياحبيبي لازم تكون معاها
أوما موافقا برأسه بحزن

دخل البيت وجدها جالسه على أريكتها لم يلقى السلام وصعد إلى غرفته وخلع معطفه وهو يخرج هاتفه وجد المبلغ الذي وضعته له نجلاء نظر له وتذكر أنه لم يخلعه إلا فى غرفة أمه وعندها إبتسم في حزن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة