رواية زواج تحت الإجبار للكاتبة زهرة الفصل الأول
كانت الساعة المنضدية تشير الى 3: 45 دقيقة نظرت الى اليمين والى اليسار وانا اراقب زملائي في العمل وهم ينتظرون انتهاء الوقت بملل وبطئ شديد اخرجت هاتفي النقال بسرية تامة تحت الطاولة وانا انظر بخلسة الى هاتفي، تباً، قلت هذه الكلمة وانا ارى التقويم اللذي يشير الى اقتراب موعد الكرسمس. اذن كرسمس اخر وانا وحيدة وبعيدة عن اسرتي منذ قدومي الى.
اليونان اي منذ اربع سنوات لم استطع زيارتهم والألتقاء بهم امضي عطل الكرسمس وعيد الميلاد والأعياد الأخرى في المنزل وحيدة مع قطتي سوزي نشاهد الأفلام ونأكل رقائق الشبس والواح الشوكلاتة جميع اصدقائي يمضون الأعياد مع عوائلهم العائلة في اليونان مهمة جداً والروابط العائلية تعتبر مقدسة ويجب الألتزام بها هذا مارأيته هنا الفرد اليوناني يأخذ قوته وفخره من عائلته اتمنى ان يحدث هذا وان التقي بعائلتي قريباً بسبب ضغط العمل.
وانشغالي ورفض اهلي القدوم الى اليونان لم نلتقي. اه هذا محبط جداً بينما انا منشغلة بالنظر الى هاتفي والتفكير بعائلتي جاء صوت زميلي ليو ينبهني الى انتهاء وقت العمل...
ليو: صوفيا لقد اصبحت الساعة الرابعة يمكنك النظر الى هاتفك بحرية دون الأختباء تحت الطاولة.
صوفيا: ظننت ان الوقت لن ينتهي ابداً اجواء الكرسمس تشعرني بالغثيان.
ليو: تشعرك بالغثيان! احقاً هذا لانك وحيدة الأمر مختلف بوجود العائلة ان.
الكرسمس يمنحك الدفئ بوجود الأبوين والأقرباء والاجواء الحميمة يمكنك مواعدتي وسوف نصبح عائلة.
قالها بمزاح وهوة يضحك انا وليو زملاء عمل واصدقاء منذ ثلاث سنوات هو شاب جميل متوسط الطول يبلغ 28 من العمر ذا شعر مائل الى الأحمرار ولحية مشذبة بعناية تامة.
مكتبه مجاور لمكتبي ولاتفصلنا سوى لوحة خشبية كبيرة تبين حدود مكتب كل شخص وليس نحن فقط المكتب عبارة عن قاعة كبيرة جداً مكونة من 20 مكتب تفصل بينها الواح خشبية اعتبر محظوظة جداً حيث تم قبولي بهذا الشركة التي تعبر من اهم شركات اليونان واعرقها.
صوفيا: افضل الجلوس بالمنزل وحيدة مع قطتي سوزي على مواعدتك ايها الأبله.
ليو: الأمر عائد لك ياغريبة الأطوار. في المرة المقبلة لاتعبثي بهاتفك اثناء وقت الدوام انت تعلمين ماذا سوف تكون ردة فعل السيد لوكاس صدقيني سوف تكون ردة فعله قاسية ان رأك وانت ممسكة بهاتفك اثناء وقت العمل.
صوفيا: لاتقلق انا اخذ حذري جيداً لن ادع له فرصة لتوبيخي.
بدأ الموظفون بالأنصراف وكذالك ليو ودعني وانصرف بدأت بتجميع
اوراقي وانا انظر الى القاعة الكبيرة جداً تبدو جميلة وهي فارغة من الناس.
الأثاث الفخم والمكاتب البيضاء والكراسي الدوارة اجمل مايعجبني في هذه القاعة هي الجدران الزجاجية او الشبابيك الكبيرة التي تتكون منها جدران هذه القاعة من جميع اتجاهاتها والأرضية الرخامية البيضاء تقع هذه الصالة في الطابق الخامس حيث يتكون البناء من 12 طابق ويقع مكتب المدير السيد لوكاس ليفانوس في الطابق الأخير. ارتديت معطفي ووشاحي ووضعت.
بعض الأوراق في حقيبتي وخرجت رأيت بعض الأصدقاء في المصعد من المكاتب المجاورة دعوني للخروج معهم لكني رفضت بأدب شديد مدعية بان لدي موعد اخر، بمجرد خروجي من باب بناء الشركة احسست بلفحات الهواء الباردة التي تضرب وجهي مشيت بكسل شديد وانا انظر الى الثلوج المتراكمة في الطريق واشجار الميلاد المنتشرة في الانحاء والزينة الخاصة.
بالكرسمس يمكنك سماع اغاني الكرسمس في كل مكان وزمان الأطفال يرتدون القبعات الخاصة بالكرسمس والأضواء المنتشرة وحلوى الكوكيز و رؤية الناس وهم سعداء تجعلني محبطة جداً وانا ارى حجم وحدتي وتعاستي مشيت حتى محطة القطار وانتظرت قدومة 5 دقائق حتى جاء القطار وهو محمل بالناس بالطبع فنحن في اثينا عاصمة اليونان من الطبيعي جداً وجود الأزدحامات هنا وبالأخص في هذه الأوقات من السنة حيث موسم الأعياد. وصلت الى شقتي التي تقبع في احدى ضواحي اثينا في الطابق.
السابع ماان ادخلت المفتاح وادرته حتى استقبلتني قطتي سوزي بلهفة شديدة وكأنها تخبرني بأنها مشتاقة اخذتها في حظني ووضعت لها بعض الطعام
في طبقها وبدأت تشكرني بطريقتها بعمل بعض اصوات المواء والألتصاق بي سوزي الجميلة ذات الشعر الأسود والعيون المائلة الى الزرقة وجدتها منذ اربع سنوات في الشارع كانت صغيرة جداً وضعيفة ووحيدة مثلي تماماً.
كانت تبلغ ثلاث اشهر فقط قمت بأخذها الى الطبيب البيطري حيث قام بفحصها واعطائها بعض اللقاحات وقمت بعدها بتربيتها معي.
اخذت حمام دافئ واخرجت قطعة بيتزا مجمدة من الثلاجة ووضعتها في المايكرويف لتجهز ونظرت الى الساعة التي كانت تشير الى السادسة وخمسة عشر دقيقة بعدة عدة دقائق تناولت البيتزا وارتديت ثيابي وخرجت مسرعة للوصل الى مكان عملي الثاني اللذي يبدأ من الساعة السابعة مسائاً الى 12 منتصف الليل في الحقيقة انا لااحتاج لعمل ثاني لكني اقوم بمساعدة الجدة فيكي امرأة كبيرة في السن ذات وجه بشوش تملك مطعم صغير للمأكولات اليونانية التقليدية منذ وفاة حفيدها اللذي كان يساعدها في المطعم.
بدت وحيدة وحزينة لذالك اقوم بمساعدتها قليلاً تعرفت عليها منذ قدومي الى اليونان واصبحت صديقتي فيما بعد اعمل، معها كي لاتصيبني الوحدة من الجلوس في شقتي وحيدة لقاء مبلغ بسيط من المال الجميل في الأمر ان المطعم قريب جداً من شقتي حيث يبعد خمس دقائق عنها فقط. المطعم قديم نوعاً ما وصغير مكون من 8 طاولات صغيرة مستديرة ذات كراسي خشبية قديمة وورق الحائط مزين برسومات تعبر عن تاريخ اليونان العريق وملوك اليونان والأغريق القدامى والهة الحب والحرب واله البحر والشمس.
وضعت الجدة فيكي شجرة عيد الميلاد دلالة على قدوم الكرسمس وبعض المنشورات المضيئة التي اعطت للمطعم اجواء حميمة الغريب في الأمر انه مزدحم طول النهار والليل من الصعوبة ان تحضى بمكان للجلوس بسبب الزخم الكبير الناس هنا تحب طعام الجدة فيكي ما ان وصلت حتى ارتديت ملابس العمل وشرعت به مر الوقت بسرعة كبيرة وسط هذا الزخم حيث اقوم بأخذ طلبات الناس وتوصيلها للطاهي يمكنني سماع الناس وهم يتكلمون.
في الأمور السياسية والأجتماعية والفنية ومختلف الأخبار وفي بعض الأحيان يتجادل الناس هنا حتى تتعالى اصواتهم وكأنهم. على وشك القتال
لكن سرعان ما تتدخل الجدة فيكي لحل هذا النزاع اتممت عملي وعدت الى شقتي.
خلعت ثيابي وارتديت ثياب النوم وذهبت للحمام لغسل وجهي خلعت النظارة.
ونظرت في المرأة طويلاً هذه النظارة تخفي الكثير من جمال وجهي لااحتاج الى ارتدها لكنها عادة اصبحت لدي منذ الصغر نظري سليم وهي مجرد اكسسوار اعتدت على ارتدائه اصبحت في 25 ومازلت ارتديها بعض الناس تظن بأني في 19من العمر وبعضهم يقول بأني ابدو في 30 من عمري حسب ارتداء النظارة فهي تعطيني اكبر من عمري انا فتاة متوسطة الطول 167 بيضاء البشرة ذات شعر بني غامق طويل وعيون بنية مائلة.
الى الصفار وزني مثالي لكني لاابالي بأظهار جمالي لان ليس هناك احد اظهر جمالي له. اليس كذالك؟ قلتها لسوزي التي كانت تقف ورائي تموء وافقتني الرأي بهز رأسها.
اكملت غسل وجهي واسناني وحملت سوزي وذهبت الى الفراش كانت.
تراودني الكثير من الأفكار لماذا لاارتبط بشاب وسيم يكسر حاجز وحدتي؟ لماذا اهرب عندما اشعر بأن قلبي على وشك الوقوع في الحب اعجبت بكثير من الرجال لكن عندما يبادلوني الأعجاب اهرب هذا الأمر جعل الرجال تنفر مني يالي من غبية وبلهاء فقط احتاج لمكر بعض الفتيات لكني جبانة على الوقوع في الحب ومن سيقع بحب فتاة تهرب منه عندما يبادلها المشاعر نظرت سوزي إلى نظرة وكأنها تقول لي ارجوك اخلدي الى النوم وكفي عن الكلام.
صوفيا: حسناً انسة سوزي سوف اخلد الى النوم ضبطت منبه هاتفي على الساعة السابعة اطفأت الأضواء وسرعان ماشرعت في النوم من شدة التعب.