قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل العاشر

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل العاشر

رن جرس عمه فتح له عمه عاصم بنفسه
غمر بإبتسامه: قبل ميعادي بعشر دقائق
أخذه عمه فى حضنه ثم أمسك يده وأخذه لداخل المنزل
عاصم: مع إنى زعلان منك بس هعديها المره دي
دخلت فتاة في العشرين من عمرها، طويلة القامه، عيناها سوداوتين، واسعتين، يشع منهما بريقا، لها أنف صغيرة، وجهها خمري البشرة، يرتسم على وجهها إبتسامه بريئه.
ليلة بإبتسامه: مساء الخير.
غمر بإبتسامه وإيماءة من رأسه: مساء النور ياليلة.
غمر: أسف ياعمي، أسف ياليلة إني مجتش إمبارح، بس كان غصب عني.
عاصم بحنو: ولايهمك ياإبن الغالي.
أضاءت شاشة هاتف عاصم برقم أمه.
عاصم بنبرة ضاحكة: دي ستك، شكلها مش واثقه في مواعيدك، أدبسك وأقول مجتش.
غمر بمرح: والله تكسر البيت باللي فيه عليا.
ضحك غمر وعاصم.


عاصم غامزا لغمر، واضعا سبابته على فمه مشيرا إليه بالصمت: السلام عليكم أيوه ياحاجه الحمدلله بخير غمر لأ لسه مجاش ياحاجه، أنا مش عارف الولد ده بيعمل كدا ليه.
نور بغضب: طيب إقفل دلوقت، مش عايزه أسمع، إقفل.
وأغلقت الخط فجأة.
غمر: يانهار إسوح صدقت.
عاصم: دى قفلت السكة؛ أمي مبقاش حد يقدر يهزر معاها أبدا.
غمر بمرح: يهزر معاها دي، دى هتهزر على جثتي.
عاصم: إستنى؛ هتصل بيها تاني.
غمر: لا ياعمي إستنى نص ساعه كدا تكون هديت.
عاصم: تمام
غمر مشيرا لليلة: هنستأذن حضرتك إحنا بقه علشان نبدأ حصتنا
عاصم وهو يربت على ظهره بحنو: ربنا يديك الصحة وطول العمر يا حبيبى
غمر بحنو: تسلملي يابابا
شارك عاصم نور في تربية غمر وكان بمثابة أب روحي له وفي كثير من الأحيان يدعوه بأبي


في بيت نور
نور بغضب ومتوعدة محدثة نفسها:
"كدا ياغمر، طيب لما تيجى إن ماوريتك إزاى تكسر كلامى تانى"


كانا يجلسان على منضده وفتحا الكتب والأوراق الخاصة بالمادة
غمر بإبتسامة: وصلنا لغاية فين آخر مرة فى الكتاب.
ليلة: صفحة 50
غمر: مستعدة للإختبار ولا لسه
ليلة بتوتر: مستعدة
غمر بهدوء: يا ليلة؛ أنا قولتك ميت مرة إن توترك ده هو اللي بيخليكي تنقصي في التقدير، إنتي المفروض تقديرك يبقى إمتياز، وبسب توترك دا بيبقى جيد جداً، مينفعش اللي بتعمليه ده، إهدي، وهدى أعصابك تماما.
ليلة: حاضر
أخذ ورقه بيضاء، ودون فيها الإختبار، ووضعها أمامها على المنضدة.
غمر: نص ساعة كويس
ليلة: تمام
وصلته رساله على الواتس، وماإن رآها، حتى إبتسم إبتسامته الساحرة؛ وأخذ يقرأها باسما
"حبيت أطمن عليك أتمنى تكون بخير... ملاكك لبني"
فرد عليها برسالة
"هبقي بخير لو إنتي بخير ياعمري"
لبنى
" "
غمر
"حتى فى الكتابه بتكسفي يالهوي عليا"
لبنى
"بتعمل ايه"
غمر
"عند عمي"
لبنى
"عنده بنات"
غمر
" آه "
لبنى
" "
غمر
"مفيش فى القلب غيرك إنت ياقلبي هو أنا أقدر أبص لغيرك"
لبنى:
" "
غمر وقد نسى نفسه ومحدثا نفسه بصوت: لأ بقه
ليلة: في حاجه ياغمر
غمر وقد تدارك الموقف: لالا مفيش ياليلة كملي كملى
غمر مستطردا: أنا هخرج فى البلكونه أعمل مكالمه عقبال ماتخلصي
ثم إستطرد مبتسما: أوعي تغشى
ليلة بإبتسامه: حاضر
أمسك بهاتفه، وطلب رقمها
ردت عليه هامسه، وبصوت يكسوه الخجل: آلو
غمر بحب: كل ماقول كلمه هتتكسفي، حد يكسف من حبيبه كدا
لبنى بخجل: غمر؛ قولتك قبل كدا مبعرفش أرد على الكلام دا
غمر بحب: طب هو فيه حد يبقى عنده حبيبه غمر، ومايقولوش كلمة حلوة
لبنى بخجل: بس بقى
غمر متنهدا: أقول إيه بس يا تاعبه قلبي
لبنى: بقولك إيه متتأخرش علشان تلحق تنام وترتاح علشان متتأخرش على شغلك
غمر بحب: بتخافي عليا ياعمرى
لبنى بخجل: آه طبعا أمال هخاف على مين
غمر بخبث: ليه بقى
لبنى: علشان... علشان
غمربخبث: علشان إيه قوليها أبو إيدك
لبنى هامسة وقد ذابت خجلا: علشان بحبك أوي ياغمر
غمر بتنهيده: اللهم صلي على النبي؛... أخيرا
لبنى ضاحكة: عليه أفضل الصلاة والسلام
غمر بحب: والله بحبك أوي يا لبنى، وبأدعى ربنا يجمعنى بيكى فى أقرب وقت، لأنك إنتى الحاجة الوحيدة اللى بتسعدنى فى حياتى، وبأشكر ربنا على إنه أنعم عليا بيكى، يا عمرى اللى جاى كله.
لبنى بحنو: يارب يا غمر
غمر بحب: قوليلى بقى، ذاكرتي ولالأ
لبنى: آه، ذاكرت الحمدلله
غمر: أيوه كدا، أحبك وإنت مطيع، وبتسمع الكلام كدا وشطور
ضحكت لبنى ضحكة آسرة
غمر برومانسية: ضحكتك حلوة أوي
لبنى بخجل: مش أحلى من ضحكتك
ثم قلبت صوتها بنبرة طفوليه غاضبه وكأنها تذكرت شئ: آه بس مش الضحكة اللي ضحكتها فى الشارع يومها، دا أنا حسيت إن البلد كلها سمعتك وإنت بتضحكها
غمر: ياسلااااااااااام، ماشي ياستي ربيني ربيني، آخرة الحب وسنينه
لبنى بخجل وبراءة طفولية: مش بقولك الحقيقه
غمر: أنا قولت حاجه ياحبيبي
متخيل شكلك وإنتي شبه الطماطميه يالهوي عالعسل
لبنى بخجل: بس بقى ياغمر
ليلة وقد دخلت لغمر البلكونة: غمر، أنا خلصت
غمر: حاضر ياليلة،أنا جاي حالا
أومات برأسها وذهبت
لبنى بغضب: مين دي، وخلصت إيه، ورايح ليها ليه وفين
غمر: يالهوي لما حبيبي يغير عليا بانهار
لبنى بغضب طفولى: رد عليه يا غمر
غمر: حاضر حاضر، متزقيش كدا، مين دي، دى ياستى تبقى ليلة بنت عمي، في كلية تجارة زيي، خلصت إيه، دا إختبار كنت عامله ليها، ورايح ليها علشان بديها درس محاسبة، حلو كدا ياكبير
لبنى: شطور ياحبيبي مش تقول كده من الأول
غمر بحب: قولتي إيه
لبنى بخجل: قولت إنك تتصل بيا أول ماتروح، وعلى الله تهزر مع بنت عمك
غمر بمرح: حاضر يافندم
لبنى: طب يلا علشان تلحق تخلص الدرس ده
غمر: حاضر لا إله إلا الله
لبنى: محمد رسول الله
غمر:مع السلامه ياعمري كله
لبنى بخجل: مع السلامة ياحبيبي
وأغلقت بسرعة حتى لايطالبها بها مرة اخري
إبتسم في رضا
غمر داعيا: اللهم إجمعنى بها فى أقرب وقت على سنة رسولك الكريم
ثم دخل إلى ليلة
غمر:أسف على التاخير
ليلة بإبتسامه: ولايهمك
أمسك ورقة الإختبار وصححه ثم نظر إليها
غمر بإبتسامه: بقينا شاطرين أوي أهه
دخلت زوجة عمه جهاد، تحمل صينيه عليها العصير، وبعض الحلوى
جهاد: إيه ياغمر، البنت دي عامله ايه معاك
غمر بإبتسامه: زي الفل ناقص تكة، وتديني هي الدرس
جهاد بمرح: ياسلام ياسلام، شكلك راضي عنها أوي
غمر بحماس: ماشاء الله، حلت الإختبار ممتاز
جهاد: يارب دايما ربنا يوفقكم ياولاد
غمر مؤمنا على دعائها وناظرا إلى ليلة: يلا نبدأ
ليلة: يلا
وبدأ في شرح درس جديد وهو يسجل فى الورق مايشرحه
ليلة بإرهاق: كفاية كدا النهارده أنا بصراحة تعبت
غمر وهو يفرد ذراعيه ليريحها ويرجع برأسه قليلا للخلف: أنا كمان تعبت
عاصم متوجها ناحيتهما: إيه ياولاد خلصتم
ليلة: آه يابابا
عاصم بحب: طيب يلا علشان تتعشوا
غمر ناهضا: لا ياعمي إعفيني أنا
عاصم مستنكرا: بتقول حاجه ياغمر
غمر: ياعمي ...
عاصم قاطعا كلامه: مفيش كلام هتتعشى يعني هتتعشى
غمر مستسلما: حاضر ياعمى اللى تشوفه حضرتك
تناول معهم العشاء وتبادلوا الحديث في عدة أمور مختلفه
غمر: أنا همشي بقى
عاصم بحب: ياحبيبي لسه بدري
غمر ناهضا: معلش ياعمي علشان ألحق أروح أنام لى ساعتين
عاصم: يا واد أناعايزك تبقى تيجي مره وتبات معايا
غمر: حاضر بس يكون يوم صابح أجازه علشان نعرف نسهر
عاصم: ماشي ياحبيبي
سلم على عمه وزوجة عمه
غمر بإبتسامه: سلام ياليله
ليلة بإبتسامه: مع السلامة ياغمر
خرج غمر من عند عمه، ونسي تماما المقلب الذي فعله عمه في جدته
دخل البيت مرهقا للغاية، وجدها تجلس على الاريكة
غمر بإبتسامه: السلام عليكم
نور: وعليكم السلام
ذهب إليها، وقبل يدها، وجلس بجانبها.
نور وهي تجز على اسنانها: منور ياغمر
غمر بإستفهام: مالك ياماما
نور: مالي ياماما روحت لعمك النهارده
غمر: آه لسه راجع من هناك وتعشيت معاهم
نور بغضب: إنت بتكذب ياولد، عمك كلمني وقالي إنك مروحتش

غمر بغضب وصوت مرتفع: كان بيهزر مع حضرتك، وأنا كنت قاعد جنبه، ورايح قبل ميعادي كمان بعشر دقائق، وبعدين ماكنش حلو أبدا يعنى إن حضرتك تتصلي بيه علشان تتأكدي إنى روحت ولا مروحتش
نور بغضب: ماكنش حلو؟! تعالى ياواد إديني قلمين أحسن، علمني إيه اللي إعمله وإيه اللى معملوش.
إستطردت وقد إرتفع صوتها غضبا: إنت اللى هتعلمني يا غمر على آخر الزمن
غمر وقد بهت من ثورتها وقد فغر فاه إتسعت عيناه: أنا مقصدش كدا؛ يا ماما أنا بس إتحرجت من عمى، وكنت عامل زى العيل الصغير اللى بيكدب على مامته.
نور بغضب: تقصد ولا متقصدش أسبوع كامل لسانك ما يخاطبش لسانى، ولا تقعد معايا على سفرة واحدة، ولا أشوف وشك خالص فاهم
غمر برجاء وإستعطاف: أنا أسف ياأمي؛ طب إعملى أى حاجة إلا إنك تغضبى منى، وتقاطعينى، بلاش بالله عليكي، والله زلة لسان مش هتكرر تانى ورب الكعبه، إنتي عارفه إني مقدرشى أبعد عنك يوم واحد فمابالك أسبوع.
نور بحزم: الموضوع إنتهى؛ إتفضل.
وقف أمامها كطفل صغير معاقب من أمه، وقد إمتلأت عينيه بالدموع، وأخذ ينظر إليها غير مصدقا ماحدث. نور بغضب: إتفضل
صعد إلى غرفته، وهو يحس بالندم على ما إقترفه، وألقى بجسده على سريره
أما نور
فقد ظلت جالسة مكانها وقد إمتلأت عينيها بالدموع هى الأخرى؛ فهذه أول مره يرتفع صوته عليها


لبنى بضيق: إنزل صالحها
غمر بحزن: مش هترضي يالبني أنا عارفها لما بتقلب؛ المشكلة إني أول مرة في حياتي صوتي يعلى عليها؛ أنا متضايق من نفسي أوي.
لبنى بحزن ومواسيه: معلش ياحبيبي، هي ساعة شيطان وهتروح لحالها، بس إنت حاول معاها مرة تانية الصبح، وإن شاء الله هتكون هديت، وهتسامحك
غمر: حاضر يا حبيبتى
لبنى: بالله عليك خلي بالك من نفسك وحاول تهدى كدا
غمر بإبتسامه يشوبها بعض الحزن: حاضر ياحبيبتي، ربنا مايحرمني منك أبدا ياقلبي
لبنى بخجل: ولا يحرمني منك
غمر محاولا إصطناع المرح: يلا ياكتكوتي على السرير علشان عندك مدرسة الصبح
لبنى: طب انا بأروح الظهر؛ إنما إنت اللى بتنزل الصبح، فلازم تريح جسمك، وتنام علشان تصحى فايق الصبح
غمر بحب: حاضر ياحبيبي هتوحشني
لبنى بتردد وخجل هامسة: وإنت كمان هتوحشني
إبتسم غمر لخجلها
غمر وقد هدأ تماما: لا إله إلا الله
لبنى: محمد رسول الله
غمر بحب: سلام ياعمري
لبنى: سلام ياحبيبي
وأغلقت كالمرة الماضيه
إستلقى على سريره وهو يفكر فيما سيفعله مع أمه لإسترضاءها حتى غفلت عيناه ونام دون تبديل ملابسه
أما نور فى الأسفل ظلت مكانها مدة من الوقت
صباح: ياحاجه مش هتتطلعي أوضتك الجو برد هنا أوي
نور بحزن: طالعه أهو يابنتى دلوقتى
صعدت لغرفتها، وكل مايشغلها، هل تدسر غمر بالغطاء أم لم يهتم كعادته والجو بارد؟
نور لنفسها: الواد أكيد متغطاش، والجو تلج
دخلت عليه، فوجدته كما توقعت بالفعل وقد نام دون أن يتدسر بالغطاء
دسرته جيدا وأحكمت غطاءه ونظرت بجانبه إلى الكمود وجدت صورتهما وهي جالسه وهو يقف خلفها ويده تحيط بكتفيها وعلى وجهه إبتسامته البريئه
نور بحزن وهى تنظر إلى الصورة: هتحرم منك أسبوع بس علشان تبطل قلة أدب

 

أعلنت الجوناء وهى تسدل أشعتها الذهبية على الوجود عن يوم جديد فى حياة غمر
مشاعر متضاربة لأعز شخصين فى حياته
سعادة بحبيبته لبنى التى ملأت عليه حياته سعادة وحب
وحزن بسبب غضب جدته التى لا يتحمل بعدها عنه
نهض من سريره متفاجئا أنه نام بملابسه
إغتسل سريعا وتوضأ وصلي وتوجه حيث غرفة جدته
غمر وقد كسا وجهه الحزن: صباح الخير

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة