قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل الأول

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل الأول

الفصل الأول

في شقه مكونه من طابقين (دوبلكس)
الطابق الأول مكون من غرفة طعام وغرفة للمعيشه وغرفة مكتب ومطبخ وريسبشن كبير
اما الطابق الثاني فمكون من خمس غرف نوم ومطبخ صغير

تقع هذه الشقة في احد الأحياء ذات المستوى المرتفع نسبيا فى مدينة صغيرة تقريبا يعرف سكانها بعضهم البعض ومعظمهم تربطهم صلات قرابة أو نسب
تسللت الجوناء الذهبيه على الحى الذى يقطنه مجموعة من العائلات ذات حسب ونسب
وأطلت بدفئها على غرفة بطلنا ذات الحوائط المطلية بلون رمادى قاتم ويغطى أرضيتها الخشبية سجاد بلون أزرق قاتم ومفروشة بأثاث مكون من سرير وخزانة ملابس وأريكة ومكتبة تحتوى على عدد لابأس به من الكتب فى مختلف المجالات ولكن أغلبها فى تخصصه فقد كان متخرجا من كلية التجارة

كان هذا الأثاث يغلب علي طلاءه اللون الأسود الأمر الذى عرضه للإنتقاد من قبل جدته لأبيه والذى يعتبرها بمثابة الأم وفعلا يدعوها بأمى على الرغم من أن أمه مازالت على قيد الحياة ولكنه فضل الإقامة مع جدته نور والتى تولت تربيته منذ كان فى العاشرة من عمره وكأن الله عوضها عن أبيه الذى فقدته وهو فى ريعان شبابة
نعود لبطلنا غمر الذي أخذ يتقلب فى نومه عندما داعبت آشعة الشمس الذهبية عينيه معلنه عن بداية يوما جديدا فلم يجد بدا من الإستجابة إلى مداعبتها وجلس يتثاءب بكسل

ثم وقف ناصبا قامته الطويله نسبيا وبنيانه المتناسق و جسد ه الرياضى الرشيق تعلو وجهه وسامة تتميز ببشرته البيضاء وشعره الكثيف الفحمى وعينيه العسليتين ذات النظرات الحادة وأنفه المستقيم
فمن يراه يعتقد أن سنه أربعة أو خمسة وثلاثون عاما وليس تسعة وعشرون عاما وهو عمره الحقيقى وذلك بسبب لمحة الحزن التى دائما تعلو وجهه
دخل الحمام عابسا الوجه وإغتسل وتوضأ وصلى ركعتي الضحى.

ثم إرتدي قميصا بنى اللون و بنطلونا لونه بيج وصفف شعره وإستخدم عطره الخاص به وأخذ هاتفه المحمول ومفاتيحه الخاصه وتوجه نحو غرفة جدته أو أمه كما يدعوها.
إستأذن ليدخل فوجدها تصلي فانتظر حتى أتمت صلاتها ثم نظرت إليه بوجه بشوش تزينه إبتسامه عذبه
نور: صباح الخير يا حبيبي
لاحت ابتسامه صغيره على ثغره
غمر: صباح النور ياماما
قبل يديها ورأسها

غمر: الفطار جاهز تحبي تفطري هنا ولا نفطر تحت
نور بعد لحظة صمت: لا نفطر تحت ياحبيبي
غمر بابتسامه: طيب ياحبيبتي هاتي إيدك
مسحت على رأسه تغمره بحنانها المعروفه به على الرغم من قوة شخصيتها
وكانت ومازالت معروفة بحسبها ونسبها وكلمتها المسموعه في العائله التي تسرى على الكبير قبل الصغير
حتى ان البعض كان يقول هل جن ذلك الشاب ليعيش مع تلك المرأه الصارمه

ولكن لا يعلم الجميع أنه ذو مكانه خاصه في قلبها وأن حنانها وحبها له كان أهم من حنان أمه فقد قامت بتنشئته رجلا يعتمد عليه
فلم تكن حانية عليه معظم الوقت بل نال القليل من قسوتها وصرامتها في تربيته حتى يكون ذاك الرجل يعتمد عليه
جلست على رأس منضدة الطعام و جلس على يمينها
وبدأ فى تناول فطورة بهدوء كعادته

نور: غمر
هو ينظر لها: أمرك
نور بهدوء: متتأخرش بكره إقفل بدري وتعالى
غمر وهو يمضغ الطعام: ماهو محمد بيستلم منى وردية الليل
نور: محمد مش هينزل بكره
غمر بعصبيه خفيفه: ليه بقى هو هيستهبل ولا إيه
نور بحده: إتكلم عن أخوك الكبير بأدب
غمر بحزم: مش لما يعرف إن هو الكبير أصلا بدل إستهتاره ودلع مدام نجلاء فيه اللي خلاه ميقدرشى يتحمل مسئولية
ده مبيعديش إسبوع من غير ما يغيب فيه
نور بصرامه: غمر مش عايزه كلام كتير إقفل بدري وتعالى

غمر بحزم: مش هسيب أكل عيشنا يضيع لازم يحترم نفسه وييجي يمسك ورديه الليل وإلا ننفصل بقه
نور بغضب: على آخر الزمن عايز تفرق العيله
غمر بهدوء: انا مقولتش كده ياماما بس مش معقوله أبقى ماسك فترة الصبح كلها من تسعه لسته يعني عشر ساعات شغل وهو مش مستحمل ييجي خمس ساعات ويقفل وكمان بيقعد يتنرفز على الزباين.

ده عبدالله وياسين أرجل منه
نور بغضب: مش هقول تاني إتكلم عن أخوك الكبير بأدب
غمر وهو يستشيط غضبا: الكبير كبير المقام مش كبير السن ياماما
نور بحده: إتعدل ياغمر
غمر: أنا معدول هي الحقيقه بتزعل
نور بحزم: لما تتكلم على اللي أكبر منك اللي هو هيبقى الكبير من بعدي بالطريقه دي تبقي قليل الادب
رد بعصبيه: الكبير الكبير كبير إيه بس

نور بعصبيه: بكره أجازه للمحل ولا أنت ولا هو هتنزلوا سامع
صمت غمر وأخذ يلوك الطعام في فمه
نور بعصبيه لم يتوقعها: لما أتكلم ترد إنت فاهم
غمر بغضب: فاهم
قام بغضب وأغلق الباب ورائه بشده إرتعدت منها نور
نور بغضب: حيوان
في أحد شقق الإيجار على مساحه ليست بالكبيرة وفي نفس المنطقه ولكن تبعد عن بيت غمر بعدة شوارع
إستيقظت لبنى ذات الثامنة عشر عاما ينسدل شعرها الأسود الفاحم بنعومته خلف ظهرها ويعلو خصرها بقليل
وعينيها البندقيتين الواسعتين تفتحهما بصعوبة وقفت بقامتها الممشوقة وطولها المتوسط تمسح على وجهها ذو البشرة الصافية الخمرية اللون بأناملها

فكانت تبدو لمن يراها أكبر من عمرها
فكان البعض يقول انها في العشرين من عمرها
قامت في كسل وخمول
فاليوم أول أيام الدراسة وهى في الصف الثالث الثانوي
قامت وتوضأت وأدت صلاتها وتناولت فطورها
و ارتدت زيها المدرسى للإستعداد للذهاب لمدرستها
وردة إمرأه في أواخر الثلاثينات من عمرها وكانت لاتشبه ابنتها فهي أطول قامه من ابنتها صاحبة العيون السوداء والشعر الغجري
وردة باابتسامه: صباح الخير يا لبنى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة