قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل الثامن

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل الثامن

كانت تعطى ظهرها لباب المحل وتتلفت حولها باحثة عنه فى الداخل وقد فقدت الأمل في أن تراه
لبنى بضيق: شكله مش موجود و...قطعت كلامها عندما وجدت منار قد تسمرت مكانها وتمسك يدها وتضغط عليها وتنظر فى إتجاه باب المحل
فإستدارت بكامل جسمها لتنظر إلى ماتنظر إليه منار
لتجده خلفها منحنيا لأسفل قليلا لفرق الطول بينهما ويهمس قريبا من أذنها
غمر: بتدوري عليا
تسمرت كالتمثال تنظر إليه بلا حراك وقد إشتعلت وجنتيها إحمرارا حتى نطق مرة ثانية
غمر بهمس وعلى وجهه ابتسامة ساحرة وبصوت به بحة محببه: بحبك
بدأت تسترد أنفاسها وأبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وبدأت تعى الموقف، فظهر عليها الإرتباك وأخذت تفرك يديها وتلتفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن شيئا وهميا يؤكد لها أنها مازالت على الأرض وليست سابحة فى عنان السماء بلا أجنحة وزاد من إرتباكها أنه حاصرها بعينيه فلم تستطع الفكاك من هذا الحصار الجميل فكلما تشيح بوجهها خجلا من نظراته النارية التى أشعلت وجنتيها إحمرارا تأبى عينيها البندقيتين إلا أن تلقى نفسها مرة أخرى فى أسر عينيه العسليتين

وكأن عجلة الزمن قد توقفت لحظات، فيها إحساس بالسعادة جعلتها تطيرفرحا، وإحساس آخر بالتوتر والخجل وعدم القدرة على تحمل هذه القنبلة النووية التى فجرها هذا الغمر فى لحظة وبدون سابق إنذار جعلها تود أن تنشق الأرض وتبتلعها
ظل ينظر إليها محتفظا بإبتسامته الساحرة، فأطرقت برأسها لأسفل في حياء جميل زاد وجهها الملائكى بهاءا وإشراقا
غمر وهو يهمس بحب: وإنتى
لبنى: ...
منار بنفاذ صبر: ماتنطقي يابنتى
لاحظ توترها الشديد وفرك يديها ببعضهما وعيناها اللتان لا تفارق الأرض
غمر بحب: مش عايز رد دلوقت بس عارفه لو لاقيتك لبسه ضيق تاني
لبنى بلهفة طفولية: لالا مش هلبس ضيق تاني
ضحك بشدة ضحكة أظهرت وسامته أكثر مما جعلها تزيد خجلا وإرتباكا لم تتحملهما أكثر من ذلك
لبنى وقد ضاع صوتها ووجدته بصعوبة: يلا يامنار علشان الدرس
غمر بلهفة: هستني ردك
لبنى وهى تذوب خجلا: وأنا كمان بحبك
وجريت خارج المحل ووراءها منار
كان لا يصدق نفسه ويقول لنفسه عدة مرات: أهذا الذى حدث الأن حقيقى أم حلما جميلا
حتى أفاق غير مصدقا أنه قد حقق ماكان يريده، وكأن الله قد عوضه بهذه الفتاة الحلم عن حزنه وآلامه فى الفترة الماضيه
صعد إلى مكتبه وهو يكاد يرقص فرحا
عمرو بلهفة: طمني
غمر بحب: قولتلها
عمرو: بجد
غمر: أه والله وهي قالتلي
عمرو: أيوه ياعمنا خدت رقم تليفونها
غمر: لا يا عمرو
بغضب: نعم ياأخويا أمال هتوصل ليها ازاي
غمر بضيق: عن أبو شكلك ياأخي أهو إنت دايما كدا هادم للذات فصلتنى من اللحظة الجميلة اللى أنا عايشها دلوقتي ليه كدا روح يا شيخ منك لله
عمرو: أنا غلطان لأهلك طب هتوصلها ازاي يااستاذ زفت
غمر: أهو انت اللي زفت بقه
كانا دئما التشاجر وكأنهما طفلين صغيرين
غمر: أنا هعرف أجيبه منها بكره
عمرو بنفاذ صبر: على فكرة إنت عيل غلس
غمر ببرود: أهو انت وخليك اشتم براحتك انا مبسوط ومش هرد عليك النهارده
عمرو بابتسامه: يارب دايما ياموكوس
غمر وقد ظهرت على ملامحه الضيق والحزن والجمود والقسوة نظر عمرو إلى مانظر له غمر وجدها الصورة التي تجمعه مع إخواته وأمه
عمرو: مالك ياصاحبي
غمر بجمود: مش عايز الصورة دي على مكتبي طول ماأنا موجود في المكتب
عمرو: حاضر بس متعصبش نفسك
غمر بضيق: مش هاتعصب ولازفت انا كويس أهو نظر من زجاج نافذة المكتب وظل هكذا قرب الساعه نظر إلى ساعته
غمر: أنا هنزل علشان زمانها جايه من الدرس هشوفها وبعدين رايح عند عمي عاصم
عمرو باستفهام: ليه
غمر: علشان ليلة
عمرو: اه علشان درس المحاسبه بتاعها
غمر بضحك: اه يا سيدى ماما بتحسسني اني معيد في المحاسبه
عمرو: دا انت يابنى على طول كنت بتجيب امتياز فيها عكس الطلبة كلها كانت بتشد في شعرها بسبب الماده دي
غمر بضحكه رجوليه قويه: قدرات يابني
عمرو بضحكه رجوليه: امشي من هنا يلا
غمر بابتسامه: حاضر حاضر
نزل سريعا على الدرج فكانت السادسة والنصف وقف أمام المحل
لبنى بخجل: غمر واقف
منار بحب: مكسوفه كدا ليه
لبنى بخجل: مش عارفه احط عيني في عينه
كان غمر يقف مبتسما مشفقا عليها من شدة خجلها الذى جعله يذوب فيها حبا على حب
إنتظر حتى مرت من أمام المحل وذهب وراءها
منار: دا ماشي ورانا
لبنى بضيق: ليه بس كدا ياغمر طيب إستنى
ذهبت إليه
لبنى وقد ووقفت فى مواجهته: جاي ورانا ليه ياغمر
غمر مبتسما بحب: قولي اسمي تاني كدا
لبنى بضيق وهى تخبط قدمها فى الأرض كطفلة: غمر مش بهزر جاي ورانا ليه
منار بنفاذ صبر: يلا يالبنى
أشار غمر لمنار بأن تنتظر أومات برأسها موافقة
غمر: عارفه لو إتكلمتي بالطريقه دي معايا وإحنا متجوزين هعمل فيكي ايه
لبنى بخوف وبراءة طفولية لاحظها غمر: هتعمل إيه
غمر بحب مبتسما: ولاحاجه يا عمر غمر
وإشتعلت وجنتيها إحمرارا زادها جمالا على جمال
غمر وهو يكاد يفقد عقله: يالهوي على القمر لما بيتكسف
لبنى هامسة: بس ياغمر... جاي ورايا ليه
غمر: باطمن علي إنك وصلتي البيت
لبنى: مينفعش انا ساكنه في شارع جانبي وحد ممكن يشوفك
غمر بإصرار: هاطمن لحد ماتتدخلي الشارع
لبنى بهدوء: طيب
غمر بنبرة جاده محاصرا عينيها: بكره تعدي وهوصلك لحد المدرسه وتكتبيلى رقم الموبايل
كانت ستعترض
غمر بنفس لهجه: مفيش إعتراض مفهوم
أومات برأسها موافقة
غمر بنفس لهجه: اتفضلي وإياكي تبصي وراكي تاني
لبنى: حاضر
غمر بحب غامزا بعينه: بحبك ياعمري كله
لبنى بخجل طفولى وهى تنظر اليه بنصف عينيها لأعلى حتى ترى عينيه: وأنا كمان يلا بقى سلام
لاحت على ثغره إبتسامه حب وسعادة تغمر قلبه جعلته يتمنى أن يطول الحديث بينهما حتى لاتبعد عن عينيه إلى أن يجمعهما الله زوجا وزوجة
ظل يراقبها حتى دخلت الشارع الجانبى وإختفت تماما
أحس أنه يريد أن يطير فأخذ يمشي بلا هدف حتى وجد نفسه امام النيل الساحر فجلس أمامه وأخذ نفسا عميقا ليستوعب كل مادار من أحداث منذ قليل غير مصدقا أن حياته تبدلت من حال إلى حال من التعاسة والكآبة والحزن إلى قمة السعادة والحب والعشق أيضا أهذا الملاك الطاهر الخجول دائما أصبح ملكى الأن بل أصبحت أنا أسيرحبه ياالله أكل هذه السعادة لى فأنت أحن على من أقرب الناس إلى وإنسابت عبراته هذه المرة من شدة سعادته ونزل إلى الأرض ساجدا غير آبها بالمارة ثم جلس ساكنا ينظر إلى النيل سابحا فى سماء حبه السرمدى

في بيت عاصم العمري
عاصم هو عم غمر الثالث والأصغر
عاصم يطلب أمه على الهاتف والساعة قد شارفت على التاسعة
نور: إزيك يا عاصم وإزى مراتك وليله
عاصم: الحمد لله يا أمى وإنتى إزى صحتك
نور: الحمد لله فى رضا ونعمة من الله
عاصم: هو غمر لسه عندك
نور: ليه هو ماوصلش عندكم لغاية دلوقتى
عاصم: لأ ياحاجة البيه ماوصلش وإحنا من ساعتها فى إنتظاره
نور وهى تتوعد غمر: طب أنا هاجيلك وهشوف الولد دا فين دلوقتى مع السلامة

كورنيش النيل
أضاءهاتفه فجأة برقم جدته فنظر الى ساعته وجدها التاسعه ونصف وكان موعده عند عمه عاصم السابعه
غمر بتوتر: السلام عليكم ورحمة الله
نور بغضب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غمر بتوتر:ماما انا فى الطر ...
قاطعته نور بغضب: تعالى على البيت حالا
غمر بتوتر: حالا هبقي عندك
دخل البيت وهو يتمنى من الله ان تكون قد هدأت فنظر إلى غرفة المعيشة فلم يجدها دخل المطبخ فوجد صباح
غمر: صباح ماما فين
صباح: عند استاذ عاصم
غمر في نفسه: شكل الموضوع كبر وإغمق دي ماما هتكسر دماغي
صعد إلى غرفته في ضيق فهو لايحب إغضابها

فى بيت عاصم العمرى
عاصم بضيق: ياحاجه يعني هو مستهون بينا
نور محاولة تهدئته: مفيش كلام من ده ياعاصم هو بس الايام دي عنده مشاكل ماانت عارف ياعاصم نجلاء بتعامله ازاي
عاصم وقد هدا قليلا فهو يحب غمر ولا يحب احد ان يمسه
عاصم: مشاكل ايه ياحاجه
روت له ماحدث بحزن تضايق كثيرا لأجله
عاصم: ياحاجه ده لو مش ابنها مش هتعمل معاه كدا
نور بحزن: والله يابني تعبت معاها كلام بتعاقبه علشان ساب ليها البيت ومشى
عاصم بضيق: يعني هو ساب البيت من قليل
نور بحزن: وحتى لما بيروح يزورها بيرجع مسموم بدنه بكلمتين
عاصم: لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم حد يبقى عنده شاب زي ده ويمرمط فيه كدا
نور: ربنا يهديها المهم انت متزعلش
عاصم: ياست الكل دا إنتي مجيتك عندنا بالدنيا بس ياحاجه الواد كبر والسنين بتمر وخلاص قرب يتم ثلاثين سنة والعمر بيجري أنا مش عارف إنتى سيباه كدا ازاي ده ماشاء الله عليه زي البدر وحسب ونسب ليه ميخطبش بقى ويستقر
نور بحزن: والله ياعاصم حاولت معاه كتير دماغه ناشفه
عاصم: إضغطى عليه مرة بالشدة ومرة باللين هو انا اللى هاقولك ياحاجة تعملى ايه
نور: اللي فيه الخير يقدمه ربنا

إستلقت مسندة ظهرها إلى وسادة على سريرها تفترش كتبها واوراقها المدرسية ولكنها لاترى أمامها غير وجهه المطبوع بطبعة حسن زادته بهاءا وجمالا رجوليا لا يقاوم فهى إلى الأن غير مصدقة لما حدث
أهذا الفارس الآتى من حكايات ألف ليله وليلة أصبح الأن مليكها وحبيبها الذي يغار عليها ويحتويها بعينيه وكأنها ملك له يالله ماهذا الشعور وإحتضنت وسادتها الصغيرة وكأنها طفلة تحتضن عروستها الجديدة وأخذت تدور حول نفسها فى الغرفة وتردد هامسة: باحبك ياغمر باحبك يا غمر ...
أضاءت شاشة هاتفها برقم لينا
لبنى وكأنها أفاقت من حلم جميل تاركا ابتسامة على شفتيها: السلام عليكم
لينا وقد إستشفت من نبرتها أن هناك جديد: وعليكم السلام
لبنى حالمة: أخبارك يالي
لينا: بخير والحمدلله وانتي
لبنى بسعاده: أنا مبسوطه أوي
لينا بحب مصطنع: يارب دايما بس إيه الجديد يابيبي
لبنى بحب: روت لها ماحدث اليوم
ثم قالت لها بهيام: أنا بحبه أوي يا لينا
لينا: ربنا يجمعكم على خير
لبنى:اللهم امين

فتحت الباب ودخلت تصيح بغضب: صباح ...صباح
غمر وهو فى غرفته متوترا: ياستير
صباح: أيوه ياحاجة أمرك
نور عابسة: غمر رجع
صباح: أيوه ياحاجه فوق في اوضته
صعدت الدرج ودفعت باب الغرفة ودخلت دون إستئذان
نور: إختار ليك عقاب علشان لما أقولك كلمه بعد كدا متكسرهاش تاني
غمر متصنعا المرح حتى يكسر غضبها: أهون عليكي يانونو
نور بإنفعال: أه تهون عليا طالما بتكسر كلمتي
غمر بخجل ومطرقا رأسه للأرض: أنا اسف
نور بغضب: إعتذارك مش مقبول إرفع راسك يا ولد وقولى إنت كنت فين من ساعة ماخرجت من المحل
غمر بخجل: مافيش كنت بتمشى والوقت سرقنى وأنا مستعد لأي عقاب يخليكي راضيه عني أي حاجه بس المهم متكونيش زعلانه مني
هزتها كلماته وأيقنت أن إنكساره أمامها الأن سببه كلمة نجلاء له فى أنها غضبانة عليه وغير راضية عنه والتى كانت كالطعنة القاتلة لقلبه من أقرب الناس إليه، فهو الأن لا يقدر على تحمل جفاءا وقسوة أكثر من ذلك ويكفيه ما ينوء به قلبه من جفاء وقسوة أمه عليه فلانت أساريرها وهدأت ثورتها وقالت له بعد دقائق من الصمت وهى تقاوم إبتسامه على وشك الظهور
نور: إنزل إعملي قهوه ياجزمه وتبقى تتكرر تاني

غمر بفرح طفولى وقد أكب على رأسها ويديها يقبلها: ربنا مايحرمني منك ابدا ياأمي وعمرى كله
زادتها كلماته حزنا وقهرا عليه وأن مجرد كلمة حانيه بسيطة جعلته فى قمة السعادة والفرح
فكم أنت مسكينا أيها الفتى ولطالما كنت مفتقدا لحنان وعطف أبويك وكم عوضتنى عن فقدى لولدى فلذات كبدى وتجمعت غلالة من الدموع فى عينيها ولكنها حبستها
غمر بخوف: مالك ياماما حضرتك لسه زعلانه مني
نور بإبتسامه وهى تمسح على عينيها: لا ياحبيبي انا مقدرش أزعل منك ده انت عوضي وسندي بعد ربنا وكل حاجه ليا بس نفسي أفرح بيك يا عمرى
غمر برزانه: والله عارف إنك عايزه تفرحي بيا بس ياأمي أنا لازم أدرس موضوع الجواز ده كويس علشان ماظلمش حد معايا فاكره لما سألتيني من فتره عن الموضوع دا وقولتلك إنه مش في دماغي
نور بتساؤل: وهو لسه مش في دماغك ياغمر
غمر بهدوء: لأ بقى في دماغي وصدقيني هفرحك قريب بس في الوقت المناسب
نور بحزن: نفسي أفرح بيك قبل ماأموت يابني نفسي وأشيل عوضك ياعمرى
غمر بلهفه:بعد الشر عليكي ياأمي بالله عليكي ياأمي ماتجيبي سيرة الموت
نور بحب:حاضر ياحبيبي
بعد دقائق صمت نزل لكي يعد القهوه وصعد إلى غرفتها بالقهوة وجدها قد إرتدت ملابس البيت
نور بخبث: اتصلت بنجلاء النهارده

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة